رواية حارة تايسون الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم زينب سمير
' حارة_تـايسـون' حارة تـايسـون '
الفصل الثاني والعشـرون ..
كانت علا غارقة في بحور إجرامها تفكر وتخطط .. قررت اخيرا ان يوم تنفيذ مخططها هو الغد ، وعلي الناحية الاخري وقع اختيار رامز علي نفس اليوم ، المستوي الاجرامي واحد .. بأختلاف الطريقة .. والضحية
كم هو غريب .. موحش .. وحزين
ان يحاول انسان قتل اخر ، ويخطط لينفذ ذلك ، غير مهتما بان يده ستخلط بدماءه ، غير مهتما بعقاب الاخرج ، وكل هذا لاجل مشاعر تُدعي الحب .. وان كانت مشاعر كراهية وحقد .. ايضا هذا ليس سببا يدفع احدهم لقتل الاخر
كم هو سى ان يسعي شخصا لقتل اخر يبقي بالاخير اخيه في الاسلام !
وعلي بعد من تلك المخطاطات السامة ، كانت هناك ضحكات تتعالي من وعـد المسطحة علي فراشها واعلاها تايسون يقوم بدغدتها بقوة وهو يضحك علي صوت ضحكاتها الهيسترية ، كانت تتلوي بين يديه بطريقة هسترية وهي تضحك ، تضحكاتها تتعالي تدريجيا ومن كثرة الضحك التمعت الدموع بعيونها
كان هو يلمح تلك الضحكات فيبتهج قلبه ، فتلك الجالسة اسفله ، بات يشعر انها جزءا منه ، تكمل كيانه وبدونها .. هو ناقص ، مشاعره مع مرور الدقائق تجاهها تتزايد بقوة ، يزداد حبه لها حتي وصل الي الجنون ..
بالماضي لو كان احدا قال له ان سيكون بتلك السعادة مع فتاة خاصة وعـد لـ كان اتهمه بأنه مصاب بالجنون
لكن لا عجيب في عالم تحكمه يد الله ..
حاولت ان تتماسك وهي تردد بانفاس خاطفة:-
_بس ياتايسون بالله عليك انا تعبت
هتف بعبث:-
_مش هسيبك غير لما تقولي بحبك ياتايسون مية مرة
صاحت مغتاظة:-
_حرام عليك
قال وهو يلاعب حاجبيه بمكر:-
_ولو اعترضتي واتكلمتيي في نص العد هتعيدي من الاول
وعـد بنرفزة:-
_تايسون انت بتخم
تايسون بزهول مصطنع:-
_بـ خم !
مال نحوها وعاد يدغدغها بقوة قائلا:-
_طيب انا هوريكي
وراحت ضحكاتها ترتفع عاليا وتصدح في الغرفة مرة اخري وهي تحاول ان تبعد عنها
فكهذا كانت تسير حياتهم بالايام الماضية ، بالصباح هو منشغلا في اعماله ، وقت العصرية لـ الراحة ، بالمغربية في تناول وجبة العشاء والثرثرة قليلا ، بالليل يتحول الاثنان وكأن اصابهم دربا من الجنون .. !
. . .
اخيرا بعد ليل مر طويل علي الجميع .. نام الجميع
بعضهم بهناء .. وبعضهم جاهل ما سيحدث غدا معه واخر .. ينتظر غدا بكل لهفة ..
تلملمت وعـد في مكانها علي الساعة السابعة ونصف ، حركت جسدها الي الناحية الاخري فرمقت تايسون يقف امام التسريحة يقوم بتصفيف شعره
هتفت بصوت ناعس:-
_تايسون مترحش الشغل بليز انهاردة
ضيق ما بين حاجبيه بتعجب وهو يسألها:-
_في حاجة ياوعـد ؟
اعتدلت في جلستها وهي تهتف بقلق وصل لاعماق قلبها:-
_من الفجر وانا حاسة بأحساس وحش اوي مش عارفة لية ، بليز متروحش
اقترب منها وقبل جبينها .. ثم قال بأسف:-
_للاسف ياحبيبتي في طلبية شغل مهمة هسلمها انهاردة ومينفعش مكنوش موجود ، بس اوعدك هخلص واجي علطول
وعـد وهو تتشبث بقمصيه بقوة:-
_مش هتتأخر ؟
اؤما بالنفي و:-
_مش هتأخر .. وعـد
وليست كل الوعود يستطيع واعدها ان يفي بها .. للاسـف !
. . .
غادر وتركها وسط ذلك الخوف والقلق الذي بدأ بالتسرب عليها تدريجيا حتي ملئ جميع وجدانها ، منذ الفجرية بلا هدف تشعر بالخطر والقلق من مجهول لا تعلمه ، تشعر ان احدهم سيصيبه مكروة ، من الذي سيصيبه لا تدري .. لكن هناك رائحة خطر بالمكان ..
تنهدت في محاولة منها ان تهدي نفسها وتبعد عنها الافكار السوداء ، نهضت وتوجهت لحمام الجناح ، اخذت حمام دافئ ابعد عنها قليلا من السلبية ثم خرجت .. ارتدت ملابسها ووقفت امام التسريحة لتصفف شعرها
فوجدت الباب يُفتح وتدخل ام السعد .. هتفت ام السعد وهي تضع علي طاولة صغيرة صينية بها وجبة افطار لـ وعـد:-
_ياهانم انا رايحة السوق اجيب طلبات ، دا الفطار انا جهزتهولك قبل ما امشي .. عايزة حاجة ؟
ردت ببسمة خفيفة:-
_تسلمي ياام السعد
ابتسمت ام السعد وخرجت من الغرفة ثم من المنزل اكمله ، وبهذا بقيت وعـد بمفردها في المنزل اجمعه ..
. . .
كان هناك لقاء جمع بين نصري وتايسون من عدة ايام ، اخبره فيه تايسون انه فعلا من عائلة الصاوي الذي كان نصري يبحث عنها منذ زواج ابنته ، اخبره القصة كلها وانه اخطأ بحق ابنته كما اخطأ نصري بالماضي ، ابدي نصري ندمه الشديد عند تذكره لذلك الامر
قال ايضا بأنه ما ان صرح امراته نشوي بالامر حتي تعاركت معه وامرته ان يعاود المال لهم ويقوم بتسجيل البلاغ وسيره علي النهج الصحيح
لكنه لم يلحق ان سفعل شيئا فكان كل شئ قد تدمر بالفعل
وعندما علمت زوجته بكل ما حدث لعائلة الصاوي قطعته فترة طويلة وهي توجه له اللوم ، لكن بالنهاية سامحته وبقي عذاب ضميره يلازمه لفترة طويلة من الزمن ، بالاخير تسامح تايسون ونصري ، عادت المياة لمجاريها عندما اخبره تايسون ان سامحه بالفعل ، فحزنه معه في الدنيا لن يجدي نفعا ، عقابه سيكون بالاخري طبعا علي يد الله .. اذن فليصبر ويكتفي بذلك العقاب
وبُنيت بهذا علاقة حب جديدة بين زوج البنت والحما ..
اما نشوي فمنذ البداية وكانت واقعة بحب تايسون ورأت فيه سنـدا لابنتها وعـد ، ورأت فيهم صورة مكتملة .. متكاملة .. ناجحة ، كلا منهم يكمل نواقص الاخر .. وصفاتهم وشخصياتهم ملائمة لبعضهم البعض ....
. . .
وعـد كانت تتناول فطورها وتشاهد احدي الافلام علي التلفاز عندما سمعت صوت باب المنزل يُفتح ويغلق بقوة ، ظنت انها ام السعد ربما تكون قد عادت ، لكن لحظات وضيقت حاجبيها بتعجب .. فلم تمر نصف ساعة علي ذهاب ام السعد والمعروف عنها انها تتأخر كثيرا بالسوق ، ربما مرضت واتت ؟
عند هذا التفكير نهضت وقررت التوجه الي الاسفل لتطمئن عليها ان كانت هي
وان لن تكن هي ؟
ربما يكون تايسون !
سعدت لهذا التفسير ايضا فهل فعلا انهي عمله سريعا ليأتي لها ؟ كم سيزداد حبها له ان فعل ذلك
هبطت درجات السلم ، نادت بصوتها علي ام السعد .. لم تجد رد ، نادت علي تايسون كذلك .. لم تجد الرد
هتفت بتعجب وهي تتقدم لـ الامام:-
_لما مفيش حد هنا .. اومال مين اللي فتح الباب ؟
سمعت صوتا من خلفها يقول بنبرة فحيح افعي:-
_انا اللي فتحته
التفتت براسها بزعر فوجدت خلفها تقف عـلا ، علي ملامحها تعابير الشـر ، بيدها سكينا حادا ، يبدو عليها انها ليست علي طبيعتها ابدا .. تشعر ان ملامح النفور تنبض من ملامحها وتقفز قفزا ..
وعـد بتعجب:-
_عـلا ! انتي بتعملي اية هنا ؟
اقتربت خطوة منها فرجعتها وعـد بدون شعور لـ الخلف
علا بصوت يُبث منه الحقد والكرة:-
_جيالك
وعـد بتعجب وعدم فهم مازال يؤثر عليها:-
_جيالي انا لية ؟
عـلا وهي تقترب عـدة خطوات اخري:-
_جاية اطلع روحك في ايدي ياوعـد
وقطعت اخر خطوة تفصل بينهم ، ومع اخر كلماتها وجهت السكين لـ قلب وعـد ..
الا ان الاخري صرخت بزعر وهي تفر هاربة وتركض باتجاه الدرج .. صعدت عدة درجات قبل ان تتلوي قدمها فتسقط ارضا علي الدرج ، تأوهت بالم وهي تنظر خلفها وجدت الاخري تكاد تصل لها مرة اخري ، تحملت علي الأمها وهي تزحف درجات السلم بسرعة ، صعدت قرابة نصفه ثم نهضت وبدأت تركض بخطوات متعثرة نحو غرفتها وخلفها علا .. التي بدأ غضبها يزداد تدريجا اثر هروب وعـد منها
وصلت لـ الغرفة ، فتحت بابها وقبل ان تدخل وجدت من تضع يدها عليها ، التفت لها .. دفعتها بيدها بقوة فسقطت الاخري علي الارض ، استغلت وعد الفرصة ودخلت غرفتها واغلقت الباب خلفها جيدا ، توجهت لهاتفها وطلبت رقم تايسون
لم يجيب .. دقت ولم يجيب .. حاولت مرة فاخري وقد بدأت تدخل في حالة من الهسترية وهي تستمع لطرقات علا العنيفة علي الباب وصراخها:-
_مش هسيبك ياوعـد .. مش هسيبك ياوعـد
. . .
علي الجانب الاخري ..
كان تايسون يشرف علي عماله وهم ينقولون البضائع من الخزائن الي عربيات التحميل ، الجو كان هرجا ومرجا والاصوات عالية ، كان من المفترض ان يهتم اي احدي بذلك الشان ، لكن تايسون وخاصة في الصفقات المهمة يحب ان يباشر علي العمل بنفسه ..
شعر بصوت اهتزازة خفيفة في جيب بنطاله ، اخرج الهاتف فوجد قرابة سبعة اتصالات من وعد وهذا الثامن
تعجب وتوجه الي غرفة مكتبه .. كاد يرد عليها ولكن الاتصال انغلق ، فتح الباب ودخل وهو ينظر للهاتف ، كاد يضغط علي زر الاتصال قبل ان يجد من يظهر من خلفه واضعا السلاح علي رأسه ..
انفتحت عينيه بصدمة من الامر ، التفت ببطء فوجد صاحب اليد الماسكة للاسلاح هو .. رامز
حاول ان يخفي صدمته وقلقه جيدا وهو يبتسم بسخرية هاتفا:-
_اهلا اهلا بحضرة الظابط
رامز ببسمة سخرية:-
_توء .. قولي ياعزرائيل علشان هخطف روحك منك دلوقتي
حرك وجهه عدة مرات بالإيجاب وهو يقول بأعجاب ساخر:-
_امم كلام جميل .. جميل
غضب رامز لسخر تايسون منه ، فصاح وهو يضربه ضربة ليست بالقوية علي رأسه من خلال مسدسه:-
_متعصبنيش علشان متهورش
تايسون بسخرية:-
_وهتعمل اية لو اتهورت يابيضة ؟
رفع المسدس في وجهه وقال بغـل وهو يستعد ليضغط علي الزناد:-
_هعمل كدا ....
. . .
علي الجانب الاخر ..
استخدمت علا اثرية من المنزل وراحت بها تكسر غرفة وعـد حتي نجحت ، ابتمست بتشفي وهي تري وعد امامها من جديد ترمقها بخوف وقلق .. هتفت بنبرة تشفي:-
_وريني هتفلتي مني ازاي ياحلوة ..
وبلحظة واحد .. خرجت صوت رصاصة من مكان ، وصرخة وجع من مكان اخر .. !!!!!
. . .
في بارت تاني هينزل انهاردة .. تفاعل علي دا جامد بس الاول 😌
•تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية