Ads by Google X

رواية رهينة بين يدي منافق الفصل العشرون 20 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية رهينة بين يدي منافق الفصل العشرون 20 - بقلم مريم محمد

ولد النور فالسماء ضياء ، وعلى الأرض قد أحل سرور
فغدت مكة الحبيبة أرضاً ، مهبط الوحي حل فيها البشير
جاء والكون في غياهب ظلم ، مستطير قد طال منه جذور
جاء بالحق من إله البرايا ، وله الله ساند ونصير
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر

منى راحت لمرام المستشفى بتاعتها تشوفها في شغلها الجديد،
كانت ماشية في طرقة المستشفى بتتلفت حوليها بفضول وخوف في نفس الوقت فهي أول مرة تشوف ناس زي دول، والمستشفى كانت مختلفة تماما عن مستشفى الشرطة اللي مرام كانت شغاله فيها قبل المستشفى دي 

منى حست بحد من وراها بيمسك هدومها فاتخضت وبصت وراها لقت واحد من المرضى بيبصلها بطريقة خوفتها : فرخة، لقيت فرخة 

منى حاولت تشد نفسها منه براحة : فرخة ايه !؟ أنا مش فرخة 

المريض شدها من شعرها وهو بيردد : فرخة فرخة 

منى بألم : يا نهاري حد يلحقني، يا مرام 

مرام جت من وراها وهي بتضحك : ايه اللي أنا شايفاه ده 

منى بصتلها بطرف عينها : ألحقيني يا مرام 

مرام وقفت جنب المريض : ايه ده يا سمسم يا حبيبي لقيت فرختك أخير 

المريض كان بيضحك هو مش فاهم فعلا هي بتقول ايه، ومنى اتكلمت بضيق : ماتهزريش يا مرام بقى 

مرام ضحكت تاني وهي بتحاول تبعد ايد المريض عن منى، وبعد محاولات عرفت أخيرا وبصت لواحد من الممرضين : معلش وصله غرفته 

الممرض أخد المريض ومشي، ومرام بصت لمنى اللي كانت بتبصلها بغيظ : فوكي بقى ده كان بيهزر معاكي 

منى كانت بتضغط على راسها مكان شد الراجل لشعرها ودموعها بتلمع في عينيها بس هي منعاها : كده وبيهزر !؟ أومال لو بيتكلم جد بقى هيعمل فيا ايه !؟ هيموتني !؟ 

مرام : ماتكبريش الموضوع بقى، تعالي يلا نروح مكتبي 

منى : ماشي 

مشوا الاتنين جنب بعض-بقلم/مريم عبدالقادر-ومرام بدأت تحكي : ده اسمه سمير كان مهندس زراعي شاطر جدا وكان بيحب تربية الدواجن 

بصتلها بابتسامة : حب بنت صاحب المزرعة اللي كان بيشتغل معاه واتجوزوا بس للأسف ماتت وهي بتولد، وابنها مات بعدها بساعات ومن ساعتها وهو كده 

منى بحزن : للدرجة دي كان بيحبها 

مرام اتنهدت : كل واحد هنا ليه قصة تقطع القلب 

منى وهي ماشيه لقت ست في نص الأربعين تقريبا واقفه عند باب غرفتها وبتنادي عليها : تعالي يا حلوة، تعالي يا حلوة 

منى مسكت في دراع مرام اللي ضحكت : قوي قلبك كده دي بوسه سكرة المستشفى 

قربت من الست وحضنتها : حبيبتي أنا جنبك 

الست هديت شوية ومرة واحدة اغمى عليها فمرام وكذا ممرضة تانية ساعدوها ترجع تنام في سريرها تاني، ومرام كشفت عليها واطمنت انها بخير، منى وقفت جنبها وهي بتبص على الست : ودي مالها هي كمان !؟ 

مرام : اتجوزت صغيرة وبعد عشر سنين حرمان من الأطفال ربنا رزقها ببنت زي القمر، وأول يوم مدرسة راحت توصل بنتها زيها زي كل أم، وآخر اليوم الأطفال كلهم خرجوا من المدرسة وهي مستنيه تشوف بنتها بس مالقتهاش، فضلت طول اليوم تدور عليها بس البنت كان حد خطـ.فها ومالقتهاش في الآخر، وبقت كل يوم تنزل تصرخ في الشارع وهي بتنادي على بنتها لحد ما بقت كده، وكل مابتشوف بنت كبيرة أو صغيرة تنادي عليها تجيلها 

منى دموعها نزلت ومسكت ايد الست بحنيه، ومرام طبطبت على كتفها : ياما في مستشفى الأمراض العقلية مظلومين 

منى حركت راسها ومرام اخدتها وراحت مكتبها، منى : شغلك هنا صعب أوي 

مرام حطت راسها على المكتب : أوي أوي والله 

منى بشماته : عشان تتبطري على النعمة كويس، اللهم لا شماته بس أنا شماته بصراحة 

مرام بصتلها بغيظ : حيوانه والله 

منى : أهو انتى يا كلبة البحر 

سكتت فمرام بصتلها : مالك !؟ 

منى : ماليش، أنا هروح بقى 

قامت فمرام قامت هي كمان بسرعة ومسكت دراعها : هاهااه ده في المشمش يا حلوة، هتقولي في ايه يعني هتقولي ماليش فيه 

منى بصتلها شوية بصمت وبعدها اتنهدت وراحت قعدت على الشيزلونج بتاع المرضي وطبطبت عليه براحة : كان نفسي اوي أجرب السرير ده من زمان، فرصتي 

مرام راحت قعدت على كرسيها قصادها ومسكت كراستها وقلم : أحكي يا أستاذة منى 

منى شبكت صوابعها في بعض وحطتهم فوق بطنها : يااااه يا دكتورة ده أنا جوايا كلاكيع كتير أوي، تخيلي بنت عمي الصفرا أم صورم كل يوم بتاكل أكلي منها لله أشوفها يا رب جعانة وماتلاقي حتة عيش ناشفة حتى تقرقشها 

مرام عضت على شفايفها بغيظ وضربت منى على راسها بالكراسة اللي في ايدها : والله ماغلطتش لما قولت عليكي حيوانه، بقى أنا صفرا وأم صورم يا جزمة

منى وهي بتدافع عن نفسها : بس يا متوحشة ابعدي 

مرام قعدت تاني على كرسيها ورمت الكراسة والقلم على طول دراعها على المكتب، وبصت لمنى وهي بتفرد رجليها على الشيزلونج جنبها بعد ما زقت رجليها : قابلتيه تاني !؟ 

منى الابتسامة اتمسحت من على شفايفها وحركت راسها بتأكيد : اه هو اللي جه عندي، كنت قاعدة عند المخازن لوحدي لقيته دور عليا وجه قعد جنبي  قال ايه داخ لحد ما لقاني 

منى : وهو يدور عليكي ليه !؟ 

منى : وأنا ايش عرفتي ماقالش 

وكملت بغيظ : لأ وبيقولي أنا خطيبتي مش صفرا، ومعجب بيها وبعد الجواز هيحبها، جاي يقهوني اللي اشوفه سهران الليل مش عارف ينام 

مرام ضحكت وكررت جملتها : اللهم لا شماته بس أنا شمتانه 

منى : أشوفك متبهدلة بهدلتي يا بعيدة 

مرام قلبها دق بعنف وهي بتفتكر آسر قلبها وبصتلها بابتسامة : ده بعينك 

منى : هنشوف 

الباب خبط ودخلت الممرضة سارة : دكتورة في مريض بره 

سكتت لما شافت منى : معلش ماكنتش اعرف إن معاكي مريض 

مرام وهي بتروح تقعد على مكتبها : لأ يا ميس ماتقلقيش اعتبري نفسك مش شيفاها 

منى قامت من على الشيزلونج : حقيقي الأخوات في إجازة، أنا مروحة، وتدري ماذا !؟ هروح اشتكيكي لمرات عمي وهشحنها منك وهخليها تاخدلي حقي منك يا مفترية هااه 

مشت ومرام ضحكت عليها وبصت لسارة : بنت عمي دي وزي أختي بس معلش هي هربانه منها شوية 

سارة بضحكة : شكلها جينات 

مرام : ايه ده قصدك ايه بقى !؟ 

سارة : ولا حاجة خالص هدخل المريض 

خرجت تجيب المريض ومرام قاعدة تبرطم لحد ما المريض دخل فقامت تشوف شغلها 

********
محمود نزل من غرفته أخيرا فهو من ساعة ما أتكلم مع منصورة وهو قاعد في اوضته لوحدة حتى مانزلش على الفطار، صحى الصبح واخد شاور وراح يلبس بص لهدومه ومسك لبس خروج وبعدها حطه تاني واخد بيجامة مريحة ولبسها ونزل 

سُمَيّة مامت محمود بصت عليه وهو نازل على سلالم السرايا : أخيرا الشمس طلعت، ايه لازم نبعت طلب الأول عشان تتفضل علينا بطلتك البهية يا حضرة الظابط !؟

محمود بصلها بطرف عينه : اه، هو أنا أي حد هتشوفوني كده عمال على بطال 

محمد بص عليه زهق : ياريتني دخلت كلية الشرطة أنا كمان 

محمود راح قعد جنبه وحط دراعه على كتفه : أنسى، حتى لو كنت دخلت شرطة برضة ماكنتش هتبقى نصي 

محمد : أنت مصدق نفسك بجد !؟ 

محمود : وماصدقش نفسي ليه !؟

بص لمامته : مافيش آكل ياما !؟ 

سمية قامت من مكانها بلهفة : عنيا ليك يا حبيبي هقوم احضرلك أحلى آكل 

محمد : اشمعنى بقى احلى آكل لمحمود واحنا لأ !؟ نكونش عيال البطة السودا وهو ابن البطة البيضا ولا ايه !؟

محمود بصله باستفزاز، وسمية قربت من محمود وطبطبت على كتفه : ربنا يحفظة يا حبيبي، وهو إحنا بنشوفه كل يوم يعني، ما هو يا قلبي كل يوم في شغله من الصبح لحد الليل وآخر كام شهر كان مسافر القاهرة 

محمد : اه اه طبليله طبلي 

سمية ضربته على راسه تسكته، ومحمود مسك ايدها باسها : تسلميلي يا ست الكل يا ناصرة الغلابة 

محمد ابتسم بسخرية : غلابة !! ده إحنا اللي غلابة والله 

سمية راحت تعمل آكل لمحمود ومحمد قام وقف : أما أروح بقى أشوف حد افتري عليه، ما هو أنا مش من الغلابة 

محمود ضحك وشوح بايده، ومحمد بصله : هو أنت مش هتخرج النهاردة ولا ايه !؟ شايفك لابس بيجامة يعني 

محمود حرك راسه يمين وشمال : لأ مش خارج في حتة، أنا راجع الشغل بكره إن شاء اللّٰه فعايز أجهز نفسي

محمد طبطب على كتفه بدعم : ربنا معاك يا حبيبي ويوفقك 

محمود بابتسامة : تسلملي يا غالي 

محمد : هروح أشتغل أنا مع أبا في الأرض 

محمود : ربنا معاكم 

محمد مشي وسمية طلعت بالاكل ومحمود قعد ياكل، منصورة خرجت من المطبخ وهي حاطه ماسك على وشها وأول ما شافت محمود قاعد لفت وكانت داخله المطبخ تاني بس محمود أتكلم : شوفتك على فكرة حاطة ماسك الزبادي عشان بشرتك تترطب وتحلو صح !؟ 

منصورة بصتله : عادي على فكرة أنا أصلا على طول بهتم ببشرتي 

محمود حرك راسه بتأكيد وكمل آكل وهي راحت قعدت قصاده : هو أنت زعقت لهاجر !؟ 

محمود : ماحصلش 

منصورة : أومال هي كانت بتعيط ليه طول الليل وهمس كمان كانت زعلانه 

محمود : الأستاذة هاجر ركبت خيل وأنا مأكد عليها أكتر من مرة خيل لأ، وبرضة ركبته وكانت هتقع من عليه والله أعلم كان ممكن يحصلها ايه 

منصورة : هي حكتلي فعلا اللي حصل 

هاجر وهمس عرفوا إن محمود نزل من غرفته فراحوا عنده بسرعة لقوه قاعد بياكل ومنصورة بتتكلم معاه، أول ما شافتهم شاورتلهم بايدها : طيب يا محمود عشان خاطري أنا، ولا أنا كمان ماليش خاطر عندك !!

محمود باستغراب : وهو انتى امتي كنتي كيوت كده يا حلوة !؟ 

منصورة ضربته جامد زي عادتها : ماتبوخش بقى 

وهمست : البنات واقفين أهو عايزين يصالحوك 

محمود : اه واخد بالي 

منصورة : طيب، أنت الكبير بقى 

محمود حط المعلقة على السفرة وبصلها : والمقابل !؟ 

منصورة : هقوم اضربك وهيبقى عيب أوي على طولك وعرضك ونسورك

محمود بغيظ : لولا إنك خالتي كنت رديت عليكي والله 

بص لهاجر وهمس اللي واقفين بعيد بيبصوا عليه وهو اتنهد بيأس فهو مابيقدرش يزعل منهم ابدا، شاورلهم يقربوا وهما جروا بسرعة ناحيته وحضنوه الاتنين عشان هو يطبطب عليهم : ينفع اللي عملتوه ده !؟ أنا مش قولت كذا مرة ماتركبوش خيل، انتوا لسه صغيرين وممكن تتأذوا 

همس وهاجر : إحنا آسفين يا ابيه 

محمود : هسامحكم بشرط، توعدوني ماتركبوش خيل تاني غير مع حد كبير من الرجالة، وبكره إن شاء اللّٰه لما تكبروا وتتقنوا ركوب الخيل ابقوا اركبوها لوحدكم 

الإتنين بصوله وهو سأل : وعد !؟ 

الإتنين حركوا راسهم بموافقة : وعد يا ابيه 

محمود بابتسامة : حبايب قلب ابيه، يلا طيروا بقى يا صغيرين

الاتنين ضحكوا وخرجوا من السرايا يلعبوا في الأرض بره، ومحمود بص لمنصورة : سامح كلمني الصبح 

منصورة قلبها دق بسرعة وبصتله بهدوء : خير حصل حاجة ولا ايه !؟ 

محمود : لأ كان بس بيجهز شقتكم وبيسأل لو في أى حاجة عايزاها يجيبها 

منصورة ابتسمت وبعدها بصتله : صحيح هو إزاى إحنا هنجهز الشقة وبابا قال هخرج من هنا عروسة !؟ 

محمود بصلها بضحكة : هو لسه هيجهز !! ده خلاص مافاضلش فيها غير حاجات بسيطة وتكون خلصت 

منصورة : قول والله !! من غير ما ياخد رأيي !؟ 

محمود ابتسم فهو عارف ايه اللي حصل وقام : سامح طلب رقمك من ابوكي عشان يسألك على رأيك وهو بعتهوله

منصورة : ااااه يابا بتبيعني في أول مطب 

محمود : ده على اساس إنك مش نفسك يعني !! 

منصورة ضربته في جنبه وهو ضحك : فعلا الحب بهدله

أخد أطباق الأكل اللي آكل فيها ودخل المطبخ وسابها قاعدة بتبتسم بكسوف وفرحة 

********
بسمة قاعدة في أوضتها وقافله على نفسها ومموته نفسها من العياط، فونها رن فقامت بسرعة أخدته من على المكتب وبصت فيه ولما شافت الرقم اللي ظاهر على الشاشة عيطت أكتر بإنهيار فهي لسه فاكره الرقم كويس من المرة اللي فاتت، رفعت ايدها اللي بترتجف وفتحت الخط وحطت الفون على ودنها واتكلمت ببحه قوية في صوتها من كتر العياط : ألو 

جالها صوت إكس من الناحية التانية متغير بسبب جهاز تغيير الصوت كالعادة : ايه يا حلوة أنتى بتعيطي ولا ايه !؟ 

بسمة : أنت عايز ايه !؟ مش نفذت اللي قولتلي عليه عايز ايه تاني !؟ 

إكس بغضب : بت لمي نفسك مش أنا اللي هتكلميه كده واسكتلك، أنتى فاكره نفسك مين !؟ 

بسمة : أنا مش عايزه أكلمك خالص، أنا عملت اللي قولتلي عليه، قولت للظابط إن أبيه يامن هو اللي أذى مليكة، فبالله عليك توفي بوعدك ليا وماتأذيش مليكة ولا أبيه 

إكس ضحك بصوت عالي : اه اه طبعا مش هأذيهم خالص 

بسمة بخوف : بتتكلم جد شكرا أوي، أبقى رجعهم بقى، أرجوك 

إكس ضحك أكتر لدرجة إن عيونه دمعت : أحلى حاجة إنك مغفلة أوي، تعرفي أنا بحب المغفلين قد ايه !؟ بيسلوني 

بسمة : قصدك ايه !؟ مش هترجعهم !؟ 

إكس : لأ طبعا، على الأقل مش دلوقتي 

بسمة : بس انت وعدتني 

إكس : يا سلام وهو كان حد قالك إني شيخ ولا ايه !؟ 

بسمة بدموع : أنا هبلغ عنك وهوديك في داهية

إكس بضحك : لو انتى من ظهر راجل بجد بلغي عني أنا جاهز 

بسمة : ايوه هبلغ وهتشوف 

إكس : عارفه يا بسمة آخر واحدة فكرت التفكير ده عملت فيها ايه !؟ أقولك أنا عملت ايه

همس بصوت بخوف : قتـ.ـلتـ.ـها

بسمة عينيها وسعت بخوف : ببساطة كده !؟

إكس : اه أبسط مما تتخيلي، فحطي دي حلقة في ودنك يا حلوة مش هيصعب عليا اخـ.لص من أي حد يقف قصادي

بسمة دموعها نزلت تاني وهو كمل بتهديد صريح : وماتنسيش إن صاحبتك الغالية تحت ايدي وأنا أصلا بكرهها فهي غلطة صغيرة منك هبعتلك جتـ.تها عشان تشوفي مصيرك هيكون إزاى

بسمة بعياط : أنت شيطان

إكس : أنا الشيطان يتعلم مني، أنتى كل المطلوب منك تسكتي وبس، لحد ما ارن عليكي تاني أبلغك بأوامري الجديدة اللي هتنفذيها برضه زي الشاطرة عشان ماغضبش عليكي وأنا غضبي وحش، فاهمة !؟

بسمى كانت ساكته وبتضغط على الفون جامد فهو زعق جامد خوفها أكتر ما هي خايفة : فاهمة ولا لأ !؟

بسمه بضعف : فاهمة 

إكس برضا : أهو كده تعجبيني، لو الظابط طلبك تاني هبقى اكلمك ولحد الوقت ده لسانك في بوءك

قفل السكة في وشها وهي اترمت على السرير وعيطت جامد بكل صوتها، عياط أقرب للصر.يخ لدرجة إن مامتها بره سمعت صوتها فخبطت على باب الأوضة ودخلت بقلق : بسمة أنتى بتصرخي ولا ايه !؟

شافتها بوضعها ده فقربت بلهفة وقعدت جنبها على السرير وحاولت تقومها : مالك يا بسمة يا حبيبتي بتعيطي كده ليه !؟ ايه اللي حصل !؟

بسمه اتعدلت من على السرير وبصت لمامتها ووشها غرقان دموع، وحاولت تتكلم بس افتكرت تهديد إكس الصريح ليها فعيطت أكتر واترمت في حضن مامتها، ومامتها بتطبطب على ظهرها بتحاول تهديها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، مالك يا حبيبتي !؟ هو الظابط اللي استجوبك ده ضايقك بحاجة 

بسمة بصوت متقطع من بين شهقاتها : مليكة وحشتني أوي يا ماما، وخايفة أوي عليها 

عيطت أكتر لما افتكرت كلامها الكذب عن يامن في القسم وضمت نفسها لحضن مامتها اكتر بتحاول تستخبى من الدنيا، ومامتها اتنهدت بيأس فهي كمان كانت بتحب مليكة زي بنتها، ضمت بنتها ومسدت على شعرها : وحدي الله يا حبيبتي وادعيلها وماتخافيش إن شاء اللّٰه ربنا هيحفظها وترجعلنا بالسلامة

بسمة دفنت وشها في حضن مامتها وهي ضميرها بيأنبها على اللي عملته وعلى شهادتها زور على يامن، بس إكس هو اللي أجبرها تروح للقسم وتشهد بالكلام ده والا هيقـ.تل مليكة قدام عينيها، هي بس خافت على صديقة عمرها بس يامن فعلا ماكانش يتساهل منها ده 

********
درة كانت في بيتها بترتب البيت، دخلت غرفة النوم ورتبتها وكانت هتخرج من الأوضة بس وقفت تاني وبصت الأوضة كانت كئيبة جدا ومملة، فقررت تغير شكلها بشوية انتيكات شكلها جميل كانت معاها من قبل ما يسافروا

حطت الانتيكات في الغرفة كلها اللي اتغيرت تماما وبقى شكلها جميل و أنثوي ومبهج، درة ابتسمت وهي من جواها عايزة تغير حياتها وتعيش في سعادة مع صبر اللي بيعمل كل اللي يقدر عليه عشان يسعدها ويعيشها مرتاحة

خرجت من الغرفة وخلصت تنظيف الشقة، وعلى الناحية التانية الأكل اللي كانت حطاه على النار خلص فطفت عليه وراحت تاخد شاور، خلصت ولبست فستان رقيق وسرحت شعرها وبصت لنفسها في المرايا برضى : برافو يا درة كل حاجة هتبقى كويسة

في الوقت ده الباب خبط فهي استغربت لأن ده مش معاد رجوع صبر، راحت فتحت بتردد لقت ست كبيرة واقفه قدامها وباب الشقة اللي قدامها مفتوح، الست : معلش يا بنتي قلقتك، أنا بس كنت عايزة أعمل حاجة على البتاع اللي اسمه محمول ده بس مش بعرف وابني مسافر فلو بتعرفي تشتغلي عليه ممكن تساعديني

درة فتحت الباب خالص فهي كانت فاتحه حتة صغيرة مخرجه راسها منها، وأول ما الست شافتها اتكلمت بانبهار : اللهم صل على سيدنا النبي، ايه الحلاوة دي اللهم بارك

درة اتكسفت وخدودها أحمرت والست ضحكت بسعادة من البنت الجميلة الخجولة، ودرة مدت ايدها : أنا بعرف أستخدم الموبايل خليني أساعدك

الست شاورت على باب شقتها اللي قصادهم : تعالي عندي لو مش هضايقك

درة خافت والست ابتسمت بود : ماتخافيش يا حبيبتي أنا قاعدة لوحدي ماعيش حد وهسيب الباب مفتوح بس عشان المحمول جوه ورجلي وجعاني

درة حركت راسها بفهم وأخدت مفتاح شقتها وقفلت الباب وراها وراحت مع الست بخطوات مترددة دخلت معاها شقتها، والست راحت قعدت جنب درة على الكنبة البسيطة ومدت ايدها بالفون وهي بتشرحلها : بنتي متجوزة من سبع سنين وجوزها بيعدي بأزمة في الفلوس وهي طلبت مني سلفة وقالتلي هترجعهم تاني، بتقولي ابعتيلي من المحمول حاجة كده اسمها ابصر ايه مش عارفه وأنا مش فاهمه منها حاجة وأخوها مسافر في شغل ومش عايزة اتعبه أكتر

درة حركت راسها بفهم : ماتقلقيش يا طنط أنا هعملك اللي أنتي عايزاه

الست أبتسمت على كلمة طنط ودرة اشتغلت شوية وبعتت لبنتها الفلوس على المحفظة الإلكترونية، وبصت للست بابتسامة : خلاص كده وصلها الفلوس ممكن تكلميها

الست اخدت منها الفون ورنت على بنتها : ايوه يا فريدة الفلوس اللي عايزاها وصلتلك !؟

سكتت تسمع رد بنتها وردت : دي جارتي هي اللي بعتتهم لسه ساكنة جديد

قعدت تتكلم معاها شوية ودرة بتبصلها بابتسامة كسوف، وبعد ما الست خلصت مكالمتها بصت لدرة بابتسامة حنينه : تشكري يا بنتي على المساعدة

خبطت على رجلها وهي بتقوم : يادي العيبة، هقوم اجيبلك حاجة تشربيها

درة : لالأ ماتتعبيش نفسك

الست : والله ابدا ما يحصل

راحت بسرعة تجيبلها الضيافة ودرة اتنهدت وبصت على فون الست وبلعت ريقها بتوتر، بصت على الست اللي كانت مشغولة في العصير اللي بتعمله ورجعت بصت للفون واخدته وفتحت النت بتردد ودورت على أخبار حاتم فصبر كان مانعها من الفون بقاله مدة، دخلت على آخر خبر واللي كان مو.ت حاتم مقتو.ل، دموعها نزلت غصب عنها وقفلت الفون

الست خرجت من المطبخ ومعاها العصير-بقلم/مريم عبدالقادر-فدرة قامت وقفت وآثار الدموع لسه على خدها : أنا هروح بقى 

الست : طيب والعصير يا حبيبتي !؟

درة : تسلميلي أوي، بس أنا لازم أمشي دلوقتي عشان صبر قرب يروح

الست : صبر ده الشاب الحلو اللي عايش معاكي !؟

درة حركت راسها بتأكيد والست سألت : اخوكي ده !؟

درة دموعها لمعت تاني في عينيها لما افتكرت حاتم : لأ ده جوزي، لسه متجوزين من قريب

الست زغردت مرة واحدة وهي بتتكلم بفرحة : يا ألف نهار ابيض يا ألف نهار مبروك، ربنا يباركلكم، ده أنتي لازم تاخدي ضيافتك بقى أنتى وجوزك

درة حاولت ترفض بس الست أصرت وراحت عملتلهم آكل رائع من أكل الأمهات اللي لا يقاوم وودتهولها على بيتها، ودرة شكرتها جدا وكانت حقيقي مبسوطة لدرجة إنها شالت الأكل اللي عملته في التلاجة وحضرت الأكل اللي الست عملته

بعد وقت صبر روح البيت زي عادته لقى الشقة متغيرة تماما فدرة حطت لمستها الرقيقة في كل مكان، ابتسم وقفل الباب وهو بينادي : درة 

درة خرجت من المطبخ بابتسامة : حمد لله على السلامة 

صبر : الله يسلمك، ايه الريحة الحلوة دي !؟ جوعتيني 

درة : دي طنط اللي في الشقة اللي قصادنا لما عرفت إننا متجوزين جديد عملتلنا ده

قعدوا الاتنين يتغدوا ودرة بتحكيله بحماس كل حاجة حصلت معاها من الصبح وهو بيسمعلها بصبر زي اسمه، وبعد ما خلصت هو رد : كده لازم نبعتلها حاجة قصاد الأكل الحلو ده، بتعرفي تعملي ايه حلو !؟

درة بسرعة : سينابون ومولتن شوكليت كيك

صبر بصلها باستغراب وهي ضحكت برقة : حلويات

صبر : اه قولي كده

الاتنين ضحكوا وقاموا عملوا الحلويات، وصبر وداها للست اللي كانت مبسوطة بيهم كأنهم عيالها، واتعرفوا على بعض وقعدوا شوية عندها وبعدها رجعوا تاني شقتهم

درة : طيبة أوي طنط دي

صبر : اه ربنا يبارك في عمرها 

شدها من دراعها قربها منه : مالك زعلانه ليه !؟

درة : مين قال أنى زعلانه !؟

صبر مسك وشها بحنية بين ايديه : قلبي قالي، ضحكتك وعيونك زعلانين

درة دموعها نزلت واتكملت : هو حاتم ما.ت بجد

صبر اتنهد بضيق : عرفتي منين !؟

درة : يعني ده بجد حصل !؟

صبر حرك راسه بتأكيد وهي حضنته وعيطت وهو كان بيحاول يهديها ويطمنها إنه معاها ومش هيسيبها ابدا 

********
يامن فتح عينيه بتعب فهو بقاله كتير نايم بسبب المهدئ اللي مرام عطتهوله آخر مرة، قام بتعب وبص حوليه بيحاول يستوعب ايه اللي حصل وهو فين، هو عارف إنه في مستشفى بس مستشفى ايه وليه !؟ مايعرفش 

الباب اتفتح ودخلت مرام بابتسامتها الواسعة وبصتله : صباح الخير، ايه الأخبار !؟ حاسس بايه النهاردة !؟ كل ده نوم !!

يامن بصلها باستغراب فهي بتتعامل معاه كأنها تعرفه من سنين  وهي بصت على أجهزة الفحص تطمن على مؤشراته الحيوية وحركت راسها برضا : صحتك لسه مش أحسن حاجة بس اتحسنت كتير عن آخر مرة

خلصت الكشف عليه وشدت كرسي وقعدت جنبه وبصتله : هااا !؟

يامن : هاا ايه !؟

مرام : مش هتحكي !؟

يامن حرك راسه ببطئ وبصلها : أنا عارفك على فكرة

مرام بلعت ريقها بصعوبة وهي بتحاول تحافظ على هدوئها : بتحاول تغير الموضوع

يامن نزل بصره بهدوء وبص على شفايفها : الشامة تحت شفايفك، أنا فاكرها كويس 

مرام حطت ايدها على شفايفها بسرعة تداريها ومدت ايدها التانية قدام عين يامن : مش مكتوب في ملفك إنك متحر.ش يعني

يامن تجاهل كلامها وكمل : هي قالتلي إنك هتفضلي جنبي وابقى متطمن وأنا معاكي

مرام باستغراب : هي مين !؟

يامن : الجنية 

شاور عليها : وأنتي قولتيلي إنك الوحيدة اللي هتساعديني وعمرك ما هتخو.نيني ابدا

مرام كانت مش عارفه تحدد هو فعلا مريض نفسي ولا لأ، كل حاجة حوليه وكل تصرف منه بيقول إنه مضطرب نفسيا بس قلبها بيحاول يرفض ده باستماته، هي فاكراه كويس وفاكره كل موقف شافته فيه، عند محطة القطار لما كان بتخانق مع الظابط، وعند الكوبري لما كان بيحاول ينقذ البنت اللي بتغرق، وفي المستشفى لما كان بيكلم نفسه، كل موقف متذكراه وملامحه محفورة جوه عقلها، بس للأسف كل موقف كان بيدل إنه مريض ووجوده هنا دلوقتى بيثبت ده

مرام حاولت تهدي قلبها اللي بينبض بعشوائية عشان تفهم حالة يامن بالظبط وتحاول تساعده : اه وقولتلك ايه كمان !؟

يامن : أنتي مش مصدقاني !؟

مرام : لأ، عارفه ليه !؟ مش عشان أنت كداب لأ بس عشان أنا ماقولتش الكلام ده 

يامن : قولتيه وقولتي إنك هتفضلي دايما معايا وماتقلقش 

مرام : وأنت بقى مش قلقان معايا !؟

يامن حرك راسه برفض : مش عارف 

سكت كتير جدا لدرجة إن مرام فكرته مش هيتكلم تاني فسألته : مش عايز تتكلم

يامن : اتكلم في ايه !؟

مرام : تحكي ايه اللي وصلك للحالة دي وإلا هتتعب أكتر 

يامن رفع راسه وبصلها : ايه وصلني للحالة دي !! أنهى حالة بالظبط !؟

مرام ببساطة : إنهيار، صدمة

يامن أبتسم بسخرية : إنهيار وصدمة، ليه !؟ شيفاني قاعد أشد في شعري ولا باكل في هدومي، وبعدين أنتي ليه محسساني إنك دكتورة نفسية وعمالة تقولي أتكلم وفضفض، في ايه !؟

مرام سكتت شوية وبعدما حركت ايدها على البالطو الأبيض اللي لبساه : طيب ما أنا فعلا دكتورة نفسية

يامن رفع حواجبه باستغراب وهي كملت وهي بتشاور على الأوضة اللي هما قاعدين فيها : أنا دكتورة نفسية وإحنا هنا في مستشفى أمراض نفسية ممكن تقول مصحة

يامن كان بيبصلها بذهول حقيقي مش مصدق اللي بتقوله : أنتى بتهزري صح !!

ضحك وكمل : أنا في مصحه نفسية !! ليه !؟ 

ضحك تاني ومرام حاولت تهديه : ممكن تهدى شوية لو سمحت 

يامن بصلها بنرفزة : أنتي شيفاني مجنون يعني !؟

مرام : لأ مافيش حاجة اسمها مجنون أنت بس مضطرب نفسي

يامن شد أسلاك الكانيولا اللي في ايده ورمى الغطا من على رجله بعنف : مضطرب نفسي يعني مجنون بس بشياكة، فكرك كده بتحافظي على مشاعري يعني !؟

حاول يقوم من على السرير فمرام قامت من على الكرسي ولفت بسرعة راحت الناحية التانية من السرير ووقفت قدامه : ماتقومش، ماينفعش تقوم دلوقتى أنت لسه تعبان 

يامن اتعصب وزعق : قولتلك أنا مش مجنون، أنا أصلا مش عارف أنا هنا ليه !؟ أنا مش مريض، مش محتاج مستشفى ومش محتاج لحد، أنا مش مجنون

.
بره الغرفة الدكتور فؤاد مدير المستشفى كان معدي في الممر وسمع صوت زعيق يامن من الغرفة اللي بابها كان مفتوح، فدخل ومعاه اتنين ممرضين، فؤاد : في ايه !؟ ايه اللي بيحصل هنا !؟

يامن قام من على السرير بصعوبة وقرب من فؤاد كام خطوة وهو بيتكلم : أنا عايز أمشي من هنا، أنا مش مجنون

فؤاد بص للممرضين اللي معاه : كتفوه

الممرضين قربوا من يامن اللي كان بيقاومهم بكل قوته : ابعدوا عني، بقولكم أنا مش مجنون وسعوا بقى 

مرام خافت عليه فحاولت تبعد الممرضين عنه : لو سمحتوا ابعدوا عنه دي مش طريقة تعامل مع مريض نفسي

يامن مع حركته وعصبيته زق مرام بعيد عنه بعنف لدرجة إنها وقعت على الأرض قدام فؤاد اللي بص عليها ورفع راسها بص ليامن بضيق : بشير، علاء، خدوه على أوضة الكهربا، شكل فعلا حالته صعبة ومحتاج جلسة تفوقة شوية

مرام قامت من على الأرض بسرعة ووقفت قدام فؤاد : لأ يا دكتور ده مريضي أنا وأنا هعرف_____

فؤاد قاطع كلامها بحدة : مش واضح يا دكتورة، أنتي مش شايفة الفرق بينكم، اهو اتنين رجالة مش عارفين يسيطروا عليه بقى أنتى العيلة الصغيرة هتعرفي

مرام بإصرار : أنا هعرف صدقني، ارجوك اديني فرصة واحدة بس وأنا هثبتلك انى هعرف

فؤاد حرك راسه برفض وبص للممرضين اللي كتـ.فوا يامن بعنف ومسـ.كوا ايديه ورا ظهره : ورايا يلا

الاتنين مشوا ورا فؤاد ومعاهم يامن اللي بيحاولوا يسيطروا عليه بصعوبة من شدة مقاومته وهو بيزعق، ومرام ماشية وراهم بتحاول توقفهم بس بدون فايده لحد ما وصلوا لغرفة الكهربا

كانت غرفة معزولة في آخر دور في المستشفى لوحدها مكتوب عليها ECT وشكلها مخيف من جوه، فيها سرير واحد زي سراير العمليات وجنبه أجهزة كتير كبيرة وشكلها وحش 

الممرضين دخلوا يامن الغرفة ونيموه على السرير بالغـ.صب وربـ.طوه جامد لدرجة إنه ماكانش عارف يقوم، ومرام واقفه بره الغرفة قلبها بينبض بعنف، وفؤاد قرب من السرير وبمساعدة الممرضين حطوا أسلا.ك كتير على أماكن معينة في راس يامن 

فؤاد : حط يابني قماشه في بوءه

الممرض حط قماشة في بوء يامن عشان مايضغطش على لسانه بالغلط، وفؤاد قرب من جهاز الكهر.با وبدأ يدي ليامن صدمات بالتدريج، ويامن بيت.ألم وبيتحرك بعـ.نف في السرير

فؤاد اتعصب من يامن ومقاومته المستميت،ه فزود قوة الكهر.با لدرجة إن يامن بدأ يتشـ.نج جامد ويصر.خ بصوت مكتو.م، ومرام دموعها لمعت في عينيها ودخلت الغرفة وقفت جنب فؤاد ومسكت دراعه : دكتور فؤاد أرجوك كفاية كده، ممكن هيمو.ت

فؤاد : ماتتدخليش يا دكتورة، أنا عارف شغلي كويس

مرام بحدة : بس ديه مش طريقة علاج ect أنت كده بتعذ.به

فؤاد بصلها بغضب : أنتى بتعدلي عليا يا دكتورة ولا ايه !؟ بت امبارح هتعدل عليا 

يامن رفع ايده بصعوبة ومسك طرف بالطو مرام اللي بصت في عينيه اللي كان بيبصلها بيهم، وفجأة غمض عينيه بعد ما اغمى عليه من شدة الكهر.با وجسمه سكن خالص

مرام قلبها دق بخوف عليه وراحت فصلت الجهاز وقربت بسرعة من يامن حطت ايدها على رقبته مكان العرق النابض تطمن عليه، اتنهدت براحه لما لقت نبضه كويس وبصت لفؤاد بغضب 

فؤاد : خير بتبصيلي كده ليه !؟ ماتيجي تاخديلك قلمين أحسن

مرام : لا حضرتك بس بيتهيألي إن ده كتير أوي عليه

فؤاد حط ايده على كتفها : اسمعي يا دكتورة، أنتى لسه صغيرة وفي بداية حياتك فبلاش تدخلي نفسك في مشاكل من هتضر حد غيرك في الآخر، وبعدين أنا عندي خبره كبيرة جدا، شعري الأبيض ده ما شابش من شوية، وأنا فاهم كويس بعمل ايه

بص على يامن وكمل : الحالات اللي زي دي كده، كتير هتعدي عليكي وبيبقى ليهم معامله خاصة ومع الوقت هتعرفي إزاى تتعاملي معاهم زيي كده، فالحاجة اللي ماتعرفيش فيها سيبيها للي بيفهم واتعلمي وانتي ساكته وبكره لما تكبري هتعرفي أنى كنت صح

بص للممرضين : انقلوه لغرفة العزل اللي جنبنا في الدور ده، هو حالته أسوء من إنه يفضل تحت ممكن يأذي نفسه أو المرضى التانين

بص لمرام تاني وطبطبت على كتفها مرتين : شوفي شغلك يلا يا دكتورة 

سابها ومشي والممرضين فعلا اخدوا يامن ودوه غرفة العزل اللي كان شبكها وبابها حديد ومافيهاش غير سرير بس مصنوع بطريقة آمنه عشان المريض مايعرفش يأذي نفسه

الممرضين خرجوا من الغرفة وسابوا مرام مع يامن، اللي راحت قعدت على ركبها على الأرض جنبه وهي بتبص عليه بحزن، رفعت ايديها قدامها وبصت على الخدوش اللي بطن ايديها بسبب وقعتها على الأرض من شوية، ودموعها نزلت غصب عنها، مش من وجع ايديها وانما من حالة يامن اللي مش عارفه تعمله حاجة غير إنها تعتذرله

___________يتبع

بقلم/ مريم محمد عبد القادر 

دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍

 •تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent