رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الرابع عشر 14 - بقلم مريم محمد
إنْ طال شوقُ العالمينَ لبعضهم فالشوقُ نحوكَ لا يُحاطُ مداهُ
صَلّى عليكَ اللّٰهُ ما رُفِعَ النّدَا وتحركتْ بالباقياتِ شِفاهُ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
في أوضة ضلمة مافيهاش غير ضوء ضعيف للمبة متعلقة في السقف، كان قاعد حتاته وقدامه محمود والإتنين بيبصوا لبعض بصمت نظرات كلها تحدي ومكر
حتاته بخبث : طمني علي الكتكوته صحيح !؟
محمود ابتسم ابتسامة واسعة : زي العسل، هو أنا ماقولتلكش ؟! دي عملت عروسة قطن شبهك وبتلعب بيها، أصلها عارفة إنك واحد هزوء
ضحك بصوت عالي : لا وكمان بتعلقك من رجلك كل ليلة قبل ماتدخل تنام
حتاته كشر ومحمود شبك صوابعه في بعض وسند على الترابيزة، وحط راسه علي ايديه وهو بيقرب شوية من حتاته : بس أنا شايف إنك يليق عليك أكتر دور عروسة الماريونيت
حرك صوابعه بعشوائية قدامه : عروسة لعبة حد تاني بيتحكم فيها ويحركها زي ما هو عايز، مش كده برضه !؟
حتاته هرش في شعره بضيق وهو مغمض عينيه : عارف !؟ أنا أى نعم بحب الشجاعة والناس الجريئة بس
رفع راسه وبصله من ورا شعره الطويل اللي نازل على عينيه : بكره الناس البجحه
محمود بنفس الابتسامة المستفزة : غريبة !! رغم أنك واحد منهم
حتاته اتنرفز جدا فهو مش متعود إن حد يتكلم معاه بالأسلوب ده، دايما هو اللي بيضايق غيره ودلوقتي الكائن الغلس اللي اسمه محمود ده بيتعمد يضايقه كل ماتجيله الفرصة، فقام وقف وهو بيبص للعسكري اللي واقف على باب أوضة الزيارة في السجن اللي محبوس فيه لحد وقت المحاكمة بتاعته : رجعني زنزانتي يا عسكري بلا قرف
محمود قام وقف بسرعة وهو بيمسك دراع حتاته : يا راجل والله مايحصل، ده أنا ضارب مشوار من البيت لهنا عشان اشوف سحنتك اللي تسد النفس دي، حتى بص
مسك كيس بلاستك كان جنبه وخرج منه علبة حلاوة صغيرة وعيش وابتسم بسخرية : جايبلك عيش وحلاوة أصلي جدع أوي وأعرف في الأصول كويس
حتاته بص للعلبة بغيظ وضربها بايده بعنف رماها على الأرض، ومحمود بصله بصعبنه : كده !؟ ترمي نعمة ربنا على الأرض ؟!
حتاته كشر وقرب من محمود بشر وهو بيشتم بكل الألفاظ النا.بية اللي يعرفها، وشده من هدومه بعنف : أنت عايز ايه بالظبط يا ابن ال@#$ !؟
العسكري اللي كان واقف على الباب قرب منهم بسرعة عشان يدافع عن محمود، بس هو رفع ايده يمنعه وبص لحتاته بابتسامة هادية : ليه الغلط بس في الأهل بس !؟ ترضاها لأهلك !؟
واتكلم بنبرة كلها جدية : درة مثلا
حتاته بمراوغة : ومين قالك إنها اختى أصلا !؟ دي واحدة كنت خا.طفها من أهلها وهي صغيرة وقولت أستفادة بيها
محمود بابتسامة : عيب عليك، أنا ظابط على فكرة يعني عملت تحرياتي عنها وأنا واثق إنها أختك الصغيرة
حتاته كشر وشده عليه اكتر : ورب النعمة لو فكرت بس مجرد تفكير تـــ
محمود قاطعة : بس بس، أهدى على نفسك كده، أنا مش واطي زيك عشان أعمل فيها حاجة، بس ياترى باقي الناس اللي وراك هيسيبوها في حالها !؟
سكت شوية قبل ما يكمل : ما اعتقدش، أظن إنك عارف كويس إن أقل حاجة هيعملوها إنهم يصفو.ها أو ياخدوها عندهم ككرت ضغط عليك عشان ماتعترفش عليهم، تخميني صح ولا لأ !؟ يااااا____حاتم مرزوق !؟
حاتم فضل باصصله شوية بصمت وبعدها نزل ايديه من عليه ورجع خطوة لورا : أنت عايز ايه مني !؟ ليه بتعمل كل ده !؟ مش وصلتلي وخلصنا بقى عايز ايه تاني !؟
محمود : هما حاجتين بس، واحد الآنسه مليكة فين ومين خطـ.فها !؟ اتنين مين شركائك في شغلك !؟
حاتم سكت كتير وبعدها رفع شعره بايده وهو بيمشي ناحية باب الأوضة : ماعنديش حاجة اقولهالك يا باشا، المزة الحلوة ماعرفش عنها حاجة، ومافيش حد معايا أنا شغال لوحدي
محمود لف وبص عليه : فكر في أختك، لو مش عشانك فعشانها، الناس دول مش هيسيبوها في حالها، ده غير أعد.ائك وأنا أعتقد أنهم كتير جدا وماهيصدقوا يلاقوا حاجة ينتقـ.موا منك فيها
حاتم وقف بس مالتفتش ليه وضغط على ايده جامد بيحاول يتحكم في أعصابه : قولتلك درة ضحـ.ية زي غيرها وأعتقد ده دور الحكومة إنها تحميها
محمود كشر من عند حاتم، وفي الوقت ده فونه رن وكان يامن فرد عليه : ايوه يا يامن !؟
سكت شوية يسمعه ورد بصدمة : يوسف صاحبك هو اللي خطـ.ف مليكة !! أنت متأكد ؟!
حاتم أول ما سمع كلامه بصله بسرعة وهو مبرق بصدمة، ومحمود بيسمع يامن وهو رايح ناحية الباب : أنا جاي حالا وهطلب دعم، أوعى تسيب البت دي تمشي لازم استجوبها بنفسي وأفهم
حاتم مسك دراع محمود قبل مايخرج : أنت
مالحقش يكمل كلامه وكان المدعي العام المسؤول عن قضية حاتم دخل الأوضة بملامحه الصارمة واتكلم بحزم : بيتهيألي كفاية كده يا حضرة الظابط محمود
محمود : تمام يا باشا شكرا لتعاونكم، عن إذنكم أنا بقى
مشي بسرعة تحت نظرات حاتم اللي بيراقبه وهو بيتمتم بكلمات ماحدش قدر يسمعها
الدعي : المتهم حاتم مرزوق أعتقد في كلام كتير جدا لازم نتكلم فيه
*******
بنت جميلة بملامح لطيفة وقصيرة نسبيًا، كانت واقفة بتراقب اللي بيحصل قدامها وهي حاطه ايديها على قلبها اللي بينبض بسرعة وخوف، الشرطة كانت في كل حتة في الشركة ومترقبين وصول يوسف عشان يقبضوا عليه، فمن بعد ما لينا صرحت بإن يوسف هو اللي ورا كل اللي بيحصل ده وهو بقى مطلوب القبض عليه
انسحبت بسنت من المكان وهي بتفكر تتصرف إزاى ولا تعمل ايه في المشكلة دي، راحت عند باب الشركة وحاولت تخرج بس العسكري اللي واقف رفض لأن حاليا الشركة كلها تحت الحراسة المشددة، بس هي لازم تخرج من هنا؛ لأن كل التليفونات اتصادرت من الشرطة وهي لازم تتواصل مع يوسف بأي شكل
بعدت عن الباب وراحت لعم مصلحي راجل الأمن بتاع الشركة، واتكلمت بصوت خافت عشان العسكري مايسمعهاش : عم مصلحي ازيك يا راجل يا طيب !؟
مصلحي ابتسم فالبنت دي طيبة جدا ومتواضعة ولطيفة مع كل الناس وكل اللي في الشركة بيحبوها : ازيك أنتي يا ست البنات، اؤمري
بسنت بإرتباك : مايؤمرش عليك ظالم يا عمو، ممكن بس اطلب منك تساعدني اخرج من هنا من غير ما الظابط يشوفني
مصلحي كشر باستغراب : ليه كده !؟
بسنت بتوتر أكبر : لازم اطلع أجيب حاجة ضروري، بالله عليك يا عمو ساعدني بالله عليك
مصلحي : يابنتي أنتي عارفه إن ممنوع حد يطلع أو يدخل الشركة دلوقتي
بسنت بترجي ودموعها بدأت تنزل من عينيها غصب عنها : بالله عليك لتساعدني يا حاج مصلحي، اعتبرني بنتك، معقولة هترد بنت يتيمة أنت آخر أمل عندها !؟
مصلحي صعبت عليه جدا فهي بريئة ورقيقة وزي ما قالت بنت بتيمة مالهاش حد والظاهر إن هي واقعه في مشكلة، بصلها شوية بتردد قبل ما يحسم قراره، وبص على العساكر اللي واقفين عند الباب وقرب منها بهدوء : طيب تعالي معايا، أنا عارف باب متخبي تعرفي تطلعي منه من غير ما حد يشوفك
بسنت أبتسمت بأمل وهي بتحرك راسها بفهم ومشت وراه بهدوء من غير ماتلفت نظر أي حد ليها، وبعد شوية وقت وصل الإتنين لغرفة صغيرة مكتوب عليها خطر الإقتراب (كهرباء)، الحاج مصلحي فتح الباب وشاور لبسنت تدخل وهي اتحركت بتردد وخوف ودخلت الأوضة اللي كانت ضلمة ومخيفة
ومصلحي دخل وراها وقفل الباب وراح شغل النور عشان يشوفوا طريقهم من الإسلاك والأجهزة اللي في كل مكان، وبصلها بتشجيع : تعالي ورايا
مشي الإتنين لحد آخر الأوضة ووقفوا قدام مكان شبه باب صغير، ومصلحي طلع مفاتيح كتير تخص كل مكان في الشركة وفتح الباب الصغير، اللي كان قدامه سلم حديد قصير متعلق في الحيطة، مصلحي : انزلي الكام سلمه دول هتلاقي نفسك في الشارع اللي في ظهر الشركة
بسنت كانت خايفة جدا بس شجعت نفسها فهي لازم تطلع بره الشركة، وأصلا السلم قصير وهتعرف تنزل عليه، شكرت مصلحي ونزلت وهو فضل معاها لحد ما اتطمن إنها وقفت على الأرض وقفل الباب ورجع مكانه عند البوابة
أما بسنت فهي طلعت تجري بعيد عن الشركة لحد ماوصلت لكشك صغير بيبع مجلات وحاجات حلوة، فطلبت من صاحب الكشك تعمل مكالمة وعطته فلوس ورنت على يوسف، اللي رد بمرح لما عرف إنها اللي بتكلمه : روحي لحقت أوحشك بترني عليا وأنا لسه كنت في حضنك بالليل !؟
بسنت بجدية : أنت فين !؟
يوسف أستغرب أسلوبها الجامد معاه بس رد : أنا داخل أهو على الشركة، هو في حاجة ؟!
بسنت صرخت مرة واحدة في الفون : أوعى تروح الشركة امشي يا يوسف بسرعة، في بوليس هناك عايزين يقبضوا عليك
يوسف ماكانش فاهم هي بتتكلم عن ايه بالظبط ولا بوليس ايه ده : أنا مش فاهم حاجه يا بسنت بوليس ايه ده اللي جاي يقبض عليا !؟
بسنت : تعالا يا يوسف على الكافيه بتاعنا هستناك هناك، بس أوعى تروح الشركة، فاهم !؟
يوسف : ماشي خمس دقائق وابقى عندك
قفل معاها وفعلا بعد خمس دقايق كان وصل للكافيه، وقبل ما يدخل لقاها بتشده من دراعه جامد ووقفت في الشارع الجانبي اللي جنب الكافيه
يوسف باستغراب لكل اللي بيحصل : بسبس مالك يا قلبي !؟
بسنت لفت واترمت في حضنه وفضلت تعيط بطريقة قلقته فضمها جامد : مالك يا حبيبتي بس في ايه اللي حصل لكل ده !؟
بسنت بصتله : أنت عملت كده فعلا !؟ أنت خطـ.فت مليكة أخت يامن بيه وجاسم بيه !؟
يوسف باستغراب : عملت ايه !؟ أنا !؟
بسنت وهي بتمسح دموعها : الشركة كلها بتقول إنك اللي عملت كده، وكمان جاسم بيه كلم البوليس عشان يقبضوا عليك، والشركة مليانه بوليس مستنيينك ومش بعيد يكونوا راحوا عند بيتك كمان يدوروا عليك هناك
يوسف كان بيسمعها وهو في حالة من الذهول وعقله مش قادر يستوعب إزاى كل ده حصل !! قطع صمته صوت بسنت اللى بتبصله بخوف : فهمني ايه اللي بيحصل يا يوسف !؟
يوسف بصلها بشك : أنتي بجد مصدقه إني أعمل كده !؟
بسنت مسكت دراعه وهي بتهز راسها برفض بسرعة، وقربت منه خطوة : ابدا، أنت جوزي حبيبي ولو الدنيا كلها صدقت ده عليك مستحيل أنا أصدق، بس أنا عايزة أعرف ايه اللي حصل !؟ وليه أصحابك بيتهموك كده !؟
يوسف بص قدامه بشرود واتكلم بخفوت : الظاهر إن صداقتنا كانت هشه أكتر مما تخيلت، أنا لازم اروحلهم وأوضح اللي بيحصل
بسنت : بس في كذا حد شهد عليك إنك اللي عملتها، ولينا سكرتيرة يامن بيه قالت إنك رئيس الجماعة اللي عايزة تأذيهم، وسامي مدير الحسابات أكد كلامها بعد ما الشرطة استجوبت كل الموظفين، وعرفوا مين الخا.ينين وقبضوا عليهم
يوسف كان بيسمعها بصمت، وهي خلصت كلامها وبتبصله مستنيه رد منه لحد ما صمته طول فهمست بقلق : يوسف !!
يوسف : أنا لازم أمشي
بسنت بقلق : هتروح فين ؟!
يوسف : هروح فين يعني !؟ البيت
بسنت مسكت فيه جامد : لالأ بالله عليك، لو روحت البوليس هيقبض عليك، أقولك روح بيتي أحسن، أهو مكان ماحدش يعرف عنه حاجة ولا يعرف يوصلك فيه
يوسف : بس
قاطعته بسنت برجاء : بالله عليك يا يوسف أنت عارف إني ماليش حد غيرك في الدنيا دي، ولو روحت مني مش هعرف أعيش، ده غير أهلك اللي مش هيسيبوني في حالي، وخالي كمان اللي مستني أي لحظة عشان يبهدلني، بالله عليك
يوسف بصلها كتير بصمت وهو مشتت ومش عارف المفروض يعمل ايه بالظبط !! وبسنت قربت منه ودخلت في حضنه وضمته جامد بخوف عليه، فهو غمض عينيه ولف ايديه حوليها وضمها ليه بكل قوته وهو بيتكلم في عقله : مش كفاية يا ربي اللي أنا فيه ده !؟ ليه كل حاجة بتتلخبط مرة واحدة !؟ ليه مافيش حاجة بتمشي زي ما بخططلها نهائي !؟
*******
يامن بعد ما سمع اعترافات لينا السكرتيرة راح على مكتب يوسف ودخل وهو مش شايف قدامه، لسه عقله رافض بشكل تام إن يوسف يكون هو اكس، مستحيل ده صاحب عمره وأقرب الناس لقلبه
وقف قدام مكتبه وهو بيخبط بايديه عليه وبيفتكر جملة حتاته اللي قالهاله (حد قريب منك هو اللي ورا اللي بيحصلكم)، حط ايده على قلبه بوجع لأن ده ماكنش أى حد، ده فعلا كان بيعتبره أخ ليه مش مجرد صديق
بدأ يفتح في أدراج المكتب ويشيل ويحط في الحاجات اللي فيها؛ لعل وعسى يلاقي أي دليل على يوسف يدينه، ومن كل قلبه بيدعي ربنا إنه مايلاقيش أى حاجة تهز ثقته في صاحبه ويطلع بريئ زي مابيتمنى، وفعلا مالقاش غير أوراق وملفات شغل عاديه مافيهاش أى حاجة
حدف نفسه على كرسي المكتب وهو حاطت راسه بين ايديه وبيفكر إن كده في أمل إن يوسف يكون برئ، وجاسم قرب من يامن بقلق عليه فهو من ساعة ما لينا قالتله على يوسف وهو ساكت بشكل مريب : يامن أنت كويس ؟!
يامن حرك راسه يمين وشمال : نفسي أكون كويس بقى ياجاسم لأني حقيقي تعبت من كل حاجة بتحصل حوليا
جاسم بصله بشفقة ويامن كان باصص في الأرض لحد ما لمح حاجة غريبة في آخر درج في المكتب، فتح الدرج بتفحص ولقى درج تاني أصغر شوية جوا الدرج الكبير كأنه درج سري، حرك الدرج الصغير عشان يتفاجأ إن في تحته حاجات متخبيه، بدأ يخرج الحاجة من الدرج وهو بيبصلها بتفحص
كان في فون قديم مقفول، ورزمتين فلوس كلها دولارات، وخاتم، وولاعة دهب على شكل أسد، وورقة مكتوب عليها رقم وتحته رسم كأنه خريطة لمكان، وآخر حاجة كانت صورة مقلوبه يامن مسكها وبص فيها واتصدم؛ لأنها كانت صورة لأخته في مكان غريب وباين إنها نايمة أو مغمى عليها
يامن اتنهد بمشاعر كتير كلها اسوء من بعض، حزن على أخته وعجز إنه ينقذها، واخيرا حسرة كبيرة وصدمة في صاحبه اللي عمره ما تخيل إن الطعـ.نه تيجي منه ابدا
جاسم قرب من يامن واخد الصورة من ايده وبصلها بحزن والدموع بتلمع في عينيه وضم الصورة لحضنه : مش مصدق بجد اللي بيحصلنا ده، إحنا كنا عملناله ايه بس عشان يعمل فينا كده ؟!
في اللحظة دي دخل محمود المكتب ومعاه اتنين عساكر : يامن أنا جيت، فهمني اللي بيحصل ومعناه ايه صاحبك هو اللي ورا كل ده ؟!
يامن اتنهد بحزن وهو بيبص على الحاجات اللي على المكتب، وجاسم بص لمحمود وحكاله كل حاجة حصلت من ساعة كاميرات المراقبة ومكالمة لينا لحد الحاجات اللي لقوها في المكتب
وبعد وقت محمود كان قاعد في مكتب يوسف على كرسي وقاعد قدامه لينا وسامي والعساكر واقفين وراهم، محمود : براحة كده ومن غير لف أو دوران، عايز أفهم كل حاجة، واللي اسمه يوسف ده قالكم ايه بالظبط !؟
لينا كانت قاعدة مرعوبة فهي ماكانتش عايزة توقع نفسها في كل ده ودلوقتى لو قالت أى كلمة غلط حياتها هتكون التمن-بقلم/مريم عبدالقادر-دموعها بدأت تنزل غصب عنها من خوفها من البوليس اللي حوليها، ومحمود عرف إنها هتعترف بسهولة فقام من مكانه وقرب منها وبدأ يلعب لعبته المفضلة وهو دور الظابط : أنا ليه حاسس إنك ضحية هنا !؟ احكيلي اللي حصل يا لينا، أنا ممكن أساعدك
لينا بصت لكل الموجودين ونظرات الشر اللي بيبصولها بيها وبصت لمحمود وهي يتحرك راسها يمين وشمال : أنا ماليش دعوة صدقني، ماعرفش حاجة
محمود حط ايده على كتفها وضغط عليه جامد بتحذير : صدقيني أنتي، انكارك ده مش هيفيدك، بالعكس هتضري وبدل ما تساعدي نفسك هتلبسي أنتي القضية
لينا بصتله بدموع وهي بتشهق، وهو بصلها بتشجيع : هاا قوليلي بقى، يوسف قالك ايه !؟
لينا فركت صوابعها في بعض واتكلمت بخوف : قا، ءء، قالي أراقب يامن بيه واقوله على كل تحركاته في الشركة، بيعمل ايه وبيقابل مين وبيتكلموا في ايه، كان عايز يعرف كل حاجة بس من غير ماحد يحس بيه او يعرف إن ليه دخل في أي حاجة؛ وعشان أنا أعتبر أقرب حد من يامن بيه فاختارني أنا وعطالي رقم الراجل اللي يامن بيه كلمه وقالي اتواصل معاه وابلغه بكل حاجة وصلتلها، عشان ماحدش يشك فيه هو
محمود : وأنتى ايه اللي يجبرك تسمعي كلامه أصلا !؟
لينا حطت وشها بين ايديها وعيطت بصوت عالي : غصب عني والله، قالي هيأذيني لو ماعملتش اللي هو عايزة، ولما قولتله هبلغ البوليس عليك هددني بأمي وأخواتي الصغيرين، والله غصب عني يا حضرة الظابط، غصب عني
يامن : أنتى متأكدة من الكلام ده !؟ عارفه لو كنتي بتكدبي هعمل فيكي ايه !؟
لينا بخوف : والله أبدا أنا فعلا غصب عني عملت كده عشان أخواتي والله
جاسم بص ليامن : قولتلك من الأول يوسف ده مش مريح وأنت اللي كدبتني
محمود : مش وقته الكلام ده دلوقتي
قال كلامه ووقف قدام سامي وحط ايديه على ظهر الكرسي اللي قاعد عليه وقرب من وشه أوي لدرجة وترت سامي : ها يا سمسم سامعك
سامي بص بعيد عن عين محمود بيهرب من حصار نظراته : ماعنديش حاجة أقولها
محمود : ليه بس كده !! ماكنا ماشين حلو، ليه بتبوظ الدنيا في الآخر !؟ للدرجة دي مستغني عن حياتك وحريتك !؟
سامي بصله باستغراب ومحمود وضح : ماتبصليش كده، اه حريتك وحياتك أنت فكرك يعني لما تسكت كده هتنفد بجلدك !؟ تؤتؤ لأ يا حبيبي أنت هتتسحب من قفاك وتدخل السجن بتهمة التأمر مع المجر.مين دول
سامي بلع ريقة بخوف، ومحمود مسك رقبته من ورا وثبت راسه عشان يبصله : فزي الشاطر كده هتقولي كل حاجة تعرفها
سامي اتنهد باستسلام وبدأ يتكلم : انا كان الوضع مختلف معايا عن الانسه لينا، يوسف بيه ماكلمنيش بشكل مباشر بس في حد رن عليا وكلمني وقالي عايز كل حسابات الشركة واللي داخل واللي خارج، ولما سألته يبقى مين قالي إنه من طرف يوسف بيه ودي أوامره واحسنلي أنفذ كلامه، أنا في الأول طنشت كلامه وفكرته حد بيستظرف بس تاني يوم لما روحت البيت مراتي قالتلي ابننا كان بيلعب في الشارع مع ولاد الجيران واختفى فجأة ومن ساعتها وهي بتدور عليه ومش لقياه، بعدها جاتلي مكالمه ونفس الراجل كلمني وقالي لو عايز ابنك احسنلك تنفذ اللي إحنا عايزينه
محمود كان بيسمعه بتركيز وبعد ما خلص : أنا ليه مش مصدقك !؟ أصل معلش يعني ايه اللي يخلي يوسف يعمل كل ده عشان الحسابات !؟ ما هو ممكن بكل سهولة يطلبها منك أو من اى حد وهو كده كده واحد من المديرين؛ يعني ماحدش هيسأله ليه ولا هيرفض يديهاله مثلا
سامي بص في الأرض وكمل بخفوت : مااا، ماهو كان عايزني ألعب في الحسابات، بما أنى مدير الحسابات وماحدش بيراجع ورايا الملفات
محمود : اااه أهو كده الموضوع بقى معقول شوية، عايزك تختـ.لس من الشركة فلوس، وأنت طبعا لما خطـ.ف ابنك اضطريت توافق
سامي حرك راسه بتأكيد ومحمود سأل : ويوسف ما كلمكش ولا مرة !؟
سامي : دايما اللي اسمه صامبو ده هو اللي كان بيتعامل معايا، ومرة واحدة بس يوسف بيه كلمني من فون صامبو، غير كده ماكانش بيكلمني وكان بيتعامل معايا في الشركة كأنه مايعرفنيش
محمود حرك راسه بفهم وهو بيقف قدام يامن : كده الرؤية وضحت، يوسف هو اللي ورا كل اللي حصل، مهدد واحد يختـ.لس من الشركة والتانية جاسو.سة عليك وكان بيتواصل معاهم من خلال صامبو ده، وكلم حتاته يخـ.طف الآنسة مليكة، بس ليه بقى !؟ ده اللي المفروض تكون أنت عارفه، ايه اللي بينكم يخليه يأذيك بالشكل ده في أعز الناس ليك !؟
يامن : ماعرفش، والله ماعرف، أنا ماعملتلهوش حاجة ولا عمري اذيته ابدا
جاسم كان بيبص ليامن بصمت، ومحمود هو كمان كان مشفق جدا عليه من الصد.مات اللي مش ملاحق عليها
********
مرام كانت في أوضتها بتلبس عشان شغلها، كانت كلها نشاط وطاقة وحماس لأول يوم شغل ليها في مستشفى الهبة وكانت بتفتكر آخر نقاش بينها وبين باباها
_____فلاش باك_____
منى ومرام ومامتها وباباها في يوم كانوا قاعدين يتعشوا مع بعض ومرام كل شوية ترفع عينيها تبص لباباها وترجع تبص للطبق اللي قدامها تاني، وناصر كان واخد باله منها وبيبتسم من طفلته المدللة اللي مابيقدرش يزعل منها ابدا
خلص آكل وقام وقف وبص لهناء : تسلم ايدك على الأكل يا حبيبتي
وبص لمرام بابتسامة هادية : مرام خلصي آكل واعمليلنا كبايتين شاي بالنعناع من ايديكي الحلوين، وتعالي نتكلم شوية في البلكونة
مرام أول ما سمعت كلامه أبتسمت ابتسامه واسعة وقامت بسرعة دخلت المطبخ تعمل شاي بكل لهفة، ومنى بصت لعمها وهي ماليه بوءها كله أكل : دلعها دلعها لحد ما تفسد
ناصر شدها من ودنها : شوفوا مين بيتكلم، ده أنتي اكبر فساد موجود على وجه الأرض
منى بوجع : ودني ودني يا عمووو
ناصر ساب ودنها وقرب من هناء اللي كانت بتبصله بفخر وحب وميل على راسها باسها وابتسم وراح البلكونة، ومنى بصت لهناء بنظرات كلها خبث : ايوا بقى يا عم ماشيه معاكم حلاوة
هناء : يا بت أنتى مش هتحترمي نفسك خالص !؟
منى : نو نو سيبنالكم الاحترام كله يا ست الكل يا كبارة يا سيدة القصر
قامت من على السفرة وراحت حضنتها وهناء بتبعدها عنها : وسعي كده يا بت ايه التلزيق ده على المسا
منى : ما هو لو كان نصور ماكانش زمانك قولتي كده، ربنا يعوض علينا بقى
هناء : ولما أقوم اضر.بك بالشبشب دلوقتى هيبقى حلو !؟
منى طلعت تجري على الحمام وهي بتضحك وهناء بصت للمطبخ اللي خرجت مرام منه وهي شايله صينية صغيرة عليها كبايتين شاي ودخلت البلكونة الكبيرة، حطت الصينية على الترابيزة الازاز اللي في نص البلكونة وقعدت على كرسي بعيد، وناصر بصلها : تعالي هنا جنبي يا مرام
مرام بصتله بتردد وعيون بتلمع بالدموع وهو مدلها ايده وابتسملها بتشجيع عشان تروح تقعد جنبه على الكنبة اللى قاعد عليها وتدخل في حضنه، وهو ضمها ليه بحنية وهو بيطبطب على شعرها : حبيبة قلبي بتعيط ليه !؟
مرام : مش متعودة إن حضرتك تكون زعلان مني أو تعاملني كده
رفعت راسها وبصتله : بابا أنا آسفة أوي، والله ماكانش قصدي خالص أنى أفرض عليك حاجة أو أنى اتجاهل وجودك، أنا بس كنت بحاول أحقق حلمي اللي بقالي أربع سنين بحلم بيه، حضرتك علمتني دايما ماستسلمش وأحاول أحقق أحلامي واعمل اللي عليا وأنا بس كنت بحاول
وطت راسها في الأرض بأسف وخجل : أنا أكيد كنت هقولك كل حاجة، أنا آسفة
ناصر : وأنتى شايفة يعني إن تصرفك بالشكل ده كان صح !؟
مرام حركت راسها يمين وشمال برفض وبصتله : انا فعلا غلطت لما ما قولتلكش من الأول أنا بجد آسفة، بس ده حلمي يا بابا وأنا بجد نفسي احققه
ناصر بصلها شوية بيتأمل في ملامحها وهو بيتسائل بينه وبين نفسه هي امتى طفلته الصغيرة كبرت أوي كده وبقت الشابه الكبيرة دي
مرام بترقب : بابا !!
ناصر : وأنا يعز عليا حلمك يروح منك عشان كده هساعدك تحققيه
مرام بصتله باندهاش وفضول وهو أبتسم : يوم ما شوفتك في المستشفى بتساعدي الشاب المريض وقد ايه كنتي مبسوطة باللي بتعمليه، كنت حقيقي فخور بيكي وماهانش عليا اربطك جنبي واحرمك من أحلامك عشان خوفي عليكي، عشان كده أنا موافق تحققي حلمك يا مرام وامري لله، بس أتمنى ماتعمليش أى حاجة تأذيكي بأي شكل، ماتقلقيش قلبي عليكي يا روما
مرام أبتسمت بسعادة ونطت في حضنه وهي بتعيط من كتر الفرحة، مش مصدقة إن باباها وافق اخيرا تشتغل في المكان اللي بتحلم بيه : حضرتك كده سامحتني !؟
ناصر مسح دموعها بلطف : أنا مابقدرش أزعل منك، أعمل ايه بقى في قلبي
مرام حضنتها جامد : أنا بحبك أوي يا بابا
ناصر ضمها بحب هو كمان : وبابا كمان بيحبك يا روما
بعد شوية وقت انضمت هناء ومنى ليهم وقعدوا كلهم يشربوا شاي وياكلوا بسكويت في جو كله بهجه وسعادة وضحك
.
مرام فاقت من ذكرياتها على صوت منى اللي كانت قاعدة على السرير وراها وقدامها شنطة ظهر وكتب وملازم كتير : أيوه بقى يا عم بيضالك في القفص يا بنت المحظوظة، يعني اتصالحتي مع عمي وكمان هتشتغلي في المكان اللي انتي حباه
مرام التفتتلها : يا شيخة بقى كفاية قر، الواحد أصلا ساند طوله بالعافية
منى : هممم ما هو واضح
مرام : عارفه أنى همو.ت واخنـ.قك واخلص منك بجد
منى عملت حركات بوشها بتتريق عليها، ومرام تجاهلتها وخرجت من الأوضة لقت باباها قاعد في الصالون بره فابتسمت وراحت حضنته وهو طبطب على راسها بحنية : تعالي هوصلك المستشفى النهاردة
بص لمنى اللي خارجه من الأوضة بتلف طرحتها بعشوائية : وأنتى كمان يا منمون كليتك في طريقنا للمستشفى، هوصلكم النهاردة وبعد كده تروحوا مع بعض
منى نطت على ظهر مرام وحضنتها : حبيبة جلبي، الله بقى كل يوم هنروح ونرجع مع بعض
مرام أبتسمت فهي للحقيقة كانت متوترة من التجربة الجديدة اللي هتخوضها، ولكن وجود منى معاها هيخفف عنها شوية من التوتر ده
********
يامن ومحمود وجاسم كانوا لسه قاعدين في مكتب يوسف بعد ما العساكر اخدوا لينا السكرتيرة وسامي المحاسب على القسم عشان يستكملوا استجوابهم والتحقيقات
محمود راح ناحية الحاجات اللى يامن خرجها من درج المكتب قبل كده وبدأ يقلب فيها : متأكد إن الحاجات دي تخص يوسف !؟
جاسم قرب من المكتب ومسك الولاعة واتكلم وهو بيبصلها بتفحص : أنا عارف الولاعة دي كانت ضايعة منه قبل كده وأنا رجعتهاله، أنا فاكرها كويس بسبب شكلها الغريب اللي عمري ما شفت زيه قبل كده
محمود أخد الولاعة منه وقلبها في ايده : ولاعة دهب على شكل أسد، غريبة فعلا
حطها على المكتب واخد رزم الفلوس : ولا غريبة ليه بكل الدولارات دي مافيش غريب، وايه ده كمان !؟
مد ايده عشان ياخد صورة مليكة بس ايد يامن كانت أسرع وشدها بسرعة من قدامه : أعذرني بس دي تخصني
محمود رفع حاجبه باستغراب وجاسم طبطب على كتفه وهمس : دي صورة مليكة
محمود هز راسه بفهم ومسك الفون اللي قدامه ولقاه مقفول ففتحه وراح قعد على كرسي جنب يامن، وبعد ما الفون فتح قعد يقلب فيه بيحاول يلاقي أى حاجة بس الفون كان فاضي تماما
جاسم : غريبة، الفون مافيهوش أى حاجة أومال محتفظ بيه ليه !؟
محمود : أكيد كان بيتواصل بيه مع حد، يعني مخصصه للتواصل مع الشخص ده بس بعيد عن فونه الاصلي عشان ماحدش يشك فيه، وده معنااااه
فتح سجل المكالمات وفعلا لقى عليه كذا رقم متسجل وواحد منهم في كذا اتصال منه وارد وصادر في أيام مختلفة، فابتسم ابتسامه جانبيه بغرور وفخر بنفسه فهو دايما تحليلاته بتبقى صح : يا عيني عليا ربنا يحفظني للشعب
يامن وجاسم بصوله بملل، وهو قلب شوية في الأرقام وبعدها فتح الرسايل : اللهم صل على النبي، ايه ده كمان !!
يامن وجاسم قربوا منه وبصوا على الشاشة اللي كان ظاهر عليها رسايل غريبة جدا ويامن سأل باستغراب : ايه الطلاسم دي !؟
محمود : مش عارف والله
بص للرسايل اللي الرقم باعتها ليوسف وحاول يقرأها بصعوبة واستغراب : شوف كده الراجل ده باعت ايه، ضذثرذصة رضوصة ظرضر صض طشي ش ضذخبة كقذظ ضذريصكة، وواحدة تانية، طضوض ضذطزظ رثضزض حص ضذطصظ ضذخكصر ظؤرمزص طضصس !؟، وهو رادد عليه بنفس الطريقة، قذصدر ردضزدر ش ضزض غضص
يامن : ايوه يعني ايه برضه !؟
محمود حرك راسه يمين وشمال بشرود كأنه بيفكر في حاجة : مش عارف
عم الصمت لوقت طويل ومحمود عمال يكتب الرسايل على ورق كذا مرة بيحاول يفهمهم ومرة واحدة قام وقف : صح، هو كده بالظبط
مد ايده واخد ورقة بيضاء وقعد وهو بيبتسم بحماس وكتب حاجة، وبعدها حط الورقة على المكتب قدام يامن وجاسم : أهو هو ده الحل
يامن أخد الورقة بص فيها ولقى محمود كاتب الحروف الأبجدية على سطرين نصهم على سطر والنص التاني تحتهم
أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص
ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي
جاسم : ده ايه ده !؟
محمود : شوف يا سيدي دي زي رموز مشفرة كده، بنقسم الحروف الأبجدية نصين وبنبدل الحروف مع بعض، يعني الحرف اللي في المجموعة اللي فوق نبدلها باللي تحت والعكس
مسك الورقة اللي كاتب فيها الرسايل وبدأ يفسرها : شوف يعني مثلا الرسالة دي لو بدلنا حروفها هيبان الرسالة الأصلية، ض نبدلها بالألف وذ نبدلها باللام وهكذا فالجملة دي (ضذثرذصة رضوصة ظرضر صض طشي، ش ضذخبة كقذظ ضذريصكة) معناها (العملية ماشية تمام يا بوص، والقطة دخلت المصيدة)
يامن مسك الورقة وحل الرسالة التانية : (طضوض ضذطزظ رثضزض حص ضذطصظ ضذخكصر ظؤرمزص طضصس !؟) معناها (باشا البنت معانا فى البيت القديم تؤمر بايه !؟)
ساب القلم والتلاته بصوا لبعض بصمت لفترة لحد ما جاسم قطع الصمت وهو بيتنحنح : ده، ده معناه إن هوووواااا
ساب كلامه متعلق ومحمود كمل : اللي خطـ.ف مليكة أكيد
بص على يامن اللي عينيه متعلقة بالورقة وشارد تماما في دوامة مالهاش آخر
********
درة لسه في بيت صبر تايهة في أفكارها وبقت زي الوردة الدبلانة من كتر الحزن والعياط، صحيت من نومها الصبح بدري وطلعت من اوضتها بس مالقتش صبر في البيت كله فدخلت الحمام أخدت شاور ودخلت اوضتها تانى، عدى شوية وقت وهي قررت تروح بيتها فغيرت لبسها ونزلت من البيت بعد ما بعتت لصبر رسالة إنها نازله
مشت في الشوارع وهي بتسترجع ذكرياتها وهي صغيرة وذكرياتها مع حاتم، قد ايه كان حنين عليها وكان بيعمل المستحيل عشان يفرحها ويشوف ضحكتها، إزاى بعد كل ده يطلع بكل الشـ.ر ده
وصلت بيتهم ووقفت قدامه وهي بتتنهد بحزن بيقـ.طع في قلبها، وبصت على جزارة أخوها اللي مقفولة ومحطوط عليها شرايط صفراء من الشرطة تمنع أى حد يقرب من المحل
درة بحزن : ليه كده يا أبيه !؟ ليه !؟
كانت لسه هتطلع البيت بس لقت اللي بيشدها بعنف من دراعها لدرجة إنها صر.خت من الألم وجالها صوت خشن بيتكلم : أخيرا يا أخت حاتم، أخيرا ظهرتي يا بنت ال@#$، دوختيني وراكي
درة دموعها نزلت من الخوف والألم : أنت مين !؟ أبعد عني !؟ عايز ايه مني !؟ سيبني
الراجل شدها وراه بعنـ.ف، وهي حاولت تستغيث بأي حد بس ما كانش في غير كام واحد ماشي في الشارع وماحاولوش يتدخلوا؛ نظرا لأنها أخت حاتم اللي اتعرفت كل جر.ايمه، فبقت منبوذة ومرفوضة من الكل
الراجل اخدها معاه تحت مقامتها المستميتة لحد ما وصلوا لشارع سد جانبي ضيق وشكله مخيف، ودخلوا مبنى متهالك ووقف الراجل قصاد راجل تاني باين إنه أكبر في السن منه : معلم مانو البت أخت الكـ/ب حتاته أهي، أخيرا ظهرت
مانو قام وقف بسرعة والشر بيطير من عينيه وبدون ماينطق بكلمة شد.ها من شعرها من فوق الطرحة وقعها تحت رجله وهجـ.م عليها، وبدأ يقـ.طع في هدو.مها بكل غـ.ل، وعينيه مش شايفة غير مراته اللي حاتم اعتد.ى عليها لحد ما ما.تت، وبدون رحـ.مة أو شفقة دفعت الصغيرة تمن عمايل أخوها المجر.م بأغلى ما تملك
.
أما صبر فهو كان بيجيب فطار وقبل ما يروح بيته جاتله رسالة من درة إنها هتنزل وتروح بيتها القديم، قرأ الرسالة بقلق وزعق بصوت عالي : غبية غبية
جري بسرعة على البيت في محاولة بائسة منه إنه يمنعها قبل ما تنزل بس لقى البيت فاضي وهي مش فيه، فنزل تاني وراح بسرعة على بيتها وطلع جري على فوق وخبط مرة واتنين وتلاته بس مافيش رد، فنزل تاني وبدأ يلف حولين البيت يشوفها راحت فين وهو بيرن عليها بس مافيش رد وهي ملهاش أي أثر كأنها فص ملح وداب
ولما تعب من كتر اللف رجع تاني وقف قدام البيت وهو بينهج من الجري وهو بيكلم نفسه : روحتي فين يا درة بس !؟
بص حوليه مرة تانية وشاف محل الخضار اللي قدام الجزارة فاتح فراحله بسرعة : السلام عليكم يا عم جمال
جمال بتكشيرة : لا سلام ولا كلام بيني وبينكم يا اوسـ/خ
صبر بلع ريقة بمرارة وتجاهل كلامه : الله يسامحك يا عم جمال، ممكن أعرف بس أنت شوفت الآنسة درة هنا أو قريبة من المنطقة يعني ولا لأ !؟
جمال باشمئزاز : درة !! قصدك أخت المجر.م اللي الله أعلم هي ايه هي كمان !؟ ما هي أخت المجر.م أكيد مش هتكون صحابية، عموما شوفت عتله صبي المعلم مانو بيشدها من قدام البيت من شوية
صبر قلبه وقع من الر.عب على درة فهو عارف إن مانو من أكبر أعد.اء حتاته، وبيدور على أى حاجة عشان ينتـ.قم منه فيها، فطلع يجري بسرعة لحد ما وصل للشارع اللي مانو فيه، بس قبل ما يدخل بيته لقى اللي كسـ.ر قلبه واللي كان خايف منه حصل
قرب بخطوات تقيلة من البيت اللي لقى درة مرمية قدام بابه، هدومها متقطـ.عه وغرقانه في د.مها وحالتها بتوضح تماما اللي حصل فيها، فقعد على الأرض جنبها ورفع راسها حطها على رجله وهو دموعه بتنزل على خده غصب عنه : د درة درة أصحي
قلع التيشيرت بتاعه ولبسهولها في محاولة إنه يغطيها وضمها لحضه وهو بيعيط بقهر على اللي حصل فيها : أنا السبب أنا السبب، ياريتني ماسيبتك لوحدك، أنا السبب
____________يتبع
بقلم/مريم محمد عبد القادر
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍
•تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية