رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثامن عشر 18 - بقلم مريم محمد
قُل لِلْحَرُوفِ إِذَا سَكَبَت عَبِيرَهَا ، مَنْ غَير أحمد يستحق مدائحي
صَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ مَا سَارَتْ بِنَا ، أَرْضُ وَثَارَ الشَّوقُ بَيْنَ جوانحي
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
قاعدة على السرير في نص الغرفة ودموعها على خدها وقلبها بينز.ف بصمت وايدها على بطنها، للأسف فقدت كل حاجة حلوة في حياتها، بداية من أهلها اللي ما.توا وسابوها تواجه الدنيا لوحدها، وخالها البلطـ.جي اللي أتخلى عنها بكل سهولة؛ وقتها كان شاب وعايز يعيش حياته اللي كلها غلط في غلط فسابها في الملجأ لحد ما كبرت، ودلوقتي فقدت شغلها وبيتها وامانها، واخيرا ابنها من حبيبها هو كمان راح
بسنت فاقت من سرحانها على صوت الممرضة جنبها : يا مدام حاولي تاكلي أى حاجة مش هينفع كده
بسنت بصت للأكل بغثيان وبصتلها : ماليش نفس، معلش خدي الأكل ده معاكي
الممرضة اتنهدت بزهق فهي تعباها معاها من ساعة ما وصلت المستشفى فاتكلمت بملل : الدكتور قال لازم تاكلي
بسنت بصت الناحية التانية : ماشي بعدين
الممرضة سابتلها الأكل ومشت تشوف شغلها، وبسنت اتنهدت : فينك يا يوسف دلوقتى !؟ ياترى عرفت تهرب ولا مسكوك !؟
قامت من سريرها وخرجت من الغرفة بتعب بتتلفت يمين وشمال بتدور على الناس اللي كانوا بيراقبوها بس مالقتش حد، فابتسمت بسخرية من نفسها : كنتي طعم سهل أوي يا بسنت ووديتي حبيبك ونفسك في داهية
كملت مشي وهي بتتسند على الحيطة لحد ما خرجت لحديقة المستشفى وقعدت فيها على واحدة من كراسي الإستراحة، وعلى بعد منها واحد واقف بيراقبها بتركيز تام وبيرصد كل حركاتها
وعلى ناحية تانية واحد تاني ملامحة مش مريحة واقف بيراقب الإتنين، بسنت واللي بيراقبها، خرج فونه ورن على حد واستناه يرد : معلم عصمت لقيت بنت أختك في مستشفى بس يا معلم في ظابط بيراقبها من بعيد
عصمت بضيق : جيبها بأي طريقة إسماعيل، كلم زهير يساعدك وتوهوا من الظابط ده وجيبوهالي، حالا
إسماعيل : حاضر يا معلم
قفل معاه ورن على زهير اللي كان مستنيه في عربية قدام المستشفى وأول ما رد اتكلم بأمر : الخطة ب
زهير ابتسم ونزل من العربية دخل المستشفى بهدوء وراح الحمام الرجالي غير لبسه لهدوم المستشفى، وخرج كأنه مريض عادي بيتمشي في المكان لحد ما قعد جنب بسنت اللي اتوترت من قعدته جنبها وكانت هتقوم لولا إنه اتكلم بسرعة : مكانك أوعي تتحركي، المعلم عصمت هو اللي باعتنا، هتخرجي معايا بهدوء هنركب العربية الصغيرة اللي قدام دي وهنمشي من هنا، وخلي بالك في ظابط على يمينك مش عايزه يحس بينا
بسنت خافت وكانت عايزة تتأكد منه : ويوسف !؟
زهير : مع المعلم ماتقلقيش
بص جنبه لزميله اللي مشي ناحية الظابط ووقف قدامه يسأله عن مكان كأنه تايه، وأول ما الظابط بص بعيد زهير اتكلم : يلا قومي
بسنت كانت متوترة وخايفة بس هو الأمل الوحيد ليها عشان ترجع لزوجها، فقامت معاه وركبوا العربية ومشوا كأنهم موجة صغيرة تلاشت وسط البحر، وإسماعيل حصلهم بعد شوية وراحوا كلهم الحارة، وأول ما وقفوا قدام بيت عصمت بسنت نزلت من العربية ومشت بسرعة ناحيته تخبط على الباب بعنف عشان مهجة تفتح : براحة هو إحنا قاعدين ورا الباب
بسنت زقتها على جنب ودخلت البيت وهي بتنادي بلهفة : يوسف
عصمت شافها فقام وقف وجابها من شعرها : أنتي يا بت مش أنا قولتلك يوم كتب كتابك مش عايز أشوفك تاني لا في الحلو ولا الوحش !؟
بسنت رفعت ايدها على شعرها اللي بيوجعها : اه يا خالو شعري
يوسف خرج من أوضته أول ما سمع صوت بسنت وفك شعرها من ايد عصمت : ما بس بلطـ.جة بقى يا عم
بسنت دخلت في حضن يوسف تتحامى فيه، وعصمت بصله برفعة حاجب : أنت لولا بتدفع كويس كنت قطعت لسانك ده
يوسف بصله بقرف واخد مراته ودخل الأوضة وقفل الباب وراهم : بسنت
بسنت خرجت من حضنه ومسكت وشه بين ايديها : أنت كويس !؟
يوسف : ايوه كويس، أنتى بخير !؟
بسنت ابتسمت ودموعها نزلت تاني : ابننا راح
خلصت كلامها ووقعت بين ايديه مغمى عليها، وهو قلبه وقع مع وقوعها : بـ بسنت، بسنت مالك !؟ فوقي
نادى بصوت عالي على عصمت : أعمل حاجة أتصرف
مهجة قربت منهم وقعدت على الأرض جنب بسنت : وسع كده هتفطس البت، حطها على السرير ياخويا
يوسف شالها حطها براحة على السرير، ومهجة قعدت جنبها تعالجها فهي في الأصل ممرضة، أما عصمت فسابهم ومشي راح شغله وفي طريقه بعتلهم دكتور وهو مخنوق من اللي جم يعكروا صفو حياته وشغله
********
مرام راحت شغلها زي العادة، سلمت على زمايلها ببشاشة وراحت مكتبها، حطت شنطتها على المكتب ولبست البالطو بتاعها وقعدت، طلبت المساعدة بتاعتها فدخلتلها بابتسامة : صباح الخير يا دكتورة مرام
مرام : صباح الخير يا حبيبتي، ايه أخبارك النهاردة !؟ وابنك ايه النظام معاه !؟
الممرضة اتنهدت بحزن : لسه زي ما هو
مرام : خليني اتدخل طيب
الممرضة بسرعة وقلق : لأ يا دكتورة أخاف يعمل في نفسه حاجة
مرام : يا سلام !! ده على أساس إن شربه للمخـ.در.ات بالشكل ده هو مش بيعمل في نفسه حاجة !؟ شوفي يا ميس سارة أنا بكلمك بصفتي دكتورة نفسية وعارفه أضرار ونتيجة المخد.رات كويس وصدقيني النهاية مش هتعجبكم ابدا سواء هو أو انتوا كأهله، فحاولي تاني معاه يجي هنا يتعالج حتى لو هتجيبيه بالإجبار، أنا هفضل معاكم خطوة بخطو ، ولو مش واثقه فيا خلي دكتور تاني كبير وخبره يعالجة بس المهم يتعالج
سارة : لأ يا دكتورة مش حكاية ثقة أنا أكيد واثقه فيكي بس مش واثقه فيه هو
مرام بابتسامة تشجيع : مش مهم كل ده، المهم تثقي في الله وتاخدي الخطوة الأولى والباقي هيجي تباعا ورا بعض
سارة : ماشي يا دكتورة هحاول
مرام : اشطر كتكوت، قوليلي بقى في كام حالة بره !؟
سارة ضحكت : كام حالة !؟ ده ايه العشم الجامد ده !؟ ده مافيش ولا حد بره خالص كلهم عند دكتور إسلام
مرام بذهول : ولا واحد ولا واحد !؟
سارة : ولا كلب بلدي حتى
مرام حطت راسها على المكتب وهي بتخبطها بخفة فيه : أهدي يا مرام أهدي، أنتى اللي قررتي تبدأي من البداية خالص وتكبري واحدة واحدة، اهدي كله هيبقى تمام
سارة : شوفتي بقى، البطران آخرته اطران ازاى
مرام : خلاص يا ميس سارة بالله عليكي، كفاية عليا ماما وبابا شغالين جلد فيا كل يوم
سارة : ليهم حق والله
مرام بصتلها بغيظ وهي ضحكت بصوت عالي فمرام قامت بغضب مضحك : ايه قولك بقى إني هروح أمر على المرضى واتطمن عليهم
سارة : على قدك يا صغنغن
مرام مشت وهي بتقول بهبل : بكرة تشوفي هروح فين
سارة بهزار : ورا الشمس !؟
مرام بصتلها بضحك : بالظااابط، عشان أنا قمر عشان كده لازم أكون ورا الشمس، تاراررا
سارة : ياولا يا واثق
مرام ضحكت وراحت فعلا تطمن على المرضى وبتحاول تهزر مع مرضى التوحد والاكتئاب على قد ماتقدر عشان تهون عليهم شوية، دخلت غرفة مريض كبير في السن وقعدت جنبه : عزووز ازيك النهاردة حاسس بأيه !؟
عزام : عايز أموت !؟
مرام : يا روحي أنا على السلبي السوداوي ده، حلاوتك وأنت عميق في نفسك
عزام بصلها فهي الوحيدة اللي مش بيعرف يسيطر عليها ودايما بيزهق من الكلام معاها، وهي كملت هزار : عايز تموت وتسيبني ارملة من بعدك
عزام : تعالي موتي معايا
مرام : رومانسي خالص
عزام اتنهد بزهق وبص جنبه الناحية التانية، وهي مسكت ايده اللي كلها تجاعيد بسبب سنه الكبير وبدأت تدلكها برفق : صدقني وجودك فارق مع ناس كتير
عزام : عشان كده كلهم غدرو بيا، كلهم باعوني ووقفوا على حساب صحتي وحياتي
مرام : عشان ناس ناقصة
عزام ابتسم غصب عنه فهي حرفيا شايفه كل الناس ناقصين، وهي كملت : بجد هما ناس ناقصة، إحنا هنا بنحبك وأكيد في ناس بره بيحبوك وعايزينك تخف وترجعلهم بالسلامة
خبطته على كتفه بهزار : زي الحجة فريدة المزة، كل شوية تيجي زيارة وأنت بتطفشها
عزام : ما هي كده كده هيجي يوم وتمشي هي كمان
مرام : مين قالك كده !؟ مش كل الناس واطيين كده، صدقني في ناس عندهم استعداد يدفعوا عمرهم عشان خاطر حبايبهم
عزام بصلها وهي ابتسمت باشراق : ادي أنت بس فرصة لنفسك وللناس اللي بيحبوك بجد، وساعتها هتشوف قد ايه هيتمسكوا بيك
عزام فضل ساكت وهي هزرت : يلا شد حيلك بقى عشان تخرج من هنا ونتجوز، يرضيك اعنس يعني وانشف زي البصلة من الانتظار
عزام : مانتي شبه البصلة فعلا
مرام شهقت واتكلمت جوه نفسها : يخربيت اكتئابك
ضحكت واتكلمت ببساطة : من قلبك يا فوزي
عزام سكت وبص الناحية التانية فهي فعلا ليها مكانه خاصة في قلبه، عوضته عن عياله اللي رموه في الشارع بعد ما دفع عمره كله فدا ليهم عشان يربيهم أحسن تربية من بعد موت زوجته، فضل راحتهم على سعادته هو وفي الآخر بعد ما جوزهم طردوه
مرام عرفت بيفكر في ايه فقامت : هروح ألف لفة واجيلك تكون فكرت في طريقه حلوة كده تعرض عليا الجواز بيها، مش هقبل بأي حاجة يا عزوز ففكر كويس
قبل ماتطلع من الغرفة واحد من المرضي أتكلم : مجنونة
مرام بصتله كان راجل أكبر من عزام في السن شعرة كله ابيض : أكتر مما تتخيل يا عبدووو فخد بالك مني
ضحكت باصطناع وخرجت من الغرفة ومشت في المرر تشوف باقي المرضى، لحد ما عدت قدام غرفة معروف إنها للحالات المستعصية ولقتها مفتوحه وفي مريض نايم جوه والممرضات حوليه بيظبطوا الغرفة والعلاج والأجهزة فالغرفة غالبا بتكون مقفولة، وقفت بفضول شديد تشوف اللي بيحصل، بصت على المريض بس ماشافتش وشه وقبل ماتنجرف ورا فضولها وتدخل الغرفة ممرضه وقفتها : دكتورة مرام، الدكتور المدير عايزك في مكتبه
مرام بصتلها : حاضر جايه
بصت تاني للغرفة تحاول تشوف المريض وهي ماشيه لحد ما بعدت، وراحت لمكتب المدير اللي رحب بيها وبعد ما قعدت بصلها : عامله ايه يا دكتورة !؟ وأخبار الشغل معاكي ايه !؟
مرام بتحفظ فهي قابلت المدير ده بصفة شخصية مرة واحدة بس وقت مقابلة تعيينها وبعدها كانت بتشوفه من بعيد أو وهي بين مجموعة : الحمد لله، المستشفى حقيقي من أحسن المستشفيات النفسية اللي دخلتها في حياتي، حضرتك فعلا تستحق الشكر والتقدير على اهتمامك بيها بالشكل ده
المدير ضحك بصوت عالي : شكلك بكاشة يا دكتورة مرام
مرام بإحراج : خالص حضرتك أنا بقول الحقيقة بس
المدير : طيب، وشغلك هنا اي نظامه !؟ بشوفك كتير في عنابر المرضى فوق مش في عيادتك في دور الكشف
مرام ابتسمت بكسوف : حضرتك مدرك أنى لسه جديدة فالناس يعني مقلقين مني شوية أو ممكن تقول مش واثقين فيا بالدرجة الكافية، فعشان كده الكشف قليل شوية، فبقول أخد خبرة من شغل الدكاترة التانين
المدير : شكلك مجتهدة يادكتورة وأنا بحب المجتهدين جدا وعشان كده
خرج ملف من درج المكتب وحطه قدامها : هسلمك أول حالة ليكي بصفة رسمي ، هتكوني المسؤولة عنها تماما
مرام أخدت الملف وقرأت رقم الغرفة من بره : الغرفة 407 مش دي غرفة الحالات الحرجة !؟
المدير : مممم ممكن تسميها كده، هي بس بتبقى حالات صعبة شوية بس الدكتور الشاطر اللي يقدر يسيطر عليها، قولتي ايه !؟
مرام بطبعها بتحب التحدي والحاجات الصعبة مش بتحب تحصل على الحاجة بسهولة؛ فضمت الملف لصدرها وبصتله بابتسامة : إن شاء اللّٰه هكون عند حسن ظن حضرتك
المدير : أتمنى، دي فرصتك عشان تثبتي كفاءتك، بس خلي بالك تعملي اللي يرضيني
مرام استغرب الجملة بس ماهتمتش كتير وقامت وقفت باحترام : أكيد، هشرفك
المدير حرك راسه برضا : يلا وريني
مرام : عن إذنك
خرجت من المكتب وهي متحمسة جدا، اخيرا تحدي جديد في حياتها هيغير من مللها، فتحت الملف وبدأت تقرأ بيانات المريض وهي بتبتسم بتحدي : صدمة نفسية، شكلك مش سهل ابدا وهتعب معاك، خلينا نشوف بقى مين نفسه أطول
********
محمود كان في اوضته نايم في سريره وباصص للسقف بسرحان-بقلم/مريم عبدالقادر-كل محاولاته إنه يوصل ليامن أو جاسم فشلت تماما ومش عارف هما اختفوا فين ولا ايه اللي حصل معاهم
باب أوضته اتفتح ببطئ فهو غمض عينيه مستنى اللي فتح الباب يقرب شوية وابتسم لما لقاها نطت جنبه واتكلمت بضحك : شوفتك أنت صاحي على فكرة
محمود فتح عينيه وبصلها : عايزة ايه يا بت !؟
هاجر : أنت هتروح البلد معانا ولا هتفضل هنا !؟
محمود : أنتى عايزة ايه !؟
هاجر بصتله بخوف : عايزاك تيجي معانا، بس، بس لو وراك شغل
سكتت بزعل وهو ابتسم : وأنا تحت أمر البرنسيسة بتاعتنا
هاجر : قصدك ايه !؟
محمود : يعني هروح معاكم يا ستى
هاجر عيونها لمعت بسعادة : بجد بجد يا ابيه !؟
محمود بحب : بجد يا قلب أبيه
هاجر حضنته جامد، وبعد شوية هو بعدها عنه بهزار : وسعي بقى قطعتي نفسي يا شيخة
هاجر ضربته في كتفه بغيظ : بعدت أهو وابقى دور بقى على اللي هيتلزق فيك
محمود : مممم ده أنا بس اشاور يا بت هتلاقيهم بيترموا كده تحت رجلي
هاجر ضحكت : مغرور أوي على فكرة
محمود : قصدك عارف قيمتي وواثق فيا
هاجر حطت ايديها على عيونها واتنططت : اعااااا مغرور اوييي
محمود ضحك بصوت عالي وعطاها ظهره وهو بيغمض عينيه : اخرجي بقى عايز أنام
هاجر نطت على كتفه : إحنا الصبح كفاية نوم كده وقوم
محمود : مانمتش طول الليل والله، عايز بس أنام ساعتين قبل مانسافر
هاجر : والفطار !؟
محمود بخفوت : بعدين بعدين
هاجر بعدت عنه : طيب
محمود : اقفلي الباب وانتي خارجة
هاجر ابتسمت بخبث : حااااضر
خرجت من الأوضة وقفلت الباب وراها وطلعت تجري بخفة دخلت المطبخ، ومسكت دراع مامتها اللي واقفه تحضر الفطار : ماما ماما ماما
منصورة : في ايه يا بت بتزني ليه !؟
هاجر : ابيه محمود جه بالليل بعد مانمنا على طول وفضل صاحي طول الليل ودخل ينام دلوقتى ومش هيفطر وكمان مش اتعشى
منصورة غسلت ايديها وأخدت فوطة المطبخ تنشف ايديها : ليه إن شاء اللّٰه !؟ صايم !؟
هاجر ابتسمت بانتصار ومنصورة خبطت على أوضة محمود ودخلت لما اذن لها : في ايه يا محمود !؟
محمود بصلها : في ايه أنا عملت ايه !؟
منصورة : عملك أسود ومهبب يا حبيبي، قوم يلا عشان تفطر
محمود نام تاني : لأ أنا عايز أنام شوية
بس طبعا الكلام ده مرفوض بالنسبة لمنصورة اللي بدأت تضرب فيه : قوم ياولا أنا هتحايل عليك ولا ايه !؟
محمود بزهق : قايم خلاص بطلي ضرب كتفي ده مش كيس ملاكمة
منصور : ناس مابتجيش غير بالضرب
سابته وخرجت ومحمود قعد بزهق فهو فعلا كان عايز ينام، رفع راسه وبص لهاجر اللي بتبص عليه وبتضحك : ماشي لما اقوملك
هاجر طلعت تجري وهي بتضحك، ومحمود مسك فونه وحاول للمرة الألف إنه يرن على جاسم بس الفون مقفول ومافيش رد، اتنهد بملل ورمى الفون قدامه : يارب تمو.توا بقى أنتوا الاتنين، أنا مالي
قام من سريرة وخرج بره وأول ما لمح هاجر خارجة من المطبخ شالها على كتفه وهي بتصرخ : لالالأ يا ابيه هقع
محمود : ده أنا هكسر رقبتك دلوقتى
هاجر لفت ايديها حولين رقبته واتعلقت فيه بخوف : خلاص خلاص والله آسفه
محمود نزلها براحه على الأرض : عشان تعرفي التعامل بعد كده يكون ازاى !؟
هاجر : أدب وثقافة واحترام وتهذيب
محمود لخبط شعرها : شاطرة يا جوجو
سابها ودخل المطبخ لمنصورة وشدها من دراعها بعيد عن البوتاجاز : العروسة تبعد كده عن الصهد عشان بشرتها تفضل حلوة
منصورة رجعت خطوة لورا وبصتله بحب : ليه محسسني إني أول مرة اتجوز يعني !؟
محمود سند على البوتاجاز بجنبه وبصلها : بأمانه أنتى حاسه نفس الإحساس !؟
منصورة بصت في الأرض بكسوف ومحمود أبتسم : أوعي الكسوف
منصورة ضربته في صدره جامد وهو اتأوه : ااه ايه يا ست ايدك دي ولا مرزبة
منصورة : عشان تتلم
وبعدها بصتله بخبث : وأنت بقى ايه !؟
محمود : ايه !؟
منصورة : مش ناوي تتجوز أنت كمان !؟
محمود : يارييييت، بس فين بقى البت الجامده اللي تستاهل واحد جامد زيي
منصورة ضربت على جبهتها بقلة صبر : يارب صبرني، براحة على نفسك أحسن تفرقع من كتر النفخ
محمود حرك راسه بلا مبالاة ووقف هو يعمل الفطار، ومنصورة واقفة بتتكلم معاه بس بعيد عن النار والبخار
وبعد الفطار محمود راح يجهز شنطته لأنه هيرجع البلد خلاص بعد ما مهمته هنا انتهت، وكمان عدم قدرته على الوصول ليامن أو جاسم
********
إكس في بيته قاعد على الأرض وساند ظهره على الحيطة وراه وبيدخن بشراهة، وقدامه الولد الصغير نايم على الأرض غر.قان في د.مه أثر الضر.ب اللي تعرضله من إكس طول الليل لحد ما جسمه كله ماكانش فيه حته سليمة، ضم ايديه اللي مربو.طين بالأفـ.يز البلاستيك يمسح دموعه اللي نزلت غصب عنه من كتر الأ.لم اللي حاسس بيه
ومن وراه سمع صوت اكس : صدقني هي بتوجع أول مرة بس، بعدها هتحب الموضوع
الولد غمض عينيه جامد فهو مش عايز ابدا يعيد اللي حصل معاه الليلة اللي فاتت واكس قام من على الأرض وطفى سيجارته في كتف الولد وراح وقف قدام صورة يامن : يلا بقى نبدأ اللعب اللي بجد، بيتهيألي كده اتخلصت من كل اللي حوليك
بص على صورة يوسف اللي مش عارف هو اختفى فين بس بعت اللي يدور عليه، وبعدها بص لصورة محمود بسخرية واخيرا بص على صورة جاسم وابتسم : ومافاضلش غير أنت وأنا يا حبيبي أنا
ضحك بصوت عالي وفتح درج المكتب الصغير اللي قدامه وخرج منه فونه اللي موصله بكاميرات المراقبة في المكان اللي مليكة موجودة فيه، وبص عليها نايمة على السرير وشعرها الطويل مفرود حوليها والممرضة قاعدة جنبها بهدوء، خبط بصباعة على الفون بتفكير : امممم، ها بقى يا ملوكتي !! أخلص منك انتى كمان زيهم ولا اخليكي !؟
بص على صورة يامن وحط الفون قدامها : عايزها !؟ هههه، ايه رأيك أخلص عليها قدامك !؟
بصلها تاني والكره بيخرج من عينيه : أنت مش عارف أنا بكر.هها قد ايه، أكتر حد بكرهها في الدنيا دي، حتى اكتر منهم
سرح شوية وبعدها صر.خ بغضب وهو بيخبط بايده في الحيطة وبعدها بص للولد الصغير وشد.ه من شعره بغـ.ل وفضل يضرب فيه، والولد كاتم ألـ.مه ودموعه، فإكس مسك وشه بعـ.نف وبصله : مش بتصر.خ ليه !؟
الولد بص في عينيه بر.عب ودموع وهو ضر.به على وشه : لما أقولك حاجة تعملها
الولد دموعه نزلت وإكس ابتسم : برافو عليك بتسمع الكلام
ضر.به تاني وهو بيتفنن في تعذ.يبـ.ـه ومستمتع جدا باللي بيعمله وبصر.اخ والولد وعيا.طه
********
في أوضة واسعة فيها كل أنواع الترف والغنى الفاحش كانت واقفة قدام دولاب الهدوم بتتفحص اللبس الغالي جدا فهي ماتقدرش تشتري ملابس بالاسعار دي، قربت من وحدة أدراج كبيرة كلها زجاج وفيها اكسسوارات غالية جدا، مدت ايدها أخدت خاتم من الياقوت الأحمر كان شكله يخـ.طف العين، لبسته في ايدها وبصت عليه بتمنى بس قلعته بسرعة من ايدها وحطته مكانه فهي مش هتقدر تستحمل غضب صاحب الحاجة دي
قفلت الغطا الزجاج وبصت للي نايمة على السرير ضامه نفسها وشعرها مفرود على المخدة حوليها، كانت جميلة جدا رغم شحوب وشها، قربت منها بهدوء وقعدت على كرسي قصادها واتكلمت بخفوت فهي ممنوعة إنها ترفع صوتها : مش هتتكلمي برضة !؟
ماردتش عليها عشان التانية تكمل : أنا هسمعك لو عايزة تقولي حاجة
سكتت شوية وبصتلها : يا آنسة مليكة
مليكة مابصتلهاش ولا أدت أي رد فعل يدل إنها سمعاها، كانت شاردة وبتفكر في يامن، نزلت نظرها لتحت وبصت على ايديها اللي عليهم علامات حبـ.ل وافتكرت اللي حصل معاها من أيام كتير من عددهم ماتعرفش كام يوم
.
مليكة بعد ما خلصت تسوق مع البنات صحباتها ودعتهم ومشت في طريقها للبيت عكس ما هما مشوا، ولما وصلت قصاد الطريق الفاضي فونها رن، بصت عليه بطرف عينها كانت دنيا فبطئت سرعة العربية خالص وردت عليها ودي كانت عادتها دايما لما ترد على الفون وكل صحابها عارفين ده : ايه يا حبيبتي في حاجة ولا ايه !؟
دنيا ردت عليها بتوتر : أنتى نسيتى الشنطة بتاعتك الجديدة معايا
مليكة كشرت بضيق من نفسها ونسيانها الكتير : الحاجة كتيرة وماخدتش بالي منها يا دنيا والله
دنيا : ولا يهمك اجيلك اوصلهالك !؟
مليكة : لا يا حبيبتي ماتتعبيش نفسك في الطريق لما نتقابل في الجامعة هبقى اخدها منك
دنيا : ماشي يا حبيبتي توصلي بالسلامة
مليكة قفلت معاها وحطت الفون في جيب البالطو بتاعها، ولسه هتزود السرعة لقت اتنين رجالة قدام عربيتها فصرخت وهي بتدوس فرامل مرة واحدة لدرجة إنها اتخبطت في الدركسيون
رفعت راسها لقت واحد من الرجالة جنبها بيبصلها من الشباك بنظرة شريرة قلقتها، وهو بيتكلم بإ.جرام : جيتى لقضاكي يا حلوة
كانت لسه هتدوس بنزين عشان تبعد عنه بس هو كان أسرع منها وفتح باب العربية من ناحيتها وشدها بكل قوته بره لحد ما وقعت على الأرض، حاولت تقوم بس هو مسكها من شعرها من فوق الطرحة وفتح باب العربية اللى ورا وزقها بعنف على الكنبة وركب جنبها وهو مكتفها، والراجل التانى ركب قدام الدركسيون وساق العربية بسرعة ودخل المكان الفاضي المقطوع
مليكة وهي بتنهج : انتوا مين وعايزين ايه مني !؟
الراجل اللى جنبها : إحنا مين مالكيش فيه، عايزين ايه فاحنا مش عايزين منك حاجة بس في غيرنا عايز وشغلنا نوصلك ليهم
قرب من وشها مرة واحدة : باختصار أنتى مخطـ.وفة واحتمال ٩٠ ٪ ماتروحيش تاني لأهلك
مليكة الخوف دب في قلبها واول حد جه في بالها هو يامن، وبدون لحظة تفكير فتحت باب العربية اللى جنبها ورمت نفسها من العربية بعنف لدرجة إن كل الأكياس بتاعة المول اللى كانت حطاهم على كرسي العربية وقعوا معاها، وكلهم وقعوا على البراميل والصناديق الفاضية اللي في الخرابة وهي وقعت معاهم
المجر.م وقف العربية بذهول ونزل هو وصاحبه يجيبوها، ومليكة قامت من على الأرض وهي بتكح وبتتألم وطلعت تجري بكل سرعتها لحد ما وصلت للمكان اللى شبه المخزن واستخبت وراه، طلعت فونها من الجاكيت بتاعها وايديها بترتجف وطلبت رقم يامن مرة واتنين وتلاته وهو مش بيرد، دموعها نزلت ورنت تانى لحد ماكنسل عليها وهي عيطت : رد يا يامن أرجوك
ومرة واحده صر.خت من الأ.لم بعد ما واحد من الرجالة شدها من شعرها ووقفها بعنف فالفون وقع منها على الأرض واتحدف بعيد من حركة رجليها، والراجل مسك راسها خبـ.طها كذا مرة في الحيطة لحد ما اغمى عليها
صاحبه : يخربيتك ايه اللى أنت عملته ده !؟ أنت قتـ.لتها !؟
الراجل زقه بعيد : لا ماقتـ.لتهاش، ولو ماكنتش عملت كده كنا إحنا اللى هنمو.ت بسببها
شال مليكة على كتفه واتحرك ناحية عربيتها : ويلا خلينا ننجز ونمشي من هنا قبل الليل، ونخلص من البلوة دي بقى
وصل للعربية وحدف مليكة فيها بإهمال وركب، وزميله ساق لحد ما وصلوا لمكان حتاته -سابقا- وبأمر من إكس كانوا بيدوها منوم لحد ما هو جه اخدها معاه ووداها للبيت اللي هي فيه حاليا
وأول مرة مليكة صحت فيها في المكان ده فتحت عينيها بضعف من أثر المنوم الكتير اللي كان بيدوهلها، وماكانتش شايفه اى حاجة من الضلمة حوليها، بربشت كذا مره في محاولة إنها تشوف لحد ما لمحت خط نور ضعيف واضح إنه معدي من تحت باب
حاولت ترفع راسها بتقل بس كانت دايخه جدا فنزلت راسها تانى على المخده اللى كانت نايمة عليها، وهي سامعه صوت ضحك رجاله جاي من بره، غمضت عينيها وبتحاول تفتكر ايه اللى حصل وايه المكان ده ومرة واحدة فتحت عينيها بصدمة بعد مافتكرت كل حاجة، وقامت بسرعة من على السرير اللي كانت نايمة عليه
في الوقت ده صوت ضحك الرجالة بره وقف بسبب حضور إكس اللي دخل يشوف مليكة
.
فاقت مليكة من ذكرياتها على صوت الممرضة اللي بتسألها بقلق : أنتي كويسة !؟
مليكة بصتلها بطرف عينها وقعدت على السرير وبصت قدامها تاني، فالممرضة قربت منها : سيق عليكي حبيبتك النبي يا آنسه ردي عليا، أنا مش حمل الراجل صاحب المكان، ده أنا شوفت العجب في المكان ده، الراجل الغريب ده بعتلنا بالليل فيديو لولد ممو.ته ضر.ب بمعنى الكلمه وبيقولنا لو مانفذتوش اوامري بالظبط هتكونوا مكانه
مليكة بصتلها وهمست : ماتقلقيش
الممرضة : طيب ممكن تاكلي، شكلك طيبة وماترضيش اللي هيحصل فيا
مليكة ضمت رجليها وحطت راسها على ركبتها وسكتت، والممرضة راحت قعدت على الكرسي اللي جنبها واتنهدت وسكتت هي كمان
********
كان في مكان ضلمة مش حاسس ولا شايف أى حاجة، شاف نور من بعيد وهمس بس هو مش سامعه كويس : أنت مين !؟ بتقول ايه علي صوتك شوية
الصوت علا شوية وهمس تاني : تعالا
كان صوت أنثوي رقيق، قام من مكانه ومشي شوية ناحية الضوء : أنتى مين !؟
البنت : همس قلبك
هو باستغراب : همس قلبي !! يعني ايه !؟
شاف من وسط النور ايد بتتمدله : تعالا يا حبيبي
هو : عايزة ايه مني !؟
البنت : عايزاك بخير، بس مش هتقدر تبقى بخير طول مانت واقف مكانك
هو : واقف مكاني فين !؟
البنت : ماتعبتش من الضعف والحزن، مش عايز تواجه !؟
هو : أواجه مين !؟
البنت : عدوك
هو : مين عدوي !؟ أنا مش فاهمك
البنت سكتت شوية وهمست تاني : أنا بحبك
هو قلبه دق كأنه كان مستنى الكلمة دي وهي كملت : أنا همشي دلوقتى بس خليك متأكد أنى هفضل جنبك وجوه قلبك، أهي جت، هي هتفضل معاك من دلوقتي اطمن وأنت معاها
اختفت مرة واحدة وهو بص حوليه بتوهان للضلمة اللي حاوطته من تاني، اتحرك بعشوائية عايز يخرج من الضلمة دي وهو قلبه بينبض بعنف وعقله مشوش، ووسط توهته لقى اللي بيمسك ايده فوقف وبص جنبه كانت بنت هو مايعرفهاش بس كانت جميلة جدا، اتكلمت : الوسيم الكئيب
هو : أنا كئيب !؟
البنت : أكتر مما تتخيل، بس أنا هفضل جنبك دايما وهدعمك
بص حوليه كان المكان منور وكان واقف وسط ورد وزرع اخضر مالهوش آخر، حرك راسه وبصلها بتركيز بيحاول يشوف تفاصيل وشها اللي مش واضحة بالنسباله، وهي أبتسمت فبص على شفايفها عشان يشوف شامة صغيرة تحت شفايفها ناحية الشمال وهي همست : ثق فيا، أنا الوحيدة اللي هساعدك وعمري ما هخو.نك ابدا
هو كان زي المغيب قدامها وهمس بضعف : بس أنا ماعرفكيش
البنت : بس أنا أعرفك
بعدت عنه ورجعت لورا وبدأت تتلاشى من قدامه ولسه الابتسامه على شفايفها، وهو مد ايده بسرعة ناحيتها : لأ استني، ماتمشيش
البنت : أنا معاك ماتقلقش
اختفت وهو بدأ يفتح عينيه عشان يدرك إن كل ده كان حلم، كان في ضوء قوي جاي على عينه فغمض تاني بسرعة وهو بيتنفس بصعوبة فسمع حد بيتكلم جنبه : صحيت !!
حاول يفتح عينيه تاني بصعوبة بس المنوم اللي كان واخده طغى عليه فماكنش شايف بوضوح بس لقى اللي بيتحرك جنبه عشان يبقى في مجال رؤيته، ماكانش شايف مين جنبه بس أدرك إنها بنت من لون وشكل شفايفها، حاول يبصلها بس ماقدرش وهمس وهو شايف حاجة : الشامة
قال كلمته وهو بيبص للشامة اللي تحت شفايف البنت اللي واقفه جنبه وبعدها استسلم لساعات تانية من النوم العميق والتيه بين الضلمة
********
في شركة يامن الوضع بقى فوضوي جدا، الموظفين بقوا مش ملتزمين ده غير السرقات اللي حصلت من فلوس الشركة، وفي يوم مدير أعمال شركة ناصف البحراوي راح الشركة وبلغهم بضرورة وجود كل الموظفين تاني يوم
وفعلا تاني يوم الكل اتجمع وماحدش فاهم ايه اللي بيحصل ولا ليه ناصف البحراوي عايزهم يتجمعوا، دخل البحراوي من باب الشركة ومعاه مدير أعماله والبودي جارد بتوعه وماشي بغرور فهو فعلا كان مستني اللحظة دي من مدة طويلة، وقف في نص الشركة وبص لكل الموظفين اللي متجمعين حوليه باستغراب وفضول للي هيقوله فاتحمحم وبدأ كلام
ناصف : شكرا لكل واحد جه هنا النهاردة، أنا جمعتكم عشان نحط النقط على الحروف، من كذا شهر شركتي دخلت في شراكة مع شركة يامن العزاوي بشروط متفق عليها من كلا الطرفين، وكان الوضع مستتب وشغل الشركتين ماشي زي المخطط اللي وضعناه، بس بعد اللي حصل آخر فترة وبعد الأخبار المنتشرة عن يامن في قنوات الأخبار قررت الحكومة تحجز على الشركة وكل ممتلكات يامن، بس أنا مارضاش ابدا بحاجة زي دي فأنا شريك في الشركة دي وليا حق فيها زي أصحابها
مرر بصره على الكل ونطق أخيراً يروي فضولهم : عشان كده أنا اشتريت كل أسهم الشركة دي وضمتها لمجموعة شركاتي
الهمهمات بدأت تعلى وأصوات الموظفين تدخلت في بعضها فمدير أعمال البحراوي سكتهم عشان هو يكمل كلامه : مش عايزكم تقلقوا أبدا من أي حاجة، وكل موظف هنا هيفضل متعين زي ما هو واللي عايز يمشي أنا مش همنعه، ومن بكره بدون مقاطعه قوانين الشركة هنا هتتغير وهتتبع الشركة الأم، ومدير أعمالي هيبلغكم بكل التفاصيل
مدير الأعمال عرف عن نفسه والبحرواي ابتسم باصطناع : أتمنى من الجميع يكون متعاون عشان علاقتنا تكون كويسة
خلص كلامه وطلع على مكتب يامن ودخل، بص للمكان كله بتقييم واتحرك بهدوء وقعد على الكرسي وحرك ايده على المكتب وابتسم : كنت فاكر نفسك هتستخف بيا وأنا هعديهالك يا ابن العزاوي !؟ بس لحسن حظك اللي حصل ده لأني ماكنتش هعدي الأمور ببساطة كده
مدير أعماله وقف قدامه وسأل : أعذرني يا بحراوي بيه ممكن اسأل سؤال !؟
البحراوي : اسأل يا ضياء سامعك
ضياء : اشمنعى الشركة دي رغم إنها صغيرة !؟
البحراوي : عشان صاحبها قل أدبه معايا، كان فاكر نفسه حاجة وعايز يلوي دراعي بدل مايمشي تحت طوعي زيه زي أى واحد تاني مالهوش قيمة في المجتمع
رفع بصره وبصله : أنا البحراوي يعترض على كلامي !! ليه !؟ هي الدنيا جرى فيها ايه عشان عيل زيه يعدل عليا !؟
ابتسم وكمل : وبعدين البحر بيحب الزيادة يا ضياء صح ولا ايه !؟
ضياء ابتسم : صح يا باشا
البحراوي أخد ريموت التلفزيون وشغله على الأخبار المنتشره عن يامن (رجل أعمال في بداية طريقة يفقد صوابه ويقوم بقـ.تل جميع عائلته بطريقة بشـ.عة وغير آد.مية، ولايزال التحقيق ساريا في القضية، ومحاولة العثور على القا.تل الملقب بيامن العزاوي بعد هروبه من موقع الجريمة)
البحراوي ضحك : وبكده أنا ملكت الشركة وهو خسر كل حاجة
سكت يسمع باقي كلام المذيع عن تفاصيل الجر.يمة والسؤال اللي مالوش أجابه (يامن فين !؟)
وطبعا مافيش إجابة، فماحدش يعرف يامن فين أو جاسم فين هو كمان، ولا ايه اللي حصل معاهم، وياترى لسه عايشين أصلا ولا لأ !؟
__________يتبع
بقلم/ مريم محمد عبد القادر
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍
•تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية