Ads by Google X

رواية عناد الحب الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم اسماء الاباصيري

الصفحة الرئيسية

 رواية عناد الحب الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم اسماء الاباصيري

21. عناق

يتفاجأ كلاً من عمر وأسيل بكلام آدم لتتدارك أسيل الوضع سريعاً وتردف

أسيل بلوم مصطنع : ايه اللي بتقوله ده يا آدم ؟ ده عمر جاى النهاردة عشان ياخد اقوالك .... ثم وجهت حديثها لعمر ......... نبقى نكمل كلامنا بعدين ... ماشي يا عمر ؟؟؟؟؟

لينظر لها عمر فى دهشة ثم يوجه حديثه لآدم

آدم : آدم انت مش فاكرنى ؟ انا عمر ال.........

فتقاطعه أسيل بسرعة قبل ان يكمل حديثه وهى تنظر له نظرة ان يتوقف عن الحديث ويجاريها فيما تقوله

أسيل : ده يبقى عمر المسئول عن اعادة التحقيق فى قضية بابا .... بجد يا آدم مثال للنزاهة و بيعمل كل اللى بيقدر عليه عشان يوصل للحقيقة

يتبادل كلاً من عمر وأسيل النظارت فى حين يشتعل آدم بينهم غيظاً و غيرة ليقطع نظراتهم تلك موجها حديثه لأسيل بشبه صراخ

آدم : طب حيث كده بقى لازم نكرم الاستاذ عمر و نجيب له حاجة سخنة يشربها .... اسيل حبيبتي معلش روحى جيبلنا كوبيتين قهوة من الكافتيريا تحت و اتأكدى من انها سخنة جدااااااا فاهمة ؟

قال جملته الاخيرة قاصداً جعلها تتأخر بالخارج حتى ينتهوا من عملهم ذاك
لتتحرك هى الى الخارج وتمر ثوانى قليلة لتدخل مرة اخرى اليهم بيدها كوبان من القهوة الساخنة لينظر كلاً منهما اليها بدهشة

عمر ترتسم ابتسامة واسعة على وجهه يحاول قدر المستطاع الاكتفاء بها دون الضحك بصوت عال فقد فهم ما يدور حوله

اما آدم فأقل ما يقال عنه انه حالته الصحية لا تتحمل ما يشعر به الآن من غيظ وغضب

آدم بغيظ : جيتي بسرعة يعنى ... واضح ان الخدمة فى المستشفى فوق الممتازة

أسيل بإبتسامة واسعة : مش بالظبط بس سبحان الله بمجرد خروجي من الاوضة لقيت سيف قدامى وفى ايده كوبايتين قهوة سخنين كأنه قرا انت بتفكر فى ايه .... ثم اردفت بنبرة ذات معنى .... دلوقتى بس اتأكدت انكم صحاب فعلاً

قالت جملتها الاخيرة قاصدة ان تزيد من غيظه ليسب هو سيف فى سره

تنحنح عمر فى جلسته قبل ان يقول بجدية حاول بصعوبة رسمها على وجهه

عمر : ممكن نبدأ دلوقتي ؟

ليومأ آدم على مضض موافقاً ويبدأ فى سرد ما حدث بالتفصيل

بعد انتهاء آدم من الحديث سأله عمر

عمر : هل فى شخص معين شاكك فيه و تعتقد انه ممكن يكون ورا الحادث ؟

ليومأ آدم موافقاً ويجيب

آدم : ايوة .... معتز الكومي ..... شريكي بالشركة ... عرفت مؤخراً انه متورط بأعمال مشبوهة و واجهته قبل الحادثة بيوم لان وصلني اخبار انه عايز يدخلنى انا و الشركة فى شغله ..... بس حالياً مفيش فى ايدي اي دليل

عمر بتنهيدة : تمام ... احنا كده منقدرش نوجهله اى اتهام من غير دليل لكن انا هحط كلامك بعين الاعتبار وسط التحقيقات .... و بصراحة انا حاسس ان في حاجة بتربط بين قضية قتل الاستاذ نور الدين و بين محاولة قتلك

لتجيب أسيل بسرعة

أسيل : قصدك ايه يا عمر ؟ انه هو نفس الشخص ؟

عمر : انا فعلاً شاكك فى كده بس للاسف مفيش اي دليل معايا حالياً بيأكد شكوكي .... على العموم انا هشتغل على القضيتين مع بعض و هنشوف ايه اللى هينتج ........ ودلوقتى اسمحولى ...... هب واقفاً يستعد للرحيل ...... ومرة تانية حمد الله على سلامة حضرتك يا ادم باشا

ليكتفى آدم بإماءة صغيرة رداً على كلامه قبل ان تسرع أسيل بالحديث

أسيل : عمر استنى .. عايزة اتكلم معاك فى موضوع على انفراد

لتتبعه مباشرة الى الخارج قبل ان تعطى فرصة لآدم بالاعتراض

اما فى الخارج

عمر بغضب : مبروك عليكي الجنان يا مدام .... هتخربي جوازك بإيدك .... انا مش عارف ازاى جاريتك فى اللى عملتيه ده .... لا و بضحك على مين ؟ ادم حلمي صديق الطفولة ... ده لو عرف هيعلقنى .. اه وربنا هشوف ايام سودة

أسيل : صدقنى صاحبك ده يستحق اللى بعمله و اكتر بس انا اللى طيبة بزيادة و سامحته بسرعة ..... على العموم متقولهوش انت مين دلوقتي خليه كده شوية لغاية ما يتأدب ........ سيبك بقى من الرغي ده و قولى .. مفيش جديد بخصوص قضية بابا ؟

عمر : مفيش حاجة مهمة ... لكن ...... ثم تردد فى الحديث فتحثه على الاكمال ليتنهد بعمق قبل ان يردف ........ فى احتمال ان والدك يكون متورط فى شغل مش تمام

لتصمت هى قليلاً قبل ان تجيب بثبات

أسيل : عادي انا مش مستبعدة حاجة زي ده ..... بس لو اتوصلت لأي حاجة جديدة متنساش تبلغني اول بأول

ليومئ هو لها قبل ان يستأذن منها للمغادرة لتعود مرة اخرى الى الداخل وتجده مكفهر الوجه تسأله عن عدم حضور والداه لزيارته فيخبرها ببرود بشأن سفرهم للخارج وعدم اخبارهم بأمر اصابته فتفهم من طريقة حديثه تلك بوجوب تفاديه وهو بهذه الحالة ...

مر اليوم الاول يليه يوم اخر وهكذا الى ان مر الاسبوع المحدد له للبقاء فى المشفى لم تتركه أسيل اثناء ذلك ولو ليوم واحد .... اليوم هو يوم عودته للمنزل

يصلا الى المنزل و يساعده سيف صديقه فى ايصاله الى غرفتهم ليعود اليها بعد فترة من هجره اياها واعتزاله فى غرفة اخرى

عادت أسيل الى القصر مرة اخرى وطلبت من الدادة جميلة احضار حاجياتها من منزلها الى القصر و اشرفت هى على خدمة آدم بنفسها و رعايته واستغل هو الفرصة فى التقرب منها لكنها كانت تعامله ببرود ورسمية شديدة

حتى جاء يوم كانت بجانبه تطعمه بنفسها بعد رفضه تناول الطعام الا اذا قامت هى بإطعامه بيديها حاولت معه كثيراً لكن لا مجال ليغير رأيه

اثناء تناوله الطعام رن هاتفها لتتوقف هى عن اطعامه للحظات وتجيب هاتفها ثم سرعان ما رسمت ابتسامة واسعة واجابت

أسيل : عمر .. ازيك ؟ وانت كمان واحشنى والله ....... ياعم خرجنا من المستشفى من زمان ماانت لو بتسأل كنت عرفت ........ لالا طبعاً مفيش مشكلة تنور ......... عارف العنوان ؟؟؟ ..... خلاص تمام بكرة هكون فى انتظارك ان شاء الله ..... سلام

لتغلق هاتفها وتعود بنظرها مرة اخرى الى زوجها الغاضب من طريقة حديثها مع عمر وتحاول اطعامه مرة اخرة لكنه يلقي بالطعام ارضاً ويصرخ بها فى غضب

آدم بصراخ : عاجبك اوي الاستاذ عمر ..... فرحانة اوى وانتى بتكلميه لا و بتقوليله وحشتنى ..... نسيتي انك ست متجوزة و المفروض تحترمي نفسي و تحترمي جوزك و تحافظى على كرامتك ....... بس انا بقول الكلام ده لمين .... انا اللى غلطان .. كلكم زي بعض كلكم خاينين .. ميكفكوش راجل واحد

لتصدم هى من تفكيره ذاك فهى لم ترغب سوى بإثارة غيرته انتقاماً منه لما فعله بها ..... بنظرها هذا لا شيء مقابل معاناتها السابقة بسببه وها هو الآن يقارنها بزوجته السابقة ويشبهها به ..... يتهمها بالخيانة ..

أسيل بغضب وصراخ : اخرس ... نقى كلامك قبل ما تتكلم ...... اوعى تفكر تقارني بالخاينة مراتك .... مفيش اى شيء مشترك بينها و بيني .... هى حاجة وانا حاجة تانية خالص اياك تشبهنى بيها .... اسمه عمر السيوفي .. مش بيفكرك بحاجة الاسم ده ...... لتتغير نظرة عيناه من الغضب الى دهشة تجاهلتها لتكمل ............. ايوة هو نفسه صاحبك انت و ايمن الله يرحمه .... كان دايماً بيجيله البيت يزوره و بكده اتعرفت عليه ساعتها و بقى اخ ليا زيه زي ايمن ..... مشوفتهوش من سنين و كانت صدفة ان هو المسئول عن قضية بابا .... عمر متجوز و عنده طفلين ... بيعشق مراته و اللى سبق و اتعرفت عليا و بقيت انا و هى صحاب ......... ثم حل الصمت للحظات قبل ان تهتف بحسرة ..... متخيلتش للحظة انك هتكمل انتقامك بتشبيهي بيها

لتتركه بعد ذلك وتخرج من الغرفة متجهه الى غرفته الصغيرة التى انتقل اليها الفترة السابقة وبمجرد دخولها الغرفة وغلقها الباب خلفها دخلت فى نوبة بكاء مرير

بعيداً عن بطلانا و خلافاتهم نذهب سريعاً الى الشيطان المتسبب فى كل هذا ...نراه يتحدث بحدة على الهاتف

معتز بعصبية : وانا ذنبي ايه انه لسة فيه الروح ..... طلبت مني اخلص عليه و بعت ناس عشان ينفذو .... يعنى ايه مش مشكلتك ماهى مصيبة و هنروح كلنا فى داهية كده ... ادم مش هيغلب فى انه يلاقي اى دليل ضدي ...... لا اصحي و فوق كده .. لو بعتني فأنا مش هخسر لوحدى كلمة منى للبوليس توديك ورا الشمس ..... فكر كويس و قرر هتطلعنا ازاى من الورطة دي

ليغلق الهاتف بعد بتهديده هذا غير مدركاً بتوابع ما تفوه به للتو

نعود الى أسيل والتى لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع حتى سمعت طرقاً خفيفاً على الباب لتمسح دموعها سريعاً قبل ان تسمح للطارق بالدخول والذى لم يكن سوى الدادة جميلة

أسيل بصوت مبحوح : تعالى يا دادة

لتدخل جميلة الغرفة وعلى وجهها نظرة عطف على تلك الفتاة التى لا تخرج من مصيبة لتدخل اخرى

جميلة : ايه اللى حصل ؟ انا سامعة صوتكم العالى من تحت

فبدأت أسيل سرد ما حدث للدادة وسط بكاءها والذي عادت له بمجرد رؤيتها لوجه الدادة الحنون

جميلة : متزعليش منى يا بنتى بس انتى اختارتي العقاب الغلط فى حالته دي

أسيل بذهول : انا ؟..... انا اللى غلط برضو ؟ ..... غلط ازاى بقى ؟

جميلة : انتو الاتنين فى مرحلة اظهار مشاعركم الحقيقية لبعض .... و انك تخليه يغير عليكي فى الفترة دي بالذات غلط و تسرع

أسيل : هو اعترف بحبه ليا و صدقته .... و انا كمان قولتله مشاعري ناحيته .. يعنى مشاعرنا بقت حاجة مفروغ منها .. يبقى ايه المشكلة ... ولا هو مش مصدق حبي له

جميلة بإبتسامة : يا بنتى الحب افعال مش اقوال انتى متأكدة من حبه ليكي بسبب تمسكه بيكي و سعيه انك تسامحيه لكن هو معندوش اثبات على مسامحتك فمابالك بقى بحبك له ........ خصوصاً ان قبل الحادثة انتى كنتى رافضة ترجعى للقصر معاه مش كده ؟

لتصمت كلاً منهما لفترة تفكر فيها أسيل بصحة كلام جميلة لتجد انها على حق فهى لم تثبت له بعد مشاعرها نحوه بل تسرعت بالانتقام منه بشكل قد يفقدها اياه

يقطع افكارها تلك صوت جميلة تكمل

جميلة : و متنسيش كمان صدمته فى مراته ملك ... هو لغاية دلوقتي مواجهش الموضوع ده و لا اخد وقته فى تقبل اللى حصل ... لا ده سعى فى انك تسامحيه زائد انه بيفكر ازاى ينتقم من معتز ... تيجي انتى بقى فى الحتة اللى اتجرح منها قبل كده و تستخدميها كأنتقام .... ده الضرب فى الميت حرام

لتومئ أسيل مؤكدة على صحة حديث جميلة مندهشة من عدم ملاحظتها لهذا الامر فهو لم يأخذ وقته فى التعافى من تلك الصدمة بعد لتأتى هى و بكل غباء و تزيد جرحه عمقاً

لتهب واقفة متجاهلة جميلة وتخرج سريعاً من الغرفة متجهة اليه فتدلف الى غرفتهم لتجده جالس على الارض فى تعب فتهرول اليه وتنزل الى مستواه

أسيل : آدم حبيبي مالك ؟ الالم رجع تاني ؟ استنى هنا هكلم الدكتور متتحركيش من مكانك

ليمسك معصمها موقفاً اياها لتنظر اليه فى دهشة وتعاود الجلوس بجانبه مرة اخرى لتتبين فى هذه اللحظة ملامحه و تصيبها الصدمة لما رأته

يبكي ... هو يبكي بصمت ..... بكل هيبته وجبروته ورجولته تلك يبكي الآن امامها كطفل صغير يحتاج الى عناق والدته ... لم تفكر للحظة قبل ان تدخله فى احضانها تشد عليه العناق لتستمع الى علو صوت بكائه بعد ذلك

بقيا هكذا عدة دقائق قبل ان يهدأ ويسحب نفسه من عناقها لينظر بعينيها للحظات قبل ان يشرع بالحديث

آدم : آسف ... آسف لانى شبهتك بيها...... مفيش مجال للمقارنة اساساً ...... ثم تنهد بقوة مكملاً ..... فكرت كتير و اكتشفت انها فى الفترة الاخيرة كانت متغيرة معايا لكن حبي ليها خلانى اعمى عن انى الاحظ ده وقتها ..... آسف

أسيل : متتأسفش .... هى غلطتى انا انى اخترت وسيلة مش صح خالص عشان انتقم منك

ليرفع أحدى حاحبيه بتعجب ويردف

آدم : يعنى كانت خطة للانتقام ....... مبروك .. انتى نجحتى فعلاً فيه .... انا كنت هموت من فكرة تفضيلك لراجل تانى و انك ممكن تسيبيني عشانه

لتنظر اسيل له بحب لترفع احد يديها وتضعها على ذقنه وتردف بحنان

أسيل بحب : بحبك و عمري ما هشوف ولا هحب راجل غيرك

ينظر لها بدهشة غير مصدق لما قالته للتو ليأخذها فوراً فى عناق طويل ............. لم يقطعه سوى رنين هاتفه حاولت الابتعاد عنه ليجيب لكنه اعاد ضمها اليه مرة اخرى متجاهلاً هاتفه لكن سرعان ما عاد صوت الهاتف مرة اخرى دالاً على تصميم المتصل على ان يحصل على جواب

ليلتقط هاتفه بعد تأفف مبعداً اياها قليلاً لكنها لا تزال بين احضانه

آدم : خير يا كاميليا ايه الموضوع المهم للدرجة دي ؟

ليستمع الى حديثها للحظات قبل ان يرد بجدية

آدم بسرعة : خليكي مكانك .... دقايق و هكون عندك

..................
يتبع

 •تابع الفصل التالي "رواية عناد الحب" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent