رواية رهينة بين يدي منافق الفصل السابع عشر 17 - بقلم مريم محمد
قل للفؤاد وقد تَمادَى غَمُه ، مالي أراك مُسَهْداً مهموما
أومَا عَلِمْتَ بِأَنَّ رَبِّكَ قَائِلٌ ، صَلُّوا عَليهِ وسَلِّمُوا تَسليما
فيهَا يُفَرَجُ كل كرب فادح ، وتَكُونُ ذُخراً للمعاد عظيما
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
مرام خلصت شغلها وروحت بيتها غيرت واتعشت ودخلت أوضتها لقت منى نايمة على السرير وماسكة فونها بتقلب فيه وكل شوية دموعها تنزل وتمسحهم بسرعة
مرام قعدت جنب منى باستغراب : منى أنتى بتعيطي !؟
منى مسحت دموعها بسرعة : لأ مش بعيط
منى : لا بقى قوميلي كده وبصي في عيني وأنتى بتتكلمي
منى : ماتمارسيش مهنتك عليا يا مرام، أنا مش مريضة عندك
مرام : أنتى اه مش مريضة عندي بس أنتى بنت عمي واختى اللي بحبها أكتر من نفسي، وأكيد مش هشوفك بتعيطي واسيبك، احكيلي مالك بس يا حبيبتي
منى قامت ودخلت في حضن مرام وعيطت، ومرام بتطبطب على ظهرها : مين زعلك !؟ ده مين ده اللي أمه داعيه عليه !؟
منى ضحكت من بين دموعها : دي أمة لا إله إلا الله كلها داعيه عليه
مرام ضحكت : مابتعرفيش تقعدي دقيقتين جد خالص !؟
منى حركت راسها بنفي ودموعها نزلت تاني فمرام مسحتهم بحنية : مالك !؟
منى بدموع : قابلته النهاردة وكلمني، ماصدقتش لما__
مرام قاطعتها بسرعة : بس بس بس مين ده وقابلتيه فين !؟
منى رفعت راسها وبصتلها وهمست بضعف بس صوتها طلع ناعم بحب : عمار
مرام : عمار مين !؟ وبعدين بتنطقي اسمه بسهتنه كده ليه !؟
منى بصت لتحت وهي بتفرك في صوابعها ومرام رفعت حاجبها : اوعي تقولي إنه حد انتى معجبه بيه !؟
منى برقة : اه
مرام فتحت بوءها وهي مذهولة وهمست : بتتكلمي جد !؟
منى حركت راسها بخجل ومرام مسكت ايديها : أحكي طيب مين ده !؟ وعرفتيه امتى !؟ واعجبتي بيه ازاى !؟ وهو بيحبك ولا ايه !؟ قولي كل حاجة بأدق أدق التفاصيل
منى ميلت على كتف مرام وبدأت تحكي : قابلته أول السنة اللي فاتت، كان لسه متعين جديد، هو مش وسيم أوي بس يخـ.طف العين بشياكته، مش هكدب عليكي واقولك أنى حبيته من أول نظرة ووقعت في غرامه والهري ده، بس هو شدني من أول مقابلة فعلا، بقيت براقبه بصمت ومرة مرة قلبي بيميل ليه أكتر، عرفتي ليه ربنا قالنا نغض بصرنا عشان طبيعي هنميل
أخدت نفس طويل واتنهدت : بعدها بفترة قليلة لقيته خطب
بلعت ريقها بغصة والدموع بتلمع في عينيها : قلبي وجعني أوي وقررت أبعد عنه خالص مش عايزة ابصله حتى
مرام : ده وقت ما قولتي مش عايزة أكمل تعليم وعايزة اتجوز !؟
منى حركت راسها بتأكيد : قولت يمكن لما أفضل في البلد أنساه وابدأ حياة جديدة مع إنسان يختارني أنا ويعمل المستحيل عشاني
سكتت شوية : بس كان لازم أكمل آخر سنة، مش بعد كل التعب والسهر والمذاكرة اضيع كل مجهودي وتعب أهلي معايا عشان واحد مايعرفش عني حاجة أصلا فرجعت، كنت بحاول ماركزش معاه تاني بس غصب عني ساعات ببصله وكنت اشوفه واقف مع خطيبته يتكلم، كان صعب أوي استحمل كل ده عشان كده، اصريت أفضل هنا بدل ماروح سكن الطالبات، ماكنتش عايزة أفضل لوحدي عشان ماتعبش
مرام ضمتها جامد : وبعدين ايه اللي حصل مخليكي تعيطي كده !؟
منى : شوفته النهاردة، بس لقيته بيقرب مني وكلمني فارتبكت أوي ومشيت بس جه ورايا برضه، ماعرفتش اقول ايه
مرام بمزاح : معقولة منى اللي لسانها اطول منها ماعرفتش تقول ايه !؟
منى : اه والله ماعرفتش اتكلم خالص، لحد ماخطيبته جت وسألت مين دي وقلت ادبها ساعتها ماقدرتش اسكت وبهدلتها
مرام بفخر : تربيتي
منى اتنهدت بحزن : وبس يا ستي روحت ومن ساعتها بحاول الهي نفسي في اي حاجة
مرام سكتت شوية : طلاما هو خاطب يبقى لازم تبعدي عنه، أوعي تحطي نفسك ابدا طرف تالت بين اتنين عشان هتخسري، ياما هتخسري قلبك أو كرامتك
منى حركت راسها بفهم، ومرام : وأنا معاكي يا حبيبتي هساعدك لحد ما تتخطيه
منى ابتسمت : هتشتغلي دكتورتي !؟
مرام : اه وهخليكي تكراشي على دكتور سليم
منى : المز الجامد !!
مرام ضحكت : ايوه هو المز الجامد هتبقوا كابل هايل
منى زقتها برجلها وقعتها من على السرير : أمشي يابت هو أنا همشي ارمرم ولا ايه !! خليهولك وانتوا الإتنين تجزعوا النفس كده من حلاوتكم
مرام قامت من على الأرض ونطت عليها وفضلوا يضحكوا ويهزروا طول الليل، ومرام تعمدت تخليها تفك وتنسى عمار ده شوية
********
محمود واقف في فيلا يامن بيراقب كل حاجة حوليه بذهول، بص على جثـ.ث صباح ولمياء وحامد من بعيد فالعساكر منعوه يقرب لأنه مش مسؤول عن القضية ظي، بس السؤال الوحيد اللي كان بيدور في عقله، مين عمل كده !؟ الأكيد إنه مش يامن زي ما بيسمع من العساكر من ساعة ما وصل هنا، بس مين اللي عملها !؟ معقول إكس !؟ طيب ليه !؟ ايه اللي جد خلاه يعمل كده !؟
فاق من أفكاره على صوت طارق ظابط قضايا القـ.تل المسؤول عن القضية دي وهو بيسأل : ها يا حضرة المقدم !؟ بعد ما عاينت الموقع ايه انطباعك عن اللي حصل !؟
محمود بصله بحذر فكل كلمة هيقولها دلوقتى هتتحسب عليه : الأكيد إن اللي عمل كده مجموعة من الناس مش شخص واحد
شاور على الأرض وكمل : شوف حضرتك أثار الأحذية دي، في كذا أثر مختلف وده معناه إنه كان في كذا شخص مختلف
طارق : اه طبعا ده أكيد، وده معناه إن حد أجر الناس دول عشان يعملوا كده
بصله بطرف عينه بخبث : أو عشان يساعدوه في الجر.يمة دي لأنه لوحده مش هيقدر
محمود بصله : قصدك ايه يا حضرة المقدم !؟
طارق : قصدي اللي فهمته يا محمود باشا البدري، خد بالك بقى لأن أقل كلمة منك هتتحسب عليك وأنا بصراحة مابصدق ألاقي ثغرات زي دي، ده شغلي وأنا شاطر أوي فيه
محمود بصله بصمت نظرات كلها ضيق وحدة، وطارق ابتسمله بسماجة : بيتهيألي من دلوقتي هيتم تنحيتك من القضية دي، باعتبار إن الشخص اللي كنت بتشتغل عشانه بقى متهم في قضية قتـ.ل دلوقتى، يعني اتسحبت منه كل الصلاحيات اللي كانت متاحة ليه وبقى مجرد مجر.م، لأ وهربان من العدالة كمان، وده بشهادة العساكر اللي شافوه وحاولوا يقبضوا عليه هو والشخص اللي كان معاه، واللي هعرفه قريب وهقبض عليهم هما الاتنين
قرب منه واتكلم بخفوت : أنت لولا كنت في موقع تاني بشهادة كتيبة بحالها كنت هتكون من المشتبه بيهم لمعرفتك الشخصية بالمجر.م، بس من حسن حظك فلت منها
محمود بصله بنظرة استعلاء فهو مش هيسمح لحد يقلل منه مهما يحصل : خلصت !؟
طارق رجع خطوة لورا باستغراب ومحمود اتكلم : إذا كنت خلصت فخليني أنا بقى أقول اللي عندي، طز فيك تمام، لو عندك دليل واحد يديني وريهولي وأنا مستعد لأي محاكمة عسكرية، وصاحبي، قصدي المجر.م الهارب من العدالة صاحبي أنا متأكد إنه بريئ وهثبت ده
مشي خطوة وبصله : ونتقابل ساعتها في المحاكم
سابه ومشي وهو بيشتم بكل الشتايم اللي عرفها طول حياته، وبيحاول يرن على جاسم بس مش بيرد عليه فزعق : أنتوا فين الله يسامحكم انتوا الاتنين
********
يوسف وصل أخيرا الحارة الشعبية اللي خال بسنت عايش فيها وكان أقل وصف يتقال عليها إنها خرابة، كان واقف بيتلفت حوليه بيحاول يفتكر الطريق فهو ماجاش هنا غير مرة واحدة بس لما كتب كتابه على بسنت لأن خالها هو وكيلها واللي باقيلها من أهلها
فجأة لقى اللي بيتكلم جنب ودنه وهو بيضغط على كتفه جامد : يا أهلا وسهلا يا أهلا وسهلا، ايه الأشكال النظيفة اللي محدوفة علينا دي !؟
يوسف قلب عينيه بزهق وهو بينزل ايد الراجل من على كتفه : وسع كده يا أخينا معلش وقولي كبيركم فين !؟
الراجل : الله !! وليه قلة الأدب دي بس على الصبح !؟
يوسف : هتوصلني للي اسمه عصمت ولا أروح اسأل غيرك !؟
الراجل : لأ روح اسأل غيري
يوسف : تمام
فعلا سابه ومشي فهو مخنوق من كل حاجة بتحصل معاه وقلقان على بسنت فهو مايعرفش حصل معاها ايه، سأل كذا حد عن مكان عصمت وباعتباره كبير المكان فالجميع كانوا عارفين مكانه، وصل أخيرا عند بيت عصمت وخبط الباب ففتحتله بنت في آخر العشرين تقريبا لابسه عباية ضيقة ورابطه شعرها بقماشية صغيرة وبتتكلم بدلع : خير يا دلعي !؟ عايز مين !؟
يوسف اتنهد بزهق وزقها بخفة وهو بيدخل البيت : وسعي يا مهجة من خلقتي، جوزك فين !؟
مهجة : في مطرحة جوه وبعدين مالك يا اخويا جاي حامي علينا كده ليه !؟
يوسف تجاهل كلامها ودخل لعصمت اللي كان قاعد بيشرب شيشة هو ومجموعة من رجالته وبيسأل بصوت عالي : مين يا بت يا مهجة !؟
يوسف بهدوء : أنا
عصمت بصله بعيون زي النار وبص لرجالته : قوموا روقوه
وفعلا الرجالة سمعوا كلامه وقاموا يضربوا في يوسف لحد نز.ف من كتر الضر.ب وكانوا ممكن ينهـ.وا حياته، لولا مهجة اللي أدخلت
مهجة : كده يا سيدي تستقوى على واد صغير زيه !؟
عصمت : اخرجي بره انتى يا مهجة ومتدخليش في شغل الرجالة
مهجة راحت قعدت على الأرض قدامه وهي بتلعب فى شعره اللي معظمه أبيض : يوه، كده يا سي عصمت وأنا اللي قولت هتخليهم يبطلوا عشان مهجتك
عصمت بصلها وبعدها بص لرجالته : أمشي ياض أنت وهو وروحوا شوفوا وراكم ايه
الرجالة مشوا وعصمت بص لمراته بوقاحة : ها يا مهجتي هتعوضيني ازاى !؟
مهجة ضحكت : الله ياراجل مش قدام الناس كده
عصمت أبتسم وبص ليوسف : خير جاي ليه !؟ أنا مش جوزتك البت وقولتلك مش عايز أشوف خلقتك تاني
يوسف قام من على الأرض وهو بيمسح الد.م من على وشه : عايز أقعد عندك شوية
عصمت : نعم يابا تقعد فين !؟
يوسف راح قعد قصاده على الكنبه وهو بيتوجع من جسمه كله وحكاله كل اللي حصل : ده اللي حصل فهنقعد عندك شوية بس وبعدها هنسافر في أول فرصة، وهديك الفلوس اللي عايزها
عصمت : عيل خرع بصحيح، ده بدل ماتروح تطلع عين اللي عملوا فيكم كده عايز تاخدها وتسافر
يوسف بصله بحقد : هيحصل، أبعد نفسي عن الخطر الاول وبعدها هطلع عين ام كل واحد داسلي على طرف
عصمت أبتسم برضا : أهو كده تبقى دكر
يوسف قام وقف : عايزك تبعت حد من رجالتك يشوفلي بسنت فين، هي المفروض تحصلني
وقبل ماعصمت يتكلم يوسف كان مطلع كل الفلوس اللي في جيبه رماها على الترابيزة قدامه : وكله بتمنه
بص لمهجة : في أوضة فاضية هنا !؟
مهجة قامت من على الأرض وهي رايحة ناحية باب : اه ياخويا تعالا
دخلته اوضة فاضية وهو بص حوليه، فالمكان كان مقرف جدا بالنسبالة وهو متربي على العز، لقى مهجة بتقربله وبتدلع زي عادتها : لو حسيت نفسك محتاج أى حاجة قولي وأنا مش هتأخر عليك يا دلعي
يوسف : وهو جوزك يعرف عن موضوع الأحاسيس ده !؟ ماهو لو مش مالي عينك اتجوزتيه ليه وهو أكبر من ابوكي !؟
ماسبلهاش فرصة ترد وزقها بره أوضته وقفل الباب، وهي جت تلف لقت قلم من عصمت كان هيوقعها، بس قبل ما تلمس الأرض عصمت مسكها من شعرها : اللي حصل ده لو اتكرر تاني هقطم رقبتك
مهجة حاولت تبتسم غصب عنها عشان مايكملش ضر.ب فيها : أنا مايملاش عيني غيرك يا سي عصمت
عصمت : مش باين
سابها فهي هر.بت بسرعة من قدامه ودخلت المطبخ وهو بيشتم بره، وبعدها كلم حد من رجالته يشوف بسنت فين وايه اللي حصل معاها
********
صبر أخد درة لمحافظة تانية بعد ما كتب كتابه عليها ووثق جوازهم، أشترى بيت صغير في مكان بسيط بآخر فلوس كانت معاه واشتغل في محل نجاره قريب من بيتهم وعايشين على اليومية اللي بيروح بيها
خلص شغله وروح تعبان بس أول مادخل البيت رسم ابتسامة صغيرة على شفايفة عشان مايحسسش درة بأي حاجة، فهو بيبذل كل وسعه عشان يعيشها حياة كريمة، وهي اللي كانت بتشاور بس على اللي نفسها فيه يجيلها تحت رجليها
درة : حمد لله على السلامة
صبر : الله يسلمك، عملتي غدا ولا أعمل أنا
درة أبتسمت : لأ عملت، واكله ايه بقى ملوكي، مكرونة وبانيه
صبر صعبت عليه فهي كانت بتاكل أحسن آكل أيام أخوها : دي ملوكي برضه !؟
درة : بحبها اوي من وأنا صغيرة
صبر : خلاص طلاما درتي بتحبها فأنا كمان بحبها
درة لكسوف : خداع أوي
صبر ضحك على كلامها الغريب بالنسباله : خداع !!
درة بصت لملامحه الجميلة وهو بيضحك فهي من ساعة ماتجوزته وهي بدأت تنجذب ليه وبمعاملته اللطيفة ليها قلبها حبه
صبر : سرحتي في ايه !؟
درة بإحراج : مافيش
صبر قرب منها ومسك ايديها : فين بقى حضن كل يوم !؟
درة أبتسمت وبصت في الأرض بكسوف، وصبر : هروح أخد شاور واجي شكلك قرفانه
جه يمشي بس درة مسكت في التيشيرت بتاعه وهو بصلها برجاء انها تقرب منه شوية فهما من ساعة جوازهم وهما عايشين زي الأخوات، وفعلا درة قربت وضمته بهدوء فهي بعد كل اللي مرت بيه مش بتحس بالأمان غير معاه، وهو ضمها ليه وهو مبتسم أخيرا بدأت تاخد خطوة في علاقتهم، وهو مش هيضغط عليها، كل اللي هو عايزة إنها تكون كويسه ومبسوطة
بعد وقت كانوا قاعدين بياكلوا وصبر بيقلب في فونه يشوف آخر الأخبار بسرعة وصعق لما شاف خبر قتـ.ل حاتم، رفع عينيه وبص لدرة اللي قاعدة بتاكل بهدوء ومش باين عليها إنها عرفت أى حاجة فاتنهد براحة وهو بيحمد ربنا إنهم ماعندهم تلفزيون ولا نت عشان درة ماتعرفش، قفل فونه وحطه جنبه وكمل آكل : تصدقي ليكي حق تحبي الأكل ده طلع حلو اوي أكيد عشان من ايدك
درة بكسوف : بطل بكش بقى
صبر : بتكلم جد على فكرة
بصلها وابتسم وهي بصتله : في ايه !؟
صبر : مافيش، بحاول بس أشبع منك شوية قبل ماتدخلي اوضتك وتقفلي على نفسك
درة سابت المعلقة من ايدها وهمست بخجل : لأ ما هو أنا مش هفضل في أوضة
سكتت وهو فتح عينيه بذهول من اللي فهمه منها، فمد ايده مسك ايدها من فوق السفرة : أنتي بتتكلمي جد !؟
درة حركت راسها بتأكيد : ايوه بس، بس مش عايزة
صبر قاطعها بهدوء : ماتقلقيش، خلينا نمشي في علاقتنا واحدة واحدة، لسه العمر قدامنا انا مش مستعجل على حاجة، أهم حاجة أنتى تكوني كويسة
درة ابتسمت فهو دايما حنين جدا معاها، خلصوا آكل وبعدها قاموا يناموا مع بعض في غرفة واحدة لأول مرة، درة كانت متوترة وحرجة أما صبر فهو كان طاير من السعادة، ضمها بحب وحنيه وغمض عينيه عشان تطمن وهي فعلا فضلت كتير في حضنه بصاله وبتتأمل ملامحه بحب لحد ما نامت أخيرا
********
هاجر ومنصورة في بيتهم كانوا بيجهزوا شنطهم عشان هيسافروا البلد مع شاكر وسناء، هاجر بتأفف : يعني أبيه مش هيجي معانا !؟
منصورة : محمود عنده شغل يا هاجر، تفتكري إنه عاجبه بعده عن أهله وبيته وناسه بالشكل ده !؟ بس غصب عنه
هاجر بصت في الأرض بحزن، فهي لسه خايفة من اللي حصل معاها من حتاته بس مخبية عشان مامتها ماتقلقش عليها، هي بتكون متطمنه بوجود محمود، منصورة قعدت جنبها وضمتها بحنية فهي مقدرة خوفها : تحبي ارن عليه وتتكلمي معاه شوية !؟
هاجر بصتلها بعيون بتلمع وحركت راسها بسرعة بموافقة، فمنصورة ابتسمت وقامت تجيب فونها، وسناء قعدت جنب هاجر وهي بتضحك : للدرجادي بتحبيه !؟
هاجر بابتسامة واسعة : أوي أوي أووووي يا تيته
سناء ابتسمتلها ومنصورة رجعت بالفون بتاعها وقعدت جنب بنتها اللي اتكلمت بلهفة : يلا يا ماما كلميه بسرعة
منصورة : حاضر برن أهو، الله
حاولت ترن على محمود كذا مرة بس هو بيكنسل عليها لحد ما قفل الفون خالص فهاجر بصتلها : ايه مابيردش !!
منصورة بصتلها ومش عارفه تقول ايه بس قررت تقولها الحقيقة : قفل الفون
هاجر حركت شفايفها بزعل ومامتها طبطبت على شعرها : أكيد هيجي لما يخلص شغ ، مش هنمشي من غير مانسلم عليه
هاجر حركت راسها بفهم وقالت بغيظ ولطف زي عادتها : ولما يجي هزعله جامد أوي
كلهم ضحكوا علي اللطيفة الصغيرة دي ومنصورة قامت : يلا قومي نخلص الشنط عشان مانتأخرش، ورانا هم ما يتلم
هاجر حركت راسها بموافقة وشاكر قالهم : هنزل أنا أشتري آكل ناخده معانا في الطريق بدل ماتتعبوا نفسكم في الطبخ، وبالمرة أشوف سامح
هاجر نطت من مكانها واتعلقت في دراعه : جدو خدني معاك عايزة أشوف بابا سامح
منصورة حطت ايديها في وسطها واتحولت من الرقة للشدة زي عادتها : نعم يا عين مانا هتروحي فين !؟ وهتسيبي كل الحاجة دي لمين إن شاء اللّٰه
هاجر دخلت في حضن جدها اللي ضمها وبعتت بوسه لمامتها : ربنا يخليكي لينا يا مامي
منصورة : مامي يابنت منصورة، الله يرحم
شاكر : خليها تيجي معايا، الله أعلم هتشوفة تاني امتى، انتى عارفه تجهيزات الفرح كتير ازاى وبتاخد وقت طويل
منصورة اتكسفت وخدودها وردوا عشان يزينوا وشها الأبيض الجميل، فمامتها وباباها ابتسموا وهما شايفينها مبسوطة وعاشقة-بقلم/مريم عبدالقادر-وأخيرا قلبهم اتطمن على بنتهم اللي الذنب كان بياكل فيهم لسنين على تدميرها لحياتها وزهدها في الدنيا
********
بسمة روحت من جامعتها متأخر والحزن بيقـ.طع في قلبها وهي بتفتكر مليكة وأيامهم مع بعض في الكلية والاجازة وخروجهم مع بعض وسهراتهم وذكرياتهم الجميلة
قعدت على سريرها بتهالك بعد ما غيرت لبسها ولقت جرس الباب بيضرب فقامت تنادي على أخوها : بلال الباب بيخبط افتح
مامتها ردت عليها من جوه المطبخ : اخوكي مع أصحابه على القهوة، البسي أنتى إسدالك وافتحي شوفي مين
بسمه : حاضر
دخلت اوضتها لبست إسدالها وراحت فتحت الباب بس مالقتش حد، بصت حوليها مالقتش حد برضه، بصت على الاسانسير لقته واقف في الدور الأرضي فكشرت : ااه ياولاد العفاريت، هما ولاد الجيران دول مش هيبطلوا لعب بقى !؟ طيب إما نزلت بالشبشب عليهم مابقاش أنا
جت تخرج بره بس داست على حاجة تحت رجليها فبصت باستغراب لقت ظرف أبيض فنزلت اخدته وبصت حوليها تاني وراحت بصت على السلم بس مافيش أثر لأي حد، فبصت على الظرف لقت اسمها مكتوب عليه فاخدته ودخلت الشقة تاني لقت مامتها بتسأل : مين يا بسمة !؟
بسمة : ماحدش يا ماما
الام : تلاقيهم ولاد الجيران اللي فوق، ربنا يهديهم
بسمة آمنت على كلامها ودخلت اوضتها بسرعة قلعت إسدال الصلاة وقعدت على السرير وفتحت الظرف، لقت جواه ظرف تاني وجواب فقرأته بذهول وصدمة من المكتوب، وفي آخر الجواب لقت رقم تليفون ومكتوب تحته : لو موافقة رني على الرقم ده، ولو مش وافقة افتحي الظرف التاني يمكن تغيري رأيك
فتحت الظرف ودموعها نزلت لما شافت اللي جواه فقامت بسرعة جابت فونها وكتبت الرقم اللي قدامها وايديها برتجف، رنت على الرقم وهي قلبها بينبض بعنف لحد ما الخط اتفتح فهمست بعياط : مين معايا !؟
رد عليها الطرف التاني ببرود : بدايتكم أو نهايتكم، رقبتكم في ايدي
بسمة بخوف : عايز ايه !؟
الطرف التاني أبتسم برضا : عاقلة، اسمعي بقى
********
محمود في القسم واقف قدام اللواء بتاعة بانتباه واللواء بيتكلم بهدوء ما قبل العاصفة : قولتله ظز يا محمود !! مقدم في مباحث قضايا القتـ.ل يتقاله ظز !؟
محمود : يعني هو مقدم في المباحث وأنا بسرح بترمس على الكورنيش يعني !؟ ما أنا كمان مقدم في مباحث مكافحة الخـ.طف والا.تجار، وزي ما هو عنده كرامة ومايحبش حد يقل منه أنا كمان ليا كرامة وماسمحش لأي حد يتطاول عليا
كمل كلامه بضيق متملكة من كل حاجة بتحصل حوليه : ولا عشان أنا منتدب يعني من محافظة تانية فهتبدوا أهل محافظتكم عليا !؟
اللواء خبط على المكتب بحزم : حضرة الظابط خلي بالك من كلامك
محمود : حضرتك أنا من أول مادخلت القسم هنا وأنا مخلي بالي أوي من كلامي، بس بقول لحضرتك اللي كان بيحصل معايا طول الوقت وأنا ساكت احترامًا لحضرتك ولزمايلي أهل المكان، بس توصل أنى أتهم في جر.يمة قتـ.ل فلا يا حضرة اللوا كده كتير، أنا عندي إستعداد حالا أروح أرفع عليه قضية ولو هو راجل من ظهر راجل يجيب دليل عليا
اللواء كان أول مرة يشوف محمود غاضب بالشكل ده فحاول يهدي الجو شوية عشان هو عارف إن محمود بينفذ دايما اللي بيقوله : مش للدرجة يا محمود، هو أكيد ماكانش قصدة اللي فهمته، هو بس بيشوف شغلة
محمود : شايف حضرتك بتبررله إزاى !؟ ده عشان حضرتك اللوا بتاعة يعني !! ولا عشان هو مسنود من ناس تقيلة !؟ طيب واللي مالهوش ظهر يعمل ايه !؟
اللواء باستغراب : مين ده اللي مالهوش ظهر !! أنت !؟ اللي بور سعيد كلها تتمنى تخدمك بعينيهم أنت وأهلك !؟
محمود : لأ مش أنا حضرتك، بتكلم عن يامن العزاوي
قبل ما يكمل اللواء رفع ايده يسكته : عندك يا حضرة المقدم، أول حاجة لازم تفتكرها إننا مش بندخل مشاعرنا الشخصية في شغلنا، شعورك بالشفقة تجاهه مالهوش علاقة بكونك مجبر على القبض عليه لو قابلته، ده مجر.م مطلوب وحاليا مكانه السجن وبس
محمود كشر : والدليل !؟ فين الدليل إنه هو اللي قتـ.ل !؟ إزاى واحد أصلا يقتـ.ل الست اللي بيعتبرها في مقام أمه !؟
اللواء : في كذا دليل بيدينه، وجوده في الفيلا وقت ارتكاب الجر.يمة، بصماته اللي على السكـ.ينة المستخدمه، وعلامات رجله في الد.م على الارض، الظابط اللي شافه بيهرب من الباب الخلفي مع حد مجهول ماكانش باين من الضلمة، واخيرا هروبه واختفاءه ده أكبر دليل إنه المجر.م
محمود حرك راسه برفض : وأنا أقدر أبرر لحضرتك كل ده، بصماته طبيعي تكون موجوده في كل مكان لأنه بيته، ووجوده برضه في البيت طبيعي لنفس السبب، وبعدين مش يمكن هرب عشان خايف يتهم فيها !؟ كلام حضرتك مش دليل أكيد إنه المجر.م، وبعدين مستحيل واحد بطولة يقتـ.ل تلاتة بسهولة بالشكل ده إلا إذا استعان بحد، معقول يأجر ناس عشان يقـ.تل أهله !؟ فيش عقل بيقول كده يا حضرة اللواء
اللواء بصله شوية وبعدها بص للكمبيوتر اللي على مكتبه وجاب فيديو وشاور لمحمود بقرب : بص كده يا عسكري
محمود قرب وشاف الفيديو اللي شغال وكانت كاميرات المراقبة في واحد من محلات شارع العتبه واللي صورت يوم ما يامن كان هيفـ.جر القنـ.بلة المزيفة هناك، غمض عينيه بضيق واللواء اتكلم : قولي يا مقدم محمود، هو في واحد عاقل يعمل اللي عمله ده !؟
محمود سكت واللواء كمل : أعتقد ده أكبر دليل على وجود خلل في عقل يامن وده نتيجة رفضة للي حصل لأخته بقى شبه مجنون كل همه يوصل لأخته حتى لو كان التمن روح، أعتقد كده بقت الرؤية واضحة جدا، والعقل بقى بيقول إن واحد زي ده ممكن يعمل أى حاجة زي إنه يأجر حد يقتـ.لوا أهله، صح كلامي !؟
محمود فضل ساكت لأن كلام اللواء صح تماما والفيديو ده لوحده يعتبر دليل قوي لاتهام يامن، اللواء : حضرة الظابط محمود
محمود بخفوت : افندم
اللواء : بعتباري اللواء المسؤول في القسم هنا، بهنيك على نجاحك في مهمتك اللي جيت عشانها وهي القبض على حاتم مرزوق وترقيتك في المهمة دي، واقدر أقولك إن خدماتك هنا مشكورة لحد هنا وتقدر ترجع تاني لأهلك وبلدك
محمود رفع راسه وبصله : حضرتك أنا كنت ماسك قضيتين، حاتم الملقب بحتاته والانسة مليكة العزاوي اللي ثبت تورط حتاته في خطـ.فها، الحمد لله ربنا وفقني واتميت القضية الأولى ولسه التانية سارية
اللواء أبتسم بهدوء : لأ يا حضرة المقدم، مهمتك خلصت لأن قضية الآنسة مليكة اتقفلت بالفعل، وده لعدم وجود أي دليل يأكد حياتها، وبمو.ت حاتم ما.ت معاه سر الشخص اللي طلب خطـ.فها، وبعد اللي حصل من يامن فاحنا شاكين أصلا في حقيقة خطـ.فها، مش يمكن يكون هو السبب في كل ده !؟ أو يمكن يكون قتـ.لها بالفعل وعمل المسلسل ده عشان يبعد التهمة عن نفسه !؟
محمود كشر بعدم تصديق : حضرتك بتقول ايه !؟
اللواء : اللي أنت سامعة، قضية مليكة اتقفلت لحد عثورنا على يامن ومعرفة اللي حصل منه وبكده مهمتك هنا خلصت، وصدقني عنادك قصادنا مش هيفيد بأي حاجة غير تسليمك لعهدتك، وأعتقد إنك مش عايز ده يحصل
كلامه كان تهد.يد صريح ودليل على إنتهاء الكلام بشكل قطعي، فمحمود أدى التحية ومشي وجواه بركان عايز ينفـ.جر، إزاى كل ده حصل !؟ ازاي الشخص اللي كان هيمو.ت نفسه في سبيل إنه يلاقي أخته يكون مجر.م !؟ في حلقة مفقودة بس هو خلاص مابقاش عنده أى صلاحية عشان يدور عليها
وهو ماشي في طريقه قابل الظابط طارق اللي ابتسمله بشماته فمحمود قرب منه وهمس : لو لمحت خلقتك تاني مش هيحصل طيب، ولو أنت ظابط بحق وحقيقي تبقى تلاقي دليل يدين يامن
طارق كشر بغضب ومحمود طبطب على كتفه : حظ موفق يا طارق باشا
سابه ومشي خرج من القسم وبص لسماء الليل المعتمة واتنهد بحرارة : انت فين يا يامن !؟ وايه اللي حصل بالظبط !؟
********
في مكان هادي جدا، إضاءة خفيفة بتنور الأوضة الواسعة واتنين مجهولين قاعدين بيتكلموا بخفوت خوفا إن حد يسمعهم مع إن مافيش حد حوليهم، بس خوفهم كان مبالغ فيه كأن الليل ليه حراسه اللي هينقلوا أقل كلام يتقال
المجهول : هاا يا دكتور هنعمل ايه في المشكلة دي !؟
الدكتور : هو أنا بحكيلك عشان تقولي هنعمل ايه ولا عشان تلاقيلي حل !!
المجهول : الموضوع أصلا لوحده مصيبة، ايه اللي خلاك توافق !؟
الدكتور قبض على ايده بغضب : ابن ال@#$ ماسك عليا ورق يوديني في داهية، كان يوم@#$ يوم ماعرفته، اتغريت بمنصبه وفلوسه وقولت هو ده اللي هيرفعني لفوق، ماكنتش أعرف إنه اللي هياخدني وينزل بيا لسابع أرض
المجهول : قالك ايه أصلا !؟ إزاى يعني جابلك الموضوع !؟
الدكتور سرح وهو بيفتكر الحوار اللي دار في واحد من البارات بينه وبين الشخص اللي بيتكلم عنه، واللي بيعتبره أفعى في صورة إنسان، ده بعد ما كشف سره قدامه بالغلط وهو سكران في مرة من المرات
هو بسخرية : بقالك فترة مختفي، لعل المانع خير
الدكتور : مافيش كنت بس بظبط عملية جديدة
هو ضحك بصوت عالي واتكلم بسخرية : أنت مش هتكبر بقى وتبطل لعب العيال ده !؟ عمليات ايه دي اللي بتعملها
الدكتور : ده المتاح قدامي أعمل ايه !؟
هو قرب منه أوي وبدأ يهمس ويبخ سمه في ودنه : خليك معايا تكسب، عايزك في مهمة صغيرة قد كده هتكسب من وراها دهب، ومش كده وبس لأ هعرفك على حد هيخليك تدخل جنة الارض برجليك
الدكتور بلع ريقة بفضول ورد : إزاى !؟
هو : هتعرف بعدين الأول قولي مش نفسك يبقى معاك فلوس لو اكلتها النار ماتخلصش !؟ تلبس وتاكل وتعيش في أحسن مكان وتشتري كل اللي بتحلم بيه !؟ ويبقى عندك خدم مالهمش آخر !؟
مسح شفايفة بلسانه بنشوة وهو بيكمل : وتدوس على الناس برجلك وتبقى أنت لوحدك فوق !؟ فوق الكل ويعملولك ألف حساب !؟
الدكتور بصله وحرك راسه بتأكيد في رغبته في كل ده فهو أبتسم بمكر : وأنا الوحيد اللي في ايده مفتاح الغنى ده كله، هغرقك في الفلوس بس تخليك تحت طوعي
الدكتور بطمع : اومرني واعتبرني خدامك
هو أبتسم بانتصار وسند ظهره على الكنبه وفرد دراعة علي ظهرها وهو بيقول بنشوة حقيقية : اركع تحت رجلي واثبتلي ولائك ده
الدكتور فعلا نفذ كلامه عشان التاني يملي عليه اوامرة بكل عنجهية وغرور، والدكتور بيسمعه وعقله مش مستوعب كلامه اللي قاله كله مرة واحدة
.
فاق الدكتور من سرحانه على صوت صاحبه اللي بيخبط على كتفه بخفة : ايه روحت فين !؟
الدكتور مسح وشة بضيق : لليوم اللي سلمت صباعي للشيطان عشان يبقى تحت ضرسه، عرف يلعبها صح وورطني معاه عشان لو فكرت حتى مع نفسي اغدر بيه روحي هتكون أول حاجة ادفعها تمن لده
سكتوا شوية وبعدها المجهول سأل : بس تنكر إنه مسكك مبالغ عمرك ما حلمت بيها
الدكتور ابتسم : لأ مانكرش ودي أحسن حاجة حصلتلي من يوم ماعرفته
سند ظهره على الكرسي اللي قاعد عليه وهو بيقول بسخرية : هم يضحك وهم يبكي، ومقابل الفلوس دي أهو بلاني ببلوة مش عارف هتاخدني وتروح فين !؟
المجهول : أنا عندي فكرة
الدكتور بصله بلهفة : ألحقني بيها بسرعة
المجهول قرب منه شوية : الدكتورة الجديدة
الدكتور باستغراب : مالها دي !؟
المجهول : فتح مخك معايا، حتة بت صغيرة مالهاش خبرة وأكيد هتخاف على شهادتها اللي مالحقتش تتهنى بيها، زقها عليه وخليها هي تشيل البلوة لوحدها، أهو منها تنفذ كلامه ومنها تبعد على قد ماتقدر من المصيبة دي، وسيبها هي تتصرف معاه
الدكتور سكت شوية وبصله : تفتكر هتنجح !؟
المجهول : جرب مش هتخسر حاجة، ولو الدكتورة دي فكرت تعمل حركة كده ولا كده ديتها مكالمة وقضية حلوة توديها ورى الشمس
الدكتور ابتسم وهو عجبته الفكرة فعلا وقرر ينفذها في أسرع وقت
********
إكس كان قاعد في المخبأ بتاعه وماسك بخاخ الألوان الأحمر وبيشخبط على الصور على الحيطة وهو بيبتسم، رسم إكس على صورة حامد وصورة لمياء وصورة صباح وهو بيتكلم بشفقة مصطنعة : يا عيني كانت ست طيبة
وقف قدام صورة محمود وابتسم إبتسامة واسعة : أخيرا هم وانزاح
شخبط على صورته وأخيرا وقف قدام صورة يامن وحط ايده على وشه وهو بيهمس : كيد عذالك حبيبي، غيظهم وإنت معاي، يا اللي سحرك في كلامك، قول واسحرني بكلام، إنت أغلى الناس عندي، مهما زادوا في الملام
ضحك بسخرية ضحك هستيري لحد مابطل بعد دقايق وبعدها وقف قصاد الصورة تاني : أخيرا أنا وأنت وبس، من غير أى حد يتدخل بينا، ياترى مين نفسه هيكون اطول من التاني !؟
الباب خبط وحد أتكلم بره بخوف : باشا طلبك وصل
إكس ابتسم وكلم صورة يامن : شوف اللي هيحصل دلوقتى، قبل ما يحصل معاك أنت كمان
فتح الباب وشاف راجل واقف بره وجنبه ولد ماكملش ال١٥ سنه فشاورله يدخل وهو دخل بتوتر، والراجل مشي بسرعة عشان إكس يقفل الباب وراه ويبص بنظرات مش مريحة ابدا للولد -اللي بيتلفت حوليه باندهاش من كل حاجة حوليه-، إكس حط ايده في جيبه وخرج افيز بلاستيك طويل وهو بيبتسم نفس ابتسامته المستفزه وبيهمس : خسارة شاب زي الورد
الولد بص لاكس وخاف من نظراته واتكلم بصوت مرتجف وهو بيرجع لورا : في، هو في ايه !؟
إكس : ماتخافش مش هوجعك، بس للأسف أنت وقعت في طريقي ولازم بقى تستحمل اللي هيحصل فيك
الولد من الخوف اتكعبل ووقع على الأرض عشان إكس يد.وس على بطنه بعنف وابتسم بشر
___________يتبع
بقلم/ مريم محمد عبد القادر
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍
•تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية