رواية حارة تايسون (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم زينب سمير
رواية حارة تايسون الفصل الاول 1 - بقلم زينب سمير
'حارة_تـايسـون '
الفصل الاول ..
بظلمات الليل ، شارع نائي بشوارع مدينة القاهرة ، به عدة مباني غير مسكونة ، يعمه الهدوء والسكينة ، سكينة مرعبة ليست بالتي تدفئ القلب بالاطمئنان بل ترهبه اكثر ، يجعلك عندما تدخل اوله تهرول لتغادره ..
باحدي جانبي الطريق وقفت سيارة تضم ثلاثة رجال ، طوال القامة ، اقوياء الجسد تبدو علي ملامحهم علامات الاجرام ، يمتلكك شعور بعدم الراحة منهم والخوف عند النظر إليهم ، نظر اولهم لـ باقيتهم وهو يردف بقلق غريب علي واحد مثله يملك تلك القامة وهذا الجسد ! :-
_الليل ليل علينا ولدلوقتي مجبناش المطلوب لـ البية
اردف الثاني وهو يمشط الشارع بعينيه:-
_نستني في الشارع دا شوية لو لقينا حد معدي يبقي دا قدره ، ملقناش يبقي نروحله فاضيين وامرنا لله
صاح ثلاثهم بزعر:-
_عايزين تروحوا فاضيين روحوا ، لكن انا مهرجعش غير بطلبه ياما مش هتشوفوا وشي تاني
نظر له الاول بسخرية وكاد يتحدث ، لكن توقفت الكلمات بحلقه وهو يري فتاة تأتي من بعيد ، راكبة دراجة نارية تقودها ببطء شديد يدل علي خوفها وقلقها الواضح من المكان ، ابتسم بـ شر وعينيه مرتكزة عليهم ، قائلا لهم:-
_العروسة وصلت ..
نظرا لحيث ينظر فتوسعت عيونهم وهي تتقدم بالدراجة منهم ، حيث وضحت الرؤية ورأوا فتاة جميلة بملابس جريئة تتقدم منهم ، لم يسمحا لنظرهم ان يتفحصها بكل تعمق بل فقط راوا ما ارادوا وهو انها ضعيفة الجسد وهذا المطلوب .. ليسهل مهمتهم !
كان ما يفصل بينهم مترا ، قطعوه هما عندما توجوا نحوها بخطوات قوية لمحتها فتوقفت بدراجتها بقلق ، ارعبها مظهرهم ولم تعرف ماذا عليها ان تفعل
كادت تتوجه بدراجتها لناحية العودة مرة اخري ، لكن احدهم سبقها ووقف علي نهاية الدراجة واخر بأولها والثاني وقف جوارها تماما
نظرت لثلاثتهم برعب ناطقة:-
_انتوا مين وعاوزين مني اية ؟
قال واحد منهم بصرامة يأمرها:-
_تمشي معانا
صرخت بوجل وهي تستعد لترك دراجتها:-
_امشي معاكوا فين ، انتوا مجانين ولا اية ؟
لم تكمل عبارتها ووجدت واحد منهم ترك مكانه ووقف خلفها مباشرتا ، صرخت برعب وهي تنظر له ، لم تعرف ماذا تفعل كل ما جاء علي افكارها انها تركض ولكن قبل ان تفعل كبل وثائق يدها الرجل وجاءا الاثنين الاخرين وساعدوه بتحكيم تكبيله حولها ، ظلت تتحرك بين ايديهم في محاولة منها لـ الهرب .. لكن لم تستطيع ، هتفت بضعف:-
_سيبوني وهديكم اللي انتوا عايزينه ، سيبوني والنبي
لكن واحد منهم رد بأسف:-
_للاسف البية مش عايز فلوس ، البية عايز واحدة نسوان وحظك وقعك في ايدينا
لم تفهم عبارته حاولت ان تتحدث لتفهم ، ان تصرخ لعل احدا يسمعها ، لكنه اغلق فمها بلاصق اخرجه من جيب بنطاله بلحظة سريعة وهو يردد:-
_شكلها فارعة وصوتها فيه الروح وانا معنديش خلق لـ كهن البنات دا
ومن كثرة حركتها وصراخها خمدت قواها بعد دقائق وغابت عن الوعي ... !
. . .
حملوها الثلاثة من داخل السيارة واخرجوها منها ، بعدما وصلوا لـ المكان المنشود ، منزل عبارة عن طابقين مساحته ليست بهينة ، له طلة حجرية تعطيك اشارة عن كونه منزل ذات اثاث قديم اثري فخم !
ترك احدهم جسدها بيد الاثنان الاخرين وتوجه لـ الباب طارقا عليه ، لحظات وطلت الخادمة " ام السعد " لم تكاد تتحدث ولمحت الفتاة رمقتها بعدم فهم وقلق ونظرت لـ الطارق الذي ما كان سوي " جعفر " بنظرات مستفهمة الا انه تلاشاها وكأنه لم يفهمها هاتفا:-
_البية جوه ؟
ردت مختصرة:-
_مستنيك من زمان في اوضة المكتب
اشار لـ الاثنين الاخرين ان يتبعوه وهي نائمة بين ايديهم ، هتف واحدا منهم وهو يرمق الفتاة التي بين ذراعيه:-
_الباشا هيفرح اوي بالعروسة
نظر لها الاخر بعيون وقحة مرددا:-
_البت الحقيقة وتكة اوي
طرق جعفر علي باب غرفة المكتب ثم دخل بعدما اذن له سيده بذلك ، قبل ان يدخل اشار لهم ان يقفا امام الباب ولا يدخلا الا اذا نداهم ، قطع الخطوات الفاصلة بين الباب ومكتب السيد حتي وقف امامه
نظر لسيده فوجده يطالعه بنظراته التي تشعرك بالتعرية امامه ، يشعرك كأنه يقرأ دواخلك
جعفر وقد رجفت جفونه:-
_تايسون بية ....
قال اسمه وتوقفت الكلمات بحلقه ، فهو اتي بالمطلوب ولكنه ليس واثقا اذا كان محققا لشروط السيد تايسون ام لا !
_امـم
هكذا كان رده ، وتابع:-
_جبت اللي عايزه ؟
جعفر بيمأه براسه:-
_ايوة ياباشا
ودون ان يترك مجالا لـ القلق ليراوده نادي الرجلين الواقفين امام الباب بالخارج ليدخلا لهم ، لحظات وكانا يدخلا وهي بيدهم ، تعلقت عيون تايسون بها وهي بين ذراعيهم ، اشار لهم ان يضعاها علي الاريكة الموجودة بغرفة المكتب ، وضعاها .. فأشار لهم بالمغادرة
نطق جعفر:-
_امشي انا كمان ؟
اشار له بنعم ، فغادر مع الاخرين وهو يتنفس الصعداء اخيرا ..
وعاد هو بنظراته نحوها جال ببصره عليها من اول خصلات شعرها البنية الحريرية القصيرة التي تصل بالكاد لمنتصف عنقها لحتي عنقها المرمري الابيض ، لكنزتها القصيرة ذات الاكتاف المعراه ، مرتديه عليه بنطال قصير " شورت " يصل لقبل الرقبة بقليل وحذاء رياضي ، كانت طلة جريئة رياضية ، اعجبته الطلة وبالتالي صاحبتها اعجبته ، حيث عاد بنظره لوجهها مرة اخري يتفحصه تلك المرة بكل تركيز ..
عيونها واسعة ظهر هذا رغم جفونها المغمضة ، رموشها كثيرة وكثيفة ، انفها رفيعة منحوتة ، شفتيها ... اها من شفتيها لم يستطيع ان يمررها مرور الكرام بلونها الاحمر الطبيعي وصغرها .. كانت صغيرة لكنها مكتنزة
لم يفكر كثيرا ، بل هبط بوجهه نحوها عارفا ما سيفعله ، سيقبلها .. سيقبلها
كادت ان تصل شفتيه لـ خاصتها لكنها فتحت عيونها فجأة بتلك اللحظة
فأبتعد وانتفضت هي جالسة في مكانها خائفة ، نظرت لـ المكان حوله وله بعيون مرتعبة صائحة:-
_انا فين وانتوا عايزين مني اية ؟
كانت خائفة ولها الحق فهي غابت فجاة عن جنة الحياة لتستيقظ في جهنمها !
لم يرد ، كان يراقبها بعيون لا تحتوي علي اي تعابير ، ووجهه جامد كذلك ، حاولت ان تنهض عن مكانها لكن يده منعتها نظرت له بغضب صائحة:-
_انت مين ؟ وعاوز مني اية ؟ ومين جابني هنا ؟
اجابها بـ برود بعد صمت دام لـ لحظات:-
_مين جابك ؟ رجالتي ، انا مين ؟ تايسون ، عايز منك اية ؟ ولد مني صلبي ..
هي هنا لـ امرا ما ، هل ستستطيع تنفيذه ؟ هل ستوافق عليه من الاساس ؟
ام ستفعل المستحيل لتهرب من براثنه !
. . .
نقلت ابصارها من علي باب المنزل لزوجها الجالس بقلق يحاول اخفاءه .. عيونها كانت دامعة وهي تنطق بحزن:-
_نصري
نظر لها مستفهما ، فتابعت بقلب ام تشعر بخطر علي فتاتها:-
_حاسه انها مش بخير
نفس احساسه ، بل تفكيره كان يتخيل الاعظم وما يوجعه فكرة انه من الممكن ان يكون السبب ، عمله ك ضابط رَبي له كثيرا من الاعداء ، فهل من الممكن ان يكون احدهم ينتقم منه في ابنته ؟!
كأنه كان ينتظر كلماتها حيث نهض وهو يردف:-
_انا استنيت بما فيه الكفاية لكن فعلا دلوقتي معدش عندي صبر ، الساعة عدت اتنين الفجر والبنت لسة مفيش عنها خبر ..
كان مازال مرتديا ملابس الشرطة فعندما جاء اخبرته زوجته بتاخير ابنته فجلس من وقتها ينتظرها ، توجه لباب المنزل وقبل ان يغادر اوقفه صوت زوجته " نشوي " الباكي:-
_نصري متجيش من غير بنتي
نظر لها بعيون حانية محاولا ان يطمنها بنظراته و:-
_متخفيش ، ان شاء الله هرجع بيها
وهل سيفعل ؟ هل سيعود بها ؟
هل سيجدها من الاساس ؟
. . .
عودة لـ حارة تايسون ..
كلماته اوقفت عقلها عن التفكير لـ لحظات ، ظلت تنظر له بصدمة دون حراك ودون رد فعل ، بقي هو يراقبها بلا تعابير تُعتبر ! اخيرا فاقت من صدمتها فصاحت بدهشة ممزوجة بعدم فهم:-
_وانا مالي بأبنك ؟
ابتسم مجيبا بثقة غريبة بكلمات ينطقها بكل بطء:-
_ما انا عايزه منك انتي
اؤمات بالنفي عدة مرات كأنها تحاول ان تدخل حديثه لعقلها او تطرده منه ، حركاتها الطفولية بالنسبة له .. مسلية ، تحوذ علي اعجابه وتقطع ملله ، لقد احسنوا رجاله في اختيارهم ، لاول مرة يقوموا بعملا يطلبه منهم بكل هذا الاتقان والتفوق ..
رددت بغضب:-
_انا عايزة امشي ، انت شكلك مجنون او شارب حاجة ، الكلام اللي بتقوله دا مستحيل يكون طبيعي او خارج من حد عاقل
ابتسم بسمة مخيفة وهو يقترب منها ، قاطعا ما بينهم من خطوات قليلة حتي صار جسده وجسدها يفصل بينهم فقط عدة سنتيمترات قليلة لا تحتسب ، لفحت انفاسه الساخنة بشرتها فـ بلا شعور رجف قلبها خوفا منه وزاد الخوف وتحول الي رعب عندما استمعت لكلماته:-
_اللي بيدخل حارة تايسون مبيخرجش منها غير علي كفنه .. شوفي بقي اللي بيدخل بيته ؟ باقي كلامك مش هحاسبك عليه لانك لسة معرفتنيش لكن بعد ما تعرفيني لو لسانك طول ...
ترك حديثه معلقا وقد اصطدمت عيونه السوداء الكحيلة بنظراتها المخيفة التي تبث بالقلب الرعب بعيونها العسلية المنزوجة بالاخضرار المرتعبة وتابع:-
_هقصه ، وصدقيني الكلمة اللي بقولها .. بنفذها من غير ما يرجف ليا جفن
ودون شعور منها رجف جفنها هي ..
بأي جحيم بالله دخلت هي ؟!
بأي نار القت نفسها فيها هي ؟
بـ نار تايسون ياعزيزتي ، بجحيم تايسون ياعزيزتي
ها هي الاجابة قد وصلت لكي ...........!!!!
. . . .
توقعاتكم اية اللي هيحصل ؟!!!
•تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية