Ads by Google X

رواية حارة تايسون الفصل الرابع عشر 14 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية حارة تايسون الفصل الرابع عشر 14 - بقلم زينب سمير 

' حارة_تـايسـون' حارة تـايسـون '

الفصل الرابع عشـر ..

ستدور أحداث ذلك الفصل ما بين الماضي وربما يتحدث عن الحاضر قليلا ..
الماضي يدور من قبل خمسة وعشرون عاما من الان تقريبا ..

منزل عائلة الصاوي .. يقع بمدينة القاهرة ، تحديدا بوسط البلد ، كان كبيرا وفخما ، من افخم المنازل تقريبا بذلك الوقت ، يعود هذا لـ علو مكانة فاروق الصاوي بين رجال الاعمال بذلك الحين ، حيث استطاع ان يثبت اسمه بطريقة جيدة بين رجال الاعمال ويبقي من ازهي اغنياء مصر ، لم يكن وحده بل انضم له ثلاثة
" السيدان مجدي وعصام المنصوري و فتحي عاجور " 

الساعة التاسعة ليلا بالمنزل ، بمكتبه تحديدا ، كان يجلس علي مكتبه بين يديه عديدا من الاوراق يقرأها بنظرات سريعة قبل ان يمضيها ، ورقة وراء الاخري الا ان هناك بعض البنود والكلمات التي توقفته ، ضيق ما بين حاجبيه بعد فهم وتفكير 
سرعان ما اعاد قراءة الاوراق مرة اخري بتركيز جم ثم اطلق صيحة غاضبة وهو يضرب بكفيه علي سطح مكتبه

ترك المكتب وتوجه لخارجه ، وجد زوجته السيدة ليلي تسأله وهي تراه يتجه نحو باب المنزل:-
_رايح فين يافاروق ؟
قال بنبرة متعجلة لا تحمل الانتظار:-
_عندي شغل ميتأجلش في الشركة
ليلي:-
_بس ياحبيبي....
قاطعها ناطقا وهو يفتح باب المنزل:-
_مفيش بس ياحبيبتي ، لازم اروح 

وغادرها وهي تطالعه بهدم فهم ...
. . .
وصل لمقر شركته وظل يبحث عن اوراق معينة ، اتي بها وبدأ بقرأتها بعيون مركزة ، ثم تركها وتوجه لمكاتب شركاءه تباعا ، بدأ بالبحث هناك لمدة تصل لساعة في كل مكتب ، بالنهاية خرج من كل مكتب وهو يضم عددا لا بأس به من الاوراق ، وقد ظهرت علي وجهه علمات لا تبشر بالخير ابدا

طال يومه بغرفة مكتبه بالشركة ، ورقة وراء الاخري والصدمة كل مرة تتزايد اثرها علي وجهه ، وهو يري تورط اصدقاءه باعمال غير مشروعة تُقام عن طريق شركته وهو بالتالي متورط معهم

لثقته بهم كان يمضي علي بعض البنود والاوراق التي تـدل علي انه موافق علي مرور البضائح مهما كانت تُحمل .. ما دام الجمارك موافقا علي ذلك

وماذا اكتشف بحق الله ؟

اكتشفتتهريب مخدرات واستلامها ، تهرب اعضاء وتصفيتها واستلامها واشياء اخري لا تُعد ولا تحصي

اراح جسده لـ الخلف وهو يهمس بداخله:-
_ياولاد الكلب 

لم يستطيع ان يغادر الا عندما يواجههم ، بالساعة الثامنة صباحا بدأت الارجل تتوافد علي المكان ، عندما علموا ثلاثتهم بأنه موجود منذ الصباح الباكر جدا ، كما اخبرهم الساعي ، دخلوا له وملامح المرح الكاذب مرتسمة علي وجوههم

قال مجدي بمرح:-
_اية ياعم فاروق ارحم نفسك شوية الشغل مش هيطير يعني
نهض فاروق عن مقعده واقترب منهم هاتفا بصوته القوي:-
_الشغل فعلا مش هيطير بس في رقاب انهاردة هتطير
طالعه بعدم فهم وشـك ، سأله فتحي بنبرة متشككة:-
_تقصد اية ؟
امسك الاوراق القابعة خلف ظهره والقاهم عليهم مرددا:-
_اقروا دول وهتفهموا 
كل منهم امسك بعض الاوراق وقرأها بحيرة سرعان ما تغيرت الحيرة الي توتر ثم الي .. غضب 
هتف عصام في محاولة منه ان يهديه:-
_وانت زعلان لية ؟
هتف بفوران دم:-
_زعلان لية ؟ بتتاجروا في ارواح الناس وبتسألوا سؤال زي دا ، مورطيني معاكم وبتقولولي زعلان لية ؟
قال فتحي ببرود:-
_لـو مش عايز من الشغل دا .. بلاها ، نفض الشراكة ونخلص
فاروق بملامح جامدة:-
_ما دا اللي هيحصل فعلا .. بس برضوا انا مش هسكت غير لما اوديكم في داهية 
رمقوه بقلق حاولوا اخفاءه وقد هتف احدهم بلامبالاة مصطنعة:-
_اعمل اللي تعمله 

نظر لهم وتركهم وغادرهم مغلقا الباب خلفه بعنف
قال عصام بقلق:-
_احسن يبلغ علينا
مجدي بملامح مفكرة:-
_لازم قبل ما يبلغ نسبقه ونكسره 
فتحي بـ شـر:-
_انا هقولكم نعمل اية ..
نظرا له بفضول وقلق سألين:-
_اية ؟
فتحي:-
_نهدده بالحبايب سكت تمام .. مسكتش يبقي دا رزق وجه لينا
. . .
وصل لمنزله ودخل ومازالت علمات الصدمة والغضب من ما حدث مرتسمة علي وجهه ، قبل ان يصعد درجات منزله وجد صوت رسالة اوقفته ، اخرج هاتفه فوجدها منهم يهددوه بأحبابه ان لم يصمت ، لكنه مناديا لـ الخير وباحثا عنه ، واقفا ضـد الشر لـذا ... لم يهتم بتهديدهم 

وجد زوجته تخرج من غرفة ابنائهم ، عندما وجدته اقتربت منه قائلة بلهفة:-
_فاروق حبيبي انت جيت 
ابتسم بارهاق بائن وهو يهتف بتعب:-
_كان في شغل كتير لازم يخلص هروح اخد شور واتحرك علي النيابة
قالت بتعجب:-
_نيابة ؟ هتروح لية هناك ؟
قال وهو يتجه ناحية الغرفة:-
_هتعرفي بعدين
. . .
بعد ساعات قليلة كان في طريقه لـ النيابة ، وعيون متربصة تراقبه ، عندما علم بما يدور بخلد فاروق والي اين سيذهب ضغط علي زر الاتصال بأحدهم

وقبل ان يدخل فاروق لـ النيابة وصلت له رسالة اخري ، كاد يتجاهلها لكنه باللحظة الاخيرة قرر فتحها
فوجد مضمونها
" عيالك الحلوين عندنا .. لسة برضوا عايز تعترف علينا ؟ "
انتزع قلبه من بين اضلعه بخوف
وبقي قاب قوسين وعيونه تتحرك بحيرة بين باب النيابة وسيارته .. أيقلها ويعاود المغادرة من جديد ام يدخل ويبلغ عنهم ؟؟!!!

لحظات وقـرر إن......
. . .
عودة الي الحاضر ..

بوقت الظهرية فتح تايسون عينيه فوقعت عيونه عليها ، ظل ينظر لها بأبتسامة خفيفة علي وجهه ، وقد التمعت في عينيه بوادر العشق والحب لها ، ليلته بالامس معها كانت ضربا من الجنون ، لم يتوقع ان يكون سعيدا هكذا ابدا وهي بين احضانه وذراعيه ، لكن لحظات واختفت سعادته
وعاد الجمود لملامحه وهو يفكر بأي دربا يسير !
درب الكرة والتخطيط ، ام الحب ؟

ماذا يفعل معها ؟ 

أيظل هادئا معها ويزيق معها الحب ويعيش الحياة ، ام يفر هاربا من السعادة ويتجه الي المشقة ؟

فاق علي صوتها وهي تأن بصوت خافت وهي تتحرك بالاتجاه الاخر ، نسي كل ما كان يفكر فيه وهو يتجه بأصابع يده نحو خصلاتها ويضعها بداخلهم ويبدأ في تخليل اصابعه فيهم بحب ، بدأ عليها الراحة والاسترخاء من حركته فأتسع مبسمه اكثر

دقائق وطرقت ام السعد الباب ، هتف بصوته الرخيم:-
_عايزة اية ياام السعد ؟
اجابته:-
_اهل وعـد هانم تحت يابية وعايزين يطمنوا عليها
_طيب قوليلهم شوية ونازلين

غادرت ام السعد وبقي هو ، يحرك يده علي طول ذراعها وهو يقول بنبرته الحنونة الخافاة:-
_وعـدي ياوعـدي
همهمت وهي مازالت مغلقة عيونها فتابع:-
_ياوعـد
نطقت اخيرا بصوت ناعس:-
_في اية ياتايسون
هتف وهو يلاعب وجنتيها بيده:-
_اهلك تحت وعايزين يشوفوكي
اجابته بصوت ناعس:-
_مشيهم
قال بعبث:-
_والله الود ودك اعمل دا بس للاسف هيشكوا اني قتلتك لو فعلا عملت كدا
لم ترد وعادت لـ النوم مرة اخري ، حاول ان يفيقها لكنها لم تجيب علي محاولاته ، اخر ما وصل لـ اخره نهض عن مكانه وحملها علي ذراعيه مرة واحدة
صرخت وهي تحرك قدميها في الفراغ:-
_بتعمل اية ياتايسون ؟
اجاب بمكر:-
_هفوقك ياعيون تايسون

توجه بها نحو حمام الجناح ، ادخلها ووضعها في " البانيو " واشغل صنابير المياة لتبدأ بملئ " البانيو " بالماء 
شهقت بفزع عندما شعرت بالماء يغمرها ، نظرت له وهتفت بعتاب:-
_المية ساقعة ياتايسون
ربما حركت في قلبه شيئا ! حيث لحظات وكان يدخل معها هو ايضا الي " البانيو " قام بأحتضانها وهو يردف:-
_انا اسف ياعيون تايسون
ابتسمت له واقترب هو مقبلا خصلات شعرها ، كان يتعامل برمانسية وهدوء يشبهان لتعامله معها قبل اسبوع مضي ، طوال الفترة التي كانت تسبق الزفاف ، حيث كان تعامله راقي الي حد كبير جعلها تصفو له ، والان مع تعامله هذا تشعر وكأنها ليست فقط تصفو وتعجب به .. بل بدأت في ان تحبه !

ظل يداعبها قليلا ويتضاحكان معا ، كانت تخرج ضحكاتها من القلب اثر افعاله فيبقي هو يراقب ضحكتها الاسرة بعيون لامعة بالحب ونابضة بالسعادة ، لكن صرخ فجأة وكأنه تذكر شيئا:-
_اهلك ياوعـد 
طالعته بعدم فهم فقال موضحا حديثه:-
_اهلك بقالهم ساعة تحت
انتفضت لتغادر " البانيو " وهي تقول:-
_حرام عليك ياتايسون وجاي تقولي دلوقتي !

وتركت الحمام وتوجهت الي الخارج لترتدي ملابسها

وبقي هو ينظر لمكان اختفائها بشرود ، كانت خطته في البداية ان يعاملها بعنف كي يحزن قلب والدها عليها عندما يعلم ما كانت تعانيه ابنته علي يـده ، لكنه غير خطته بالاسبوع الفائت وقرر ان يعاملها بلطف حتي تتعلق به وعندما يهجرها تتألم .. فيتألم والدها علي تألمها وهذا ما بدأ بتنفيذه ... لكنه وجد نفسه يتعلق بها قبل ان يعلقها به ايضا ، ويحبها قبل ان تحبه حتي ، وجد نفسه يغضب عندما يفكر في فكرة البعد عنها

وما الحل ؟

الان ما الحل بالله ؟

يختار سعادته ام يختار السير في طريق انتقامه ؟
. . .
بعد قليل .. 

هبطت ووهو بجوارها ، يده ملتفة حول خصرها بتملك واضح ولم تكن ك الماضي حزينة من مسكته بل كانت سعيدة ! اقتربت من تجمعهم وبدأت السلام عليهم واحدا تلـو الاخر ، عندما وصلت لوالدها هتف بقلق عليها بصوت خافت يسألها:-
_انتي كويسة يابنتي ؟
فهو ما زال يبحث ولم يجد شيئا يدل علي ربط تايسون بـ آل الصاوي ، لكن خوفا من ان يكون هناك رابطا وتايسون يعلم ما حدث قديما هو يسأل الان ليطمئن 
اجابت ببسمة حقيقية:-
_اها يابابا كويسة
واضافت بسعادة حقيقية:-
_ومبسوطة كمان
وصلت لحيث سامح فسلمت عليه وقامت بإحتضانه ، كان تايسون مازال يجاورها فقال بالضغط بقوة بيده علي خصرها وكذلك قام بقرصها ، تألمت ونظرت له بضيق ، اقتربت تهمس له بتوضيح:-
_علي فكرو دا اخويا في الرضاعة
هتف بطريقة تشبة طريقة " احمد حلمي " وهو يردد:-
_ولـو .. ولـو ، الا قلة الادب
ضحكت ولم تتحدث ..
. . .
دخل جعفر الي المخزن ، معه عـدة مغلفات مليئة بالاطعمة ، دخل الي الغرفة التي بها الاطفال وبها الحراس الذين يحرسوهم ، اعطاهم العلب وهو يهتف:-
_متوكلهمش غير لما تضمموا انهم مش هيزعقوا لو بعدتوا اللزق عن بوقهم
اومئوا له بتفهم ، بينما نظر هو للاطفتل بحزن وهو يهتف بداخله:-
_ملكمش ذنب ، بس ضعف وسكوت اهلكم هو السبب ، اختاروا يسكتوا عن الحق علشان يعيشوا ، فـ كان لازم يضحوا علشان هو كمان يرتاح ويحس ان اخوه واهله مرتاحين في قبرهم .. لازم يقدموا تضحية ويدفعوا تمن لحياتهم اللي عايشينها وانتوا تمن التضحية دي للاسف
. . .
محدش فاهم صح ؟
ولا انا كمان 😂
متخفوش .. مع الوقت كل حاجة تظهر
هسهل الموضوع واقولكم ان الاطفال مش اولاد الرجال الاعمال اللي فاروق عايز يبلغ عنهم ، بل اولاد اشخاص شافوا الحق وخبوا عليه ، معني كدا ان الاشخاص دي لسة مظهرتش .. فـ التوهان هيقل لما يظهروا 
شوفتوا كاتبة قمر زيي كدا بتسربلكم الاحداث 🤭

  •تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent