رواية الحلم و السراب الفصل العشرون 20 - بقلم إيمان عطية
بعد ما نهيت محادثتي مع زياد… قررت إنها غلطة لن تتكرر مجددا مهما حصل… حتى متابعتي لصفحته لغيتها… مش عارفة تفرق أيه إني أتابع شخص مجهول بالنسبالي عن متابعتي لزميل اكتشفت إنه حد محترم بعد ماكنت فاهمة غلط… مش عارفة ليه خفت الأمور تتطور بيننا وتتعدى إطار الزمالة داخل المدرسة فقط… كان جوايا إحساس بالخوف من أي علاقة عاطفية جديدة… كان الجرح جوايا لسة موجود لكن زي القنبلة الموقوتة مش عاوزة أكرر التجربة تاني ولا أعيش حالة الخذلان والتخلي وخيبة الأمل من جديد.. قررت أبعد نفسي عن الشبهات وأعيش لشغلي بس لحد ماتعدي السنة وارجع لأهلي ولحياتي اللي كنت متعايشة معاها…. ياسلاااام… قد أيه أنا مفتقدة العيشة اللي كنت شايفاها روتينية ومملة… وقد أيه بتمنى أرجع أعيشها من جديد… وكفاية عليا حضن أبويا وأمي….
بعد يومين لقيت روضة جيالي البيت…. بعد السلام والكلام… لقيتها بتطلع من شنطتها رواية… بصيتلها وانا مفنجلة عنيا من المفاجأة.. قولتلها أيه ده… جبتيها منين دي؟
_ أنا اللي عاوزة افهم منك والله يانجوى… وبعدين اقولك وصلتني ازاي.
حكيتلها الموضوع كله من أوله لأخره بكل حذافيره… وسألتها تاني… قوليلي بقا الرواية وصلتك ازاي.
_ أبدا ياستي… صاحب سيف كان بياخد درس خصوصي عند زياد.. وزياد سأله عن رقم سيف، وكلمه واتقابلوا في مكتبة جنب المدرسة واداله الرواية قاله دي أمانة توصلها للأستاذة نجوى قريبتك…
_ يادي الفضايح… يادي الإحراج… إزاي يعمل كدة… شكله زودها عالآخر ولازم يقف عند حده..
_ خلاص يانجوى إهدي واللي حصل حصل خلاص… أكيد هو معندوش سوء نية في اللي حصل بس احنا اللي لازم ناخد بالنا عشان كل خطوة محسوبة علينا..
_ عندك حق طبعا… وخصوصا واحدة في ظروفي… المفروض كل كلمة محسوبة عليا… منا مطلقة… (وفضلت أبكي واقول… منك لله يااحمد.. إنت وسهيلة… خلتوني أحمل لقب.. الناس بتعتبره وصمة عار على جبين كل ست… ولازم تكون هي الوحشة اللي قصرت ومعرفتش تحافظ على بيتها وجوزها… وتتحول لفريسة ومطمع لكل من هب ودب)
_ خلاص بقا يانوجا ياحبيبتي إهدي ومتعمليش كدة في نفسك… اللي حصل حصل خلاص.. عاوزاكي تفضلي قوية وصلبة.. وطول مانتي ماشية صح وواثقة من نفسك… ميهمكيش كلام حد..
خلصنا قعدتنا وروضة سابتني وروحت…. بعدها لقيت رسالة من زياد بيتطمن الأمانة وصلت… مارديتش عليه… قاللي اول ماتقريها يهمني أعرف رأيك… فتحت الشات وعملتله حظر…. كان ممكن أرد عليه واطلب منه مايتكلمش تاني عالخاص… لكن حبيت اقفل أي باب ممكن يجيبلي وجع الدماغ.
مر أسبوع على الموضوع ده والرواية مرمية عالمكتب مامسكتهاش من يومها… كنت هديت شوية والفضول والفراغ خلوني أمسكها وافتحها وبصيت على صفحاتها عالسريع… وقعت عيني على بعض الكلمات اللي أثارت فضولي أكتر…. لقيت نفسي بقراها من أولها… فصلت بين زياد وبين القصة وانا بقراها.. عجبتني جداً جداً…. كان ملخصها عن الوفاء والإخلاص في الحب، البطل كان خاطب وخطيبته دي كانت جارته… فضلوا مخطوبين سنتين ومش عارفين يتجوزوا لأسباب مادية.. لحد مافي يوم الموت خطفها منه… ماتت في حادث سير.. وماتت معاها فرحة البطل وأمله في إنه يجمعهم بيت واحد… لكن حبها في قلبه لم يمت… وعايش على ذكراها أسير للماضي وسجين للذكريات…. دلوقتي عرفت سر الاسم اللي اختاره لنفسه. وكمان اسم الرواية…. طيب لما هو بيحبها كدة وعايش على ذكراها.. ليه بيتقرب مني؟؟ معقول أكون فهمته غلط تاني…. عموما ولا غلط ولا صح… أنا خلاص قفلت الباب ده ومش هتراجع تاني… أهو عنده صديقه يروح يفضفض معاه ويشوف رأيه… وأنا يسيبني في حالي أنا مش ناقصة…
تاني يوم روضة كانت عندي… حكيتلها اللي حصل بردوا.. غلطتني إني عملتله حظر… وقالتلي كان كفاية إنك ماترديش… أو تقوليله إنه مينفعش تتكلموا عالخاص… أصله مهما كان زميلك في الشغل والوشوش هتتقابل.. والحظر ده حاجة مهينة للطرف التاني… خلتني ضميري يأنبني من جديد…. قولتلها طيب أعمل أيه… قالتلي ولا حاجة.. اللي حصل حصل وخلاص… المهم قولتلها إني قريت الرواية وطلبت منها تقراها هي كمان وتقولي انطباعها عنها…. وهي بتاخدها من على المكتب لمحت كشاكيلي اللي مليانة تصميمات الفساتين…. سألتني إنتي بتألفي قصص انتي كمان والا أيه…. ضحكت وقولتلها لأ دي شخبطة ورسومات بتسلى بيها وانا فاضية… فتحت واحد منهم وبصتلي باندهاش وقالتلي
_ أيه ده يانوجا… دي شخبطة دي؟ الله يسامحك… أيه الجمال ده… معقول ده رسمك؟
_ آه والله رسمي… بجد عجبك ؟
_ عجبني؟ طبعا عجبني ده ثروة يابنتي… دانتي طلعتي متعددة المواهب وانا معرفش… الله يسامحك ياشيخة… طب كنتي قولي.
_ هههههههه أقول أيه ياطنط… دي مجرد موديلات بتخيلها وارسمها.
لقيتها بعد ماكانت ماشية… قعدت تاني وقالتلي..
_ إنتي عارفة جوزي بيشتغل أيه؟
_ أيوة.. في الاستيراد والتصدير..
_ طيب تعرفي إن أكتر حاجة بيشتغل في تصديرها هي الملابس.. العبايات الخليجي والبراندات والحاجات الخاصة بالموضة والملابس الحريمي…
_ ماشاء الله اللهم بارك…
_ اللي متعرفيهوش بقا إنه له شريك بيوردله الحاجات دي من مصانع عنده… وبيفكر في تصنيع وتصدير فساتين الزفاف.. وبيدور فعلا على المكان والصنايعية اللي ينفذوا الموديلات وناقص بس التصميمات الحصرية عشان هو مش بيشتغل إلا في البرندات العالية.
_ هههههههه الله يجبر بخاطرك ياطنط… وانا مالي بكل ده… أينعم ده كان حلمي من البداية لما يأست إني ألاقي شغل في تخصصي لكن دلوقتي خلاص ربنا أكرمني بالشغل والبركة في حضرتك طبعا…
_ يابنتي انتي مش مقدرة قيمة نفسك ولا موهبتك والنعمة اللي ربنا ادهالك… طب بصي… أنا هحكي لجوزي عالكنز اللي لقيته عندك ده… وهارجع اكلمك تاني… تمام؟
_ هههههههه تماااام.
_ طيب… سلام بقا أحسن اتأخرت… وهاتي الرواية دي عشان اقراها.. يلا سلام.
_ مع ألف سلامة ياطنط.
بعد مامشيت فضلت اضحك ومش مصدقة اللي بيحصل… مسكت كشكول من المحطوطين عالمكتب وفضلت اتصفحه واقول معقول… معقول في أمل إن الشخبطة دي تشوف النور وتتحول لموديلات والعرايس تلبسها والناس تنبهر بحمالها؟ بس ده في تصميمات مرسومة بقالها سنين… وأكيد راحت عليها… بس كلام روضة حمسني وخلاني أتشجع… مسكت كشكول فاضي وفضلت ارسم حاجات جديدة تمشي مع الموضة دلوقتي… وكمان ركزت على موديلات المحجبات لأني شايفة انها نادرة وملهاش حظ على أرض الواقع….. فضلت طول الليل أرسم واتخيل التصميم بعد التنفيذ والأمل كبر جوايا…. لحد ماغلبني النوم كالعادة فنمت….
تاني يوم لقيت روضة بتتصل بيا وقالتلي انها كلمت جوزها وفرح جدا وطلبت مني أصور كام موديل من رسوماتي وابعتهم لها عالواتساب عشان زوجها يوريهم لشريكه… وبالفعل صورتلها كام رسمة وبعتهم لها… إنبهرت من جمالهم وقالت إنها هتكلمني تاني وقفلت..
الدنيا مكانتش سيعاني من الفرحة… معقول ياربي… سبحانك ماأكرمك…. صحيح ربنا ابتلاني بمحنة بسبب جوازي اللي مااكتملش… لكن فضله وكرمه ونعمه لا حصر لها… الحمد لله والشكر لله… والله يارب حتى لو لم يُكتب لي النجاح في الطريق ده لكن الحمد لله على عظيم كرمك في نواحي تانية كتير.
ياترى الدنيا هتضحك لنجوى وتعوضها والا لسة في مشاكل تاني هتقابلها…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية