رواية حارة تايسون الفصل الثالث عشر 13 - بقلم زينب سمير
' حارة تـايسـون '
الفصل الثالث عشـر ..
طال شروده وهو ينظر لها وقد ارتسمت علي وجهه بسمة غير مفهوكة لها بالمرة ، نظرت له بتعجب من نظراته لها ولـ الفستان الذي بين يديها ، لا تنكر ان الفستان نال علي إعجابها رغم سـواده .. ننادته .. لتسأله:-
_تايسون انت جايبه للية اسود ؟
اخيرا فاق من شروده خرج صوته الرجولي قائلا:-
_انا شايفك مجنونة وبتحبي التجدد فقلت اجيبهولك اسود وتتجنني في دا كمان
اعجبتها كلامته وافكاره ، فاحتضنت الفسان لها وهي تهتف:-
_تصدق فكرة حلوة !
ابتسم لها بنظرات رغم عنه كانت حنونة ولامعة ، نظرت له فرأت تلك النظرات فبقيت تطالعه ببسمة سعادة كبيرة مرتسعة علي وجهها ، وهي تشعر بدقات قلبها تتعالي تدريجيا بحب له ، وكلما زادت لمعة عيونها ولين نظراتها كانت تتسع بسمته تدريجيا
فاق اخيرا من حالته تلك فتنحنح قائلا قبل ان يغادر الغرفة:-
_هسيبك بقي علشان تجهزي ياعروسة
وتركها تقفز في مكانها بسعادة عليا لانها ستتزوج به بعد قليل ..
مع ارتفاع اذان المغرب كانت الاصوات بدأت تعلو حول منزل تايسون والارجل بدأت تتوافد علي المكان ، ما ان اخفق صوت الاذان الخاشع حتي بدأت ترتفع الزغاريط من سيدات الحارة والاغاني ، الجميع كان يتراقص بسعادة
بينما يتم توزيع المسليات عليهم والهدايا
فكانت الهدايا تُزيـد من سعادتهم اضعافا
وصلت اخيرا نشوي لمقر المنزل ، اخذتها ام السعد لغرفة ابنتها ، فتحت الباب دون طرق ودخلت بلهفة ، عندما لمحتها وعـد تركت طاولة الزينة واقتربت منها لتحتضنها ، ما ان ضمتها حتي عَلي صوت بكاء الاثنتين ونشوي تقوم بتقبيل كل ما يطولها من وجهه ابنتها وهي تهتف:-
_حبيبتي .. وحشتيني ياعمري .. وحشتيني ياروحي
وكلمات كثيرة من ذلك القبيل ، لم تبتعد عنها بسهولة قط ، بل طال الحضن ربما الي مدة العشر دقائق ، حتي فرقتهم مـي من احضان بعضهما وهي تهتف بمرح:-
_كفاية كئابة ياوعـد وعياط المكياج باظ
ضمت نشوي وجهه ابنتها بين يديها وهي تهمس بحب:-
_برضوا لسة حلوة من غير حاجة
ابتسمت وعـد لوالدتها وعادت تحتضنها بأشتياق بالغ وقد ترقرق الدمع في عيونها من جديد ..
. . .
كان الجميع علي علم مسبق بأنه تم كتب الكتاب ، فلا حاجة لـ الانتظار اكثر ، لـذا علي الساعة السابعة مساءا تقريبا ، طرق تايسون علي باب غرفتها ودخل ، وقعت عيناه عليها فتوقفت خطواته عن السير ، فتح فمه مشدوها من جمالها ، حيث ارتدت فستانها الاسود الانيق الذي كان يغطي جسدها كلـه ورغم ذلك كان فائق الجمال عليها وصففت خصلاتها القصيرة ووضعت مشبك الماسي علي جانبه فكان مظهرها ما بين الطفولة والجمال ، ظل شاردا الي امـدا بعيد يحاول ان يستوعب ان تلك الساحرة التي امامه هي زوجته حقا
عندما طال تطلعه زاد احمرار خديها ، ابتسمت بخجل وهي تنظر للارض ، تركتهم مي واستأذنت لتغادرهم هي و تتركهم علي راحتهم
اقترب منها بخطوات بطيئة مازالت تؤثر عليها شدوة جمالها وعندما وصل رفع كفه ليتلمس وجنتيها ، ارتعشت بين يديه بخجل بيّن بينما خرج صوته هامسا بحرارة:-
_انتي اجمل من الجمال ياوعدي
رمشت بعينها عدة مرات بكسوف فقال وهو يمرر يده علي سائر وجهها:-
_انا بقول نلغي الفرح
وغمز لها بعينيه ، فقالت برجاء:-
_لا ارجوك انا عايزه انزل
اؤما بالنفي وهو يقول بعبث:-
_تعالي بس معايا اوضتنا وهنعيش
زمت شفتيها بضيق وخوف من ان يفعل ذلك ، فتبسم وهو يضع يدها بين يديه ويتجه بها صوب باب الغرفة و:-
_مش هنزعلك ياوعدي وهننزل ياستي
قالت بتسأل:-
_انت لية بتقولي وعدي ؟
أجاب ببساطة:-
_علشان انتي وعدي
. . .
حديقة المنزل الكبيرة كانت مقسمة لنصفين ، احدهم خاص بالرحال والاخر بالسيدات ، يفصل بينهم ممـر طويل علي نهايته كان يوجد مقعدين مزينين خاصا بالعروسين ، كانت هناك اضواء تلف المكان اجمعه والطاولات عليها اغطية زرقاء اللون جميلة ، " كوشة " العروسين كذلك كانت بها منقوشات زرقاء ، عندما طلت من بوابة المنزل توسعت عيون الناس زهولا من طلتها ، فستان اسود ؟
هل ترتدي أحدهم فستان اسود يوم زفافها ؟ اي تشاءم هذا بالله ؟
نطق نصري بزهول وهو ينظر لإبنته:-
_اية اللي بنتك لبساه دا يانشوي
نطقت نشوي بسعادة:-
_فستان اسود .. تصدق حلو وفكرة مجنونة
تدخل سامح بضحك:-
_والله يامرات عمي انتي غريبة
نشوي براحة:-
_ما دام بنتي فرحانة في اي حاجة يبقي انا فرحانة ، وبعدين ماله الاسود ؟ ما مخليها منورة اهي
علي الناحية الاخري ..
همست وعـد لتايسون بضحك:-
_الناس من الصدمة .. نامت
ابتسم وهو يوافقها رأيه و:-
_اصلهم اول مرة يشوفوا عروسة لابسه اسود
طالعته بنظرات ذات معني وهي تغمغم:-
_وهو مين السبب ؟
مال ناحيتها وقبل إحدي وجنتيها و:-
_خلاص متزعليش ياوعـدي
شهقت بقوة من آثـر فعلته وطالعته بنظرات محذرة ، ابتسم لها بلامبالاة مصطنعة وهو يعاود النظر لـ الامام بحثا عن جعفر
وجده بعد قليل فتم تواصل بصري بينهم قصير ، ثم اختفي جعفر عن الساحة
. . .
كان عقل نصري مشوش وهو يحاول ان يربط الخطوط ببعضها لعله يصل لشئ ، ينظر امامه لابنته وزوجها وسعادتهم بعقل شارد في امر جاسر الصاوي وعائلة الصاوي ، لحتي الان لا يعرف أهناك علاقة تجمع بين الاثنين فعلا ام لا ؟
وأن كان .. فهل فعلا جاسر يعرف بتلك الحكاية ؟
ان كان يعلم فـ حتما ما يحدث الان ليس من تدابير القدر وفقط بل ممزوجه ايضا بتخطيط ذلك الـ تايسـون
حقا بات تائها ، أ اخرج أبنته من جوف رامز ليضعها في جوف المخاطر ؟!
علي جانب اخر .. بعيد عنهم كليا
بوسط البلد ..
هتفت السيدة فوزية وهي تتطلع لـ السماء بعين حزينة رافعة يدها لـ السماء تشكو لربها وتدعو قائلة:-
_يارب انا اكتر واحدة عارفة حفيدي ووجع قلبه وناره ، متحرقهوش بنار الكرة يارب وفوقه منها ، انتقم منهم من غير ما يرتكب هو حاجة يارب ، وسامحه .. هو بيعمل كدا علشان حرقته علي عيلة مقدرش يحس بحنانهم يارب ، خطفوهم من بين ايده فمتخطفهوش من الجنة يارب ، فوقه قبل فات الاوان يارب
ولعل الله يستجيب لدعائها يوما .. لعل !
أتذكرون تلك السيدة التي عملت وعـد علي اعفاء زوجها من الدّيون ؟ ها هي تقترب من وعـد وبعيونها نظرات الامتنان ، لم تتذكرها وعـد عندما نظرت لوجهها لكن السيدة لم تنمحي من ذاكرتها صورة تلك الفتاة ابدا
هتفت وهي تضم يد وعد بين يدها هاتفة بشكر:-
_مش نسيالك معروفك ابدا
لحظات كانت تطالعها وعد ببلاهة حتي تذكرتها فربتت علي يدها و:-
_اي حد غيري كان هيعمل نفس اللي انا عملته
طالعت السيدة تايسون وهي تردف:-
_ربنا يخلهالك ياتايسون بية ويبعد عنها الشر ويقربلها الخير يارب ، معروفها مش هنساه ابدا ولو في يوم طلبت رقبتي فـرقبتي سـدادة
ونظرات تايسون التي كانت في ذلك اليوم جامدة .. الان طالعتها ببسمة هادئة وهو يؤمن علي دعائها بخفوت
ماذا جري له .. أغيره الحب ؟ ام انه شارد في ملكوت اخر !
. . .
دخل اربع رجال من رجال تايسون لـ مخزن الحارة وبيدهم اربع اطفال في سنون مختلفة ، مربطين الايدي وعلي افواههم لاصقات لتمنع صرخاتهم عن الخروج وعلي وجوههم اغطية سوداء
هتف جعفر يأمر اربعتهم:-
_دخلوهم الاوصة دي واقفلوا عليهم كويسة واتأكدوا ان مفيش صوت هيطلع منهم
قال احدهم:-
_يعني نقتلهم ياباشا ؟
جعفر بصراخ فيه:-
_لا ياغبي ، اتأكدوا بس انهم ميعرفوش يصرخوا علشان ميفضحناش ، لكن القتل فمش دا وقته خالص
اؤما بتفهم وخشوغ ودخلوا الي احدي الغرف ورصوا الاربعة بجوار بعضهم البعض ، نزعوا عنهم اغطية وجوههم فكانوا عبارة عن ثلاث اولاد وبنت ينظرون لهم بخوف بيّن ودموع ، لكن نظراتهم لم تأثر في الاربعة ألبتا !
. . .
انتهي الزفاف علي خير بعد رقص طويل وغناء ، دخلت وعـد لجناحها معه وهو خلفها ، ظلت تتطلع لـ الجناح بنظرات مبهورة بها ثم نظرت له قائلة:-
_جميل اوي الجناح دا ياتايسون
هتف بنبرة غريبة عنها وقد ارتسمت علي وجهه بسمة مخيفة:-
_مش بجمالك ياوعـدي
رمقته بتعجب هاتفة:-
_مالك ياتايسون ؟
وتايسون بملامح ما زالت غريبة .. هتف:-
_مفيش يا وعد تايسون ، مش يلا بقي
ونظر بعينيه لطرف الفراش ، كادت تتحدث لكنه لم يسمع لباقي حديثها ان يخرج حيث كان لحديثه هو بقية ..
بقية كانت في غاية الحب والرومانسية ولكن هل بعدها سيكون علي نفس الموال ام .... لا .. ؟؟؟!!!!
. . .
لسة مكتشفة ان بكرة بداية الدراسة 😂
فالفصل ممكن يكون صغنن ومتوتر كدا بس معلش اعذروني وادعولي 🤭
•تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية