رواية حارة تايسون الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم زينب سمير
' حارة_تـايسـون' حارة تـايسـون '
الفصل الحادي والعشـرون ..
فاتت علي احداث ذلك اليوم اسبوعين تقريبا ، كانوا من اسعد ايام الزوجين تايسون ووعـد ، وجود وعد في حياته ساعده في تخطي ازمة الماضي والمعايشة مع حاضره الجديد بدون شـرور ، فقد قرر ان يفتح صفحة جديدة تكون هي بطلتها واساسها ..
رأي فيها جانب اخر لم يراه من قبل ، وعد شخصية ذهبية قلبا وقالبا ، بدأت تدريجيا في التعرف علي اهالي الحارة والاندماج معهم حتي انك يمكن ان تظن عندما تراها بينهم انها مثلهم وولدت وعاشت كل حياتها بينهم
مرح .. فرح .. ورمانسية
هكذا كانت ايامها الماضية ..
هل ايامهم القادمة ستندرج تحت تلك البنود ايضا ؟
لا اظن خاصة في وجود علا التي تخطط لـ التخلص من وعد ، ورامز الذي يخطط لـ التخلص من تايسون..
. . .
من المفترض ان اليوم سوف يقوم جعفر بالتقدم لخطبة هويدا ، ولحب تايسون له ، قرر ان يذهب معه ليخطبها له .. هو
ابتست علا بسعادة وهي تردف بعدم تصديق:-
_يعني الباشا هيروح معانا ؟
اؤما جعفر بنعم وقد زادت سعادة بهذا الخبر و:-
_قالي انه بمثابة اخويا الكبير وهيروح يتقدملها علي الاساس دا
علا التي كانت سترتدي اي من ملابسها ، فَزّت من مكانها وراحت تجوب خزانتها بتركيز مرة اخري لتختار انسب زي لها ، فخبر وجود تايسون بتلك المناسبة قلب يومها راسا علي عقب ..
لكن لا تاتي الرياح بما تشتهي السفن .. !!
_بليز ياتايسون خدني معاك ، علشان خاطري .. علشان خاطري
قالتها وعـد برجاء بالغ وهي تقفز علي اقدامها توالا امام تايسون ، الذي ظهر الاعتراض علي ملامح وجهه و:-
_مفيش مرواح ياوعـد اعتقد كلامي واضح
وعـد بتزمر:-
_لية مفيش مرواح ؟ انا عايزه اروح بليز .. بليز
تايسون بأعتراض:-
_انا قولت لا
حسنا لم تنفع طرق الحيال لكن ربما تنفع طرق المحايلة والدلال
اقتربت منه وعانقت رقبته بكفوفها ، زمت شفتيها للامام بأغراء وهي تقرب وجهها منه ، راحت انفاسها تلفح بشرة وجهه فتوترت مشاعره من ذلك القرب ، همست هي بنبرة خافتة:-
_مش جعفر يبقي اخوك ؟
اؤما بنعم بتوهان
_وانا مراتك ؟
اؤما بنعم
_وانا وانت واحد ؟
اؤما بنعم
_وجعفر اخوك ؟
اؤما بنعم
_وانا وانت واحد ؟
اؤما بنعم
_يبقي جعفر اخويا !
اؤما بنعم
سألت بجدية مصطنعة:-
_فهمت حاجة ؟
اؤما بنعم
فاطلقت ضحكة عالية وهي تبتعد عنه وقد عَلي علي ملامحها علامات الانتصار تنحنح وهتف بجدية بعدما استجمع نفسه:-
_علي فكرة انا بس موافق علي مرواحك المرة دي علشان انا موافق
وعـد بمرح:-
_طبعا يابيبي .. طبعا
وتركته متوجهة نحو خزانتها ، اخرجت من الخزانة فستان باللون الاحمر ، ذو اكمام شفافة من خامة الدانتيل ، ومن اعلاه لحتي الركبة يضيق علي الجسد ، ومن الاسفل التف كديل سمكة منفوش قليلا ، كان شكله مبهر ..
توجهت بالفستان نحوه ، وقفت امامه ووضعت الفستان من الخارج علي جسدها ، سألته بأهتمام:-
_اية رأيك في الدريس ياتايسون ؟
رمقه بنظرات شاملة ثم خرج صوته معترضا:-
_توء مش نافع مع المناسبة خالص
ضيقت حاجبيها بعدم فهم فتابع يشرح لها:-
_وعـدي ، احنا لسة هنتقدم يعني ممكن العريس يترفض ، الفستان دا في مناسبات ثابتة خطوبة .. كتب كتاب .. كدا يعني
اؤمات بتفهم لوجه نظره ، وتخلت عن الفستان واختارت اخر ابسط بكثير ، مبهج بالوانه لكنه بسيط بتصاميمه
ولكن لان وعـد ارتدته فكان ساحر في جماله جدا وكأن لا يوجد اثنين منه ..
. . .
علي الساعة السابعة مساءا ، كان يهبط تايسون درجات منزله ووعـد متعلقة في ذراعيه ، هيئتهم كانت جميلة جاذبة لـ العين ، عندما لمحتهم ام السعد اخذت تدعي لهم بسعادة بالغة طالبة من الله ان يحفظهم .. ويهدي امورهم دوما ..
ركبا سيارته وتوجها نحو وجهه معينة .. منزل العريس جعفر
بعد قليل وصلت السيارة لـ امام المنزل ، اطلق تايسون بوق من سيارته ليعطي انذار لجعفر بوصوله ، فُتح الباب من خلال علا بلحظات ، خرجت منه والسعادة مرتسمة علي ملامحها لكن سرعان ما اختفت السعادة والبسمة عن وجهها وهي تلمح الجالسة ببجوار تايسون
كل لهفة الصباح تبخرت وهي تراها تجلس بجواره تتضاحك معه ويتلاماسان بالايدي ، توقدت النار بداخل قلبها بدون شعور منها ، غلت بداخلها النيران لكن اخفقتها فكرة انها ستأخذه منها قريبا فلا باس من ان تتمتع معه وبه قليلا الان .. !
ركبت السيارة وقبل ان يتحدث احد ركب جعفر ايضا ، قال تايسون بنبرته الرزينة:-
_مبروك ياعريس
رد جعفر بسعادة بالغة:-
_الله يبارك فيك ياتايسون بية
وعد ببسمتها الجميلة:-
_مبروك ياجعفر
رد جعفر بنبرة احترام لها:-
_الله يبارك فيكي ياهانم .. تشكري علي مجيتك دي
ابتسمت وقبل ان تتحدث .. علقت علا:-
_مكنتيش جيتي...
نظر الحميع لها بتعجب فردت سريعا محاولة ان تصلح الامر:-
_قصدي تعبتي نفسك علي الفاضي
وعد و احبت ان تغيظها بعدما رأت ملامح الضيق علي الاخري باديا علي وجهها جيدا من وجودها:-
_جعفر اخو تايسون يعني مكانته في قلبي زي مكانته عند تايسون بالظبط
ابتسم جعفر بسمة سعيدة باحراج فتايسون يعني له الكثير وبالتالي زوجته ، وايتسم تايسون لرد زوجته المنمق
وتجاهل الجميع تلك المدعاه بعلا وغضبها الواضح
. . .
وصل الجمبع لمنزل العروس هويدا ، كانت هويدا يتيمة الاب ، فقط تحيا مع والدتها ، لا تملك احدا غير والدتها من الاساس ، استقبلتهم والدة هويدا استقبال حافل ، ازدادت حفاوفته عند رؤيتها لكبير الحارة وزوجته ، وجهتهم لـ غرفة الصالون وجلست هناك معهم
نهضت وعد عن مكانها وهي تسال بتلهف:-
_اومال فين العروسة
شدها تايسون لتجلش مكانها لكنها لم تعيره اهتمام ونظرت للسيدة باهتمام التي قالت بضحكة خفيفة:-
_هويدا في الاوضة دي يابنتي
واشارت لاحدي الغرف ، فتوجهت وعد لـ الغرفة بخطوات متعجلة ، قالت تايسون بحرج:-
_معلش ياست الكل هي بتقلب هبلة كدا فجأة
والدة هويدا بضحك وحب لتلك الفتاة:-
_والله يابني تلقائيتها تتحب
نظر جعفر لتايسون وضربه بقدمه بخفة بمعني تحدث ، رمقه الاخر بتلاعب واؤما بالنفي ، فرمقه برجاء
ضحط تايسون بكتوم ثم خرج صوته بعدما تنحنح بخشونة:-
_احنا هنا انهاردة ياست الكل علشان نوفق راسين في الحلال وطالبين ايد كريمتك هويدا لجعفر
والدة هويدا:-
_واحنا شرف لينا جعفر يدخل بابنا ياتايسون بية ، بس المهم رأي العروسة
تايسون:-
_طبعا .. طبعا
ثم عَلي صوته حتي يصل لغرفة الفتاتين:-
_وعـد .. هاتي عروستنا
. . .
بداخل الغرفة ..
تشبت هويدا بمقعدها وهي تقول برعب:-
_قوليلهم مش موافقة
ضحكت وعد بمرح ، حاولت ان تسحبها لكن الاخري تشبثت بالمقعد بالفعل ولم تستطيع وعد شّـها ، وعد وهي تحاول مرة اخري:-
_يابنتي عيب نسيبهم برة مستنيينك
هويدا بخجل:-
_روحي قوليلهم انها مش موافقة
رفعت احدي حاجبيها و:-
_مش موافقة .. مش موافقة ؟
اؤمات بنعم ، فقالت وهي تمثل انها تتركها وتنوي الخروج لـ الخارج:-
_خلاص تمام ، انا كدا كدا كنت عايزه اجوز جعفر لـ....
لم تكمل الكلمة وكانت هويدا تسبقها نحو الخارج ، اظهرت وجهها لهم ونطقت بتلهف:-
_انا موافقة
ثم عادت ادراجها لعرفتها مرة اخري ، وتعالت ضحكات الجميع عليها الا علا التي كانت ترمق الامر برمته بضيق وتأفف ، وعقل شرود بما سيحدث قريبا علي يدها لتلك المدعاه بـ وعـد..
وانتهي اليوم وسط سعادة بالغة من العروسين ، وقررا ان الزواج وكتب الكتاب سيكون بعد الان بمدة شهر فقط لا غير
وسيتكلف تايسون بدفع تكلف مراسم الزواج كهدية لجعفر لانه يراه ك اخ له
. . .
بصباح اليوم الموالي ، كانا الاثنين في تمام التاسعة يقفا امام باب شقة السيدة فوزية ، فقد قررا ان يزوروها ليقوما بتناول وجبة الافطار معها ، عندما فتحت لهم الخادمة المسئلة عن خدمتها والجلوس معها .. الباب ، انفجرت اساريها وراحت ترحب بهم ، اشارت لهم ليدخلا وهي تردف بنبرة سعيدة:-
_دي فوزية هانم هتفرح اوي بمجيتكم
تسال تايسون وهو ينزع عنه حذائه امام الباب:-
_هي فينها تيتا ؟
اجابته:-
_في البلكونة
اؤما بحسنا وسار نحو الشرفة علي اطراف اصابعه وخلفه وعـد ، كانت تجلس علي مقعد مطل علي الشارع وظهره مطل عليهم هما ، وضع عينيه علي عيونها وهو يقول بمرح:-
_انا مين ؟
فوزية بحب:-
_حبيب قلبي جاسر
ابتسم وهو يبعد يديه عنها ويميل ليقبل عينيها ، هتفت وعد وهي تتقدم نحوها لتري وجهها:-
_ولما هو يبقي حبيب قلبك يبقي انا اكون اية ؟
هتفت فوزية بحب كبير لوعد تمكن من قلبها خلال فقط بعض زيارات جمعتهم سويا:-
_انتي قلبي كله بقي
جاسر بضحك:-
_كلتي عقل فوز بكلمتين انتي والله
هتفت الخادمة وهي تستعد لتغادر تلك الجلسة السعيدة:-
_هروح اجهزلكم بقي فطار هتاكلوا صوابعكم وراه
وعـد:-
_اقفي يادادة والله ما حد هيعمل فطار انهاردة غيري
ولم تترك لاحدا فرصة وتوجهت نحو المطبخ ، هتف جاسر وهو يىرق ذهابها بقلق مصطنع:-
_جماعة .. اني خائف
فوزية بمرح:-
_وانا مرعوبة
لم يكملا عبارتهم وعلا صراخ وعـد وصوت تكسير اشياء بالمكان ..
فتعالت الضحكات عليها بمرح وقضي الجميع يوما في غاية السعادة
غير مدريكين ان الغد يخفي لهم الكثير و.... الكثير
. . .
الرواية قربت تخلص خلاص فضلها بارت .. اتنين .. خمسة
كدا يعني 😂🤭
•تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية