رواية عناد الحب الفصل الرابع عشر 14 - بقلم اسماء الاباصيري
14. صلح
تسمرت حنان مكانها دون حراك تحاول استيعاب كلام زوجها لتردفت بعد فترة
حنان بصدمة : يعنى ايه فلسنا ؟ انت مش كنت واثق من الشركة دي ؟ .... ثم اردفت بصراخ ..... يعنى ايه شركة وهمية ؟
ليطأطأ رأسه للأسفل قائلاً
نور الدين : بعد ما حطيت كل شيء بملك فى الشركة دى اكتشفت ان ملهاش وجود اصلاً و انهم كلهم شوية نصابين
حنان بغضب و صراخ : ضيعت كل اللى حيلتنا و كل ده ليه .. عشان تسرعك و غباءك
ليصمت نور الدين فى خزي فزوجته على حق .. لقد اعماه طمعه عن التأكد من هذه الشركة قبل ان يستثمر بها وها هو ينتهي حاله بالإفلاس
لتكمل زوجته فى شرود و هستيريا بكاء
حنان : دمرتنى اخدت كل ما اللى حيلتى و ضيعته ... اعمل ايه دلوقتي ؟ ...لتكرر بصراخ .....قولي اعمل اييييه ؟
اتجوزتنى و انا صغيرة وعدتنى بالننعيم وانى هعيش فى جنة رضيت اتجوز ارمل معاه عيلين معترضتش اكبر عيالك كان الفرق بيني و بينه 13 سنة بس ... ربيتهم لوحدى و ده لان سعادتك كنت بتتحجج بشغلك و مسؤولياتك ..... ودلوقتي ........لتصرخ فى غضب .... ضااااااعت كل حاجة ضحيت عشانها
نور الدين بصراخ هو الآخر : فكرك هتضحكي على مين بكلامك ده .. ولادي محسوش للحظة بشعور وجود الام فى حياتهم ... طمعك وجشعك هو اللى خلاكي تضحى ده لو كان اللى عملتيه و جوازك مني تضحية فعلاً .... و بعدين انا مأجبرتكيش على جوازك مني ، طول السنين دي عمرك ما طلبتي حاجة الا و كانت تحت رجليكي ، بقيت ست كل اللى فى مجتمعنا يتمنو يبقو زيها ...... ضحية ؟ ثم انك ..............
ليقطع صراخه هذا رؤيته لأسيل على باب الغرفة تحدق بهما فى صدمة لاتصدق ما سمعته للتو ايمكن ان يكونا خدعاها كل هذه المدة ...... لن تنكر انها لم تشعر للحظة بحنان الأم المعروف او حتى اية مشاعر حب تملكها حنان لها ...... لكن .... لكن لم تتوقع للحظة ان تكون تلك هى حقيقة الحال
يقطع الصمت هذا صوت نور الدين القلق
نور الدين بتلعثم: اااااا ..اسيل حبيبتي ... جيتي امتى ؟ مالك واقفة كده ليه ؟
لتطالعه هى فى ذهول .. كيف له ان يحدثها وكأن شيئاً لم يكن ؟ كيف تأتيه الجرأة للنظر بعينيها كما يفعل الآن؟!!!!
أسيل بذهول : ليه ؟؟؟
ليبتلع اباها ريقه بصعوبة
نور الدين بإرتباك : ليه ايه يا بنتي ؟
أسيل بهدوء مخيف : ليه مش بتحبني ؟ ليه دايماً بتكذب عليا ؟ ؟ ليه مش بلاقي منك معاملة اي اب لبنته ؟ دايما البنت بتلاقي باباها هو فارسها .. بيكون اول راجل تحبه ... ليه مكنتش ليا كده .... ليييه ؟ ايه ناقصني عن غيري ؟ قضيت كل حياتى مستنية منك نظرة اهتمام .. فخر .. حب ... ليه جبت واحدة زي دي تمثل علينا دور الام ؟ علمي بموت امي اهون عليا من انى انادي الست دى بأمي ........ لتكمل بضعف وبكاء ........ليه بتكرهني ؟ ليه ؟ ليه ؟
لتنطق اخر كلماتها بصراخ وتدخل فى نوبة من بكاء مرير
ًلتغادرهم حنان بغضب تاركه اياهم وحدهم ليقترب نور الدين من ابنته محدثا اياها بدموع فى عينيه ويركع على ركبتيه امامها ممسكا بيديها الاثنين
نور الدين ببكاء : سامحينى .. عشان خاطري سامحيني ..انا كان كل همي و تفكيري انى مسؤوليتي اجمع فلوس و أأمن مستقبلكم لبعدين .... لكن انا بعترف ان الطمع عمانى ... اهملتكم و حطيتكم بين ايدين واحدة غريبة عمرها ما حسستككم بالأمان..... كنت فريسة سهلة للشيطان ... ارجوكى سامحينى ... سبق و خسرت ايمن بس مقدرش اخسرك انتى كمان .... صدقيني هتبقى نهايتي
لتركع هى امامه وسرعان ما ارتمت بأحضانه ولأول مرة تشعر بحنان ابيها وحبه ودفئ عناقه
ليقضيان فترة على هذا الوضع ثم تبتعد عنه بهدوء
أسيل : كنتو بتتعاركو ليه ؟؟ دي اول مرة اشوفكم كده ؟
نور الدين وقد فهم انها لم تستمع لحوارهم منذ البداية
نور الدين : مشاكل بيننا ... متحطيش فى بالك انتى ...... ليردف بإبتسامة ... قوليلي بقى جيتي ليه ؟ ...... ده من ساعة جوازك ولا سألتى فينا ... ده انا قولت ادم خلاكي تنسينا خالص ؟؟؟
فيتملك أسيل بعض الارتباك
أسيل بإرتباك وخجل : جيت أودعكم واقولكو اننا مسافرين لشهر عسل ... و احتمال نقعد برة اكتر من شهر
نور الدين بأبتسامة : هكويس اوي فعلاً .. انتو محتاجين لده خصوصاً انكم نزلتو الشغل بعد جوازكم على طول ... خلى بالك من جوزك .... بيحبك و صعب يتعوض
لتبتسم أسيل بسعادة : عارفة يا بابا و مش محتاجة توصية .... آسفة بس لازم امشي دلوقتى عشان الحق احضر الشنط للسفر
ليومئ والدها موافقاً فتهب واقفة مقبلة اياه من وجنتينه بسعادة مودعة اياه .
ارتسمت ابتسامة رضا وسعادة على ثغر والدها لم تُرى على وجهه منذ زمن ....
بعد يومان يصل ابطالنا الى الاراضي التركية ذات الجمال الخلاب والطبيعة الساحرة .... سبحان الخلاق فمن يرى الاراضي والزروع والجبال لظن انه فى جنة فما ادراك بحقيقة الجنة التى وعد الله بها عباده
بعد هبوطهم من الطائرة انهى آدم اجراءات وصولهم وكان فى انتظارهم سيارة بسائقها امام بوابات مطار انقرة ليحتلها كلا من آدم وأسيل المسحورة بما حولها من جمال
تلاحظ أسيل ابتعادهم عن زحام و صخب المدينة لتجد السيارة تسير فى مكان منعزل قليلا لا يخلو ايضا من الطبيعة الساحرة حتى وصلا الى مكان ما توقفت السيارة ليهبطا منها جميعا حتى السائق فيحدثه آدم بلغة لم تفهمها أسيل فخمنت انها التركية لتجد هذا السائق يتجه الى سيارة ما قابعة امام منزل ليس بكبير ولا بصغير ليركبها ويقودها مغادر المكان بأكمله
يلتفت آدم نحوها
آدم بإبتسامة : ايه رأيك؟؟
لترد أسيل بدون فهم مبادلة اياه بأبتسامة غبية
أسيل : رأيي فى ايه ؟
آدم وهو يشير للمنزل : بيتنا .. هنقعد هنا فترة علاجك
أسيل : انت بتهزر ؟ مستحيل تكون بتتكلم جد ... ده عايز معجزة عشان ينفع اى انسان يقعد فيه
آدم بإبتسامة ماكرة : وده بالظبط اللى هتعمليه .... انتى قولتى بنفسك انك متعودة على خدمة نفسك بنفسك
أسيل : قولت ده فعلاً لكن المنظر ده .... مشيرة للمنزل ..... مستحيل
آدم : للاسف احنا قدام امر واقع دلوقتى فلازم نتعامل على اساسه و نحاول نتقبله
أسيل بغضب مكبوت : طيب ... بس هتساعدنى
آدم بمرح : نشوف الموضوع ده بعدين
وبدأت معاناة أسيل فى تحويل مقلب النفايات هذا الى مكان صالح للعيش به
مضت عدة ساعات لنجدها مستلقية بتعب على اريكة متواجدة فى غرفة واسعة بعدما اخذت حماما دافئا ليريحها من الم جسمها بعد هذا المجهود الخارق
ونجد بطلنا ايضاً يقف فى المطبخ ليعد لهما طعام الغداء لتصيح قائلة وهى على هذا الوضع
أسيل بصوت عال: انا مكنتش عارفة انى متجوزة شيف ...... من اول يوم فى جوازنا وانت اللى بتطبخ
آدم بصوت عال : من ساعة ما اتجوزنا و اهلك هما اللى بيبعتولنا الاكل على طول ...... انا بس كنت بسخنه و بعمل السلطات فمتتفاءليش كتير النهاردة بخصوص الاكل
لتبتسم ابتسامة صغيرة عند تذكرها لوالدها وينتهي آدم بعد فترة من اعداد الطعام ليتناولاه ثم يذهبان للنوم متفقين ان غداً سيكون بداية رحلة علاجها.
يمر يوم .. يومان ... ثلاثة .... حتى انقضى الاسبوع الاول من العلاج وأسيل فى تحسن ملحوظ ..... الهلاوس قلت ..... جسدها بدأ فى التعافى من ذبوله ثم بعد مرور شهر ونصف بالتمام والكمال عادت أسيل الى سابق عهدها ولكن مازالت تعانى من بعض الآثار و لكن طمأنهم ياسر بأن هذا طبيعى وستتعافى منها بمرور الوقت
لم يغادرا تركيا بعد و فى يوم ما بعد انتهاءهما من تناول الغداء نجدهم جالسان امام التلفاز يشاهدان فيلم كرتون بالطبع بناءاً على رغبة أسيل هانم
بعد انتهاء الفيلم كانت أسيل على وشك الذهاب للنوم لكن اوقفها آدم
آدم : أقعدي شوية .... فى موضوع مهم لازم نتكلم فيه
أسيل وقد فهمت ما يرمي اليه
أسيل بإحراج : انا عارفة انت قصدك ايه و معنديش مانع يعنى انا اتحسنت زائد ان ده حقك بس انااااا يعنى كنت مستنية لما نروح شهر العسل الاول
آدم بإبتسامة : لا لا انا مقصدتش اللى فهمتيه رغم انى طبعاً معنديش مانع برضو ...... ثم اردف بإهتمام ....... بس اللى عايزك فيه موضوع تاني
أسيل بإهتمام : موضوع تاني؟
آدم :نتى عارفة تعبك المرة اللى فاتت و تعبك بسبب الحبوب اللى كنتى بتاخديها ... انا عارف انه مكنش بمزاجك .... عشان كده لازم نعرف مين عمل كده و ايه مصلحته
لتومئ أسيل موافقة
اسيل : كلامك صح بس هنعرف ازاى ؟
آدم : أسيل .. انا استفسرت من ياسر عن طريقة تعاطى الدوا ده وقالي انه إما اني تاخد بالحقن او الحبوب وطبعاً فى حالتك مش حقن فأكيد انها حبوب
أسيل متابعة حديثه بإهتمام : و؟
آدم بإرتباك: و الحبوب دي مش بتتحط غير فى الاكل او الشرب
ويسود الصمت المكان قليلاً لتنظر أسيل له منتظرة منه متابعة كلامه
آدم بهدوء وحذر : أسيل .. من ساعة ما اتجوزنا و اهلك هما اللى بيبعتولنا الاكل باستمرار
لتتسع مقلتا اسيل فى اندهاش وذهول مما يقوله .....هل قام زوجها العزيز للتو بإتهام اباها انه من يضع تلك الحبوب فى طعامها
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية عناد الحب" اضغط على اسم الرواية