Ads by Google X

رواية قلب في المنفي الفصل الخامس عشر 15 - بقلم هدير محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية قلب في المنفي الفصل الخامس عشر 15 - بقلم هدير محمد 

' فتحت نت مخصوص عشان انزله في معاده و متأخرش عليكم... فـ يلا تفاعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل 🥹🩷
البارت الـ 15 من رواية قلبٌ_في_المَنفى ❤️‍🩹

" رايحة فين ؟ 
' رايحة ألبس هدوم غير اللي اتبلوا دول... ولا انت عايزني اقعد عشان تعمل اللي معملتهوش ؟ عايز تلمـ,ـسني و انا تعبانة بالمنظر ده ؟ 
" متعاملنيش كأني حيو*ان و بجري ورا شهوا*تي... 
' ليه هو انت مش كده فعلا ؟ 
ابعد عيناه عنها و لم يرد... لم تفهم بعد انها الفتاة الوحيدة التي زعزعت حصون و ثبات قلبه... هو ايضا لم يفهم بعد ان قلبه جعله يفعل هذا... لأنه يظن ان قلبه ميـ,ـت لا يشعر !! 
دفعته بيدها و خرجت... نظر لطيفها بحزن... لقد اطفأها... لقد دمر*ها !! 
اغلق آدم الباب عليه... خلع تيشرته المبتل... شغل المياة الباردة و اخذ حمامًا بها ليريح رأسه... 
بدلت أسيل ملابسها و ارتدت بيجامة صوفية... جففت شعرها ثم مشطته و ربطته ذيل حصان... فتحت الباب و خرجت من غرفة الملابس... وجدت آدم خارج من الحمام عا*ري الصدر و المنشفة على كتفه و قطرات المياة تنزل من شعره... نظر لها و قال 
" حرارتك نزلت ؟ 
اقترب بخطوة فقالت فورا 
' متقربش !! 
وقف مكانه ف اكملت
' حرارتي نزلت... متقربش مني... كفاية !! 
قالتها بغضب و حزن واضح في عيناها... اقتربت من السرير و استلقت على السرير و سحبت الغطاء عليها... جمع آدم قبضته بغضب لانه تسبب بخوف كبير لها... ذهب و بَدل ملابسه و جفف شعره و عندما خرج نظر لها... اقترب من السرير... لقد نامت... سحب وسادة من جانبها و وضعها على الاريكة... استلقى على الاريكة و خلد للنوم... 
**************
مَر اسبوعين... اسبوعين و هي بعيدة عنه تمامًا... لا تتحدث معه و تتجنب رؤيته بكل الطُرق... لاحظ آدم انها اصبحت بعيدة عنه... بعيدة جدا بعد ان كانت هي بنفسها تقترب منه و تهتم به... لقد خُلقت فجوة كبيرة بينهم... و آدم هو الذي خلق تلك الفجوة... الآن يتذوق عواقب افعاله الطائشة التي قتـ,ـل بها قلب أسيل الرقيق... 
تجنب مروان التحدث مع رنا في القصر حتى لا تراه أمه... لأنه يعرف جيدا مدى العداوة التي بين والدته و والدة رنا... لكن من الجانب الآخر كان يلتقي بها في الجامعة... 
كان خالد جالس في الحديقة يستمتع بشمس الصباح الرقيقة و بيده قهوته و يقرأ كتابًا... فجأة وجد نور تخرج من القصر و تنظر حولها... و لحسن حظه ان امامه شجرة كبيرة فلم تراه منها و تابعت طريقها للخارج... 
• رايحة فين دي ؟! 
قالها و هو ينهض... تذكر عندما سمعها انها ستقابل شخصًا... حتمًا ستقابله الآن... خرج خالد من القصر... رآها واقفة على الرصيف و اخذت تاكسي... اخذ هو تاكسي ايضا 
• امشي ورا التاكسي ده... 
اومأ له السائق و تابع التاكسي الذي أمامه و بعد دقائق وقف التاكسي أمام مول تسوق و نزلت منه نور و دخلت في المول... كذلك نزل خالد و تابعها للداخل... لكن لم يجدها... 
ظل وافقًا ينظر بعيناه في كل مكان باحثًا عنها لكن لم يجدها كأنها تبخرت ! 
كانت نور مختبئة خلف حائط... لقد لاحظت ان خالد أتى خلفها لذلك اختبأت... نظرت من طرف الحائط... إلتفت خالد و خرج من المول... تنهدت براحة ثم فتحت هاتفها اتصلت بشخص ما
* انت فين ؟؟ 
* انا في الطريق اهو... انتي فين ؟ 
* انا في المول... 
* مول ايه ده اللي روحتيه على الصبح ولا انتي بتتهربي مني ؟ 
* مش بتهرب... الز*فت خالد جه ورايا... 
* جه وراكي ليه ؟ 
* مش عارفة... شكله شاكك فيا فبيراقبني... انا دخلت المول و استخبيت لحد ما مشي... خمس دقايق و هكون عندك... 
* ماشي... 
***************

كانت أسيل تُعد عصيرها المفضل في المطبخ ( الفراولة باللبن )... فهي تحب إعداده بنفسها... دخلت نرمين المطبخ... وجدت أسيل تخلط الفراولة باللبن في الخلاط... 
* بتعملي ايه يا أسيل ؟ 
التفتت لها أسيل و قالت 
' بعمل عصير... 
* اه لاحظت حتى ريحته حلوة... 
' اعملك معايا ؟ 
* اه لو مش هتعبك يعني... 
' لا عادي... 
جلست نرمين على الطاولة الموجودة بالمطبخ... انهت أسيل اعداد العصير و قدمت لها كوب... نرمين اخذتها منها و شكرتها... و شربت رشفة من الكوب و قالت 
* حلو اوي... 
' تسلمي... 
و قبل ان تشرب أسيل من كوبها... ألقت نرمين الكوب على الارض بعنـ,ـف و كُسـ,ـر و العصير تبعثر على الارض... تفاجىت أسيل و قالت  
' عملتي ليه كده ؟! 
* براحتي... انا سيدة القصر ده... اعمل اللي انا عايزاه... يلا شيلي الازاز ده و نضفي الارض... و المواعين تتغسل و المطبخ ده كله يتقلب و يتنضف... و الغدى و العشا عليكي... الخدم اديتهم اجازة النهاردة... يلا اتحركي... 
' و انا ليه اعمل ده كله ؟ 
* كده... مزاجي كده... 
' ملكيش أوامر عليا ! 
ضحكت نرمين بسخرية و قالت 
* سبحان الله البنت اللي باعوها اهلها كبرت و طلع ليها صوت... انتي يا بت يوم ما يطلعلك صوت يطلع على اسيادك ؟؟ 
انزعجت أسيل من كلامها ذاك كثيرا... اقتربت نرمين منها و امسكت يدها بشدة و قالت بتهديد 
* سيبتك اسبوعين بحالهم مأنتخة في اوضتك... كفاية دلع يا حبيبتي... مش عارفة آدم دفع فيكي ليه 6 مليون على ايه... المهم يا زرقة... اللي قولته يتنفذ بالحرف الواحد من غير اعتراض... لاطردك من هنا... و يبقى لا ليكي اهل ولا عيشة هنا... 
تركت يدها و القت في وجهها أدوات التنضيف قالت 
* يلا أبدائي... 
خرجت نرمين... نظرت أسيل للفوضى و تذكرت كلامها الذي ازعجها حقًا... لم تقل آدم اي شيء لانه في نظرها سبب كل هذا... بدأت بالتنظيف كما أمرتها نرمين... 

**************
في الليل.... 
عاد آدم من عمله... دخل غرفته لم يجد أسيل... تعجب قليلا تلك اول مرة يعود ولا يجدها في الغرفة... بدل ملابسه و خرج من الحمام... لم تأتي بعد... نظر آدم من الشرفة ربما تكون جالسة في الحديقة تشم بعض الهواء... لكن لا ليست موجودة و نور الحديقة مقفل اساسًا...  
نزل للخلف... رآه والده فريد و قال 
* كويس انك جيت... تعالى اتعشى معانا... 
اومأ له و جلس مكانه على السفرة... فكر مع نفسه ربما أسيل مع ناهد زوجة عمه... ستأتي معها الآن لتناول العشاء... جاء الجميع و جلس في مكانه بما فيهم ناهد التي جلست بمفردها... اذنً أين أسيل ؟ وسط كل تساؤولاته وجد أسيل تأتي إليهم... يبدو عليها التعب و الارهاق و تحمل اطباق الاكل بيدها... تفاجئ آدم... وضعت أسيل الاطباق على السفرة... نظرت نرمين لآدم المتفاجئ ولا يفهم ما يجري... ابتسمت بخُبث و قالت 
* العشا النهاردة مش عادي... العشا من ايدين أسيل مرات آدم... يا حرام تعبت اوي... 
لم تهتم أسيل لها و إلتفتت لتذهب لكن اوقفها آدم عندما امسك يدها و قال بغضب 
" انتي بتعملي ايه ؟؟ 
' مش باين يعني ؟ 
" اه مش باين... انا بدور عليكي من اول ما جيت... في الاخر تطلعي في المطبخ و بترتبي السفرة... فين الخدم ؟ 
ردت نرمين مسرعة 
* اديتهم اجازة... قولت ننوع بقا و ناكل من ايدين مراتك النهاردة... بس مقولكش... الغدا كان خطير... كانت هي برضو اللي عملاه... تلاقي اتراكم عليها مواعين كتير و لسه مواعين العشا... هتغسليهم امتى يا أسيل ؟؟ 
كانت أسيل ستتكلم لكن آدم قاطعها بغضب 
" اخرسي !! 
* انت بتقولي انا اخرسي ؟!! 
" اه بقولك انتي... انتي اتعديتي حدودك جامد يا ماما... حد قالك ان انا متجوزها عشان تخدمكم ؟! 
* اومال متجوزها ليه ؟ دي حتى مش شبهك ولا من مستواك و فوق كده دفعت فيها 6 مليون كاملين... ليه ان شاء الله ؟ لتكون هي الاميرة ديانا و انا معرفش ؟! دي حتى بنت من منطقة شعبية و كانت بتشتغل جرسونة في كافيهات !! 
" بس كفاية بقولك اخرسي !! 
حزنت أسيل كثيرا مما قالته لها و دمعت عيناها بينما نرمين ابتسمت عندما وجدتها تبكي... كان آدم سيتكلم لكن أسيل قالت 
' بتسكتها ليه ؟! هي قالت حاجة غلط ؟! 
" أسيل... 
' كله ده بسببك... انت رخصـ,ـتني... انت السبب !! 
نزعت أسيل مريول الطبخ و ذهبت لغرفتها و هي تبكي... نظر آدم بغضب جحيمي الى والدته التي امسكت الشو*كة و السكيـ,ـن و بدأت في الاكل... أشار لها بسبابته و قال بغضب 
" مراتي خط احمر... لو قربتيلها او ضايقتيها بأي شكل...  هزعلك اوي !! 
* هتعمل ايه يعني ؟ 
ضر*ب فريد يده على الطاولة و قال 
* بس خلاص كفاية !! 
* شايف ابنك بيكلمني ازاي ؟ 
* قولت كفاية يا نرمين !! 
صمتت نرمين... قال فريد 
* خلاص يا آدم... انا هتكلم مع امك... آسف على اللي حصل... 
" اه اتكلم معاها لأني لو انا اتكلمت هنسى انها تبقى امي و هقول كلام صعب اوي !! 
* ماشي... روح اقعد مع مراتك و بلغها أسفي... 
" هروح يا بابا... بس اسمعوا الكلام ده ليكم كلكم... قسمًا عظمًا اللي مش هيحترم مراتي مش هرحمه مهما يكون مين هو... مراتي مش خدامة لحد... اللي عايز يطفح يعمل لنفسه... 
نظر لنرمين و اكمل 
" محدش يستجرأ يأمرها بحاجة... هي جزء من القصر ده زيها زيكم... و غصب عنكم هتحترموها و الا هوريكم وشي التاني... تمام يا ماما ؟ 
نظرت له نرمين بإبتسامة خبيـ,ـثة... نظر لها آدم بغضب و ذهب لغرفته... نظر فريد الى نرمين و قال 
* تعالي ورايا... 
نهض فريد و نرمين ورائه... 
**************
في الغرفة.... 
آدم يمشي ذهابًا و إيابا و غاضب للغاية... اقترب من أسيل و صرخ في وجهها 
" ازاي لما قالتلك نضفي و اطبخي... متصلتيش عليا فورا ليه ؟! 
كانت صامتة و صمتها هذا يجُن آدم... امسك يدها بشدة و قال 
" ما تردي عليا !! 
تألمت أسيل من مسكته فلاحظ و تركها... ازاح شعره للخلف و حاول تهدئة نفسه... لاحظ انها في يدها شريط أبيض... امسك كف يدها و نزع الشريط و رأى الجـ,ـرح و قال بقلق
" اتجـ,ـرحتي ازاي ؟ 
تذكرت أسيل و هي تنظف مكان الكوب الذي كـ,ـسرته نرمين عمدًا... جرحتـ,ـها قطعة الزجاج... عرف آدم الاجابة من صمتها... تنهد بغضب و قال
" اقعدي هنا... دقيقة و جاي... 
خرج آدم... جلست أسيل على الاريكة و تتذكر كلام نرمين و انزعجت منها للغاية... عاد آدم و معه صندوق الإسعافات الأولية... اغلق الباب و شغل الضوء الابيض... جلس بجانبها و فتح صندوق الاسعافات... مد يده اليها و قال 
" هاتي ايدك... 
' هتعمل ايه ؟ 
" مش هاكلك يعني... هاتيها بس
قرَّبت يدها منه بتردد... امسك كف يدها و فتح زجاجة المطهر و ضعها على جر*حها... اصدرت أسيل آنين ألم... 
" آسف... 
' بتتأسف على ايه ؟ 
" على كل حاجة...  
نظرت له... بدأ في ربط يدها بالشريط الطبي... 
' بس هي كلامها صح... 
رفع رأسه و نظر اليها و قال 
" كلامها صح ازاي ؟ 
' يعني ليه تدفع 6 مليون عشان تتجوزني ؟ المبلغ كبير كان ممكن تعمل بيه حاجات كتيرة تنفعك... ليه دفعته ؟ و عشان ايه ؟ كسبت ايه يعني ؟ 
" كسبت اني اتجوزت وحدة نضيفة...
' بس انت وسختـ,ـني... وسختـ,ـني بأفعالك و بكلامك و الكل هيتكلم عليا بسببك... 
" محش هيتجرأ يفتح بوقه بكلمة عليكي... و اذا كان على أمي انا خلاص رديت عليها و مسكتش... و بابا هيكلمها برضو... 
' اه كتر خيرك... مش ناوي تطلقني ؟ 
" اطلقك ليه ؟ 
' مزهقتش مني ؟ او مثلا مجبتش اخرك مني لاني مش سمحالك تقربلي ؟... انا قولت كلها يومين و هتطلقني... 
" انتي شايفة اني متجوزك عشان رغبتي و بس ؟ 
' اومال هيكون عشان ايه يعني ؟
كان سيتكلم لكن قاطعته قائلة  
' كفاية ذُل فيا... كفاية انا قر*فت !! 
نهضت و دخلت الشرفة... كان سيدخل خلفها لكنها اغلقت الباب و اعطته ظهرها... غضب آدم من نفسه كثيرا لانها اوصلها لتلك الحالة.... 
**************
* ايه اللي عملتيه ده يا نرمين ؟ 
* عملت ايه يعني ؟ 
* كل ده و بتقولي عملت ايه ؟! 
* اللي عملته فيه ده قليل... 
* طب مراته ذنبها ايه ؟ 
* ذنبها ان هي مراته... اي حاجة تخُصه انا بكر*هها !! 
* هو آدم عملك ايه ؟ بتكر*هيه بالشكل ده ليه ؟؟ 
* انت عارف كويس انا بكر*هه ليه... متعملش نفسك مش عارف حاجة يا فريد !! 
* كل ده عشان آدم نسبته أكبر من مراد ؟ 
* هي بس نسبته اكبر من مراد... ده هو المتحكم في كل حاجة !! 
* شيفاه يعني أكل حق حد فينا ؟ 
* كمان ناقص ياكل حق حد فينا !! 
* نرمين... بحذرك لأخر مرة... ابعدي عن آدم و مراته !! 
* مش هبعد غير لما حق مراد يرجعله كامل و حق رنا كمان... و متدخلش باللي انا بعمله... وإلا انت عارف كويس انا ممكن اعمل ايه !! 
اقتربت منه و قالت بشَر 
* تحب اقول لآدم ان انا مبقاش أمه و ان أمه الحقيقية انت حرمتها منه و خليته يفكرني انا أمه ؟! تخيل آدم لو عرف... هيكر*هك اوي يا فريد نصار !! 
* ماشي قوليله... مجرد ما تقوليله انا هقوله انك انتي أجرتي نور تظهر في حياته و ترسم دور الحب عليه و انها هتتجوزه عشان تسرق ثروته... و لما فشلت خليتها تخو*نه مع مراد عشان تو*جعيه بيها... ساعتها آدم هيدوس عليكي انتي و ابنك بجز*مته يا نرمين... و مش هيطولك ولا جنيه من ثروته... و انتي عارفة كويس آدم و شَره !! 
بلعت ريقها بقلق و نظر لها بخُبث و خرج... قالت نرمين بغضب 
* والله ماشي يا فريد !! هحسرك على ابنك !! 

***************
في شقةٍ ما... كانت نور نائمة بحضن رجل... 
* نفسي افضل معاك على طول... 
* و هو مراد مش مأدي واجبه ولا ايه ؟ 
* واجب ايه اللي يأ*ديه ؟ ما انت عارف اني بحطله حبوب منومة في العصير بتاعه... اول ما يحاول يقربلي بيروح في سابع نومة... و لما يصحى الصبح يلاقيني جمبه يفتكر انه قربلي فعلا... 
* ده انتي مطلعتيش سهلة... بتعملي الحوار ده من امتى ؟ 
* من زمان اوي... قولتلك انا بتاعتك انت و بس يا معتز !! 
نعم أعزائي القارئين و القارئات... هذا هو معتز المهدي !! 
شد معتز نفس من السيـ,ـجارة و قال 
* أخبار آدم و مراته... في جديد ؟ 
* لا... كل شوية يتخانقوا... شكلهم هيطلقوا... 
* احسن برضو... بس تعرفي انا اشهد بشطارتك... عملتي لآدم تروما من الحُب... تلاقي بيعذ*بها معاه... 
* اه ما انا عارفة... مش عارف يستقر في حياته بسببي... برضو القلم اللي اخده مني مكنش سهل... 
* اه يا واد يا جامد انت !! 
ضحكا في صوت واحد 

****************
تاني يوم...... خرجت رنا مع صديقتها ألاء بعد ما انهوا  الامتحان
* الامتحان كان صعب... 
* و انا برضو بقول كده... 
* اوووف... يا خسارة اللي ذاكرته... 
* ان شاء الله النتيجة تكون كويسة... 
* ان شاء الله... 
رنا لمحت مروان يقف مع اصدقائه و يبدو انهم يراجعون الامتحان... لاحظت ألاء عيناها التي عليه... 
* الواد بتاع اللامبورجيني اهو... 
* واد ؟! اسمه المهندس مروان أحمد نصار... 
* اه المهندس... و انتي اتحقمتي كده ليه لما قولت عليه واد ؟ 
* متحمقتش ولا حاجة... 
رآها مروان ف استأذن من اصدقائه و مشى اليها... ابتسمت ألاء و قالت 
* طب اسيبك انا يا رنون... باي... 
* باي... 
وقف مروان أمامها و قال 
- الامتحان كان كويس ؟ 
* لا... كان صعب شوية... 
- اممم نفس الحكاية معايا... 
* انت كمان اتداس عليه من الامتحان ؟ 
- اه بس عادي... 
* نفسي اكبر دماغي زيك... 
- و انتي مش مكبرة دماغك ليه ؟ 
* نفسي اطلع مُعيدة بس شكلها خلاص راحت... ده تالت امتحان يجي صعب... 
- يمكن حليتي صح ؟ 
* معتقدش كله... 
- طب خلاص متزعليش... راجعة القصر ؟ 
* لا... القصر كئيب اوي... 
- عندك حق... طب انا رايح ألف بالعربية شوية... تيجي معايا ؟ 
* هتلف فين ؟ 
- يعني... الاول هتغدى لاني جعان اوي... و بعد كده ممكن اللعب كورة و اروح الجيم... 
* ايه الملل ده ؟ 
- ايه ؟ انتي بالنسبالك اللف ايه ؟ 
* تعالي و اوريك... 
امسكت يده ف ابتسم لانها امسكتها و ذهب معها... 

***************
ربطت رنا قفاز الملاكمة و كذلك مروان... و كانا يقفا على حلبة الملاكمة... 
- عمري ما كنت اتوقع ان رنا البنت الرقيقة بتلعب بوكس ! 
* لا اتوقع عادي... باجي هنا اخرج كل طاقتي في الاستاندة البلاستيك دي... أما النهاردة ( أشارت له بيدها ) انت هتحل مكان الاستاندة البلاستيك... 
- هتضر*بيني ؟ 
* لو مبتعرفش تلعب بوكسينج... انسحب عادي... 
- جيتي للشخص الصح ! نبدأ ؟ 
* نبدأ و ماله ! 
اخذت رنا وضع الهجو*م و كذلك مروان... و بدأت اللعبة... سدد مروان لكمات لها لكنها تفادتهم كلهم... تفاجئ مروان فهي تعرف كيف تلعبها... 
- دارسة الدفاع في البوكسينج كويس ! 
* مش الدفاع بس !! 
قالتها ثم سددت له لكمات متتالية في كل مكان لكنه تفداها جيدا... 
* انت بتعرف تلعب كويس اهو... 
- عيب عليكي ده انا مروان نصار !! 
اشتعلت المباراة بينهم و كل واحد منهم يسدد اللكمات و الآخر يصُدها... كانا محترفين للغاية و مروان أدرك ان رنا مليئة بالمفاجئات اكثر مما توقع... متى تتوقف تلك الفتاة جذب انتباه بتلك الطريقة ؟ انها جميلة و ذكية و مرحة... نظر لعيناها المليئة بالحماس و هي تسدد له اللكمات... انسحر بها و شرد لوهلة... فجأة لكمته في وجهه و اوقعته أرضًا !! شهقت رنا بخوف... لقد تهو*رت عليه كثيرا... خلع مروان قفازان الملاكمة و امسك فَك وجهه و تأوه بأ*لم... خلعت رنا قفازان الملاكمة و القتهم بعيدا و جست على ركبتاها قريبةً منه و قالت بقلق 
* مروان انت كويس ؟ 
- آآآه... ايدك تقيلة بجد ! 
* والله ما كان قصدي... انا بس اندمجت في اللعب مش اكتر... 
- شيفاني استاندة بلاستيك عشان تضر*بيني بالشكل ده !! 
* أنا آسفة والله مكنتش اقصد... وريني وشك كده... 
حاوطت وجهه بيداها و ظلت تتفحصه 
* الحمد لله مفيش د*م... 
- بس و*جعاني... 
* فين الو*جع ؟ 
- هنا... 
* فين ؟ 
امسك يدها و وضعها على قلبه و قال 
- هنا الو*جع يا رنون... 
* والله ؟ ( دفعت يده ) بطل قلش عليا !! 
ضحك و هي نظرت له بغضب و قبل ان تبتعد شد رجلها لتقع على الحلبة ثم حاوطها بجسده و قال بخُبث
- اللعبة لسه مخلصتش !! 
* لا خلصت اول ما وقعت على الارض هتمو*ت من ضر*بتي... 
- الصراحة ضر*بتك كانت تقيلة... 
* عشان تعرف اني اقدر اتعلم اي حاجة... 
- ما انا عارف انك مش عادية... 
* يبقى استسلم عشان انا يعتبر الفايزة... 
- بس لسه في جولة صغننة... 
* ألبس قفازات الملاكمة تاني و نكمل ؟ 
- لا مش لازم... 
* اومال هضر*بك ازاي ؟ 
- مش لازم تضر*بيني... كده كده انتي ضر*بتيني في قلبي... 
نظرت له مما قال... نزلت عيناه لشفتاها و عانق شفتاها بشفتاه و قَبلها بعشق... تفاجئت رنا و حاولت ابعاده... دفعته بقوة و نهضت...  نهض هو أيضا ولا يعرف كيف تهو*ر و اقترب منها لهذا الحد... مسحت رنا أثار شفتاه من عليها و قالت بغضب 
* انت ازاي تقرب مني بالشكل ده ؟ 
- رنا انا... 
* انت حيو*ان !! 
صُدم مما قالته... بكت و قالت 
* انا اعتبرتك اخويا عشان كده كنت بروح و اجي معاك للجامعة... اطمنت بوجودك... بس انت... انت طلعت باصصلي بالشكل القذ*ر ده !! 
- أنا آسف يا رنا والله ما اعرف عملت كده ازاي ؟ 
* انت واحد قذ*ر... قسمًا بالله لو كلمتني تاني او قربلتي هقول لبابا يتصرف معاك يا و*سخ !! 
نظرت له بغضب شديد و هو حزين جدا من كلامها... إلتفتت لتذهب لكنها وقفت عندما قال 
- رنا انا بحبك !! 
تسمرت مكانها من تلك الكلمة... وقف امامها و قال 
- انا بحبك... بجبك من و احنا اطفال و كبرت و انا بحبك... عارف ان اللي عملته ده غلط بس صديقني انا حُبي ليكي عماني... نفسي نكون مع بعض... انا عايزك اوي... 
اتسعت عيناها مما قاله و لم ترد... فتح مروان حقيبته و اخرج منها عُلبة صغيرة سوداء... تقدم منها و فتح العُلبة و اخرج منها خاتمًا فاضيًا مُرصع بالألماظ و شكله جميل للغاية... امسك الخاتم و قال 
- انا مش في نيتي خالص ألعب بيكي او استغلك... انتي اغلى من كده... جبت الخاتم ده ليكي و كنت متردد شوية و مش عارف ابدأ ازاي... بس اللي انا عارفه كويس ان انا بحبك و عايزك في الحلال... تتجوزيني ؟
صُدمت رنا و نظرت للخاتم 
- مستعد اطلب ايدك من عمو فريد حالا و دلوقتي لو ده هيثبتلك اني مش بستغلك ولا بلعب بيكي بأي شكل... 
نظرت له... لم تتوقع انه يحبها... اتوقعت انه يراها كأخته فقط... لكن هو يحبها و يريد ان يتزوجها !! ظلمت صامتة و قال 
- احنا أكيد هنتخطب عشان تاخدي الوقت الكافي انك تعرفيني كويس... هاا قولتي ايه ؟ موافقة ؟ 
* لا مش موافقة... 
اختر*قت تلك الجملة قلبه ڪالسكيـ,ـنة... قال بحزن 
- ليه مش موافقة ؟ لو مضايقة من اللي عملته من شوية والله ده مش انا... انا ضعفت غصب عني و بتأسفلك تاني... لو عايزة تضر*بيني... اضر*بيني و طلعي غضبك فيا... فكري تاني... انا بطلبك في الحلال... عايزك تبقي مراتي قدام الكل و..... 
* و انا قلت لا يا مروان !! 
قالت ذلك بإنفعال ثم تابعت 
* مش عايزة اتجوزك... مش انت الراجل اللي انا عيزاه... متكلمنيش في ده تاني... و انا هتعبر انك مقولتش حاجة و انسى اللي حصل ده كأنه محصلش... عن اذنك... 
اخذت معطفها و حقيبتها و خرجت... و مروان ينظر لطيفها و الخاتم بيده... نزلت دمعة من عيناه و قال بإنكسـ,ـار 
- ليه ؟؟؟ 

****************
خرجت أسيل من الحمام و هي تجفف شعرها بالمنشفة... لفت انتباها وردة حمراء في منتصف السرير... اقتربت من السرير و امسكتها... شمَت رائحتها الجميلة و ابتسمت... امسكت الورقة التي كانت بجانبها... فتحتها و قرأتها " صباح الخير يا أسيل... بتأسف تاني على اللي حصل امبارح... اتمنى الوردة تعجبك... آدم " 
زادت ابتسامها لكن اختفت فورا و كرمشت الورقة بيداها و ألقتها في سلة المهملات هي و الوردة...
' انت مش سهل يا آدم... مش بالحركات دي هتخليني اسامحك !! 
فجاة فُتح الباب و دخل آدم... عاد لانه نسى اللاب توب الخاص به... وجده على الاريكة و اخذه... إلتفت و عندما رأى أسيل ابتسم و قال 
" شوفتي الوردة و الورقة اللي انا..... 
توقف عندما لاحظ ان الوردة في سلة المُهملات... جمع قبضته بغضب و حاول تمالك اعصابه و قال 
" رمتيها ليه ؟ 
' مش عايزة حاجة منك... 
" بس مكنتيش رمتيها في الز*بالة !! 
' مستحملتش منظرها الصراحة... بعدين انت زعلان اني رميتها كأنك انت اللي زرعتها... 
" لان انا فعلا اللي زرعتها !! 
تفاجئت و تابع 
" قطفتها من تربتها الصبح عشانك... 
نظرت له و اخذ آدم الوردة من سلة المهملات و هو ينظر لها بحزن... لقد قطفها لها و ابعدها عن عائلتها ليسعد أسيل بها... في النهاية اصبح مصيرها في سلة المهملات !! قال آدم و هو ينظر لوردته
" مكنتش مفكر اني قطفتها من تربتها النضيفة عشان ترميها بالمنظر ده في الزبا*لة !! 
' زعلان على الوردة اوي كده... طب و انا ؟ مزعلتش لما جر*حتني كذا مرة ؟ عايزني اصدق اكاذيبك تاني ؟! 
" انتي مش مدياني اي فرصة اثتبلك فيها العكس... 
' و مش هديهالك لانك متستحقش !! 
" انا عارف كده مش محتاجة تقولي... انا مستحقش اي حاجة... غير الكُره و الأذ*ية !! 
نظر لها بعنياه الحزينتان و اكمل 
" بس انا مش وحش يا أسيل !! 
بالكاد رأت الدموع في عيناه يحبسها... تلك اول مرة تراه هكذا... خرج و بيده وردته... ذهبت أسيل للشرفة و رأته في الحديقة... جَس على ركبته و اوسع التربة لاستقبال وردته الجميلة المُهلكة من جديد... حاوطها بالتربة حتى ثبتت فيها ثم قام بريها بالماء... خلع قفازان الزراعة و ركب سيارته و ذهب... حزنت أسيل لوهلة... لم تدرك ان تلك الوردة تعني له الكثير... 

 •تابع الفصل التالي "رواية قلب في المنفي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent