رواية غنوة يونس الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم سلوى عوض
بارت 21
يعقوب:" بقولك ايه يا خوخه تتجوزيني."
خيرية: له يا أخوي كفايانا من بيت الغول، واحد هبجى! أنا وبنتي، مش شايف مرتك عاملة إزاي؟
يعقوب: وهيّ قدرت تتحدّد معاكِ، ما انتي حرجتي دمّياتها أهو، وخليتيها صمت خالص، وخدتي حقك.
رقية: وافقي يا أما، عشان نعيش مع بعضنا، وأبوي عجوب هيعمل لكِ اللي عاوزاه.
يعقوب: من عينيّا الاتنين.
خيرية: خلاص، بس بشرط.
يعقوب: آمري أمر.
خيرية: أنا وبنتي نبقى ستات البيت كله، وتقعد في شقّة لحالي.
يعقوب: ناخد شقّة عيسى، كده كده مراته راحت عند ناسها ومش هتيجي تاني.
خيرية: فرش جديد، ومصاغ كله جديد في جديد، ودهبية ديه متقعدش معايا واصل.
يعقوب: موافق.
_________________________________________
وفي الطريق، كان يونس وعيسى، وفريدة ومعها إنعام جالسين في الكنبة الخلفية.
إنعام: بقولك يا يونس؟
يونس: خير؟
إنعام: متعرفش صدفة غارت على فين؟
يونس: لا والله.
عيسى: وإيه لزمتها السيرة العفشة دي؟
إنعام: أنا محجوجه لك، أنا قصدي لحسن تعمل حاجة عفشة وتجيب لكم العار.
يونس: إنعام، صدفة زي أختي، ومش عايز أسمع منكِ كلمة عفشة في حقها، سكتك مرتك يا عيسى.
(يأتي اتصال لإنعام)
إنعام: خير يا أما؟
أم إنعام: الحِجيني، أبوكي معرفش ماله، وقع في الأرض. هاتي عيسى وتعالي!
إنعام: حاضر، جايين أهو.
عيسى: خير، فيه إيه؟
إنعام: أبويا تعبان جوي!
عيسى: يونس، نزّلنا عند بيت حمايا، جدع يا أخوي، وكمل انت على البيت، وأنا هشوفه ماله وأجيلك على طول.
يونس: تمام، ربنا يطمنكم عليه.
وبالفعل، يصل عيسى ومعه إنعام إلى منزل والدها.
إنعام: أبوي! أبوي! مالك يا أبوي؟
عديلة (تبكي): تعالي يا إنعام، إحنا هِنيه في الأوضة.
(تجري إنعام على الغرفة لتجد والدها ممددًا على السرير.)
إنعام: مالك يا أبا؟
محسب: الحمد لله إنكم جيتوا جِبِل ما أمشي.
إنعام: تمشي فين؟
محسب: خلاص يا بتي، حان الأجل.
عديلة: متجولش كده يا محسب!
محسب: خلي بالك من مرتي وبنتي يا عيسى، عاهدني على كده.
عيسى: بَطّل جَلَع، وقوم بجى، عاوز تعرف غلاوتك عندينا؟ طب يا سيدي، غالي... وغالي جوي كمان.
محسب: الله يرضى عليك يا ولد الأصول، ويرزجك بالخلف الصالح. (ثم يقول الشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.)
(وهنا يفارق محسب الحياة، لتصرخ عديلة.)
عديلة: فوتنا ليه يا محسب!
عيسى: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله يرحمك يا عم محسب، عشت طول عمرك في حالك.
إنعام: الله يرحمك يا أبوي.
عديلة: ابكي على أبوكي يا إنعام!
إنعام: أبكي؟ يعني هو البُكا هيرجّعه؟ خلاص بجى، فين أوراج أبوي يا أما، قبل ما حد من إخواته ييجي ويسأل على الورث؟
(تمسح عديلة دموعها وكأن شيئًا لم يكن.)
عديلة: ويسألوا ليه؟ مالهم هما؟
إنعام: عشان ما خلفتيش ولد، حقهم يورثوا معانا، صح يا عيسى؟
عيسى: والله أنا بستعجب عليكم، إنتو في إيه ولا في إيه؟
عديلة: مرتك عندها حق، في الآخر يجوا إخوته ياخدوا كل حاجة على الجاهز.
عيسى: أنا رايح عشان أعمل إجراءات الجنازة.
إنعام: خلصي يا أما، هاتي الأوراج.
عديلة: حاضر. (تخرج عديلة الأوراق من الصندوق الخاص بها.) خدي، شوفي كده.
(تقرأ إنعام الورق لتُصاب بذهول.)
إنعام: إيه ديتي يا أما؟ أبوي كتب كل حاجة باسم إخوته؟
عديلة: وإحنا يا بتي؟
إنعام: فاضل لنا البيت ديتي وخمس فدادين بس!
عديلة: وباقي الحاجات؟
إنعام: الورج أهو جدامك!
عديلة: الله يحرجك، راجل روح! الله ينتقم منك، إن شاء الله تتشوي في نار جهنم شوي!
إنعام: ليه كده يا أبوي؟
عديلة: طول عمره عامل حاله طيب، واتاريه طلع تعبان.
إنعام: جفلي على الحديت ديتي، دلوقتي كده كده محدش عارف غيرنا، إحنا هنبصّموه على كل حاجة هاتِ ورجة فاضية والبصامة.
عديله: طيب ".
إنعام: خلصي يا أما، هِمّي!
عديلة: ولا أقولكِ، اصبري نشوف الفلوسات الأول، نِخفِيها، وكمان دهباتي، كنت شايلاهم معاه.
إنعام: تعالي نشوف، أنا ما عَرْفَاش، إنتي جاعدة معاه كيف وما عَرْفَاش حاجة؟
عديلة: يا بتي، والله ما بانش عليه، وتِلاجيه كَتَب الوصية دي عشان عارف عمتكِ بدرية شرانية كيف.
إنعام: والله لو اتكلمت، لأحطها مطرحها.
عديلة: ما انتي عارفة أبوكي كان طيب كيف، كلمة تجيبه وكلمة توديه، ما هي خدت نص البيت واهي بجيت لازجة فينا، ولما اتحددت مع أبوكي، قال لي: "هتجطعيني من إخواتي؟"، ولا كمان عمكِ مجدي، ملعون أكتر وأكتر!
إنعام: هاه، لَجيتي الفلوس؟
عديلة: له.
إنعام: طب، ودهباتك؟
عديلة (تصرخ): وه يا مَري! دهباتي فينهم؟
إنعام: أمال إنتِ كنتِ جاعدة مع حد تاني؟! إياك بجولكِ، هاتي يا خِيتِي الورجة والخَتَامة، خلينا نختموه!
عديلة: أموت وأعرف فين الحاجة!
(يسمعون صوت الحجة بدرية ومعها أخيها مجدي.)
بدرية: تختموا مين يا عايبة، منكِ ليها؟!
عديلة: إيه اللي جابكم؟
بدرية: عيسى كتر خيره جاه وجالنا إن محسب، الله يرحمه.
مجدي: أخوي لِسّه جتته مابردتش، وانتوا بتدوروا عشان تختموه على الورث؟! آه يا عجارب منكِ ليها!
إنعام: مالنا، وإحنا حرين فيه!
بدرية: اتكلمي زين مع عمكِ وعمتكِ يا جليلة الرباية!
إنعام: أنا مرباية غصْب عنِّيكم!
بدرية: وَسّعي منكِ ليها، خلينا نودّع أخوي.
عديلة: هَمِّلونا وغُوروا، إحنا اللي هنعمل كل حاجة.
مجدي: جولتِ وسّعي منكِ ليها!
(يدخل بنات بدرية، فتقول إنعام بسخرية.)
إنعام: جايين تودّعوا خيكم، ولا جايين ملهوفين على الورث؟ ريّحي نفسكِ، أبوي كتب لي كل حاجة باسمي!
بدرية: مش وقته الحديت دي، ندفن المرحوم خيي وبعدين نتحاسب.
إنعام: تدفني مين؟! خدي خيكِ وعيالكِ وفارجونا، صحيح الجرايب عجارب!
(تنقض عليها بنات بدرية ويضربنها حتى تسقط على الأرض، تصرخ إنعام من الألم.)
عديلة: بتي، سيبوها يا بُت منكِ ليها!
(تصفعها بدرية بالقلم.)
بدرية: اخرسي يا مرة، انتي ومسمعش نفسكِ!
عديلة: جايين تضربونا في بيتنا، وأخوكي لسه جتته ما بردتش؟!
مجدي: جُلت اخرسوا، انتوا اللي جليتوا أدبكم!
إنعام: قطعوا شعرياتي في يدهم، يا أما، الحِجيني!
عديلة: دلُوك ياجي عيسى ويعلمكم الأدب، عشان مديتوا يدكم على مرته!
بدرية: حد كلمها يا بُنَيّات؟
البنات: لا، يا أما، هي اللي عملت في حالها كده من حزنها على خالي، الله يرحمه.
مجدي (بغضب): أوعوا لي بجى كده! (يأخذ الأوراق التي تثبت أن محسب كتب لإنعام البيت وخمس فدادين.)
بدرية: أهوينا خدنا الورجات، ويكون في علمكِ، كل الدهب عندي! جُلت لمحسب، "بنتي جاييها عريس، وعاوزاها تلبس دهب كتير عشان نتشرفوا جدامهم"، وخيي الله يرحمه جاب لي الدهبات، وفوجيهم مبلغ كبير، جال لي "شوري بِتِّك بيه"، وخلاص على كده. الدهبات بجوا من نصيب بناتي!
إنعام (بغضب ودموعها تسيل): أنا أكتلكم واحدة ورا التانية!
بدرية: علموها الأدب يا بناتي!
(ينهال عليها الضرب مجددًا، تصرخ إنعام من الألم بينما بدرية تقترب من عديلة.)
بدرية: اسمعي يا بتاعت العملات، انتي اللي كنتي كاسرة نفس خيي ومشجلبة حاله بالعملات، تجعدي انتي وبِتِّك زي المركوب القديم، وتاكلوا كمان المركوب في خشمكم!
(إنعام تصرخ من الألم، يدخل عيسى فجأة، يحدّق فيهم بغضب.)
عيسى: أنا حضرت كل حاجة! (ينظر لإنعام بقلق.) مالك يا إنعام؟
بدرية (بابتسامة ماكرة): مسكينة بِتّي، من حزنها على أبوها، لطمت وجطعت شعرياتها هي وأمها، واجولهم حرام، مسامعينش الحديت؟
(تنظر إنعام إلى بدرية بغضب لكنها تصمت خوفًا.)
عيسى : معلش يا إنعام، ده حال الدنيا.
__________________________________________
في منزل يعقوب
يعقوب: تعالوا نروح نكتب الكتاب، يا خوخة، يلا يا رقية، هِمّي البسي!
(يأتي ممدوح ويصعد إلى شقته، ليجد والده جالسًا يتسامر مع خيرية ورقيه .)
ممدوح: خير، أمال أبوي مهمل الدنيا تحت وجاعد هنيّه؟
رقية : له، وفي مفاجأة كمان! أبوي يعقوب هيتجوز أمي.
ممدوح (مذهول): كيف دي؟!
رقية: وه زي الناس، إيه، هتوجف في طريقهم؟
ممدوح: له طبعًا، يتجوزوا.
يعقوب: طيب، يلا نروح نكتب الكتاب ونخشوا على طول.
ممدوح (بجدية فجأة): انت عرفت إن أبو إنعام اتوفى؟
رقية (متذمرة): إيه الحظ ديتي بجى، يعني مش هنعملوا فرح؟!
خيرية: خلاص بجى، الفرحة في الجلب، إحنا أنا وعجوبتي نكتبوا النهارده ونخشوا، وانتوا كمان خشوا النهارده، والحاجة تيجي بعدين.
ممدوح (بفرح): عافية عليكي يا حماتي!
رقية: بس يا أما...
ممدوح: خلاص بجى، نفسنا نفرح!
يعقوب: حدش يرجّع كلمة خوختي!
(تنهض رقية وتتجه لخيرية بخبث.)
رقية: عن إذنكم، تعالي يا أما، عاوزاكي.
خيرية: تعالي يا بتي.
(يذهبان بعيدًا.)
رقية: لازمتها إيه السرعة ديتي؟
خيرية: يا مخبّلة، لازم نلحّجوا! انتي لازم تخلي مندوح تحت رجليكي، وأنا كمان أخلي يعقوب تحت رجلي، قبل ما إنعام المحروجة تيجي، ولا يعقوب يرجع في كلامه، فهمتي؟
رقية (بخبث): آه، خلاص، يبجى نخشوا بكرة، على ما نوضبوا على الأجل.
خيرية: صُوح يا بتي، تعالي نروح لهم.
(تعودان إلى الغرفة.)
يعقوب: خير، عملتوا إيه؟
رقية (بخبث وابتسامة ماكرة): ماشي يا أبا، اللي تشوفه، بس خلي الدخلة بكرة، عشان نتوضبوا ونبجى عرايس يملوا العين.
(يضحك يعقوب وممدوح.)
ممدوح: ماشي، النهارده من بكرة مفرّجتش!
في منزل يعقوب
(تنزل خيرية ويعقوب متجهين إلى المأذون، لكن فجأة يظهر يونس خارجًا من غرفة فريدة.)
يعقوب (بحدة): كنت ف مجعد البت ديتي بتعمل إيه؟
يونس : بعدين يا أبوي، بعدين ده انت حتى مسألتنيش على الحريق اللي حصل عندي، ولا حتى قولتلي حمد الله على السلامة! وبعدين، انتو رايحين فين؟ وفين أمي؟
يعقوب : هتجوز، أنا وأم رُجيّة. إيه، عندك مانع؟
يونس (مستعجبًا، ثم يضحك بسخرية): مانع ليه؟ كل واحد حر يعمل اللي هو عاوزه... خلاص بقى، وأنا كمان هتجوز غنوة!
ممدوح (بعصبية): على جثتي! مش ناقص إلا أخت العايب محمد، اللي لف دماغ المحروجة اللي جوه ديتي!
يونس (بغضب، وصوت ثابت): احترم حرمة الميت، محمد خلاص.
رقية (بخبث وهدوء): خليه يتجوزها.
خيرية (مصدومة): أدّبتي انتي؟ يتجوزها كيف؟
رقية (تغمز لها جانبًا، بصوت منخفض): بعدين أفهمك، بس خلي انتي يعقوب يوافج... لمصلحتنا.
خيرية (بتفكير، ثم تهز رأسها بموافقة باردة): وماله، يا ولدي، غنوة بتنا.
يعقوب (ينظر إلى خيرية، متأكدًا من قرارها): انتي موافقة يا خوخة؟
خيرية (بتصنع الهدوء): وماله.
يعقوب (بإيماءة حاسمة): خلاص، اتجوزها يا ولدي.
يونس (يبتسم بنصر، وهو ينظر إلى ممدوح): أنا هتجوزها عشان ينسوا تار محمد، فهمت، يا ممدوح أفندي؟... انت تكتل، وأنا ألمّ وراك.
ممدوح (يستوعب خطورة كلام يونس، فيصمت ثم يتمتم بتهكم): مخلاص بجى... آه، صُوح! محسب، أبو إنعام، مات، وإحنا مفاضينش نروح نعزي. ابجى روح انت، اوجف جار خيك.
يونس : يعني انتو مش هتعملوا الواجب؟
ممدوح : كفاية انت تعمله، هملنا بجى، ووسع الطريق، خلينا نشوف حالنا.
يونس (ينظر لهم بعدم تصديق، ثم يسأل فجأة): فينها أمي؟ سألت حدش جاوبني!
يعقوب (بجفاف): أمك جاعدة في المجعد بتاعها، وموافجة على الجواز.
(ينظر يونس حوله، وكأنه لا يعرف هذا البيت بعد الآن، يتمتم لنفسه بحسرة وتهكم.)
يونس (بصوت منخفض، لكنه مليء بالمرارة): والله... ما بجيت فاهم حاجة، في البيت المخربط ديتي.
( في غرفة دهبيه )
(يدخل يونس إلى غرفة والدته ليجدها جالسة وحدها في الظلام.)
يونس (بقلق): وه يا أمي، جاعدة في العتمة كده ليه؟
دهبية : ولع النور يا ولدي وتعالي.
يونس: أما انتي عرفتي إن بتك رمت نفسها من البرندة ويديها ورجليها اتكسرو؟
دهبية : ميته الكلام ديتي !.
يونس: أمال انتي كنت فين؟
دهبيه : انا راسي كانت واجعاني خدت برشامه منومه ونومت محسيتش بالدنيا.
يونس : عشان ابوي هيتجوز ام رجيه وكيف تسكتي يا اما علي كده.
دهبية ( محاوله اخفاء ما بداخلها من خوف من ناحيه خيريه ) : خليه يتجوز، يا ولدي. أبوك فاكر نفسه لسه صغير وعاوز يتجمل، وأنا كبرت، خليه يتجوز يا ولدي. هو غيران من مندوح، يعني إيه؟ اللي خدته الجرعة تاخده أم الشعور.
يونس : اللي يريحك يا اما علي العموم انا كمان هتجوز غنوه .
دهبيه: يا أمي، اعملي اللي يريحك، بس تعالى وديني عند بتي، أطمن عليها.
يونس: مالك يا أمي؟
دهبية : مجدارش أوجف على رجلي يا ولدي، ده بس عشان مخدتش علاج الأعصاب.
يونس: ليه يا أمي مخدتهوش؟ خلي بالك من صحتك يا أمي.
دهبية : حاضر يا ولدي، تعالي نروح نطمن على فريدة.
(يسند يونس والدته ويذهبان إلى غرفة فريدة، حيث يجداها تبكي.)
دهبية (بتنهيد، وهي تقترب من فريدة): اسم الله عليكي، ليه عملتي في حالك كده يا بتي؟
فريدة (بدموع): جبت محمد معاك يا يونس؟
دهبية (بغضب قليل): محمد تاني؟ خليكي في نفسك، هخليهم يعملولك فروجة زينة، تاكليها وتشربي شوربتها، وتاخدي علاجك وتنامي.
فريدة (بتعب، وكأنها ليست مستعدة للحديث عن شيء آخر): ليش نفسي يا أما؟
دهبية : الجرح يحب الوكل يا بتي، وانتي لازم تأكلي وتتجوتي.
فريده : وهتجيبولي محمد؟
يونس : محمد هياجي، بس لازم ياجي يلجاكي صحتك زينة.
دهبية : إيه الحديت اللي بتقوله ده يا ولدي؟
يونس : خلاص بجى يا أما. تعرفي يا فريدة، أنا هتجوز غنوة.
فريدة : صوح! غنوة صاحبتي واخت الغالي.
يونس: خفي انتي ياله بجى.
فريدة :حاضر حاضر .
دهبيه: فريده انا هبيت معاكي هنيه ف الجاعه بتاعتك عشان ابجى جارك.
فريده : السرير كبير، وهياخذنا إحنا الاتنين، بس أبوي مش هيزعل عشان هتهملي جاعتك؟
يونس : له له، مش هيزعل ولا حاجة.
دهبيه: اصلك أبوكي.
يونس: أما !.
فريدة: في حاجة ولا إيه؟
يونس : له يا حبيبتي، مفيش حاجة. أنا رايح جاعتي أريح شوية.
فريدة : ماشي يا خيي، أبجى سلملي على غنوه، وخليها تسلم على محمد.
يونس (بحزن واضح): طيب حاضر.
(يخرج يونس متجهًا إلى غرفته ليقوم بالاتصال بغنوه.)
________________________________________
في غرفة غنوه:
(غنوه تجيب على الهاتف.)
غنوه: كيفك يا يونس؟
يونس : رايج الحمد لله. أنا كلمت الجماعة هنا على جوازنا، وكلهم وافقوا. بس الحج محسب أبو انعام اتوفي. هروح الواجب و بعد الجطعانيه ( بعد 3 ايام العزا ) وأجي أتجدملك. آه صوح! نسيت أقولك، أبوب هيتجوز أم البت رجيه.
غنوة : بتجول ايه !.
يونس : زي ما بقولك كده. ده حتى دلوقتي بيكتبوا الكتاب.
غنوه : براحتهم ، يونس أنا نسيت أقولك كمان، إحنا نازلين مصر عند ناس جرايبنا عشان حالة أمي وأبوي النفسية.
يونس : هتجعدوا كتير؟
غنوه : له، هما يومين.
يونس : تاجو بعد يومين عشان نتجوزو ونقعد هنا أسبوع وبعدين نروح على مصر.
غنوه : إن شاء الله.
بعد إغلاق غنوه للهاتف، تتصل بوجيه.
غنوه: وجيه، أخبارك إيه؟
وجيه: الحمد لله، كلنا بخير.
غنوه: مش عجوب هيتجوز أم رجيه؟ يونس لسه جايلي حالاً، وقال لي كمان إن ناسه وافقوا على جوازنا.
وجيه : عسل أوي! مدام وافقوا بسرعة كده، مفيش داعي لنزولكم مصر، خليها بعدين.
غنوه : حاضر، اللي تشوفه.
وجيه: بقولك يا غنوه، عاوزك تسحبي يونس في الكلام، تعرفيلي مين موجود عندهم في البيت، ولو عرفت إن مافيش حد، تطلبي تقابليه وتقوليله إنكم مش هتسافروا مصر عشان لما قولتلي للجماعة عندك إنك إنت وهو هتتجوزوا وأهله وافقوا، الجماعة عندك فرحوا وأجلوا سفرهم لمصر.
غنوه: خير، ليه؟
وجيه: عشان هرجع ولاد صدفة، لو لقيناهم هخطفهم، يعني وديها ضربة تانية ليهم.
غنوه: ياريت، ونبجي ضربنا عصفورين بحجر، جننا مندوح الله يحرجه ورجعنا العيلة.
وجيه : لو كده، كلميه واعرفي منه، وكلميني.
غنوه تتصل بيونس وتخبره بما قاله لها وجيه، وتبدأ بالتساؤل عن فريدة وأوضاع المنزل.
غنوه: طيب أنا عاوزه اجابلك، ينفع؟
يونس: طبعاً ينفع، أنا قاجد لحالي، أمي قاعدة فوق مع فريدة وعيسى ومرته عند بيت أبوها عشان الواجب، والباقي راحوا يكتبوا كتاب أبويا وأم رجيه.
غنوه: أمال فين عيال مندوح؟
يونس: بتسألي ليه؟
غنوه: أصلك تلجي. يا نضري حدش جاعد بيهم.
يونس: عندك حق والله، أنا حتى جيت لقيتهم قاعدين لوحدهم تحت، وممدوح قال لي هيجعدو في المجعد التحتاني عشان مرته قالت عاوزة تجعد براحتها.
غنوه: ربنا يرجعهم لأمهم بالسلامة.
يونس: أنا هتجنن مش عارف راحت فين، بس ربنا يطمنا عليها يا رب.
غنوه: طيب تعالي نتقابل دلوك.
يونس: فين؟
غنوه: في أرض عم شعيب عشان بحب أقعد هناك.
يونس: تمام، جايلك حالاً.
غنوه تغلق مع يونس، ثم تتصل بوجيه لتملي عليه ما حدث.
وجيه : تمام، عطليه على قد ما تقدري.
غنوه: حاضر.
وجيه يتصل بعزام ليُعطيه تعليمات.
عزام: أوامر يا بيه.
وجيه : عنايات فين؟
عزام: راحت بيت الهلالية، وجاعده مع الخدم، مستنية الجديد.
وجيه: كلمها، خليها تخرج الولاد برا البيت وانت جهز رجالتك وروح خد الولاد، وهبعتلك عربية توصلهم المطار. بس أوعى تغلط في حاجة قدامك ساعة من دلوقتي وأنا هتلاقيني في مطار لقصر عشان أرجع الولاد.
عزام: لو أي حد من الغفر عمل حاجة، اتعامل.
وجيه: لا، مش هيلحقوا. أنت هتخلي عنايات كأنها بتلاعبهم وتخرج بيهم من البيت من غير ما حد ياخد باله.
عزام: أوامر يا بيه.
عزام يتصل بعنايات ليُبلغها.
عنايات: أنا هتصرف.
عزام: أوعاكي حد يشوفك.
عنايات حاضر. استنى، هو البيه مش هيءذيني.
عزام: هيأذيكي ليه؟
عنايات: مش إنت سجلتلي صوت وصورة وأنا بحكي؟ اتفاجي مع إنعام.
عزام: ما تخافيش، خلصي بقى وبطلي رط.
عنايات: حاضر، بس تجل جيبك.
عزام: ماشي، بس خلصي. وأنا هكون جار البيت. اديني الو، أجي أخد العيال.
_______________________________________
يونس يذهب مسرعًا إلى لقاء غنوه ويخرج من المنزل، تراه عنايات وتقول في نفسها: "كده أجدر، أطلع العيال لعزام. ربنا يسترها معاي وأخد جرشين منه، أهمل البلد كلها يعني، أنا ليا مين فيها؟"
عنايات: "للأولاد تعالوا نلعبوا.
يعقوب الصغير : مازن مش بيعرف يمشي، شيليه!"
تحمل عنايات مازن وتاخذ دهبيه ويعقوب في يدها.
عنايات: "تعالوا نلعب في الجنينه الورانية عشان حدش يشوفنا."
الاطفلل: "هلنلعب الغميضة؟"
عنايات: "آه."
وبالفعل، تأخذ عنايات الأطفال إلى الباب الخلفي وتخرج بهم دون أن يراها أحد.
كان عزام ورجالته في انتظارها ليأخذوا الأطفال. يعطيها عزام مبلغًا كبيرًا من المال ويقول لها:
عزام: "اخفي من البلد حالًا."
عنايات: "ههمِل البلد كلها."
ويأخذ عزام الأطفال.
عزام يتصل بوجيه:
عزام: "الأمانة معايا يا بيه."
وجيه: "بجد برافو عليك. ليك عندي مبلغ أكبر من اللي اتفقنا عليه. هاتهم وتعالى على المطار حالًا."
عزام: "كتير خيرك يا بيه. كله من خيرك. إحنا نخدمو من غير أي حاجة."
ويصل يونس إلى غنوه ليجدها جالسة في انتظاره.
غنوه: "إحنا لازم نكتب كتابنا دلوقتي. تعالي نروح بيتنا عشان دياب عايز يجعد معاك."
يونس بقلق: "ليه؟"
غنوه: "عشان يتفج معاك على كل حاجة."
يونس: "حاضر."
ويذهبان إلى منزل عياد.
وفي نفس الوقت، يصل عزام إلى المطار ويقابل وجيه. يعطيه الأطفال.
وجيه: "برافو عليك يا بطل. خد دول بقى وأنا هوصل مصر وأكلمك."
ويهيم الأطفال في التساؤل.
يعقوب: "إحنا رايحين فين يا عمو؟"
وجيه: "رايحين لماما."
ويتصل وجيه بهالة.
وجيه: "هالة، عايزك توضبي البيت عشان أنا جايب معايا ضيوف مهمين أوي."
هالة: "ضيوف مين؟"
وجيه: "بطلي فضولك وتعملي زي ما بقولك."
•تابع الفصل التالي "رواية غنوة يونس" اضغط على اسم الرواية