رواية عناد الحب الفصل السابع عشر 17 - بقلم اسماء الاباصيري
17. ملجأي الوحيد
مازال صدى كلماته المملوءة بالحقد والكراهية تتردد بذهنها ... لا تصدق ان ما عاشته من سعادة وحب فى الفترة الماضية ينقلب عليها الآن موضحاً كم كانت غبية وساذجة لتصدق مثل تلك الاكاذيب .... هى لم تهب ثقتها سوى لشخص واحد لتكتشف انه آخر شخص يجب عليها الثقة به .... لكن لما ؟ ..... لما فعل هذا ؟ ..... يقول انتقام .. اذاً انتقام لاجل ماذا ؟ لا تذكر انها آذت احد قط ليكون هذا الانتقام الشنيع نصيبها ، لم تؤذ احد خاصاً آدم .... فمن يستطع أذية روحه ... نعم هو روحها ... احبته بل عشقته فى هذه الفترة القصيرة ... اذا لماذا يراها عدوة له .... لماذا ؟؟؟؟
ظلت جالسة مكانها تفترش ارضية غرفتها ضامة قدميها الى صدرها تبكى بصمت لتسمع بعد فترة طرق على الباب لتعقد حاجبيها فى تساؤل .. آدم ليست من عادته طرق الباب وخصوصاً الآن فلا داعى للتظاهر بعد كشف الحقيقة .. نهضت بتعب متجهة لفتحه فتتفاجئ بإمرأة مسنة تنظر لها بعطف وشفقة
.............. : آسفة لإزعاجك يا مدام ... انا الدادة جميلة .....
فتنظر لها أسيل بتساؤل لتكمل هي
جميلة : الظاهر ان آدم مقالش ليكي بخصوص رجوعي النهاردة
لتتذكر ليلة زفافها .. يوم اخبرها عن عدم وجود خدم بالقصر سوى الدادة جميلة والتى قامت برعايته منذ زمن لذا فهو ابقى عليها لكن اعطاها اجازة لفترة بعد زواجهم
أسيل بخفوت وتعب : لا هو كلمنى عنك بس مبلغنيش انك راجعة النهاردة .... على العموم اهلاً بيكي و ياريت بلاش مدام دي انا اسمي اسيل وبس
اومأت جميلة بهدوء قبل ان تردف بخفوت
جميلة بإبتسامة حذرة : متاخذنيش يعنى يا بنتي فى السؤال بس .. انتى كويسة ؟؟؟؟ انا بالصدفة والله سمعت كلامكم .. مكنش قصدى اتصنت والله يشهد على كلامى
لتصمت أسيل للحظات محدقة بوجه جميلة لترى فيه اهتمام وقلق حقيقي فما كان منها سوى انها ارتمت بأحضان تلك السيدة والتى لم ترها الا من لحظات قليلة و تجهش بالبكاء .....
اما فى مكان اخر تحديداً بإحدى المطاعم المطلة على النيل يجلس شارد الذهن يفكر بعمق فى امر يشغله ... فى حين كان يقبع امامه صديقه ورفيق دربه بل وشريكه فى انتقامه
........ : يعنى جايبني ومنزلنى من بيتي عشان تسمعنى سكوتك؟ مالك بتفكر فى ايه ؟ وقالب وشك كده ليه مش خلاص نفذت اللى كنت عايزه بقالك شهور ؟
ليتحدث أخيراً بعد تنهيدة عميقة
آدم : ايوة نفذته ولسة فى كتير هيتعمل بس مش عارف ليه مش فرحان ... ليه حاسس كأن فى حاجة ناقصة ؟
.............: بجد مش فاهمك يا صاحبي ... ابوها وعملنا شركة وهمية مخصوص عشان نوقعه ...بغض النظر اننا خاطرنا بشغلنا و سمعتنا بس اللى يشفع ده هو نجاحنا ... وبنته وقعت فى الفخ و بقت بين ايديك تعمل فيها اللى انت عايزه رغم انى شايف انه كفاية اوى اللى عملته فيها ... سيبها فى حالها بقى هى مش معاها اي دليل يدين حد فينا
آدم بعنف : مستحيل مستحيل اسيبها ..... هتفضل دايماً تحت رحمتى
............ بشك : ادم ... انت متأكد ان رغبتك انها تكون معاك هو انتقام و بس ؟..... انا مفاتنيش شكلك وانت متضايق ساعة ما رقصت معاها فى الحفلة ... اللى شوفته يا صاحبي كانت غيرة عاشق مش تمثيل
لينتفض آدم بغضب
آدم بحدة : سيف أنت اتجننت ولا ايه ؟ كل ده كان تمثيل عشان تتوهم اعجابي وحبي ليها وده اصلاً كان سبب طلبي منك انك تظهر فى الفترة دي ... تمثيل بس .. سامع ... فمتسرحش بخيالك لبعيد و تتوهم حجات ملهاش وجود
سيف بهدوء : خلاص خلاص يا سيدي انا غلطان و فهمتك غلط ...... خلينا فى الجد بقى ... قولي ... انت مش شايف ان حكاية انتحار نور الدين دي غريبة شوية ... يعنى رغم كرهي له بسبب اساليبه و طرقه فى الشغل لكن اللى كان بيعجبني فيه هو انه مكنش ضعيف عشان يستسلم لافلاسه كده ولا بسبب تأثره بكلام بنته اللى طول حياته كان رميها هي و اخوها
آدم بتفكير : معاك حق انا كمان اتفاجئت بخبر انتحاره بس مدورتش ورا الموضوع
سيف : وكمان فى حاجة غريبة
آدم : ايه ؟
سيف : حنان الشربيني .. مراته ... اختفت مظهرتش خالص بعد موته ... انا مستغرب ان البوليس مدورش عليها خلال التحقيق
آدم بتركيز : تقصد انه ممكن يكون ............
ليكمل سيف
سيف : ايوة ممكن تكون جريمة قتل مش انتحار .......
نعود الى أسيل لنراها مازالت قابعة بين احضان الدادة جميلة والتى نجحت اخيراً فى تهدئتها من نوبة البكاء التى اصابتها لتردف
جميلة : أسيل يابنتى ..... ادم كبر قدام عيني و اعرف عنه كل صغيرة وكبيرة ... عارفة انك مش هتصدقى اللى هقولهولك بسهولة بس انا مشوفتش فى حياتى حد فى طيبته و حنيته على اللى بيحبهم ... دول حتى ولادي مش بيعاملونى زى ماهو بيعاملنى ... لكن اللى يمس حد بيحبه بسوء مش هياخد منه غير شره و قسوته و هي اوحش حاجة فيه .... عشان كده مش عايزاكي تتسرعي فى الحكم عليه و حاولى تعرفي ليه عمل كل ده و وقتها هتفهمى كل حاجة
أسيل بضعف : فات الاوان خلاص على كل ده ...... ده دمرنى .. خلانى اخسر كل اللى حواليا خلانى اتسبب فى موت ابويا و بقيت مدمنة ... خلاص مفضليش حد الجأ له
جميلة : وانا فين ؟ ايه منفعش اكون حد تثقى فيه .... ده ربنا يعلم انا حبيتك اد ايه من اول لحظة شوفتك فيها
أسيل بإمتنان وحب : انا كمان مش عارفة ازاى وثقت فيكي بسرعة و حكيتلك كل حاجة عني من ساعة جوازي ... يمكن عشان حسيت فيكي حنان الام اللى اتحرمت منه .... انتي فعلاً ملجأي الوحيد
ليعود بطلنا الى قصره ينوي جعل أسيل تتمنى الموت فربما يشعر بالراحة التى لم ينولها حتى الان .... صعد الى غرفتهم ليراها تنام بسلام فى احضان الدادة جميلة والتى لم يتذكر عودتها سوى الان لتستيقظ هى فلم تكن مستغرقة فى النوم و تراه امامها فتطلب منه الخروج معها وترك أسيل تكمل نومها فى هدوء
فى الاسفل يرحب آدم بالدادة و يعتذر منها لعدم وجوده بالقصر وقت رجوعها
نعم فهى تلك المرأة التى اعتنت به اثناء انشغال والداه كلاً منهم بعمله لذا فهي فى مكانة اعلى من مكانه والدته لديه ... يطيعها ولا يعصي لها امراً
جميلة : اسفك ملوش داعى انا لما جيت لقيت اللى استقبلنى بدالك .... بجد حبيتها من اول مرة شوفتها فيها ....... يا زين ما اخترت يا ابني
لتكفهر ملامحه ويشوبها الغموض قائلاً
آدم : متصدقيش بسرعة اى حاجة تشوفيها ... المظاهر غالباً بتكون خداعة
جميلة بغموض : عندك حق فعلاً فى اللى بتقوله لكن انا مسبقليش انى ارتحت لحد من اول مرة وخاب ظنى فيه ..... انا دايماً بعرف اميز بين الكويس و الوحش .... تمام زى ما حصل مع ملك مراتك الله يرحمها .................
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية عناد الحب" اضغط على اسم الرواية