قصة مرام الفصل الثالث عشر 13 - بقلم Lehcen Tetouni
قصة_مرام_الجزء_الثالث_عشر
.... يصعد المصعد للطابق الثالث بينما ترتجف مرام وتعطي ظهرها للباب ثم يقف المصعد ويفتح الباب فتجد مرام يدا تشدها لخارج المصعد تقول هيا تعالي معي أنا زوجة إسلام هيا بسرعة قبل أن يرانا أحد وتأخذها لشقتها وتدخلها لغرفة نومها حيث يجلس إسلام، وهي لاتزال بثياب الرقص ولكنها تلبس جاكت إسلام
قالت فاطمه لي إسلام نم أنت في غرفة الأولاد هذه الليلة ومرام ستبيت معي يخرج إسلام من الغرفة ويغلق الباب
قالت مرام أنا آسفة لأنني اقتحمت عليك حياتك وشاكرة علي مساعدتك لي و اهتمامك بأولادي
قالت فاطمه هم أولادي الآن فلا تقلقي عليهم ولكن ادخلي الحمام واغتسلي وخذي هذه الثياب وألبسيها واطمئني فلن يراكي أحد، فالأطفال قد ناموا
تخلع مرام جاكت إسلام وتعطيه لفاطمة وتأخذ الثياب وتذهب للحمام حيث تغتسل وتلبس الثياب التي أخذتها من فاطمة وتجلس في الحمام تبكي نادمة على كل شئ فعلته وجعلها تخسر زوجها وأطفالها وتصبح مشردة بلا مأوي
بعد نصف ساعة تخرج وتدخل غرفة فاطمه فتجدها قد أعدت طعاما بينما يجلس إسلام علي الأرض أمام الصينيه
قالت فاطمه تعالي سنأكل سوياً، نحن الثلاثة
قالت مرام شكرا لك ثم تجلس بجوارهم
قال إسلام يوجد بيض كما تحبينه
قالت مرام شكرا لك ثم تقول لنفسها: لا زلت تتذكر حتي أدق التفاصيل في حياتي وأنا الآن وبعد أن فقدتك للأبد أراك أفضل رجل في العالم ولكن لن أفسد عليك حياتك المستقرة ففاطمة تستحقك فهي امرأه متدينة ومحترمة وأنا أستحق فقط ما حدث لي
قالت فاطمه لقد حكي لي إسلام ماحدث لك، وأتمني أن تكوني تعلمت الدرس حتي لا تكرريه في المستقبل ، ولكن لن نتركك تغادرين في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل
وقد تكلمت مع إسلام بخصوص هذا الموضوع كي يجد لك مسكناً صغيرا حتى لو كان غرفة وحمام لتعيشي فيها، وسنجد لك عملاً كي تنفقي منه علي نفسك: مثل كشك بقالة صغير مثلاً
قالت مرام أشكركم على اهتمامكم بي أنت فعلاً فتاة جيدة فلو كنت أنا مكانك ما كنت سمحت بدخول الزوجة السابقة لزوجي لمنزلي ولا كنت فعلت شيئا مما تفعلينه أنت الآن
ولكن يجب أن أبتعد قدر الإمكان عن هنا حتي لا أفسد عليكم حياتكم، ويكفي ما أعطيتموني إياه من ثياب ومال
قالت فاطمه لا شكر على واجبولكنك آمانة عندنا الآن ولا يجب أن نضيعك لذا فأنا اعرض عليك أنت وزوجي عرضا وهو أن يردك لعصمته وقبل أن تكمل حديثها يقف إسلام
لو سمحت فاطمه لا تكملي فأنا لن أقبل عرضك ثم يخرج تاركاً الغرفة
قالت فاطمه : لا تنزعجي فهو
قالت مرام لا تكملي فهو لن يستطيع العيش مع امرأة عاه.رة مثلي وفي كل مرة سيقترب مني سيتذكر كم الرجال الذين أختلوا بي وهو لن يتقبل ذلك أنا أعرفه فقد أخبرني ذلك بنفسه
ولو عرضت علي هذا العرض بعد طلاقي من محسن و قبل اختطافي في ذلك اليوم لقبلت فوراً لأنني كنت أنانية ولا أفكر سوى في نفسي، ولكن الآن وبعد ما حدث معي، مستحيل أن أقبل وأدمر حياتكم المستقرة، فأنا شؤم علي زوجي وأولادي وأهلي وغداً صباحاً سأغادر هذه المدينة ولكني أريد رؤيه أولادي قبل رحيلي، وأريد منك طلباً شخصياً آخر
قالت فاطمه اطلبي ما تشائين
قالت مرام أعطني بعض الصور للصغار حتي أنظر إليهم كلما اشتقت لهم
قالت فاطمه حسناً كل ما تريدينه بسيط ولكن خذي هذا البرقع وألبسيه وسوف آخذك لرؤية الصغيران صحيح إنهما نائمان الآن ولكن حتي لا يظهر وجهك ويتعرفوا عليك لو استيقظ أحدهم فجأة
ثم تلبس مرام البرقع ويتجهان نحو غرفة الأولاد وتفتحها فاطمه بهدوء فتجد إسلام يجلس في زاوية الغرفة في الظلام فيمسح دموعه بسرعة ويخرج من الغرفة
بينما تتجه مرام نحو سرير ولديها وتقبلهم وهم نيام
ثم تخرج مسرعة وتدخل الحمام وتنهار من البكاء
وبعد أن تهدأ تعود لغرفة فاطمه قالت لها لقد جهزت لك بعض الثياب والصور لتأخذيها معك
نظرت مرام للصور وتقبلها صورة صورة ثم تجد صورة لزفافها هي وإسلام هل مازلتم تحتفظون بصور زفافي؟
قالت فاطمه بالطبع فولديك من حقهما التعرف على صورة أمهما ولكنك أنت الآخري ستأخذين واحدة للذكري
فتتجه مرام نحو فاطمه وتعانقها شكرا لك فعلا أنت وإسلام تستحقان بعضكما لأنكم طيبان
قالت فاطمه شكرا عزيزتي هيا نامي قليلاً فغداً أمامك يوم طويل وخذى هذا المال مني لقد وفرته من مصروف البيت لتستعيني به علي شراء بعض البضاعة ليساعدك علي العيش دون سؤال الناس
قالت مرام لقد أعطاني إسلام راتبه، لذا لن أخذ شيئاً آخر، حتي تستطيعوا إكمال الشهر فنحن في بدايته وأن أعرف ظروف إسلام جيداً فهو لا يمتلك دخلاً آخر
فاطمه لا تقلقي أبقيت بعض المال معي لو سمحت خذيه
مرام تأخذ المال فهي تعرف أنها ستحتاج لسكن ومال لتبدأ به أي عمل ثم تذهب للنوم
وفي الصباح قبل أن يستيقظ الأطفال تأخذ مرام حقيبتها التي جهزتها لها فاطمة وتستعد للخروج وبينما تقف علي الباب تودع فاطمة وتستدير لتخرج وفجأة يستيقظ ابنها ساهر ويجري نحو فاطمة ويسألها من هذه يا أمي
قالت فاطمة هذه صديقتي سلمي ثم تنزل مرام البرقع وتستدير نحو ساهر وتحتضنه وهي تبكي بدون أن تصدر صوتاً
قال ساهر اتركيني خالتي فأنت تألمينني
فتتركه مرام وتقف فتأتي ابنتها سارة وهي تمسح عينيها،
فتتجه مرام نحوها وتحتضنها
قالت لها سارة: من أنت؟
فلا ترد مرام
قالت سارة هل أنت خرساء لذا لا تتكلمين فتهز مرام رأسها بالإيجاب فتمسك سارة البرقع تريد أن ترفعه فتقف مرام بسرعة وتأخذ حقيبتها وتجري علي السلم فيتبعها إسلام لباب العمارة أين ستذهبين؟
قالت مرام لأقصي مكان لا يعرفني فيه أحد
قال إسلام انتبهي لنفسك، ولا تكرري نفس الخطأ مرةً آخري
مرام لا تقلق لقد تعلمت الدرس جيداً ولن أقع في نفس الفخ مرتين
قال خذي هذا هاتفك القديم صحيح أنه موديل بأزرار وبدون كاميرا ولكنك ستحتاجينه، ورقمي مسجل عليه لو أحتجت لشئ اتصلي بي
قالت لست بحاجة له ولن أزعجك بعد اليوم
قال على الأقل خذيه كي أطمئن عليك بعد استقرارك ثم غيري الشريحة بعد ذلك لو أحببت، ولكن أرجوك هذا من أجلي أنا لأني سأكون مرتاحاً عندما أعلم أنك أصبحت بآمان
مرام تأخذ الهاتف،
قالتشكراً لك علي كل شئ، أرجو أن تهتم بزوجتك وقل لها كل الأحاسيس التي تشعر بها من أجلي ثم تخرج بعد أن تضع البرقع علي وجهها وتغادر وقد أغرقت الدموع وجهها
بينما يصعد إسلام لشقته مرةً أخري وهو يغالب دموعه حتي لا تنزل وعندما يفتح باب الشقة يفتح ذراعيه لاطفاله هل أنتم مستعدون للذهاب للمدرسة يا أبطال؟
قالو الأطفال نعم يا أبي ثم يجرون نحوه ويحتضنونه فتسقط دمعة من عينه قالت له سارة لماذا تبكي يا أبي؟
لقد دخلت ذرة غبار في عيني هيا بنا للمدرسة حتي لا أتأخر عن عملي
قالت فاطمه انتظر لحظة إسلام ثم تشده إلي جانب الغرفة
خذ هذا الخاتم وبعه كي ننفق منه باقي الشهر
قال لا لن أبيعه فهو من حقك سأتصرف لا تقلقي
قالت أنت من اشتريته لي ونحن نحتاج المال الآن وعندما يأتيك مال إضافي اشتري لي غيره فمعي ذهب غيره
لو سمحت لا ترد يدي
يأخذ إسلام الخاتم منها ويقبلها في جبينها
أتعرفين فاطمه أنت أفضل هدية أعطاني الله آياها لتعوضني عن صبري الطويل ثم يأخذ الأولاد وينصرف
•تابع الفصل التالي "قصة مرام" اضغط على اسم الرواية