رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم مريم محمد
جاء في الذكر مدحه بثناء ، فكريم الخصال فيه وفير
باسم الثغر في محياه بشرٌ ، وبياضِ في وجه طه غزير
في رؤى وجهه البهي سلام ، وأمان لا يعتريه قصور
لمسة منه للسقيم شفاء ، نظرة منه للظلام تنير
خاتم الرسل ما أجل سناه ، هو نجم لا تحتويه سطور
وصلاتي على المحمد طه ، كلما سال في الجبال غدير
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
في حارة شعبية الناس ماشيين في كل مكان من الصبح بدري والبياعيين فاتحيين وصوتهم عالي كل واحد بينادي على بضاعته
بياع : مجنونة يا اووطه
بياع تاني : يا بتاع الخزين ياا بااااصل
بياع تالت : معسلة يا بطاطا
بياع كمان : أحمر وحلو يا بطيخ على السكين يا بطيخ
بياع تاني : عرايس يا بتنجان ، يلااا التلاته بعشرة
في واحدة من العمارات البسيطة كان يوسف نايم وبيتقلب في سريرة بضيق فهو مش عارف يتعود على الازعاج ده كل يوم، حس بحركة بسنت مراته اللي نايمة في حضنه فبص عليها بس كان باين على ملامحها التعب رغم إنها نايمة، فهي لسه تعبانه جدا من الحادثة اللي اتعرضت لها والا.جها.ض
يوسف ضمها ليه أكتر وباس راسها بخفة وهمس بخفوت عشان مايقلقش حبيبته : حقك عليا أنا يا حبيبتي، أنا السبب في كل ده
الباب اتفتح مرة واحدة كانت مهجة اللى بصت على يوسف وبسنت بغيرة من حبهم : الله، لما أنت صاحي ياخويا مش بترد عليا ليه، صوتي راح وأنا بنادي عليك
يوسف بصلها بضيق من دخولها الأوضة بالشكل ده : هو مش في باب تخبطي عليه يا مدام ولا ايه !؟
مهجة مصمصت شفايفها بسوقيه بحركة معروفة بين ستات الحارة : شوف إزاى !! ادي جزات اللي يعمل خير في الدنيا دي ، أنا غلطانه يا خويا أنى جيت اصحيكم عشان الفطار ، قطعتوا
يوسف : ماتتعبيش نفسك بعد كده، البياعين عاملين الواجب وزيادة
مهجة بصتله وهي لاوية شفايفها وخرجت من الغرفة وهي بتبرطم، ويوسف غمض عينيه بزهق من تصرفاتها ودفن وشه في حضن حبيبته وهو بيتمتم بضيق : ست تقرف
حس بايد بسنت بتمشي على ظهره برقة : أكيد مش قصدك أنا بالست اللي تقرف دي
يوسف بصلها بابتسامة : صباح الخير يا بسبس قلبي
بسنت : صباح الخير يا حبيبي، قولي بقى مين المقرفة دي !؟
يوسف ببساطة : مرات خالك، داخله الأوضة علينا كأنها اوضتها وقال ايه بتصحينا عشان الفطار، الواحد بعد كده هيقفل الباب بالمفتاح أحسن يصحى يلاقي حته منه ناقصة
بسنت ضحكت جامد : يالهوي عليك مش بتبطل هزار حتى في المصايب
يوسف شدها عليه وحضنها تاني : فكك من كل حاجة وركزي في اللي إحنا فيه دلوقتى، أنا مخنوق أصلا من كل حاجة
بسنت مسدت على شعره : معلش ياحبيبي بكره تتحل إن شاء اللّٰه
يوسف : ونرجع تاني لبيتنا الهادي بدل المورستان اللي إحنا عايشين فيه ده
بسنت ضحكت تاني ويوسف أتكلم وهو بيقلد البياعين : مجنونة يا قووطه، أنا اللي مجنون والله أنى جيت هنا
بسنت لسه بتضحك وهو ضحك هو كمان على ضحكتها اللي بيعشقها، في الوقت ده الباب خبط وجالهم صوت عصمت من بره : مش وقت مرقعه أنت وهي ياخويا، مش صباحيه امكم هي
يوسف بص لبسنت وهمس بخفوت : كأنه تور هايج
بسنت ضحكت أكتر وعصمت فتح باب الأوضة بهمجية : الله الله، قاعدين في حضن بعض ولا على بالكم حاجة
يوسف قام قعد وبسنت خبت نفسها وراه فهي حقيقي بتخاف من خالها جدا، ويوسف بص لعصمت : وفيها ايه يعني لما نقعد ولا على بالنا حاجة هو في حاجة ولا ايه !؟
بص لبسنت وسأل : هو في حاجة يا بسبس !؟
بسنت خبت وشها في كتفه فهي حاسه إنها لو ردت خالها هيمد ايده عليها، وعصمت لوى شفايفه وشتم شتيمة وقحه : لاااا بقولك ايه يا حيلتها لم نفسك معايا وحاسب أوي على كلامك، أنت بتكلم المعلم عصمت على سن ورمح
يوسف بهمس : على واحدة ونص
عصمت شدة من التيشيرت بتاعه بعنف : بتبرطم بتقول ايه ياض !؟
يوسف بملل : أنت عايز ايه يا معلم !؟ مش أنا بدفعلك الفلوس اللي أنت عايزها وزيادة عايز ايه تاني !؟
عصمت : لو على اللي أنا عايزة فأنا عايز أطلع رو.حك في ايدي
يوسف : يا معلم بلاش شغل تجا.ر المخد.ر.ات ده معــ
عصمت قاطع كلامه : لأ عندك، أنا مش تجا.ر المخد.ر.ات، أنا ببيع حشيييييش الحشييش بتاع البهايم ده
يوسف : أوعى جناحك طرف عيني يا معلم
عصمت ضحك بصوته القوي : عارف أهي خفة دمك دي هي اللي مصبراني عليك لحد دلوقتي
زقه جامد في كتفه واتكلم بحدة : بس مش هستحملك كتير أنت ومراتك السو دي
يوسف : بقى أنا مراتي سو أومال مراتك أنت تبقى ايه !؟
عصمت : مالكش دعوة بمراتي وخليك في النونه اللي أنت متجوزها، وشهل بقى وامشي من هنا عشان ماقلبش عليكم
شاور على بسنت : أنتوا الاتنين
سابهم ومشي ويوسف عدل التيشيرت بتاعه واتنهد بضيق وبص لبسنت : ماتشوفيلي فون كده أتكلم منه
بسنت حركت راسها بموافقة وراحت لمهجة أخدت فونها ورجعت ليوسف اللي اخده منها وفتح النت يتصفح عن آخر الأخبار فهو من ساعة ما عاش هنا وهو مقطوع عن العالم، عينه وقعت على عنوان بيتكلم عن يامن شد انتباهه ففتح الصفحة وقرأ الخبر عن قتـ.ل يامن لخدم قصره وهروبه من الشرطة فضحك بصوت عالي لدرجة إن بسنت استغربت : في ايه يا يوسف !؟
يوسف وهو بيشاور على الفون : شوفي كده، وقال أنا اللي بيتقال عليا خا.طف ومجر.م أومال ده بقى ايه !؟
كمل ضحك وبسنت قربت منه وأول ما قرأت الخبر شهقت بخضه وحطت ايدها على قلبها وبصتله، وهو كشر وقفل جوجل خالص وكتب رقم على الفون ورن عليه ومشي ناحية الشباك واتكلم : ده أنا يا ماجد يوسف ابن عمك
ماجد : يوسف أنت فين !؟ ده إحنا قالبين عليك الدنيا والشرطة كل شوية تيجي تسأل عليك
يوسف : أهدى شوية بس واسمعني، أنا عايزك تساعدني أسافر بره البلد
ماجد كشر باستغراب : يوسف أوعى تقول إنك فعلا عملت اللي الشرطة بيقولوه ده
يوسف : ماتشغلش بالك أنت، ساعدني بس أخرج من هنا وأنا هكلمك بعدين اشرحلك كل حاجة
ماجد اتنهد : ماشي يا يوسف أنا لولا واثق فيك ماكنتش عطيتك فرصة، أنا هحاول اشوفلك طريقة تخرج بيها بره و__
يوسف قاطعه : أنا وبسنت
ماجد كشر بضيق : أنت لسه مع البنت دي !! مش كفاية البلاوي اللي جاتلنا من تحت راسها !؟
يوسف زعق : ماجد، دي مراتي، ولو مش عايز تساعدني ممكن تقول ده ببساطة وأنا هشوف حد غيرك
ماجد بتراجع : لأ خلاص خلاص أنا آسف، قولي أنت عايز ايه وأنا معاك
يوسف قاله على اللي عايزه وبعدها سأل بتردد : هي ماما !؟
ماجد بحزن : مامتك طول الوقت بتعيط، وكل العيلة زعلانين عليك وعلى اللي بيحصل ده، أنت لازم تيجي تشوفهم ولو مرة واحدة
يوسف : وأنا مش هطلق مراتي عاجبهم على كده أهلا وسهلا، مش عاجبهم هفضل بعيد عنهم وكمان ممكن مارجعش تاني من بره لو لقيت الوضع لسه زي ما هو
ماجد : أتكلم معاهم براحة يا يوسف، احنا كلنا بنحبك ومش عارفين نعيش مرتاحين من ساعة ما مشيت من البيت، وزود عليها المصيبة الجديدة اللي أنت فيها دي
يوسف : ادعيلي يا أخويا
ماجد : ربنا يهديك
يوسف قاله مايرنش على الرقم ده تاني وبعدها قفل معاه ومسح الرقم ورمى الفون على السرير، وبسنت قربت منه بحزن : ليه كده يا يوسف !؟ دول أهلك حرام عليك تقسى عليهم كده
سكتت شوية قبل ما تكمل : لو كده ممكن تروح أنت، وأنا هفضل هنا عند خالو، روح لأهلك وكفاية لحد هنا
يوسف بصلها : قصدك ايه بكفاية لحد هنا !؟
بسنت بصت في الأرض وعينيها اتملت بالدموع : أنا من ساعة ما دخلت حياتك وهي مقلوبة فوق بعض، فلو بعدي هو اللي هيرجع كل حاجة لمكانها أنا موافقة
يوسف بتكشسرة وضيق : أنتى بتتخلي عني يا بسنت !؟
بسنت : أنا ماقدرش أتخلى عنك بس ماينفعش أكون انانية بالشكل ده، المفروض ماكنتش ضعفت من الأول ووافقت على جوازنا، أنا خراب على حياتك فلازم تبعد عني
يوسف كان بيبصلها بغضب من كلامها، بس لما شاف دموعها اللي بتحاول تخبيهم وتمسحهم بايدها الضعيفة راح حضنها عشان هي تستخبى في حضنه وتعيط، هي ماتقدرش تبعد عنه هو حياتها وامانها بس لازم تقول كده عشان تحنن قلبه على أسرته ويرجعلهم تاني، بس الظاهر إن محاولاتها بتجيب نتيجة عكسية، ويوسف باس راسها بحب : ماتخافيش مافيش حاجة هتفرقنا تاني ومش هنخسر حاجة تاني كفاية كده
بسنت دفنت وشها في صدره اكتر، وهو طبطب على ظهرها وهو بيبص للفراغ قدامه وبيتكلم في سره : ماشي يا يامن، أنا غلطان أنى اعتبرتك أخويا، مابقاش أنا يوسف لو ماسلمتكش بنفسي للشرطة، صبرك عليا بس
********
إكس كان قاعد في بيته وفي ايده فونه كالعادة بيراقب مليكة من كاميرات المراقبة، كان مستني منها أى رد فعل فهي من الصبح قاعدة على المصلية شوية تقوم تصلي وبعدها تقعد تاني وتغمض عينيها وهي بتحرك شفايفها بحاجة خمن منها إنها بتسترجع من ذاكرتها القرآن الكريم اللي حفظاه، وبقالها ساعات على الوضع ده مش بتمل ابدا
إكس : وبعدين معاكي يا ملاك
حدف الفون على المكتب اللي قدامه وبص لصورة يامن الكبيرة اللي فوق المكتب وهمس : جيه الوقت، خلينا بقى ننهي لعبة القط والفار دي ونلعب على المكشوف، أما نشوف مين فينا نفسه أطول من التاني
ضحك واخد سيجارة ولعها وبص للولاعة : يا خسارة الولاعة الدهب راحت، بس مش خسارة فيك يا جو، بكرا الاقيك واخد حقي منك
رمى الولاعة على المكتب وشرب السيجارة وهو رايح ناحية باب البيت وأول ما فتح الباب لقى بنت واقفه قدام الباب والواضح إنها كانت لسه هترن الجرس، كانت جميلة جدا طويلة ورشيقة وشعرها أسود وناعم
بصتله بتكشيرة وهو بصلها بزهق وزقها من قدام الباب ومشي خطوتين ووقف تاني لما البنت شدت دراعه جامد ونادته باسمه فهو بصلها : إكس، اسمي إكس، احفظيها كويس يا بري هانم
بريهان كانت نظراتها كلها تحدي وقوة، ضغطت على دراعه واتكلمت بصوتها الناعم والواثق في نفس الوقت : لامتى هتفضل كده !؟
إكس حاول يسحب دراعه من ايدها : لحد ما تمو.تي يا قطه، ابعدي عني
بريهان : لأ مش هبعد هفضل وراك لحد ما تبطل، لحد ما تعترف بغلطك وترجعلي
إكس قرب منها بسرعة ومسكها من ر.قبتها وهبد.ها في الحيطة واتكلم من تحت أسنانه : مش هيحصل يا بريهان، أنا مش هبطل ليه بقى لأني مابغلطش، انتوا اللي غلط وخونه كلكم
كان بيخـ.نق فيها جامد وبدأ يستمتع بده، وهي رفعت ايدها براحه ومسكت دراعه وهمست : بس أنا بحبك
إكس ضغـ.ط أكتر على رقبتها فبدأت تتخـ.نق، وقبل ما نفسها يتقـ.طع همست باسمه فسابها ومشي، وهي وقعت على الأرض تكح جامد وبتحاول تاخد نفسها، مسحت دموعها اللي نزلت غصب عنها،
بصت عليه وهو ماشي بعيد عنها واتكلمت بإصرار : ماشي لما نشوف مين هينجح في الآخر
********
يامن كان في غرفته الجديدة قام من على السرير اللي مافيش غيره في الأوضة، وراح ناحية باب الغرفة وكل جزء في جسمه بيوجعه من جلسة الكهر.باء اللي أخدها غصب عنه بطريقة غلط وغير آدمية بالمرة، حاول يفتح الباب بس كان مقفول بالمفتاح فاتنهد وراح ناحية الشباك لقاه عباره عن شباك حماية حديد مستحيل يتفتح، قعد يبص حوليه في كل ركن من الغرفة بيحاول يلاقي أى مكان ولو صغير يقدر يهرب منه بس للأسف مالقاش حاجة
سمع صوت المفتاح في الباب اللي اتفتح ودخل ممرض طويل وعريض بصله بجمود ودخلت من وراه مرام اللي حاولت تبتسم غصب عنها بس كان باين على ملامحها الحزن عليه، دخلت والممرض قفل الباب وراها وفضل واقف على الباب بيراقب كل حاجة بصمت وعشان لو مرام احتاجت منه أى حاجة
مرام اتحركت بهدوء وراحت وقفت جنب يامن : كنت بتحاول تهرب !؟ ولا بتدور على مكان تهرب منه !؟
يامن بصلها بصمت وهي كمان بصتله واتكلمت بحنية : أنا أسفه أوي على اللي حصل ماعرفتش امنعهم عنك
يامن أتكلم ببحة في صوته من التعب : حاسه إنك ماوفتيش وعدك ليا
مرام رفعت صوبعها قدامه : ماتحورش، ده دوري كدكتورة يا__
يامن قاطعها : كئيب
مرام بصتله باستغراب عشان هو يفسر : كنتي بتناديني بكده
مرام حركت راسها بيأس منه وهو قرب منها شوية وهمس : ارجوكي ساعديني أخرج من هنا، أنا لازم أخرج عشان ألاقي أختي
مرام بهدوء : أختك اللي ماتت في الحادثه !؟
يامن بانفعال : أختي ماحصلهاش حاجة، أنا متأكد إنها عايشة
حط ايده على قلبه : أنا حاسس بيها والله
مرام : طيب ايه رأيك نهدى الأول عشان نعرف نفكر كويس
يامن أتكلم من بين أسنانه بضيق : قولتلك أنا مش مجنون عشان كل شوية تقوليلي أهدى
مرام ؛ يا سيدي أنت مش مجنون أنا اللي مجنونه ارتحت كده !؟ أنا محتاجة أهدى وأنت كمان لازم تهدى، خلينا نقعد مانعملش حاجة نقعد وبس
يامن بصلها بصمت وهي بصتله بتردد : اديني فرصة واحدة بس، مش أنت قولت بتثق فيا !؟
يامن : ده على أساس إنك مصدقاني !؟
مرام : هصدقك بس أنت افتحلي قلبك، أنت مش عايز تحكي حاجة وواقفلي على الكلمة، ليه ماتدنيش فرصة وتجرب هفهمك ولا لأ !؟
يامن بصلها بتردد وهي حركت راسها بتشجيع : ثق فيا
يامن سابها وراح قعد على السرير، ومرام بتبص عليه بغيظ وهي بتكلم نفسها : وبعدين بقى مع العم الغامض بسلامتة ده !؟
يامن أتكلم وهو عاطيها ظهره : كنا زي أى أسرة صغيرة حياتنا عادية وهادية، أم وأب بيحبوا بعض وبيعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان عيالهم، وإحنا كنا أسعد طفلين في الدنيا بحب أهلنا لينا، وفي يوم بابا رجع البيت ومعاه جاسم أخويا وقالنا إنه هيفضل معانا لأسباب خاصة، إحنا كاطفال ماكانش فارق معانا كل ده، حبينا بعض فعلا كأننا أخوات حقيقيين ومرت السنين لحد ما بابا وماما توفوا وإحنا بقينا لوحدنا مالناش غير بعض إحنا التلاته
مرام كانت مبسوطة لأنه بدأ يتكلم وراحت قعدت جنبه وسألت : أنتوا التلاته أنت واختك وجاسم ده !؟
يامن : اه، كان عندي صاحب كمان اسمه يوسف أعرفه من أيام الدراسة وقررنا انا وهو وجاسم نفتح شركتنا الصغيرة مع بعض، ومن وقتها وأنا بعمل كل اللي أقدر عليه عشان خاطر مليكة، كنت عايز اعوضها عن موت أهلنا
اتنهد بتعب وهو بيحكيلها عن يوم اختفاء مليكة وبيوصف شعوره ساعتها-بقلم/مريم عبدالقادر-ومرام بتحاول تسيطر على مشاعرها ودموعها، ويامن بصلها : وفي الآخر أعرف إن صاحب عمري هو السبب في كل ده، وأنا اللي كنت بستغرب ازاى إكس ده عارف كل حاجة عني
يامن بلع ريقة بتوتر وهو بيفتكر : آخر حاجة كنت قاعد في الفيلا وفجأة سمعت دوشة تحت، نزلت لقيت كل اللي في الفيلا مقتو.لين في المطبخ، جاسم جه وقبل مانعمل أي حاجة لقينا الشرطة طبت علينا فهربنا
مرام باستغراب : هربتوا ليه !؟ هو أنتوا اللي قتلتوهم !؟
يامن : لأ بس جاسم قال إننا هنتهم فيها لو فضلنا لأن مافيش غيرنا، فهربت معاه
مرام : لأ غريبة دي، ليه يعني !؟ ده كده بيلبسك التهمة خالص
يامن بصلها بتكشيرة : أنا بثق في جاسم أكتر من نفسي
مرام : هاهااوو، ما هو لو كلامك صح يبقى لازم تشك في صوابع ايدك مش جاسم بس
يامن كان بيبصلها بضيق وهي رفعت ايديها : خلاص خلاص كمل، وبعدين ايه اللي حصل !؟
يامن : ماعرفش، كنت بجري ووقفت أخد نفسي حسيت بحاجة بتغرس في رقبتي وأغمى عليا صحيت لقيت نفسي هنا ومش عارف إزاى جيت هنا ولا مين جابني، ومن ساعة ماصحيت والكل بيتعامل معايا كأني مجنون وجاسم بيقولي مليكة ماتت وأنا اتجننت من ساعتها، إزاى يعني وكل اللي حصل ده كان ايه !؟
مرام : مش يمكن فعلا عقلك هو اللي نسج كل ده !؟
يامن بصلها برفض وهي بررت : أنا بفكر معاك بس مش بتهمك يعني، مش أنت عايز تعرف ايه الحقيقة أنا بحاول أهو أوصلها
يامن حرك راسه بفهم : أنا متأكد من كل كلمة قولتها ومتأكد إن كل ده حقيقي وحصل فعلا
مرام كانت بتبص في عينيه بتركيز : طيب ولما هو حقيقي ليه أخوك بيكذب عليك !؟ وفين الظابط محمود إزاى مايدورش عليك كل المدة دي !؟
يامن بص في الأرض : ماعرفش
سكت وهو بيفكر في كلامها ومهما مرام تسأله مش بيرد لحد ما تعبت منه : يعني خلاص مش هتتكلم تاني !؟
يامن نام على السرير وعطاها ظهره : أنا عايز أنام
مرام : طيب احكيلي ايه اللي ضايقك كده
يامن ماردش وهي اتنهدت : خلاص ماشي، هنوقف هنا النهاردة ونكمل يوم تاني
قامت وقفت : ليك زيارة النهاردة عشان تعمل حسابك، ولو احتاجت أى حاجة هتلاقيني ماتتردتش تطلبني
يامن ماردش عليها برضه وهي سابته براحته ومشت وهو بص للسماء اللي باينه من الشباك قدامه : ماتخافيش يا مليكة أنا مش هستسلم ابدا وهعمل المستحيل عشان اوصلك، هخرج من هنا وهرجعك تاني لحضني
********
سامح في محل الموبيليا بتاعه بيتكلم في الفون مع هاجر اللي قاعدة في اوضتها مع همس وبتتكلم بخفوت : وبس يا بابا ماما من ساعة ما جينا هنا وهي سرحانه خالص ومش مركزة في أى حاجة
سامح كان بيبتسم وهو قلبه بينبض بسرعة : مش يمكن مترددة تتجوزني وبتفكر يا ترى أخدت قرار صح ولا غلطت !؟
هاجر : لأ لأ يا بابا ما هو أنت ماشفتهاش وهي كل يوم تقف قدام المرايا وتسرح شعرها بهيام
سامح ضحك بصوت عالي : هيام مرة واحدة !؟
هاجر بحماس : اه وكمان كل يوم بتعمل ماسكات لوشها وشعرها لو شفتها دلوقتى هتنبهر بيها
سامح بحب : منصورة طول عمرها جميلة أصلا
هاجر بسعادة : الله أكبر أيوه كده اشتغل معايا يا بابي
سامح احرج منها : بس يا بت عيب كده
هاجر ضحكت وسامح ابتسم : أهم حاجة إنكم كويسين، طمنيني عليكي أنتى يا حبيبتي عامله ايه عندك !؟
هاجر ابتسمت بحب وهي بتضم الفون في ايدها : أنا كويسة يا بابا بس أنت واحشني أوي، أنت مش هتيجي بقى !؟
سامح بحنية : قريب حاضر يا بنتي قريب
هاجر بسعادة : بجد بتعتبرني بنتك !؟
سامح : مش بعتبرك لا، أنتى فعلا بنتي اللي ربنا عوضني بيها
هاجر فعلا كانت مبسوطة فوجود سامح في حياتها فرق معاها كتير جدا : بابا بابا عايزة أعرفك على حد
سكتت شوية وهو سمعها بعد كده بتتكلم مع حد بهمس : يابنتي قربي ماتخافيش ده بابا هتحبيه أوي
همس ردت عليها بكسوف : لأ لأ بلاش اتكسف أوي أكلمه
هاجر : ماتقلقيش تعالي بقى
شدتها عليها وكلمت سامح : بابا أنت معايا !؟
سامح : معاكي يا حبيبتي بتكلمي مين !؟
هاجر : دي همس أخت أبيه محمود، هي دي أختي اللي رضعت معاها
سامح : بس شكلها مكسوفة بلاش تضغطي عليها
هاجر : لأ هي هتكلمك عادي
عطتها الفون وهمس اتكلمت بخفوت من كسوفها : ازيك يا اونكل !؟
سامح : الحمد لله يا هموسه أنتي عامله ايه !؟
همس : الحمد لله يا اونكل أنا كويسة
بصت لهاجر اللي حركت راسها بتشجيع وهي كملت : كلنا مستنين حضرتك تيجي، هاجر مش بتبطل كلام عنك وكلنا نفسنا نشوفك
سامح : ده يسعدني جدا وإن شاء اللّٰه كلها شوية وقت وأكون عندكم
همس : إن شاء اللّٰه
مدت ايدها بالفون لهاجر وهي وشها أحمر من الكسوف وهاجر اخدت الفون منها : بابا خلصت الشقة !؟
سامح : ايوه الحمد لله كل حاجة خلصت خالص
هاجر ابتسمت فهي كانت بتتابع معاه خطوة بخطوة وبتسأل مامتها عن رأيها من غير ماتعرف وتروح تقول لسامح عشان ينفذ اللي هي عايزاه
هاجر : هتيجي امتى !؟
سامح : بكره إن شاء اللّٰه
هاجر بسعادة : الله متحمسه أوي ماتتأخرش بقى ماشي
سامح : حاضر
اتكلموا شوية مع بعض وبعدها سامح قفل محله وروح بيته يجهز نفسه وهو بيمني نفسه بجوازه وحياته السعيدة مع منصورة وهاجر
********
منى في جامعتها كانت عند المخازن بتلف في المكان بحزن وهي بتعيط وبتدور على حاجة في الأرض : هو فين !؟ حرام بقى أنا دورت في كل حته ومش لقياه
قعدت على السلم بتمسح دموعها عشان تسمع صوت عمار جنبها : بتعيطي ليه يا فقر !؟
منى مسحت دموعها وبصتله بضيق : وأنت مالك بقى بتدخل في حياتي ليه هااه !؟ كل شوية بتطلعلي من كل مكان وأنا بحاول أكلمك باحترام عشان أنت دكتوري بس أنا زهقت بقى عايز ايه !؟
عمار فضل ساكت شوية فهو شايفها منهارة وأكيد ماتقصدش كلامها، وهي قامت تاني تدور على حاجة فهو سأل بهدوء : بتدوري علي ايه كده !؟
منى : مالكش فيه
عمار خرج حاجة من جيبه ومد ايده بيه : بتدوري علي ده !؟
منى رفعت راسها وبصت للي في ايده باندهاش وشدته منه بسرعة : أنت اللي سرقته !؟
عمار : سرقته !؟ أنا غلطان أنى اخدته لما لقيته بدل ماحد ياخده ولا يكسره وساعتها مش هتبطلي نواح
منى بصت للقلم بتاعها البينك أبو لمع وترتر واللي كان ضايع منها، رفعت راسها بصت لعامر بإحراج : أنا، هو
عمار : ايه اتكسفتي لما عرفتي غلطتك !؟
منى كشرت بغيظ : ومين قال أنى غلطانة، أنت اللي أخدت القلم وماتعرفش أنا تعبت قد ايه وأنا بدور عليه وفكرت إنه ضاع مني كنت هموت، ده أنا بحب القلم ده أوي
عمار : خلاص خلاص يا ستي، أنا بس ماحبتهوش يبوظ شكله غالي
منى حركت راسها بفهم وعمار افتكر يوم ماكان قاعد مع منى وبعد ما مشت لقى القلم على السلم مكان ما هي كانت قاعدة وتردد ياخده ولا لأ، وساعتها خطيبته جت واتخانقت معاه وبعد ما روحها بيتها رجع الجامعة تاني رغم إن الوقت أتأخر ودور على القلم لحد ما لقاه فاتنهد براحة واخده ومشي
عمار فاق من ذكرياته على صوت منى اللي اتكلمت بهدوء : طيب أنا همشي بقى
عمار : استنى بس
منى بصتله باستفهام وهو ماعرفش يقول ايه فهو حاسس إنه عايز يتكلم معاها أكتر بس مش عارف يتكلم في ايه : ااااه يعني عندك سيكشن ليا دلوقتى، فهتحضري ولا هتزوغي زي المرة اللي فاتت !؟ وخلي بالك لو ماحضرتيش هشيلك المادة
منى : لأ مش هزوغ ماكانتش مرة دي اللي هربت فيها، يلا بقى همشي أنا عشان السيكشن
بصتله تغيظه : عشان المعيد بتاعي شرير وبيسقط الطلبة بتوعه
عمار : أنا يا بنتي !؟
منى : ده المعيد مش أنت
عمار ضحك وهي بصتله بابتسامة قبل ما تفوق نفسها بسرعة وتحاسب نفسها على نظراتها وبعدها استأذنت ومشت بسرعة، وعمار بيبص عليها بابتسامة وبعدها أخد نفس طويل ومسح وشه : مالك يا عمار ماتهدى كده واحترم خطيبتك
راح محاضرته وهو طول الوقت عقله مشغول بمنى وعينه بتبص عليها من الفترة للتانية ووجودها لوحده بيلخبطه، بس هو بيحاول يتجاهل كل حاجة ويركز في الشرح وبس
********
محمود رجع شغله تاني في بلده، راح القسم وكل زمايله سلموا عليه ورحبوا بيه كأنه بقاله سنين غايب عنهم، وبعد كل الاحتفالات بيه راح للواء بتاعه يسلم عليه، خبط على الباب بخفه وفتحه وبص منه بابتسامة : يا صباح الزبادي على اللي معذب فؤادي
اللواء بصله بضحكة : صباح الفطير على اللي هعمله عصير، تعالا يا مصيبة حياتي
محمود ضحك ودخل المكتب بسرعة وقرب من اللواء مسك دراعه : كده يا زوزتي أهون عليك تعملني عصير
اللواء زُهير : يا ولا، وسع كده الناس تفهمنا غلط
محمود راح قعد قصاده وزهير سأله : عملت ايه في القاهرة !؟
محمود : اتنفخت يا زوز والله، ربنا وقعني مع شوية ناس مش طايقين روحهم وبيطلعوا عقدهم عليا، وكأن حد كده كان بيدعي عليا ليل نهار
زهير ضحك : أنا يابني
محمود : يا زوز بلاش الحنية الزائفة دي، ده أنا كنت بسمع صوتك بوداني كل يوم بتحسبن عليا
زهير : والله ما حصل، أى نعم أنت مطلع عيني من وأنت عيل صغير بس ماتهونش عليا يا___
سكت لحظة وابتسم : يا حضرة المقدم
محمود ابتسم بفخر وقام أدى التحية العسكرية : تمام يا فندم، أتمنى أكون قد ثقتك فيا
زهير : أنت فعلا أثبت جدارتك يا فخري
محمود : كله بسبب تعليمك ليا يا فندم
زهير حرك راسه وبصله بفخر حقيقي وافتكر من سنين طويلة كان جارهم ومن أعز أصدقاء والده ويعتبر هو اللي رباه وهو صغير وزرع فيه حب الشرطة ودعمه بكل ما يملك لما قاله إنه عايز يدخل كلية الشرطة، ابتسم وهو بيفتكر الولد الصغير اللي كان بيلعب حوليه دايما ودلوقتي شايفه راجل طول بعرض والنسور بتنور على كتافه وحاسس بالرضا عن تعبه اللي كلل بالنجاح، ومحمود حط ايده قدام وشه واتكلم بهزار : وبعدين بقى يا زوز ماتبصليش كده عشان بتكسف
زهير مسك ازازة المياه اللي قدامه وحدفه بيها : عيل قليل الأدب، اتحشم ياواد
محمود ضحك وراح باس ايده فهو بيحترم زهير زي والده بالظبط وهو طبطب على كتفه : روح يابني شوف شغلك
محمود : تحت أمرك يا باشا
سابه بيبتسم وخرج من عنده وراح مكتبه وبص حوليه باشتياق : وحشني كل حاجة هنا والله
أخد نفس طويل وخرجه بهدوء وكان لسه هينادي على عيد فابتسم : الراجل عملي هسهس
الباب خبط ودخل ظابط صغير شوية في السن وأول ما شاف محمود حضنه جامد وهو بيمثل العياط : ااااه يا قلبي اللي رجعلي، وروحي اللي اتردتلي، وحشتني يا ابن اللذين
محمود : وسع يالا وسع يخربيتك هتطلع روحي في ايده
الشاب كان ماسك فيه جامد فمحمود ضربه في بطنه : يا ملزق يا عرة الرجالة، ياض ده أنت فضحتنا وسوءت سمعتنا يابن عم زهير
أمير وهو حاطت ايده على بطنه بوجع : أنا غلطان أنى جيت أسلم عليك يا قاسي
رفع ايديه وهو بيرقص بشبابيه مضحكة : قاسي قاسي قاسي وجرح إحساسي راح اسيبه يقاسي وهبكي عينيه
محمود كمل وهو بيرقص زيه : ناسي ناسي حبي واخلاصي راح اسيبه يقاسي مش هابكي عليه
الإتنين ضحكوا وخبطوا ايديهم في بعض، ومحمود راح قعد على مكتبه : وحشتوني والله ياولاد
أمير قعد قصادة بلهفة : هااا قولي بقى عملت ايه هناك !؟ كان في بنات حلوة صح قول بسرعة مش قادر اتنفس
محمود ضحك : اه كان في بنات صوتهم اتخن من صوتي
أمير كشر بقرف : ايه العفانه دي، أنا عايز مزز حلوة ملبن كده ماشي على الأرض
محمود : حلو أوي كده أروح بقى أقول لابوك اخليه يطلعك مأمورية تظبطك
أمير حرك ايده بزهق : يا عم أنا قولتله أنا مش وش شرطة جوزني وخليني أشتغل في الأرض مارضاش
محمود : طيب ماتتجوز ايه اللي مانعك !؟ كليتك وخلصتها واتثبت في شغلك ناقصك ايه تاني !؟
أمير : الوجه الحسن يا حبيبي
محمود : فعلا والله معاك حق
فضلوا يتكلموا شوية وبعدها محمود بصله واتكلم بهدوء : عايزك في مصلحه كده
أمير : عينيا ليك يا ظبوطة قلبي هو أنا ليا غيرك برضه
محمود : في معلم في القاهرة اسمه عصمت
أمير بتسرع : ماله ده عايزني اجيبهولك !؟ شاور أنت بس وهتلاقيه تحت رجلك
محمود : يابني بقى أهدى واسمع، بنت أخت المعلم ده متجوزه واحد بدور عليه وشاكك أنهم قاعدين عنده؛ فعايزك تبعت واحد من المخبرين بتوعنا الثقة يشوفلي الموضوع ده
أمير شاور على عينيه الإتنين : عنيا ليك يا ظبوطة أعتبرنا هناك
محمود : هو ده العشم برضه
بص قدامه بسرحان : ما هو مش محمود اللي يسيب الدنيا لايصه كده ويمشي، إما جبتكم واحد واحد مابقاش أنا، الصبر بس
********
خرجني من هنا
قالها يامن بوهن فهو أرهق جدا من وجوده في المصحة دي، فجاسم رد عليه : يا ابني بقى حرام عليك، هو إحنا اللي هنعيده هنزيده كل شوية ولا ايه !؟
مسك دراعه برجاء : يامن عشان خاطري أنا كفاية كده، أنت تعبت وأنا كمان تعبت، كلنا تعبنا أوي فأرجوك كفاية، خف بقى وأرجع أنت غيبت أوي وأنت عارف أنى ماليش حد غيرك في الدنيا دي، بالله عليك كفاية كده
يامن بصله بشحوب : لو فعلا بتعتبريني كل حاجة ليك خرجني من هنا
جاسم : كفاية عشان خاطري بقى
يامن سكت شوية قبل ما يبصله بغموض : هو إحنا ليه هربنا من الفيلا يوم ما داده صباح اتقـ.تلت !؟ هو إحنا كنا السبب !؟
جاسم غمض عينيه بزهق ورد : إحنا ماهربناش من حته، ليه بقى !؟ عشان دادة صباح مماتتش ولسه عايشه
يامن : أنا ليه هنا يا جاسم !؟
جاسم بصله : عشان أنت تعبان ومش قادر تستوعب إن مليكة ما.تت من زمان في حادثه
يامن : وأنا كنت معاها وقتها !؟
جاسم : اه كنتوا مع بعض والعربية خبطتها قدامك ووقعت بين ايديك وعقلك مش قادر يتخطى الصدمة دي
يامن كان بيبصله بصمت وبعدها أتكلم بخفوت : بس أنا مش مصدقك، أنا حاسس إن مليكة لسه عايشه قلبي حاسس بيها
جاسم : يعني أنا هكدب عليك ليه يا يامن !؟
يامن : ماعرفش بس أنا عايز أخرج من هنا عشان أدور على مليكة، أرجوك خرجني من هنا يا جاسم
جاسم اتنهد بعنف : يا رب رحمتك
بصله والدموع بتلمع في عينيه : أنا مش هستسلم، أنا لازم ارجعك لوعيك تاني مهما يحصل
مسك دراعه بقوة : أنت هتقوم تاني وهتخف
الباب خبط ودخل ممرض : وقت الزيارة خلص
جاسم قام من على السرير وطبطب على كتف يامن يطمنه : هجيلك تاني، ماشي !؟ ماتقلقش هفضل جنبك دايمًا
يامن بصله بصمت وجاسم بصله بتشجيع وسابه ومشي بصمت، لحد ماخرج من المستشفى وركب عربيته وهنا دموعه بدأت تنزل واحده واحده : تعبت يا يامن وبقى شكلك يقطع القلب
حط راسه على الدركسيون وانهار من العياط وصوته بيعلا واحده واحده وفجأة عياطه اتحول لضحك هستيري وهو بيضغط على رجله بعنف، رفع راسه سندها على الكرسي وراه وهو بيضحك بكل صوته وبيخبط بايديه على الدركسيون بجنون، وزي ما ضحك مرة واحدة سكت مرة واحدة ووشه اختفت كل التعابير من عليه
أخد نفس طويل وشد منديل من علبة المناديل قدامه مسح بيه وشه ورماه وربط حزام الامان وساق عربيته، لحد ما وصل لمكان هادي ومتطرف خالص في مكان لوحده بعيد عن العمار، فيه بيت كبير منعزل وسط مكان مليان شجر كتير كأنها غابه، وقف قدام البوابه وزمر بطريقة معينه وبعد ثواني الباب اتفتح وهو دخل لحد ما وقف قدام باب البيت
نزل من العربية ودخل لجوه ببرود من غير مايهتم بأي حد من الرجالة اللي واقفين في المكان لحد ماوصل لاوضه دخلها، بص حوليه على الاوضه الفخمه اللي فيها كل حاجة حرفيا كأنها عالم مصغر جوه أربع جدران مغلفه بالظلام، لحد ما فاق على صوتها الضعيف : أنت عايز ايه مني !؟ سيبني في حالي بقى
جاسم بصلها بهدوء وراح قعد على كرسي قصاد السرير اللي هي قاعدة عليه : ده أنا مجهزلك خبر بمليون جنيه يااااا
ابتسم بسخرية : ملوكتي
مليكه بصتله بغضب ممزوج بالضعف وإرهاق، وهو بيبصلها بابتسامة واسعة
___________يتبع
أخيرا اللحظة المنتظرة، كتير منكم خمنوا من البداية إن جاسم هو إكس، شاطرين والله أحلى تحية ليكم
من هنا المنافسة هتكون على المكشوف، وكل الأطراف معروفين، ياترى مين هيفوز في النهاية، يامن المحبوس في المصحة ولا جاسم المنافق !؟
كل ده واكتر هنعرفه مع الأحداث الجاية
بقلم/ مريم محمد عبد القادر
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍
•تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية