Ads by Google X

رواية قلب في المنفي الفصل الرابع عشر 14 - بقلم هدير محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية قلب في المنفي الفصل الرابع عشر 14 - بقلم هدير محمد 

والله مقدرتش ازعلكم و بارت تاني اهو زي ما طلبتوا 🩷
اتفاعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل 🫵
البارت الـ 14 من رواية قلبٌ_في_المَنفى ❤️‍🩹

" هبقى غبي اوي لو طلقتك من غير ما ترجعيلي فلوسي اللي اهلك اخدوها مني و حطوها في كِرشهم... انا مش هطلق... و لو مصممة اوي على الطلاق و مش طيقاني رغم اني اخدتك في الحلال... هاتي بقا الـ 6 مليون اللي اخدوها اهلك مني و نطلق عادي جدا !! 
صُدمت مما قاله الآن... ابتعدت عنه و نزلت دموعها على وجنتها من قسـ,ـوة كلامه... نظرت للأرض بخجل و قالت بصوت مكسـ,ـور 
' بس انا مش معايا المبلغ ده ! 
" خلاص يبقى مسمعش نفسك !! انتي هنا في قصري... قصر آدم نصار اللي كنتي حتى متحلميش تعدي من قدامه اصلا !!دلوقتي بقيتي عايشة فيه... ف احمدي ربنا على كده... و الطلاق انا اللي اقرره يحصل امتى و فين و ازاي... مش انتي اللي تقرري كده... ملكيش أي أوامر عليا... شوفي نفسك الاول انتي فين و انا فين !! 
نظرت له و الدموع في عيناها... نظرتها تحكي كل شئ بدون ان تتفوه بكلمه... لقد أذ*لها و احزنها كثيرا... لم يهتم آدم و إلتفت و خرج... جلست أسيل على الارض و ضمت نفسها بكلتها يداها و ظلت تبكي... يبدو أن دخلت في جحـ,ـيمه ولا يوجد طريق تخرج منه ! 
كانت نور تختبئ خلف الحائط و سمعت شجارهم... ابتسمت بفرح و عادت لغرفتها... 

*********

" يعني ايه الشحنة لسه موصلتش الميناء ؟؟ ده اسمه تهـ,ـريج و قلـ,ـة أدب !! 
* انا اتواصلت مع المشرف و قال خلال يوم واحد و الشحنة توصل... 
" مفروض كانت وصلت من يومين !! 
* حصل مشاكل على حدود البحرية عطلت حركة السفن... 
" اه تحصل مشاكل على الحدود و انا شغلي يقف بسبب كده ؟! كان مفروض البضاعة تبقى في المخاذن دلوقتي عشان بكره نسلمها للعملاء !! اكيد في حاجة حصلت... 
* متقلقش يا آدم مفيش حاجة و السفينة ماشية بطبيعية و كل حاجة كويسة... 
" بس التأخير ده هيخسرنا احنا !! 
* ان شاء الله لا... خلي سلمى تتكلم مع العملاء على كده... 
" سلمى اخدت اجازة اسبوع... 
* ليه ؟ 
" مش عارف... 
* طب اتصل عليها... 
" مبتردش على تليفوناتي... هي عند امها اصلا... يمكن مشغولة... 
* طب هنعمل ايه مع العملاء ؟ 
" كلمهم انت... 
* يا آدم انا موجود في الخدمة و كل حاجة بس انت كده بتضغط عليا... انا اللي عليا كتير لوحده و مش ناقص والله... 
" يعني انا اللي هكلمهم يا مصطفى ؟! 
* اتصل على سلمى... 
نظر له ببرود لكن ليس لديه خيار آخر... امسك الهاتف و قبل ان يتصل فُتح الباب و دخلت سلمى قائلة 
* انا اهو موجودة... 
تقدمت منه و وقفت أمامه و قالت 
* نقدر نبدأ من الشغل دلوقتي... 
" بس انتي لسه مخلصتيش اجازتك... 
* لا عادي بعدين قعدة البيت مش حلوة و وحشني شغلي فلغيت إجازتي و جيت... كنت عايزني في ايه ؟ 
" السفينة اللي محملة بضاعة على اليونان اتأخرت عن موعد التسليم يومين كاملين... 
* طب انا هكلم العملاء و متقلقش و هشرف على وصول السفينة بنفسي... 
" كده كويس... بجد تسلمي يا سلمى... 
* انا موجودة في الخدمة... عن اذنكم ابدأ شغلي... 
" تمام... اتفضلي... 
خرجت سلمى و عادت لمكتبها... 

*********** 
كانت أسيل نائمة على السرير و تبكي بشدة و تتذكر كلامه " اه مش عايز... ولا عايز اي حاجة تربطني بيكي !!.... و لو طلعت حامل رشحيلي دكتورة كويسة تعمل عندها عملية إجهاض الجنين... هاتي بقا الـ 6 مليون اللي اخدوها اهلك مني و نطلق عادي جدا !!... شوفي نفسك الاول انتي فين و انا فين !! " 
نزلت دموعها بأ*لم و ضر*بت بيدها على الوسادة بغضب و هي تصرخ قائلة 
' غبيييـ,ـية !! انا غبيـ,ـة لأني حاولت احبك !! 
ألقت الوسادة على الارض بغضب و تلعـ,ـن نفسها بكل العبارات المؤ*لمة... نهضت و نظرت للمرآة... ضحكت بسخرية و قالت لنفسها
' كنتي مفكرة ايه هااا ؟ كنتي مفكرة انه هيحبك لما تقربي منه ؟ انتي غبيـ,ـة اوي... آدم مبيحبنيش... هو شايفني مجرد جسـ,ـم بيتسلى بيه !! انتي مبتهمهوش... اول ما هيزهق منك هيرميكي... هيد*وس عليكي... هيتخلى عنك !! 
امسكت زجاجة العِطر و ألقتها على المرآة ف كُسـ,ـرت كلها لقطع و وقعت على الارض و ظلت تُكسر كل شيء بالغرفة بجنون... 

************** 
في غرفة رنا... رنا جالسة على المكتب و تدرس... طرق الباب... تأفأفات و نهضت فتحت... انه مروان 
- ازيك يا رنا ؟ 
* انا تمام... 
- مش باين انك تمام... شكلك تعبانة... 
* اه شوية يعني و عندي امتحان و بذاكر بالعافية... تركيزي تحت الصفر بس مضطرة... 
- الف سلامة عليكي... 
* الله يسلمك... 
- خدي ده... 
مرر لما علبة مغلقة... اخذته منه و قالت 
* ايه ده ؟ 
- افتحي بنفسك و شوفي... 
فتحت غطاء العلبة و وجدت بداخلها كيكة بالڤانليا... انها مدمنة كيك... ابتسمت و قالت 
* دي ليا ؟ 
- من اولها لآخرها ليكي... 
* شكرا يا مروان... هروح اعمل كوباية لبن و اتسلى على الكيك... 
- لا متخرجيش.. خليكي هنا و كوباية اللبن هتوصلك لحد عندك... هخلي الخدم يعملوها 
* ماشي... قولهم ان سكري.......
- معلقتين و نص...
* ايه ده انت عرفت ازاي ؟ 
- عادي... يلا اسيبك انا عشان معطلكيش عن مذاكرتك... سلام... 
* سلام... 
ذهب مروان و رنا اغلقت باب... اخذت قطعة من الكيك و اكلتها... كانت سعيدة للغاية... رغم تعبها و انها تدرس في ذات الوقت لم احد يهتم بها من ابويها... و أخاها الاثنان مازلا في صراع... انها وحيدة في هذا القصر الكبير... لكن مروان مختلف... انه يحاول اسعادها !! 
* مروان... 
- نعم يا ماما ؟ 
* خُد تعالالي... 
- حاضر... 
تبعها للغرفة و اغلقت الباب 
- هااا يا ماما في ايه ؟ 
* كنت بتعمل ايه عند اوضة رنا ؟ و متنكرش !! انا لسه شيفاك واقف معاها بتكلمها... 
- كنت بطمن عليها... 
* و ده ليه بقا ؟ 
- عشان دي بنت عمي... مش وحدة غريبة يعني... 
* بنت عمك اه... مروان هقولها مرة وحدة و مش هكرر كلامي تاني... رنا بنت نرمين السعدي ابعد عنها... لا اشوفك بتتكلم معاها ولا عند اوضتها تاني... 
- و ده ليه ؟ 
* يعني انت مش عارف امها العقـ,ـربة دي !! ولا نسيت اها*نتها لينا انا و انت بعد مو*ت ابوك و هي و جوزها كانوا عايزين ياكلوا حقنا لولا ان آدم وقف في وشهم... بالسرعة دي نسيت و بتتلزق في بنتهم ؟ 
- اتلزق ايه و بتاع ايه يا ماما ؟ بقولك انها تعبانة ف اطمنت عليها مش اكتر... ملهوش لازمة كلامك ده... بعدين رنا مش شبه امها... 
* لا طبعا كلامي ده له لازمة و لازم اوقفك عند حدك... و البنت دي سواء شبه امها او مش شبهها في الحالتين ابعد عنها... و مش هكرر كلامي تاني !! 
ذهبت ناهد و مروان واقف في حيرة... انه يحب رنا... كيف سيبتعد عنها ؟ 

************* 

كان آدم يعمل في مكتبه... رن هاتفه... نظر لاسم المتصل... ابتسم بخُبث و رد عليه 
" معتز المَهدي بنفسه بيتصل عليا ! اهلا و سهلا بيك.. 
* و بيك يا آدم نصار... بقولك انا عايز اقابلك... اجيلك الشركة ؟ 
" لا مينفعش اصل لسه عمال النضافة ماسحين الارض... عيب تيجي و تبوظ تعبهم... 
* دمك عسل من يومك ! 
" عارف مش محتاج تقولي... 
* هبعتلك لوكيشن... تعالي عشان في كلام لازم نتكلم فيه... 
" من عيوني ! 
***********

طرقت ناهد على باب غرفة آدم... 
* أسيل انا جبتلك الغدا لانك منزلتيش... 
لكن لا يوجد رد... طرقت مجددا
* يا أسيل انتي جوه ؟ 
عندما لم تجد ردا منها... امسكت مقبض الباب و فتحته بتردد... تفاجئت عندما رأت كل شيء بالغرفة مُحطم... 
* ايه اللي عمل في الاوضة كده ؟ 
نظرت لأسيل النائمة في السرير و منكمشة في نفسها و تسعل بشدة من تعبها... 
* أسيل !! 
اقتربت منها و وضعت يدها على رأسها 
* يلهوي حرارتك عالية اوي !! تعالي نروح للدكتور... 
أسيل كانت صامتة و دموعا تنزل من عيناها و تنظر للفراغ كأنها في عالم آخر... 
* يا أسيل انتي... 
' مش عايزة دكاترة... انا كويسة... 
* كويسة ازاي انتي مش شايفة حرارتك عالية ازاي ؟ 
' مش هتحرك من مكاني... 
* طب هجيب الدكتور هنا... 
' مش عايزة حد... لو سمحتي سيبني لوحدي... 
* طب اتصل على آدم ؟ 
ضحكت أسيل بسخرية و قالت 
' على أساس لو اتصلتي عليه ده هغير حاجة ؟ مفيش حاجة هتتغير... آدم اكتر واحد أذا*ني !! 
* ليه بتقولي كده ؟ انتوا اتخانقتوا ؟ 
لم ترد عليها فنظرت لها ناهد بحزن... يبدو ان قلبها مكسو*ر للغاية... خرجت ناهد من الغرفة و اتصل على آدم لكن لم يرد... 
* يوووه ما ترد يا آدم !! 
************* 
نزل آدم من سيارته في مكان شبيه الشاطئ... وجد معتز واقف و ينتظره بجانب سيارته و حُراسه واقفين بالقرب منه... مشى آدم بهيته و قال 
" على اد ما بكر*هك على اد ما بحب اختيارك للأماكن... 
* عيب عليك... 
" هااا عايزني في ايه ؟ 
اشار معتز لرجاله بأن يقفوا بعيدا و فعلوا ذلك... تنهد معتز و قال 
* سفينتي اللي انت فجر*تها و حر*قت كل البضاعة اللي فيها... 
" انا عملت كده ؟ هو انت عشان مش لاقي المجر*م اللي عمل كده مش تلزقها فيا...
* لاني متأكد انك عملت كده... 
" فين دليلك ؟ 
* مش معايا دليل و ده يأكدلي انك انت عملت كده... عارف ليه ؟ لان الذكاء و التنفيذ الشيـ,ـطاني ده مبيخرجش غير من دماغك انت... انا عارفك كويس يا آدم... حافظك كويس من ايام ما كنا بنشتغل سوا... 
" كانت ايام سو*دة... طب نفترض ان انا عملت كده... عايز ايه بقا ؟ 
* عايز حقي... السفينة و البضاعة... 
" والله ؟ 
* اه... مكان سفينتي هاخد سفينتك الألمانية... و البضاعة نتفاوض عليها بفلوس كاش... 
" سفينتي الألمانية و فلوس كاش !! اممم... ده انت داخل عليا بعشم اوي... حد قالك اني ابن اختك الصغير ؟ 
* و انت حد قالك تلعب معايا ؟! 
" حبيبي فوق لنفسك انا مبلعبش مع حد غير لما هو يبدأ اللعب معايا... انت بدأت يبقى تستحمل مش تعيط على التليفزيون و تيجي تطالبني باللي خسرته !! 
* و انا عملتلك ايه يعني ؟ 
" هتعمل فيها عبـ,ـيط عليا يعني يا معتز المَهدي ؟ 
* انت اللي بدأت لما سحبت استثمارك من شركاتي و انسحبت في اصعب وقت كنت محتاجك فيه... 
" انسحبت لاني اكتشفت انك بتلعب بديلك من ورايا...
* بس انا اعترفلك اني غلطت ! 
" الاعتراف ده تخليه لنفسك... الغلط طالما حصل يبقى هيحصل مرة و اتنين و تلاتة... و مش هغامر بشركتي و موظفيني عشانك يا معتز... و انا لما انسحبت من شراكتك صفيت كل حاجة و اديتك حقك كامل متكامل و انسحبت بهدوء و من غير مشاكل... انت عملت يا معتز ؟ جبت واحد هكـ,ـر اخترق حساباتي في البنك و سر*قتني... و مش كده وبس... وقعتني في قضية غسيل أموال و اتسبتت ان شركتي تقف 3 شهور كاملين... شو*هت سُمعتي قدام الاعلام بإسم " المغتسل آدم نصار "... و لكل فعل رد فعل يا ابن عيلة المَهدي... احمد ربنا اني حر*قت سفينك بس... كان مفروض احر*قك انت شخصيًا !! و آخر انذار ليك... ابعد عني و عن شغلي... لان لو حاولت تلعب بديلك عليا تاني... المرة جاية محدش هيحرمك مني !! 
نظر له معتز بغضب و آدم ابتسم بشَر و إلتفت... ركب سيارته و ذهب.... 

************** 

كانت نور في غرفتها و تكلم أحدا ما على الهاتف 
* اتصرفي و تعاليلي... 
* ما تفهم بقااا... مقدرش اخرج من ورا حد هنا... 
* كفاية أعذار انا سيبتك كتير... 
* والله ما اقدر اخرج... افرض حد شافني... و عمو فريد مش مستلطفني أبداً و لولا ابنه كان زمانه طردني... 
* يوووه زهقت انا بجد !! اقولك ايه اتحججي بأي حاجة و اخرجي... 
* طب هشوف... ممكن مراد يجي في أي لحظة... اقفل دلوقتي... 
اغلقت نور هاتفها و تنهدت بضيق... و عند باب الغرفة كان يقف خالد... تعجب من سمعه... مع من تتحدث تلك الفتاة ؟ و من ستقابل ؟ 
فجأة وضع احد يده على كتفه... إلتفت... انه مراد !! 
- بتعمل ايه قدام اوضة مراتي يا خالد ؟ 
• ولا حاجة... انا كنت معدي رايح اوضتي فوقفت افتكرت حاجة نسيت اجيبها... عن اذنك... 
ذهب خالد و نظر له مراد بريبة... فتح باب غرفته و دخل... وجد نور تشاهد التلفاز... عندما رأته نهضت و عانقته 
* و حشتني على فكرة... 
* انتي اكتر... 
ساعدته بأن يخلع معطفه و قالت 
* عملت ايه في الشركة ؟ 
* عرفت اد ايه آدم متحكم بكل حاجة و انا دوري محدود اوي او مليش دور اصلا... 
* الغلط على ابوك اللي فضل ينفخ فيه لحد ما ركب على دماغ الكل... 
* و كمان عمامي الاتنين كاتبين كل ثروتهم بإسمه هو... 
* ليه عملوا كده ؟ 
* كانوا شايفينه الابن المثالي... كان نفسهم يخلفوا زيه... 
* ما هم مخلفين... اومال مروان و خالد و سلمى دول ايه ؟ 
* كانوا صيغيرين... آدم أكبرنا... و متنسيش انه من مراهقته فلحوص و ذكي و اتعلم كل حاجة في لمح البصر... كان عنده نظرة مستقبلية في راسه و حقق كده فعلا... 
* و انت هتبقى زي الاباجورة كده ؟  
* حقي مش هسيبه... والله ما هسيبله جنيه واحد !! 
* ماشي... 
* واضح انك مضايقة.... مالك ؟ في حد ضايقك ؟ ولا تكون اللي اسمها أسيل دي ضايقتك ؟  
* متقدرش تضايقني اصلا... دي غبية و ساذجة... 
* اللي يضايقك تيجي تقوليلي فورا... 
* من عيوني... اجبلك تاكل ؟ 
* تجبيلي الاكل ليه و الاكل قدامي اهو... 
تصنعت الخجل ف عانقها... 
*************
في الليل وصل آدم القصر... توجه لغرفته و عندما فتح الباب وجد ناهد جالسة بجانب أسيل المتعبة النائمة... نظرت ناهد اليه ثم امسكت يده و اخذته للخارج 
* رنيت عليك كتير و مردتش ! 
" كنت في الشركة... 
* يادي الشركة اللي لحست دماغك دي... آدم افهم انت متجوز دلوقتي... أسيل النايمة دي بقت مسؤولة منك و لازم تخلي بالك عليها اكتر من كده... 
" في ايه ؟ 
* أسيل تعبانة خالص... حرارتها عالية و حاولت انزلها بالكمادات و الأدوية برضو مفيش تحسن... خليتها تاكل بالعافية... و شكلها زعلانة اوي... مالها حصلها ايه ؟ في الصبح كانت كويسة مش بالشكل ده... 
نظر آدم إليها و هي ملفوفة بالغطاء و واضح عليها الحزن و التعب... لعـ,ـن نفسه لأنه سبب ذلك... 
* خليك جمبها و شوف ايه اللي مزعلها... متسبيهاش كده... 
" تمام يا مرات عمي... شكرا اوي لانك كنتي جمبها... 
* ده واجبي يا ابني... صح انا سألتها عن اهلها كنت عايزة امها او حد من اخواتها يجي يقعد معاها شوية بس قالت كلام غريب ان كان ليها اهل بعدين بقت من غير اهل... انا مفهمتش بالضبط هي تقصد ايه ؟ 
" ابقا احكيلك بعدين يا مرات عمي... 
* زي ما تحب... تصبح على خير... 
" و انتي من اهله... 
ذهبت ناهد و دخل آدم غرفته... نظر اليها بحزن و قلبه يتآكل عليها... غَيَر ملابسه و ارتدي ملابس البيت... اقترب من السرير و جلس على طرفه... نظر لها و هي تعطيه ظهره و ملفوفة بالغطاء و منكمشة في نفسها... بتردد وضع يده على جبهتها وجد حرارتها عالية للغاية و جسدها يرتعش !! 
" أسيل قومي نروح المستشفى... 
لم ترد عليه 
" يا أسيل مينفعش تقعدي كده... 
وضع يده على كتفها فقالت بتعب 
' شيل ايدك من عليا و سيبني في حالي !! 
ابعد يده... فهم منها انها لا تريد اقترابه منها بأي شكل... لكن كيف يقنعها ان تأتي معه ؟ 
" انتي حرارتك عالية... لازم نروح المستشفى... 
' مش هتحرك من مكاني... و ملكش دعوة سواء انا تعبانة او لا... متدخلش في اي حاجة تخصني... ابعد عني لأني مش طايقة اشوفك ولا اسمع صوتك... يارب امو*ت و ارتاح منك !! 
كلامها او*جعه كثيرا... لقد اوصلها لحالة ان تتمنى المو*ت حتى تبقى بعيدة عنه !! 
لا يعرف ماذا يفعل... لكن الذي يعرفه جيدا انه لا يستطيع ان يتركها بهذه الحالة... 
" أسيل... آخر مرة بقولك قومي بهدوء نروح المستشفى ! 
' لا مش قايمة و اطلع بره يا آدم !! 
" ماشي... انتي اجبرتيني اعمل كده !
نزع الغطاء من عليها ف قالت 
' انت بتعمل ايه ؟؟ 
اقترب منها رجعت للوراء بخوف 
' ابعد... إياك تقربلي ! 
لم يستمع لها و اقترب أكثر... فجأة حملها بين يديه فشهقت بذعر و قالت بغضب و هي تضربه بيداها الضعيفتان
' نزلني يا متـ,ـخلف !! 
تجاهل كل صراخها و غضبها و ذهب بها الى الحمام... اغلق الباب عليهم... انزلها على الارض 
' انت بتعمل ايه و قفلت الباب ايه ؟؟
" مش انتي مرضتيش تقومي نروح المستشفى ؟ يبقى استحملي اللي هيجرالك... 
خافت منه ف اقترب منها بخطوات ثابتة و هي ترجع للوراء حتى اصطدمت بالحائط... قبل ان تهرب حاوطها بجسده و قالت بغضب 
' بقولك ابعد عني !! 
" اقلعـ,ـي هدومك... 
' ايه !! 
" اللي سمعتيه... يلا اقلعـ,ـي هدومك... 
' واضح انك اتجننت في دماغك... على جثتـ,ـي لو خليتك تلمـ,ـس شعرة مني !! 
" مش بمزاجك يا أسيل... 
وضع يدها على ثيابها ف دفعته و رفعت يدها لتصفعـ,ـه لكنه امسك يدها بيده القوية مقارنةً بيدها الضعيفة... بدأت الدموع النزول من عيناها و قالت بصوت مبحوح
' ارجوك متقربش مني ! 
لم يستمع لها و بدأ بنزع ثيابها قطعة تلو الاخرى و هي تبكي و تترجاه ان يبتعد عنها لكن لا حياة لمن تنادي... أنانيته جعلته اعمى عن كم الأ*لم الذي تسبب به لها... بقيت أمامه بملابسها الداخلية و تحاول إخفاء جسدها بيداها و لم يترك لها منفذ للهروب... وضع يده على وجنتها و رفع رأسها لتنظر اليه بعيناها المليئة بالدموع 
" بطلي عياط !! 
هذا هو ما يفرق معه... ان لا تزعجه... لكن مشاعرها و قلبها المحطم... لا يهمه... نظرت لعيناه الحادة و الخالية من المشاعر و قالت بحزن
' اتفضل... اعمل اللي انت عايزاه... ما انا البضاعة اللي انت اشتريتها !! 
تابعت بغضب 
' انا بكر*هك... عمري ما كر*هت حد قدك انت !! 
لم يهتم و اقترب منها فاغمضت عيناها لانها تشمئز النظر اليه... انها لا تريده... هذا ليس الرجل التي طالما تمنته... هذا وحش !! شعرت بأنفاسه الدافئة قريبة منها للغاية فاعتصرت عيناها بغضب و حزن... نظر لها آدم و كيف هي خائفة ولا تريد اقترابه منها و جسدها يرتعش... امسك يدها و شدها إليه اصطدمت بصدره الصلب و يده تمشى على ظهرها العا*ري المرتعش و كم هو ساخن للغاية... تمنت أسيل ان تمو*ت في تلك اللحظة لتتخلص منه... فجأة وجدت المياة تسقط عليها من الدش... شهقت بذعر من برودتها و قبل ان تبتعد قبض عليها بيده على ظهرها لتظل قريبة منه... قال آدم
" خليكي تحت المية الساقعة عشان حرارتك تنزل... 
' دي ساقعة اوي... 
" بس هتنزل حرارتك... 
' مش قادرة... مش قادرة استحملها... بتو*جع جسمي ! 
" معلش استحملي... انا معاكي !! 
ظل قابض عليها حتى لا تهرب من المياة الباردة... ابتلت أسيل بالكامل و هو كذلك... رغم برودة المياة لكن لم يتركها و ظل معها... صدرها يعلو و يهبط و شفتاها تتخبط ببعضهما... لفت يداها حول ظهره و عانقته بشدة لعلها تنجو من قسوة المياة الباردة على جسدها الرقيق... بالكاد يشعر بضربات قلبها على صدره... مسح على شعرها برفق و قال
" أنا آسف يا أسيل !! آسف على كل الأ*لم اللي اتسببتهولك... سامحيني ! 
فتحت عيناها لتنظر له بعيناها المتعبتان و هو ينظر لها و قالت له بغضب 
' انا بكر*هك... مستحيل اسامحك !! 
غضب آدم من كلامها... لكن هو السبب الذي اوصلها لهذا... ان تكر*هه بدل أن تحبه !! 
ظلا صامتين و أسيل في حضنه و جسدها يرتعش بين يداه و المياة تنزل عليهم... بعد دقائق وضع يده على رقبتها يلمسها بأنماله... وجد ان حرارتها انخفضت ف اغلق المياة... سحب المنشفة و جفف جسدها برفق و هي تنظر له بحيرة... كيف يتحول هكذا في لحظة و يصبح طيبًا ؟ لكن وعدت نفسها وعدًا قاطع أنها لم و لن تثق به مجددا... لن تسمح ان يخدعها بأفعاله تلك... لقد اكتفت حقًا من انا*نيته !! 
انتهى من تجفيفها و كانت ستذهب لكنه وقف امامها 
" رايحة فين ؟ 
' رايحة ألبس هدوم غير اللي اتبلوا دول... ولا انت عايزني اقعد عشان تعمل اللي معملتهوش ؟ عايز تلمـ,ـسني و انا تعبانة بالمنظر ده ؟ 
" متعاملنيش كأني حيو*ان و بجري ورا شهوا*تي... 
' ليه هو انت مش كده فعلا ؟ 
ابعد عيناه عنها و لم يرد... لم تفهم بعد انها الفتاة الوحيدة التي زعزعت حصون و ثبات قلبه... هو ايضا لم يفهم بعد ان قلبه جعله يفعل هذا... لأنه يظن ان قلبه ميـ,ـت لا يشعر !! 
دفعته بيدها و خرجت... نظر لطيفها بحزن... لقد اطفأها... لقد دمر*ها !! 
اغلق آدم الباب عليه... خلع تيشرته المبتل... شغل المياة الباردة و اخذ حمامًا بها ليريح رأسه... 
بدلت أسيل ملابسها و ارتدت بيجامة صوفية... جففت شعرها ثم مشطته و ربطته ذيل حصان... فتحت الباب و خرجت من غرفة الملابس... وجدت آدم خارج من الحمام عا*ري الصدر و المنشفة على كتفه و قطرات المياة تنزل من شعره... نظر لها و قال 
" حرارتك نزلت ؟ 
اقترب بخطوة فقالت فورا 
' متقربش !! 
وقف مكانه ف اكملت
' حرارتي نزلت... متقربش مني... كفاية !! 
قالتها بغضب و حزن واضح في عيناها... اقتربت من السرير و استلقت على السرير و سحبت الغطاء عليها... جمع آدم قبضته بغضب لانه تسبب بخوف كبير لها... ذهب و بَدل ملابسه و جفف شعره و عندما خرج نظر لها... اقترب من السرير... لقد نامت... سحب وسادة من جانبها و وضعها على الاريكة... استلقى على الاريكة و خلد للنوم... 

 •تابع الفصل التالي "رواية قلب في المنفي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent