رواية الحلم و السراب الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم إيمان عطية
روضة أخدت مني صور تصميمات فساتين الزفاف اللي بعتهالها وورتهم لزوجها… وهو وراهم لشريكه اللي انبهر بيهم وطلب من زوج روضة إني أقابلهم في أقرب وقت… وعشان ظروفي والجبس اللي مقعدني في البيت… تعذر إني أقابلهم… فطلبوا من روضة تبلغني إنهم محتاجين تصميمات كتير وهشتغل معاهم باستمرار وبالمبلغ اللي أحدده…. فرحت جدا وشكرت روضة… الست دي جمايلها كترت عليا جداااا… مش عارفة هقدر أوفيها حقها ازاي….. روضة نصحتني أستغل وقت فراغي وإني في أجازة وأعمل تصميمات كتير… علشان لما ييجي وقت الشغل يكون متوفر عندي رسومات كتير تتنفذ أول ما يفتتحوا الفرع الجديد ويجهزوا المكان والخامات….
وفعلا خدني الحماس وعملت رسومات كتير جدااااا….
مرت الأيام والأجازة خلصت لكن مازالت رجلي في الجبس… طلبت من روضة تاخدلي أجازة مرضية من المدرسة. وفعلا راحت وأخدت لي الأجازة لمدة أسبوعين بشكل مبدئي…
حاولت في الفترة دي أرسم تصميمات أكتر… كنت بهرب من التفكير في أي حاجة للرسم… كان أحمد بييجي على بالي ساعات… وزياد كمان… لكن كنت بقاوم مجرد التفكير في تجربة الارتباط من جديد.. قلبي مش حمل وجع جديد…
تليفوني رن ماسنجر.. كان من سامية أختي… فتحت التليفون ورديت عليها…
_ أيوة ياسامية… إزيك ياحبيبتي عاملة إيه… وماما وبابا عاملين أيه.. وماهر جوزك كمان….
_ كدة يانجوى… أعرف اللي حصللك بالصدفة… (وانهارت بالبكاء)
_ عرفتي أيه ياسامية…. أنا كويسة والله ياحبيبتي وفي أفضل حال الحمد لله.
_ والندل ده إزاي جاله قلبه يعمل فيكي كدة…..يطلقك بعد أسبوع جواز… ويروح يتجوز السنكوحة بتاعته… ده طلع معندوش دم ولا كرامة ولا ذرة رجولة…
_ هو اتجوزها خلاص يعني… يلا ربنا يسهلله… وأنا الحمد لله والله ربنا بيعوضني من حتة تانية.. الرزق مش زوج بس والسعادة مش حب بس… وانا الحمد لله والله ربنا رزقني وعوضني وأنا راضية ومبسوطة..
بس إوعي تكوني قولتي لماما أو بابا ياسامية… إوعي… ده بابا بعيد الشر ممكن يروح فيها.. وماما كمان هتتقهر ومش هتتحمل…
_ أنا أصلا لسة عارفة دلوقتي باللي حصل… بس بابا وماما لازم يعرفوا يانوجا… ولازم نروح لأهله عشان يعرفوا عملة إبنهم الجبان ده…
_ لالالالا.. إوعي ياسامية… ولا تعملوا أي حاجة من دي خالص…. وبابا وماما أنا هقولهم إن شاء الله أول ماانزل مصر… أهو هكون قدامهم ومتطمنين عليا لكن لو عرفوا وانا بعيد مش هيقدوا يستحملوا… بس عرفتوا إزاي؟
_ ده ماهر من وقت ماعرف وهو متنكد عالآخر وناوي يقطع علاقته بالغشاش ده… تصوري عرف بالصدفة من واحد في الشغل صاحبهم هما الاتنين… بيتكلم مفكر إن ماهر عارف… بصراحة ماهر اتصدم وزعل منك إنك خبيتي علينا…
واتصل بيه هزقه والله..
_ أنا ماحبيتش إنكم تعرفوا عشان عارفة الشغل اللي بينهم ومكنتش عاوزة أكون السبب إنهم يزعلوا من بعض..
_ إنتي بتقولي أيه يانوجا.. إنتي عند ماهر زي أخته… ويخسر 100 من عينة أحمد ده لو هييجي عليكي أو يظلمك… وأحمد ظلمك وجرحك… وربنا مش هيسيبه… حتى لو انتي مسامحة بقلبك الطيب لكن ربنا مايرضاش بالظلم… وبكرة أفكرك.. المهم… طمنيني عليكي.. عايشة ازاي… وأيه اللي خلاكي تفضلي عندك بعد اللي حصل… تلاقيكي ياقلب اختك كان عندك أمل إنه يرجعلك..
_ لالالا إطلاقا… أنا قلت أفضل هنا شوية عشان كلام الناس ياسامية.. هيقولوا أيه وانا راجعة متطلقة بعد 10 أيام… وبابا مكانش هيستحمل… بس الحمد لله ربنا أكرمني بالشغل وكمان أكرمني بمعرفة أم وأخت كبيرة.. أسمها روضة.. ست زي البلسم ربنا يكرمها ويراضيها…
_ طيب إنتي ناوية على أيه يانوجا… هتفضلي عندك كتير.
_ لا ياحبيبتي إن شاء الله بعد امتحانات آخر السنة هنزل مصر.. متتصوريش قد أيه وحشتوني ياسامية إنتي وماما وبابا… قوليلي أخبار حملك أيه.. وهتعمليها وابقى خالة رسميا إمتى؟
_ ههههههه إسكتي يانوجا بقيت زي الدبدوب.. في نص السادس أهو وهجيب بنوتة إن شاء الله.. يارب تكوني هنا وقتها… مفتقداكي جدا ياحبيبتي..
_ ربنا يكمل لك على خير يارب…. ومش هوصيكي ياسامية… إوعي ماما وبابا يحسوا بحاجة..
_ متقلقيش يانوجا… وانتي خدي بالك من نفسك…
خلصنا المكالمة ولقيت جرس الباب بيرن… قمت فتحت وطلعت روضة.
_ أهلا ياطنط… إتفضلي…
_ عاملة أيه يانوجا…
_ أنا تمام الحمد لله والله بخير… طمنيني.. روحتي المدرسة أخدتيلي الأجازة المرضية؟
_ أيوة ياستي متقلقيش… بس حصل حاجة غريبة أوي..
_ خير ياطنط حصل أيه..
_ بعد ماأخدت الأجازة المرضية.. وطلعت خلاص من مبنى المدرسة… وأنا في الحوش… في شجرة كبيرة كدة عالشمال…
_ أيوة أيوة عارفاها… أكتر أوقاتي بقعد تحتها… مالها الشجرة؟
_ اسكتي انتي بس متقاطعينيش وانتي تعرفي.. أوكيه؟
_ هههههههه حاضر كملي..
_ لقيت زياد كان قاعد تحت الشجرة.. وأول مالمحني جري عليا واستأذن مني عشان عاوزني في كلمتين.. بصراحة أحرجني جدااا… وتعاطفت معاه… زعلان جدا إنك عملتيله حظر… حاسس بإحراج شديد.. وبيحلف إنه مش من الناس المتطفلة اللي بتقتحم الخاص لحد متعرفهوش… وإنه بيحترمك ويقدرك ولا يمكن يتصرف تصرف يحرجك أو يضايقك… وكل الحكاية إنه كان عاوز بجد يعرف رأيك في الرواية ومبسوط إن كتاباته لاقت إعجابك وده اللي شجعه يعمل كدة…. إتكلم كتير عن نفسه وحسيت إنه فعلا إنسان محترم بمعنى الكلمة… بس فهمته وجهة نظرك وهو تفهم واحترمك أكتر بس متأثر جامد من حكاية البلوك اللي عملتيه.. بيقول إحنا ناس كبيرة وناضجة والمفروض إننا زملاء…. يعني لو كانت بس لمحت إنها رافضة الكلام عالخاص كنت احترمت رغبتها والله وقدرت صراحتها
_ يادي النيلة…. أنا مش عارفة والله أيه اللي بيحصل ده…. أنا فعلا اتسرعت بس كنت متضايقة وحالتي النفسية مش تمام… وجات فيه على حظه… طنط… أنا بعتبرك زي ماما بالضبط… وعاوزة استأذنك في حاجة… هو انا ممكن أكلمه بالتليفون واعتذرله؟
_ هههههههه عادي يانوجا ده زميلك وبتتكلموا في الشغل عادي.. وبصراحة من حقه إنك تعتذري عن اللي حصل..
_ تمام…. أنا أصلا كلها شهرين تلاتة وراجعة بلدي… مش عاوزة حد يكون زعلان مني ولا عايزة أسيب ورايا ذكرى وحشة عند أي حد…
_ أيه ده… إنتي قررتي كدة مع نفسك… عاوزة تسيبيني بعد مااتعودت عليكي..
_ منا كدة كدة لازم أرجع ياطنط… وحكيتلها مكالمة سامية وإني قلقانة على بابا ولازم اطمنهم بنفسي..
_ طب والشغل ياهانم…. المدرسة وتصميم الأزياء… ده الراجل متحمس جدا وشغال في التجهيزات.
_ مش عارفة والله ياطنط… ممكن أسافر في الأجازة وأرجع تاني بس خايفة بابا يرفض إني أرجع تاني… هو لو رفض ممكن أبعتلكم التصميمات عالواتساب عادي.
_ وجودك هنا أفضل يانوجا… عموما بلاش نسبق الأحداث… محدش عارف هيحصل بكرة أيه….. هقوم انا بقا دلوقتي واسيبك ترتاحي… محتاجة مني حاجة قبل ماامشي؟
_ لا ياحبيبتي تسلميلي يارب.
_ متنسيش بقا تكلمي زياد.. وابقي احكيلي هاه..
_ حاضر والله ياطنط… مع ألف سلامة.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية