رواية حارة تايسون الفصل الخامس عشر 15 - بقلم زينب سمير
' حارة_تـايسـون' حارة تـايسـون '
الفصل الخامس عشـر ..
توالت التهنيئات من العائلة والاقارب توالي ، ثم غادروا وبدأت تتوافد جماعات من اهالٍ الحارة وايديهم محملة بكل الخير لهم ، كانوا يباركون لها ولـ تايسون بكل حرارة وسعادة لا تدل ابدا علي كرههم وخشيتهم منه ، سيدات كثيرة جاءت وفتيات ، تعاملوا معه باحترام وكأنهم يكنون له فضلا كبيرا وشكر
راقبت ما يحدث بعيون متفحصة ، بينما تدور في عقلها احاديث عـلا عنه ، يبدو ان عـلا كاذبة ! وكل ما قالته من احاديث ايضا كاذبة فالجميع يحترمونه ويحبونه ، والسيدات تقترب منه باعتيادية ولا تخاف منه !
بوسط افكارها الشاردة وجدت يده تلتف حول خصرها ، شهقت برقة وهي تنظر له هاتفة:-
_خضيتني
هتف بغزل وعيون تطلق لمعات سعيدة:-
_احلي خضيتني سمعتها في حياتي
توردت وجنتيها خجلا منه ، ونظرت للارض بكسوف ، نظر حوله وجد من حوله مشغولون باحاديث جانبية فـ مال عليها واختطف قبلة من إحدي وجنتيها ، نظرت له بضيق مصطنع و:-
_تايسون عيب كدا
تايسون برفعة حاجب:-
_عيب كدا ؟ بتكلمي ابن اختك انتي
امسكت وجنتيه بين يديها وضمتها وهي تقول بضحك:-
_وانا اطول يبقي عندي ابن اخت بخدود كدا
رمقها بنظرات ضيقة وهو يهتف بنبرة جادة:-
_تحبي اوريكي ابن اختك دا هيعمل فيكي اية دلوقتي
تطلعت له فوجدت النبرة الحادة ما هي الا قشرة تخفي خلفها كثيرا من الخبث ، فهمت علي الفور ما يقصده فضربته علي كتفه بخفة مرددة:-
_انت مش محترم علي فكرة
وكادت تنهض الا انه سحبها لتجلس جواره مرة اخري و:-
_انا دارس في كلية قلة الادب قسم الشخلعة
تعالت ضحكاتها عليه فجذبت عيون اهالٍ الحارة لهم ، اخذوا يطالعهم بفضول وسعادة ، لرؤية فرحة تايسون كبيرهم واضحة عليه
. . .
مرت عدة ايام ..
الحياة بينهم كانت تسير علي ما يرام ، السعادة تغمرهم كليا ، رأت فيه ما جعلها تقع في عشقه اكثر ، استطاعت ان تعترف داخل نفسها انها تحبه وقررت ان تعترف له بذلك ، حاله كان غير ... يتعامل بحب وبداخله حيرة العالم اجمع
ليـلا ..
دخل لجناحه فوجد الظلام يغمره ، الا من بعض اضواء الشموع التي تملئ الغرفة ، ابتسم تلقائيا وهو يرمق المكان بعينيه والورود الحمراء التي ملأت المكان ، لحظات ووجد باب الحمام يُفتح وتخرج هي منه مرتدية قميص نوم اسود اللون ، لا يكاد يستر منها شيئا ..
كانت تسير نحوه بأستحياء عالي ، ناظرة للارض بخجل ، ابتسم بزهول عند رؤيته لها بتلك الحالة
لا يصدق ان تلك التي امامه هي وعـد
التي كانت تكرهه منذ شهر او اقل تقريبا ولا تطيق ان تسمع اسمه .. الان هي تتزين له !
ياللعجب !
سارت حتي وصلت له ، عندما وقفت امامه كبلها بيديه وهو يقول بتغزل:-
_اول مرة اشوف القمر علي الحقيقة والمسه بأيدي
ردت بصوت مازح:-
_وانا اول مرة اعرف ان في واحدة بتحب خاطفها
لم يستوعب كلماها لـ لحظة واحدة ، لكن عندما استوعبه فتح عيونه بعدم تصديق وهو يقول بزهول:-
_قولتي اية ؟
نظرت لـ الارض بخجل وهي تردد:-
_اللي سمعته
شدد من تمسكه واحتضانه لها وهو يقول:-
_مش هسيبك غير لما اسمعها منك تاني
ردت علي استحياء:-
_بحبك ..
قال بسعادة حقيقية ، غير مصطنعة بالمرة:-
_وانا بعشق امك
وعـد:-
_سوفاج اوي
رد بنبرة سوقية مصطنعة:-
_شاء الله يكرم اصلك
فتعالت ضحكاتها الصاخبة بقوة ، ضحكتها التي تزلزل كيانه دون جهد وتفعل به الافاعيل ، اضطرب قلبه اثر استماعه لضحكتها واقترب منها مقررا اقتناص قبلة وغيرها الكثير وهو يهمس:-
_تعبتيني معاكي
هتفت بمشاكسة:-
_استاهل تتعب علشاني ولا لا
اجاب بصدق:-
_تستاهلي الف علشانك العالم كله كمان علشان اراضيكي ياوعـدي .. مش اتعب بس
. . .
واخيرا اعترفت بحبها له ، كان سعيدا بالاعتراف لانه يبادلها الحب بمشاعر اقوي من ناحية ، ومن ناحية اخري انه استطاع ان يعلقها به بالفعل ، انتقامه يسير علي ما يرام ، حياته الزوجية تسير علي ما يرام ، لكن حيرته
وقفت بمنتصف الامرين ، وانتقامه ما زال يحثه علي التكملة
عائلته تستحق ان يضحي .. بحبه وسعادته وروحه
عائلته تستحق ان يقتل جميع تلك السعادة التي يحيها ويدمر فتاة ذنبها الوحيد انها مرت علي حياته ..
لو كنت بين نارين .. الحب والكرة .. الانتقام والتسامح
ماذا ستختار ؟؟؟
. . .
قضبان حديدية تُغلق عليه وعلي ذلك الرجل المسكين ، بيده كرباجا ينزل به علي جسد الرجل مرة خلف الاخري بـ غـل وحقد شديد ، مع كل ضربة يضربها له يصرخ الرجل بوجع وقهر ويصيح هو بكبت كبير
توقف عن الضرب ليجثو علي ركبتيه ويتنفس بحدة عـدة مرات تباعا
رفع عينه عن الارض بعد لحظات ونظر امامه وهو يهمس بـ غـل:-
_مش هسيبك ياوعـد وحياتك ما انا سايبك
وعاد يضرب الرجل مرة اخري بغل اكبر ، كان يقف عند القضبان الحديدة عسكرين اثنين ، هتف احدهم لـ الاخر:-
_هيموته في ايديه
هتف العسكري الاخر بضيق:-
_هيجي يوم وهياخد جزاءه علي اللي بيعمله دا
بالداخل ..
هتف الرجل طالبا العفو والسماح:-
_سامحني يارامز بية ، سيبني والنبي
ضربه علي ظهره الذي راح يقطر دما غزيرا وهو يصرخ:-
_اخرس
وصمت الرجل بوجع ، وقد ازدادت ألمامه اضعافا وهو يري قلة حيلته امام رجال القانون والشرطة ..
. . .
بحارة تايسون ..
صباح يوم جديد .. الساعة العاشرة صباحا ، بذلك اليوم كان قد مر علي زواجهم عشرة ايام كانوا ك الجنة بالنسبة لـ الاثنين ، كانت تقف هي امام غرفة مكتبه ، طرقت علي الباب ودخلت بعد ان سمح لها ، سارت لحيث مكتبه وهي تردد بدلال:-
_تايسون حبيبي
رفع إحدي حاجبيه وهو يطالعها بنظرات ماكرة و:-
_شكلك عايزه حاجة
جلست علي سطح المكتب ومالت عليه بدلال ، راحت تتدلـل عليه وهي تهتف بغنج:-
_حبيبي عرف ازاي ؟
ضرب بخفة علي رأسها وهو يقول:-
_علشان حبيبك بقي حافظك وفاهمك كويس ياوعـدي
قالت بنبرة تدلُـل ورجاء:-
_عايزه اروح السوق
فتح عينيه بزهول زطواضح و:-
_تروحي فين ؟ وعـد هانم عايزه تروح السوق ! معقول
ترك سطح المكتب وتوجهت له ووقفت خلفه ، حاوطت عنقه بيدها ، مالت برأسها نحوه مقبلة إحدي وجنتيه و:-
_عايزه اجرب شعور اني سـت بيت وانزل سوق واشتري الخضرة وكدا
مسك يدها الملتفة حول عنقه وقبلها ناطقا:-
_وماله ياحبيبتي .. روحي السوق
هتفت بنبرة رجائية اكثر:-
_وانت معايا بليز .. وانت معايا
هتف ضاحكا:-
_من ساعة ما جيتي وانتي قالبة حياتي بس حاضر وانا معاكي ..
. . .
بعد تلت ساعة ..
بـ سوق حارة تايسون ، علي بدايته توقفت سيارة وهبطت وعـد منها ومعها تايسون ، المعروف بالطبع بين اهل حارته التي يعد هو كبيرها ، سارا متجاورين وبدأوا بالدخول وسـط الناس ، التي كلما وقعت عيون احدا فيهم عليه حتي تتوسع بزهول وعدم تصديق
هتف لها وهو يري نظرات الناس له:-
_شايفة بسببك الناس بتبصلي ازاي
احاطت ذراعيه بكلتا ذراعيها وهي تقول بضحك:-
_هما بيبصولك علشان حلاوتك ياحبيبي
_انتي بتاكلي بعقلي حلاوة ؟
اؤمات بنعم وهي تطلق ضحكة عالية ، قرصها في خصرها وهو يقول بينما يضغط علي اسنانه:-
_ضحكتك ياهانم
وضعت يدها علي فمها و:-
_اوبـس .. سـوري
وقفا امام رجلا امامه خضروات عـدة وفواكهة ، امسكت ثمرة من التفاح وقطمت منها قطعة ثم سرعان ما اخرجت صوتا يـدل علي تلذذها بالطعم ، قربت الثمرة من فمه و:-
_دوق ياحبيبي كدا وقول رأيك
هتف وهو يلتقط منها الثمرة:-
_مش هنغسلها ؟
وعـد:-
_توء .. كلها كدا
رفع حاجبه وقطم من الثمرة و:-
_وماله ناكلها ونعمل غسيل معدة علشان خاطر عيونك ياوعـدي
وعـد لـ البائع:-
_هاتلنا نص كيلو تفاح ونص خوخ
هتف بغيظ:-
_حبيبتي هو حد قالك اننا نسانيس !
رفعت حاجبيها بتعجب ونظرت له تسأله:-
_لا .. لية ؟
تايسون:-
_اومال اية نص دا ، دا يدوب بتاكله ام السعد وهي بتغسل الفاكهة
وعـد بضيق:-
_بس كدا تبذير اوفر ياتايسون
تايسون:-
_وانتي متضايقة لية ياعمر تايسون هو انتي اللي هتدفعي
رفعت حاجبها و:-
_طيب ما دام كدا يبقي براحتك
نظرت لـ البائع وتابعت:-
_هات لو سمحت عشرة كيلو خوج وعشرة تفاح وعشرة مانجة وعشرة مشمش و......
وضع تايسون يـده علي فمها وهو يردد بزعر مصطنع:-
_ابوس علي ايدك كفاية ، انا الغلطان علشان وقفتك اصلا ، هاتي نص .. ماله النص !
نظرت له بأنتصار انثي فرمقها بضيق وهو يري تلك النظرة تطفو علي عينيها الجميلة
. . .
دخل نصري لمنزله فوجد زوجته تتأفف بضيق وهي تضع الهاتف علي الطاولة ، اراح جسده علي الاريكة وهو يسألها:-
_اية اللي مضايقك
نشوي بضيق:-
_لمياء كل يوم تكلمني وتديني كلمتين في جنابي ،، وعد ظلمت رامز ،، وعد غلطت في حق رامز ، كل يوم اكتر من تلت مرات وكأنها جرعة دوا
ضحك عليها وهو يقول:-
_معلش استحملي الصدمة كانت توجع برضوا انها تسيبه في اخر لحظة وتتجوز غيره
نشوي:-
_بس تعرف ، رغم ان حكاية تايسون دا غريبة وخطف وبتاع الا اني لما شوفته مقدرتش اكرهه وحبيته ، وفرحانة انه جوز بنتي
نصري برفعة حاجب:-
_اللي يشوفك زمان وانتي فرحانة برامز ميشوفكيش دلوقتي
نشوي بصدق:-
_انا بحب رامز دا انا اللي مربياه وبحبه كأنه ابني بس شفت تايسون حامي لبنتي وضهر ، راجل في نفسه كدا وقلبي مطمن عليها معاه
هتف بداخل نفسه:-
_المشكلة ان رغم كل الشكوك اللي حواليه انا كمان شايفه كدا
. . .
بينما هم في طريق العودة لمنزلهم ، هتفت وهي ترهف بأسماعها لناحية ما:-
_استني ياتايسون في حد بيعيط هنا وبيزعق .. استني نشوف مين...
. . .
ياتري مين ؟؟؟
انا لسة جاية حالا من درس ، اتأخرت جدا فيه غصب عني ، بعتذر بس احيانا كتير هضطر اعمل كدا علشان كدا مش هوعدكم بمعاد معين بس الفصل هينزل كل يوم بدري عن ستة او بعد ستة فـ حسب الظروف 😅💙
•تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية