رواية عشق الأقدار كاملة بقلم شروق حسام عبر مدونة دليل الروايات
رواية عشق الأقدار الفصل الاول 1
كسر الخواطر مُمكن يخلّي إنسان يتعقّد نفسيًا ، يكره حياته ، كسر الخواطر أكتر حاجة مؤذية فـ لو مش هتعرف تجبُر خاطر اللي قُدامك على الأقل ماتكسروش
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
في منزل بسيط
في إحدى الأحياء السكنية الشعبية بالقاهرة
يستيقظ ذلك الشاب من نومه يؤدي فرضه و يبدل ثيابه و يتجه ناحية المطبخ فيجد والدته تعد له طعام الإفطار قبل الذهاب للعمل
زين بإبتسامة : صباح الخير يا ست الكل
أجابته والدته بحب أمومي وهي سيدة في نهاية الأربعينات
_: صباح النور يا حبيبي يلا أقعد عشان تفطر
جلس زين على تلك الطاولة البسيطة فهو وحيد والدته والده توفي قبل 7 سنوات و أصبحت والدته تهتم به رغم فقرهم و تعبها حتى أكمل دراسته و تخرج و هذا أول يوم له في الوظيفة الجديدة فبحكم أنه كان الأول في دفعته في كلية الهندسة حصل على عرض عمل في شركة العطار لتصدير السيارات كمهندس برمجيات
أنهى زين فطوره و قَبل جبين والدته وأردف قائلًا بحب
_: إدعي لى معاكِ يا ست الكل
أردفت كريمة بدعاء من كل قلبها : ربنا يقويك و يوفقك دايمًا يا إبنِ
_: لو إحتاجتي حاجة رني عليا بس
ردت كريمة بإبتسامة حنونة : تمام يا حبيبي
كانت حياة زين مع والدته تصف بمعنى الكلمة أنه سواء كنت فقيرًا أم غنيًا فإن راحة البال و السعادة و الصحة هم الأهم دائمًا
غادر زين نحو عمله تحت نظرات والدته الحزينة فهي تزوجت والده بعد عناء طويل لكن شاء القدر أن يخطف الموت منها زوجها
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
سار زين في حيه بكل رزانة متأنقًا بطريقته الخاصة و نظرات من حوله متمركزة عليه فجميعهم يحبونه و يفتخرون به صاح أحد العاملين في المقهى وكان العم فتحي موجهًا حديثه لزين
_: الله يرضى عليك يا إبنِ أجيب لك كوباية شاي
أجابه زين بهدوء و احترام : آميين يا عم فتحي آميين تسلم يا غالي
أكمل سيره حتى وصل لموقف الباصات ركب الباص المطلوب ومن هنا سوف تبدأ رحلة جديدة في حياته
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
علي الناحية الآخرى
في إحدى الأحياء السكنية الفاخرة
وفي إحدى الفيلات الراقية
تستيقظ تلك الفتاة التي تبدو في بداية العشرينات من عمرها وتتجهه ناحية المرحاض لتنعم بحمام منعش أنهت تبديل ثيابها ثم هبطت للأسفل لتناول الفطور وجدت أن عائلتها قد أنهت طعام الإفطار بالفعل وكل واحد منهم يستعد للذهاب للعمل صاح شقيقها قائلًا بمرح
_: الناس خلصت يومها و الست سيدرا لسه هتبدأ دلوقتي هههههههه
أنهى حديثه لتنظر له سيدرا بغضب
أردف محمد بخوف مصطنع : آسف مش قصدي خلاص هسكت
ردت سيدرا ببرود و تجاهل : أحسن
ليضحك الجميع على مناقرتهم معًا فهم إعتادوا عليها وأحبوها
أردفت والدتهم هدى بحنان : يلا أقعدي إفطري يا سيدرا أنتِ متأخرة أوي النهاردة
ردت سيدرا بإبتسامة : حاضر
إبتسم عمر وأردف بهدوء : أنا هروح الشركة تعال معايا يا كريم وأنت يا محمد وصل سيدرا الأول وتعال علي الشركة
أجابه الأخوان بصوت واحد : حاضر يا بابا
كان عمر العطار رجلًا في منتصف الخمسينات من عمره لكنه يبقى دائما ذو هيبة و فخامة و عائلته خط أحمر من يقترب من أي أحد منهم فقد جنى على ذاته كما أن كل الفتيات تتهاتفن عليه رغم كبر سنه لكن تبقى ملكة قلبه إمرأة واحدة فقط وهي هدى زوجته وأم أولاده الثلاثة
بعد ذهاب عمر و كريم إلى الشركة و محمد و سيدرا إلى الكلية قامت هدى لكِ تجمع الصحون فهي إمرأة صعيدية أصيلة حرة لا تقبل أن يخدمها أي أحد فهي تطبق مقولة { كل الناس سواسية فيما بينهم فلا أحد يخدم أحد آخر } لذا رفضت أن يدخل أي خادم أو خادمة إلى بيتها و تقوم بكل شيء بمفردها و أحيانًا تساعدها زوجة إبنها البكري هيا و إبنتها سيدرا التي تود المساعدة فتزيد عليهم أعمالًا أكثر مما هم فيه فهي فاشلة و لا تتوافق مع أعمال المنزل أبدًا
شعرت هدى ببعض الدوار حتى كادت أن تقع الصحون من بين يديها لولا تدخل هيا السريع
أردفت هيا بقلق يشع من عينيها : في إيه يا ماما أنتِ كويسة
أجابتها هدى بتعب : ولا حاجة يا بنتي بس أنا تعبانة هطلع أرتاح وإن شاءالله هبقي كويسة
أردفت هيا والقلق مازال مسيطرًا عليها : تمام روحي إرتاحي وأنا هجمع الأطباق وباقي الحاجة
_: الله يرضى عليكِ يا بنتي شكرًا
هيا بإبتسامة : مفيش بينا شكر يا ماما
إبتسمت لها هدى إبتسامة باهتة وصعدت لغرفتها حتي تأخذ قسطًا من الراحة فهي من تعجلها في الصباح لتحضير الطعام نست أن تأخد دوائها
تنهدت وأردفت قائلة بدعاء : يا رب قويني يا رب أنت السميع العليم
أخذت دوائها وتمددت علي السرير لتنعم ببعض الراحة
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
في الكلية
دخلت تسير بخطوات سريعة فهي متأخرة كثيرًا هذا الصباح تشعر بأن هناك شيئًا سيئًا سوف يحدث لكنها لا تعرف ما هو قاطعها صوت تلك المتعجرفة حياة التي إعترضت طريقها وأردفت قائلة بسخرية
_: واو أخيرًا الأميرة ديانا شرفت
أجابتها سيدرا بنفاذ صبر : حياة إبعدي عني أنا مش طايقة نفسي أساسًا فإبعدي من وشي الساعة دي أحسن من إنِ أرتكب فيكِ جريمة
دفعتها بقوة و أكملت سيرها تحت نظرات حياة التي تكاد أن تنفجر من الغضب و الغيظ
دخلت سيدرا قاعة المحاضرات فوجدت أصدقائها في إنتظارها
أردفت ميرا بقلق : إتأخرتى ليه يا سيدرا
سيدرا بنبرة مهتزة كأنها علي وشك البكاء : معرفش والله إتأخرت في النوم مش زي العادة أنا حاسة أنه في حاجة هتحصل
نظر الأصدقاء لبعضهم للحظات ثم أردف كرم قائلًا بمرح
_: بس الموضوع مايستاهلش كل ده يا سيدرا لمجرد أنك إتاخرتي في النوم بقيتي حاسة إحساس وحش
ردت سيدرا بقلق : يا كرم الموضوع مش زي ما أنت فاكر لو كنت مكاني كنت هتحس نفس الشعور
إكتفوا بالصمت فهم يعتبرون سيدرا مثل شقيقتهم وليس صديقتهم فقط وما تشعر به ويؤلمها يؤلمهم أيضًا لكن يحاولون ألا يظهروا هذا أمامها حتي لا يزداد قلقها
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
في شركة العطار
دلف محمد للداخل بعد أن أوصل شقيقته إلى جامعتها لكن إستوقفه أحدهم بتساؤل
_: لو سمحت دي شركة العطار مش كده
إلتفت محمد لمصدر الصوت فوجد شابًا وسيمًا جدًا
محمد بصدمة : إيه ده !!!!
إستفاق من صدمته بعد ثوانٍ و أردف قائلًا بجدية : أيوه هي دي شركة العطار
إتسعت إبتسامة زين و صاح بفرح : تمام شكرًا جدًا
أردف محمد وهو لايزال تحت تأثير الصدمة : العفو
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
بعد لحظات وقف زين أمام مكتب الإستقبال و سأل موظفة الإستعلامات
_: ممكن أقابل مستر عمر العطار لو سمحتي
رمقته الموظفة بإستهزاء و أردفت قائلة بسخرية
_: وأنت مين عشان تقابل مستر عمر ؟؟؟ إبنه و لا إبن اخوه
لتضحك تلك المغرورة بمياعة تحت نظرات زين الغاضبة
قاطعها مجيئ عمر العطار الذي صاح في وجهها بغضب
_: سوزاااااااان إلزمي حدودك من أمتي بنتريق وبنستهزء علي الناس كده؟؟ ده اللي بتكلميه كده بيكون مهندس البرمجيات الجديد اللي هو أعلى مرتبة منك و من أمثالك و راتبه ضعف راتبك ب4 مرات قسمًا بالله لو شفتك بتتكلمي مع حد من ضيوفي مرة تانية بالطريقة دي لأكون طردك من الشركة و من القاهرة كلها
أكمل بصراخ و غضب : فاهمة ولا أفهمك تاني ؟؟
ردت سوزان بخوف : فاهمة…فاهمة…..
أكمل عمر موجهًا حديثه لزين بإبتسامة : حقك عليا يا إبنِ يلا معايا عشان أوريك الشغل
أردف زين قائلًا بإبتسامة بشوشة : حصل خير يا مستر عمر حصل خير بس حضرتك عرفت منين إنِ المهندس الجديد
ضحك عمر بخفة وأجابه : يابني مش أنت حاطط صورتك في الCV عشان كده عرفتك وكمان أنا شوفتك قبل كده مرة من فترة وقت ما كانت الشركة بتختار الطلبة المتفوقين
_: تمام فهمت
إبتسم الآخر وأخذه معه إلى مكتبه وكان هناك كريم و محمد
أردف محمد بتفاجأ : أنت ؟؟؟
رد زين بإبتسامة جذابة : أيوه أنا إحنا إتقابلنا من شوية أنا زين الشناوي مهندس البرمجيات الجديد
تفاجأ كريم ومحمد فهما توقعا أن يكون صاحب هذا المنصب المهم شخصًا مغرورًا (رافع مناخيرو في السما) لكنه كان عكس ذلك تمامًا خصوصًا بعدما مد زين يده لمصافحة كريم الذي قبل هذا و صافحه هو الآخر بصدمة
كل هذا تحت نظرات عمر الراضية فهو يبدو أنه قد أختار الشخص الصحيح
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
بعد لحظات
صدع صوت رنين هاتف كريم وكانت زوجته هيا رفع الهاتف علي أذنه وكاد أن يتحدث لكنه تفاجأ بزوجته تبكي بشدة وصل صوت بكائها العالي لمسامع الباقيين
هيا ببكاء : إلحقني يا كريم ماما هدى
أردف كريم بخوف : في إيه يا هيا ؟؟ أمي مالها
ردت هيا بإنهيار : البقية بحياتك يا كريم
صدمة حقيقية حلت على الجميع ألجمتهم وجعلت ألسنتهم تُشل وتعجز عن التحدث
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عشق الأقدار) اسم الرواية