رواية الحلم و السراب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم إيمان عطية
روحت غرفة المدرسين أشوف الأستاذ إيهاب لقيت اتنين مدرسين قاعدين يتكلموا.. مش عارفة هو فيهم والا لأ… بس لفت نظري انهم بيتكلموا عن حد إسمه زياد.. وإنه مستهتر وبتاع بنات وسهر وخمرة وإنه مش بتاع شغل وكل شوية ياخد أجازة بحجة شكل… علشان يقضيها مع البنات ويرمي الحصص بتاعته على زمايله…
الكلام استفزني والدم غلي في دماغي… بسرعة رجعت للمدير وانا شايطة ومتعصبة وافتكرت يوم ماخبطني وهو دايخ وبيتطوح نتيجة السرمحة طول الليل.. ومفكرش حتى يعتذر… ومش مكفيه كمان عاوز يشيلني شغله ويروح يلعب بديله… صحيح أشباه رجال مايستاهلوش..
وصلت للمدير استأذنت ودخلت.. حاولت أضبط أعصابي واعتذرت بلباقة إني مش هقدر أشيل الحصص.. بعد مااتأكدت إن المحترم اللي هشيل نص حصصه إسمه زياد… اللي زمايله بيتكلموا عنه.
المدير كان لطيف وقاللي : مفيش مشكلة خالص… أصلا الأستاذ إيهاب كان هيشيل الحصص كلها لكن أنا اللي اقترحت أنك تشاركي معاه من باب الإنسانية مش أكتر… لكن بدال عندك ظروف يبقا الحاضر يسد.. تقدري تتفضلي..
شكله اتدايق مني بس مش مهم.. أنا مش هسمح تاني لأي راجل إنه يستغلني أو يستغفلني.. وان كان زميله مستعد يشيله يبقا اكيد شبهه وبيغطوا على بعض. ماهو مش هيعمل حاجة لله يعني..
الموقف عدى ومر حوالي أسبوع بعد الموضوع ده.. كنت داخلة أوضة المدرسين لقيت اللي إسمه زياد ده وهو قاعد مع إيهاب وبيشكره على شهامته ولما دخلت (قلت السلام عليكم بلهجة حادة) وقعدت مكاني بدون ماابصلهم.. إيهاب رد بكل احترام واللي إسمه زياد ده رد من تحت الضرس.. بصيت بنظرة سريعة لقيته بيزغرلي.. قلبت وشي ودورته الناحية التانية وانا بستعجب من بجاحته… كمان مش عاجبه..
بس اللي أنا مستغربة منه إن إيهاب طلع شخص محترم جدا وده لاحظته في الكام يوم اللي فاتوا… إزاي بيتعامل مع أخينا البارد ده كدة.. أنا كنت مفكراه شبهه لكن الواضح إن شخصيتهم عكس بعض خالص… عموما وانا مالي.. هشغل دماغي بيهم ليه…
جرس الحصة ضرب وإيهاب قام عشان عنده حصة.. وفضلت أنا والبارد وحدنا في الغرفة لحد ماجات اعتماد ونسمة أنقذوني وقعدوا معانا..
لمحته ماسك ورق ومندمج بيكتب فيه بتركيز شديد… أكيد بيكتب رسايل حب تافهة زيه يخدع بيها البنات… بس هو لسة في حد بيكتب جوابات عالورق دلوقتي.. شكله قديم قوي…..
يووووه يخرب عقلك رجعت افكر فيك تاني… معلش الفراغ يعمل أكتر من كدة.. أو يمكن الفضول… بصراحة أنا متغاظة منه جدا ونفسي انتقم منه على قلة أدبه…. يلا الجايات كتير…
شوية وجه عامل المدرسة وقاللنا إن المدير عاوز مدرسين اللغة العربية عنده في المكتب بعد انتهاء اليوم الدراسي..
بالفعل عديت عليه وانا مروحة.. طلع بيعرفنا إنه عامللنا اجتماع مهم بكرة….
روحت البيت واتصلت بروضة أديها التقرير اليومي عشان تتطمن عليا… وفي اللحظة دي إفتكرت ماما وبابا… وحشوني جدا ومفتقدة حضنهم الدافي… غصب عني بكيت شوية وبعدين جاتني الفكرة..
اتصلت بسامية أختي.. هي كمان كانت واحشاني جدا. اتطمنت عليها وعلى حملها وعلى جوزها.. وكمان طمنتها عليا وفهمتها إن الشغل واخد وقتنا ويادوب بنرجع مرهقين نتغدا ونريح شوية وبعد كدة يا إما بنخرج نتمشى أو نتفرج عالتليفزيون (ماهو المفروض إننا عرسان في شهر العسل وكدة)
مع إننا روحنا الشغل عادي بس بعد أسبوعين بس من جوازنا… وطبعا كلامي دخل على سامية وصدقته.. ماهي ساذجة وعلى نياتها زي حالاتي..
المهم اتفقت معاها إنها تروح لماما وبابا بكرة عشان أكلمهم كلهم فيديو كول..
قفلت معاها وكملت يومي عادي…
تاني يوم روحت المدرسة كالعادة… وبعد انتهاء اليوم الدراسي روحت للمدير اشوف أيه موضوع الاجتماع ده..
لقيت إيهاب قاعد وبعد مادخلت بدقيقتين جه البارد سي زياد أفندي…. بدأ المدير في الكلام
_ أنا هدخل في الموضوع على طول عشان عارف انكم عاوزين تروحوا…
أنا قررت أطبق فكرة عجبتني.. الفكرة دي هتفيد الطلاب والمدرسين كمان.. باختصار عاوز أعمل مسابقات شهرية بالمدرسة بين الفصول..
وهنبدأ بمسابقة في اللغة العربية لأنها أهم مادة في نظري.. وطبعا الفصل الفائز هيكون بمثابة فوز لمدرس الفصل..
الموضوع ده هيشجع الطلاب عالتفوق ويشجع المدرسين كمان إنهم يبذلوا كل مافي وسعهم إنهم يوصلوا المعلومة ويثبتوها في ذهن الطالب.. هاه إيه رأيكم؟
أنا عن نفسي التزمت الصمت وتركت النقاش لإيهاب وزياد…
هما الاتنين وافقوا واتحمسوا واستغربت بردوا إنهم نفس الرأي…
وطبعا أنا مش هكون أقل منهم.. إتحمست أنا كمان للفكرة واتحمست كمان إن الفصل بتاعي هو اللي يفوز…
إبتديت أركز مع طلابي عشان أعرف المتفوقين واجمعهم وأدربهم على الأسئلة المتوقعة وأجوبتها…
التجربة كانت ممتعة فعلا… والطلاب بفضل الله كانوا أغلبهم متفوقين في اللغة العربية لأنهم بيحبوها.. وكانوا بيحبوا طريقتي في الشرح….
روحت البيت بعد اجتماع المدير… عملت الغدا وأكلت… وكلمت سامية أتطمن إنها عند ماما… قالتلي انها عندهم ومنتظرين من الصبح عشان يكلموني…
كلمتهم فيديو وشفت دموع الفرح في عيون ماما وبابا…
طمنتهم عليا إني كويسة جدا بس مشغولة بسبب عملي بالمدرسة…
سألوني عن أحمد عامل إيه معايا قولتلهم إنه كويس بس دايما في الشغل…
المهم اتكلمنا شوية وقفلت معاهم… لقيت روضة بترن عليا…
كانت عاوزاني أشرح لسيف درس في النحو هو مش فاهمه… فرحت جدا لأني نفسي أردلها أي حاجة من جمايلها عليا…
قولتلها إني تحت أمر سيف ومامة سيف… واتفقت معاها اروحله أو يجيني مرة أو اتنين في الأسبوع وانا أشرحله منهج اللغة العربية كله….
المهم انها قالتلي إن سيف شاطر لكن مش بيفهم من شرح أستاذه زياد…. ضحكت وقولتلها والله عنده حق… هيفهم منه ازاي ده…
روضة استغربت وقالتلي ليه بتقولي كدة…. قولتلها ولا حاجة متاخديش في بالك.. إن شاء الله هيفهم مني ويستوعب ويبقة تمام.
فات زي أسبوعين والمدير بعتلنا نشد حيلنا ونجمع أسماء الطلاب اللي هيشتركوا في المسابقة ونبعتهاله…. وحددلنا الأسبوع الجاي للمسابقة…
جهزت طلابي وكنت واثقة انهم هياخدوا المركز الأول….
وجه يوم المسابقة وفعلا فصلي أخد المركز الأول وفصل إيهاب أخد المركز التاني.. أما سي زياد تصدر المركز الأخير هههههه،
اللي زعلني إن سيف كان من ضمن فريقه وأكيد هيزعل… بعد إعلان النتيجة
كنا قاعدين في غرفة المدرسين والكل بيهنيني عالفوز حتى إيهاب كان عنده روح رياضية وباركلي لكن البارد كان متعصب وبينفخ وعمال يبرطم…
زياد: أنا هاتجنن ياإيهاب… دنا كنت مدربهم كويس والله… والدليل إن سيف جاوب على أغلب الأسئلة لوحده.
(غصب عني لقيني بضحك وبقول هههههه عشان أنا اللي دربته) لقيته بص ناحيتي بعصبية وقال (أفندم…. إزاي يعني إنتي اللي دربتيه)؟
إتلخمت وحسيت إنه مكانش في داعي أقول كدة لأني ممكن أحرج سيف قدام مدرسه لو عرف إني بشرحله وكدة… تجاهلته ومارديتش عليه وقمت بسرعة عشان اطلع واسيبله الأوضة…. لقيته اتنرفز وقام وقاللي بعصبية (على فكرة أنا بكلمك)…. تجاهلته تاني وخرجت من الغرفة.. سمعته وانا برة بيقول ( ست مستفزة في منتهى قلة الذوق) وقفت اتسمرت مكاني وكان نفسي أرجعله أعرفه مين فين اللي مستفز وقليل الذوق…. بس مسكت أعصابي ومشيت قلت بلاش مشاكل والتجاهل أفضل حل مع أمثاله…
خرجت في حوش المدرسة لقيت مكان للجلوس تحت شجرة كبيرة عاملة ضل.. قلت اقعد في الهواء الطلق أريح أعصابي…. حسيت بأقدام حد جاي ورايا.. قلبي اتقبض وقلت معقولة المختل ده جاي ورايا يكمل الخناقة؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية