رواية لا تقولي لأ الفصل الثاني عشر 12 - بقلم زينب سمير
12..
أنا هتعود وأنت كمان لازم تتعود.. عمر البُعد ما كان بيموت ودي دنيا ولازم تتعاش..
عادي أهـي خلصت زي ما كل حكاية بتخلص
أية اللي هيجرأ وأية اللي هيحصل لو أحنا مكملناش؟
لامبالاة وعدم أهتمام، دي المشاعر اللي فكرت كاميليا إنها هتخلص حلقة كاران وهي حساهم
الحيرة واللخبطة، هي المشاعر اللي كاميليا حست بيهم بعد ما خلصت الحلقة
شافت كاران من ناحية تانية، أو البُعد عن الضغوط اللي كانت حاسة بيها طول فترة سفرها هدأ ثورة مشاعر البغض اللي كانت حساها
فخلتها تسمع بتركيز، تستشف الحقيقة، تقدم أعذار وتَفَهُم
وتأكيـد لكلامه!
دلوقتي قادرة تشوف حلو كاران وتقول إنه حلو
حتى الوحش فيه، قادرة تستوعبه
زمان حتى الحلو شاكة فيه! قالتله البُعد حل ومصدقهاش!
حل لكتير من العلاقات..
دلوقتي كاميليا تقدر تعترف إن جزء كبير من كراهيتها ناحية كاران راحت
مشاعرها الحقيقية بدأ يتشال من عليها الغُبار اللي طغى في أخر فترة ليهم سـوا،
دلوقتي هي مش كارهه كاران، كاران مجرد شخص كان في حياتها، تتمنى يكمل بخير.. بعيد عنها!
****
في كافتيريا، دخلت لينا وباين على ملامحها العصبية، لمحت شارف قاعد مع بنت قربت وكل ملامحها مستنفرة
بصلها شارف بلا مبالاة والبنت بعدم فهم و- مين دي؟
شارف- لينا صـ..
- حبيبته ياحبيبتي
بصتله البنت بصدمة وغضب، وقفلت وهي بتصرخ- حبيبتك؟ مش على أساس إني أول بنت وأول حب في حياتك
شارف بتوتر وهو بيحاول يهديها- أستني هفهمك أنا ولينا اللي بينا مش كدا، دي بتضحك عليكِ و..
حاول يمسك دراعها يوقفها لكنها زقته بعيد عنها، بصتله بقرف ومشيت
وقف يبصلها للحظة قبل ما يلف يبص وراها للينا اللي قعدت بمنتهى البرود مكانه تشرب العصير اللي كان طالبه بمنتهى الأستمتاع، وبعصبية مكتومة- أية اللي عملتيه دا؟
بلا مبالاة ردت- أعتقد إني حذرتك قبل كدا وأنت مسمعتش كلامي، مش هسمح أشوف أي بنت قريبة منك، مش عايز نكون سـوا براحتك، لكن تكون مع غيري لا
بصلها بعدم تصديق و- لينا بطلي هبل، قولتلك اللي بينا خلص من زمان سيبيني في حالي وعيشي حياتك بقى..
ولا كأنه قال حاجة
زفر بضيق و- وممكن أعرف عرفتي منين المرة دي؟ أنا جبتها مكان عمرنا ما أتقابلنا فيه و..
سكت لما لمح كاران داخل من باب الكافية، بيخلع نضارة الشمس ويبص حواليه لحد ما لمحهم، قرب منهم وبتحية مرح للينا- لينو عاملة أية؟ الكافية تحفة زي ما قولتلك صح؟
هزت راسها بإعجاب وقبل ما ترد مسكه شارف من ياقته و- يبقى أنت اللي عرفتها
بصله ببراءة و- عرفتها أية؟
شارف بغيظ- والله حالتكم دي بقيت لا تُطاق..
بصلهم بتحذير و- دي أخر مرة تدخلوا في حياتي ويالينا بعد كدا إن فكرتي تقربي أو تدخلي في حياتي الخاصة مش هسكتلك، اللي بينا قولتلك أنتهى، أنا مش لعبة في إيدك تقربي منخا وقت ما تعوزي وتنفضيلها لما تحبي.. ولا حاجة بتملكيها علشان تفضلي محوطاني بالشكل دا وتمنعي أي حد يقرب مني
دا أنتي غلبتي كاران وعمايله في كاميليا
سكت في أخر كلامه وبص لكاران بندم، اللي مرر لسانه على شفايفه يظهر لا مبالاته وهو بيلعب في تليفونه
ظهر الندم في عيون لينا و- مكنتش أعرف إني مضيقاك أوي كدا، بس ياشارف أنا قولتلك إني بحبك بجد وندمانة على كل اللي عملته، بقالي سنة بحاول أصلح اللي بينا وأنت رافض تديني أي فرصة.. اعملك أية تاني؟
- تبعدي عني.. وتريحيني بقى
نطق بعصبية، وجودها مسبب ليه ضغط على محاولاته الواهيـة في الثبات، لينا بقيت لينا كما يُحب، بتبادله مشاعر ياما تمنى تملكها ناحيته
بتغير وتهتم.. وتحبـه! هـو!
دون غيره؟ عيونها عليه في وجود كاران، مهتمة بيـه في وجود كاران!
بصتله بزعل، شايفة رفضه الكامل ليها رغم كل محاولاتها المستمرة
شكلها خسرته فعلًا كحبيب، يمكن لو كملت يكره وجودها ك صديقة حتى!
بصت للأرض بحزن وهي بتوميء بنعم و- خلاص ياشارف هعمل اللي يريحك ومن ةنهاردة مش هقرب منك ولا هضايقك تاني، أعمل اللي تحبه.. ولو عايزني أكلم البنت اللي كانت معاك علشان أشرحلها سـوء الفهم اللي حصل قولي
بصلها بإرتباك من رد فعلها ومن الحزن اللي ظاهر في عيونها ومبيتحملوش
قبل ما يرد بـ- لا متشغليش بالك أنا هتصرف
قعد بسرعة جنب كاران يحاول يفتح معاه حوار ويبعد بتفكيره عنها و- أية جديدك؟
- ولا حاجة..
بص بعينه في فون كاران، بسرعة خفى كاران اللي بيعمله لكن شارف نجح إنه يلمح ويعرف كان بيعمل أية
إتنهد و- لسـة برضوا.. مزهقتش؟
مردش عليه..
- كاران.. كاميليا مش هترجع ولو رجعت مش هتكون ليك..
- عارف
خطف منه الفون في لحظة سهـو منه، لغى المتابعة لحسابها اللي كان فاتحه و- يبقى تاخد خطوة بقى علشان تنساها.. تنساها بجد وتعمل زي ما هي عملت، هي عاشت وكملت، أعتبرتك حكاية وخلصت.. أنت كمان أعمل كدا وأكتر من كدا كمان، أنت كاران وادي اللي اسمه لوحده يفتحله ألف سكة، قرب من غيرها وجرب.. يمكن!
يمكن سـر تمسكك بيها دا علشان كانت أول وحدة ومكنتش سامح لحد قبلها يقرب منك، أسمح لبعدها.. يمكن تلاقي اللي زيها وأحسن كمان
خسارة في الـ c.v بتاعك على فكرة إن تكون فيك كل الصفات دي والمعايير دي وتفتقد جزئية بتاع بنات، عيبة في حقك
- أنت فاكر كدا يعني؟
سأله بنص عين، أومأ شارف بتأكيد تـام و- كلك عيوب، مش ناقصك غير العيب دا وتبقى قفلت اللعبة، أنا عامل على مصلحتك
هشوفلك وحدة.. ماشي؟
- ماشي..
يمكن تلهيه؟ تنسيه؟ يحصل ويحبها بجد؟ يحصل وينسى كاميليا بجد..
أي أحتمال منهم حلو المهم يحصل
شارف اللي كان مطلع على كل لحظة لكاران خلال السنة اللي فاتت، حبه الغير محدود لكاميليا، وتعلقه بيها المجنون، تمسكه بذكرياتهم سـوا، خلاه كعادته بروح المساعدة اللي جواه، عايزه ينساها ويتخطاها.. مهما كانت الوسيلة.
- المهم مقولتليش أية اللي خلاك تصور حلقة البرنامج؟ وباباك وافق؟ مبيحبش أن الناس تعرف معلومات شخصية عنكم
بغرور- وادي مبيقولش لكاران لا
شارف بدهشـة- أبوك دا أول حد يكسر القاعدة، يحب ابنه البايظ ويتجاهل المجتهد الملتزم
ضحك كاران و- لما تخلف من حد بتحبه بيفرق برضوا، متنساش ماما حب بابا الحقيقي.. مامه طارق وريما كانت من أختيار جدو
- خلي بالك في ناس عادي بتحب أولادهم بعيد عن مين أمهم
- يمكن.. لو هما حابين يخلفوا أساسًا، لكن اللي يحب إنه يكون أب.. علشان يبقى أب لأولاد حبيبته بس.. عمره ما فكر في الفكرة قبلها.. بيكون مختلف
- وأنت أنهي نوع؟
بصله بطرف عينه ومردش، عرف شارف الأجابة بنفسه، افتكرها من حلقة البرنامج
- متقولش إنك صورت الحلقة علشان تعتذر لكاميليا بطريقة غير مباشرة! بتبررلها أخطاءك..
سكوته جاوبه
شارف بضيق وغيظ - لسة برضوا مهتم بيها حتى وهي بعيدة؟ شايف نفسك المُلام الوحيد
- لان دا حقيقي!
يمكن يكون دا حقيقي، لكن شارف مش شايف دا، من كتر ما شاف وأدرك عمق مشاعر حب كاران لكاميليا، بقى بيلوم كاميليا، أزاي مقدرتش حبه؟
محاولتش تصلحه.. تقبل تناقضه وتقلباته وتواجهه وتغيره
لية هربت وسابته؟
لية محبتوش زي ما هو حبها؟ بالقدر الكافي
وأتحججت بـ المشاعر بتتغير
هي فعلًا المشاعر بتتغير؟ هو وكاران نفوا دا، بحب كاران الدائم لكاميليا، وحبه الثابت للينا
لكن لينا!
مشاعرها أبة هي محل إعرابها؟ مختلطة ما بين المشاعر بتتغير، لكن لما بتثبت بتكون دائمة
سنين وهي بتحب كاران
وسنين وهي هتحب شارف
بقى خايف إن مشاعرها هي كمان تتغير..
- إن غلطت فهي كمان غلطت، الغلط متفاوت بدرجاته، ونِسبُه وحسب الشخص، متنساش أن دي نظريتها وهي اللي علمتهالنا
كل حاجة مش مضمونة وملهاش مقياس
السحر أنقلب ضـد الساحر؟
حُجتها بقيت غلطتها؟
كاميليا في عيون شارف مش بريئة، مش معصومة.. كاميليا مُلامة
حتى لو مش مُلامة، حبه لكاران يخليه معاه وضد أي حد
كما أعتاد
صداقة ملهاش تفسير!
****
' شكله طلع البرنامج علشان يقفل حوارات الماضي ويبدأ حوارات الجديدة
قفل سكة كاميليا علشان يفتح سكة نانديني..
قولولي تاني كدا مين نانديني دي؟
بنت خاله وبيقولوا في كلام عن أرتباطهم من أخر سفرية ليه هناك
مش دي البنت اللي ظهر وهو بيرقص معاها في الفرح؟
تخطى كاميليا خلاص؟
الرجال! '
صورة ليه مع بنت خاله كانت كافية بفتح باب لإشاعات وحوارات ملهاش زي
يمكن لأن.. ' دي أول وحدة ينزل صورتها على أكونته بعد كاميليا.. حد خد باله من دا؟ '
تعليق لفت أنتباه الكل، دوروا واثبتوا صحته، كاران مكنش عنده غيرها، شغله الشاغل يوثق لحظاته مع كاميليا
من بعدها وهو بينزل صور عادية أحيانًا بيوثق فيها ذكريات سفره، تجربة جديدة ليه وهكذا
وأحيانًا صور بتجمعه مع لينا وشارف وبس
دي أول مرة ينزل صورة لحد غيرهم.. لبنت.. نانديني!
تجاهل.. وعاش حياته، لسة مكمل يعيشها من غير أمل و.. بملل
مستني، هو عارف هو مستني أية.. رغم أستحاله حدوثه
حياته كانت كاميليا، أزاي في سهو منه كدا بقى ملوش حياة غيرها، أزاي رغم كل اللي حصل هو لسة بيحبها، أزاي هو.. كاران وادي.. رابط مصيره بمصير بنت.. وسايب القرار في إيدها
تحركه.. توديه وتجيبه، تسيبه!
تقوده!
وجـت اللحظة المنتظرة، كاميليا بتحدث على أكونتها بعد سنة غياب وبحاجة غير متوقعة
صورة ليها في مطار القاهرة
و ' هلا مصر '
-هلا كاميليا..
شاف الأستوري وهو راجع من المطار وفي إيده نانديني اللي جـت زيارة لمصر بلد عمتها
وقف العربية مرة وحدة بصتله بعدم فهم وبتعجب- ما الخطب كاران؟
فتحلها الباب و- أهبطي من السيارة
- ماذا؟ هل وصلنا؟
بصت حواليها مفيش بيوت، طريق سريع
- بلا.. لكن.. هناك مكان مهم يجب أن أذهب إليه
مسك ورقة ملاحظات موجودة في عربيته كتب عليها بسرعة عنوان، اداها فلوس
و- قومي بإيقاف أي سيارة أجرة وأطلبي منه أن يذهب بكِ لذلك العنوان
فتح إيديها وأداها الورقة، فتحلها الباب وشاورلها إنها تنزل
لسة بتبصله مسهمة ومتفاجئة فبصياح- أخبرتك أن تنزلي
- حسنًا.. حسنًا سأفعل، لا أصدق هل هذة طريقة ضيافتك واستقبالك لي؟ يالوقاحتك..
لكنه مهتمش، أول ما نزلت طلع يجري بعربيته غير مهتم
أزاي بنت أجنبية هتعرف تتصرف في بلد أول مرة تزورها بتتكلم بلغة مختلفة
لكنه شايف إنه قدملها الحلول والمساعدة المناسبة!
بعد شوية في بيت كاميليا، وصل قدام البيت، لمح عربية، البيت الساكن اللي ياما عدى قدامه، أبوابه مقفولة وشبابيكه، بقى فيه حياة.. فيه كاميليا!
نزل من العربية وراح بتهور للباب رن الجرس ووقف
قبل ما تجيله لحظة إدراك.. لية جـه بسرعة كدا
هيقول أية؟ هيحصل أية؟
مش وعد إنه هينسى؟ هيبعد؟
دار علشان يمشي لكن فات الآوان، الباب أتفتح
ريحة وصلتله، عارفها.. حافظها.. مشتاق ليها!
بص بلهفة غلبت عقله، وشـوق ملى قلبه، كاميليا حقيقي قدامه، من تاني، جميلة زي ما عارف، ويمكن أجمل زيادة..
بصلها من تحت لفوق ومن فوق لتحت بيملى عينه، ومش لاقي صوته!
قبل ما يستوعب موقفه، أتعدل في وقفته وحمحم بحرج.. التسرع!
لكن ملامح وشها المستريحة، البسمة الخفيفة اللي أترسمت على شفايفها وعيونها سكنته
- كاران! متوقعتش كدا.. ومتوقعتش غير كدا.. أتفضل
وسعت ليه الباب علشان يدخل
قعدت قدامه و- مبسوطة إني شوفتك أول حد في مصر، دا اللي كنت ناوية عليه، كنت عايزة اعتذر ليك أنا كمان كنت غلطانة مش لوحدك اللي غلطان، أنا كمان كنت بتصرف بناء على أفكاري ومشاعري محطيتش في بالي أعتبار ليك ولا فكرت فيك..
بعيدًا عن أختلاف نسبة الغلط، أنا آذيتك زي ما آذيتني
أنا وجعتك ويمكن أكتر من وجعك ليـا
علشان كدا انا أسفة جدًا، وكمان..
بصت للأرض بخجل وإحراج، فكرت صوابعها في عادة بتعملها لما تكون محرجة، حركة حافظها، أتعلقت عيونه عليها.. مشتاق لأقل حاجة تصدر منها
وبصوت مهموس.. لكنه مسموع- لو أنت موافق فأنا عندي أستعداد ندي بعض فرصة تانية والمرة دي هنكون صُرحا مع بعض وواضحين، حاطين مشاعر كل واحد في الأعتبار وهنحاول ننجح المرة دي سـوا، لأني عرفت إن مشاعري ثابتة ناحيتك ياكاران، حبيتك ولسة بحبك ياكاران..
كاران..
كاران..
ألا تسمعني؟
- كاران!
حرك راسه بخضة يبص جنبيه، نانديني جنبه في العربية، قدام مطار القاهرة، لسة متحركش بيها، ماسك الفون النفتوح على أكونت كاميليا، كاميليا محدثة فعلًا بخبر عودتها لمصر
كل اللي حصل حقيقة إلا شئ واحد.. مقابلته مع كاميليا!
كانت من خياله، يمكن من كتر تفكيره في أول لقاء هيجمعهم
أول ما عرف بظهورها.. عقله رسم اللقاء!
ياترى هيكون زي ما تخيل؟
ولا هيصدمه!
يتبع..
لـ زينب - سمير
#لا_تقولي_لا_2
#لا_تُنادي_بالفراق
كاران في الشهامة معندوش ياما أرحميني..
•تابع الفصل التالي "رواية لا تقولي لأ الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية