رواية نصيبي في الحب الفصل الخامس عشر15 - بقلم بتول عبد الرحمن
“هبه اتعرضت للاغتsاب، وهيا دلوقتي حامل”
اتجمدت الملامح على وش يوسف، للحظة حسّ كأن الدم اتسحب من جسمه، وكأن المكان كله لف حواليه، عينيه كانت مثبتة على هبة اللي كانت متشبثة بالغطا وكأنها بتحاول تخفي نفسها جواه، ملامحها مرعوبة، دموعها محبوسة في عينيها، وشفايفها بتترعش، حسّ بنار بتشتعل جواه، قلبه بيضرب بعنف، مكنش مستوعب اللي سمعه، سأل بعينيه قبل لسانه ” قولتي ايه؟”
ملك بلعت ريقها بخوف، بصت لهبة اللي كانت مغمضة عينيها، دموعها نزلت من غير صوت، وكأنها مستعدة تتلقى أي حاجة، أي رد فعل، أي عاصفة جايه في وشها
يوسف لفّ عينيه بين ملك وهبة، عقله رافض يصدق، جسمه كله متشنج، وبعدين بص لهبة مباشرة وسألها بصوت كله غضب مكبوت، نبرته كانت أشبه بsكينه بتقطع في قلبه قبل ما يقطع في أي حد “مين؟ بتتكلم عن مين؟!”
هبة شهقت بخوف ودموعها انهارت أكتر، كانت بتهز رأسها بضعف، مش قادرة تتكلم، مش قادرة حتى تواجهه، يوسف ضرب بإيده على الكومود جنبها بعنف، صوته طلع هادر ومرعب ” كلميني هنا وردي عليا، ايه اللي انا بسمعه ده؟!”
هبة انتفضت من الخضة، شهقت بصوت عالي، ضمت رجليها لصدرها كأنها بتحاول تحمي نفسها
“هبة”
یوسف هدر باسمها بصوت زلزل المكان، خطا خطوة واحدة بس ناحية السرير، كانت كفيلة إن هبة تترعش أكثر، لكنها رفعت راسها وبصتله، والخوف في عنيها زود النار اللي مولعة جواه
“مين؟”
الصوت كان قاتل مش سؤال كان تهديد واضح
هبة هزت رأسها بضعف دموعها نازلة بدون توقف، لكن الرفض كان واضح في عينيها
“بقولك مين؟!”
يوسف زمجر وكان خلاص هيمد إيده عليها يهزها، يفوقها غصب عنها، يفهم مين ال ** اللي لمسها. لكن ملك اتحركت بسرعة مسكت ايده بقوة، وصوتها كان عالي لأول مرة “يوسف إهدى !”
سحب إيده منها بخشونة، وعيونه كانت مشتعلة “إهدى؟! اهدى إزاي وأنا لسه سامع إن أختي… أختي، حصلها كده ؟!”
صوته كان بيترعش من العصبية، والدم اللي كان بيغلي في عروقه كان هيخليه ينفجر في أي لحظة، بص لهبة اللي كانت بتبصله برجاء، بعجز، بكسر يقtله أكثر من أي حاجة تانية
“قوليلي مين، وإلا هطلع دلوقتي ألف البلد كلها واحد واحد وأخليهم يعترفوا ”
هبة كانت بتنهار أكتر، صوت شهقاتها كان عالي، حاولت تقول حاجة لكن صوتها كان ضعيف، بالكاد همست “أنا… مكنتش… قادرة…”
يوسف قرب منها بسرعة، مسك إيديها المرتعشة بإيديه اللي كانت بتترجف برضو وقال بصوت أهدى لكنه مليان وجع “هبة، حبيبتي، بصّيلي… مين اللي عمل فيكي كده؟ قوليلي وأنا مش هسيبه، هجيبه، وهخليه يتمنى لو mات قبل ما يفكر يقرب منك.”
هبة رفعت عينيها له، دموعها مغرقاها، صوتها كان واطي وضعيف، لكنها هزت راسها بضعف وقالت برجاء “متعملش حاجة… بلاش، يوسف بلاش…”
يوسف شدّ نفسه، قام واقف، لف ورا، كأنه بيحاول يسيطر على الغضب اللي كان هينفجر، مسح وشه بيده، عيونه كانت بتلمع، لكن ملامحه كانت كأنها حجر، بص لملك وقال بجفاء “إزاي متقولوليش؟ من إمتى وانتي عارفة؟”
ملك بلعت ريقها وقالت بحذر “لسه عارفه… بس هبة كانت خايفة، كانت مش عايزة حد يعرف، كنت بحاول أساعدها بهدوء…”
يوسف سخر، ضحكة مليانة غضب وألم خرجت غصب عنه “بهدوء؟ يعني أنا مش موجود؟ أنا مش المفروض أبقى أول واحد يعرف حاجه ** زي دي؟ إزاي ده يحصل وازاي انا محستش”
ملك قالت بسرعة “يوسف، إحنا كنا خايفين عليك زي ما كنا خايفين عليها، أنت مش هتفكر بهدوء، مش هتسيب اللي عمل كده، مش عارفين هتعمل ايه معاه، هو يستاهل بس انت مش هتفكر بعقل”
يوسف بص لها بنظرة نارية، عيونه كانت سودا ” عقل اه، انتوا خليتوا فيها عقل”
يوسف وقف مكانه صدره كان بيعلى وينزل بسرعة، كأنه بيقاوم نفسه، بيقاوم الوحش اللي جواه اللي عايز يطلع ويدمر كل حاجة،لفّ فجأة وبأقوى ضربة عنده، راح رامي كل حاجة على الكومودينو جنب السرير!
كل حاجة اتكسّرت في لحظة، اللمبة، كوباية الماية، علبة الدوا، كلهم وقعوا على الأرض بصوت فرقع في الاوضة وخلى هبة تصرخ، وملك شهقت ورفعت إيديها لوشها بخوف
بقبضة إيده، ضرب الحيطة بكل قوته، لدرجة إن عروق دراعه كانت بارزة بشكل مخيف، لما شاف انهيارها حس إن الألم اللي في قلبه أكبر بكتير من أي انتقام
“هبه”
نطق اسمها بصوت مبحوح، وركع على ركبه قدامها مسك إيديها اللي كانت بتترعش بشدة، وضغط عليها بحنان رغم النار اللي كانت بتأكله من جوه “أنا عارف إنك خايفة… وعارف إنك موجوعة… بس أنا مش هسكت، مستحيل أسكت، اللي عمل كده مش هرحمه، اقسم بالله لهندمه ”
هبة شهقت وغطت وشها بإيديها، ماقدرتش تبص في عينيه، ماقدرتش تواجه الغضب اللي فيهم، ولا الكسرة اللي كانت واضحة رغم كل العنف اللي ظهر منه.
“مين؟!”
يوسف قالها بصوت واطي، لكن النبرة كانت أخطر من أي صريخ
“مين الحيوان اللي عمل كده؟!”
ملك حاولت تتدخل، كانت عارفه أنه لو عرف رد فعله هيكون قاسي
“ملك، متحاوليش تمنعيني، قوليلي مين!”
هبة هزت رأسها برجاء، مسكت إيده بقوة وكأنها بتحاول تمنعه “يوسف، لو بتحبني، متعملش حاجة…”
يوسف بصلها، ولأول مرة من ساعة ما سمع الخبر، عيونه كانت بتلمع بدموع حاول يسيطر عليها، نطق بكلمة واحدة، لكنها كانت مليانة بكل أوجاع الدنيا “مقدرش.”
هبة وسط دموعها اللي ما بطلتش، رفعت وشها وبصت له بضعف، بصوت مهزوز لكنها حاولت تثبّت نفسها قالت
“زميلي في الجامعة يا يوسف… اسمه عبد الرحمن، وواحدة من اللي كانوا صحباتي… هي اللي خدرتني وسلمتني ليه.”
اللحظة دي، كل حاجة اتجمدت، وكأن الزمن وقف، يوسف حس بكلمة “سلمتني” دي زي الطعnة في قلبه، عنيه ضاقت، وعضلات فكه تشدت، ازاي في خيانه من النوع ده، اومال لو مكانتش بنت زيها، قال بصوت حزين “إزاي عشتي كل ده لوحدك؟ إزاي مقدرتش أعرف؟”
هبة عضت شفايفها تحاول تمنع شهقتها، لكن يوسف كمل، عيونه سابت كل الغضب واتحولت لذنب وندم “لو كنتي قولتيلي وقتها… والله العظيم، وحياتك عندي، ما كنت سبته يوم مرتاح، أقسم لك… إني هخليه يندم على كل لحظة افتكر إنه أقوى منك فيها، هخلي أضعف بنت في العالم أرجل منه! هنتقملك منه يا هبة، هنتقملك!”
فجأة… الباب اتفتح بعنف ودخلوا باقي أفراد البيت، صوت يوسف العالي وصوت شهقات هبة جذبوا الكل.
“يوسف! في إيه؟!”
سألت نهال بقلق ولما شافت منظر الاوضه شهقت، كلهم واقفين في حالة ذهول، ملامحهم متجمدة من الصدمة.
هبة قاعدة على السرير، جسمها بيرتعش من البكا، وملك واقفة جنبها بقلق، ويوسف واقف في وسط الأوضة… شبه العاصفة اللي مستنية لحظة الانفجار
“حد يفهمنا إيه اللي بيحصل؟!”
آدم سأل بصوت عالي وكلهم مترقبين، ملك بصت لآدم بحذر، صوتها كان هادي لكنه مليان ثقل، كأنها شايلة جبل على كتفها
“هبة… هبة اتعرضت لحاجة وحشة جدًا، حاجة محدش يستحملها.”
نهال قربت، عيونها بتدور بينهم، وشها كان مليان قلق وخوف، سألت بصوت مهزوز
“حاجة زي إيه؟”
يوسف كان لسه مغمض عينيه، كأنه بيحاول يسيطر على الغضب اللي جواه، لكن كل عضلة في وشه كانت مشدودة، كل نفس كان بيخرج منه بصعوبة، وبعد لحظات من الصمت… فتح عينه وبص لنهال مباشرة.
“هبة اتعرضت للاغتsاب، والوsاخة دي كانت مدبرة من أقرب الناس ليها.”
الصمت اللي ساد بعد الجملة دي كان مرعب، كل اللي في الأوضة اتصدموا، ندى وإيمان حطوا إيديهم على بقهم بذهول، آدم ساب نفسه يقعد على الكرسي وكأنه مش مصدق، ونهال… نهال كانت مصدومة لدرجة إنها مقدرتش تنطق ولا كلمة.
هبة كانت بترتعش، دموعها بتنزل بغزارة، صوتها كان مليان وجع وهي بتتكلم “أقسم بالله كنت خايفة، كنت مرعوبة، كنت حاسة إني لو قلت هخسر كل حاجة، كنت عايزة أنسى، كنت عايزة أكمل حياتي وكأنه محصلش.”
يوسف قرب منها أكثر صوته كان هادي لكنه مليان قوة وإصرار “إنتي أقوى من كده بس يا هبة ليه؟ ليه سكتي كل ده؟ ازاي عيشتي الوحدة دي وانتي وسطنا؟ ”
“أنا مش هسكت على ده اسمه إيه بالكامل ؟ عبد الرحمن إيه؟”
يوسف قالها بصوت قاطع، مستعد يتحرك في اللحظة دي بدون أي تفكير، هبة رفعت عينيها له، كان فيه خوف، لكن في نفس الوقت… كان فيه إحساس بالأمان لأول مرة من شهور
هبة مسحت دموعها بارتجاف، حسّت للمرة الأولى إنها مش لوحدها، بس الخوف كان لسه مسيطر عليها، بصت ليوسف وقالت بصوت متقطع “عبد الرحمن… عبد الرحمن السيد، في نفس الدفعة معايا”
“والبنت اللي كانت صاحبتك… اللي سلمتك ليه، اسمها إيه؟”
هبة شهقت وهي بتفتكر، عيونها كانت مليانة غدر وألم، وقالت بصوت ضعيف “ريهام… ريهام نبيل”
هبة كانت مرعوبة من اللي يوسف ناوي عليه، مسكت إيده وقالت بتوسل “يوسف… متعملش حاجة تتسبب في اذيتك، أنا عارفة إنك غضبان، بس أرجوك فكر الأول.”
يوسف بصلها، شاف في عيونها الرجاء، لكنه كان خلاص خرج عن السيطرة، قرب منها وحط إيده على كتفها وقال بصوت هادي لكنه حاسم “أنا هجبلك حقك، مش هسيبهم، مش هرتاح غير لما أدمر حياتهم زي ما دمروا حياتك.”
يوسف خرج بسرعة من الأوضة، خطواته كانت تقيلة لكن مليانة غضب، إحساس جديد كان مسيطر عليه، إحساس بالعجز والضعف، كأنه اتكسر من جواه لإنه مقدرش يحمي أخته. إيده كانت مقبوضة بقوة، ومخه شغال بألف فكرة، كلها بتودّيه لنفس الطريق… الانtقام
داليا اول واحده كسرت الصمت بعد خروج يوسف وقربت من هبة وحضنتها بحنان، مسحت على ضهرها وقالت “إحنا معاكي، ومش هنسيب حقك يضيع.”
قبل ما يوصل للباب، نور لحقت تجري وراه، وقفت قصاده ومدت إيديها تمنعه من الخروج، عنيه كانت حمرا، مليانة وجع أكتر من الغضب، أول ما رفعت عينيها ليه حسّت بكمّ الألم اللي جواه، من غير تفكير، قربت وحضنته، كأنها بتحاول تمسكه قبل ما يضيع في نوبة الغضب اللي مسيطرة عليه.
يوسف وقف لحظة، لكن بعد ثانية بس، بعد عنها بهدوء، عيونه لسه مضطربة، كان هيخرج بس مسكت دراعه جامد تمنعه، سحب دراعه بقوه وهيا قالت “يوسف بلاش، جرحك بينزف وشكله فتح، متعرضش نفسك للخطر”
يوسف بص لنور بنظرة باردة، إحساسه دلوقتي كان متجلّد، مش حاسس بأي حاجة غير الغضب، والخذلان اللي حاسه تجاه العالم كله.
“فيه حاجات أهم ، فيه جروح متتضمدش ولا بتطيب.”
نور حاولت تتكلم، تمسك إيده من تاني، لكنها تفاجئت إنه سحبها بقسوة
“يوسف، أرجوك…” صوتها كان مهزوز، عيونها بتترجاه.
قرب منها خطوة، عيونه كانت بتلمع بشيء مظلم، شيء مرعب، وقال بصوت واطي بس حاسم
“إنتي متعرفيش أنا حاسس بإيه دلوقتي، متعرفيش يعني إيه تحس بالعجز قدام أختك اللي اتدمرت حياتها ومقدرتش احميها، متعرفيش يعني إيه تكوني متأكدة إن اللي أذاها لسه بيتنفس نفس الهوا اللي إحنا بنتنفسه… متعرفيش، فبلاش تحاولي تمنعيني وتعمليلي فيها العاقله ، لإنك مش هتقدري، متضيعيش وقتي أكتر من كده احسنلك”
نور شهقت بصمت، حست انها واقفه قدام شخص غريب، حاولت تتكلم، بس هو قطعها بصوت أقسى”بطلي دور الضمير الحي، أنا مش عيل صغير عشان توجهيني، ومش محتاج حد يفكرني إن الدنيا مش دايمًا أبيض وأسود. أنا فاهم كويس أوي أنا بعمل إيه، وأي كلمة تانية منك مش هتفرق معايا، وفري نصايحك لحد تاني”
•تابع الفصل التالي "رواية نصيبي في الحب" اضغط على اسم الرواية