Ads by Google X

رواية وجوه في العتمة الفصل العشرون 20 - بقلم منة ممدوح

الصفحة الرئيسية

    

رواية وجوه في العتمة الفصل العشرون 20 - بقلم منة ممدوح

كان سايق عربيته وهو شارد في الطريق من قدامه، كلام عزيز بيتردد في ودنه وكإنه كان بمثابة صفعة خلته يفوق، هو فعلًا كل اللي كان بيحصله أو بيحصل للعيلة أو لشغلهم كان شايف إن الرشايدة هما اللي وراه، رغم إنهم كانوا بينكروا، حتى آخر مرة جاله عزيز بنفسه عشان يقوله إنه ملوش علاقة بالشخص اللي لقاه مدسوس عشان ينقل أخباره، ولكنه كدبه وشاف إنه خاف يقف ورا أفعاله، مع إنه لو فكر شوية هيلاقي إن عزيز مبينكرش الحاجات اللي بيعملها في حقه، بل بالعكس بيفتخر بده وبيتعمد يضربه بيها في وشه عشان يضايقه ويحسسه بالضعف.
بعد ما حس إن دماغه تعبته من التفكير وقف مرة واحدة على جنب وهو شارد قدامه، رفع كفه ومسح بيه وشه بعصبية واضحة على ملامحه، طلع سيجارة وابتدى ينفث دخانها بعصبية.
لأول مرة يحس إنه ضعيف وإنه غبي مش عارف مين اللي معاه ومين اللي ضده، وفي النهاية رمى سيجارته من شباك العربية وبعدين اتحرك تاني ورجع للبيت.
وصل أخيرًا وركن عربيته ونزل، جري سعد عليه وفتحله باب عربيته باهتمام، فنزل عامر اللي كان ظاهر على وشه الإرهاق، اتكلم سعد بتساؤل_تؤمر بشي يا عامر بيه؟
فقال عامر_موصلتوش لحاجة برضك؟
هز سعد راسه بسرعة وقال_كيف ما قولنالك، مفيش حد دخل ولا خرج من الدار والمزرعة، والرجالة محسوش بشي غريب
رفع عامر حاجبه وقال بنبرة ذات مغزى_ومين قالك إنه حد من برا
ما يمكن حد من جوا!
استنكر سعد الأمر ورد بسرعة_كيف يا عامر بيه يعني؟!
الرجالة هنا عندهم استعداد يفدوك بروحهم، استحالة حد منهم يطلع منه حركة الغدر هذي!
فضل عامر باصصله شوية بصمت، وبعدين اتلفت وسابه ومشي وهو بيقول_خلي عيونكم مفتوحة زين
مردش سعد لإن عامر كان سابه ومشي، ده غير إن جملته كانت أمر مش طلب، أمر ممزوج بتهديد لإن أي حاجة تانية غلط تحصل.
وعلى مدخل البيت قابله عايد وفارس اللي كان باين عليهم اللهفة والخوف، هما عارفين كويس إن عامر لما غضبه بيتحكم فيه بيبقى متهور وعدواني وممكن يخرج منه أي تصرف وهو مش مدرك لعواقبه، رغم إنه شخصية حليمة إلى حد ما وبيفكر بعقله الأول عكس فارس اللي اندفاعي دايمًا ولكن غضبه أشبه بالعاصفة النارية اللي بتبلع أي حاجة تقابلها.
وبلهفة هتف عايد_عامر!
وين كنت ياخوي؟!
وسأل فارس بحذر هو كمان لما شاف قسماته اللي كانت منعقدة بشكل غريب_إيش فيك يا عامر؟!
عرفت شي؟
رفع عيونه ليهم بنظرات غامضة وملامح باردة في نفس الوقت، بيتأمل خوفهم الواضح والفضول اللي باين عليهم، دماغه وتفكيره هيموتوه، كلام عزيز خلاه يفوق ويشك في كل اللي حواليه حرفيًا، كل اللي حواليه بلا استثناء!

وقبل ما يخرج منه أي كلمة ممكن تخسره اخواته اللي باقيينله سابهم وتخطاهم وهو طالع على فوق بأكتاف متهدلة، ووقفوا هما يبصوا على أثره بتعجب واضح على ملامحهم وهما حاسين إن أخوهم فيه حاجة مختلفة، فقال عايد_تفتكر وش اللي صاير؟!
هز فارس كتفه بجهل ورد_مش عارف، بس اتأكد إن هدوءه هذا وراه حاجة كبيرة!
خبط على الباب بخفة وفتحه ودخل، شاف عهود أخته قاعدة على الكرسي جنب السرير وماسكة تليفونها بتقلب فيه، وأول ما حست بيه قامت وراحت ناحيته وهي بتقول_أخوي!
حمدلله على سلامتك
ابتسم بهدوء وهو بيربت على كتفها، قرب من السرير وهو بيتأمل اللي غير واعية تمامًا، اتبدلت نظراته لتانية حزينة لاحظتها عهود، فحاولت تهون عليه وهي بتقول_ما تقلق ياخوي، هي كانت زمانها فاقت بس المسكن اللي الممرضة عطيتهولها تقيل شوية فعشان كذه لسة نايمة.
هز راسه بصمت وهو مثبت عيونه عليها، لدرجة إن عهود حست إنه مش معاها أصلًا، فرجعت هتفت_أخوي
بصعوبة أشاح بعيونه عنها وبص لاخته بتساؤل، فبتأكيد قالت_يقين هتبقى بخير، ما تقلق
رفع إيده واحتوى وشها وهو بيقول بحنان_تسلمي يا عهود، تعبتك معي، بس مفيش غيرك تقريبًا ممكن أترك يقين أمانة معاه كيف ما أنتِ عارفة الوضع في الدار!
بسطت كفها على إيده وهي بتقول بمزاح لطيف_عيوني لأخوي ومرات أخوي كمان!
ابتسم وهو بيجاريها وبعدين قال_يلا ارجعي لدارك عشان حسن ما يتضايق
هزت راسها ورمت نظرة أخيرة على يقين وبعدين خرجت من الأوضة، أما هو فاتحرك وراح غير هدومه لتانية بيتية مريحة، وبعدين قعد بتردد على الكرسي اللي كانت عهود قاعدة عليه، ارتكز بكوعه على رجله وهو مايل ناحيتها وبيتأمل في ملامحها الشاحبة المرهقة، لحظات وشاف وشها بينكمش بضيق وحركت راسها بضعف، فعرف في الوقت ده إنها بتفوق، اتعدل وهو بيهتف بقلق_يـقين؟!
_عـامـر..
خرج صوتها ضعيف مبحوح وكإنها بتهذي، انتفض قلبه واتبدلت نظراته لتانية مليانة لهفة، مستنيها تفتح عيونها بفارغ الصبر، عايز يشوفها بخير قدامه، عايز يشوف
نظرة عيونها!

نطقها لاسمه بالشكل الضعيف ده خلى قلبه يثور على صدره، فمد إيده بتردد كبير عشان يمسك كف إيديها، وبعد تردد كبير تراجع واتنحنح وهو بيحاول يكبح جماح مشاعره اللي مسيطرة عليه في الوقت ده، فتحت عيونها بضعف، جابت بعيونها المكان لحد ما ثبتت عليه، كانت شايفة اللهفة اللي على ملامحه، شايفة القلق والخوف اللي باينين عليه، فبتردد ممزوج بالتعجب قالت_عـامر…
ابتسم لما شافها بترجع لوعيها بالتدريج، وقال_أنا جنبك، متقلقيش أنتِ بخير..
جملته خلتها تستعيد ذاكرتها والأحداث اللي حصلت معاها، الخوف والهلع اللي اتعرضتله، وفي النهاية الألم اللي حست بيه بعد ما تم طعنها، فانتفضت مرة واحدة برعب ولكن سرعان ما صرخت بألم لما حست بوجع رهيب مكان الجرح، فقام عامر بسرعة بخضة ومنعها تتحرك وهو بيقول_اهدي يا يقين، جرحك هيتفتح!
ولكنها كانت بتدفعه وهي بتحاول تقوم وبتقول_اوعـي
ابعـد عنـي متلمسنيش!
ميئسش بل فضل يهديها وهو بيثبت حركة جسمها، نزلت دموعها وهي بتئن بألم من الشعور الحارق اللي بيضرب بطنها، وسكنت حركتها وسندت راسها على طرف السرير وهي بتنوح، أما هو فكان حاسس بالعجز وهو واقف قدامها مش عارف يتصرف ازاي،
فبتوتر قال_مكانش لازم تتحركي بهذا الشكل وأنتِ جرحك لسة حي
هندهلك الممرضة تعطيكي مسكن ولا أي شي يهدي الألم
صرخت بعنف وهي بتبكي بإنهيار_مش عايزة حاجة
متناديش حد!
بعد ما كان هيتحرك وقف تاني وهو بيتابع حركتها، كانت بتحاول تعدل من نفسها ولكنها كانت بتئن بألم وبتبكي أكتر، فقرب منها وهو بيعدل من وضعية جسمها فهتفت وهي بتدفعه بضعف_بقولك ابعـد!
_اهـدي بقـى!
هتف بيها بنفاذ صبر ونبرة حادة خلتها تسكت، فاتنفس براحة هو لما سكنت، وابتدى يساعدها بحذر مع مراعاة آنتها وألمها وسط مراقبتها ليه عن قرب، كانت واخدة بالها من اهتمامه بيها وإنه بيحاول على قد ما يقدر ميتسببش في ألمها، لاحظ هو نظرتها ليه فاتجمد تمامًا واتلاقت عيونهم للحظات سرعان ما بعد بسرعة وهو بيتنحنح بارتباك وبعدين حط وسادة ورا ضهرها، وقف وهو بيتفحص اللي عمله وسأل_تمام كذه؟

مرتاحة؟
كانت مرتبكة هي كمان من الصراع العنيف اللي جواها ومش لاقياله تفسير، ده غير الألم اللي حاسة بيه، فهزت راسها وهي بتتحاشى النظر ليه، شد هو الكرسي وقربه من السرير، وقعد وهو بيلقي نظرة عليها وبيقول_اللي صار هذا كيف صار؟!
اهتزت حدقتيها واتملت عيونها بالدموع، ضمت شفايفها المرتعشة، ورفعت إيديها مسحت على وشها وهي بتحاول تتمالك أعصابها وردت بصوت مهزوز_مش عارفة
كنت ماشية راجعة البيت، ومرة واحدة حست بحركة، وبعدين ظهر حد مرة واحدة كتفني ولما حاولت أهرب…..
سكتت وهي بتضغط على جفونها وشهقت ببكاء، كان متضايق من حالتها دي بشكل كبير، حاسس بغضب وبغض رهيب تجاه اللي عمل فيها كده، وأسى وحزن على شكلها ومظهرها الضعيف قدامه، فقال_شوفتي شكله؟!
هزت راسها بالرفض وقالت_كان حاطت حاجة على وشه
بإصرار أكتر سأل_مشبهتيش على بنية جسمه، ما حسيتيه مألوف ليكي؟!
قدام اصراره ونبرته اللي كانت مليانة لهفة لقت نفسها بتهز راسها وهي بتشد على شعرها بجنون وبعصبية هتفت_معرفش
قولتلك معرفش
كفاية بقى هو تحقـيق!
سكت تمامًا وأطبق على فمه قصاد نبرتها العالية اللي حسسته بالضيق منها ولكنه ماظهرش ردة فعل عشان حالتها، بل فضل باصصلها شوية بنظرات مطفية وبعدين قام من سكات، كانت هي مازالت على حالتها ولكن لوهلة حست بتأنيب الضمير من ناحيته، هي مدركة كويس إنه عايز يجيب حقها واسئلته دي عشان يساعدها بس، ولكن اللي حصلها ده جديد عليها وهي طاقتها خلصت.
اتحرك وهو بيقول بنبرة جامدة_هندهلك الممرضة تتطمن عليكي
وقبل ما يخرج اتجمد لما سمعها بتقول من وراه_مبقتش عارفة ألومك ولا لأ!
عقد حواجبه بتعجب واتلفت ليها، فشافها بصاله بنظرات مليانة ضياع، نظرات حسسته بغصة في قلبه، لقى نفسه بيتحرك ببطيء وبيرجع يقعد تاني على الكرسي، أما هي اتلفتتله وكملت_مبقتش عارفة أنتَ فعلًا السبب في اللي أنا فيه، ولا يوسف، ولا أنا

مبقتش عارفة مين السبب الرئيسي
غبائي اللي خلاني أجازف بحياتي عشان وهم زرعته جوايا
ولا يوسف اللي وصلي صورة عنه غير الحقيقية تمامًا، ولا أنت!
مش عارفة أنتَ سيء فعلًا زي ما أنا شايفة ولا عشان دي الصورة اللي خدتها عنك ورسختها في دماغي، معرفش اللي بيحصلي ده بسببك ولا أنا استاهل عشان دخلت نفسي في حياتك بإرادتي لما قررت ادور وراك عشان افضحك وانتقم منك!
مش عارفة ألومك على دمار حياتي وكل اللي حصلي ولا ألوم نفسي ولا ألوم يوسف!
كان شايف انفعالاتها ونبرة الألم اللي واضحة من ارتعاش شفايفها وهي بتتكلم، وبجرأة منه مد إيده وبسطها على كفها بدعم، والغريب إنها المرة دي معارضتش بل كانت بتبصله بنظرات مليانة رجاء إنه يحط حد للشتات اللي جواها، ابتسم ابتسامة خفيفة وبتأكيد قال_ما تلومي حالك يا يقين
أنتِ مالك ذنب في أي شي، بالعكس أنتِ الضحية، أنتِ شعاع النور وسط دنيا مليانة ضلمة
عشان هذا أبيض..
شاور بصوباعه ناحية قلبها وكمل_رفضتي واستنكرتي الغلط، وعشانك زوجة وفية ومرة قوية أصريتي تجيبي حق جوزك، وعشانك طيبة معرفتيش تميزي الوحش من الحلو، ويوسف استغل قلبك الأبيض هذا وضحك عليكي عشان عارف إنك نقية ومالك في الخبث والمكر.
وهذا الشي الوحيد اللي خلاني لحد دلوقت احميكي وما ءأذيكي
كان بإيدي اخلص منك من أول يوم جيتي فيه الدار، بس معملتش كذه..
سكت شوية وبنبرة رجولية صادقة قال_عشان مش بلومك يا صحفية بالعكس بشفق عليكي..
دمعت عيونها غصب عنها من ضربه الحقايق في وشها ومن الحنية اللي لمستها من جواها، ولكنها اتجمدت تمامًا لما حست بإيده على وشها، مسد بإبهامه يمسح دموعها بلطف، كان مقرب منها ومايل ناحيتها، بص لعيونها مباشرة وقال بصدق_صدقيني، حقك هيرجع، واللي سوى فيكي كذه هيتعاقب
وهذا وعد مني.
بعد عنها وقام انتفض مرة واحدة لما لقى نفسه بيتحرك ورا مشاعره اللي سيطرت عليه في الوقت ده، وبعدين رمى عليها نظرة أخيرة واتحرك عشان يخرج.

_عامـر..
اتلفت وهو لسة على الباب بيرمقها بتساؤل، فسألت يقين بنبرة ذات مغزى_هتجيب حقي عشان أنا مراتك؟!
فهمت مقصد سؤالها اللي كان ملاوع، فابتسم وقال_عشانك أنتِ يا يقين..
قالها وقفل الباب وخرج، فابتسمت هي بدورها رغم عنها، مشاعر عديدة اتملكت منها في الوقت ده، احساس بالأمان غريب ساورها، طريقة احتواؤه ليها، استحماله لكلامه واسلوبها الفظ، رغم إنها عارفة إن عامر مش من النوع ده، راجل تقليدي وكبير عيلة وتحت ايده رجالة كلهم مسلحين، قدامها بيبقى شخصية حليمة وصبورة، بيدافع عنها وبيحميها، التناقض اللي فيه ده غريب، مش قادرة تتخيل إن الراجل اللي خطفها وهددها بأهلها عشان تتجوزه هو هو الشخص اللي بيوعدها إنه هيجيب حقها!
دخلت الممرضة في الوقت ده فأدركت إن هو اللي بعتها، ابتدت تتفحصها وعطتها الأدوية اللي خلتها رغمًا عنها تنسحب في نوم عميق…
****
نزل لتحت ووقف في مدخل البيت يتقبل نسمات الهواء الباردة لعلها تهدي النار اللي جواه، احساسه بالعجز مخليه كاره نفسه، ولكن لوهلة افتكر نظرتها ليه، للحظات حس إن يقين كان جواها صراع من ناحيته ولما عجزت تحله قالت الكلام ده في وشه عشان يساعدها هو، وفعلًا كل الكلام اللي قاله ده حقيقي، مينكرش من أول يوم عرف فيه عن تفاصيل حياتها وهو حس بالاشفاق عليها، ولما اتأكد إنها متعرفش حاجة عن جوزها أدرك إنها ضحية، استخسر في يوسف إن ست قوية زي دي تبقى مراته
هي عجبته، مش هينكر من أول يوم لفتت نظره، من جرئتها إنها تطعنه، عصبيتها وعنادها شخصيتها القوية كل دي حاجات حسسته إنها مميزة.
سمع صوت خطوات وراه فاتلفت ولقاها فاطمة اللي وقفت قدامه تبصله بنظرات جامدة وهي رافعة حاجبها بجبروت، لحد ما اتكلمت وقالت_هتقوم الدنيا عشان المصراوية اتطعنت؟
والله لو بيدي كنت كافئت اللي طعنها على اللي سواه وكنت أنبته إنه ما جاب أجلها!
اشتعلت عيونه بغضب رهيب، فقرب منها خطوتين وقال من بين أسنانه_ياما!
ما تنسي إن يقين واحدة من البيت، ومرتي وحاملة اسمي، إن ما كنت هقوم الدنيا عشان أجيب حقها يبقى هعمل كذه عشان مين؟!
ردت بكبرياء_تقومها لما يكون حد من دمك، مش حرمة ملعونة كيف هذي!

وبعدين ماهي كيف القردة أهي وما صارلها شي!
رفع حاجبه ولوهلة اتملكه الشك، رغم إنه نهر نفسه مئات المرات عشان هي هتفضل أمه مهما كان ولكن كل التفاصيل بتقول إنها هي، كانت بتكره سلمى برضه، ذلتها وأهانتها أمام مرأى عينه، ودلوقتي بتكره يقين برضه وبتحاول تكسرها.
حست هي بنظراته، فربعت إيديها قدام صدرها وقالت_وش اللي ببالك يا عامر؟
قول ما تخلي في قلبك شي؟
ابتسمت بسخرية وقالت_فاكرني أنا اللي قولتلهم يطعنوها؟
كان على عيني والله!
وبحدة قالها_طالما كذه إيش اللي مضايقك من إني أدور ورا اللي سواها!
اتبدلت نبرته لتانية مليانة ألم وقال_ريحيني ياما واطفي نار الشك اللي جوايا، أنتِ اللي قولتلهم يطعنوا يقين ولا لا؟
أنتِ اللي قتلتي سلمى ولا لأ؟
أنتِ اللي حاولتي تقتليني كذه مرة ولا لا؟
شهقت فاطمة ونهرته وهي بتقول_أنتَ اتخبلت في عقلك ولا إيش يا عامر!
وش اللي بتقوله هذا؟!
أنا كل اللي مخليني مضايقة هو خوفي عليك، عشان عارفة زين إنك هتدور على اللي سواها حتى لو وديت حالك في داهية!
عارفة دمك الحامي وعارفة عمايلك المجنونة
إنما كل هذا من خوفي عليك، معقولة فاكرني أنا اللي عاوزة أأذيك يا عامر؟!
هأذي ضنايا، هأذي ابني البكري وسندي بعد سالم؟!
اتملت عيونها بالدموع في الوقت ده، ولكنه مكانش في حالة تسمحله إنه يشفق عليها بل فضل باصصلها بصمت، مسحت فاطمة دموعها بعنف وقالت_مش هنكر إني ما بطيق المصراوية وعاوزة موتها اليوم قبل بكرا، بس عمري ما هسويها جوا دارنا وأنا عارفة إن هذا شي ممكن يئذيك ويخلي الحكومة تفتح عيونها عليك، ومش هنكر إني كنت ناوية أسويها ولسة ناوية، بس كنت هخليها حادثة برا الدار وبرا حدودنا تمامًا عشان تبقى برا عنك فلا يا عامر اتطمن مش أنا اللي قولتلهم يطعنوا المصراوية ولو أنا كنت قولتلك وما خجلت!

قربت منه وبإنفعال أكتر كملت_أما سلمى، فاكر إن أنا اللي سويت في سلمى كذه؟!
اتجنيت يا عامر؟
هقتل مرتك وأم حفيدي وهي بحضنك وأخليها وصمة عار علينا؟
هشعل الحرب بينا وبين الرشايدة وإحنا كنا ما صدقنا نطفيها؟!
إيش جرا لعقلك يا عامر؟!
مين اللي لعب في دماغك؟!
انفلتت أعصابه في الوقت ده، وصرخ بعصبية_أومال مين فهميني؟!
مين اللي بيسوي فيا الفصولات هذي؟
مين اللي قتل سلمى؟
ومين اللي عاوز يقتل مرتي التانية؟
مين اللي عاوز يخليني حاني راسي دايمًا؟!
مين اللي حاول يقتلني بدل المرة أربعة؟!
مين ياما مين؟!
إن مكانش عزيز فيبقى مين؟!
عقدت حاجبها بتعجب وسألت باستغراب_مين قالك إنه مش عزيز؟!
غمض عيونه وبإرهاق قال_مش عزيز
ومش حد من الرشايدة
عزيز أكدلي إنه مش هو!
ضمت قبضة إيديها وبعصبية قالت_وأنتَ صدقت هذا الملعون اللي بيتلوي كيف التعبان!

بنفاذ صبر قال_مش عزيز ياما
مش عزيز!
فقالت بقسوة وهي حاسة الغضب بيتفاقم جواها_إيش صارلك يا عامر؟!
من متى وأنتَ ضعيف كذه؟!
المصراوية لحست عقلك!
خلتك ضعيف، هذي الحرمة هي اللي خلتك ضعيف يا عامر صدقني أنتَ ما كنت كذه قبل ما قدمها الاسود يخطي الدار!
هز راسه بقلة حيلة، وبعدها سابها وطلع على فوق، قابل في طريقه اخواته اللي خرجوا على صوته، فضل باصصلهم شوية أما هما فكانت نظراتهم بتأنبه بعد ما سمعوا جدالهم، فسابهم ودخل لغرفته، رمى بصره على اللي راحة في نوم عميق، ولوهلة كان هيروح ينام في مكتبه ولكن الخوف اتملك منه من إن حد يستغل عدم وجوده جوارها، فبتردد راح اتمدد جنبها على السرير مقررًا إنه ينقل الكنبة بكرا في الأوضة، مع إنه عارف إنها لو صحيت قبله هيقوم على قنبلة موقوتة هتنفجر في وشه، فحث نفسه على إنه يحاول يصحى قبلها..
طلع من جيبه دبلتها اللي الدكتور راضي إداهاله قبل ما تدخل العمليات، فضل يقلبها بين إيديه بشرود، هو حاسس بالضيق إنها لسة متمسكة بيها، ولو عليه كان خفاها عنها، الغيرة بتتملكه لما بيفتكر إنها كان ممكن تضحي بنفسها عشان يوسف
وبيسأل نفسه لو اتبدلت الأدوار معقولة كان ممكن تضحي بنفسها عشانه؟!
رغم إنه كان عايز يرمي الدبلة، ولكن احترم إرادتها وقرر ميجبرهاش على حاجة، كفاية إنه أجبرها على حاجات كتير قبل كده، فاتعدل ومد إيده حط الدبلة على الكوميدينو اللي جنبها
ولوهلة وقع بنظره عليها عن قرب، ولقى نفسه بيملس على وشها بصوابعه بحنان وهو شايف انكماش وشها من الألم، من جواه حابب إن يكون في تفاهم بينهم، حابب يمحي نظرة الكره اللي في عينيها، ولكن هو رافض يظهر ده، بيتصنع إنه مش فارق معاه عشان كبرياؤه بس!
سمع صوت رسالة جاية من تليفونه، اتعدل وهو بيفتحها بفضول، فلقاها من رقم جديد كان مضمونها_هذي المرة كانت قرصة ودن
عشان تعرف إني محاوطك زين يا عامر وأقدر أدخل جوا دارك وجوا غرفة نومك لو حبيت
المرة الجاية هتطلع جنازتكم أنتوا الاتنين مع بعض ما تقلق..

 
google-playkhamsatmostaqltradent