Ads by Google X

رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم مريم محمد

وخضت بحراً من الأعداء ملتطماً ثبت يا سيدي لله في اللجج
صلى عليك إلهي دائما أبدا يا زينة الدهر قلبي في هواك شجي
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 
بقلم/مريم محمد عبد القادر

مش عايزة حاجة منك

قالتها مليكة بضيق ردا على كلام جاسم أنه جايلها بخبر، فرد عليها بابتسامة عريضة وملامحه الوسيمة مع ابتسامته كانت مستفزة جدا بالنسبة لمليكة : طيب مش تسمعي الخبر الاول يا ملاك، ده حتى يخص حبيب القلب 

مليكة قلبها دق بخوف على أخوها وبصتله بترقب وهو ضحك : كنت عارف إنك هتغيري رأيك، ما هو يامن يتخاف عليه برضه

قرب وشه منها وقال بسخرية : خمني هو فين دلوقتى !؟

مليكة ماكانش عندها رد فهو كمل : مستشفى الأمراض النفسية 

مليكة شهقت بخوف على أخوها، وجاسم ضحك بعلو صوته وهو بيحرك صباعه جنب راسه بحركة دائرية : جننتهولك وبكرا اجيبهولك جثـ.ة

مليكة دموعها نزلت بقهر لكن رغم ده بصت لجاسم بقوة : مش هتقدر، ربنا هيحفظة وهينجيه من شرك وبكرا تشوف 

جاسم : هه أشوف !! وماله ادي الأيام بيننا، لما نشوف بقى مين كلامه هيتنفذ

مليكة بثقة : ايوه هتشوف، بكرا ربنا ينصر اخويا عليك وأنت هتنتهي وشرك هينتهي، عمر ما الشر انتصر على الخير فاعمل حسابك إن ليك يوم وقريب كمان يا خا.ين يا منافق 

جاسم بصلها كتير بصمت وبعدها قرب وشه منها أكتر : وأنا هستنى اليوم ده، بس ياريت ماتموتيش قبلها عشان أنا هعمل كل اللي أقدر عليه عشان أخلص منك 

مليكة بعدته عنها : أبعد عني 

جاسم بصلها بضيق ومرة واحدة ضر.بها با.لقلم جامد لدرجة إن شفايفها اتعو.رت وبدأت تنز.ف، وقبل ما تقع على السرير من قو.ة الضر.بة شد.ها من شعرها : بتتعدي حدودك وأنا صبري قليل، انتى فاكره نفسك مين !؟ أنا بكرهك جدا ونفسي اقتـ.لك ولولا إن يامن اخوكي كنت قتـ.لتك من زمان

قربها منه أكتر بتهديد : حرصي مني بقى وحاولي تتجنبي غضبي عشان ماتتأذيش

مليكة كانت نظراتها ثابته ماتهزتش للحظة : أعلى ما في خيلك اركبه لو عاجبك، لو مفكر أنى هخاف منك ولا هكش تبقى ماتعرفنيش كويس

زقته في كتفه جامد، ماتحركش بس الفعل نفسه ضايقه : سيب شعري وأبعد عني، أنا مايشرفنيش ايدك القذرة تلمسني ولو من فوق الهدوم، ولا أقولك، مايشرفنيش أتنفس نفس الهوا اللي بتتنفسه 

جاسم شد على شعرها أكتر، وهي اتألمت فعلا بس حافظت على هدوءها وجمود ملامحها، لحد ما هو ساب شعرها وهو بيزقها بعيد : وماله، كل واحد وليه نقطة ضعف، ويا ترى بقى يا ملاك ايه نقطة ضعفك !؟ اااه صحيح، يامن !!

ضحك وهو بيخرج حاجة من جيبه وحركها قدامها : خلينا نلعب الجولة التانية يا ترى مين هيكسب !!

مليكة : هنشوف، بس أبقى حاسب على جبهتك بعدها

جاسم : ماشي هنشوف 

رجع الحاجة في جيبه تاني وخرج من الأوضة وهو بينفخ بضيق، رزع الباب وراه وقفله ومشي وهو مش شايف قدامه لدرجة إن ممرضة مليكة وكل الرجالة بعدوا من قدامه ووقفوا جنب الحيط، وهو راح لأوضة تانية في البيت وقعد على السرير وقعد يضحك : أما نشوف، يانا يانتوا ياولاد العزاوي، كان نفسي يكون ابوكم وامكم عايشين عشان أحط راسهم في الطين هما كمان بس وماله كده حلو برضه

ضغط على ايديه جامد لدرجة إن مفاصله ابيضت : بقى أنا بتبجح فيا !! ماشي يا مليكة أنا بقى مش هقتـ.لك، هفضل أذ.ل فيكي لحد ماتتمنى المو.ت وماتطلهوش

خرج فونه من جيبه ورن على حد : باشا أمرني 

جاسم : نفذ خطتنا، بس اوعوا يمو.ت أنا عايزة يتعذ.ب بس

رد عليه الطرف التاني : أمرك يا باشا أعتبره حصل، وهجيبلك أخبار تفرحك

جاسم : أتمنى، نفذ في أسرع وقت وصورلي اللي بيحصل عايز استمتع شوية 

الطرف التاني ضحك : بس كده من عينيا يا باشا سيبلي نفسك بس وأنا هخليك تشوف كل حاجة كأنك معانا

قفلوا مع بعض وجاسم بص قدامه بجمود : برافو عليك 

ابتسم ابتسامته واسعه وهو بيتخيل خطته بتتنفذ وضم قبضة ايده بنشوة وهو واقف قدام التسريحة، سند بايديه عليها وبص لنفسه في المرايا : أصبر يا إكس تاخد حاجه نظيفة

.
وبره الأوضة الممرضة كانت واقفة جنب باب أوضة مليكة وبتبص للرجالة : هو أنا المفروض أدخلها ولا أعمل ايه !؟

الراجل اللي مرتبط بيها بص على باب أوضة جاسم وبصلها : ليطلع يتجنن علينا، ده فيوزات مخه مفوته خالص، مش فاكرين عمل ايه في رجالة اللي اسمه حتاته ده عشان مدوا ايدهم عليها

الممرضة : وهو أنا كنت هعمل فيها ايه يعني !؟ أنا هدخل أشوفها بس محتاجة حاجة ولا لأ، مش يمكن يزعقلي ويقولي مش شايفة شغلك ليه !؟ وهو أصلا واقفلي على الواحدة 

فضلوا يبصوا لبعض بصمت وحيره مش عارفين ياخدوا قرار، لحد ما جاسم خرج من أوضته وبص للممرضة : ادخلي شوفيها 

وبص لرجالته وهو ماشي : لو هربت روحكم هتكون التمن

سابهم وخرج من البيت وكلهم اتنهدوا براحه إنه مشي : مجنون

الممرضة راحت ناحية باب أوضة مليكة وفتحت القفل وفتحت الباب بهدوء : يااا آنسة

دخلت الغرفة وبصت على مليكة اللي قاعدة على السرير وشفايفها لسه بينز.ف فقرب منها بسرعة : أنتي كويسة !؟ 

مليكة حركت راسها بتأكيد وهي سألت : هو اللي عمل فيكي كده !؟

مليكة : ماتشغليش بالك

الممرضة راحت جابت علبة الاسعافات وقعدت قدامها تعالجها، ومليكة سألت : ايه اللي جابرك تفضلي هنا !؟

الممرضة ابتسمت بتكلف : آكل العيش مر يا آنسة، أنا واحدة مالهاش ظهر وماشية ألطش في الدنيا والدنيا تلطش فيا، وبواجه الحياة لوحدي وهي صعبة عليا، ولما جالي واحد من رجالته قالي عايزني أهتم بحد في بيت، ماكنتش اعرف أنه خا.طفك، أصلي ياما روحت بيوت الناس أهتم بالمرضى وكبار السن ففكرت عادي، ويوم ما دخلت للبيت ده كنت بكتب نهايتي بنفسي 

بصتلها : أنا مصيري هو مصيرك، يانخرج من هنا كلنا أو نمو.ت كلنا 

مليكة رفعت ايدها وطبطبت على راسها وابتسمت بهدوء : ماتقلقيش، يامن هيوصل قريب أوي أنا واثقة فيه 

الممرضة : يامن ده حبيبك !؟

مليكة : أكتر من حبيبي كمان، ده أخويا الكبير اللي مربيني وكل دنيتي، أنا ماليش غيره وواثقة إنه مش هيسيبني كده كتير زي عادته، هو طول عمره شايل همي وبيعمل كل اللي يقدر عليه عشان يخليني مبسوطة ومرتاحة

الممرضة بصتلها بابتسامة : يا بختك ياريت كان عندي اللي يخاف عليا زيه

مليكة : اسمك ايه !؟

الممرضة : ممكن تناديني صافي 

مليكة : اسمك صافي !؟

الممرضة : صافية، مش صفية، صافية

مليكة بابتسامة : اسمك حلو أوي يا صافية، معناه نقية وبريئة، وأنتي شكلك كده، بس ليه بتقعدي مع الرجالة اللي بره وبتسمحيلهم يتجاوزوا معاكي !؟

صافية بصت للأرض بإحراج ومليكة اتكلمت بهدوء : أنتي أغلى من كده، عارفه إنك خايفة ماتخرجيش من هنا بس ده سبب يخليكي تحافظي على نفسك أكتر 

صافية : أنتى إزاى قادرة تبقي هادية كده وأنتى في الوضع ده !؟

مليكة بابتسامة : عشان واثقه في ربنا، ممكن تقولي إن ده ابتلاء واختبار وإن شاء اللّٰه هيعدي، كله خير

صافية : وهو فين الخير في ده !؟

مليكة : كل أقدار ربنا خير، كفاية إننا عرفنا معادن الناس اللي حولينا وعرفنا مين الصديق الحقيقي ومين الخاين، ده لوحده كفاية

صافية حركت راسها بفهم ومليكة كملت : وكمان اتعرفت على حد جميل زيك 

صافية : الله يسعدك وهو أنا اجي ايه في جمالك، ده أنتى فلقة قمر الله أكبر

مليكة حطت ايدها على قلب صافية : الجمال مش بالشكل، الجمال جمال الجوهر وأنتي جوهرك طيب ومتأكدة انك هتفكري في كلامي وهتصلحي اللي عملتيه قبل كده

صافية : بس سيد قال إنه هيتجوزني 

مليكة : مبروك عليكي يا حبيبتي، بس لحد الوقت ده صوني نفسك عشان ربنا يباركلك في حياتك، وهو لو بيخاف عليكي بجد هيحافظ عليكي هو كمان

صافية : قصدك ايه !؟

مليكة ابتسمت وسكتت وصافية فكرت شوية مع نفسها، هو فعلا إزاى سيد ماعندهوش مشكلة تقعد مع باقي صحابه، نزلت راسها وبصت في الأرض ومليكة طبطبت على كتفها : كله هيتحل ماتقلقيش، ثقي في ربنا 

صافية حركت راسها بموافقة وكملت علاج جروح مليكة اللي بتفكر في يامن وقلبها هينفـ.جر من كتر الخوف عليه وبتدعي في سرها ربنا يحفظ أخوها ليها ويبعد عنه شر المنافقين

********
منصورة قاعدة في اوضتها وقدامها لبس كتير جدا بتبصلهم بتفكير، مسكت عباية سودا من عباياتها اللي معظمهم لونهم اسود وستايلهم قديم مش لايق عليها، اتنهدت براحه وهي بتفتكر يوم ما لبست الأسود لما جوزها الأول توفى ومن ساعتها مش بتلبس غيره، بصت على أكياس جديدة محطوطة على سريرها فيها هدوم جديدة ورقيقة جدا اشترتهم مع اخواتها البنات، قامت تجربهم وتبص لنفسها في المرايا وتبتسم وكل ماتجرب طقم تحطه في شنطة سفر كبيرة ليها عشان تاخدها معاها بيتها الجديد 

ابتسمت لما شافت فونها بيرن برقم سامح فهو اخده من والدها فاخدت الفون وردت، حمحمت ومثلت الثبات وردت : السلام عليكم

سامح غمض عينيه بحب لما سمع صوتها ورد : وعليكم السلام، ازيك يا ست منصورة !؟

منصورة كشرت بغيظ منه : يخربيتك على بيت ست منصورة دي بجد بتقفلني، اقفل يا سامح وماترنش تاني 

كانت هتقفل فعلا لولا صوته اللي بيترجاها : لأ معلش ماتزعليش حقك عليا خلاص مش هقولها

منصورة اتنهدت فهي بتحب طريقته في مصالحتها : ليه مصر تقولي ست منصورة !؟

سامح بصدق : لأنى بعتبرك ست الستات كلهم، عمر ما عيني ولا قلبي شاف ست بجد غيرك، ولا اعتبرت واحدة ستي غيرك 

منصورة عضت على شفايفها بابتسامة حب وسكتت بس بتستمتع بنفسه المضطرب من الكلمات اللي قالها بارتباك، وفضل الاتنين ساكتين لحد ما سامح اتكلم بخفوت : أنتى نمتى ولا لسه معايا !؟

منصورة : معاك 

سامح : قولتي ايه بقى راضية عني !؟

منصورة بهمس : راضية، طلاما الموضوع كده قول اللي أنت عايزة براحتك 

سامح : اللي هو ايه اللي أنا عايزة !؟

منصورة بكسوف : يعني، ست منصورة وكده 

سامح : مش هبطل عمري أقولها طلاما رضيتي عنها

منصورة سكتت فهو كمل : أنا خلصت الشقة 

منصورة اتحولت بسرعة زي عادتها واتكلم بحدة : اه طبعا ما هي هاجر بتقولك كل حاجة، بقالها فترة كل شوية توريني صور عفش وتخيرني وتسألني على الألوان، واسالها تقولي عادي بفكر معاكي، واتاريك أنت اللي بتبعتلها وهي تسالني وأنا الهبلة اللي بيضحك عليها

سامح ضحك وبررلها : ابدا والله مش قصدنا نطلعك هبلة ولا حاجة أنا بس حبيت اعملهالك مفاجأة، أصلا الشقة كنت مظبتها من زمان على أحسن حاجة ماغيرتش فيها أى حاجة غير بس وش دهان باللون الأبيض اللي أنتى عايزاه وحطيت العفش 

وهمس : أنا اللي عملته بايدي حته حته

منصورو بحب : والله أنت اللي عملته بنفسك !؟

سامح : اه والله، كل تفصيله فيها حطيت فيها مشاعري ليل نهار، انتى عارفه أنى مابعرفش أقول اللي حاسس بيه فحطيت كل اللي عايز أقوله في شغل ايدي

منصورة : وأنا بوعدك هقدر أفهم كل شعور حطيته في أى حاجة

سكتت شوية وبعدها اتكلمت بهدوء : شكرا يا سامح

سامح باستغراب : شكرا على ايه !؟

منصورة : على وجودك في حياتي أنا وهاجر 

سامح ابتسم وهي سكتت شوية وسألت : أنت هتيجي امتى !؟

سامح : أنا في الطريق أصلا

منصورة : نعم !! من غير ماعرف !؟

سامح : أنا كلمت عمي وهو قال هيبلغك

منصورة في سرها : ماشي يا بابا كده

سامح : روحتي فين !؟

منصورة : ماروحتيش أنا هقفل بقى، توصل بالسلامة

قفلوا مع بعض ومنصورة قامت تجهز نفسها وخلال ساعات قليلة سامح وصل هو ومامته وكل العيلة رحبوا بيه كأنه واحد منهم

********
مرام كانت في المستشفى قاعدة على السطح زي عادتها، وبتاكل مصاصة بالفراولة، كانت مربعه رجليها وحاطه عليهم كشكول صغير بتكتب فيه بتركيز شديد-بقلم/مريم عبدالقادر-كتبت كل حاجة عن يامن تصرفاته وردود أفعاله والكلام اللي قالهولها، وفي الآخر كتبت رأيها عنه لحد دلوقتي، رسمت دايرة وكتبت جواها مجنون، حركت ايدها على راسها : مجنون والله وهيجنني معاه

فردت رجليها بملل وسندت على دراعتها وهي بتبص للسماء الصافية، غمضت عينيها وهي بتستمتع بنسمة الهوا اللطيفة اللي بتداعب وشها الناعم

فتحت عينيها وابتسمت بسمة واسعة وقالت بحماس : طيب والله جالي على الطبطاب، وأنا اللي كنت طول الوقت بفكر في المجنون اللي خطف قلبي أهو جه لحد عندي بنفسه، يانا يانت بقى إن كنت أنت مجنون فأنا أجن منك

بصت للكشكول ومشت صوابع ايدها برقة على اسم يامن وهمست : يامن، اسمك مش لايق عليك

ضحكت وهي بتفكر : ممكن مثلا أدهم، جواد، أو حازم 

بصت تاني في اللي كتبته وهي بتفكر : طيب والله أنا شاكه فيك ياللي أسمك جاسم أنت، أى نعم أنت وسيم وحته تركي كده بس وربنا شكلك مايريحش خالص 

فونها رن وكانت سارة الممرضة المساعدة ليها فردت عليها : ايوه يا سرسورة 

سارة : أنتى فين يا دكتورة، في مريض جه وقالب الدنيا خالص

مرام قامت بسرعة وهي بتلم أدواتها بعشوائية، ونزلت جري على تحت : أنا جايه أهو ثواني وهبقى عندك 

سارة : ماشي بس بسرعة الله يخليكي

مرام : حاضر حاضر 

قفلت معاها وراحتلهم بسرعة، وفعلا كان المريض متعصب وعايز يمشي من المصحة ومرام بدأت تاخد إجراءات علاجة بسرعة

********
في واحدة من الشقق الفاخرة شديدة الرقي، خرجت من حمام بيتها بعد ما أخدت حمام طويل، شغلت التدفئة في بيتها كله وبعد ما حرارة الجو بقت مناسبة ابتسمت برضا وراحت ناحية التليفزيون وشغلته على قناة عشوائية كانت شغالة عليه آخر مرة

بعدها راحت ناحية المطبخ الأمريكاني وعملت كباية قهوة جاهزة واخدتها وراحت قعدت على الكنبة، وقدامها على الترابيزة ازازة طلاء ظوافر باللون الاحمر الفاقع، وبدأت تحط منه على صوابعها وهي حاطه فونها جنبها على الكنبة وبترن على رقم معين مرة ورا مرة ورا مرة بدون ملل، بالعكس كانت بتستمتع كل مرة يقفل الخط فيها عشان تسيب الفرشة من ايدها وتحركها برقة وترن تاني وهي بتغني : هتروح مني فين، يا وسيم جميل العينين، ده أنا حطاك في قلبي، وقافله عليك بمفتاحين

سمعت صوته الضجر من الناحية التانية بيتكلم : وأنا بكرهك، ياريت تفهمي بقى بدل مانتي غبية ومش بتفهمي كده 

بريهان ردت عليه بسذاجة : ربنا يخليك ليا يا جاسم يا روحي 

جاسم : ماتقوليش الاسم ده، اسمي إكس افهمي بقى ياللي ربنا ياخدك

بريهان : يالهوي عليك وعلي حبك ليا، أعترف بقى إنك بتحبني وكفاية مكابره

جاسم قفل السكة في وشها وهو بيشتم عشان هي تضحك بصوت عالي، وبعدها اختفت ضحكتها وحل مكانها حزن ساكن قلبها، قفلت ازازة طلاء الضوافر وراحت وقفت قدام مرايا طويلة بطولها وبصت لنفسها، هي مدركة تماما إنها مريضة بحبه ولازم تتعالج بس هي مش عايزة

هي وحيدة وماتملكش أي حاجة تتمسك بيها عشان تكمل حياتها غير حبها المسموم ليه، ورغم إنها عارفه إنه بيعمل حاجات كتير غلط لكن دايما بتبررله، وبتقول ما كل الناس بتغلط وهي نفسها غلطت كتير جدا ونست إن غلط عن غلط يفرق

اتنهدت بعنف وصر.خت مرة واحدة وهي حاطه ايديها على ودانها تطفي صوت عقلها اللي بيعنفها : بااااااس، بس بقى، أنا بحبه بحبه، واه هو وحش وأنا كمان وحشة وبرضه بحبه

صر.خت تاني وهي بتخـ.بط را.سها في الحيطة لحد ما هديت، وقعدت على الأرض تعيط لوقت طويل، بعدها مسحت دموعها وراحت قعدت على الكنبة تاني وبدأت تحط مناكير على رجليها وهي بترن تاني على جاسم كأن مافيش حاجة حصلت

بعد ما خلصت راحت سرحت شعرها ولبست بيجامة مريحة ودخلت سريرها وهي بتقلب في فونها، بعدها فتحت الواتس على رقم معين مش متسجل على فونها وفتحت الصور اللي باعتهالها وابتسمت بمشاغبه : أها بيت جميل فعلا، لما نلعب شوية بقى 

ضحكت بحماس وهي بتخطت للعبة ممتعه هتسليها الفترة الجاية جدا وهتعرف تجنن جاسم معاها، نامت على المخدة وهي ماسكه فونها وفاتحه الخط على رقم جاسم ونامت وهي حاضنه الفون

.
أما على الناحية التانية جاسم قفل الفون خالص وهو بيشتم في بريهان، فهي بقالها سنين بتطا.رده بمعنى الكلمة وبتطلعلعه في كل مكان ومش بتزهق ابدا مهما يصدها ومهما يغلط فيها أو يأذيها، هو للحقيقة مش بيحب غير نفسه وأناني لأبعد حد وعنده غرور وتعالي ودايما بيحاول يكسب كل حاجة ولو على حساب غيره مش مهم 

راح ناحية مكتب في زاوية من الأوضة عليها طابعه كبيرة وعليها لاب توب، جاب عليه صورة بريهان وايده بترتجف من العصبية وهو بيضغط على أسنانه جامد، طبع الصورة على ورقة وحطها على الحيطة واتنهد بعنف : اخرتك على ايدي يا بري هانم عشان تعرفي تلعبي معايا كويس، تستاهلي بقى ماحدش قالك تلزقي فيا 

ابتسم بسخرية وهو بيتمتم من بين أسنانه : قال بتحبني قال، أهبل أنا عشان أصدق الهبل ده !؟ ماحدش في الدنيا دي كويس

خرج ولاعته وشغلها قدام صورة بريهان : لو بتحبيني فعلا زي ما بتكدبي فأنا هحر.قك بالحب ده وهتفرج عليكي وأنا بستمتع بعذ.ابك

مجرد الفكرة خلته مبسوط، ضغط على كف ايده جامد وغمض عينيه وهو بيتخيل كل تفاصيل تعذ.يب بريهان باستمتاع ونشوة وهمس : هتكون أيام جميلة 

فتح عينيه وبص للصورة : أيوه أنا مش هعذ.بك يوم واحد لأ، أنا هتفنن فيكي ايام وليالي عشان تعرفي غلطتك وعشان أنا أستمتع أكتر وقت ممكن، بس الصبر، هخليكي بعدين أخلص بس اللي في ايدي وافضالك بقى، افضالك خالص

شغل الولاعة تاني قدام صورة يامن وابتسم بخبث : أنت مش عارف كل مرة بتنهار قدامي أنا بتبسط قد ايه، وآخر فترة دي كانت حقيقي ممتعه وأنا شايفك بتلف من هنا لهنا بخيبة أمل وتعب وأنت بتحاول تلاقي اختك من غير فايدة، بس بقى أنا عايز حاجة أقوى، حاجة تخليني كده طاير من المتعة، يلا نلعب بقى

قفل الولاعة عشان المكان يضلم زي ضلمة قلبه وعقله المريض

********
الصبح بدري محمود في مكتبه بيشتغل فهو عنده شغل كتير من ساعة ما رجع بلده تاني، الباب خبط ودخل أمير بالزي الرسمي بتاعه وأدى التحية : تمام يا فندم

محمود بصله وهو ابتسم وراح قعد قصاده : كلامه طلع صح 

محمود بلهفة : قول والله !؟

أمير : والله صح، واللي اسمه يوسف ده طلع فعلا عند المعلم عصمت، لسه المخبر تبعنا مكلمني حالا وقالي شافه بعينه هناك

محمود ابتسم ابتسامه واسعه : ايوه بقى، اخيرا 

أمير : أؤمرني يا ابن عموتو

محمود : الأمر لله، تعرف تجيبهولي هنا !؟ أنت شايف مش هقدر اسيب الدنيا هنا، وهو كمان يعرفني ممكن يهرب قبل ما امسكه 

أمير خبط على صدره : ع الجزمة هجيبهولك راكع يا ابن عموتو 

محمود حرك راسه وبعدها بصله برفعة حاجب : ايه ابن عموتو ده !؟

أمير بابتسامته الواسعة البشوشه : عموتو يا جدع عمتي يعني 

محمود : ومن امتى أمي كانت عمتك !؟

أمير بغيظ : ياعم ماتدقش بقى في أم الكلام وكول عيش

محمود خبط جامد على المكتب وزعق بحزم : ثابت يا عسكري 

أمير أدى التحية العسكرية بسرعة وهو واقف انتباه : ثابت يا فندم

الاتنين ضحكوا ومحمود بيتكلم وهو بيدلك رقبته : ده أنا ياما سمعت الكلمة دي في قسم القاهرة لحد ما اتنفخت

أمير : حق ناس بيخلصه ناس، سبحان المولى

محمود : غور ياض

أمير : من عونيا

مشي خطوتين وبعدها وقف وبصله : أجيب مراته معاه !؟

محمود : هي مراته معاه !؟

أمير حرك راسه بتأكيد وهو : ماكنتش أعرف، آخر معرفتي بيها إنها اتنقلت المستشفى بعد ما عربية خبطتها

أمير : لأ المخبر قال إنه شافها معاه، تلاقيه هربها ولا خالها عصمت ده هو اللي هربها

محمود حرك راسه بفهم : مش فارقه بقى جيبها معاه عشان مايبقاش قلقان عليها، أنا عايزة مركز

أمير ابتسم بشر : اعدمه العافية قبل ما اجيبه !؟

محمود : وأنت طالع كده على يمينك في أوضة التمرين فضي طاقتك وروح جيبهولي

أمير اتنهد بملل : يا خسارة كان نفسي اضر،به، خلاص هروح أضرب كيس الملاكمة بقى وخلاص

محمود : ماتتأخرش، لسه ورايا حاجات كتير

أمير حرك ايده وهو ماشي وأول ما فتح باب المكتب لقى بنت واقفه قدامه وفي ايدها صينية كبيرة عليها أطباق آكل كتير وحلويات شرقية شكلها لذيذ، أمير بلغ ريقه بجوع ومد ايده أخد صبع محشي ورق عنب واكله كله مرة واحدة : الله محشي ده

آكل كذا واحد ورا بعض والبنت بتحاول تبعد عنه : وسع يا أستاذ ده آكل سي محمود

أمير بصوت مكتوم من كتر الأكل : يا باختك يا سي محمود

شال الصينية من بين ايديها : عنك يا سكر

راح ناحية مكتب محمود اللي بيبصلهم بزهق وحط الصينية قدامه : مد ايدك يا سي محمود

محمود : ماتبوخش بقى

سكر قربت من محمود بسرعة وهي بتبتسم : ازيك يا سي محمود !؟ عرفت إنك رجعت البلد اخيرا فعملتلك أحلى آكل عشان خاطر عيونك يا سي محمود، كول بالهنا على قلبك 

مدت ايدها واخدت حتة فراخ ومدت ايدها بيها ليه : يلا بسم اللّٰه، والله ده أنت نورتنا كنت واحشنا أوي يا سي محمود

محمود بعد ايدها عنه شوية : براحة على نفسك يا سكر خدي نفسك ياختي بدل لوك لوك لوك ده

سكر : أخص عليك يا سي محمود، يعني أنا غلطانه أنى عملتلك آكل يروم عضمك بدل آكل القاهرة الصايص ده 

محمود : صايص !! وهو أنتى كنتي جربتي أكلهم عشان تقولي صايص ولا هايص !؟

أمير ضحك وهو لسه نازل آكل كأنه أول مرة ياكل من أيام، وسكر بصت لمحمود : لأ ماجربتهوش بس اكيد مش هيجي في حلاوة آكل بلدنا بالسمن البلدي والفراخ البيتي والخضار الحلو من الأرض

محمود بهمس : معاكي حق والله 

سكر : بتقول ايه يا سي محمود !؟

محمود : مش بقول، تسلم ايدك يا سكر بس أنا فطرت قبل ماجي والله، الحاجة امى أكلها لا يعلا عليه

سكر : ايوه صحيح، ده أنا متعلمه على ايديها ربنا يبارك فيها 

محمود حرك راسه وهي شدت الصينية من قدام أمير حطتها قدام محمود : طيب جرب الحلو طيب، ده أنا سهرانه عليه من امبارح

محمود اتنهد بتعب فهو عارف كويس إنها معجبه بيه بس هو لأ ومش عايز يعلقها بيه وهو في الآخر مش هيتجوزها، هو ماترباش على كسر القلوب ابدا

أمير بدون تردد مد ايده أخد من الحلويات بدون استأذان : أنا هاخد بحب صوابع زينب أوي، وزينب كمان، الله، بس ألاقيها

بص لسكر : تتجوزيني يابت يا سكر !؟ أنا والله لسه مرفوض مرتين الشهر ده وقلبي مكسور

سكر شدت الصينية من قدامه أكتر : جاك كسر راســـ

قطعت كلامها بسرعة أول ما لقت محمود بيبصلها وابتسمت وهي بتاخد جلاش حلو بالمكسرات من قدامها ومدت ايدها بيه لمحمود : خود كول يا سي محمود حلويات تستاهل بوءك

محمود اتنهد وابتسم : كفاية بقى ماتتعبيش نفسك

أخد منها الجلاش وأكلها : أهو اكلتها تسلم ايدك ماتتعبيش نفسك تاني بقى 

سكر : تعبك راحة يا سيدي

محمود : لا إله إلا اللّٰه، وحدي الله بس يا بت أنا مش سيد حد 

أمير كان بيبص عليهم بابتسامة ومحمود بصله : بتبص على ايه ياض !؟

أمير : ولا حاجة يا معلمي

محمود بص لسكر : خودي بقى الصينية دي عشان أمك ماتستعوقكيش

سكر : لأ يا سي محمود خليهالك وأنا هاجي آخر اليوم اخدها بعد ما تخلص

وكملت بحب : وابقى قولي عايز نوع آكل ايه تاني وأنا هبقى اعملهولك

محمود مش عارف يخاليها ماتفكرش فيه إزاى، ففكر ثواني واتكلم بهدوء : ماتتعبيش نفسك بقى أنا خطيبتي هتعملي من يوم ورايح بإذن اللّٰه

سكر الأكل وقع من ايدها بصدمة وبصتله : أنت خطبت !؟

محمود : قريب إن شاء اللّٰه، هي بس مسافرة شوية وترجع وهنتخطب بإذن اللّٰه 

بصلها وكمل : هنبقى نعزمك، أنتي زي أختي برضة

سكر : أختك !؟

محمود حرك راسه بتأكيد وهي بصت بذهول لأمير -اللي كان بيبص لمحمود بذهول هو كمان- ورجعت بصت لمحمود، وبعدها كشرت جامد وشدت صينية الأكل من قدامهم وبصت لمحمود بغيظ كأنه خانها مثلا وتمتمت : رجاله عينيهم زايغه بصحيح مايملهاش إلا التراب، أنا غلطانه أنى فكرت فيك وتعبت نفسي عشانك 

مشت بخطوات قوية من عصبيتها ومحمود ضحك وهو بيهز راسه بقلة حيلة، ومرة واحدة أمير زعق : أنت خطبت امتى يا واطي من غير ماتقولي !؟

محمود بص بعيد عنه وماردش وأمير نط من مكانه وطلع بنص جسمه على المكتب وهو بيمسك وش محمود وثبته ناحيته : هاااهاا لأ بص في وشي كده وكلمني عدل زي ما بكلمك، أنت خطبت ولا حبيت امتى وأنا لسه سايبك من كام يوم سنجول مابتفكرش في الجواز أصلا !؟ 

كشر وهو بيتكلم بغيظ : مين دي اللي شقلبت حالك في كام يوم هاااه !؟ من القاهرة صح عرفتها امتى وفييييين !؟

محمود كل ده كان بيحاول يفك وشه من بين ايدين أمير بس هو كان ماسكه جامد كأنه قافش حرامي وعمال يحرك راسه قدام وورا : رد رد رد

محمود : يخربيتك راسي هتتخلع 

أمير ساب راسه وقرب منه أكتر كأنه بيحقق مع مجرم : طيب رد، حبيت امتى ولا دي كدبه عشان تسرب البت سكر !؟

محمود بص في الأرض شوية وهو ساكت وبعدها بصله بهدوء : مش حب، هي بس شاغله بالي مش أكتر 

أمير بمزاح : شغلاها في اليمين ولا الشمال !؟

محمود : واد أنت، أخلاقك بدأت تبوظ على فكرة 

أمير بسخرية : بدأت !؟ أنا أصلا بايظ من زمان 

ابتسم ومحمود حرك راسه إنه عارف، وأمير اتعدل في قعدته واتكلم بجدية : بتحبها بجد ولا مجرد مشدودلها !؟

محمود : مش عارف

بصله فرغم إن أمير تافه حرفيا إلا إنه يعتبر بير أسراره : عارف القضية اللي روحت القاهرة عشانها !؟

أمير : آه المعلم حتاته 

محمود : اه، كان خا.طف بنت اسمها مليكة أخوها جالي أساعده يلاقيها

أمير قاطعة : هي دي !؟ حبتها لما أنقذتها !؟

محمود : لأ ماقدرتش أوصلها

أمير أستغرب ومحمود حكاله بالتفصيل الملل كل حاجة حصلت معاه في القاهرة وهو بيستمع ليه بتركيز لحد ما خلص، طلع فونه حطه قدامه : وبس يا سيدي من ساعتها وهي شاغله بالي، معايا صورة ليها على الفون وكل مافتحها قلبي يدق زي الطبل البلدي، أنا عمري ما شفتها ولا عارف هي على الحقيقة عاملة إزاى بس الكلام اللي سمعته عنها من أخوها أخدت قلبي وعقلي 

رفع راسه وبصله : أنا من ساعة ما اللوا قالي إن شغلي خلص عندهم وأروح وأنا قلبي وعقلي الاتنين رافضين أنى أمشي من غير ما الاقيها، ومن ساعة ما جيت وأنا مش بفكر غير فيها وعمال أدور ومكمل بحث لوحدي عشان الاقيها، أنا قلبي مش هيهدي غير لما أشوفها قدام عيني وصحتها كويسه واجازي اللي عمل فيها كده 

أمير فكر شوية وقام وقف بجديه : خلاص طلاما الموضوع ليه علاقة بمرات أخويا فأنا هعمل المستحيل عشان نرجعها سليمة، أنا هسافر القاهرة دلوقتى بنفسي وهجيب يوسف ده لحد عندك عشان تعرف منه اللي أنت عايزة

طبطب على كتفه بتشجيع : ماتقلقش إحنا كلنا معاك وهتعدي على خير إن شاء اللّٰه 

محمود حرك راسه بموافقة، وأمير أدى التحية العسكرية ومشي بإصرار إنه يوصل لمليكة عشان خاطر محمود اللي اتنهد وهو بيرجع لشغله تاني عشان يتفرغ ليوسف لما يوصل عنده

********
يامن قاعد في المستشفى دماغة عماله تودي وتجيب، هو قبل كده كان بيرفض أى شك جواه ناحية أى حد قريب منه بس حاليا هو شاكك في كل حاجة، إزاى وصل هنا !؟ مين قتـ.ل صباح واللي معاها !؟ مين كلم الشرطة وعرفهم عن الجر.يمة اللي في الفيلا بالسرعة دي !؟ وليه جاسم بيكدب عليه !؟ 

حط ايده على راسه وهو بيتمتم بهمس : إكس كان عارف كل حاجة عني كأنه بيراقبني، عارف تحركات مليكة ومشاويرها واصحابها، وكان عارف كل حاجة عن يوسف ومش بعيد يكون هو اللي لبسه التهمة، وكان بيحركني زي الشطرنج في ايده يبقى___

سكت ودموعه لمعت في عينيه وهو عايز يرفض اللي بيفكر فيه، وبيحاول يقنع نفسه إنه من الضغط النفسي اللي حاسس بيه بيفكر كده بس كل الأحداث والأدلة بتأكد تفكيره، جاسم هو اللي ورا كل ده 

الباب خبط ودخل ممرض ومعاه صينيه عليها آكل، مشي وهو بيبص ليامن بنظرات غريبة ووقف جنب سريره وحط الأكل قدامه : مالك مهموم ليه !؟

يامن : الدنيا دي صعبة أوي وكلها وجع وحزن

الممرض قرب منه أوي لدرجة إن يامن أستغرب، وبصله لقاه بيرفع طرف رغيف العيش من ناحيته ببطئ وحذر وهمس : في ايدك تنهي عذابك ووجعك

يامن بص لتحت بطرف عينه شاف تحت رغيف العيش مو.س صغير (شفر.ة حا.دة)، رفع بصره وبص الممرض تاني كان قريب جدا من وشه ونظراته مخيفة وهمس تاني : صدقني هتلاقي الخلاص 

يامن بجمود : انت مين !؟ 

الممرض : أنا مجرد تابع وبس 

يامن : تابع لمين !؟ 

الممرض ميل على كتفه وهمس بصوت زي فحيح الأفاعي : للسعادة 

الممرض عدل وقفته وابتسم برسمية : اتفضل كول غداك عشان تاخد الدوا 

أتحرك من مكانه وقبل مايخرج من الأوضه طلع من هدومه جهاز بلوتوث صب صغير قد كف الايد وحطه جنب السرير على الأرض، وشغل عليه موسيقى كئيبه بصوت واطي بحيث ماحدش برا الأوضة يسمع الصوت غير يامن، وابتسم بخبث وخرج من الأوضة وقفل الباب وراه وهو بيضحك بخفوت : يلا بالشفا 

أما يامن فهو كان قاعد سرحان في دنيا تانية وكل ذكرياته بتعدي قدامه، واليأس بدأ يتملك منه وقلبه هينفـ.جر جوا صدره من كتر الوجع والحزن، بص على المو.س اللي قدامه ومركز مع الموسيقى، وفي لحظه بدون وعي منه مسك المو.س وقربه من شر.ا.يين ايده وجر.ح نفسه

___________يتبع

تفتكروا اي اللي حصل !؟ 
بقلم/ مريم محمد عبد القادر 

ماتنسيش التفاعل
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍

 •تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent