رواية الحلم و السراب الفصل السادس عشر 16 - بقلم إيمان عطية
خرجت من غرفة المدرسين وطلعت في الحوش قلت أقعد أريح أعصابي بعيد عن قليل الذوق اللي بدال مايهنيني بفوز فصلي في المسابقة.. قاعد يهلفط بالكلام… منه لله ماسابنيش أفرح بالفوز وعكنن عليا بكلامه اللي زي السم… بس يستاهل إني دايقته وسبته علي نار ماريحتوش ولا رديت عليه….
سمعت صوت أقدام حد جاي ناحيتي… قلبي اتقبض فكرته جاي ورايا يغلس عليا.. إلتفت ورايا وعنيا بتطق شرار وكنت مستحلفاله أديهمله في جنابه… بس لقيته إيهاب…
بسرعة حاولت أغير ملامح وشي اللي مليانة غضب… وبالعافية قدرت أداري غضبي وبصيت لإيهاب مستغربة جاي ورايا ليه…
لقيته بيعتذر بكل ذوق واحترام عن اللي عمله زميله… قولتله مفيش داعي للأسف.. وانت ذنبك أيه تعتذر عنه…. هو إنسان قليل الذوق…
_ بصراحة أنا مستغرب ياأستاذة نجوي… زياد مش كدة خالص… هو بس تلاقيه واخد على خاطره إنك رفضتي تشيلي معايا الحصص بتاعته وهو في الأجازة.
_ أنا مش مجبرة أشيل بداله ياأستاذ إيهاب… مع إن ده مش طبعي إني أرفض مساعدة حد… لكن مش أي حد.
_ عموما انا بس محبيتش أشوفك متدايقة… إنتي من حقك تفرحي بالفوز في المسابقة وخفت اللي حصل يعكر عليكي فرحتك… بعد إذنك…
سابني ومشي وخلاني أستغرب جدا… في حد ذوق كدة… صحيح صوابعك مش زي بعضها على رأي ماما… بس ازاي الإنسان الذوق المحترم ده.. يصاحب واحد فلتان زي زياد…. فعلا… ولله في خلقه شؤون.
جرس الحصة ضرب ورجعت الغرفة عشان أحضر الدرس للحصة اللي بعدها.. لقيت الننوس قاعد ومندمج قوي في الكتابة… لمحت بطرف عيني إنه بيكتب في ورقة بردوا… استعجبت هو مش بيهمد… بردوا بيكتب رسايل كالعادة… بني آدم تافه…
تجاهلته وقعدت بعيد عنه خالص وفتحت الكتاب عشان أحضر الدرس… شوية ولقيت نسمة جاية…
قعدت جنبي… قعدت تنكشني كالعادة بدمها اللي زي العسل… كانت أقرب واحدة ليا في المدرسات.. بصراحة كلهم كانوا طيبين وعشريين وعلاقتي كانت حلوة معاهم كلهم….
بس نسمة كانت الأقرب لقلبي.. هي من نفس سني…
متجوزة من تلت سنين وربنا مارزقهاش بأولاد.. جاية الكويت تشتغل هي وجوزها عشان يقدروا يوفروا تمن عملية عشان تخلف…
بنت حبوبة ودمها خفيف وبسيطة تدخل القلب بسرعة… قعدت تنكشني عاوزاني أحكيلها حكايتي…
قولتلها هحكيلك والله بس مش دلوقتي عشان مش رايقة.. ومش عاوزة أقلب المواجع دلوقتي…. مش طالبة نكد كفاية عليا النكد اللي أنا فيه…
_ نكد أيه بقا دانتي المفروض تكوني فرحانة.. فصلك أخد المركز الأول ماشاء الله..
_ طب سيبيني بقا يانسمة أحضر الدرس قبل الحصة ماتخلص.
_ طيب ياستي هسيبك… واحضر درسي أنا كمان.. بس ليكي زنقة يانجوى وهتحكيلي يعني هتحكيلي.
مر اليوم الدراسي على خير… وبعد كام يوم كنت في الحوش قاعدة تحت الشجرة الكبيرة اللي بحب اقعد تحتها.. جات نسمة قعدت جنبي وسألتني.
_ قاعد لوحدك ليه ياجميل ياجميل ياجميل ياللي هويتك… ده الحب في الأيام دي قليل وانا حبيتك… هههههههه
_ هههههههه فايفة ورايقة وبتغني كمان… ياااابختك.
_ ياستي فكيها محدش واخد منها حاجة… مالك يانوجا كنتي سرحانة في أيه.
_ ماما وبابا وحشوني جدااا… وسامية أختي كمان وحشتني أوي… زمانها مقربة تولد…. كان نفسي أوي أكون جنبها في الوقت ده.. وغصب عني دموعي نزلت… نسمة قربت مني وحضنتني جامد وفضلت تطبطب عليا.
_ هوني علي نفسك ياحبيبتي ومتزعليش… طب مينفعش تنزلي أجازة تتطمني عليهم وترجعي؟
_للأسف مينفعش خالص الأيام دي.
_ طب ليه؟ عشان يعني لسة مكملتيش سنة شغل؟
_ مش بس كدة… مش عاوزة أنكد عليهم وازعلهم.. مش عارفة أجيبهالهم ازاي.
_ هي أيه دي اللي تجيبيهلهم ازاي… انتي مخبية عنهم أيه؟
_ مانتي متعرفيش اللي حصل لي….
المهم حكيتلها حكايتي كلها باختصار.
_ ياااااه عالقسوة… حبيبتي يانجوى أتاريكي دايما مهمومة وسرحانة… بس احمدي ربنا والله انك عرفتيه على حقيقته وانتي لسة عالبر.
_ بر أيه يانسمة… ده أخدني من أهلي وعشمني بالأمان والحب والسعادة وحطني في وسط البحر وسابني ومشي… لا منه فضل معايا ولا منه سابني عالبر مع أهلي … ياريتها كانت رجعتله قبلها بيوم واحد بس.. كان هيبقة عندي أهون… على الأقل ماتتحسبش عليا جوازة… شيلت لقب المطلقة العذراء بعد أسبوع جواز.
_ معلش يانوجا يمكن ربنا له حكمة في كدة… لعله خير… وبعدين كفاية ان اللي حصل ده كان السبب اننا نتقابل ونبقة أصحاب واخوات والا مكنتيش عاوزة تعرفيني هههههه.
_ على رأيك… والله ربنا كريم فعلا وأكرمني بيكي إنتي وروضة.
_ شوفتي بقا.. وبعدين محدش عارف الخير فين.. وكمان بيقولوا في السفر سبع فوايد… منهم أنا طبعا… وكمان أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا يعني… وإن شاء الله ربنا يعوضك باللي أحسن منه..
_ لالالا أنا كرهت الصنف زي مابيقولوا… ده نصهم يبانلك محترم ويتحب ويخدعك بمظهره الجذاب… والنص التاني واضح.. مكتوب على وشه إنه مايتعاشرش… زي الأفندي اللي ماشي هناك ده….( قلت كدة لما لمحت زياد ماشي في الحوش وانا بتكلم).
نسمة بصت شافته وادورتلي بتعجب.
_ تقصدي مين؟ زياد؟ ليه كدة ده حتى زياد جنتلمان وحبوب ومحترم جدا… أنا مش عارفة انتي ليه مش طايقاه.
_ بقولك أيه يانسمة… أنا سيرة البني آدم ده بتعفرتني… كل مابشوفه ببقا عاوزة أفرغ غيظي من أحمد فيه هو..
_ هههههههه طب ليه.. وهو ذنبه أيه.
_ هو كدة وخلاص… بقولك أيه… أنا قايمة وسيبالك المكان… عندي حصة كمان ربع ساعة…. سلام
_ هههههههه سلام.
دخلت في طريقي لغرفة المدرسين أجيب حاجة لحد جرس الحصة مايضرب.. لقيت البارد زياد واقف على الباب تقريبا مفيش منفذ أدخل منه… كان ضهره ليا وواقف مع واحد أقصر منه مش باين أصلا… فضلت مستنية يتحرك والا يوسع عشان ادخل.. مفيش… اتعصبت وقلت بصوت منفعل. ممكن توسع لو سمحت… لقيته نط واتدور والخضة باينة على وشه.. اتنطر من مكانه وبعد خالص عشان ادخل.. بس لقيته بيقولي (مفيش أسلوب أفضل من كدة نتكلم بيه؟) رديت بعصبية (ونتكلم ليه أصلا؟) رد ببرود (فعلا عندك حق.. ملوش لزوم الكلام) وسابني ومشي.
قلت بصوت واطي (باااارد) لقيته رجع تاني وقاللي بكل سماجة (شكرا لذوقك)
إتعصبت منه جدا بس كتمت غيظي.. بصيتله وعنيا بتطق شرار بس مانطقتش…
دخلت قعدت وكانت اعتماد قاعدة وشافت كل حاجة… قالتلي مالك يانوجا متعصبة من أيه خلاكي تحطي همك في زياد… ملكيش حق… بس إهدي كدة وهو إن شاء الله مش هيزعل منك وهيقدر إنك متقصديش… رديت عليها (يزعل والا يتفلق.. انتو ازاي بتخافوا على مشاعره كدة… ده واحد تافه.. ردت اعتماد وقالت
_ هههههههه زياااد؟ واضح فعلا إنك متدايقة جامد… أنا هسيبك لما تهدي…
_ مين دي اللي تهدا. (قالتها رضوى وهي داخلة علينا)
إعتماد : قصدي علي نوجا الظاهر متدايقة من حاجة ومش طايقة تتكلم حتي.
رضوى: ليه كدة… مالك يانوجا مين اللي مزعل الجميل.
أنا : لا ولا حاجة سلامتك يا رضوى.
رضوى : سمعتوا آخر الأخبار… زياد رجع من الأجارة… أكيد يوم والا اتنين ويرجع ياخد أجازة تاني وتعك على دماغنا عشان احنا اللي بنشيل حصصه أنا ونبيلة.
أنا : يووووه يادي النيلة مابلاش سيرة الزفت ده..
إعتماد: هههههههه لأ دي رضوي بتتكلم على زياد دراسات مش زياد عربي.
أنا باندهاش: مش فاهمة.
رضوى: أصل المدرسة فيها اتنين زياد يابنتي… واحد بيدي دراسات والتاني لغة عربية.. إنتي ازاي متعرفيش… آاااه ماهو زياد دراسات مبيلحقش يظهر وبيختفي تاني… مقضيها أجازات من كتر السهر والخروج ربنا يهديه.
الدنيا لفت بيا وقلت معقووول.. يعني ده زياد اللي زمايله كانوا بيتكلموا عنه.. والتاني مظلوم؟ لالالا مظلوم أيه.. تلاقيهم الاتنين شبه بعض في الإسم والطباع.
إعتماد: سرحانة في أيه يانوجا…
_ هاه.. لا ولا حاجة.
جرس الحصة رن… أخدت أدواتي وقمت على حصتي.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية