Ads by Google X

رواية قلب في المنفي الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم هدير محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية قلب في المنفي الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم هدير محمد 

تفاعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل 🫵🩷
البارت الـ 21 من رواية قلبٌ_في_المَنفى ❤️‍🩹

* مش هسيب بنتي معاك تاني و هاخدها... أسيل ارفعي عليه قضية خُلع... 
ضحك آدم بسخرية و قال 
" خُلع كمان ؟!!
* ايوة هتخلعك... مش هسيبها يوم معاك تاني... كفاية دمر*ت عليتنا... 
" اه فعلا دمر*تها...( نظر لأسيل و اكمل ) على العموم من غير ما تقولي خُلع او غيره... كده كده انا و أسيل هنطلق بعد كام يوم... هترجع تعيش معاكي... اتمنى تحافظي عليها ! 
* مش انت اللي هتعرفني احافظ ازاي على بنتي... اطلع منها انت بس و ابعد عننا... 
" و ماله هبعد... هبعد بما اني الوحش هنا... 
كان يتكلم و عيناه على أسيل فقط... ينظر لها بحزن واضح في عيناه... و هي لاحظت نظراته لها كأنه لا يريد ان يتركها... اخذ آدم اللعبة من وفاء و نظر الى ياسين الصغير و جَس على ركبته... مَسد على شعره بلطف و قال بإبتسامة و هي يعطيه اللعبة
" دي بتاعتك انت... و انا مبسوط لانها عجبتك... ممكن منتقابلش تاني... ف أحب اقولك انا حبيتك و انت اجمل طفل شوفته... متأكد انك هتبقى حاجة كبيرة لما تكبر... 
• و انا كمان حبيتك يا عمو... 
قالها ياسين ثم عانقه... ربت آدم على ظهره و هو ينظر لأسيل بحزن... ابتعد عن ياسين و وقف... إلتفت و ذهب تحت انظار أسيل التي قتـ,ـلتها نظراته... شد ياسين طرف فستان أسيل و قال 
• انتي ليه كلمتيه كده انتي و ماما ؟ اهو زعل و مشي... 
قالت وفاء 
* خلاص ياسين... المهم لو شوفته تاني اياك تقرب منه... و متاخدش منه حاجة تاني... 
• ليه ؟ عمو آدم طيب... انتوا بتكرهوه ليه ؟ أسيل روحي صالحيه... 
نظرت له أسيل و صمتت... لا تعرف ماذا تفعل... 
***************
* عايز ايه يا فريد ؟ 
* تعالي اقعدي... 
تقدمت منه و جلست... خلع فريد نظارته و قال بحدة 
* عايز اعرف اللي عملتيه تحت ده كان ايه ؟ 
* دي كانت الحقيقة... بتو*جع صح ؟ 
* ناهد... انتي عارفة قصدي كويس اوي... انا مرضيتش اتكلم قدامهم و قولت نتكلم لوحدنا احسن... 
* بما اننا وحدنا... أحب اقولك تتلاشى عداوتي عشان مقلبش عليك انت و مراتك... 
* ايوة خليكي هنا... بتتكلمي بقلب جامد كده ليه كأنك ماسكة عليا حاجة ؟ 
* حاشا لله انا مش ماسكة حاجة ولا ليا في التهديد و انت عارف كويس يا فريد... انا مضايقة منك لانك ظالم... 
* ظالم ؟! انا ظلمتك في ايه ؟ 
* مش انا... قصدي على آدم... 
* ماله آدم ؟
* أم آدم فين يا فريد نصار ؟! 
تفاجئ فريد و قلق... حاول ان يبدو طبيعيًا و قال 
* يعني ايه أمه فين ؟ و نرمين دي تبقى ايه ؟ 
* لا نرمين دي مراتك انت... يعني مرات ابوه... انا بتكلم على أمه اللي شالته في بطنها و ولدته... أم آدم فين ؟ 
* ناهد انتي واخدة بالك بتقولي ايه ؟ 
* اه واخدة بالي كويس اوي... 
* بتحاولي تخترعي حوارات جديدة من بتوعك ؟ 
* لا مش بخترع حوارات... لحظة اوريك... 
فتحت هاتفها على صورة تحليل الـ DNA و اعطته لفريد الذي عندما قرأ المكتوب صُدم و ظل صامتًا 
* طبيعي تسكت... اصل هيكون عندك ايه تقوله بعد ما شوفت التحليل بعينك... 
* انتي عملتي التحليل ده ؟! 
* اه انا... 
* ده أكيد مزور... 
* مزور ؟! 
ضحكت بسخرية و قالت 
* اقولك ايه يا فريد... انت عارفني كويس اوي... و عارف كمان اني معملتش التحليل بالحظ او عشان انا فاضية مثلا... انا سمعتك انت و هي بتتكلموا في الاوضة و قالت بلسانها ان آدم مش ابنها... انا مصدقتش ف عملت التحليل و زي ما انت شايف اهو... آدم مش ابن نرمين... 
نظر لها فريد بغضب و قال 
* آدم شاف التحليل ده ؟ 
* لا... بس اوعدك انه هيشوفه... اصل من حقه يعرف مين هي أمه و فين دلوقتي... 
* ناهد إياكي !! 
* ليه يا فريد ؟ آدم من حقه يعرف مين هي أمه... بدل العقـ,ـربة اللي انت متجوزها و خليته يفكرها انها أمه... حتى ياريت حتى عاملته عِدل... من و هو طفل و هي بتقسى عليه و تفرق بينه و بين عيالها... انت عايز آدم يفضل مفكر انها أمه لحد ما يعجز ولا ايه ؟! انت الجحود عَمَاك للدرجة دي يا فريد ؟ 
* ناهد... ملكيش دعوة و متدخليش... 
* لا هدخل لاني بعتبر آدم زي مروان بالضبط... 
* آدم زي مروان ولا عشان هو بيحبك و مش مقصر معاكي في ارباح الشركة ؟ 
* آدم زي ابني ان كان عاجبك يا فريد... يا تقوله مين هي أمه يا انا اقوله ان نرمين تبقى مراتك انت و مش أمه... هااا قولت ايه ؟
نظر لها بغضب شديد و حاول تمالك اعصابه... 
* طيب انا هقوله بنفسي... المهم الورقة محدش يشوفها... 
* من عيوني... تصبح على خير يا فريد نصار... 
قالتها ثم نهضت و خرجت... ألقى فريد فنجان القهوة بغضب و انكـ,ـسر... 
* ناقص مشاكل عشان تطلعيلي انتي يا ناهد !! 
***************
كانت أسيل في المطبخ تُعد لنفسها مشروبًا ساخنًا... سندت بيدها على الرخام و اخذت رشفة من الكوب و كلامه يتردد في رأسها " عارف انك مش عيزاني لاني واحد مُقر*ف و وحش و مينفعش اعيش بطبيعية مع مراتي ولا استحق ابقا أب ولا استحق ابقا مبسوط... بس والله انا مكنتش كده... هي شو*هت قلبي و د*مرتني و خلتني ابقا بالمنظر ده... مش عارف اصلح علاقتنا ولا عارف امنع طلاقنا حتى... مش هتكوني مراتي بعد كام يوم... و كلها شهور أو سنة هتبقي لواحد غيري... يبقى ملهوش لازمة كلامنا ده ! هبعد بما اني الوحش هنا... " 
تركت أسيل الكوب و قالت 
' في حاجة معاه انا لازم اعرفها... لازم اعرف مين اللي كان بيتكلم عليها دي و علاقتهم كانت ايه... معقولة آدم حَب قبل كده ؟ باين من كلامه انه اتظلم... يا ترى حصله ايه ؟ انا لازم اعرف اللي مخبيه عني ! 
خرجت من المطبخ و توجهت الى الغرفة قائلة 
' آدم انت... 
صمتت عندما وجدته نائم... قالت بصوت منخفض 
' ده نام... اول مرة ينام بدري... 
اقتربت منه و نظرت له... لاحظت ان جسده يرتعش...  جلست بجانبه على طرف السرير... وضعت يدها على جبهته... وجدت حرارته مرتفعة للغاية و قالت بقلق 
' انت حرارتك عالية اوي ! 
نهضت و جلبت طبق فيه ماء بارد و قماشة... بللت القماشة بالماء و وضعتها على جبهته... كَح آدم مرة تلو الأخرى... 
' لحظة اجبلك دوا البرد... 
نهضت و نزلت لتسنيم... طرقت على باب شقتها و فتحت لها و قالت بنعاس 
* في ايه يا أسيل بتخبطي في نص الليل ؟ بعدين ايه اللي مصحيكي ؟ 
' الحقيني يا تسنيم !! 
* في ايه ؟ هو جوزك عملك حاجة ؟ 
' آدم... آدم حرارته عالية اوي و بيكُح و مش عارفة اعمل ايه ! 
* ليه كده ؟ شكله اخد برد... الف سلامة عليه... 
' عايزة دوا البرد من عندك... 
* أكيد... لحظة اجيبه... 
دخلت تسنيم و جلبت له الدواء و اعطته لها 
* بصي ده دوا البرد و ده خافض للحرارة... و اعمليله حاجة سخنة يشربها... 
' ماشي... 
اخذتهم أسيل منها و رجعت لآدم... جلست بجانبه و فتحت الدواء وضعت القليل منه على الملعقة و وضعت يدها تحت رأسه و اسندته ليعتدل قليلا ثم اعطته الدواء... فتح آدم عيناه بصعوبة و قال 
" بتديني الدوا ليه ؟ و بتساعديني ليه ؟ مش انتي بتكرهيني ؟!  
' في فرق بين اني اكر*هك و اني اسيبك من غير مساعدة...  
" صعبان عليكي مش كده ؟ 
نظرت له في عيناه المتعبة... لم ترد و ضحك بسخرية و قال 
" عارف إجابتك من غير ما تقوليها... انا مجرد واحد انتي بتشفقي عليه... بطلتي تحبيني... بقيتي تكرهيني... و فوق ده كله هتسبيني !! 
' قال يعني لما اسيبك و نطلق ده هيفرق معاك في حاجة ؟ 
" اه طبعا هيفرق معايا !! 
نظرت له مما قاله و امسك يدها وضعها على ذقنه و قال 
" انا مش عايز اسيبك يا أسيل !! 
تفاجئت أسيل... انه لا يريد ان ينفصل عنها... لذلك هو حزين... سحبت يدها من على ذقنه و نظرت بعيدا و قالت 
' ملهوش لازمة كلامك ده دلوقتي... 
" فعلا ملهوش لازمة ! 
قالها ثم ارخى رأسه على الوسادة و اغمض عيناه و صدره يعلو و يهبط... نظرت له أسيل و الى حالته تلك... ألهذه الدرجة هو حزين لانها ستنفصل عنه ؟ لكن لماذا ؟ هو لا يحبها... اذًا لماذا هو حزين بهذا الشكل ؟! 
اقتربت منه أسيل و امسكت طرف الهودي و برفق خلعته عن جسده لانه يزيد من سخونته... بقى آدم عا*ري الصدر و أسيل بجانبه و تعمل له الكمادات حتى تنزل حرارته و هو في عالم آخر... كانت ستنهض لكنه امسك يدها و قالت
' عايز حاجة ؟ 
" خليكي جمبي... متسبنيش... 
نظرت له مما قاله و اومأت له... ارخى ظهره للخلف و هي جالسة بجانبه... مدت يدها بتردد و مسدت على شعره الاسود الكثيف... نظر لها ف ابعدت يدها بخجل و قال بضيق 
" متبعديش عني... اعملي اللي انتي عايزاه... 
نظرت له لوهلة ثم وضعت يدها على ذقنه... ابتسم و هي تمسد على ذقنه برفق و تحُب لونها و كيف هي مرتبة تليق به كثيرا... بعد صمت دام بينهم طويلا... قال آدم 
" تعالي نامي جمبي...
قبل ان تتكلم قاطعها قائلا 
" آخر مرة يا أسيل... بما اننا هنطلق... عايز احس بوجودك جمبي لآخر مرة... 
كان قلبه يؤلمه مع كل كلمة تخرج منه... فراقها عنه صعب و ثقيل عليه... لكن هو يريد راحتها و راحتها في ابتعادها عنه و هو قَبِل بهذا ! لذلك هو مضطر ان يعيش معها كل شيء لآخر مرة... آخر لمسة... آخر عناق... آخر نظرة... لقد بدأ العَد التنازلي و يفترقا ! 
فتح آدم لها الغطاء لتستلقي بجانبه و يشدها عليه ليطوق على ظهرها بيده و يُضمها إليه و يدفأها بجسده الساخن... وضع أسيل رأسها على صدره بالتحديد عند موضع قلبه لتسمع دقاته... 
' انا مش عايزة اضايقك في نومتك... 
" انتي مش بتضايقيني... بالعكس انا ببقا مرتاح و انتي قريبة مني ! 
نظرت له لينظر لها في عيناها الجميلة... لا يصدق انه لن يرى عيناها مجددا... ظل ينظر لها لعل يشبع من سحر عيناها... 
' هتعمل ايه بعد ما نطلق ؟ 
" ولا حاجة... هرجع ابقا لوحدي من تاني... 
' مش هتتجوز ؟ 
ماذا تقول هذه الفتاة ؟! هل تظنه مثلها لا يُهمه علاقتهم ؟ هل تعتقد انه سيستطيع الزواج مجددا بعد ان وجد فيها الحُب و الإخلاص و الحنان الذي طالما بحث عنهم و لم يجدهم في أي فتاة الا فيها ؟ كيف سينساها ؟ و هل سيستطيع أن ينساها من الأساس ؟! انه سيتركها ليس لانه يريد هذا... بل انه مضطر... مضطر لأجلها فقط... يريد ان يراها سعيدة حتى لو سعادتها كانت على حساب قلبه و حُبه لها !! 
' سكت ليه ؟ 
ضمها لصدره ف تفاجئت... قَبَل رأسها و مسد على شعرها برفق... 
' آدم... 
" سامحيني يا أسيل ! 
تعجبت و تابع كلامه و هو ينظر لها 
" سامحيني على كل اللي عملته... سامحيني على كل كلمة قولتها و*جعتك بيها... سامحيني على كل تصرف عملته أذ*يتك بيه... سامحيني لاني كنت غبي و مفوقتش غير متأخر... سامحيني لاني ضيعتك من ايدي بنفسي... انتي عمرك ما كنتي نذ*وة او مجرد جـ,ـسم بالنسبالي... انتي بالنسبالي إنسانة جميلة انا مستحقكيش... 
كانت تنظر له و كم عيناه بها صِدقٍ اول مرة تراه فيها و الدموع تنزل عيناها... مسح دموعها بيده و قال 
" متعيطيش... مش عايزك تعيطي بسببي... متعيطيش... خلاص هنطلق و هتاخدي حريتك مني... كل اللي عايزه منك انك تسامحيني و..... 
وضعت اصبعها على شفتاه و قالت 
' بس خلاص كفاية... متقلبش في القديم... كفاية ! 
نظر لها بحزن ثم عانقته و هو حاوط جسدها بيداه و ضمها إليه... دفن رأسه في عنقها و يُقبل كل جزء فيه برفق و بوداع و يستنشق رائحتها الجميلة التي لن يجدها في اي فتاة غيرها هي... هي حبيبته و زوجته... هي فقط ! 
في الصباح... استيقظت أسيل لتجد نفسها مازالت في حضنه و هو نائم... تفاجئت عندما وجدت نفسها بملابسها كما كانت... هذا يعني انه لم يقترب منها بالأمس... رغم انها استسلمت لحضنه و ضعفت لكنه لم يستغل هذا... لقد كان صادقًا في كل كلمة قالها... هي ليست نذ*وة بالنسبة له... بل لها قيمة عنده ! 
**************
خرجت نور من الحمام و نظرت لمراد المُستلقي على السرير و يشاهد التلفاز... اقتربت منه و قالت 
* مراد... 
- ايه ؟ 
* عايزة اقولك حاجة... 
* قولي... 
* انا حامل... 
نظر لها بصدمة و اومأت له بإبتسامة هادئة و هي تريه اختبار الحمل... نظر للإختبار و وجد به شرطتين... ابتسم مراد و عانقها بسعادة و قال 
- أخيييرا... الحمد لله... 
* قولتلك كل شيء بأوانه... 
قَبَل رأسها بحُب و قال 
- قولي اللي انتي عيزاه و هجيبه لحد عندك... إياكي تقومي من على السرير ده... خدم القصر كلهم هيبقوا في خدمتك... 
* مبسوط يا مراد ؟ 
- مبسوط بس ؟! ده انا هفرقع من الفرحة !! 
عانقها مجددا و قَبَل رأسها و يمسد على ظهرها برفق... 
* هتقول لاهلك اني حامل ؟ 
- طبعا... ده انا هعملك وليمة... 
* حبيبي تسلم... ممكن اطلب منك طلب يا مراد؟ 
- قولي كل اللي انتي عايزاه... 
* ممكن متسافرش ؟ 
- اسافرش ليه ؟ 
* انا مش عايزة ابعد عن هنا... ايطاليا حلوة بس انا مش عايزة امشي و ابعد عن اهلي و صحابي تاني... 
- بس انا هقعد هنا هعمل ايه ؟ يفترض اني قعدت اهو... هشتغل ايه ؟ انا سيبت الشركة خلاص... 
* لا مش خلاص و اطلب من آدم يديك حقك... 
- مش عايز منه حاجة... 
* ده حقك يعني مش هتاخد حسنة منه... و احنا خلاص اسرتنا بتكبر اهو... لازم تأمن مستقبل ابني اللي جاي ده... هاا قولت ايه ؟ هتسافر برضو ؟ 
صمت قليلا ثم قال 
- خلاص يا نور هعمل اللي انتي عيزاه... مش هسافر و هاخد نصيبي من آدم... عشانك انتي و ابني بس... 
* بجد ؟! 
اومأ له ف عانقته و هو ربت على ظهرها و يفكر فيما سيفعله... 

**************
دخلت ناهد غرفة مروان... وجدته نائم على السرير... هكذا هو منذ اليوم... لا يتكلم مع أحد ولا يخرج من غرفته و معظم وقته يقضيه في النوم... 
جلست ناهد على طرف السرير و وضعت يدها على شعره و قالت 
* مروان حبيبي... قوم يلا نتغدى... عملتلك المكرونة اللي بتحبها... و كمان عملت كيكة عشانك... يلا قوم... 
ابعد يدها عنه و قال 
- مش عايز... اخرجي و اقفلي الباب وراكي... 
* يا مروان هتفضل لحد امتى كده ؟! 
- لحد ما امو*ت...
* بعد الشر عليك... بتقول ليه كده ؟ 
- يعني مش عارفة ليه ؟ 
* كل ده عشان رنا ؟! 
- مش هي بس... انا ادركت يا ماما انك مبتحبنيش... 
* ايه اللي بتقوله ده ؟ انا مبحبكش ؟! ده انا روحي فيك... انت ابني الوحيد ! 
- ايوة مش بتحبيني... لو بتحبيني كنتي هتسعي لسعادتي... مش تخليني بالمنظر ده... 
* يعني اللي خلقها مخلقش غيرها يعني ؟ 
- اه... انا مش بحب غيرها و عايزها هي... بس خلاص اهو حصل اللي انتي عيزاه... بتكلميني تاني في كده ليه ؟ 
* عشان مينفعش اللي انت بتعمله في نفسك ده ! 
- ملكيش دعوة بيا... من فضلك اخرجي... 
* بس يا مروان... 
- يا ماما قولتلك اخرجي !! 
قالها بغضب ف حزنت... نهضت و نظرت له بحزن... لم تكن تريد ان تفعل هذا بإبنها... خرجت من غرفته و اغلقت الباب... وجدت رنا أمامها... قالت رنا بقلق و هي تنظر لغرفته 
* هو مروان كويس يا مرات عمي ؟ 
* عايزة ايه منه يا رنا ؟ 
* مش عايزة حاجة ولا قصدي حاجة... انا بس قلقت عليه... 
* متقلقيش انا جمبه... 
* تمام... عن اذنك... 
إلتفتت رنا و عادت لغرفتها و قلبها ينهشها من القلق عليه... 
**************
عاد آدم للقصر و معه أسيل... عادت معه بحِجة ان تودع من بالقصر و تأخذ ملابسها... بل هي عادت لتكون معه حتى آخر لحظة... خرج آدم من الحمام بعد ان استحم و كانت أسيل تنتظره... وقفت و اقتربت منه و هي تلمس وجهه بيداها... تنهدت براحة و قالت
' الحمد لله... حرارتك بقت معتدلة... 
" ده عشان انتي كنتي جمبي... 
نظرت له و لم ترد... طُرق الباب... فتح آدم الباب و كانت رنا 
* آدم... ممكن نتكلم ؟ 
" أكيد... خمس دقايق و جاي... 
* هتلاقيني في اوضتي... 
" ماشي... 
ذهبت رنا و اغلق الباب... دخل غرفة الملابس و ارتدى ملابسه لانه ذاهب للشركة... رأته أسيل و قالت 
' انت خارج ؟ 
" اه... رايح الشركة... 
' مش تستنى تبقى كويس ؟ 
" انا كويس... متقلقيش... 
' هتتأخر ؟ 
" يعني... على حسب ما اخلص... 
كانت ستتكلم لكنه قاطعها قائلا 
" بكره يا أسيل... هنطلق بكره... انا النهاردة مش فاضي... 
اومأت له و هو لا يعلم لماذا اجل ذلك... ربما لأنه لا يريد ان يأتي هذا اليوم... الوقت يَمُر بسرعة و هو لا يحب ذلك... إلتفت آدم و خرج... 
************** 
في غرفة رنا.... طرق آدم الباب و دخل... 
" هااا في ايه يا رنا ؟ 
* اتمنى تساعدني... كنت مفكرة ان مراد هو اللي هيساعدني... بس عمل العكس... 
" مراد عملك ايه ؟ 
لم ترد ف نظر اليها و لاحظ انها مجر*وحة في وجهها عندما صفعـ,ـها مراد... غضب آدم و قال 
" هو ازاي يمد عليكي و ليه ؟! 
* اهدي يا آدم... خليني احكيلك... بس اتمنى تسمعني للآخر... 
" احكي... 
قالها و امسك يدها ليُطمئنها... نظرت له و بدأت تحكي له كل شيء من البداية عن علاقتها مع مروان حتى الى موضوع الصورة... غضب آدم و هي لاحظت... رفع يده ف اغمضت عيناها خوفًا... لكن تعجبت لانها وجدته يُمسد على رأسها و يقول 
" متقلقيش... انا هتصرف... 
* مش هتضر*بني ؟ 
" ايدي تتقطـ,ـع قبل ما امدها عليكي... و مراد هحاسبه على ايده اللي مدها عليكي... 
نظرت له و دموعها نزلت و قالت 
* انت مكنتش موجود و هم محدش سمعني فيهم... 
" بس ده مش معناه انهم يتصرفوا على هواهم من غير ما يرجعولي... 
* مروان مضايق مني لاني متكلمتش او اعترضت... بس انا خوفت من ماما و بابا و مراد... و معرفتش اطلب مساعدة من مين و انت مش بشوفك اصلا... 
" انا عارف اني مقصر معاكي... بس اعذريني انا وقتي كله في الشركة... بس خلاص متقلقيش قولتلك عندي الحوار ده... 
* هتعمل ايه ؟  
" تعالي معايا... 
***************
في الصالون بينما جميع العائلة حاضرون... ينظرون لبعضهم ولا يفهمون لماذا آدم نادى الكل الى هنا... قالت نرمين لفريد 
* هو ابنك نادى الكل ليه ؟ 
* معرفش يا نرمين... 
* على العموم هو لو جمعنا هنا عشان حوار رنا و مروان... انا رأيي مش هيتغير و ابنك يخبط رأسه في الحيط... 
نظر لها ببرود و لم يرد... بينما نور قالت لمراد 
* هو انت مجمع العيلة هنا عشان تعلن حَملي يا مراد ؟ 
- لا... آدم نادى الكل... 
* اممم آدم... هو اخوك ده مش ناوي يتهد شوية ؟ 
- متقوليش اخويا... 
نظرت له بشَر و هي تبتسم... يبدو ان كُره مراد لأخيه الأكبر إزداد كثيرا... 
كانت رنا جالسة بجانب نرمين و تنظر الى مروان الجالس بجانب ناهد و لا ينظر لها كأنها ليست موجودة و هذا احزنها كثيرا... 
رأوا آدم ينزل على الدرج و مُمسك بمعطفه بيده... تقدم منهم و وضع معطفه جانبًا على الاريكة... كانت أسيل خارجة من المطبخ و رأت الجميع في الصالون... اقتربت منهم و قالت 
' هو في حاجة ؟ كلكم هنا... 
ردت نرمين 
* حاجة خاصة بالعيلة... ميخصكيش يعني... 
' اه معلش مكنتش اقصد... عن اذنكم... 
إلتفتت أسيل لتذهب لكن وقفت عندما قال آدم 
" تعالي يا أسيل... 
' انا مش عايزة اضايقكم... شكله الحوار عائلي... انا هطلع على اوضتي و اسيبكم على راحتكم... 
* احسن برضو... 
قالتها نرمين و هي تضع قدم فوق قدم و تنظر لها بإبتسامة خبـ,ـيثة... نظر لها آدم بحدة... انزعجت أسيل ثم ألتفتت لكن وجدت آدم يُمسك بيدها... نظرت له و قال 
" انتي من ضمن العيلة دي... مش غريبة يعني عشان متقعديش معانا... 
' بس يا آدم... 
" تعالي يا أسيل... 
قالها و اخذ بيدها و عاد للصالون... اجلسها على الاريكة و تعجبت عندما وجدته يجلس بجانبها و لم يجلس بجانب والديه... عَمَ الصمت بينهم لدقائق ثم قال مراد 
- ما تتكلم يا رئيس عيلة نصار ؟ ولا انت جايبنا نبص لبعض هنا ولا ايه ؟ 
نظر له آدم بحدة و حاول تمالك اعصابه و قال بهدوء 
" انا مش رئيس العيلة ولا حاجة... كل الحوار اني مجمعكم نتكلم بكل بهدوء ڪعيلة... 
قالت نرمين 
* و حد منعك عن الكلام يعني ؟ 
" لا محدش منعني عن الكلام ولا حد يقدر اصلا يمنعني يا ماما... 
* اه بدأنا الغرور... 
" غرور ولا اسمها بحسبها بالعقل قبل ما اتكلم و اتهور و امد ايدي زي ما مراد عمل مع رنا ؟؟ 
* رنا غلطت و هو فهمها غلطها... 
" فهمها غلطها بالضر*ب و قِلـ,ـة الأدب ؟ 
قال مراد بغضب 
- رنا تبقى أختي يعني لما تغلط يبقى اتعامل معاها بالطريقة اللي انا شايفها صح... 
" رنا اختي انا كمان... و بحذرك قدام الكل اهو... لو اديك اتمدت عليها تاني... هقطعهـ,ـالك !! 
- انت كمان بتتحكم فيا ؟! 
" لا انا مش بتحكم بحد... انا بس بوريك انك غلطت لما مديت ايدك عليها
- هي غلطت و انا..... 
قاطعه بغضب 
" غلطت يبقى ترجعلي انا... انا اخوها الكبير... و بما انك بتخاف عليها كده... كنت فين السنين اللي فاتت ؟ ولا انت افتكرت ان رنا تبقى اختك دلوقتي و حبيت تمارس عليها اخوِتَك اللي كلها همجـ,ـية و عنـ,ـف و من غير تفكير ولا نقاش !! 
- مش انت اللي هتعلمني ازاي اتعامل معاها !! 
" لا هعلمك... لما تبقى همجـ,ـي و مش بتسمع ليها الاول و تشوف هي غلطت ليه يبقى اعلمك يا مراد !! 
- آدم... انصحك تبعد عني... انا مش عايز اتخانق... 
" ولا انا مش جاي اتخانق... انا مش جاي اتكلم و اسمع من الكل... و تحذيري الاخير ليك يا مراد... رنا إياك تمد ايدك عليها لأي سبب... لا انا ولا انت يحق لينا نضر*بها... هي بنت مش شوارع عشان تعاملها بالشكل ده... و مش هكرر كلامي تاني !! 
نظر له مراد بغضب و نور امسكت يده ليهدأ... ابتسمت رنا لان آدم وقف في صفها... نظرت أسيل الى آدم... لم تتوقع منه ان عاقل الى هذه الدرجة و حكيم في تصرفاته... تنهد آدم و قال 
" الكلام لرنا و مروان... اللي عملتوه ده غلط و إياكم يتكرر تاني... 
قال مروان بجمود 
- و انا اعترفت بغلطي و قولتلهم اني بحبها و طلبت ايدها قدام الكل... محدش عبرني... كلهم وقفوا ضدي... 
قال مراد 
- نجوم السماء اقربلك... مش هجوزهالك !! 
- اهو زي ما انت شايف... على العموم خلصنا... مش هقعد اقِل كرامتي اكتر من كده... 
نهض مروان ليذهب لكن قال آدم 
" اقعد يا مروان... انا لسه مخلصتش كلامي... 
- كلامك مش هيغير حاجة يا آدم... محدش موافق حتى امي واقفة ضدي... خلاص خلصنا... 
" مخلصتش يا مروان... قولي بس... انت بتحبها ؟! 
- ملهوش لازمة السؤال ده... 
" انا عايز اسمع منك... بتحبها يا مروان ؟ 
نظر مروان لرنا التي تنظر له و الدموع في عيناها... تنهد مروان بحزن و قال 
- اه بحبها... 
ابتسمت رنا وسط دموعها... نهض آدم و وضع يده على كتف مروان 
" و انا موافق اجوزهالك ! 
فرح مروان بينما نرمين نهضت و قالت بغضب 
* موافق ايه ؟! تجوزهاله ؟! هي رنا ملهاش أم و أب ولا ايه ؟! 
" ليها بس معرفوش يتصرفوا و يسمعوا بنتهم... 
* على أساس انت اللي عارف تتصرف ؟! 
" اه... اتنين بيحبوا بعض و عايزين يتجوزوا... ايه المانع ؟ هم اجر*موا ؟! 
* يمكن ز*نوا و عايزين يداروا عملتهم بالجواز !! 
نهضت رنا و قالت لنرمين بغضب 
* ايه اللي انتي بتقوليه عليا يا ماما ؟! ازاي تتهميني إتها*م زي ده ؟! 
نهضت ناهد و قالت 
* ايه يا نرمين هانم ؟ هو انا عشان سكتلك مرة يبقى تسوقي فيها ؟ ابني انا يز*ني ؟! 
" بس اسكتوا كلكم !! 
قالها آدم عندما طفح كَيله منهم... صمتوا و نظر آدم لنرمين و قال 
" اختي نضيفة و انا واثق فيها... و مش ذنبي انك مش واثقة فيها و مفكراها شبه مراد عشان تتهميها بالشكل المُقر*ف ده !! 
نهض مراد غاضبًا عليه 
- اقولك ايه انا ساكتلك من الصبح !! 
" هتعمل ايه يعني ؟
قالها آدم بإبتسامة مستفزة ف زاد غضب مراد و رفع يده ليلكُمه لكن تفاجئ عندما وجد فريد امسك يده و دفعه بعيدا عن اخاه و قال بغضب
* آخر و أول مرة تفكر تتطاول على أخوك الكبير... فاهم يا مراد !! 
- انت مش شايفه كل شوية في اصغر فرصة يلاقيها و يلقح عليا !! 
قالت نرمين و هو تنظر لفريد بغضب 
* اهو انت كده على طول ضد مراد !! 
* انا برضو اللي ضده ولا ابنك قليل الادب و مشافش صنف تربية ؟! هقول ايه يعني... ما هو تربيتك اصلا... 
* فريد بلاش تعصبني بدل ما اقلبها على الكل !! 
* اقلبيها و انا هقلب برضو... 
نظرت له بغضب و قبل ان تتكلم قال فريد 
* كلام آدم صح... و انا موافق انهم يتجوزوا... 
ابتسم آدم لأبيه و فريد اومأ له بهدوء ليأكد له انه معه... قالت نرمين 
* والله ؟! طب انا مش موافقة و الجوازة دي استحالة تتم... 
* هتِم يا نرمين... طالما بيحبوا بعض و عايزين يتجوزوا و يكملوا مع بعض يبقى هتِم !! 
نظر لها نظرات تهديد انه سيكشف كل شيء ف صمتت... نظر آدم الى ناهد و قال 
" يا مرات عمي... انا عارف انتي بتحبي مروان اد ايه... بس ليه المرة دي وقفتي ضده ؟ 
* آدم انا مش عايزة مشاكل مع اهلك... 
" و انا بقولك اهو مفيش مشاكل هتحصل... مروان عايزها... و انا موافق اديله لأختي لاني عارفه كويس و أكيد مش هلاقي احسن منه ڪجوز اختي و هي عايزاه... 
نظرت له بتعجب فأكمل 
" ايوة رنا بتحبه و موافقة انها تتجوزه... مش عايز نكون احنا ضدهم... ايوة غلطوا بس اعترفوا بغلطهم... و طالما هم واضحين قدامنا و عايزين يتجوزوا... ايه المانع ؟ هتوقفي في وش سعادة ابنك يا مرات عمي ؟؟ 
* اكيد لا... بس انا اضايقت في الاول... و نرمين طبعا مسكتتش و قالت كلام ميصحش يتقال... 
" و انا بعتذرلك نيابةً عن اي حد ضايقك... و اوعدك ده مش هيتكرر تاني... هااا قولتي ايه ؟ 
نظرت ناهد الى مروان الذي ينظر لها و ينتظر كلمتها... 
* طالما مروان عايزها خلاص انا موافقة و انا مش هقف في حياته... ده عشان ذوقك معايا و كمان انا عارفة رنا... بنت كويسة و جدعة و أحب ارحب بيها ڪمرات ابني المستقبلية... 
ابتسمت رنا بفرح و كذلك مروان الذي امسك يد والدته و قَبلها و قال 
- شكرا اوي يا ماما...
* قلب ماما من جوه... تعالى في حضني... 
عانقته ناهد بحُب و هو ربت على ظهرها و ينظر لرنا بحُب و هي مبتسمة له... قال آدم بجَدية 
" اظن المشكلة كده اتحلت... و حوار الصورة اللي وصلت على تليفوناتكم دي انا هعرف مين وراها و هجيبه... مش عايز الحوار ده يتفتح بيه تاني ولا تضايقوا بعض تاني... انتوا عيلة... مفروض تكونوا في ضهر بعض مش ضد بعض...  و مش همسح لحد انه يهين التاني بأي شكل... رنا و مروان هيتخطبوا رسمي و هنعملهم حفلة تليق بيهم للخطوبة و باذن الله يتجوزوا لما يخلصوا سنة الكلية اللي بقيالهم... 
مروان ابتسم و عانق آدم 
" مبدئيًا كده لو زعلت اختي او اشتكت منك... انا هعملك شاورما... 
- لا متقلقش... رنا دي هحطها في عيوني... 
" جدع ياض... 
ابتعد عنه و رنا اقتربت من آدم و عانقته بقوة و قالت 
* شكرا اوي يا آدم... الحمد لله انك موجود... 
ابتسم و ابتعدت عنه... قال آدم 
" اتمنى اكون مقصرتش في حاجة دلوقتي...
* لا مقصرتش... مش عارفة اشكرك ازاي...
" ولا يهمك... بس بُصي... مش معنى انك هتخطبيله يبقى خلاص تنسي جامعتك... مش عايزة كليتك تتأثر بسبب أستاذ مروان ده... 
* متقلقش خالص يا آدم... انا دراستي فوق الكل... 
ضحك آدم و مروان عقد حاجبيه بضيق 
- يعني ايه الكلام ده ؟ 
* هبقى مُعيدة في الجامعة و هتشوف !
- ده شيء يسعدني طبعا... اختك ذكية على فكرة... 
" طلعالي... 
- آدم نصار المغرور ! 
ضحك آدم و ابتسمت رنا و نظرت لناهد... فتحت ناهد يداها اليها و قالت 
* تعالي يا رنا... 
نظرت رنا لآدم الذي اومأ لها بهدوء... اقتربت رنا منها و عانقتها 
* مش مصدقة ان ابني هيتجوز... حساني كبرت... 
* لا خلاص يا مرات عمي... انتي لسه قمر و صغيرة زي ما انتي... 
* حبيبتي يا رنا... بقولك ايه... تعالي نعمل بسبوسة... 
* بس انا معرفش اعملها... 
* اعلمك... تعالي... لازم تكوني شاطرة في المطبخ... ميغركيش مروان الهادي ده... ده مفجوع و بياكل كتير... 
- ايه يا ماما ؟ هو ده اللي بتحكهولها عني ؟ 
* هكذب يعني ؟ ما انت مفجوع فعلا !! ( نظرت لرنا ) كان بيمثل عليا انه عامل اضراب عن الاكل... دخلت اوضته اناديه من شوية لقيته اكل طبق المكرونة كله... 
- يا ماما !! الكاريزما راحت كده... 
ضحكوا كلهم ما عدا نرمين التي تتوعد لآدم... و مراد و نور ايضا كانا غاضبين منه... قال مراد 
- بمناسبة ان الجو بقا حلو و اتصالحتوا... حابب ابلغكم خبر حلو... 
نظروا اليه بإهتمام بما فيهم آدم... ابتسم مراد و وضع يده على بطن نور و قال 
- نور مراتي حامل... أنا هبقى أب قريب !! 
فرحوا جميعهم و اقتربوا من نور و مراد و بدأوا بالمباركة لهما... بينما آدم وقف مكانه و جمع قبضته بغضب... نرمين عانقت نور و قالت 
* الف مبروك... تقومي بألف سلامة يا حبيبتي... 
* الله يسلمك يا نرمين هانم... 
قال فريد 
* الف مبروك يا مراد... 
- الله يبارك فيك يا بابا... 
كذلك ناهد و مروان و رنا و أسيل باركوا لهم... نظر مراد لآدم الذي لم يتحرك من مكانه و ينظر للأرض... ابتسم مراد و قال 
- مش هتباركلي يا آدم ؟
نظر له آدم و عيناه احمرت من الغضب و تذكر سابقًا عندما كانت نور خطيبته و كان زواجهم بعد أيام قليلة " عايز اخلف منك و تكون بنت و شبهك... عامًة انا عايز اخلف منك عيال كتير و نعمل اسرة كبيرة خاصة بينا... انا و انتي بس " أحلامه تحقق الآن... لكن لا تحقق معه هو... احلامه تحقق مع اخاه الذي بنى حياته على خراب قلبه هو ! انه ليس حزين على نور... انه حزين على نفسه... كل احلامه التي حلمها من قبل اصبحت لغيره... أما هو مازال مكانه... لم يحقق اي شيء مما تمناه ! 
" ألف مبروك يا مراد... ان شاء الله نور تقوم بالسلامة و يتربى في عزك... 
قالها و هو ينظر له بجمود بينما مراد الابتسامة على شفتاه... لانه يعرف ان حَمَل نور سيتسبب بإيلامه و هو يريد ان يتأ*لم...
- متأكد انك هتكون عَم كويس لأبني... 
" اه فعلا... عن اذنكم 
لاحظ فريد كم تغير وجه آدم بعد سماعه لهذا الخبر... بالتأكيد انه يحتر*ق من داخله... إلتفت آدم بدون ان ينطق كلمة اخرى و خرج... نظرت له أسيل و رأت معطفه على الاريكة... لقد نسيه... اخذته و ذهبت خلفه... خرجت من القصر... و جدته واقف بجانب سيارته... و قبل ان يركب نادت عليه 
' يا آدم ! 
إلتفت لها وجدها... اقتربت منه و مررت له المعطف 
' البالطو بتاعك... كنت هتنساه... 
اخذه منها و قال 
" تمام... شكرا... 
إلتفت ليركب السيارة... وقفت امامه و قالت 
' آدم... انت كويس ؟ 
" اه كويس... 
' مش باين يعني... انا لاحظت ان علاقتك بأخوك مش كويسة... انتوا متخانقين ليه ؟ 
" مش عارف... اسأليه هو... اسأليه هو عمل فيا كده ليه ؟ 
' هو عمل ايه ؟ 
لم يرد و كان سيذهب لكنها امسكت يده و قالت 
' آدم... احكيلي... انا هسمعك...  
نظر لها بحزن و نزع يدها من يده و ركب سيارته و ذهب تحت انظارها و تساؤلاتها... لا تعرف ماذا به... انه صامت ولا يقول اي شيء ! 

*****************
في الشركة.... كان آدم يقف أمام الزجاج و بيده كأس الخمـ,ـر و يضغط عليه بيده بغضب و كلام مراد يتردد قي اذنه " نور مراتي حامل... أنا هبقى أب قريب !!... مش هتباركلي يا آدم ؟... متأكد انك هتكون عَم كويس لأبني " 
ضغط على الكأس اكثر حتى انكسـ,ـر في بيده و غرز الزجاج في بيده و جُر*حت و يسيل منها الدماء... طُرق الباب و دخل مصطفى... 
* آدم بقولك انا كنت عايز رأيك في... 
صمت عندما لاحظ الد*م الذي على الأرض و ليده التي تنز*ف... اقترب منه مصطفى و قال 
* في ايه ؟ 
امسك يده و قال 
* ايدك اتجر*حت كده ازاي ؟ 
كان آدم صامت و ينظر للأمام بجمود كأنه في عالم آخر... 
* طب تعالى اقعد هنا... 
اجلسه مصطفى و آدم مازال على حالته... ذهب مصطفى و جلب معه صندوق الاسعافات الأولية و جلسه جانبه... فتح الصندوق و امسك يده و بدأ بإزالة الد*م و ربطها بالشريط الطبي و بعد صمته قال آدم 
" نور حامل... 
تفاجئ مصطفى و رفع رأسه اليه و لاحظ نزول دمعة من عينه و اكمل 
" كملت حياتها معاه عادي بعد ما خا*نتني... حملت منه... هو هيبقى أب على حساب ضياعي انا !! 
* آدم... 
" بعد ما دمرو*ني هم الاتنين... كملوا حياتهم عادي ولا كأنهم عملوا فيا حاجة !! 
* آدم انت... 
" انا مُغفل !! 
قالها و هو يعتصر عيناه الحمراء بغضب... لم يعرف مصطفى كيف يواسيه... ربت على كتفه و قال 
* مش معنى انك شايف انهم كملوا حياتهم بعد ما غدروا بيك يبقى ده معناه فعلا انه حياتهم سعيدة... 
" قصدك بيمثلوا ؟ 
* أكيد... ليه لا ؟ 
" حتى لو بيمثلوا... ف هم بيمثلوا صح... عرفوا يجر*حوني كويس... بكل حاجة هم عارفينها عني عرفوا يكسـ,ـروني بيها ! 
وضع يده على قلبه و قال بأ*لم واضح في صوته الهَش 
" انا بتحر*ق هنا... هنا انا بتو*جع و*جع ملهوش نهاية يا مصطفى !! 
حزن مصطفى عليه و ارخى آدم ظهره للخلف و وضع يده على وجهه و صدره يعلو و يهبط بغضب 
* بُص يا آدم انا عارف كويس انك نفسك تبقى أب و دايما كنت بتحكيلي ازاي هتربي عيالك و تشاركهم في كل حاجة... انت دلوقتي متجوز اهو... ليه مخلفتش من أسيل ؟
" و اخلف منها ليه ؟ 
* عشان هي مراتك مثلا ؟ بعدين هي مختلفة عن نور... احسن منها بكتير... ولا انت لسه عايز نور ؟! 
" نور دي انا مش بطيق ابص في وشها... انا بقر*ف منها يا مصطفى... بقر*ف لما اشوفها قدامي او اسمع صوتها و افتكرلها حاجة معايا... نور دي آخر وحدة افكر اني اكون معاها !! 
* طب خلاص... ايه المانع انك تخلف من أسيل ؟ 
" انا و أسيل هنطلق بكره يا مصطفى... 
* ايه؟ هتطلقوا ؟! 
" ايوة هنطلق... 
* ليه ؟ 
" جوازنا طَوِل اوي و كل حاجة انتهت لحد هنا... هي مش عيزاني... 
* طب انت ؟ 
" انا ايه ؟ 
* عايزها ؟ 
صمت آدم و لم يرد... 
* طالما سكت كده تبقى عايزها... شكلك حبيتها... 
" حتى لو انا عايزها أو حبيتها... ده هيفرق في ايه دلوقتي ؟ ولا حاجة هتتغير... 
* ده بيتهيألك انت... هي لو عرفت انك مش عايز تنهي جوازكم... أكيد في حاجة هتتغير... 
" مفيش حاجة هتتغير يا مصطفى ! هي مبقتش بتحبني ولا عيزاني... عندها حق... هتكمل ليه مع واحد مر*يض زيي ؟ ايه الميزة اللي فيا يعني ؟ ولا حاجة... لا انا لا ينفع أحب ولا ينفع أبقا زوج ولا حتى أب !! 
* مين قال كده ؟ آدم متخليش زعلك يتقلب ضدك... 
" سواء يتقلب ضدي أو يبقى معايا... خلاص خلصت... مبقتش تفرق... هو نصيبي كده... أسيل مختلفة عني... هي طيبة... و بتفكر بقلبها... و مقتنعة انها هتلاقي حُب حياتها... طبعا ده اللي هو مش انا... بسببي انا هي اتو*جعت كتير... كسـ,ـرتها كتير... عيطت كتير... كنت غبي و الاكتئاب ماسك فيا... كنت اعمى و مش شايف انا بجر*ح مين... كانت عايزة تحبني... بس انا بغبائي اذ*يتها... بس خلاص لغاية هنا... انا مش هكون عائق في حياتها اكتر من كده... هي تستحق واحد احسن مني بكتير... واحد يقدر قميتها و يحفظ قلبها النضيف ده... و خلاص يا مصطفى فكك... متكلمنيش في كده تاني... 
ارخى ظهره للخلف مجددا و نظر للسقف و تنهد بضيق... وضع يده على قلبه الذي يؤ*لمه... يلعنـ,ـه بسبب الأ*لم الذي يشعر به بسببه... لا يستطيع ان يُريحه حتى لا يكون أنا*نيًا و يظلم أسيل معه لأنه مُعتقد انها تستحق رجل أفضل منه...  لذلك سيدفن حُبه لها داخل قلبه المكسـ,ـور !

 •تابع الفصل التالي "رواية قلب في المنفي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent