Ads by Google X

رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثالث عشر 13 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثالث عشر 13 - بقلم مريم محمد

صلوا على من بكا شوقاً لرؤية أمته
صلوا على من ينادي يوم القيامه أمتي أمتي
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر

في فيلة يامن لمياء كانت في أوضة مليكة بتنظفها، وقفت قدام التسريحة وبصت على الحاجات المحطوطة عليها، كريمات وعطور وهكذا، مدت ايدها أخدت ازازة برفيوم وبصتلها بحزن وهي بتفتكر، قبل اختفا.ء مليكة بفترة صغيرة كانت طالبة منها تجيب آكل لقطتها الصغيرة وهي فعلا أخدت الأكل وطلعتلها

___فلاش باك___

مليكة في حمام أوضتها حمت قطتها الصغيرة وهي كمان أخدت شاور ولبست البرنص وأخدت القطة في حضنها وخرجت من الحمام، راحت عند دولابها واخدت فوطه ناعمة حطها على السرير وحطت القطة عليها وابتسمت : استنى هنا على ماخلص اللي بعمله يا___

سكتت شوية بتفكير : محتاجة اختارلك اسم، اممممم ايه رأيك في نيكس اسم لاتيني معناه التلج بما إنك بيضا شبه التلج

القطة نونوت بصوت رفيع، ومليكة هي كمان نونوت كأنها بترد عليها وقعدت تضحك وهي بتمسد على راس القطة بلطف، وسابتها وراحت اخدت منتجات العناية بتاعتها وقعدت تاني على السرير، الباب خبط فمليكة ردت : ايوه مين !؟

لمياء : أنا يا هانم

مليكة : اتفضلي يا لمياء

لمياء دخلت وأول ما شافت مليكة انبهرت، كانت قاعدة جنب قطها وهي بتحط كريمات مرطبه على جسمها وأخدت بادي سبلاش رشته على جسمها وابتسمت

لمياء بفضول : اعذريني يا هانم بس هو أنتى إزاى حطيتي الريحة على جسمك !! مش بتحرق !؟

مليكه : بس ده مش برفان عادي يا لمياء ده بادي سبلاش

لمياء : اللي هو ايه البلاش ده !؟

مليكه بابتسامة : برفان معمول مخصوص للجسم عشان مايتحسسش منه

جابت ازازة تانية من جنبها : وده معمول مخصوص للشعر عشان برضه فروة الراس ماتضرش

لمياء حركت راسها بفهم ومليكة بصتلها : تحبي تجربي !؟

لمياء بكسوف : هو، هو ينفع يعني !؟

مليكة بابتسامة بشوشة : اكيد طبعا، طلاما مش هتطلعي بيه بره البيت ولا هتحطيه وفي رجالة غريبة مش محارم حوليكي

اخدت كذا ازازة وحطتهم قدامها : جربي كده وقوليلي مين عجبك فيهم

لمياء بصتلها بتردد وهي فتحت ازازة ومدت ايدها بيها، ولمياء اخدتها وشمتها وعجبتها جدا، وقعدوا الاتنين يجربوا واحدة والتانية لحد ما ما لمياء عجباها واحدة جدا، فمليكة راحت عند دولابها وخرجت صندوق منها : حظك أنى كنت جايبه بالزيادة، هي فين !؟ اه لقيتها

قامت ووقفت قصاد لمياء : اتفضلي يا ستى واحدة لسه جديدة ومقفولة

لمياء فتحت عينيها بذهول : لالالا يا هانم ماينفعش

مليكة : ليه بس !؟ والله أنا ماستخدمتهاش خالص، لسه متبرشمة

لمياء أبتسمت : مش قصدي كده، أنا أقصد يعني ماينفعش اخدها، دي حاجة حضرتك ومايصحش اخدها

مليكة : ايه اللي خلاه مايصحش !؟ وبعدين هو ايه أنتى وأنا ديه !؟ أنا ايه مالي !؟ ما انا بنى ادمه وانتى كمان بنى ادمه زيي زيك، يبقى اللى أنا بستخدمه انتى تستخدميه عادي يعني

لمياء : المقامات محفوظة يا هانم

مليكة قعدت جنبها ومسكت ايدها : شوفي يا لمياء أولا بلاش هانم دي، أنا وأنتى تقريبًا في سن بعض، وممكن تكوني أصغر مني حاجة بسيطة بس في الآخر إحنا قد بعض، فقوليلي يا مليكة على طول، وبعدين مافيش حاجة اسمها مقامات، أنا واحده من عباد الله زيي زي كل الناس، ربنا كرمنا وخلقنا في أحسن صورة ومافيش حد أحسن من حد بحاجة إلا في التقوة وعبادة ربنا وبس، فعشان خاطري اتعاملي معايا عادي كأننا اتنين اخوات، اتفقنا !؟

لمياء بصتلها شوية بصمت وبعدها حركت راسها بايجاب ومليكة ابتسمت براحة : إذا كان كده بقى ممكن تقبلي مني الهدية البسيطة دي !؟ بس وعد ماتحطيش منه وانتى خارجه ولا وفي رجالة، ماشي !؟

لمياء أخدت الازازة بإحراج : حاضر يا هانم

مليكة بحزم مصطنع : أنا قولت ايه !؟

لمياء ابتسمت : يا مليكة

مليكة ابتسمت والاتنين سمعوا صوت صباح بتنادي من تحت : يا لميا أنتى موتي فوق ولا ايه انزلي يلا

لمياء قلبت عينيها بزهق وردت : حاضر يا ابله نازله أهو

بصت لمليكة : عن إذنك

مليكه أذنت لها وهي قامت ومشت خطوتين بس وقفت تانى وبصتلها : اه آكل القطة اللى طلبتيه أهو

مليكة : تصدقي أنا أصلا كنت ناسية

الاتنين ضحكوا ولمياء قفلت الباب وبصت للبادي سبلاش اللي في ايدها : والله ونضفتي يا بت يا لمياء وهتحطي من الروايح الحلوة بتاعة الناس النضيفة

ابتسمت بسعادة وهي بتنزل على السلالم : بس البنت دي طلعت احلى من بسكوت العيد، طيبة ومتواضعة وكمان زي القمر زي أخوها، ولا لا هي أحلى كمان من أخوها، قمورة وملامحها مسمسمه وجميلة وبشرتها أحلى من اللبن الحليب

....
لمياء فاقت من ذكرياتها على صوت القطة اللي بتنونو جنبها وبتتمسح فيها، فنزلت على الأرض وشالتها بهدوء وهي بتكلمها : أنتى كمان وحشتك الست مليكة !؟

القطة نونوت بصوت خافت ولمياء اتنهدت بحزن : ربنا يعطرنا فيها ويحفظها من كل سوء

بصت للقطة وكملت : تعالي لما أحطلك تاكلي يا صغيرة

خلصت ترتيب الأوضة وعطرتها وأخدت القطة ونزلت تعملها آكل 

********
أما عند مرام فهي من ساعة ما قالت لباباها عن موضوع شغلها الجديد وهو مش بيتكلم معاها خالص لا في البيت ولا في المستشفى، وده اللى مزعلها جدا وكاسر قلبها، فباباها هو أقرب حد ليها وماتقدرش تقعد كل ده من غير ماتكلمه 

منى : وبعدين معاكي هتفضلي لاوية بوز كده لحد امتى !؟

مرام : مالكيش فيه ها مالكيش فيه، واطلعي بره بقى مش عايزة اقعد مع حد وخصوصا أنتى 

منى : تصدقي يا بت إنك ناقصة فعلا، بقى أنا جاية أهون عليكي شوية وأنتى تقوليلي مش عايزة تقعدي معايا 

مرام مسكت المخده اللى جنبها وحدفتها عليها : ايوه أنا واحدة ناقصة، سيبيني بقى في حالي، ماشي ويلا بره عايزة أغير عشان أروح المستشفى

منى : أنتى حره، إن شاللّٰه تموتي بغيظك أنا مالي 

طلعت وسابتها هي بتنفخ بضيق وقامت غيرت لبسها وخرجت لقت مامتها ومنى قاعدين يفطروا : هو بابا فين !؟

هناء كانت لسه هترد بس منى سبقتها : راح الشغل عشان نفسه ماتتسدش على الصبح 

مرام : مش هرد عليكي 

راحت ناحية الباب ومامتها وقفت : مش هتفطري الأول

مرام : ماليش نفس 

لبست كوتشيها وحاولت تربط الرباط بس ماعرفتش وافتكرت باباها اللى دايما كان يربطهولها وعيونها لمعت بالدموع، وهناء شافتها فقربت منها وربطتلها الكوتشي وطبطبت على كتفها : ماتعيطيش، هو بس زعلان عشان ماتكلمتيش معاه قبل ما تتصرفي، هياخد وقته وهيرجع تانى يكلمك، أنتى روحه يا مرام ومستحيل حد يزعل من روحه

مرام مسحت دموعها وسابت البيت ومشت وهي زعلانة، وهناء بصت لمنى اللى نازلة آكل في الفطار كأنها أول مرة تشوف آكل في حياتها : أنتى يا بت مش هتبطلي الدبش بتاعك ده !؟

منى : لا، عشان هي اللى بتبدأ كل مرة، خليني مرة بقى اقتص منها 

وكملت آكل لحد ما مسحت الأطباق كلها وقامت تلبس عشان تروح جامعتها 

.
آخر اليوم مرام خلصت شغلها وخلعت البالطو بتاعها علقته مكانه واخدت شنطتها وفونها وخرجت من المكتب، ووقفت عند الإستقبال تستنى باباها عشان تحاول تكلمه ويروحوا سوى 

وعلى بعد خطوات منها كان واقف شاب ساند على الريسيبشن مستنى الموظفة تجيبله فاتورة وكان باين عليه التعب وبيتنفس بسرعة، ومرة واحدة وقع على الأرض وجسمه كله بيرتجف جامد

كل اللي واقفين اتخضوا وخافوا عليه ومرام سمعت الصوت وشافته فقربت منه بسرعه وقعدت على الأرض جنبه : أنت كويس !؟

الشاب كان بيتنفس بسرعة جدا وبدأ يعرق جامد وباين عليه الخوف والمرض، مرام وهي بتكلم نفسها : اضطراب هلع 

رفعت راسها بصت للناس الواقفين حوليهم : اتفضلوا لو سمحتوا هو كويس أبعدوا شوية بس من فضلكم 

بصت للشاب ومسكت ايده بتشجيع : ماتقلقش أنت كويس وفي أمان 

بس الشاب كان بيرتجف اكتر ويعرق جامد فبصت حوليها بتدور على حاجة لحد ما عينيها استقرت على واحدة من الممرضات واقفة وماسكه كيس فيه ازايز مياه، فبصتلها وهي بتشاور على الكيس : لو سمحتى هاتي الكيس ده

الممرضة استغربت بس قربت بسرعة وعطتها الكيس، وهي طلعت كل ازايز المياه وعطت الكيس للشاب : خد اتنفس في الكيس ده 

الشاب أخد الكيس منها بضعف وبدأ يتنفس فيه وهي بتحاول تهديه : خد نفس طويييل براحه، زفير، شهيق، زفير 

فتحت ازازة مياه وحطت على ايدها منها وبدأت تمشيها على وش الشاب ورقبته وهي بتحاول تبقى هادية وصوتها طبيعي : ماتقلقش يا أستاذ، ألا صحيح ماقلتليش اسمك ايه، أنا مرام، الملقبة بالنيلة أو البلوة أو آخرة صبري أو الجزمة وما شابه أنت بقى اسمك ايه !؟

الشاب فعلا بدأ يهدى شوية وانتبه لكلامها، بصلها وحاول يتكلم : أنس 

مرام طلعت حاجة من شنطها وهي بتتكلم : الله أنا بحب اسم أنس أوي، تاخد !؟

أنس بص لايدها الممدودة وفيها شوكولاتة، وهي اتكلمت : لو مش عايز تكون وفرت الصراحة اصلي بحبها أوي، وبصراحة أكتر بديهالك وأنا عيني فيها 

أنس بصلها بابتسامة وأخد الشوكولاته، وهي كمان أبتسمت : طفاسة طفاسة يعني مافيش كلام 

أنس ضحك وحاول يقوم من على الأرض وهي ساعدته فبصلها : متشكر أوي، ساعدتني 

مرام : ده واجبي، أنت بتتعرض لنوبات الهلع دي كتير !؟

أنس حرك راسه بايجاب وهي سألت : بتتعالج !؟ 

أنس : بحاول 

مرام ابتسمت : متأكدة إنك هتنجح 

أنس أبتسم وشكرها تانى وأخد الفاتورة من الموظفه ومشي، ومرام بصت للناس حوليها اللى مركزين معاها وابتسمت بإحراج، كل ده كان بيحصل قدام ناصر اللي شاف بنته بتنقذ الشاب المريض ده، وافتكر كلامها لما كانت بتقول لمامتها في ناس تعبانين بجد بيحتاجوا اللي ياخد بايدهم ويساعدهم، وفكر هل يا ترى هو بيظلمها بغصبه عليها إنها تشتغل هنا !؟

أما مرام فهي شافت باباها فراحتله بسرعة ووقفت قدامه بتوتر وعينيها بتلمع بالدموع : بابا أنا آسفة

ناصر مسك ايدها وأخدها وطلع من المستشفى خالص، ركبها عربيته وركب جنبها ورحوا البيت في صمت رهيب من الطرفين 

********
درة قاعدة في بيت صبر لسه بتفتكر اللى حصل معاها، فهي بعد ما أغمى عليها صبر حاول يفوقها، وهي لسه عندها حالة من الذهول وعدم التصديق، قررت تروح القسم وتشوف أخوها وفعلا راحت من غير ما صبر يعرف

وصلت للقسم وطلبت الظابط المسؤول عن أخوها واللى هو كان محمود، وفضلت تتكلم معاه وتدافع عن أخوها بإستماته لدرجة إنها صعبت على محمود اللى شايفها بتعيط ومش عارفه تجمع جملة مفيدة، وكل اللى بتقوله إن أخوها إنسان كويس وأكيد في خطأ حصل وأنهم غلطوا في القبض عليه 

محمود بعد ما تكلم معاها شوية عرف إنها ماتعرفش أى حاجة عن أخوها وانها مالهاش علاقة بجرا.يمه، فقرر يمشيها من القسم عشان لو حد عرف عنها مش هيسيبوها في حالها 

ويادوب لسه بيفتح باب مكتبه لقى حتاته في وشه، اللى ظباط كانوا مسكينة وطالعين بيه لبره القسم عشان هيترحل للنيابة، ودرة أول ما شافت أخوها طلعت تجري وراه وهي بتعيط وبتنادي باسمه، لحد ما خرجوا بره القسم دخلت بين الظباط لحد ما وصلت لحاتم ومسكت في هدومه بعنف كأنها غريق وهو طوق نجاتها، وبتتكلم بعياط : حاتم، حاتم قولهم إنك ماعملتش كده قولهم 

حاتم كان مذهول من وجود أخته قدامه وكان عايز يبعدها بأي شكل : لا عملت كده فعلا وسعي بقى من وشي 

درة بإنهيار : بالله عليك ما تقول كده، أنا درة أختك معقول هتعمل كده فيا !؟

حاتم بسخرية : هه أختي !! معلش بقى يا آنسة درة أنتى أصلا مش أختي 

درة فتحت عينيها بصد.مة ونزلت ايديها من عليه وهي بترجع كذا خطوة لورا، وهو ضحك بصوت عالي : زي ما بقولك كده، الحقيقة أنتى بنت حلوة عجبتيني من وأنتي صغيرة فقررت أخدك أربيكي وفي الوقت المناسب كنت هنزلك الكبا.ريه تشتغلي فيه، مانتي الصراحة حلوة اوي وكنتي هتجيبيلي الشهد، بس للأسف من حسن حظك أنى اتقبض عليا قبلها 

درة فضلت تحرك راسها بعدم تصديق وحاتم بيضحك بصوت عالي ضحكات شريرة ومخيفة بالنسبالها، ومرة واحدة شدها عليه وحاول يبو.سها بس الظباط مسكوه وجروه لعربية الترحيلات، ودرة وقعت على الأرض بصدمة وسط ضحكات حتاته اللى بتتردد في ودانها زي سنفونية مخيـ.فة، هي عمرها ما تخيلت اللى شافته ده، مستحيل تصدق أصلا إزاى حاتم أخوها وحبيبها يكون بالشكل ده، إزاى أصلا يكون مش أخوها !؟

حطت وشها بين ايديها وانفجرت في العياط بقهرة وحسرة على نفسها، ومحمود قرب منها قومها واخدها بعيد عن القسم تحت نظرات حتاته اللى كان قاعد في العربية وبيبص عليها ودموعه لأول مرة في حياته تنزل بقهر على أخته اللى اضطر يقولها كلامه ده عشان يبعد عنها أى شبهة 

ومحمود بعد ما بعد مسافة عن القسم طلع فونه يتكلم مع دار رعاية موثوقة عشان يتكفلوا بدرة بس هي أول ما عطاها ظهره سابته ومشت 

وعلى بعد منهم كان صبر واقف جنب عربية دفع رباعي راكنه جنب الرصيف وبيراقب اللي بيحصل بترقب؛ فهو لما صحى ومالقاش درة في البيت كان هيتجنن ونزل يدور عليها في كل مكان لحد ما خمن إنها ممكن تكون راحت القسم لأخوها، وفعلا توقعاته كانت صح ولقاها هناك فوقف بعيد يراقبها، وكان خايف يقرب من القسم يتمسك، وأول ما لقى درة بعدت شوية عن القسم قرب منها بسرعة وأخدها معاه وروحها بيته تاني 

.
درة فاقت من ذكرياتها على صوت صبر اللى خرج من أوضته وحضر آكل ليهم وقعد قصادها، ودلوقتى بس أدركت إنها كانت غرقانه في ذكرياتها لدرجة إن النهار طلع وكمان بقوا العصر وهي بنفس قعدتها 

صبر : يا آنسة درة 

درة رفعت راسها وبصتله فهو مد ايده بساندوتش للمرة المليون : أبوس ايدك تاكلي أى حاجة 

درة بشحوب : مش عايزة 

صبر قرب منها : بالله عليكي بقى، عشان خاطري أنا طيب 

درة بصت بعيد وهو لسه مادد ايده بالساندوتش وهمست : أنت ايه اللى وقعك في طريق اللى اسمه حاتم ده !؟ شكلك إنسان محترم ايه اللى خلاك تشتغل معاه !؟

صبر اتنهد بحزن وحط الساندوتش في الطبق قدامه وبدا يتكلم : كنت ساعتها ٢٠ سنة، كنت عايش هنا مع أمى الست الكبيرة، كانت مريضة بالمرض الوحش بعد الشر عنك، ساعتها كنت بشتغل شغلنتين ليل نهار عشان اعرف اجيبلها علاجها وأكفي جلسات الكيماوي بتاعتها، بس الفلوس ما كانتش بتكفي، حالتها اتدهورت أكتر واتحجزت في المستشفى والدكتور قالي إنها خلاص لازم تعمل العملية وإلا هتودع، رفضت كلامه إزاى امى اللي فضلالي من الدنيا تموت كده وتسيبني !؟ قولت للدكتور يعملها العملية وأنا هتصرف في الفلوس

روحت أدور زي المجنون على أى شغلانه من هنا لهنا كنت بشتغل ليل نهار من غير مانام ساعة واحدة عشان أجمع الفلوس، بس في الآخر ماقدرتش استحمل الضغط ده كله وأغمى عليا من كتر التعب وأنا واقف في القهوة بشتغل، بعد ما فوقت صاحب القهوة طردني وقالي لو مش قد الشغل ماتجيش، ساعتها جريت خيبتي ومشيت أدور في أى مكان على شغلانه لحد ما لقيت واحد قدامي بيقولي أنا شوفت كل حاجة في القهوة وتعالا أنا عندي ليك شغل بفلوس حلوة، ساعتها حسيت إن ده العوض وروحت معاه كنت عامل زي الغريق اللى بيمسك في قشاية

اخدني للي اسمه حتاته ده وقالي على شغله، رفضت طبعا بس ساعتها جالي تليفون من المستشفى إن أمي حالتها اتدهورت ولازم تدخل العمليات حالا، ما كنتش عارف أعمل ايه واتصرف إزاى، ساعتها حتاته قالي هيساعدني وطلع قدامي فلوس كتير جدا، ضعفت، ايوه ضعفت دي امي اللى بتموت، فوافقت اشتغل معاه بس يديني الفلوس الاول، ضحك كده وفعلا بعت معايا واحد من رجالته بالفلوس روحت دفعت تمن العملية وأمي دخلت للعمليات وراجل حتاته اخدني تانى لمكانه 

وحتاته قالي أهلا بيك وسطنا ولحد ما أمك تخرج من العملية بالسلامة هتيجي أنت معايا في أول شغلانه ليك، اخدني ونزل بيا لمكان غريب تحت الأرض فيه بنات كتير وقالي اقف هنا اراقبهم وسابني ومشي، كنت ساعتها بين نارين اكمل اللي بدأت فيه ولا اهرب وابلغ البوليس، فضلت شوية قاعد بفكر وبفتكر أمي ويا ترى حصلها ايه دلوقتى لحد ما لقيت حتاته ومعاه تلات رجالة داخلين عليا وبيطلعوا بنات من الأوضة وبياخدوهم لمكان ماعرفهوش، حتاته بصلي وحدف بنت عليا وقالي اثبتلي انتماءك وخد البضاعة وصلها لصاحبها فوق 

حط راسه بين ايديه وهو بيفتكر أسوء ذكرى ليه : أخدتها فعلا وهي بتصرخ بين ايدي وأنا دموعي على خدي مش عارف أنا بعمل ايه أصلا وليه، لحد ما واحد شاورلي على أوضه دخلتها لقيت فيها راجل عجوز بص للبنت وبص لحتاته وهزله راسه، ما كنتش فاهم حاجة لحد ما حتاته قرب مني أخد البنت وحدفها تحت رجل الراجل ده وقاله حلال عليك ولما تخلص أنا هعرف اتصرف معاها، واخدني وخرج بره الاوضة اللى اتقفلت وماسمعتش غير صريخ البنت من بعدها، ساعتها فهمت اللي بيحصل وقلبي ساعتها كان عامل زي الطبلة اللى بتدق بسرعة وعنف وأنا مش مستوعب أنى حالا كنت السبب في تدمير حياة بنت بايدي

مر الوقت ولقيت المستشفى بترن عليا بتقولي أمك تعيش أنت، عرفت إن ده تمن الفلوس الحر.ام اللى كنت عايز اعالجها بيها، انهرت ورفضت الواقع اللى أنا فيه واللي بيحصل وقولت لحتاته يسيبني امشي أنا مش عايز اكمل في اللي انتوا بتعملوه ده، بس هو ضحك وقالي دخول الحمام مش زي خروجه، بس أنا أصريت على قراري حتى لو هيقـ.تلني 

بصلها بخزي من نفسه : ساعتها جيتيلي أنتي زي طوق النجاة، واحد جه لحتاته وقاله إن الراجل اللي بيحرسك ما.ت في حادثه، فحتاته بصلي بتفكير وقالي شكلك محترم ومش هتنفع في الشغلانه بس أنا ماقدرش اخليك تبعد عني، وقالي أكون أنا الحارس بتاعك، وبس ادينا اهو 

درة : ليه ماهربتش أو بلغت عنهم !؟

صبر : كنت دايما متراقب ماكنتش بقدر اقرب من أى قسم وكمان تليفوني كان متراقب من حتاته وقالي لو حاولت بس مجرد محاولة تكلم البوليس هخليك عبره لمن لا يعتبر، و، وكمان لما لقيتك نقية أوي وماتعرفيش أى حاجة عن عمايل حتاته اخدت قرار أنى هحميكي منه هو قبل رجالته والدنيا كلها 

درة بصتله شوية وهمست : ليه !؟

صبر بصلها بإحراج ونزل عينيه في الأرض وسكت، بعدها أخد الأكل قربه منها : لازم تاكلي عشان مايغماش عليكي تاني 

قام ودخل أوضته وقفل على نفسه وسابها قاعده شاردة مغيبة عن الدنيا 

********
تاني يوم الصبح محمود كان في بيت خالته بيعمل تمارينه الصباحية، كان بيلعب ضغط براحه وهاجر قاعده فوق ظهره مربعه رجليها-بقلم/مريم عبدالقادر-وماسكة كتاب في ايدها بتقرأ فيه بصوت عالي كأنها مدرسة وبتشرح للطلاب 

هاجر : يبقى لما يقولي قامت الثورة الفرنسية عام !؟

محمود : 1789

هاجر : فكان من أهم نتائجها !؟

محمود وهو بيحاول ينظم أنفاسه : القضاء على النظام الملكي القديم، ونشر الحرية والمساواة 

هاجر سقفت بايديها بذهول : برافو عليك طلعت مركز أوي 

منصورة كانت قاعدة قصادهم بتتفرج عليهم في صمت وهي بتشرب عصير وكل تفكيرها في سامح اللي لسه محجوز في المستشفى، وياترى صحته اتحسنت ولا لسه، نفسها تروحله وتطمن عليه بس محرجة من باباها ومحمود، أصل هتقولهم ايه 

خرجت من شرودها على صوت هاجر : ايه يا ماما روحتى فين ومش مركزة في الدرس !؟

منصورة بصتلها : مارحتش في حته كنتي بتتكلمي عن أسباب الحملة الفرنسية على مصر

قامت بهدوء : أنا هروح اجهزلكم الفطار بقى زمان بابا وماما صحيوا

سابتهم ومشت تحت استغراب هاجر، ومحمود قام من على الأرض مرة واحدة لدرجة إن هاجر اتزحلقت من على الظهرة ووقعت : اه، براحة يا أبيه 

محمود وهو بيمسح وشه : قومي يا بت ساعدي أمك بدل مانتى قاعدة كده

سابها وراح ياخد شاور ويجهز، أما شاكر وسناء خرجوا من أوضتهم وبصوا على هاجر اللى واقعة على الأرض وضحكوا عليها، سناء : ايه ده يا بت يا هاجر !؟ ايه اللي مكومك كده على الأرض !؟

هاجر بصتلها بعيون القطط : نينه، شوفتي ابيه محمود بيعمل فيا ايه !؟ أنا عايزه حقي منه

شاكر : بس كده !! من عنيا هقرصلك ودانه الواد ده

قاطهم محمود من وراهم : وااد !! بقى حضرة الظابط محمود يتقال عليه واد يا جدو !؟

شاكر بصله : اه واد وستين واد كمان، ايه عندك اعتراض !؟

محمود رفع ايديه باستسلام : لا أبدا يا باشا هو أنا أقدر برضه

كلهم ضحكوا عليه وهو فونه رن فرد عليه : ها يا يامن كله تمام !؟

سكت شوية وبعدها حرك راسه بفهم : تمام على خير إن شاء اللّٰه 

قفل معاه وبص على منصورة اللي خرجت من المطبخ وهي شايلة صينية كبيرة عليها الفطار فراح بسرعة شال الصينية منها وابتسملها، حط الفطار على السفرة وقعدوا كلهم يفطروا مع بعض وبعدها محمود اخد هاجر وصلها مدرستها عشان الامتحانات بتاعتها وراح على شغله 

********
في كلية العلوم صحاب مليكة شهد وآية وبسمة كانوا قاعدين في الكافتيريا وكل واحدة حاطة ايدها على خدها وسرحانه

شهد : مين كان يتخيل إن دنيا يطلع منها كل ده !؟ بقى معقولة البنت الهادية والطيبة دي يطلع من تحت راسها كل المصايب دي !؟

آية : معاكي حق والله دي كانت اللى يشوفها يقول عليها مالهاش في أى حاجة، وبريئة برائة الذئب من دم ابن يعقوب طلعت هي أخوات يوسف بذات نفسهم

بسمة : اللي يقهر بجد إن مليكة ما أذتهاش في حاجة عشان تعمل فيها كده 

التلاته اتنهدوا بصوت عالي عالي وبصوا لبعض، شهد : طيب وبعدين !؟ هنفضل قاعدين كده مابنعملش أى حاجة !؟

بسمة : وهنعمل ايه يعني !؟ في ايدنا ايه نعمله أصلا !؟ ده أبيه يامن قالب الدنيا عليها هو والبوليس ولحد دلوقتي ما وصلوش لمكانها

آية : ربنا يرجعهلنا بالسلامة 

سكتوا شوية وبعدها شهد اتكلمت بخفوت : تفتكروا حصلها حا__

وقبل ما تكمل كلامها بسمة قاطعتها بسرعة وعيونها بتلمع بالدموع : اوعي تقولي كده، أنا متأكدة إنها كويسة وربنا مش هيضرنا فيها، هي كانت حد طيب أوي وعمرها ما اذت حد ولا ظلمت حد، طول عمرها بتحاول ترضي ربنا وتاخدنا لطريقه وعلى طول كان قلبها علينا وبتتمنالنا الخير، أكيد ربنا مش هيسيبها في محنتها دي وهيرجعهلنا بالسلامة

مسحت دموعها بسرعة وشدت شنطتها من على الكرسي بعنف وقامت : بعد اذنكم بقى أنا مروحة

آية : طيب والمحاضرة !! أنتي ناسية إننا في آخر السنة والدكاترة بيحددوا معانا المناهج دلوقتي

بسمة : مش هقدر اقعد أكتر من كده والله، احضروا أنتوا وابقوا قولولي الدكتور قال ايه 

سابتهم ومشت بسرعة وهي بتمسح دموعها اللي كل شوية تخونها وتنزل وطلعت فونها وبمحاولة يائسة منها، رنت على رقم مليكة وهي بتعيط : ردي عليا بقى يا لوكت ، ليه سيبتيني لوحدي وانتي عارفة أن روحي فيكي 

الفون رن شوية وبعدها الخط اتفتح وهي ردت بلهفة : مليكة مليكة دي أنتي !؟ مليكة أنتي سمعاني أنتي كويسة !؟

بس جالها الرد بصوت رجولي مش مليكة : ده أنا يا بسمة 

بسمة : ابيه يامن هي مليكة رجعت !؟

يامن بحزن : لأ، ده فونها بس كان واحد سارقه والظابط لقاه ورجعهولي

بسمة اتنهدت بيأس وقعدت على الرصيف اللي جنبها وقعدت تعيط ويامن على الخط مش عارف ولا قادر يتكلم ويقول أي حاجة

.
وعلى الناحية التانية شهد وآية لموا حاجاتهم واتجهزوا عشان المحاضرة بتاعتهم، جه شاب باين عليه التردد وقرب من شهد بهدوء : شهد

شهد أول ما سمعت صوته ضغطت جامد على شنطتها وهي بتحاول تتحكم في أعصابها وهو كمل : شهد ممكن نتكلم شوية !؟

شهد بصتله : نتكلم في ايه إن شاء اللّٰه هو في بينا حاجة أصلا عشان نتكلم فيها !؟

كارم : اه يا شهد أنا، أنا كنت عايز نرجع لبعض

شهد ضحكت بسخرية وبصتله بتهكم : نرجع !! ده عشم إبليس في الجنة ده ولا إيه !؟

سابته ومشت وهو راح وراها بسرعة وشد ايدها لكن هي في لحظة كانت ماسكه شنطتها وضرباه على دماغه : ايدك لو اتمدت عليا تاني هقطـ.عهالك، آمين !؟ واه رجوع ما برجعش أصل مش أنا اللي خطيبي يخوني ويكلم عليا دي ودي ويقل بأصله معايا وارجعله، لا يا عنيا كان في وخلص واللي مايحترمنيش من أولها يبقى مكانه تحت جزمتي

خلصت كلامها بسرعة ومشت وآية راحت وراها بسرعة : بت يا شهد استنى شوية قطعتي نفسي منك لله

شهد وصلت عند باب قاعة المحاضرات ووقفت تاخد نفسها، وآية جنبها : بقى معقولة تعملي كده فيه !؟ ده انتي كنتي بتعشقيه عشق !!

شهد : كنت، قبل ما أشوفه واقف يضحك ويهزر مع واحدة وهو لابس دبلتي في ايده، وبكل بجاحة لما أكلمة يقولي وفيها ايه ماتبقيش نكدية، لأ ومش كده وبس ده كمان عديم الشرف يقولي أنتي أصلا مش مضمونه، اللي تكلم خطيبها كده كأنه جوزها وتسمحلة يمسك ايدها تبقى واحدة مايتوثقش فيها

بصتلها بحزن : بس برضه أنا اللي غلطانة، ما هو أنا اللي سمحتله يتجاوز معايا من البداية، عارفة مليكة كذا مرة كلمتني في الموضوع ده وقالتلي حتى لو هو خطيبك ده مايديهوش أى حق إنه يستحل ولو لسمه منك، قالتلي كذا مرة بلاش تقربي منه أوي كده وتمسكوا ايد بعض أو تتكلموا وتهزروا بالشكل ده، وقالتلي حتى لو هو خطيبك بس في الآخر ده حرام وآخرة الحرام وحشة، وفعلا اديها اتطربقت فوق دماغي أهو، بس الظاهر أنى كنت محتاجة قلم جامد عشان يفوقني

آية قربت منها وحضنتها : بالله عليكي ماتزعلي وأنا هجوزك سيد سيدة الحيوان ده

شهد : عارفة أنا دلوقتى نفسي أوي لو كانت مليكة معايا، كانت دايما بتنصحني وتوجهني، كانت دايما لما اقع في مشكلة تقف جنبي وتساعدني 

حطت ايدها على خدها بحنين وكملت : كانت دايما تطبطب على خدي بحنية وتقولي ماتزعليش بكره هيبقى أحسن، قربي أنتي بس من ربنا وكل حاجة هتتحل وهو اللي هيراضي قلبك، وحشتني أوي بجد

آية دموعها نزلت هي كمان وهي بتفتكر صاحبتهم اللطيفة اللي كان وجودها معاهم عامل زي نسمة الهوا الباردة في عز الحر 

********** 
أما يامن فبعد ما قفل مع بسمة حط فون مليكة في جيبه وبص قدامه بتركيز في حاجة على الكمبيوتر، دخل جاسم عليه وقعد قصاده : مركز في ايه كده !؟

يامن شاور على الشاشة : شوف كده 

جاسم راح قعد جنبه وبص على الشاشة اللى كانت بتعرض كذا نافذة لكاميرات المراقبة اللي في الشركة : خلصتوا الكاميرات ومسجلات الصوت خلاص !؟

يامن حرك راسه بتأكيد وجاسم بص على الصفحات الكتير اللى على الشاشة ولقى كل حاجة ماشية مهدوء ومافيش أى حاجة مريبة بتحصل إلا على شاشة واحدة

وبره عند لينا سكرتيرة يامن كانت قاعدة بتتلفت حولين نفسها بتوتر ولما اتأكدت إن مافيش حد قريب منها خرجت فونها من شنطتها وبصت حوليها تاني ورنت على حد واتكلمت معاه بصوت خافت : ايوه يا باشا، هو قاعد مع جاسم بيه في المكتب 

سكتت شوية تسمع الطرف التاني وردت : لا مافيش حاجة غريبة، زي كل يوم بيجي يدخل مكتبه يحبس نفسه فيه ويمشي آخر اليوم 

سكتت تانى شوية وردت : لأ لسه ماعرفش حاجة عن مليكة، بس بيدور هو والظابط اللى اسمه محمود ده 

سكتت تانى شوية : لا ماجاش من ساعة يوم الفلوس ومن بعدها بيقضوها مكالمات أو بيتقابلوا بره الشركة تقريبا 

خلصت كلامها وحست بظل جنبها فبصت عليه لقت يامن وجاسم واقفين فوق راسها والاتنين نظراتهم لا تبشر بالخير ابدًا، حطت ايدها على قلبها بر.عب، ويامن قرب منها أخد الفون من ايدها وحطه على ودنه يسمع الطرف التاني فسمع صوت تخين لراجل بيتكلم بلهجة ريفية شوية : تمام حلو اوي كده، خليكي حاطه عينك عليهم بقى وكل كلمه يقولوها تنقليها لأكس باشا وفلوسك هتوصل لك زي كل مره، اهم حاجه ما حدش يعرف عنك اي حاجه ولا يعرف ان احنا لينا عيون بتراقبهم من قريب، فهمتي !؟

سكت مستني ردها بس مافيش رد فاتكلم بحدة : الو انتي يا زفته ردي عليا 

بس يامن هو اللي رد بجمود وصوت مخيف : وصل رسالتي لابن ال@#$ اللي مشغلك، وقوله إني هوصله وساعتها مش هرحمه 

قفل السكة في وشه وبص للينا بصات كلها كره وشر من وجع الأيام اللي عاشها ومش متخيل إن أقرب حد ليه في الشركة هي اللي كانت جاسوسة عليه، ده كان بيثق فيها جدا، وهنا افتكر كلام حتاته لما قاله حد قريب منك، فعلا هي حد قريب وقريب أوي كمان 

لينا كانت بتبص ليامن بر.عب وقلبها بينبض بسرعة رهيبة ووشها بدأ يعرق وهي مش عارفه هتهرب من الوضع ده ازاى، يامن بهدوء ما قبل العاصفة : حالا هتقوليلي مين ده وعايز ايه مني !؟

لينا حركت راسها يمين وشمال بسرعة : م مم ماعرفش 

يامن ضغط جامد على ايده لدرجة إن مفاصل صوابعه ابيضت من شدة الضغط، وقال من بين أسنانه سنانه وهو بيحاول يتحكم في آخر نقطة صبر عنده : لآخر مرة هسألك 

وزعق مرة واحدة : مين ده !؟

لينا حركت رأسها يمين وشمال تاني وهي بتبصله بر.عب : ماعرفش مين، هم قالولي ابعتلهم معلومات عنكم وهيدوني فلوس بس، ماعرفش، أنا ماعرفش حاجة 

يامن خلاص فقد أعصابه، ما هو اللي بيتعرض ليه كتير جدا، فهجـ.ـم عليها ومسك رقبتها بكل غضب وبدأ يخـ.نق فيها وهي مسكت ايديه بتحاول تفكهم، وجاسم جرى بسرعة ومسك دراعات يامن وهو بيتكلم بخوف : يامن يامن أهدى بس، مش دي اللي تضيع نفسك عشانها، يااامن 

بس يامن كان لسه مستمر في الضغط على رقبة لينا، وهي دموعها بتنزل على خدها وقالت بصوت رايح : يو يوسف 

يامن تنح من الصدمة وايديه ارتخت غصب عنه من على رقبة لينا، وجاسم هو كمان كان مذهول، فبص للينا بذهول : قولتي مين !؟

لينا قعدت تكح جامد كذا مرة ورا بعض وهي بتحاول تاخد نفسها وبعدها بصتلهم : يوسف، يوسف بيه صاحبكم 

الاتنين بصوا لبعض بذهول وصدمة واتكلموا في نفس الوقت بعدم استيعاب : يوسف !!

___________يتبع

بقلم/مريم محمد عبد القادر 

دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍

 •تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent