رواية الحلم و السراب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم إيمان عطية
وصلت مع الست روضة لبيتها… أصرت إني أتغدا عندها الأول وبعدين نروح سوا نشوف المكان اللي هسكن فيه… زوجها كان راجل طيب ومحترم زيها وكان معاهم (سيف) إبنهم في الاعدادية… وعندهم بنتين (نيفين ونرمين) قاعدين في مصر مع جدتهم وخالتهم،… البنات واحدة في الثانوية العامة والكبيرة في تانية جامعة.
بعد الغدا نزلنا عشان نقابل المالك ونتفرج عالسكن… كان قريب جدا من بيت روضة… وكان جميل ونضيف… والفرش كمان بحالة جيدة.. اتفقنا عالسعر ودفعت إيجار سنة مقدم… المالك قاللي لو تحبي تستلمي من دلوقتي أجيبلك المفتاح… وافقت طبعا لأني خلاص سبت الفندق… جبت شنطة هدومي من عربية روضة ودخلنا سوا أنا وهي نضفنا المكان وحطيت حاجتي في الدولاب… وقعدنا مع بعض شوية شربنا شاي واتكلمنا شوية وبعدين استأذنت عشان تمشي وتسيبني أرتاح.
_ هقوم بقا يانوجا واسيبك ترتاحي عشان سايبة سيف لوحده…. وده لو مش قاعدة قدامه… ولا هيذاكر ولا هيمسك كتاب.. ولا هيسيب التليفون من إيده… وماتنسيش معادك بكرة في المدرسة… عاوزاكي تجمدي كدة وتخلي ثقتك في نفسك ملهاش حدود.. وربنا يوفقك إن شاء الله.
_ والله ياطنط منا عارفة اشكرك على أيه والا أيه… مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه والله.
_ مش قولنا بلاش الكلام ده… إنتي بقيتي في غلاوة بناتي يانوجا… وهقف جنبك عشان خاطر ربنا وعشان قلبي اتفتحلك من يوم ماشوفتك… وكمان عشان ربنا يحفظلي بناتي ويكرمني فيهم.
_ إن شاء الله ربنا هيكرمك فيهم عشان انتي تستاهلي كل خير.
_ إن شاء الله ياحبيبتي.. يلا سلام.
_ مع ألف سلامة ياطنط.
ودعتها وقفلت الباب واترميت عالسرير ميتة من التعب وحاسة إني هنام أسبوع.. عيني راحت في النوم بمجرد ماحطيت راسي عالمخدة… قمت بعدها بكام ساعة لقيت الساعة 2 صباحا.. معرفتش اكمل نومي… قمت شربت نسكافيه وفتحت التليفزيون… قعدت قدامه بس شردت وافتكرت كل اللي حصللي من حوالي شهر.. من أول يوم شفت فيه أحمد لحد النهاردة… إفتكرت الحلم اللي فضل يطاردني كام شهر بإني ارتبط بيه… وافتكرت اليوم اللي حلمي اتحول فيه لحقيقة.. لما شافني وعجبته وطلب يتقدملي… إفتكرت لما اتكلمنا عن ماضيه وأكدلي إنه انتهى بالنسباله.. وافتكرت إصراره إنه يتمم جوازنا بسرعة… وافتكرت كمان ليلة دخلتي اللي كانت أسوأ ليلة شفتها في حياتي… والحلم اللي بقا سراب… إفتكرت مكالماته مع حبيبته السابقة وهو قاعد معايا بنفس الأوضة وكأني مش موجودة.. إفتكرت ازاي شيلت لقب مطلقة وانا لسة عذراء… تخيلت نظرات الناس ليا والأسئلة الكتير اللي هشوفها في عنيهم وأغلبها هتكون اتهام ليا بالفشل والتقصير بدون رحمة… قلت لنفسي أنا غلطت ف أيه… أيه اللي انا عملته واستاهل إني يحصللي كدة بسببه… إفتكرت ماما وبابا وفرحتهم بيا، وتخيلت صدمتهم وحزنهم لو عرفوا اللي جرالي… فكرت كتير هتصرف ازاي واكلمهم ازاي عشان اطمنهم عليا… قررت أكلم سامية أختي واتظاهر إني كويسة وف أحسن حال…. واخليها تطمن ماما وبابا عليا وتبقا تكلمني لما تكون عندهم عشان أكلمهم فيديو وأملي عيني برؤياهم…. فكرت كتير لدرجة إن النوم طار من عيني لحد ماسمعت آذان الفجر… حسيت براحة وطمأنينة وقمت اتوضيت وصليت الفجر.. وقريت ماتيسر لي من القرآن لحد ماحسيت بالنعاس.. قفلت المصحف واستسلمت للنوم… ماقمتش إلا الساعة سبعة ونص.. قمت جري عشان الحق معاد المقابلة في المدرسة… جمعت أوراقي بسرعة ولبست ونزلت بحاول أوصل في معادي….. وفعلا الحمد لله وصلت المدرسة الساعة 8 بالظبط… كان في زحام على البوابة… الظاهر الكل جاى متأخر زي حالاتي… كانوا طلبة ومدرسين ومدرسات… قدمت خطواتي عشان أدخل وابعد عن التزاحم ده… لقيت حد خبط في كتفي دفعني للناحية التانية والدوسيه اللي فيه أوراقي وقع على الأرض تحت أقدام اللي داخلين.. إتعصبت جدا واتدورت اشوف الغبي اللي خبطني… قلت أكيد طالب متهور مستهتر اللي عمل الحركة دي… بس استغربت لما لقيته واحد طول بعرض شكله زي درفة الباب… بصيتله بغيظ عشان يحس على دمه ويعتذر أو يوطي يلم الأوراق اللي اتبعثرت بسبب همجيته.. لكن اتفاجئت بتعبيرات باردة لشخص عديم الذوق… معالم وشه الوسيم طاغي عليها البلاهة وكأنه غايب عن الوعي… كان زي التايه أو اللي شارب حاجة… إستغفرت وفضلت انفخ ووطيت ألملم أوراقي من الأرض وانا عمالة أبرطم في سري على حظي اللي باين من أولها… جمعت الأوراق وببص حواليا مستنية حد يعتذر على الأقل.. لكن لقيته فص ملح وداب… وبعد خطوتين لقيته قدامي على بعد خطوات وواحد تاني مسنده وداخل معاه لغرفة جوة المدرسة… شكلها غرفة المدرسين… قلت تلاقيه واحد فلتان طول الليل سكران وجاي مش في وعيه عشان يرازي في خلق الله… حاولت اتجاوز الموقف وابعد أي طاقة سلبية ممكن تعكرلي اليوم… ماهو انا لازم انجح مفيش قدامي غير كدة… مديت خطوتي ودخلت غرفة المدير… خبطت على الباب ودخلت.. ألقيت السلام وقدمت نفسي وسبب زيارتي…. قدمت المؤهل الدراسي والتخصص والمستندات المطلوبة… والحمد لله تمت الموافقة على طلب التعيين بعد إجابتي على عدة أسئلة بنجاح والحمد لله.. قمت واستأذنت بالانصراف على أن يبدأ عملي في اليوم التالي واستلام جدول الحصص الخاص بي…
طلعت من المدرسة وروحت السوق اشتريت شوية حاجات واكل وفاكهة… ودخلت السوبر ماركت اشتريت شوية حاجات للتلاجة…. أخدت تاكسي ورجعت السكن…. رتبت الحاجات في المطبخ والتلاجة…. سمعت رنة تليفوني عرفت انها أكيد روضة عاَوزة تتطمن عليا… منا مليش غيرها في البلد دي دلوقتي… بس اتفاجئت إنه أحمد اللي بيكلمني.. سكتت لحظات من المفاجأة وبعدين رديت السلام..
هو : إزيك يانجوى عاملة أيه.
أنا بصوت جاف: الحمد لله أنا تمام… خير في حاجة.؟
_ أبدا.. أنا بس حبيت اتطمن عليكي بعد ما عرفت إنك لسة هنا مارجعتيش مصر… وكنت عاوز اعرف لو اقدر أساعدك بحاجة في الإجراءات..
_ لا متشكرة.. مش محتاجة حاجة … وعلى فكرة أنا مش هارجع مصر دلوقتي… ولو عاوز تخدمني بجد يبقة تساعدني إن محدش في مصر يعرف إننا انفصلنا… أنا في شغلي وانت في شغلك وعشان كدة مش بنكون مع بعض… ده يعني لو حصل وماهر أخد باله من حاجة…
_ طيب إنتي هتشتغلي هنا بجد؟
_ أيوة.
_ تمام.. ربنا يوفقك.. أنا بس كنت عاوز اتطمن عليكي واقولك إني عملتلك حساب في البنك حطيتلك فيه مؤخر الصداق… وآسف مرة تانية على كل اللي حصل. وربنا يعوضك خير باللي أحسن مني.
_ تمام… شكرا… مع السلامة.
قفلت معاه ونفسي صعبت عليا… إترميت عالسرير وفضلت اعيط بحرقة… أحداث كتير سريعة مرت عليا مش قادرة استوعبها ولا أتخطاها…. وبعدين ياربي…. يارب اديني الصبر والقوة عالنسيان والتسامح…. أنا فعلا حبيته جدا… واتصدمت فيه جدا… لكن مش قادرة اكرهه ولا أنساه… ولا عاوزة أكرهه… عيني غفلت دقايق إستسلمت فيها للنوم لأنه كان الراحة الوحيدة اللي بتخرجني من التفكير والوجع… قمت بعدها معرفش فات وقت قد إيه على صوت رنة التليفون… قمت مفزوعة وقلبي فضل يدق من التوتر.. معقول؟ معقول أحمد بيرن تاني؟؟
_____________
توقعاتكم؟؟ وكيف يكون ردها؟؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية