رواية الحلم و السراب الفصل التاسع عشر 19 - بقلم إيمان عطية
اندهشت واتفاجأت لما لقيت زياد بيقول إنه هيجيب لي الرواية معاه بكرة وإنها عنده… ده باين عليه مثقف بجد وبيقرا روايات كمان… سبحان الله… المهم شكرته وهما استأذنوا ومشيوا هو ونسمة.
جات الممرضة تاني وقالتلنا نجهز روحنا عشان الدكتور هيمر علينا… وفعلا بعد دقايق الدكتور دخل وشاف الدوسيه بتاعي وقال : تمااام.. الحمد لله ياست الكل.. الأشعة بينت إن الكسر عادي ومفيش أي مضاعفات.. وتقدري تطلعي من المستشفى حالا… وحمدا لله على السلامة..
_ الله يسلمك يادكتور… طب والجبس ده هيفضل كتير؟
_ إن شاء الله بعد 35 يوم هيتشال.. بس تاخدي المسكن والفيتامين وتحاولي ماتدوسيش عليها كتير….
_ تمام يادكتور.. متشكرة..
_ العفو ياستي.
إتصلت بروضة وحكيتلها اللي حصل.. فرحت وقالتلي إنها هتيجي فورا هي وجوزها عشان يروحوني بعربيتهم…
وفعلا. بعد أقل من ساعة كانوا عندي… قعدوني على كرسي متحرك ومشوني بيه لحد العربية.. وساعدوني لحد مادخلوني فيها ومشينا…
روضة فضلت تتحايل عليا طول الطريق هي وجوزها إني أفضل عندهم لحد ماافك الجبس… لكن رفضت بشدة وشكرتهم جدا على طيبة قلبهم… وصممت أروح شقتي.. وفعلا وصلت شقتي وروضة ساعدتني في النزول من العربية وسندت على كتفها لحد مادخلت الشقة…
دخلت معايا ونزلت حاجتي من العربية وفضلت معايا شوية لحد مااتطمنت عليا وعملتلي أكل ومشيت…
كنت محتاجة ارتاح شوية ونمت فعلا زي ساعتين وقمت…. حسيت بالوحدة والملل خصوصا إن مفيش شغل وكمان هفضل قاعدة في البيت محبوسة بين أربع حيطان…
رجعت أفتقد أهلي وقعدتي وسطهم وإحساسي بالأمان وبكيت بحرقة وانا متخيلة نفسي في حضن أمي بشتكيلها من اللي جرالي وانا بعيد عنها هي وبابا… قعدت أقلب في صورهم اللي معايا عالتليفون… وافتكرت هوايتي في الرسم…
طلعت كشكولي وفضلت أرسم موديلات كالعادة لحد ماغلبني النوم…
تاني يوم صحيت على جرس الباب بيرن… كانت روضة الله يكرمها جاية تتطمن عليا… فضلت معايا حوالي ساعتين وراحت تشوف بيتها…
وانا رجعت لوحدتي من تاني.. مسكت تليفوني قلت ادخل اتصفح شوية في النت…
دخلت الفيسبوك وجروب المغتربين… فضلت اتصفحه بسرعة بدور على منشورات (أسير الماضي) وكمان دخلت صفحته العامة… بقيت مدمنة منشوراته وخواطره…
وفجأة لقيت رسالة جيالي على الخاص…. تفتكروا مين.. مش ممكن…. لالالالالالا مش معقول… يكونش أنا اللي بعتله عالخاص بالغلط وهو بيرد عليا؟؟ لالالا أنا مكلمتش حد حتى ولو بالغلط… عارفين لقيت مين اللي بيكلمني؟؟
أسير الماضي… بجد أنا مش مصدقة عنيا… يعرفني منين عشان يكلمني… وعاوزو مني أيه؟؟… فتحت الرسالة لقيتها كالآتي:
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضرتك أستاذة نجوي معلمة اللغة العربية بمدرسة…؟
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أيوة أنا. خير في أيه؟
_ آسف والله إني كلمتك هنا لكن معرفتش أوصل لحضرتك ازاي خصوصا إننا في أجازة، وروحتلك المستشفى النهاردة عرفت إنك خرجتي.
_ روحتلي المستشفى؟ هو حضرتك تعرفني؟؟
_ آه… آسف مرة تانية… أنا زياد زميلك في المدرسة.. وكنت رايحلك بالرواية بتاعتي اللي كنتي عاوزة تقريها لكن لقيتك مشيتي… إنتي عاملة أيه دلوقتي؟ وكمان كنت عاوز اسألك أوصللك الرواية ازاي؟؟
حسيت بحد خبطني على دماغي… أيه اللي جاب القلعة جنب البحر؟؟ إزااااي… إزاي زياد يطلع هو نفسه أسير الماضي…. فضلت سرحانة ومزبهلة عمالة اجمع في الموضوع عشان افهمه… لحد ماقطع حبل أفكاري وقاللي…
_ أستاذة نجوى…. حضرتك موجودة؟؟
_ أ.. أيوة موجودة… بس ازاي؟
_ هو أيه اللي ازاي؟
_ قصدي يعني… مكنتش أعرف إن حضرتك تبقة الكاتب المتميز (أسير الماضي)..
_ يااااه.. كاتب متميز مرة واحدة… شكرا للمجاملة الكريمة دي.
_ لا والله بجد أنا متابعاك من فترة وبجد منشوراتك راقية وهادفة وفادتني كتير..
_ شكرا مرة تانية ويارب دايما أكون عند حسن ظن الجميع…. هاه.. ابعتلك الرواية ازاي؟
حسيت بإحراج كبير.. واتكسفت قوي من ظني السيئ اللي كان من ناحيته… رجعت سألته.
_طيب ممكن اسألك سؤال؟ عرفت توصللي ازاي؟
_ أبدا… لما رجعت من المستشفى ومعايا الرواية فضلت أفكر هوصلهالك ازاي.. ومش هينفع أنتظر بعد عودة الدراسة واديهالك في المدرسة..
وكمان أنا عارف إنك هتفضلي فترة الجبس في البيت وأكيد عاوزة حاجة تشغلي بيها وقتك الفترة دي…
وبعدين كلام في سرك.. انا عاوز اعرف رأيك في الرواية..
_ مين؟ أنا؟ إشمعنى أنا.. أكيد عندك متابعين وقراء كتير ماجاتش عليا أنا يعني.
_ لا أنا يهمني رأيك انتي بالذات.. عشان هتقوليه بصراحة..
حسيت إنه بيلمح لحاجة عشان كنت بديهمله في جنابه بدون خجل أو إحراج.. وده أحرجني جدا.. إفتكرت لما كنت بزغرله كل مااشوفه.. وانتظر أي مناسبة عشان أوبخه… اتكسفت جدا وهو لاحظ لما طولت بدون ما أرد عليه.. فرجع ينكشني…
_ أنا قلت حاجة تزعلك؟
_ لالا.. ليه بتقول كدة…. أنأ مستنية اعرف عرفتني ازاي؟
_ أبدا.. فضلت أفكر اوصللك الرواية ازاي.. وافتكرت إنك قولتي لنسمة إنك متابعة حسابي عالفيسبوك.. قلت أكيد هتعملي أي تعليق أو أي تفاعل مع أي منشور… ولحسن حظي إنك عاملة حسابك بإسمك الحقيقي مش إسم مستعار زي حالاتي… والحمد لله لقيتك عاملة إعجاب لمنشور عندي.. قلت اجرب واسألك… وانتي عارفة الباقي…
_ أنا أولا بشكرك جدا على اهتمامك وتعبك… بس بجد مكانش في داعي لكل ده…
_ مفيش داعي للشكر.. أنا هتصرف وابعتلك الرواية… واتمنى تقريها وتتكرمي وتقوليلي رأيك فيها بصراحة.. لأن الرواية دي بالذات تختلف عن باقي رواياتي وكنت عاوز أعرف تقييم القراء ليها بكل صدق.
_ طيب ليه الرواية دي بالذات اللي قلقان منها؟
_ لأنها قصة واقعية مش مجرد حكاية من وحي الخيال.
_ (سجين الذكريات) الاسم غريب ويشبه اسم حسابك الشخصي (أسير الماضي)… أفهم من كدة إنها سيرة ذاتية لك إنت؟
_ بالظبط كدة.. ودي حقيقة انتي اول حد يعرفها.. بعد إيهاب طبعا لأنه صديقي ويعرف عني كل حاجة.
_ هو انتو تعرفوا بعض من زمان؟
_ من حوالي 5 سنين.. من يوم ماجيت الكويت واحنا أصحاب واخوات…. هو انا ممكن اسألك سؤال محتار في إجابته؟
_ طبعا.. اتفضل.
_ أنا ملاحظ إنك إنسانة محترمة وعلى خلق… لكن كنتي بتتعاملي معايا بأسلوب غريب جدا… ممكن أعرف أيه السبب؟
أنا من فترة عاوز اسألك بس محرج بصراحة.
_ خلاص بقا متفكرنيش…
_ لأ بجد عاوز اعرف السبب
_ والله هو مش سبب واحد… هو سوء تفاهم حصل واتكرر كتير بالغلط وانا كنت مجرد رد فعل مش أكتر.. بس والله لما عرفت إني كنت فاهمة غلط.. زعلت من نفسي جدا لأن ده مش طبعي..
ووضحتله أول موقف حصل واللي دايقني منه جدا… وكمان الكلام اللي سمعته عن زياد مدرس الدراسات وكنت فاكراه عليه هو…. وهكذا… المهم إنه تفهم وعذرني…. حسيت إن الكلام خدني معاه وحسيت إن ده غلط…
قفلت معاه في الكلام ونهيت المحادثة… وفضلت أوبخ نفسي كتير واتضايقت جدا… رجعت قريت المحادثة كلها من أولها واشوف ازاي اتكلمت معاه كل ده.. صحيح الكلام مفيهوش حاجة غلط بس كوني أكلمه واطول معاه في الكلام كدة هو اللي غلط… ندمت جدا ونويت إن ده مايحصلش تاني أبدا مهما حصل.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية