Ads by Google X

رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثاني عشر 12 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثاني عشر 12 - بقلم مريم محمد

تنفَّسْ من عُطور الصُّبح ذِكرا ، ليشرحَ يومُك الميمونُ صَدرا
وصلِّ على النبي صلاة حبِّ ، يُصلّ عليك ربُّ الكون عَشرا
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر

يامن رفع راسه بهدوء وهو بيفتح عينه بحذر، وسمع صوت أغنية اجنبية كلماتها كلها سخرية شغالة في العربية اللى اتفاجئ إنها سلمية مافيهاش خدش واحد وماحصلش إنفـ.جار ولا حاجة، قرب من العربية وفتح الباب لقى الصندوق اللي المفروض فيه القنـ.بلة مفتوح، وطالع منه زي أرجوز مطلع لسانه وبيتمرجح يمين وشمال، وتحته مسجل صوت اللى خرج منه صوت الإنفـ.جار وصوت الأغنية اللى اشتغلت وراه

يامن بص للصندوق وهو لسه مش مستوعب اللى بيحصل، ولقى فونه على الأرض بيرن فنزل بهدوء ومسكه، رفعه على ودنه وفتح الخط وهو بينهج من الخضة، فخرج من الفون ضحكة عالية ساخرة وبعدها إكس بيقول : والله ودخل عليك المقلب، مـ.ـت ضحك وأنت بتجري زي المجانين وبتصرخ

وبدأ يقلد طريقة يامن بسخرية : أنا حاطت قنـ.بلة في العربية وهفجـ.رها لو مابعدتوش

وضحك تانى بكل صوته : للأسف يا موني ده كان إختبار صغير ليك وأنت سقط فيه، أنا عطيتك فرصة تنقذ أختك بس انت أخترت الناس دول مكان أختك، أنا بعتلك قبل كده صو.ابع ايدها خليني افكر المرة دي ابعتلك ايه !! وخلى الناس اللى أنقذتهم ينفعوك

يامن بخو.ف : لا بالله عليك، أنا هعمل أي حاجة، قول أنت بس وأنا هنفذ والله من غير تفكير، بس مليكة لأ بالله عليك ماتعمل فيها حاجة

إكس قفل السكة في وشه، ويامن صرخ بكل صوته بقهر وقعد على الأرض وفضل يخبط راسه في باب العربية : ليه ليه بس ليه !؟

صرخ بكل صوته : مايغور كل الناس مايو.لعوا بجاز انت مالك !؟ ااااااه يارب 

في الوقت ده الشرطة وصلت للمكان بعد ما الناس بلغوا، واتقبض على يامن واخدوه للقسم عشان يحققوا معاه، الظابط : هاا يا ابني سامعك

يامن : ماعنديش حاجة أقولها

الظابط مسح على وشه بغيظ من يامن اللى مش عايز يقوله تفسير اللى حصل : بص ما هو معنى اللى بيحصل ده حاجة من الاتنين، يا إما أنت مجر.م وكنت عايز تأ.ذي الناس فعلا، يا إما أنت مجنون محتاج مصحة تتعالج فيها، ومن اللى أنا شايفه واضح إنك عاقل مش مجنون ولا حاجة فهيكون الإحتمال الأول إنك مجر.م ولو مافسرتليش حالا اللى حصل هضطر آسفًا أحولك للنيابة هما يتعاملوا معاك بمعرفتهم 

يامن فضل ساكت وهو بيبص في الأرض والظابط بيبصله بصمت، لحد ما عدى وقت طويل فاتنهد بيأس ونادى بصوت عالي على العسكري اللى واقف على باب مكتبه : يا عسكري خد الواد ده على الحبس

العسكري : أمرك يا فندم

وفعلا العسكري أخد يامن على الحبس ورجع للظابط بفون يامن اللى مش مبطل رن : حضرة الظابط لقينا ده مع ممتلكات المتهم ونازل رن من ساعتها

الظابط أخد الفون منه بص فيه لاسم المتصل (ابيه جاسم) : لما نشوف حكايتك ايه انت كمان 

رد على جاسم وبلغه باللي حصل مع يامن بعد ما عرف إنه اخوه، وطبعا جاسم كلم محمود وراح بسرعة على القسم يشوف اللى حصل ليامن بالظبط، كان متوتر وقلقان واستأذن يدخل ليامن وفعلا الظابط سمحله في محاولة منه إنه يقنع يامن يعترف باللى بيحصل 

جاسم بقلق : يامن أنت بتعمل ايه هنا !؟

يامن كان قاعد في الحبس ودافن راسه بين ايديه وأول ما سمع صوت جاسم رفع راسه وبصله بصمت، فهو قرب من القضبان الحديد وسأله بلهفة : طمني عليك الأول حصلك حاجة !؟

يامن حرك راسه يمين وشمال بمعنى لا ماحصلش، وجاسم اتنهد براحة : طيب فهمني ايه اللى حصل وأنت ليه هنا !؟

يامن فضل قاعد متردد شوية وبعدها قام من مكانه وقرب من الباب الحديد ووقف قصاد جاسم : إكس كلمني تانى

جاسم بمفاجأة : امتى !؟ وقالك ايه !؟

يامن اتنهد وهو بيفتكر : امبارح بالليل، كلمنى من رقم غريب زي كل مرة وقالي هديك فرصة تنقذ أختك، قالي في حاجة هيطلب مني أعملها ولو وافقت وعملتها هرجع البيت هلاقي أختى هناك

جاسم بلع ريقه بتوتر : وايه هي الحاجة دي بقى !؟

يامن أخد نفس طويل وكمل : قالي أطلع بره الفيلا هلاقي قدام البوابة صندوق فيه قنـ.بلة وجهاز التحكم بتاعها، طلب مني اخدها وأروح العتبه وهناك، هناك طلب

سكت وجاسم كان بيسمعه بذهول ومش قادر يستوعب اللى هو بيسمعه : وهناك طلب ايه !؟ تفـ.جر القنـ.بلة صح !؟

يامن حرك راسه بتأكيد وجاسم برق عينيه بصدمة : وأنت وافقت !؟

يامن بص في الأرض وسكت، وجاسم لف حولين نفسه بذهول وهو بيشد شعره وزعق : أنت غبي يا يامن ولا مجنون بالظبط !؟

قرب منه ومسك القضبان الحديد اللى يامن واقف وراها : وماقولتليش ليه يا غبي باللى بيحصل ده !؟ يا حمار ليه بتتصرف من دماغك ولوحدك !؟

قاطعهم صوت محمود من وراهم : عشان غبي وحمار

الإتنين بصوا لمحمود اللى كان وصل هو كمان وقابل الظابط اللى حكالة كل اللى يعرفه وهو راح لمكان الحبس وسمع اللى يامن قاله، محمود : طيب أفرض القنـ.بلة دي كانت حقيقية فعلا وما.ت حد بسببك كنت هتعمل ايه !؟ هاه !؟

يامن بخفوت : كنت عايز أنقذ مليكة 

محمود : وهو عشان تنقذ أختك تعرض حياة مئات الناس للخـ.طر !؟ لو حسبناها بالعقل فسوري بقى حياة المئات أهم من حياة أختك

يامن قرب منه ومد يده من بين الحديد وشده من هدومه : أنت اتجننت !؟

محمود زق ايده بعنف واتكلم بحزم : لا يا يامن انا ماتجننتش أنت اللي اتجننت وبقيت خطـ.ر كمان على كل اللي حوليك 

قرب منه ومسك الباب الحديد : أنت عارف عقوبة اللى أنت عملته ده ايه !؟ أقل حاجة ممكن تاخدها سنتين سجن لحد خمس سنين، قولي بقى هتتصرف إزاى سعدتك في المصيبة اللى وقعت نفسك فيها دي !؟

جاسم مسك دراعه برعب على أخوه : لا يا محمود ماتقولش كده، أكيد ليها حل غير السجن، يامن ماينفعش يدخل السجن

محمود : خليه يدخل يمكن صواميل مخه المفوته دي ترجع مكانها 

بص ليامن وكمل : وبعدين تعالا هنا، أنت بجد من كل عقلك كنت عايز تفـ.جر قنـ.بلة في الناس !! لا ومختار العتبة وقت الظهر يعني مكان مليان ناس قد كده

يامن : أنا روحت فعلا هناك كنت متردد وخايف بس أنا كنت زي الغريق اللى بيتمسك في قشاية، قولت أكيد مش هتكون قنـ.بلة بجد فكرت إنه بس عايز يخوفنى وقد كان، بس لما روحت هناك كان بيراقبني، كلمني وقالي أنزل من العربية وابعد عنها وبعدها قالي افـ.جر القنـ.بلة 

بص لمحمود وجاسم الاتنين : مش هنكر انى فكرت للحظة أنفذ كلامه عشان خاطر مليكة بس والله ماقدرتش، شوفت كل الناس حوليا مليكة شوفتها في كل الوشوش وحطتها مكان كل البنات اللى قدامي وماقدرتش أنفذ، أنا مابتحملش على مليكة الهوا الطاير وأكيد الناس دول أهلهم زي، قولتله مش هقدر بس لقيته بيضحك وبيقولي كنت عارف إنك مش هتقدر وعشان كده جهزت نسخة تانية من جهاز التحكم وأنا اللى هفجـ.رها

أخد نفس طويل وكمل : ماقدرتش اقف ساكت وأنا شايف حياة الناس في خطر، فقربت من العربية كأني كنت بعاقب نفسي على انانيتي، لو فـ.جر القنـ.بلة فعلا هكون أنا أول واحد بتأذي، حاولت بكل جهدي أبعد الناس بقدر الإمكان عن العربية بس ماعداش دقيقة ولقيت انفـ.جار صوته هز المكان كله، بس ماحدش حصله حاجة عشان اكتشف في الاخر ان القنـ.بلة كانت مسجل صوت مصنوع على شكل قنـ.بلة رقمية، وكل ده كان خدعة من إكس 

بص لمحمود بندم : أنا ماكنتش عايز آذي حد صدقني

محمود اتنهد بقلة حيلة وطبطب على كتفه : أنا عارف، بس ده ماينفيش حتى إنك غلطت غلطة كبيرة، وهتتعاقب عليها يعني هتتعاقب

يامن حط وشه في الارض وسكت، وجاسم بص لمحمود : ايه اللي هيحصل دلوقتى !؟

محمود : دلوقتى هو هيفضل في الحبس أربع أيام على ذمة التحقيق، هيفرموه استجواب يا يعترف ويلبس القضية ويتسجن مش أقل من سنتين يا يسكت ونشوفله محامي يخرجة منها

جاسم مسك دراعه : بالله عليك يا محمود أعمل أى حاجة عشان تخرجه

محمود حرك راسه بموافقة : هحاول بس ماوعدكش أنى هعرف 

قرب من يامن وضربة على راسه : غبي

سابهم ومشي وجاسم قرب من يامن : ماتخافش أنا معاك وهعمل كل اللى أقدر عليه عشان تطلع من هنا

يامن : اوعدني يا جاسم لو حصلي حاجة كمل أنت تدوير على مليكة، ماتهداش غير لما تلاقيها، ماشي !؟

جاسم مسك ايده بلهفة : بطل بقى كلامك ده، أنت هتخرج من هنا صدقني، وهنكمل تدوير مع بعض

يامن حرك راسه بفهم وجاسم فضل جنبه أكبر قدر ممكن من الوقت لحد ما العسكري قاله وقت الزيارة خلص ولازم يمشي

******** 
مرام في المستشفى جالها ايميل إنها اتقبلت في مستشفى الهبة وتقدر تبدأ في الشغل كمان خمس أيام يعني مع بداية الشهر الجديد، أول ما قرأت الرسالة نطت من مكانها بسعادة وهي بتصقف وبتتنطت : هييييييه أخيرا أخيرا 

حلا المساعدة بتاعتها كانت بتبصلها باستغراب : خير يا دكتورة !؟

مرام راحت ناحيتها بسرعة وحضنتها جامد : أنا مبسوطة أوي أوي أوي أوي يا حلا 

حلا ابتسمت : يارب تتبسطي دايما 

مرام أخدت اللاب بتاعها وبصتلها : أنا رايحه لبابا، شوية وجاية تانى 

سابتها وراحت بسرعة على مكتب باباها، وقفت قدام الباب واخدت نفس طويل تهدي بيه نفسها شوية، الممرض المساعد لباباها شافها فقرب منها باستفهام : محتاجة حاجة يا دكتورة !؟

مرام بصتله : هو بابا معاه حد جوه ولا فاضي !؟

الممرض : ايوه معاه حالة جوه 

مرام حركت راسها بفهم واستنت لحد معاد استراحة الغدا وراحت لباباها تانى، خبطت ودخلت المكتب كان ناصر واقف ورا مكتبه بيقلع البالطو بتاعه، بصلها بابتسامة : تعالي يا حبيبة بابا

مرام اتقدمت منه شوية ووقفت قصاد المكتب الناحية التانية وسألت بتوتر : حضرتك فاضي أقولك على حاجة !؟ 

ناصر : ايوه يا بابا تعالي 

مرام اتنحنحت : رايق طيب !؟

ناصر بصلها باستغراب : في ايه يا مرام عاملة مصيبة ايه وخايفة تقوليها كده !؟

مرام حركت ايدها بسرعة قدام وشها : لالأ ربنا مايجيب مصايب ابدا، أنا بس كنت عايزة اتناقش معاك في موضوع كده 

ناصر قعد على مكتبه وهو بيطلع علبة الغدا اللى هناء بتعمله ليه كل يوم، وبتصر عليه ياخده وما ياكلش من بره : ماشي اقعدي اتغدي معايا وقوليلي موضوع ايه اللي عايزاني فيه 

مرام قعدت قصادة وفتحت اللاب بتاعها على الميل وحطته قدامه وهو بصله بعدم فهم : ايه ده مش فاهم !؟

مرام : حضرتك فاكر مستشفى الامراض النفسية اللى كلمتك عنها قبل كده وقولتلك نفسي أشتغل فيها !؟

ناصر بص لبنته وهو بيجهز نفسه للي هيسمعه دلوقتى واللى متأكد إن بنته عملته : اه فاكرها مالها دي !؟

مرام بدأت تفرك صوابعها في بعض بتوتر : كانوا من فترة منزلين إعلان على صفحتهم الرسمية إنهم طالبين دكاترة يشتغلوا عندهم؛ عشان كذا دكتور طلع معاش وده عمل أزمة في العمالة، فأنا يعني، بعت السي ڤي بتاعي ليهم وكده، وده، ردهم، بعتولي الميل ده من شوية أنى اتقبلت عندهم وممكن ابدأ شغل من أول الشهر الجديد 

ناصر كان بيسمعها بانتباه وصمت، وهي لما سكوته طال رفعت راسها ليه وبصتله بقلق : حضرتك ساكت ليه !؟

ناصر : عايزاني أقول ايه يعني !؟ وسيادتك بقى جاية تاخدي رأيي وتتناقشي في الموضوع معايا زي ما قولتي ولا جاية تديني خبر باللي عملتيه !؟ عاجبكم عاجبكم، مش عاجبكم اخبطوا راسكم في اتخن حيط، مش كده برضه !؟ 

مرام بلهفة : لالأ ابدا والله يا بابا 

ناصر : ابدا والله يا بابا !؟ ابدا إزاى يا بابا وانتي خططتي وقررتي ونفذتي كمان وخلصتي كل حاجة وجاية دلوقتى تبلغيني زيي زي الغريب 

مرام : حضرتك، اناااا 

ماعرفتش تقول ايه فسكتت وهو : أنتى ايه !؟ اقولك أنا أنتى ايه !؟ أنتى لما لقيتي الكلام ماجابش معانا نتيجة أنا وأمك فقولتي خلاص أعمل اللى أنا عايزاه واحطهم قدام الأمر الواقع، ما هو حضرتك مدلعة آخر دلع وماينفعش يكون في حاجة نفسك فيها وماتحصلش 

مرام وطت راسها للأرض وعيونها بتلمع بالدموع من كلام باباها اللى أول مرة في حياتها تسمع بقساوته منه، وهو كمل : وأنا لو قولتلك دلوقتى شغل في المستشفى دي مافيش هتعملي مناحة طبعا 

مرام حركت راسها بنفي وهمست بخفوت : بس في شرط جزائي لازم يدفع لو قررت أستقيل قبل ست شهور 

ناصر فرك راسه بضيق : طبعا لازم تلوي دراعنا، روحي يا مرام شوفي وراكي ايه ولينا كلام تانى في البيت 

مرام بصتله : بابا أنا ا___ 

ناصر قطع كلامها : اتفضلي على شغلك يا مرام أنا مش فايقلك دلوقتى 

مرام قامت واخدت اللاب بتاعها وهي عيونها متعلقة بناصر اللى قفل علبة الأكل وماتغداش حتى، وهي دموعها لمعت في عينيها واخدت بعضها وطلعت بره المكتب بحزن، ورجعت مكتبها لقت حلا مستنياها 

حلا باستغراب : مالك يا دكتورة ما كنتي طايرة من الفرحة من شوية ايه اللى حصل !؟

مرام اتنهدت بضيق وهي بتقعد على كرسيها : باينلها كده مافيهاش فرحة يا حلا، دخلي الحالات اللى بره أنا ماليش نفس اتغدى 

حلا : حاضر يا دكتورة 

******** 
محمود روح بيته بعد ماتكلم مع المأمور المسؤول عن قضية يامن، وحاول معاه على قد ما قدر إنه يخرج يامن بس هو أصر إنه يتعاقب، ومحمود قاله إنه هيجيله تانى عشان يوصلوا لحل وسط 

منصورة : حمد لله على السلامة يا بطلنا 

محمود ابتسم : وسعت منك أوي دي 

منصورة بابتسامة : وسعت إزاى بقى وأنت دايما في ظهرنا وبتساعدنا، وآخر حاجة لقيت هاجر ورجعتهالي سليمة 

دخلت المطبخ جابت أطباق العشا حطتهم على السفرة وهي بتكلمه : ألا صحيح من ساعتها وأنا عايزه اسألك أنت عرفت منين إنها اتخـ.طفت وكمان وصلتلها بالسرعة دي !؟ 

اتعدلت في وقفتها وبصتله بمشاغبة : للدرجة دي طلعت ظابط شاطر واحنا اللى متغفلين !؟

خلصت كلامها وضحكت وهو بيبصلها وبيفكر يقولها ايه بالظبط !؟ ياترى لو قالها الحقيقة هتتقبلها ولا هترفضها زي سامح !؟ طيب يكذب عليها !؟ هو ماتعودش يكذب على حد قبل كده 

قطعت سرحانه منصورة اللي اتكلمت باستغراب : سرحان في ايه !؟ كل ده عشان سألتك لقيت هاجر إزاى !؟

محمود اتنهد وهو بيقلع جاكيت بدلته الميري ورماها على الانتريه وقعد جنبها بإرهاق : مش أنا اللى عرفت مكانها دول رجالتي، كنت حاطت حراسه عليكي انتى وهي عشان خوفت حتاته ينفذ تهديده ويحاول يأذيكم 

منصورة بإستغراب وتفكير : كنت حاطت علينا حراسه !! يعني لما هاجر اتخـ.طفت كل ده كان تحت عينكم وماحدش حاول يساعدها !؟ طيب ليه !؟ 

محمود اتنهد بتعب فهو عارف إن اللي جاي مش هيكون سهل ابدا : كنا عايزين نوصل لمكان حتاته 

منصورة شهقت بصدمة : انتوا استخدمتوا بنتي طعم ليهم !؟

سكتت شوية وبعدها بصتله بذهول : وأنت كنت عارف كل ده وموافق !؟

محمود سكت وهي بتهز راسها يمين وشمال بصدمة حقيقية وقربت منه : أنت عملت كده في بنتي !؟

ضربته على صدره جامد وهي بتزعق : أنت اتجننت يا محمود ولا ايه !؟ طيب أفرض كان حصلها حاجة كنت هتعمل ايه هااه !؟ 

صوتها العالي خلا كل اللى فى البيت يتجمع عندهم وهما مش فاهمين حاجه بس حاولوا يهدوا الدنيا شوية 

شاكر : عيب اللى انتى بتعمليه ده يا منصورة، الكلام مش كده 

منصورة بانفعال : عيب !! وهو لسه شاف عيب المتخلف ده !؟

محمود قام وقف : عندك، أنا مش عيل ولا واحد عقله على قده عشان تكلميني كده، أنا فاهم بعمل ايه كويس، يمكن اه أخترت طريقة صعبة شوية عشان أنفذ مهمتي بس في الأول ولا في الآخر كنت مخطط لكل حاجة وكنت حريص أن هاجر مايحصلهاش حاجة، وعلى فكرة عشان أنتى بس ماتعرفيش الأشكال اللى أنا بتعامل معاهم، فالناس دول أ*سخ مما تتخيلي، ولو كان حصل ورجالتي اتحركوا وخلصوا هاجر من قبل مايخدوها وعرفوا إنكم تحت حراسة مش بعيد حتاته كان بعتلكم حد تانى لحد بيتكم وأوضة نومكم كمان، وكان هيأذيكم ومش بعيد يقتـ.لكم، فقبل ماتزعقي وتغلطي فيا أفهمي الأول أبعاد القضية كلها وطبيعة الناس، ولا ناس ايه بقى !؟ طبيعة الحيوانات اللى بتعامل معاهم، عن إذنكم 

سابهم ودخل أوضته وقفل الباب وراه، وشاكر بص لمنصورة : ليه يا بنتى كده !؟ وهو يعني هيعمل حاجة تأذيكم أنتى أو بنتك !؟ أومال لو ما كانش اقرب واحد ليكم وقلبه عليكم دايما كنتي عملتي ايه فيه !؟ 

منصورة ودت وشها بعيد بتكشيرة، هي عارفة كويس إن محمود بيخاف عليهم أكتر من نفسه بس هي أم وبتخاف على بنتها من الهوا الطاير 

سناء : أدخلي يا منصورة اعتذري للراجل 

منصورة كشرت اكتر : اعتذرله على ايه بالظبط !؟ إنه عرض حياة بنتى للخطر !؟ لا يا ماما مش هيحصل 

خلصت كلامها ودخلت أوضة بنتها وقفلت الباب عليها وقعدت تعيط وهي بتتخيل ايه اللى كان ممكن يحصل لبنتها لو محمود أتأخر عليها شوية، طيب لو كان الرجالة اللى اخدوها تاهوا من الشرطة كان ايه هيكون مصيرها !؟ مليون سؤال وتخيل وكلهم اسوء من بعض 

في الصالون بره شاكر بص لمراته : بنتك لسه مجنونة زي ما هي يا أم جمال 

سناء : أعملها ايه طيب !؟

شاكر : تعقليها، كتر خير الراجل إنه شايل همهم وبيعمل عشان خاطرهم وخاطر مصلحتهم، أنا مش معاه بصراحة في الطريقة اللى استعملها بس هو أدرى بطبيعة الناس اللى بيتعامل معاهم وطريقة تفكيرهم 

بص لهاجر اللى بتراقب كل ده من بعيد بصمت تام : تعالي يا حبيبة جدك هنا واقفه بعيد ليه تعالي في حضني 

هاجر قربت من جدها وحضنته وهو طبطب على كتفها بحنية : ماتزعليش من محمود يا حبيبتي أكيد هو كان مجبر على اللى عمله ده 

هاجر هزت راسها بفهم وسكتت وهي بتفكر في محمود واللى عمله، وبعد وقت سناء خرجت من عند بنتها بعد ماتكلمت معاها شوية : راسها وألف سيف ما تتقبل الكلام 

شاكر : خلاص سيبيها شوية وبكره نتكلم، تعالوا بينا نتعشى يلا بقالكم يومين اكلكم ضعيف، يلا يا هاجر 

قعدوا التلاته يتعشوا بعد ما منصورة رفضت تخرج من الأوضة، ومحمود قالهم إنه اتعشى في القسم 

وبالليل بعد ما الكل نام هاجر كانت نايمة في حضن مامتها، فتحت عينيها وبصت عليها لقتها نايمه فقررت تنسحب بهدوء من جنبها وخرجت من الأوضة وراحت لمحمود أوضته، دخلت من غير صوت وبصتله كتير أوي وهي مستنيه تحس بأى إحساس مختلف ناحيته بس لأ نفس الإحساس حست بيه، الأمان والدفى وشعور قوي مسيطر عليها إنها عايزة تترمي في حضنه 

طلعت على السرير بهدوء ودخلت في حضنه وهو حس بيها فهمس : مالك يا حبيبتي !؟

هاجر حركت راسها بولا حاجة وهو : أنتي عارفه إننا ماينفعش ننام مع بعض صح !؟

هاجر حركت راسها بايوه ودخلت في حضنه اكتر وهو اتنهد وطبطب على شعرها بحنيه وضمها لقلبة وهمس : ماتزعليش مني يا هاجر، عارف أنى عرضت حياتك للخطر بس أنا كنت واثق فيكي وعارف إنك قوية، وكنتي دايما تحت عيني وكنت هحميكي مهما يحصل، لو كان التمن روحي ماكنتش هبخل عليكي بيها 

هاجر بهمس : عارفه 

رفعت راسها وبصتله : بس لو كنت اتاخرت شوية !؟

محمود : وماتأخرتش، جيتلك بأسرع ما عندي وماتأخرتش، أنا ماقدرش أتأخر على روحي، وانتي روحي يا هاجر، أختي الصغيرة اللى مربيها على ايدي واللى بحبها أكتر من نفسي ولو أطول اديها عنيا ماتغلاش عليها، إزاى عايزاني أتأخر عليكي !؟

هاجر بصتله شوية بصمت وبعدها دخلت في حضنه تانى : وعشان كده مش زعلانه منك بس أنا لسه خايفه يا ابيه 

محمود ضمها جامد لحضنه بيطمنها وباس راسها : اوعي تخافي وأنا في ظهرك وخليكي متأكدة أنى دايما هحميكي بروحي وماحدش يقدر يقربلك ابدا أنتى أو منصورة، وماتنسيش كمان سامح اللى هيحميكم وهيحافظ عليكم سواء أنا موجود أو لأ فماتخافيش يا حبيبتي 

هاجر حركت راسها بفهم وفضلت في حضنه لحد ما نامت بعمق وهو بيطبطب على شعرها لحد ماراح في النوم هو كمان 

وتاني يوم الفجر منصورة صحت من النوم مالقتش هاجر جنبها فقامت مخضوضه تدور عليها لحد ما لقتها نايمة عند محمود فاتنهدت بقلة حيلة من بنتها وتعلقها الشديد بأخوها، قربت منهم وشافت بنتها نايمه براحة كبيرة جدا باينه على ملامحها، ومحمود محاوطها بدراعه كأنه بيحميها حتى وهو نايم، قعدت جنبهم على السرير وقربت من محمود باست راسه وهمست : حقك عليا

بصتله بصه اخيره قبل ما تخرج من الأوضة، صلت وحضرت الفطار عقبال ما يصحوا 

********* 
يامن في الحبس مش قادر يقعد على بعضه ورايح جاي في المكان وهو بيفكر ياترى محمود هيعرف يخرجه من هنا ولا لا !؟ بس هو برضه غبي إزاى سمح لاكس يلعب بيه بالطريقة دي ويخليه يفكر يعمل حاجة متخلفة زي دي !؟ هو فعلا كان مستعد يفـ.جر القنـ.بلة عشان أخته !؟ وهي أخته كانت هتبقى مبسوطه أصلا لو ده حصل !؟ مش بعيد كان يتقبض عليه ويتعـ.دم بتهمة القـ.تل قبلها 

نفخ بضيق من كتر الأفكار دي ووقف عند باب الحبس ومسك القضبان الحديد وسند راسه عليها بخنقه، قاطعه صوت من وراه بيتكلم بضيق : ما تهدى بقى يا أخينا أنت روشتنا من الصبح رايح جاي رايح جاي ماتكن شوية بقى 

يامن بص للراجل اللى بيكلمه واللى باين عليه الإجر.ام : وهو أنا كنت ماشي فوق راسك !؟

الراجل قام وقف بنرفزة وقرب من يامن : يعني مش بس مزعج لا وقليل الأدب كمان، وأنا اللى غلطان أنى ساكتلك من ساعتها 

يامن : وهتعمل ايه يعني !؟

الراجل وهو بيشمر كمامه : هتشوف يا لذيذ 

وبدون أى مقدمات ضربه لكمة في وشه، ويامن ماكانش متخيل إنه هيضربه خصوصا إنهم في القسم وفي عساكر واقفين قدام الباب كمان، بس اللى صدمه فعلا رد فعل العسكري اللى بص عليهم وابتسم : براحة على الواد يا شاكوش، مش قدك ده 

يامن أدرك أن ماحدش هيساعده فحاول يدافع عن نفسه وقبل ما يرفع ايده عشان يضرب شاكوش ده سمع حد بيزعق من وراه : ايه اللي بيحصل هنا ده !؟

كلهم بصوا ناحية الصوت اللى كان جاسم واقف وغضب الدنيا باين على وشه : أنت يا متخلف أنت إزاى تضربه كده !؟ وأنت يا حضرة الظابط إزاى واقف ومش بتعمل حاجه !؟ ده أنا هوديكم كلكم في ستين داهية 

الظابط اتوتر وشاكوش ساب يامن اللى قرب من الباب الحديد وهو بيبص لجاسم بفضول : ها عملت ايه !؟

جاسم مسك وشه بين ايديه وبيحركه يمين وشمال بتفحص : جبت محامي معايا وقالي هيخلص الموضوع ماتقلقش 

وزعق مرة واحدة وهو شايف كدمه جنب عين يامن وبص لشاكوش : والله العظيم ماهعدي اللى حصل ده 

وبصل ليامن بحنيه : أنت كويس يا يامن !؟

يامن : ماتقلقش أنا كويس 

عدى الوقت وبمساعدة محمود والمحامي فعلا قدروا يخرجوا يامن بكفالة وبشرط إنه هيتحط تحت المراقبة من الشرطة لفترة عشان يتأكدوا من حسن سلوكه وإنه مش هيحاول يعمل تصرف متهور زي اللى عمله قبل كده 

.
جاسم وصل يامن البيت وصباح أول ما شافته جريت عليه وضمته جامد وهي بتعيط : كده برضه يا يامن !؟ بقى كده توقع قلبي من الرعب عليك، مش كفاية مليكة !؟ 

يامن : انا آسف يا دادة حقك عليا 

صباح مسكت وشه بين ايديها وهي بتبصله بتفحص ولاحظت الكدمه اللى جنب عينه : مين عمل فيك كده !؟ اوعى تقول الظباط !!

يامن : لأ ده واحد كان في الحبس معايا 

صباح : يا حبيبي يابنى، ليه كده عملتله ايه المجر.م عشان يأذيك بالشكل ده !؟

يامن نزل ايديها من على وشه : ممكن نعتبره عقاب ليا على محاولة أذ.ية الناس فاتأ.ذيت أنا في المقابل 

جاسم أدخل في الكلام : كفاية بقى كده، اللى فات مات خلاص، أطلع يا يامن خد دش وغير زمانك مخنوق من قاعده الحبس، وأنتى يا داده لو مش هنتعبك بس تحضريلنا لقمة ناكلها، زمانه ماحطش لقمه في بوءه من ساعة اللى حصل 

صباح : يا خبر، حالا أحلى غدا يكون عندك، اطلع يا حبيبي أنت خد دش وهتلاقي الغدا جاهز 

يامن المرة دي ما قاوحش قصادها وطلع أوضته أخد دش وغير ونزل اتغدوا كلهم سوى وبعدها يامن طلع أوضة اخته، نام على السرير وغمض عينيه بتعب بس حس بحاجة ناعمة بتمشي على وشه ففتح عينه ولقى القطة الصغيرة بتتمسح في خده، فرفع ايده ومسد عليها بحنيه، فالقطة دي بقت مرتبطة باخته ولما بيطبطب عليها كأنه بيطبطب على أخته وبيواسيها 

القطة لفت كذا مره حولين نفسها وبعدها اتكورت قدام يامن وبصتله ونونوت، وبعدها حطت راسها على ايديها ويامن ضمها ليه وغمض عينيه والاتنين ناموا في حضن بعض 

********* 
درة من ساعة ما أخوها اتقبض عليه وهي تايهه ومش فاهمة أى حاجة بتحصل حوليها، حاسه بصدمة وذهول مسيطرين عليها بعد ما عرفت اللى أخوها كان بيعمله وسبب قبض الشرطة عليه، معقول حاتم كان شيطان بالشكل ده وهي ماتعرفش !؟ 

قطع سرحانها مع نفسها صوته الرجولي الهادي : آنسه درة مش هتاكلي برضه !؟ 

درة بصتله بعيون زايغه وتوهه : ماليش نفس يا صبر 

صبر قعد على الأرض قصادها وبص عليها وهي ضامه رجليها لحضنها وسانده راسها على ركبتها وشارده في الولا حاجة : ماينفعش كده يا آنسه درة أنتي بقالك كذا يوم مابتاكليش كده هتتعبي 

درة فضلت ساكته شوية وبعدها بصتله : حاسه إن قلبي واجعني أوي يا صبر، إزاى حاتم جاله قلب يعمل كل ده !؟ إزاى قدر يكون شيطان كده ويمثل الطيبة والمثالية قدامي !؟ ولا أنا اللى كنت هبله أوي لدرجة أنى ماحستش باللى بيحصل حوليا !؟ ياااااه، صعب أوي لما الوجع يجيلك من أقرب الناس ليك، قد ايه بيكسر ويهد الواحد 

صبر بصلها بشفقة فقد ايه هي بتعاني وقلبها بيوجعها بسبب أخوها حاتم أو الملقب بحتاته، ودرة سرحت تانى، حاتم كان طول عمره بيحافظ عليها، كان أحن انسان شافته على وش الأرض، حرفيا كان شايلها على كفوف الراحة، كل طلباتها كانت مجابة من قبل ما تطلب، آكل وشرب ولبس وكل حاجة كان نفسها فيها كان بيجيبهالها لحد عندها، وكان بيخاف عليها من الهوا الطاير لدرجة إنها لما كانت بتروح جامعتها أو أى حته كان بيبعت معاها صبر -وده أكتر راجل بيثق فيه- عشان يحميها دايما ويلبيلها كل طلباتها 

ضمت رجليها لحضنها أكتر وهي بتفتكر اللى حصل من أسبوع، بعد كليتها استأذنت أخوها تروح حفلة يوم ميلاد واحدة صاحبتها واترجته كتير لحد ماوافق، وفعلا راحت الحفلة وصبر معاها زي العادة، دخلت سلمت على صاحبة الحفلة وباركتلها وعطتها هديتها وبعدها راحت سلمت على باقي البنات صاحبها وقعدت معاهم ياكلوا حلويات ويتكلموا ويضحكوا سوى

بعد وقت صبر قرب منهم بهدوء عشان ما يسببش ليها أى إحراج أو ضيق واتكلم بصوته الهادي المريح : آنسه درة إحنا اتأخرنا أوي كده وأخو حضرتك هيقلق عليكي

البنات صحابها بصوله منهم اللى بصله بإعجاب ومنهم اللى بصله بسخرية، ومنهم واحدة اسمها أفنان كانت بتحقد على درة جدا : يلا يا كتكوتة عين اخوكي الساعة بقت حداشر ولازم تروحي البيت قبل ما السحر ينتهى

درة بصتلها بضيق وصبر بص للبنت ورد بهدوء : مش عيب إن أخ يخاف على أخته ولا غريب إنه يكون حريص على سلامتها، الغريب فعلا إن الأهل مايخافوش على أولادهم ويسيبوهم يطلعوا ويدخلوا براحتهم بدون إهتمام، ده بيطلع ناس مشوهة نفسيا واجتماعيا وبيخلوهم يحقدوا على باقي الناس اللي عندهم المفقود بالنسبة ليهم، ونصيحة مني والله ياريت لو تعرفي ناس شبه كده توديهم لدكتور نفسي في أسرع وقت

بص لدرة اللي بصتله بامتنان وشال شنطتها الصغيرة : يلا يا آنسة

درة حركت راسها بموافقة وقامت : اشوفكم بكره يا بنات

مشت وسابتهم يحرقوا في أعصابهم مع نفسهم وراحت ركبت عربية أخوها، وصبر حط شنطتها جنبها وطلع قعد عند كرسي السواق وبدأ يسوق بصمت زي عادته 

درة بخفوت : شكرا 

صبر : العفو مافيش حاجة

وصلوا أخيرا للمنطقة اللى عايشين فيها واستغربوا الشوشرة اللى موجودة، وصبر أول ما لمح عربيات الشرطة غير طريقة بسرعة وبدأ يبعد بالعربية تحت استغراب درة، اللى قربت من الشباك تشوف ايه اللى بيحصل عند بيتهم وليه الشرطة محاصره محل جزارة أخوها بالشكل ده، لا وكمان بيقبضوا على اللي شغالين فيه 

فضلت تتابع ده بذهول لحد ما العربية عدت من قدام شارع غريب بالنسبالها واللي برضه كان فيه شرطة وفي مشهد عمرها ماتخيلت في يوم تشوفه، لقت أخوها واقع على الأرض وواقف قدامه ظابط رفع مسدسه وضر.ب على رجله نا.ر

درة صر.خت بر.عب وخوف على أخوها وفضلت تخبط على الازاز وهي بتصر.خ في صبر إنه يرجعها، بس هو رفض وكمان قفل اللوك بتاع الباب عشان ماتحاولش تنطت من العربية في لحظة تهور وعدم وعي منها

بعد وقت طويل شوية وصلوا لمكان بعيد جدا عن المنطقة بتاعتهم ممكن نقول منطقة تانية خالص، وصبر أول ما فتح قفل العربية درة نزلت منها وطلعت تجري بكل سرعتها عايزة توصل لأخوها بأي شكل من الأشكال بس صبر جرى وراها بسرعة ومسكها 

درة بصر.يخ : أبعد عني أنا لازم أروح لاخويا، يا حاتم حاتم

صبر بشفقة : ارجوكي كفاية كده اخوكي خلاص اتقبض عليه ووجودك هناك مش هيكون في صالحك ابدا

درة بعدم تصديق : ليه !؟ ليه أخويا يتقبض عليه !؟ حاتم ماعملش حاجة وحشة عشان يتمسك، حاتم مافيش حد أحسن واحن منه في الدنيا ليه يتمسك ليه !؟

صبر مسك كتافها الاتنين جامد عشان يثبتها : ده اللى أنتى مفكراه الحقيقة إن اخوكي أكبر تاجر أعضـ.اء ودعـ.ارة في القاهرة

درة بصتله بذهول تام وعقلها عاجز تماما عن تقبل كلام صبر أو حتى استيعابه، رفعت ايديها على صدره بتبعده عنها بعنف وبتحاول تحرر نفسها من قبضته القوية : كداب أنت كداب ابعد عني، أنا هروح لحاتم وهقوله على كل كلامك ده وهو هيعاقبك، أنا أخويا عمره ما يعمل كده، أخويا بيتاجر في اللحوم مش، مش اللي أنت بتقوله ده، أنت كداب

صبر : للأسف بيتاجر في لحوم البـ.شر

درة بصتله ومافيش على لسانها غير كلمة كداب اللى بترددها بهستيرية، وصبر شدها وراه بقوة دخلها عمارة قديمة شوية وطلع بيها لشقة فاضية واللى تكون شقته هو، قعدها بالعافية على الكنبة قدام التلفزيون اللى فتحه وفضل يقلب فيه شوية لحد ما لقى خبر القبض على حتاته اللى هو متأكد إن الدنيا كلها هتتكلم عنه، رفع الصوت شوية وبص لدرة : أهو شوفي بنفسك

درة بصت للشاشة اللي شافت عليها اخوها متكلبش وبيدخلوه القسم والمذيع بيتكلم : خبر عاجل، تم القبض على أكبر تاجر أعـ.ضاء في القاهرة والملقب بالسمسار حتاته

درة حطت ايدها على ودانها مش مصدقة اللى بتسمعه من المذيع اللي بدأ يتكلم عن كل جرايم حتاته وعن المخطـ.وفين اللي وجدوهم في مقره السري وعن عدد الضحا.يا بتوعه، وماقدرش تستحمل كل ده وماحستش بنفسها غير وحوليها سحابة سودا بلعتها جواها

**********
تانى يوم يامن كان قاعد في مكتبه في الشركة فونه رن وكالعادة رقم غريب، مسك الفون ورد بهدوء عكس النار اللى بتولع جواه : مين !؟

وجالة الرد اللى كان متوقعه والصوت المزيف -اللى بيستخدمه أكتر شخص بيكره- بيرد عليه : براڤو عليك إنك عرفت تخرج من السجن، صدقني كنت هزعل جدا لو ماعرفتش تطلع، أصل مين اللى هتسلى عليه ساعتها

وضحك بكل صوته ويامن بيضغط جامد على قبضة ايده لدرجة ان مفاصله ابيضت، واتكلم من بين أسنانه : صدقتى هيجيلك يوم وتقع تحت ايدي وساعتها مش هرحمك

إكس : مش لما تعرف أنا مين الأول ده أنت حتى يا شيخ ماعندكش مشتبه بيه تشك هو ولا لأ، وماشي تخبط في كل حته شوية، بس هساعدك عشان تعرف إن قلبي رهيف

يامن ركز معاه أوي وهو أتكلم : أنا شخص قريب منك معاك في شركتك بس مستحيل توصله

ضحك بسخرية : عارف ليه !؟ عشان أنا اذكى منك

ضحك بكل صوته وضحكته دي بتجنن يامن، وهو بطل ضحك : انجوى بقى يا يومي، حاول تعرف أنا مين بس بسرعة لو عايز توصلي قبل ماعمل حاجة في أختك

ضحك تانى وقفل السكة في وشه، ويامن حط الفون على المكتب : هوصلك صدقني هوصلك لو دا آخر حاجة هعملها في حياتي 

******** 
في مكان تانى في شركة يامن كان في موظف ماشي في الطرقة قدام الحمام الرجالي رايح ناحية الاسانسير، ووقف قدام باب الحمام : مش ده صوت أستاذ يوسف !؟

سكت شوية وهو بيسمعه بيتكلم في الفون وقال باستغراب : هو الراجل اتجنن ولا ايه !؟ في حد يضحك كده في الحمام !؟

كمل طريقة تانى وهو بيخبط كف على كف : وأنا مالي ياكش يتلبس حتى

وقبل ما يوصل للأسانسير خبط في جاسم اللى كان جاي قصاده ماشي بسرعة عايز يروح لمكتب يامن، بعد ما عرف إنه موجود في الشركة

الموظف : أنا آسف حضرتك كويس !؟

جاسم بابتسامة : أنا كويس ماتقلقش

سابه ومشي بس الموظف لمح حاجة في الأرض فأخذها ونادى على جاسم اللى وقف وبصل،ه فالموظف مد ايده : دي وقعت من حضرتك

جاسم : شكرا

أخدها منه ومشي بسرعة، والموظف مذهول من كل اللى بيحصل معاه النهاردة، ووقف قدام الأسانسير وضغط الزرار بتاعه عشان يطلعله : كل دي ولاعة !؟ حد برضه يجيب ولاعة على شكل أسد !؟ لا وذهب كمان، ألا الأغنية دول عليهم حاجات غريبة 

الأسانسير وصل وهو ركب ونزل، وفي آخر الطرقة جاسم كان واقف بيبص مكان الموظف ما كان ماشي ونظراته كلها غموض 

__________يتبع

توقعاتكم يا حلوين 

بقلم/مريم محمد عبد القادر 
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍

 •تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent