رواية عناد الحب الفصل الثامن عشر 18 - بقلم اسماء الاباصيري
18. حل اللغز
آدم بتساؤل : تقصدي ايه ب "زى اللى حصل مع ملك " ؟ و ايه اللى جاب سيرة ملك دلوقتى ؟
جميلة بإرتباك : مقصدش حاجة.... مقدرش اتكلم عن واحدة ميته بحاجة وحشة
آدم : على العموم انا عايزك تتجنبيها خالص و متخطلطيش بيها خالص ... في بينا امور لسة مخلصتش
جميلة : لكن يا ابني ......
آدم مقاطعاً : ارجوكي تسمعيني ومتتجادليش معايا بخصوص الموضوع ده ..... لو عايزة راحتى
جميلة : ماشي يا ابني بس متقساش عليا و ترجع تندم
ليبتسم بسخرية من فكرة ندمه على ما يفعله بها فهي آخر شخص قد يشعر بالذنب اتجاهها
تمر الايام تليها ايام اخرى وتزداد معاناة أسيل بسبب ادمانها حيث انه امتنع عن وضع تلك الادوية فى طعامها فكانت فى بادئ الامر ترفض تناول الطعام خوفاً من ان يكون قد وضع ما تخشاه بها لكن فى النهاية اصبحت تلتهم كل ما يقدم لها بحثاً عن ذاك الدواء فهى الان تعانى من تبعات نقص تلك المادة المخدرة بجسدها
ساءت حالتها واصبح صوت صراخها وبكاءها هو الصوت المعتاد بالقصر وجميلة لا تملك ما تساعدها به فلقد اغلق باب غرفتها بالمفتاح ومنعها حتى من الدخول اليها وتهدئتها .
اما هو فلم يعد يتحمل البقاء بالقصر يكاد يجن مما يشعر به من احاسيس مختلفة .. الغضب والحزن والكره ... لم يعد يحتمل سماع صرخاتها .. لا يشعر بلذة تعذيبها ....بل ان مشاعر الكره تلك التى يشعر بها ما كانت اتجاه احد سوى نفسه يكره نفسه لانه سبب عذابها.
اصبح لا يأتى الى المنزل سوى للاطمئنان ان كانت على قيد الحياة ام انتهى امرها .... حتى اهتمامه هذا لا يستطيع تفسيره .
مرت الايام و جاء يوم لم تسمع فيه جميلة صراخها المعتاد .. تناديها لا تجيب ... دب الخوف فى اوصالها وتحركت سريعاً لإخباره .
لم تمر دقائق الا و وجدته يأتى ركضاً اليها اتجه مباشراً لغرفتها متجاهلاً جميلة التى كانت تبكي خوفاً وندماً على تركها فريسه بين يديه
فتح الباب ليدخل الغرفة التى اصبحت زنزانتها يبحث عنها بعيناه ليجدها متكورة على حالها فى احد اركان الغرفة مغشياً عليها ..... ذهب اليها سريعاً يركع بجانبها ويحتضن نصفها الاعلى محدثاً اياها فى رعب وخوف
آدم بخوف دون وعي : أسيل ردي عليا فيكي ايه ؟ اسييييييل حبيبتى ... ردى مالك .. ايه حصل بس ؟
يستمر بهزها بين يديه محاولاً افاقتها لكن دون جدوي ليحملها سريعاً متجهاً بها الى سيارته يضعها بها برفق وانطلق بها سريعاً الى اقرب مشفى
وصل المشفي وفى الطريق كاد ان يتسبب فى اكثر من حادث لكن كان الله رحيماً بهم حملها .... ترجل بها من السيارة متجهاً الى المدخل يصرخ بالجميع لمساعدته
بعد فترة نراه جالس امام احدى غرف الكشف جسده كله اصابه التوتر لا يتخيل احتمال ان يفقدها بسبب غباءه وعناده
عماه انتقامه عن كل شئ حتى عن مشاعره اتجاهها .. يذكر قبل معرفته بأمر اخيها انه ما كان يشاكسها سوى لغرض فى نفسه وهو لفت انتباهها له فهى لم تكن كالجميع الذين سحروا بجاذبيته وهيبته...
اثناء انتظاره ذاك يأتيه اتصال من صديقه سيف تجاهله فى المرة الاولى ليعاود الاتصال مرة اخرى فيجيب بعد تأفف
سيف : مبتردش ليه على تليفونك ... عندى ليك اخبار انما ايه .... عن حمالك العزيز ... بجد مش هتصدق اللى عرفته
آدم بحزن : فى ايه ؟
سيف : آدم .... مالك ؟ ماله صوتك ؟
آدم : أسيل فى المستشفى .... مش عارف حصلها ايه .. وصلت للبيت لقيتها اغمى عليها
سيف بسرعة : تمام تمام قولى بس انتو فى مستشفى ايه ؟
آدم : احنا في بمستشفى بابا
سيف : تمام دقايق وهكون قدامك ... اجمد يا صاحبي
ليخرج احد الاطباء بمجرد اغلاق آدم لهاتفه يخبره بأنها تعانى من انهيار عصبي حاد كما انها تحتاج لتغذية جيدة و رعاية شاملة لذا فالافضل ان تبقى فى المشفى عدة ايام
ليذفر نفساً عميقاً بداخله و يجلس بإرتياح على احدي كراسي الانتظار بالمشفى حامداً ربه انه لم يفقدها فهو لا يقوى على فقد حبيبته للمرة الثانية بل ويكون بسبب غباءه وانتقامه الذي عماه عن رؤية الحقيقة وهو انها لا ذنب لها فيما اقترفه اخاها لكن ادراكه هذا الان بدون فائدة فهى لن تغفر له ما فعله بها
اذا ماذا الآن ؟ يتركها ... يعطيها حريتها .... بالطبع لا ...... فهو لا يتخيل حياته دونها سيحاول مراراً جعلها تغفر له وتسامحه ..... نعم ستسامحه ولو بعد زمن
ليجد من يربت على كتفه فيرفع له رأسه
سيف بخفوت : عاملة ايه دلوقتى ؟
آدم بندم: انهيار عصبي حاد وقلة تغذية
سيف بهدوء : الحمد لله ... يعنى هى بخير
ليومئ هو فى راحة وينظر الى سيف متسائلاً
آدم : ايه الجديد بخصوص نور الدين ؟
سيف بعد تنهيدة : كتير ... خد الصدمة الاولى بقى و استعد ليها ........ نور الدين حماك العزيز كان عنده شغل تانى خاص بيه ...... شغل مع رجل الاعمال المعروف مروان العيسوي
لتتسع حدقتا آدم فى دهشة
آدم بذهول : قصدك مروان العيسوى بشغله المشبوه
ليومأ سيف مؤكداً كلام آدم ويردف
سيف : لا والاصخم هو سبب وفاة نور الدين ....... خلاف حصل بينه وبين مروان لسبب معرفتش اوصله و انتهى بأمر من مروان لواحد من رجالته انه يخلص على نور الدين واظهار موته كإنتحار وطبعاً فى سبب مقنع لانتحاره هو افلاسه
صمت آدم لفترة محاولاً استيعاب ما القى به سيف على مسامعه ثم تحدث بعد لحظات
آدم : ومراته ؟
سيف : بعد ماعرفت بخبر موت جوزها اخدت اول طيارة لألمانيا
صمتا فترة ليقطع صمتهما هذا صوت جميلة القلق وهما يجداها واقفة امامهم تسالهما عن حال اسيل ليطمئنها آدم على حالها ويطلب منها الانتظار قليلا حتى يدخل ليراها قبل ذهابه ثم تتولى هى الاهتمام بها بعد ذلك
يدخل لها ليراها نصف مستلقية على سرير الغرفة تنظر الى اللاشيء بشرود يقطعه صوت آدم
آدم : عاملة ايه دلوقتى ؟
تلتفت اليه بوجه يخلو من اية مشاعر
أسيل بخفوت : بخير
ًليعم الصمت المكان لفترة كلا منهما لا يجد ما يبدأ به حديثه لكن اتخذت هى قراراها بالحديث اولا
أسيل : ممكن بقى اعرف اسبابك و لا برضو مش دلوقتى؟
آدم : اسبابي ؟
أسيل : اللى خلتك تنتقم مني ؟
آدم وقد اكتسى البرود ملامحه : ببساطة اخوكي قتل مراتي
لتنتابها هستيريا ضحك استمرت لفترة لم يقطعها سوى صراخه بها ان تتوقف
أسيل بتهكم : اسفة .. بس انت مصدق اللى بتقوله ده ؟ ايمن يقتل مراتك ؟ انت بتهزر؟
آدم : شايفة انه موضوع اهزر فيه .... ده اللى حصل ..... عارف انك اتفاجئتي من اللى سمعتيه لكن دي هى الحقيقة
أسيل بجدية : انت بجد مصدق اللى بتقوله ده عن اخوك وصديق عمرك ؟
آدم بحدة : صديق عمري ده طعنى في ضهري بدم بارد
أسيل بحدة : ده اللى انت فاكره لكن انا مستحيل اصدق الخرافات دى على اخويا ..... زيها زي غيرها وانه مدمن و بيتاجر فى المخدرات ... على العموم مهما قولت فأخويا فى نظرك غلطان و مجرم ..... ها .. حققت انتقامك خلاص ؟؟ دمرتنى و ارتحت ؟ سيبنى فى حالى بقى ..... طلقنى
آدم : نجوم السماء اقربلك ... انا هسيبك بس تقضي كام يوم عند الدادة جميلة فى بيتها و هعين حراسة عليكي و اعرفي ان عيني مش هتغيب عنك فاياكي تفكرى تلعبي بديلك و تهربي مني
ليلقى آخر كلماته تلك على مسامعها ويهم بمغادرة الغرفة ويتركها تبكى حسرة على حبها وثقتها به
تمر الايام وتقضى أسيل فترة اسبوعان كاملان بمنزل جميلة بعد خروجها من المشفى فيما تستمر الدادة جميلة فى محاولاتها لإخراجها من حالة الصمت التى اتخذتها بعد علمها بقرار آدم بعدم تركها حتى بعد انتقامه منها وفى نفس الوقت تباشر جميلة عملها فى رعاية آدم بقصره يومياً ليطلبها احد الايام فى غرفة مكتبه
آدم : وصلي لأسيل انها تجهز نفسها للرجوع خلال الاسبوع ده ... يكفيها اسبوعين تغير مزاجها فيهم
جميلة : عشان خاطري يا ابني سيبها فترة كمان .. البنت حالها متغيرش كتير من ساعة ما طلعت من المستشفي .. دي يدوبك رجعت تاكل وجباتها بإنتظام
آدم بإصرار : كفاية الفترة اللى فاتت ... بكرة ترجع القصر
فلقد اكتفى من بعادها كل هذه الفترة.... يذهب يومياً الى منزل الدادة لرؤيتها تقف فى الشرفة كل يوم بنفس الموعد ليروي عطشه برؤيته لها ... اشتاق لها .. يكاد يموت شوقاً لرؤيتها امامه دون حواجز
جميلة بغضب : كفاية اللى بتعمله فيها هى ملهاش ذنب فى اللى حصل مع اخوها واللى اصلاً ملوش اي اساس من الصحة ... انا مرضتش اتكلم و افضح اللى ستره ربنا لكن الساكت عن الحق شيطان اخرس فكفاية اوى كده و خصوصاً انى فى بنت بتتظلم من غير ذنب
آدم بتعجب : قصدك ايه بكلامك ده وبعدين عرفتي ازاى موضوع اخوها ؟
جميلة بثبات : هى قالتلي سبب انتقامك منها وده اللى هيخليني احكيلك اللى حصل يوم موت ملك هانم و اللى هيوضح سوء ظنك فى الاستاذ ايمن
لينظر لها بذهول قبل ان تباشر هى بسرد ما سمعته صدفة اثناء زيارة أيمن شقيق أسيل لملك زوجة آدم صبيحة يوم وفاتها
فلاش باك
نرى أيمن جالس فى ردهة القصر بإنتظار نزول ملك لمحادثتها بأمر هام وهو ما دعاه للقدوم دون اخبار صديقه آدم لتقابله هى مرحبة به وبعينها تساؤل عن سبب زيارته تلك
أيمن بجدية : اكيد بتسألى ايه سبب لزيارة دى خصوصاً انى عارف ان ادم مش موجود
لتومأ هى بالموافقة ليردف
أيمن : انتي عارفة علاقتى بآدم قوية قد ايه .... أنا بعتبره اخويا ومش مجرد صاحب عشان كده مستحيل اشوف حد بيخدعه وبيطعنه فى ضهره واقف اتفرج
لتبتلع هى ريقها بصعوبة
أيمن : خصوصاً اذا كان الشخص ده قريب لدرجة انه مستحيل يتوقع اى اذية منه
يعم الصمت المكان قليلاً ليباشر هو حديثه
أيمن بتهديد : انا عرفت بعلاقتك مع معتز و خيانتك لآدم و عارف كمان شغل معتز فى الممنوعات و انه عايز يورط ادم معاه ........ زيارتى ليكي النهاردة مش عشان احذرك او اساومك على حاجة لأ .. انا خلاص قررت انى هقول لادم عنكم ومش هسمح انه يطعن فى ضهره اكتر من كده.. لكن جيت احذرك عشان متتورطيش مع معتز اكتر فى الشغل اللى زي الزفت ده .. انا مش هنسي اننا فى يوم من الايام كنا صحاب انا وانتى و ادم حتى قبل جوازكم ومش انا اللى اخون صحابي
لتصدم هى مما سمعته وتترجاه ان لا يخبر آدم بأمرهما حتى تخبره هى بنفسها فيعطيها فرصة ليومان فقط على امل ان تعترف لآدم وتطلب مغفرته
لكن لم يمض يوماً واحد و كانت هى جثة هامدة تلحقها وفاة ايمن ليختفى سر وفاتهم معهم
نهاية الفلاش باك
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية عناد الحب" اضغط على اسم الرواية