رواية عشق تحت القيود كاملة بقلم هاجر عبدالحليم عبر مدونة دليل الروايات
رواية عشق تحت القيود الفصل الاول 1
في قلب الظلام، حيث لا أحد يسمع سوى همسات القلوب، هناك حبٌ يتفجر في الصمت، محكومٌ بالقيود.
عادل، الرجل الذي اختار أن يبني حياته على أساس من العادات، لكنه لا يستطيع الهروب من قلبه الذي ملكته وسام. حبٌ خفي، ينبض بين الجدران، يكتنفه الصمت والسرية، لكنه لا يعرف الخفاء.
بينما يسكن قلبه حبٌ لا يراه أحد، تظل القيود تقيده، تراقب كل خطوة، وكل لحظة، وكل نبضة. هل يمكن لهذا الحب أن يظل في الظلال، أم ستأتي اللحظة التي تكشف فيها كل الأسرار؟
كانت وسام مستلقية بجواره، تستمع لصوت أنفاسه المنتظمة، متأملة وجهه الذي بدا مسالمًا لأول مرة منذ زمن. نور الفجر يتسلل بخجل عبر الستائر، يعانق ملامحه التي تحمل تعب الأيام وضغوط الحياة. مدت يدها برفق ولمست وجنته بأطراف أصابعها، وكأنها تخشى أن توقظه. لكنه تحرك ببطء، فتح عينيه ليراها تنظر إليه بعمق.
عادل (بصوت ناعس وابتسامة):
“إيه؟ بتراقبيني وأنا نايم؟”
وسام (بخجل):
“بحاول أفهم… إزاي كل ده اللي بنعيشه حقيقي؟”
عادل (وهو يقترب منها ويمسك يدها):
“وسام، إنتِ أكتر حاجة حقيقية في حياتي. وسط الزيف اللي حواليا، إنتِ الحقيقة الوحيدة اللي متمسك بيها.”
وسام (تتردد قليلًا):
“بس ياعادل … إحنا بنعيش حاجة صعبة، حاجة مش عارفين نهايتها فين. أنا بحبك، بس بخاف من كل اللي حوالينا… بخاف نخسر بعض.”
عادل (بحزم):
“مين قال إننا هنخسر بعض؟ ياحبيتي ، طول ما إنتِ جنبي، أنا قادر أواجه أي حاجة. كل حاجة حواليا، العيلة، الشغل، المشاكل… كلها بتختفي لما أكون معاكي.”
وسام (وهي تنظر في عينيه):
“وأنا بحس كده برضو، بس… ساعات بحس إننا بنهرب من الواقع، وإن الحب ده مش كفاية.”
عادل (يبتسم بحنان):
“إنتِ الحب الوحيد اللي محتاجه. ياروح قلبي ، لما أكون معاكِ، بحس إني حر. بعيد عن كل حاجة بتضغط عليا. في حضنك أنا مش المدير ولا الزوج، أنا بس عادل… اللي بيحبك.”
تبتسم وسام، لكنها ما زالت تحمل في عينيها نظرة قلق.
وسام:
“وأنا مش عايزة أكون سبب إنك تخسر كل حاجة. مش عايزة أكون سبب تعبك.”
عادل (مقاطعًا، ويمسك وجهها بكلتا يديه):
“إنتِ السبب الوحيد في إن حياتي ليها معنى. إنتِ اللي بتخليني أتحمل كل ده.
ياوسام أنا عشت حياتي كلها أدّي واجبي، ألبّي توقعات الناس، لكن عمري ما كنت سعيد بجد إلا لما عرفتك.”
وسام (بدموع تحاول كتمانها):
“وأنا مش هسيبك، بس لازم نبقى أقوى. لازم نكون مستعدين لأي حاجة.”
عادل (بصوت مطمئن):
“وأنا مستعد، طول ما إنتِ جنبي. إحنا هنعدي كل حاجة مع بعض.”
في تلك اللحظة، كان حديثهما أشبه بعهد صامت، وعد غير منطوق بالبقاء سويًا مهما كانت الظروف. كان عادل يجد في وسام ملاذه من عالم مليء بالضغوط، بينما كانت وسام تجد فيه الأمان الذي افتقدته طويلًا.
رغم الخوف الذي يحيط بهما، كانا يتمسكان بلحظاتهما الصغيرة، تلك التي لا يعرفها أحد سواهما، حيث الكلمات تصبح أضعف من أن تحمل كل ما يشعران به.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
وسام كانت واقفة في المطبخ، تحرك الملعقة في كوب القهوة الذي بدأ يبرد بين يديها. عيناها زائغتان، تفكر في حياتها معه، في اللحظات التي جمعتها بعادل، وفي الحب الذي جعلها تتمسك به رغم كل شيء. فجأة، قاطع أفكارها صوته القادم من غرفة المعيشة. كان يتحدث عبر الهاتف بنبرة دافئة، مختلفة تمامًا.
عادل (من بعيد):
“عارفة يا داليا… إنتِ أهم حد في حياتي. عمري ما هقدر أوفيكِ حقكِ، ولا أقدر أنسى اللي عملتيه عشاني.”
وسام تجمدت مكانها، شعرت وكأن قلبها توقف للحظة. الكلمات اخترقت صدرها كسهام، مشاعر الغيرة والخذلان تملكتها. حاولت أن تبتلع الغصة التي في حلقها، لكن إحساس الألم كان أقوى.
أنهى عادل مكالمته ودخل المطبخ مبتسمًا، يبحث عن وسام.
عادل (بحنان):
“وسام، عاملة إيه يا روحي؟ تعالي هنا…”
مد يديه نحوها ليحتضنها، لكنها تراجعت خطوة للخلف، تنظر إليه بنظرة جامدة، تحاول أن تخفي مشاعرها المتلاطمة.
عادل (يستغرب):
“مالك؟ إنتِ كويسة؟”
لم ترد. التفتت بسرعة وخرجت من المطبخ متجهة إلى غرفتها، تحاول أن تهرب من المواجهة.
عادل تبعها بخطوات سريعة، دخل الغرفة وراءها، وعيناه تبحثان عن إجابة في صمتها.
عادل (بحدة):
“في إيه يا وسام؟ أنا حاسس إنك متضايقة. قوليلي إيه اللي مضايقك!”
وسام ظلت صامتة، عيناها زائغتان بعيدًا عنه، لكنها لم تستطع إخفاء دموعها التي بدأت تسيل بصمت.
عادل (بدأ يفقد أعصابه):
“ماينفعش كده، ياوسام ! أنا مش هقدر أستحمل إنك تبعدي عني بالشكل ده. قوليلي إيه اللي حصل!”
مد يديه إليها، أمسك ذراعيها بقوة، نظراته تحمل مزيجًا من الغضب والارتباك.
وسام (بصوت مختنق):
“سيبني يا عادل… سيبني!”
لكنه لم يستطع أن يتوقف. اقترب منها أكثر، عيناه تشتعلان بشعور من التملك والغيرة الممزوجة بالغضب.
عادل (بصوت خافت لكنه حاد):
“إنتِ ليّا، ياوسام محدش يقدر يبعدني عنك، ولا حتى إنتِ. فاهمة؟”
اقترب منها أكثر، يمرر يديه على وجهها بعنف لكنه كان عاجزًا عن كبح مشاعره. دموعها جعلت قلبه ينكسر فجأة، لكنه لم يستطع التراجع. احتضنها بشدة، وكأنه يحاول أن يثبت أنها ما زالت له.
وسام (تبكي):
“عادل… مش كده. أنا تعبت!”
صمت للحظة، ثم رفع وجهها، قبلها على جبهتها بحنان، ثم على شفتيها بقوة، وكأنه يحاول أن يزيل كل الفجوة التي بينهما. رفعها بين ذراعيه ووضعها على السرير برفق، عيناه تحكيان آلاف الكلمات التي لم يستطع نطقها.
كان الألم والخوف والحب يتصارعون داخل كل منهما. لم يكن اللقاء جسديًا فقط، بل كان محاولة يائسة لردم الفجوة التي بدأت تتسع بينهما. كل لمسة كانت تحمل اعتذارًا غير منطوق، وكل همسة كانت تصرخ بأنهما لا يستطيعان التخلي عن بعضهما البعض، مهما كانت الظروف.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
كانت الغرفة ما تزال تحتفظ بدفء لحظاتهم، ولكن وسام شعرت بشيء ثقيل في صدرها، كما لو أن كل شيء قد تغير. بعد أن انتهيا من لحظاتهما الخاصة، كانت تنفث أنفاسًا متسارعة، مشاعرها متناقضة في تلك اللحظة، شعرت بشيء من الرغبة والاشتياق، ولكنها لم تكن قادرة على التعايش مع الحقيقة التي كانت تحيط بها.
أخذت خطوة بعيدة عن عادل، تحاول الهروب من نفسها. وقف عادل بجانب السرير، يعاتب نفسه في صمت لأنه شعر بالثقل في قلبها، لكنه لم يفهم بعد سبب ابتعادها المفاجئ. حاول أن يمد يده تجاهها، ولكنها رفضت بحركة سريعة.
وسام (بصوت هادئ، وفي عينيها نظرة متألمة):
“بلاش.. خليني لوحدي ارجوك انا مش ههرب منك بس محتاجة وقت لنفسي
لم يكن هناك ما يقوله عادل سوى الصمت، وقد شعر أنه لا يستطيع الدخول إلى عمقها، إلى ما كانت تشعر به. لكنها كانت تحتاج لبعض الوقت، بعض المسافة لتستطيع أن تتنفس، أن تفهم ما يدور داخل قلبها.
وسام قامت ببطء، شعرت بألم في جسدها، وبالرغم من أن رغبتها كانت ما تزال مشتعلة بداخلها، إلا أن هناك شعورًا بالقهر يغمرها. توجهت إلى الحمام بعينيها المرهقتين، وأغلقت الباب خلفها، لتغسل وجهها بالماء البارد، عسى أن يزيل بعضًا من الضغط الذي كانت تشعر به.
تحت دش الماء، تركت نفسها تتنهد. كانت تبحث عن الراحة، عن شيء يمحو عن قلبها هذا الشعور القاسي الذي بدأ يتراكم بداخلها. لكنها عندما نظرت إلى نفسها في المرآة، لم تستطع أن تنكر ما كان يحترق بداخلها.
عينها كانت تركز على انعكاسها في المرآة، كانت تبحث عن إجابة في ملامح وجهها، عن تبرير لهذا الحب الذي تعيشه في الظلام. لم تستطع أن تسيطر على نفسها، وعينيها امتلأت بدموع كانت تحاول كتمانها. كيف يمكنها أن تتقبل أن تكون في هذا الموقف، في علاقة لا تعرف النور، بينما هناك امرأة أخرى، غريمتها، تعيش مع عادل في الضوء؟
وسام (بصوت هادئ، وكأنها تتحدث مع نفسها):
“إزاي قبلت ده؟ إزاي قبلت أعيش في الضلمة دي وأنا عارفة إن في حياة تانية… ف نور… وفي حكايات تانية مع غيري ليه ياوسام رخصتي نفسك بالشكل دا عشان الحب طب ياتري هو بيحبك فعلا؟”
كانت تشعر بالقرف، ليس من جسدها، بل من نفسها. كيف كانت قد قبلت الزواج بهذا الشكل، وكيف استكانت لهذا الوضع الذي يجعلها في الظل بينما غيرها يعيش في النور؟
وسام (وهي تتنهد بصوت مختنق):
“ليه يا وسام؟ ليه قبلت تكوني في مكانة زي دي؟ مش قادرة أصدق إنك عايشة في الخفا وفي الوقت نفسه مستسلمة ليه بكل الضعف دا
شعرت وكأنها تنهار، ولكن الماء الذي ينساب على جسدها كان يخفف بعضًا من ثقلها. لكنها ما زالت عالقة بين الرغبة في حبه وبين الكراهية لواقعها. حاولت أن تجلس على حافة الحمام، عيونها مليئة بالدموع التي لا تستطيع إخفاءها.
وسام (بصوت ضعيف، وكأنها تهمس لنفسها):
“أنا ليه مش قادرة أهرب من إحساس الغيرة والضعف ده؟ ليه طول ما هو معايا، عمري ما هقدر أكون حرة؟”
أخذت نفسًا عميقًا، وأغلقت عينيها لحظة، محاولًة أن تجد إجابة، لكن الإجابة كانت غائبة تمامًا. ثم خرجت من الحمام، تحاول أن تخفي دموعها، وأن تعود إلى عالمها المظلم الذي لا يراه أحد سواها.
وفي الغرفة، وجد عادل ينتظرها بقلق، لم يتحدث، لكنه كان يعرف أن هناك شيئًا قد تغير، وأنها ما زالت تحمل في قلبها أسئلة لا جواب لها.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
كانت الصباحات تملؤها الهدوء، والمطبخ يغمره ضوء الشمس الخفيف الذي يتسلل من النوافذ. كان عادل ووسام يجلسان على الطاولة، يتناولان إفطارهما في صمت، كل واحد منهما يغرق في أفكاره. لكن الصمت الذي كان يملؤه هواء الصباح، بدأ يتكسر فجأة بحديث عادل الذي كان يراقبها بعينين مليئتين بالقلق.
عادل (محاولًا كسر الصمت):
“وسام، في حاجة مش مظبوطة فيكي، مالك؟ مش عارف اللي فيكي .. مش هتقوليني إيه اللي مضايقك؟”
نظرت إليه وسام بعينيها التي لم تخفِ التوتر والضيق، كان هناك شيء ثقيل في قلبها، شيء كانت تحاول كتمانه طوال الفترة الماضية. فجأة، انفجرت فيها كل مشاعرها، وكانت كلماتها تخرج بلا وعي، وكأنها كانت تنتظر الفرصة لتفرغ كل ما في قلبها من غضب وحزن.
وسام (بصوت متصاعد، وكأنها انفجرت):
“إيه اللي مضايقني؟!! إنت مش شايف إزاي إحنا عايشين؟ عايشين في ضلمة، في خيانة، في أكاذيب! ليه أنا هنا؟ ليه حياتي كلها ضاعت؟ وأنا دايمًا عايشة ف صندوق محدش يعرف بوجودي حتي انا توهت من نفسي ، ومراتك عايشة في النور! ليه لازم أكون دايمًا الطرف التاني؟ ليه يا عادل؟”
كانت الكلمات تخرج منها مثل السهام، وكل كلمة كانت تعبيرًا عن معاناة دفينة داخلها. كانت تمسك بذراع الطاولة بعنف، وصوتها يتقطّع بين الكلمات.
وسام (بكلمات ملتهبة):
“أنا عايزة حقي! مش كفاية اللي عشته في السكوت، في الغربة! عايزة حقي في الحب… في الاحترام. في العيشة اللي تليق بيا فين حقي فيك ياعادل فين؟
لكن فجأة، في لحظة من الانفعال، لم تستطع وسام أن تمنع نفسها من اتهامه بكل ما يحترق داخل قلبها. نظرت إليه بغضب شديد، ثم انفجرت فيه مرة أخرى.
وسام (بصوت عالٍ، بالغضب):
“أنت مش راجل، أنت مجرد شخص بيعرف يلبس الأقنعة. مش قادر تحترمني، ولا حتى تحترم نفسك ياعادل عشان فعلا شايفني زوجة ليك كنت هتفتخر بيا وتطلعني لكل الناس عشان تشوفني ومستحمل تعيش مع واحدة رخيصة عشان انت ارخص منها مليون مرة
في تلك اللحظة، فقد عادل السيطرة. شعور من الغضب الشديد اجتاحه، وحركته اللاواعية كانت عنيفة. ضربها بقوة على وجهها، كأنه لم يعد يستطيع تحمل كل ما قيل.
وكانت اللحظة صادمة له ولها على حد سواء. وسام تجمدت في مكانها، والدموع بدأت تتساقط من عينيها دون أن تستطيع إيقافها، بينما عادل نظر إليها بصدمة، قلبه ينفطر على ما فعله.
عادل (بحزن عميق، وهو يقترب منها):
“وسام… أنا… مش قادر أصدق إني عملت كده. أنا… آسف، والله… سامحيني ياوسام انا بعشقك مش بقدر اعيش من غيرك ابدا انتي روحي وكياني كله انا بتتفسك ياوسام اديني بس وقت وانا والله هعرف كل الناس
لكن وسام لم تتحرك، كان قلبها مليئًا بالكرامة الجريحة، وبالرغم من حبه لها، إلا أنها كانت غاضبة من تصرفه بشكل لا يمكن أن تحتمله. تراجعت عنه بسرعة، وأبعدت يديها عنه، ونظرت إليه بعينين مليئتين بالغضب والخذلان.
وسام (بحزم، والدموع تغرق وجهها):
“سيبني… سيبني لو سمحت.”
عادل وقف هناك، عاجزًا عن إيجاد الكلمات المناسبة، وكان قلبه ينهار كلما رأى نظرتها الجريحة. حاول أن يقترب منها، أن يعتذر، لكنه كان يعلم أن هناك شيئًا قد تحطم في داخلهما. وفي النهاية، انحنى على الأرض، ومسح دموعه التي بدأ يشعر بها هو الآخر، ثم خرج من البيت دون أن ينطق بكلمة.
وسام ظلّت جالسة على الطاولة، عيونها غارقة في دموعها، قلبها متفجر من الألم. كانت ترى كل شيء أمامها يتداعى. تركت نفسها تبكي بصمت، حيث لم يعد لديها أي جواب سوى ألمها العميق.
عادل غادر، وذهب إلى عمله، تاركًا إياها تتعامل مع مشاعرها المكسورة، محاولًا أن يجد حلاً لما فعله، لكن كان هناك شيء بداخله يقول له إن الحل لن يأتي بسهولة، ولن يمر كل شيء دون عواقب.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في مكتب عادل داخل شركته الكبيرة، كانت الأجواء مليئة بالحركة والنشاط. كان المكتب يعكس شخصيته القوية، مليئًا بالصور الفاخرة والميداليات التي حصل عليها في مجال عمله. كان عادل يجلس وراء مكتبه، يراجع بعض الأوراق والمستندات المهمة. فجأة، دخل سامي، شقيق داليا، الذي يعمل أيضًا في مجال الأعمال، وكان يحمل بين يديه ملفًا يحمل تفاصيل صفقة كبيرة.
سامي دخل المكتب بخطوات ثابتة، وعينيه مليئة بالجدية والاهتمام. اقترب من عادل وجلس على المقعد المقابل له دون أن يقول كلمة واحدة في البداية.
سامي (بعد لحظة من الصمت، بصوت هادئ):
“إيه الأخبار؟ وصلت لمرحلة في المفاوضات؟”
عادل (بحسم، وهو ينظر إلى سامي بنظرة مركّزة):
“ايوة، الصفقة في طريقها للاكتمال، ولكن لازم نكون حذرين في التفاوض مع الطرف الآخر. التفاصيل الصغيرة ممكن تكلفنا كثير.”
سامي (مستندًا إلى الملف الذي بين يديه، يرفع حاجبه قليلاً):
“إحنا عارفين إن الصفقة دي هتفتح لينا أبواب جديدة، لكن في الوقت نفسه، لازم نكون جاهزين لأي مفاجآت. الطرف الآخر مش سهل.”
عادل نظر إليه بعينيه الثاقبتين، وفكر للحظة قبل أن يجيب.
عادل (بهدوء، وهو يمرر يديه على أوراقه):
“تمام، بس إحنا لازم نكون واقعيين. لازم نضغط في النقاط اللي تهمنا، ونكون جاهزين إذا حاولوا يغيروا شروط الصفقة في اللحظة الأخيرة.”
سامي أومأ برأسه موافقًا، ثم أسند نفسه إلى الكرسي وبدأ يتحدث عن بعض التفاصيل التقنية والمالية التي كانت بحاجة للمراجعة.
سامي (بصوت منخفض ولكن حازم):
“أنا متأكد إن في بعض البنود في العقد هتكون نقطة ضغط. لو قدرنا نلعب صح، ممكن نجيب شراكة دائمة بدل صفقة لمرة واحدة.”
عادل (مبتسم قليلًا، وهو يلمس بيده طرف ذقنه):
“ده بالضبط اللي كنت بفكر فيه. لو نجحنا في استغلال الفرصة دي صح، نكون حجزنا مكان لينا في السوق لفترة طويلة. أهم شيء إننا نثبت لهم قوتنا ومكانتنا.”
الحديث استمر بينهما بحيوية، يتبادلان الأفكار والاقتراحات، حيث كانت الساعات تمر بسرعة في هذا النقاش المثمر. لكن في وسط الحديث، كان عادل يشعر بشيء غريب في قلبه، شيء من الحزن والقلق الذي لم يستطع التخلص منه. فكر للحظة في وسام وكيف كانت الأمور بينهما في الأيام الأخيرة، لكنه حاول أن يبعد تلك الأفكار جانبًا.
سامي لاحظ صمت عادل المؤقت، فرفع نظره إليه بدهشة.
سامي (مستغربًا):
“في حاجة ؟ شكلك مش في المود كده.؟
عادل فاجأه بنظرة سريعة، ثم ابتسم قليلاً وهو يحاول إخفاء ما يشعر به.
عادل (بابتسامة صغيرة، لكن صوته كان متوترًا قليلًا):
“لا، مفيش حاجة. بس ضغط الشغل بيأثر عليا، والأمور مش سهلة في البيت كمان.”
سامي أومأ بفهم، لكنه لم يعلق كثيرًا على ذلك، بل عاد إلى التركيز على تفاصيل الصفقة.
سامي (بحزم):
“إذا كنت محتاج أي مساعدة أو رأي في الصفقة، أنا موجود. لازم نكون يد واحدة عشان ننجح.”
عادل نظر إليه بتركيز، وابتسم بلطف.
عادل (بإيجابية):
“أنت دايمًا في ظهري. خلينا نخلص الصفقة دي على خير، وبعدين هنشوف باقي الأمور.”
استمر الحديث بينهما، وكانت نظرات عادل تركز على الصفقة أكثر من أي شيء آخر، لكنه شعر بأن الأمور مع وسام ستظل تلاحقه، حتى وإن حاول إخفاء ذلك خلف واجهته المهنية القوية.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في مكتب عادل، كان الجو مشحونًا بمزيج من الضغط النفسي والترقب. كان يراقب شاشة الكمبيوتر أمامه، لكنه لم يكن في حالة تركيز تام. عقله كان مشغولًا بشيء آخر… بشخص آخر. كان يفكر في وسام، في الكلمات التي قالها لها، في الضربة التي وجهها إليها، في نظرتها الجريحة التي لن ينساها أبدًا.
كان الهاتف يرن على مكتبه، وعندما نظر إلى الشاشة، وجد اسم داليا يظهر. تأمل لحظة قبل أن يرفع السماعة.
عادل (بصوت هادئ، لكنه مشحون بالحزن):
“أيوة يا داليا، إزيك ياحبيتي طمنيني عليكي
داليا (بصوت ناعم وجذاب، محاولة أن تكون حنونة):
“أهلاً يا عادل، إزيك؟ وحشتني والله. كنت عاوزة أتأكد إنك بخير، مفيش حاجة تانية اي اخبار الشغل؟
عادل شعر بشيء غريب يتسرب إلى قلبه، كان يحبها لكن قلبه كان مشغولًا بشيء آخر، بشخص آخر. لكنه حاول أن يبقي الحوار طبيعيًا، وأن يخفي مشاعره التي كانت تتلاعب به.
عادل (محاولًا أن يكون لطيفًا):
“أنا بخير، الحمد لله. الشغل مش سايبني في حالي، لكن كل شيء ماشي.
داليا (بتغنج، وكأنها تحاول أن تثير اهتمامه):
“بس كنت عاوزة أعرف لو في فرصة إنك تيجي النهاردة؟ عندي حاجة مهمة عايزة أتكلم فيها معاك. حاجة بخصوصنا.”
سكت عادل للحظة، وعقله كان في حالة من الصراع الداخلي. كان قلبه يميل للذهاب إليها، لكنه كان يعلم أنه يجب أن يعتذر لوسام أولًا. كان عليه أن يواجه خطأه، لكن كيف سيواجهه؟ كان يعلم أنه لا يستطيع أن يخبر داليا الحقيقة.
عادل (بتردد، وهو يحاول إخفاء التوتر):
“أنا… مش هقدر النهاردة يا داليا. عندي شغل مهم لازم أخلصه ومينفعش فيه اي تاجيل
داليا (بصوت غاضب قليلًا، لكنها تحاول أن تكون لبقة):
” خلاص بقى، هتفضل تتهرب مني كتير انا مراتك وليا حق عليك انا بشحت منك الوقت بالعافية لو انا مش كفايا اتجوزتني ليه؟
كلماتها كانت قاسية أكثر مما توقع، وسرعان ما اجتاحت قلبه موجة من الغضب الداخلي. كان يشعر بأنها لا تفهمه، وأنها لا ترى ما يمر به حقًا. كان في حاجة إلى وسام، كان في حاجة إلى أن يشعر بأنها تفهمه بشكل أفضل. لكنه لم يكن يستطيع قول ذلك الآن.
عادل (بصوت عصبي، يحاول السيطرة على غضبه):
“داليا، أنا مش هقدر دلوقتي. لو عايزة تفضلي متمسكة بالموضوع، اعملي حسابك إني مش جاي. مش كل حاجة هتكون زي ما إنتي عاوزة.”
داليا توقفت للحظة، وكأنها شعرت بحجم التوتر في صوته، لكن لم يكن لديها رد على كلمات عادل التي كانت تحمل حدة.
داليا (ببرود، محاولة أن تظهر عدم اهتمام):
“تمام… طالما مش هتقدر، خلينا في شغلك. بس إحنا محتاجين نتكلم قريب.”
عادل كان على وشك أن يضع الهاتف، لكنه شعر بشيء بداخله يشتعل. كان يريد أن يهرب، لكن شيئًا ما داخله كان يصر على أن يواجه مشاعره. أغلق الهاتف ووقف، ثم بدأ يتنقل في الغرفة بأقدام ثقيلة، حتى وصل إلى نافذة المكتب، حيث ظل يحدق في الشارع الذي بدا خاليًا من الحركة.
هو كان يعلم أنه لا يستطيع أن يخفي مشاعره تجاه وسام. هي الشخص الوحيد الذي كان يحس به، الشخص الذي يشعره بالراحة والصدق. لكن المشكلة كانت في العائلة، في القيود التي وضعوها عليه، وفي الخوف الذي يملأ قلبه عندما يفكر في ما يمكن أن يحدث إذا عرفوا حقيقة علاقته مع وسام.💔
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في غرفة الجلوس الفاخرة، كانت داليا تجلس على الأريكة، تحدق في هاتفها بتركيز وكأنها تبحث عن شيء ما. أعصابها مشدودة، وأفكارها لا تفارق عادل. رغم أنها تشعر بشيء غريب في تصرفاته، إلا أنها لم تكن مستعدة للاعتراف بأن هناك ما يهدد علاقتها. في هذه اللحظة، دخل سامي إلى الغرفة، يحمل بعض الملفات. لاحظ على الفور انشغالها ووجهها المتجهم.
سامي (بصوت هادئ، ملاحظًا تململها):
مالك ياداليا في اي تاني انتي ع طول كدا دماغك شغالة ارحمي نفسك يابنتي شوية؟
داليا لم ترفع عينيها من الهاتف، لكنها شعرت بحاجة للتحدث. أخيرًا، وضعت الهاتف جانبا وواجهت شقيقها بنظرة حادة، كأنها تحاول تحميله مسؤولية ما يحدث.
داليا (بصوت منخفض، لكن مليء بالغضب):
“أنا مش عارفة عادل إيه اللي جاب ليه التغيير ده. خلاص، مفيش تواصل زي الأول. ولا حتى بيسأل عني. مش فاهمة، حاجة! هو لو مش مهتم بيا، ليه عايزني أكون معاه طيب؟
سامي جلس أمامها، يحاول فهم ما يدور في رأسها. كان يعرف أنها تحب السيطرة على كل شيء حولها، ولكن يبدو أن هذه المرة، حتى هي لم تستطع السيطرة على عادل.
سامي (بتروي، وهو يحاول تهدئتها):
“يمكن يكون مشغول، أو عنده مشاكل في شغله. لازم تفهمي إن مش كل حاجة بتكون زي ما إحنا عايزين ولازم نقدر ظروف بعض ودأ جوزك المفروض تصبري عليه وتكوني معاه وف ضهره؟
داليا انقضت عليه بكلمات قاسية، حتى أنها شعرت أن هذا الحديث يفقدها توازنها. كانت تظن أن كل شيء في حياتها يجب أن يدور حولها، وأن عادل يجب أن يكون تحت سيطرتها تمامًا.
داليا (بلهجة حادة، مرفوعة الصوت قليلاً):
“مشغول؟! ولا خاين ؟ أنا مش مستعدة أكون في علاقة مع شخص مش قادر يشوفني. لو مش قادر يديلي انتباهه زي ما كان قبل كده، يبقى مش مهم يكون في حياتي. أنا مش عايزة حد يبعد عني. لو هو مش قد المسئولية، يبقى مع السلامة!”
سامي شعر بتسارع نبضه، لكنه حاول أن يحافظ على هدوئه. كان يعرف أن داليا تحب التملك والسيطرة، لكن هذه المرة كان الموقف أكبر من ذلك.
سامي (محاولًا أن يكون موجهًا، لكن في نفس الوقت حذرًا):
“إنتِ كده بتضغطي عليه. مفيش حد هيقدر يتحمل ده، مهما كان بيحبك. لازم تبقي هادية وتدي ليه فرصة يعبّر عن نفسه.”
داليا نظرت إليه بحقد، ثم أعادت النظر إلى الهاتف كما لو أنها تلاحق كلمات عادل التي لم تأتِ. كانت غاضبة، خائفة، وتشعر بأنها بدأت تفقد السيطرة على شخص كانت تتوقع أن يكون ملكًا لها فقط.
داليا (بتفكير قاسي، لا يبدو عليها الندم):
“لو هو مش قادر يديلي اللي انا عايزاه ، يبقى أنا مش هضيّع وقتي ف شخص مش قادر يكون ليا. عارف يا سامي، أوقات بحس إن عادل بيهتم بيها أكتر مني، وإنه مش شايفني زي الأول. أنا مش هفضل أعيش في التوهة دي
سامي نظر إليها بدهشة، وعينيه مليئة بالقلق، لكنه لم يستطع أن يوقفها.
سامي (بحذر، موجهًا كلامه إلى داليا):
“إنتِ عارفة إنك ممكن تخسري كل حاجة لو فضلت على الوضع ده، صح؟ يعني لو عايزة تفقديه، خليكي كده.”
لكن داليا لم تكن مهتمة بكلامه. كانت مشاعرها تتدفق وكأنها لا تعترف بأي حدود أو قيود.
داليا (بتحدٍ، وهي تقف لتبتعد عنه):
“أنا مش هسمح لحد يبقى أقوى مني في حياتي. لو عادل مش هيرجعلي زي الأول، يبقى هو اللي غلطان. مفيش حد يقدر يهرب مني.”
سامي كان يحاول أن يفهمها، لكنه شعر بأنها كانت تغرق في طريق مسدود. كان يعلم أن داليا ليست الشخصية التي تتراجع بسهولة، لكنها قد تكون في طريقها لتدمير ما كانت تظن أنه ملكها. كان لديه خوف داخلي من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، لكن في نفس الوقت، لم يستطع فعل شيء لتغيير مسارها.
فقط تركها تبتعد، بينما هو كان متأكدًا أن الأمور بين عادل وداليا قد تتغير إلى الأبد.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في شقة وسام الصغيرة، حيث كان الهدوء يعم المكان، تجلس وسام على الأريكة تتأمل في نفسها وفي ما يحدث حولها. كانت عيونها متعبة، مليئة بالحزن والقلق، لكن داخل قلبها كان هناك شوق دفين لعادل. فجأة، فتحت باب الشقة ورأت عادل يدخل. نظر إليها بنظرات مليئة بالأسف، وكأن قلبه يحترق لما يراه في عينيها.
وقف عادل عند الباب للحظة، كأنه يود أن يقول شيئًا، لكن الكلمات كانت تتعثر في فمه. وسام لم تنطق، فقط أومأت برأسها نحو الأريكة. كان بينهما حاجز غير مرئي، حاجز من الصمت والألم، لكن في الوقت ذاته كان هناك شعور عميق بالاحتياج والتعلق.
عادل (بصوت خافت، وقد اقترب منها قليلاً):
“وسام… أنا مش عارف أبدأ منين. كل لحظة بعيدة عنك بتموتني . كان المفروض أكون هنا من زمان مش اسيبك لوحدك ولدماغك سامحيني مكنش قصدي اضربك ينقطع ايدي قبل تتمد عليكي ياهنا ايامي كلها
وسام نظرت إليه بعيون دامعة، وتنفست بصعوبة. ثم وقفت فجأة، وجاءت إليه بسرعة، ولكن دون أن تلمسه، فقط وقفت أمامه، عيونها تتسائل كيف وصلوا إلى هذه النقطة.
وسام (بصوت هادئ، مليء بالحرقة):
“أنت ليه كل مرة بتبعد عني؟ كل مرة بتحسسني إني مش موجودة في حياتك. حرام عليك ياعادل جالك قلب تمد ايدك عليا ليه مش حاسس بالتضحية اللي عملتها عشانك بس خلاص للصبر حدود وانا مش قادرة
عادل شعر بجدران قلبه تنهار وهو يسمع كلماتها. كان الألم في عينيها يؤلم قلبه أكثر من أي وقت مضى. اقترب منها بحذر، أمسك بيدها برفق، وحاول أن يطمئنها.
عادل (بصوت مملوء بالندم):
“أنا مش بعيد عنك عشان مش بحبك، بالعكس… أنتِ كل حاجة في حياتي. بس في حاجات بتضغط عليا من كل مكان. العيلة، والشغل، والناس… كله مع بعض بيخلي المواقف أصعب. لكن في النهاية، مش هقدر أعيش من غيرك وبجيلك عشان انتي ملجإي الوحيد هيهون عليكي انا وتقسي قلبك عليا انا جاي بقولك حقك عليا تعالي ف حضني بقا
وسام كان قلبها يصرخ، تتمنى أن تسمع منه كلمات أخرى، لكن في ذات الوقت كانت مشاعرها مختلطة بين حب عميق وبين خيبة أمل. مدت يدها إلى صدره، تحاول أن تجد الأمان في حضنه، لكن لم تستطع أن تكبح دموعها.
وسام (بصوت مخنوق، بين البكاء):
“أنا مش قادرة أعيش كده، مش قادرة أكون موجودة في حياتك وأنا مش الأهم. كل ما قرب منك، كل ما حسيت إني بعيدة عنك أكثر. أنت مش شايفني، مش شايف قلبي، مش شايف حبّي ليك مش قادر تضحي وتواجه دايما بتختار معايا اسهل الطرق معايا مش كل مرة تيجي وانا استسلم كدا اسفة ياعادل لو سمحت محتاجة وقت مع نفسي شوية
عادل شعر بألم شديد في قلبه من كلماتها، لكنه لم يتراجع، بل اقترب أكثر منها، وعيناه مليئة بالحب الذي لا يستطيع إخفاءه.
عادل (بصوت حزين، وهمس قريب من أذنها):
“وأنا مش شايفك؟ مش شايف حبك؟ ده أنا محتاجك طول ةلوفت لكن الحياة مش دايمًا بتكون سهلة… بس انا مكدبتش عليكي ياوسام وعرفتك الحقيقة وانتي اللي اخترتي تخوضي معايا التجربة يبقي لازم تكملي الطريق لاخره مهما كان صعب
وسام رفعت رأسها إليه، وحاولت أن تمسح دموعها بيدها، لكن عادل امسك وجهها برفق بين يديه، وأخذ يحدق في عينيها العميقتين.
عادل (بصوت عميق، ويداعب شعرها بلطف):
“وسام، انتِ كل حاجة في حياتي. ما أقدرش أعيش من غيرك. عمري ما كنت هسمح لأي حاجة تفرقنا. بس لما بتعقد الأمور بينا، بنحس إننا مش قادرين نلاقي طريق واضح. ولكن الحقيقة واحدة، احنا الاتنين محتاجين بعض يبقي ليه التعب والوجع
وسام كانت تشعر بشعور غريب بين راحتها وألمها، لكنها في نفس الوقت كانت تشعر بقلبها يفتح له. لم تستطع أن تبتعد عنه، فتقدمت بخطوة نحوه، ودفعت وجهه بيدها كي يقترب أكثر. كانت تشعر بشوق شديد له، وكأن جميع الحواجز بينهما تتلاشى في هذه اللحظة.
وسام (همسات، تعبيرًا عن الحنين):
“أنا مش هقدر أعيش من غيرك، كل لحظة بنبعد فيها عن بعضي بتكون أصعب من الثانية اللي بعدها.عايزة أعيش معاك، ودي أكون في حياتك للأبد بس كل حياتنا مهددة محتاجة منك تكون شجاع عشان خاطري ياعادل
اقترب عادل منها، واحتضنها بشدة، كأن قلبه كان يبحث عن الأمان داخلها. كانت أنفاسهما تتلاحق معًا، وشعر عادل بصدق مشاعرها في هذه اللحظة
عادل (بصوت مليء بالحب والاحتياج):
“وأنا برضه مش هقدر أعيش من غيرك. لو قلتلك إني محتاجك ، ده مش كفاية. بس بحاول أرتب حياتي عشان أكون معاكي في كل حاجة اصبري بس عليا وانا هعوض قلبك عن كل دا سامحيني ياروح قلبي.”
همس بكلمات دافئة في أذنها، كان يطلب منها أن تمنحه فرصة جديدة، وأن تكون هي الجزء الأهم في حياته، رغم كل العقبات.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
.داخل صالون التجميل
في الصباح الباكر، كان الصالون يعج بالحياة والضجيج المعتاد. كان الجو مليئًا بالحديث عن الجمال والموضة، بينما كانت وسام منهمكة في عملها. كانت تنقل أناملها بخفة وأناقة على الشعر، بينما كانت تفكر في أشياء أخرى… عادل، والحب المفقود، والمشاعر التي لم تجد لها مكانًا في قلبها.
الزبونة التي كانت تجلس أمامها ابتسمت بخجل عندما نظرت إلى نفسها في المرآة، بينما كانت وسام تضع اللمسات الأخيرة على تسريحتها، نظرت إلى باب الصالون فوجدت شخصًا يدخل. كانت داليا، مديرة البيوتي سنتر، التي دخلت بخطوات واثقة، محاطة بهالة من القوة.
داليا، التي لم تلاحق وسام بنظراتها من قبل، توقفت للحظة، ثم تحركت نحوها بهدوء. كانت عيونها تلمع تحت الضوء الخافت للصالون، وعندما اقتربت من وسام، ابتسمت ابتسامة كأنها تحمل سرا.
داليا (بابتسامة خفيفة):
“شغلك دايمًا مميز يا وسام، ومؤخراً لقيت شغل كتير عندك، دا شيء مفرح بالنسبالي
وسام، التي لم تكن تتوقع هذه الكلمات، ابتسمت ببساطة. كان كلام داليا يبدو طبيعيًا، لكنه في الواقع كان يترك في قلبها تساؤلات. كانت تعلم في أعماقها أن هناك شيء غامض في هذا الحوار، لكن كان من الصعب أن تحدد ماهيته.
وسام (بحذر):
“شكراً يا داليا… بس زي م انتي عارفة، دايماً بحاول أقدم الأفضل هنا.”
داليا نطقت كلماتها بطريقة ناعمة، لكن عينيها كانت تحمل شيئًا من المعرفة التي لم تفصح عنها بعد.
داليا (بابتسامة مائلة):
“أنا دايمًا مؤمنة إن كل واحد فينا ليه مكانه الخاص. وانتي تستاهلي مكانك دا
كان هناك صمت بينهما، وتوقف الزمن للحظة. وسام حاولت أن تلتقط ما وراء كلمات داليا، لكن لا شيء كان واضحًا. كانت تلمح شيئًا في عينيها، شيئًا قد يكون أكثر من مجرد مجاملة، لكن كانت تجاهد لفهمه.
الزبونة (تبتسم):
“شكرًا ليكِي الشغل كان ممتاز، وبصراحة كنت متوقعة أقل من كده.”
وسام ابتسمت مرة أخرى، محاولة إخفاء الارتباك الذي بدأ يظهر على وجهها. بينما داليا كانت تراقب عن كثب، وبينما كانت وسام تنتهي من عملها مع الزبونة، تساءلت: هل كانت هي مجرد جزء من لعبة أكبر؟
ولكن فجأة، اتصل هاتف وسام، وعندما نظرت إليه، لاحظت أن الشخص الذي يتصل هو عادل. شعرت بشيء من التوتر، لكن قبل أن تتمكن من الرد، اقتربت داليا منها وقالت بهدوء:
داليا (بتأكيد هادئ):
“أنا شايفة كل شيء، وفاهمة اللي بيجرا حواليا
كلمات داليا كانت بمثابة صدمة غير مباشرة، حيث تساءلت وسام: هل كانت تدرك ما يحدث بالفعل؟ ولكن لم تجرؤ على الاستفسار، واكتفت بالصمت، بينما داليا أكملت حديثها بحذر:
داليا (بنبرة غامضة):
“اطمني كله ماشي كويس
ظل الارتباك يسيطر على وسام، وهي لا تعرف إذا ما كانت قد فهمت ما تقصده داليا أم لا. كانت تلك اللحظة مليئة بالكثير من التساؤلات، والجو في الصالون بدا كأنه يحيط بها من كل جهة. وهل ما كانت تشعر به من خوف تجاه الحقيقة سيكون له تأثير؟
بينما كانت داليا تتحرك بعيدًا، تركت وسام تترقب المجهول. هل كانت مجرد مراقبة، أم أن تكون كل شيء سيكون مختلفًا في اللحظة المقبلة؟
التساؤل الذي يظل عالقًا: ماذا تعرف داليا عن وسام؟ وما هي اللعبة التي تلعبها؟
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (عشق تحت القيود) اسم الرواية