رواية حارة تايسون الفصل السادس عشر 16 - بقلم زينب سمير
' حارة_تـايسـون' حارة تايسون '
الفصل السادس عشـر ..
الذهاب في رحلة الي الماضي مرة اخري ..
فاروق لم يأخذ دقيقة واحدة وكان قد قرر الدخول الي النيابة لتقديم بلاغ في عصام ومجدي المنصوري وفتحي عاجور ، فالنيابة خيرا من ستحقق العدل وتأتي له بأبناءه وناصر الحق سيقف معه الله بالتأكيد
دخل ولسانه يدعو الله بأن يحفظ له ابناءه ، تسأل عن وجهته حتي وصل لغرفة بجوارها يقف عسكري
فاروق لـ العسكري:-
_قولي لـ الباشا .. فاروق الصاوي عايزك
دخل العسكري لـ الغرفة ثم عاد خلال لحظات له مشيرا له بالدخول ، دخل فاروق فوجد رجلا جااس علي مكتبه وعلي مقدمة المكتب قطعة من الصفيح دون عليها " الرائد : نصري خالد "
ما ان لمحه نصري حتي وقف ومد يده له وهو يقول بترحيب شديد:-
_اهلا اهلا بـ فاروق باشا
فمن لا يعرف فاروق الصاوي احدي الناهضين باقتصاد مصر بذلك الوقت ، ابتسم فاروق وهو يسلم عليه ، اشار له نصري ان يجلس علي مقعدا وجلس هو علي اخر يقابله
قال وهو يرفع سماعة هاتفه:-
_تشرب اية ياباشا
اعترض وهو يهتف بجدية:-
_انا مش جاي اتضايف من النيابة انا جاي علشان موضوع مهم
ترك الهاتف ونظر له نصري باهتمام بعدما شعر ان الموضوع ليس بـ سهل ابدا ، بينما تابع فاروق:-
_عايز اقدم بلاغ في عصام ومجدي المنصوري وفتحي عاجور بتهمة تهريب المخدرات والتجارة في الاعضاء
هتف نصري بصدمة:-
_اية ؟
رد فاروق بملامح جامدة .. بلا تعابير تُذكر:-
_اللي سمعته يانصري باشا ، وبلاغ تاني بتهمهم فيه بخطف اولادي كريم وجاسر الصاوي
اخرج هاتفه وفرجه علي رسائلهم التهديدية له متابعا:-
_ودا دليلي علي كلامي
ثم اخرج عدة ملفات من حقيبة يده وسلمهم له و:-
_ودا دليل علي تهمي ليهم
انتزع منه الورق وقرأه ، عاد ينظر له هاتفا:-
_الكلام دا خطير جدا بس حقيقي انا بحييك علي تماسكك وانت عارف كويس ان اولاد حضرتك بين ايديهم دلوقتي
فاروق ببسمة مهزوزة:-
_لو ربما اراد ليهم الحياة فهيعيشوا ولو في بطن الحوت وانا واثق في المكتوب
وقف مستعدا لينهض بينما قال نصري بجدية:-
_هيتم اتخاذ الاجراءات حالا واولادك في اسرع وقت هيكونوا في حضنك باذن الله يافاروق باشا
ابتسم له بسمة بالكاد تظهر وغادره والقلق يعصف به عصفا ، خاصة ورسائل زوجته واتصالتها تنهال عليه تباعا ، كان يعلم انها الان منهارة وتقارب علي حافة الجنون لكن ماذا بيده ليفعل ؟
أيصمت عن افعالهم هو أيضا خوفا منهم ؟
ووقتها يصبح شريكهم في الشر حتي وان كان لا يشاركهم في الجرم بالفعل !
لا .. لن يصمت وان كان الثمن هي روحه
كم يتمني ان تكون روحه هي الثمن وليست روح ابناءه
. . .
بإحدي الاماكن النائية ..
هتف فتحي لـ عصام ومجدي وعيونه تتقد نارا حارقة:-
_قدم بلاغ
قالها ليعرفهم بالامر وهو يغلق هاتفه بغضب مع احدي رجاله المأمرون بمراقبة فاروق ، نظر مجدي لأبناء فاروق الجالسين بأحدي الازنقة بالمكان هاتفا:-
_ما دام ضايعين ضايعين يبقي نندمه قبل ما نضيع
عرض عليهم عصام رأيه هاتفا:-
_تعالوا نشتري الظابط قبل ما يسجل البلاغ فعلا ونكسب الجولة
هتف فتحي بعيون وامضة بلمعان غريب:-
_تصدف فكرة ..
نهض عن مكانه وهو يهتف بحماس:-
_انا هتصرف في الموضوع دا وهجيبلكم اخره فورا
مجدي وهو ينظر لابناء فاروق:-
_قولنا قراره بسرعة علشان نعرف نتصرف
اؤما بحسنا وهو يستعد ليغادرهم
. . .
القت ليلي نفسها بأحضان فاروق تبكي وتنوح بقوة ، كان يمسد هو علي ظهرها بضعف يشعر به لاول مرة في حياته ، ضعف من انه لم يكن قادرا علي حماية طفليه ، هتفت بصوت صارخ:-
_انا عايزه عيالي يافاروق
هتف يوعدها بصوت متماسك:-
_هيرجعوا .. باذن الله مش هيصبح صبح جديد غير وهما في حضنك
ابتعدت عنه ونظرت له بعيون ترجوه ان يكون صادقا في حديثه و:-
_بجد ؟
احتضنها من جديد و:-
_ادعي ربنا ان يكون بجد
هتفت بنبرة منهارة تماما:-
_يارب .. يارب
. . .
_انت عايزني ابيع ضميري ؟
قالها صبري بصدمة موجها حديثه لفتحي الجالس ببرود امامه علي مقعده ، فرد عليه فتحي بنبرة باردة:-
_وتشتري حياتك
طالعه نصري بعضب جم ، نهض عن مقعده وكاد ينادي علي العسكري ليقوم بطرد فتحي لكن فتحي سارع بالقول:-
_وحياتك بنتك .. مش اسمها وعد برضوا ؟ بيقولوا ان عيد ميلادها كان امبارح ؟
حسنا لقد قام بأختيار اهم نقطة ضعف عند نصري وهي ابنته التي قام بحروب العالم اجمع هو وزوجته لينجباها ، حيث قاما باللف علي جميع اطباء البلد ربما حتي يستطيعا ان ينجباها .. لكن هل هذا سبب كافيا لبيع ضميره ؟
تابع فتحي في محاولة منه لاقناعه:-
_احنا هنسيب اولاد فاروق وهنرجعه ليهم ، وهنحاول نلاقي حل يرضي جميع الاطراف ، انت هيتحولك في حسابك مية الف جنية دلوقتي .. اعتقد مبلغ مش هين .. مقابل دا متسجلش البلاغ
كانت بوادر الاقتناع بدأت ترتسم علي ملامح نصري فتابع الاخر لـ يحبك الموضوع اكثر:-
_وان كان علي الشغل فـ عين علينا رقابة هتلاقينا بعدنا عن حوارات التهريب دي خالص
رمقة بنصف عين وعدم تصديق ناطقا:-
_بجد !
فتحي:-
_احنا اللي يهمنا ان اسمنا يفضل عالي فلو هيفضل بالحلال يبقي لية نمشي بالحرام
ورغم علم نصري بأنه كاذب وحديثه كان مجرد نوع من التنويم الا انه اختار التغافل ليحيا بهنا ، اختار طريق الراحة وهو يطمن ضميره بكلمات لا تدخل علي عقل طفل صغير
وقد كان .. وضمن الجميع محو ذلك البلاغ من جميع السجلات .. كانت تلك هي نقطة نصري السوداء في لائحة تايسون المدون فيها اسمه اول اللائحة وبجوارها عبارة
" اول من ساعد في تكوين شيطان شري "
. . .
العودة الي الحاضر ..
انتبه لصوت الصراخ وارهف سمعه فوجده صارد عن سيدة يعلم تماما نبرتها فقال وهو يكمل سيره بالسيارة:-
_متخفيش دا موضوع بيحصل كل يومين تقريبا في الحارة
طالعته بعدم فهم فأكمل ليفهمها الموضوع:-
_دي سـت ابنها اتوفي ليله فرحه و مستوعبتش الموقف لدلوقتي وبقيت كل فترة تجهز البيت وكان الليلة فرحه ولما حد يفهمها الموضوع تتنكس وتصرخ ، وهكذا بقي
قالت بنبرة تعاطف مع السيدة:-
_ياحرام
قلدها هاتفا بضحك:-
_ياحرام
وعـد بضيق وهي تضربه في كتفه:-
_غلس اوي
حاوط كتفها بإحدي ذراعيه وبالاخري كان يقود السيارة وهو يهتف:-
_غلس بس بحبك
قبلت إحدي وجنتيه هاتفة بحب جلي:-
_وانا كمان بحبك
طالعها بعيون باسمة وبداخله يسأل " الي متي ستدوم تلك السعادة ؟ متي ستأتي لحظة انكسارها .. وفرقاهم ؟ متي سينتهي نزاع عقله ووجع قلبه ؟ "
لكنه للاسف " لم يجد اجابه لجميع أسئلته "
. . .
عندما دخلا المنزل وجدت وعـد .. عـلا تقوم بتنظيف الارضية وهي تميل علي الارض وقد انحصر فستانها للاعلي قليلا ، لم تعجبها طلتها تلك فأقتربت وقامت بـ تنزيل قماش الفستان الي الاسفل وهي تهتف بضيف:-
_غطي ياحبيبتي .. غطي ، عيب كدا
نهضت عـلا من مكانها وهي تهتف بغنج:-
_مأخدتش بالي ياهانم
رمقتها وعـد بضيق واقتربت تهمس لها في اذنها ببسمة باردة:-
_الحقيقة متوقعتش ان اخت جعفر تتصرف بالطريقة الرخيصة دي
رمقتها عـلا بصدمة من كلماتها وغضب شديد ، كادت ترد عليها لكن صوت تايسون الآمر اوقفها وهو يقول:-
_قولي لـ ام السعد تجهزلنا الغدا ياعلا ولو عايزه تمشي امشي كفاية عليكي كدا
هتفت بخضوع وهي تتركهم:-
_حاضر ياتايسون باشا
اقترب هو ليحاوط خصر وعـد زوجته ، ويقول بمرح:-
_حبيبي الغيور
قالت بضيق:-
_متخلهاش تيجي تاني
تايسون:-
_لو واقفة قدامي عريانة ياوعدي برضوا متملاش عيني ، اللي في قلب انتي يعني وجودها ولا يفرق
ضربته بخفة علي بطنه وهي تقول بغيظ:-
_برضوا مش عايزاها هنا
تايسون:-
_ونقطع رزقها ؟
ظهر تانيب الضمير علي ملامحها ، ابتسم وهو يدرس ملامحها بحب ويري حزنها من الامر وشعورها بالذنب لو بالفعل قام بطردها وتابع:-
_طيب مش هخليها تيجي تاني وهعوضهم بزياردة راتب جعفر
ابتسمت لبساطة الفكرة واؤمات بحسنا وهي تحتضنه بسعادة
وعـد:-
_انت حلو اوي
قَبل ارنبة انفها هاتفا:-
_عيونك هي اللي حلوة ياوعـدي
. . .
وصل امر طرد عـلا لها عن طريق ام السعد ، فخرجت من البيت بخطوات هوجاء وهي تَكاد تصرخ من ضيقها ، لم تذهب لمنزلها بل توجهت لمكان خالي من البشر قليلا في الحارة ، هتفت وهي تنظر امامها بملامح شـر:-
_وديني ما انا سيبهولك ياوعد الكلب انتي ، هو مش ليا بس مش هخليه ليكي ولا لغيرك ، لا هفرح بيه ولا هفرح حد بيه
جائها صوتا ماكرا من إحدي الازنقة:-
_واللي يساعدك في اللي عايزه تعمليه .. تقوليله اية ؟
التفتت تنظر له .. من نظرات عينيه علمت ان طريقهم واضح وواحد ، التفريق بين الاثنين وفقط
فقالت بخبث:-
_اقوله انه بقي حبيبي وعدوه عدوي وصديقه .. صديقي
وغمرت رائحة شرورهم المكان من حولهم وهم ينظرون لبعضهم البعض بأبتسامة شـر
. . .
عايزه حد يقولي يازينبتي 🙂
•تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية