رواية الحلم و السراب الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم إيمان عطية
وصلنا لحد ما كانت نسمة ورضوى واعتماد عندي في البيت بيزوروني… ونسمة قالتلي : عارفة مين اللي شال عنك الحصص ودخل فصولك بدالك في الأجازة؟
سألتها بلهفة واهتمام: مييين؟؟؟
نسمة: زياد…. واد اسكندراني جدع
أنا: هو…. من اسكندرية؟؟ عرفتي منين؟؟
نسمة : أيوة من اسكندرية… وأعرف منين بقا.. دي حكاية طويييييلة… ملخصها إن أخو جوزي كان زميله وصديقه ولسة بيتواصلوا مع بعض لحد دلوقتي… وأخو جوزي كمان بيزور مامته كل فترة وبيكلمه دايما يوصلله سلامها وتوسلاتها إنه يرجع بقا ويستقر ويتجور عشان تفرح بيه قبل ماتقابل وجه الكريم.
إعتماد: والله الست دي صعبانة عليا أوي ومتعاطفة معاها جدا… كذا مرة تكلمه في التليفون قدامنا ونسمع عياطها وهي بتتشحتف وتتحايل عليه يرجع بقا ويستقر في بلده.. وهو الشهادة لله بيبقا نفسه يرضيها وبيضعف قدامها بس بمجرد مايخلص المكالمة بينسى ويكمل عادي..
رضوى : بيتهيقلك إنه بينسى… بالعكس ده بيفضل مهموم كذا يوم بعد المكالمة بس بيحاول يداري.. أصله كتوم جدا…
نسمة: ياسلااااام… وانتي عرفتي ازاي ياست رضوى… دانتي مركزة معاه بأة… إوعي يابت يكون عينك منه هههههههه.
رضوى : أنا؟ لا ياحبيبتي… النوع ده مش الاستايل بتاعي هههههههه.
نسمة: ليه بقا ان شاء الله… مايشبهش والا أيه…
رضوى: ايوة بس خام أوي وجد كدة مش من الشباب الروش اللي يهزر ويضحك… اللي زيه بيبقى ممل والعيشة معاه ملل…
إعتماد: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه… بطلوا نميمة يابنات عيب كدة… سرحانة في أيه يانوجا…. تلاقيكي صدعتي مننا…
أنا: لالالا بالعكس والله دانتو نورتوني… كنتو واحشينني جدا… أن هقوم أحضر الأكل ونتغدا سوا..
نسمة : لالالا غدا أيه ياحبيبتي…. أنا عن نفسي هقوم أروح تلاقي جوزي ماسكلي الساعة وبيعد عليا الدقايق…
رضوى واعتماد في صوت واحد: يلا بينا… خودينا معاكي…
قاموا التلاتة وصمموا يمشوا… ودعتهم وشكرتهم عالزيارة….. قعدت مسهمة وبفكر في كل كلامهم… واتكسفت من نفسي تاني لما افتكرت إنه شال الشغل بدالي مع إني رفضت أشارك إيهاب واشيل نص شغله…. لا إله إلا الله…. بتصعبها عليا ليه يا زيااااد…
مرت عدة أيام وحان وقت فك الجبس… روضة وجوزها كتر خيرهم عدوا عليا وروحت فكيت الجبس ورجعت… رجلي كانت وارمة وشكلها غريب… وكنت بدوس عليها بصعوبة.. فضلت أدلك فيها وأحاول أمرنها عالحركة علشان ترجع لطبيعتها…. وبعد يومين روحت المدرسة… كانت واحشاني هي والطلبة والتدريس وزمايلي.. كلهم قابلوني بحرارة وترحاب وحسسوني بشعور جميل من الألفة والمودة… بعد انتهاء طابور الصباح دخلت غرفة المدرسين.. لقيت نسمة وزياد داخلين معايا معندهمش الحصة الأولى زيي.. سلمت على زياد وشكرته علشان شال عني شغلي في غيابي.. قاللي لا شكر على واجب… وحمدا لله على السلامة نورتي المدرسة… حسيت بالخجل والإحراج وشعرت بحرارة وشي من كتر الكسوف… اتلجلجت وانا بقوله الله يسلمك وجريت على أبعد كرسي في الاوضة وقعدت عليه… نسمة جات قعدت جنبي وميلت عليا بخبث وقالتلي… مالك ياجميل… خدودك موردين وحمر كدة ليه؟ هههههههه هو حصل والا أيه… والنبي باينه حصل…
_ هو أيه ده اللي حصل مش فاهمة…
_ هههههههه لأ إنتي فاهمة وانا فاهمة… وعموما يعني… كله هيبان..
_ نسمة لو سمحتي أنا مبحبش الأسلوب ده…. متخلينيش أزعل منك..
_ خلاص خلاص… هتتقمصي من أولها… هعمل مش واخدة بالي يلا هاه…
_ والله إنتي شكلك فايقة ورايقة… أنا هسيبلك المكان وأطلع برة… بعد إذنك…
خدت ف وشي وجريت على برة.. معرفتش بهرب منها والا من نفسي والا من نظرات زياد اللي حسيت بيها كل دقيقة… معقول يكون كلام نسمة صح..
معقول أكون فعلا انشغلت بزياد والا مجرد إحساس بالذنب ناحيته عشان كنت ظالماه… واحترام للمواقف اللي عملها معايا… طب ازاي وإمتى…. دنا بعرفه من كام شهر بس وأغلب الأيام كنت واخدة منه موقف… لالالالالالا أكيد نسمة بتبالغ… وكمان هو لسة مخلص لذكرى خطيبته…. يعني مفيش حاجة ولا من ناحيتي ولا من ناحيته… أحسن حاجة التجاهل… أيوة أنا ولا كأني سمعت حاجة…. أنا أنتبه لشغلي بلا حب بلا بطيخ…. كل ده دار في ذهني وانا قاعدة في الحوش تحت شجرتي الجميلة والمفضلة…. طلعت كراسة التحضير وحضرت الدرس وفضلت قاعدة لحد جرس الحصة التانية ماضرب وروحت على فصلي..
مرت أيام كتير وأنا على هذا المنوال… في حالي تماما… بطلت اقعد في أوضة المدرسين منعا للقيل والقال… تجنبت الكلام مع الجميع إلا في أضيق الحدود… كنت برجع البيت مهدودة.. انام شوية واقوم اتغدا وارسم شوية تصاميم واقرا شوية وانام تاني وهكذا…. نسيت اقولكم إني اشتغلت خلاص مع شريك جوز روضة بس شغل من البيت… ابعتله الموديلات عن طريق النت مقابل مبلغ كبير لكل مجموعة… إندمجت في الشغل مابين المدرسة وتصميم الفساتين… مااديتش لنفسي أي فرصة للتفكير في حاجة تانية…. مر شهرين عالوضع ده لحد ما في يوم حسيت إني دايرة في طاحونة وتعبت ونفسي اتقطع كأني بجري في سباق… شعرت بالملل ومسكت التليفون قلت أتمرد على نفسي شوية وارفه عنها… إفتكرت أسير الماضي ( عقلي الباطن شايفه أسير الماضي مش زياد)… الفضول كان هيموتني… بقالي كتير ماقريتش ليه أي منشور…. دخلت صفحته اتفاجئت بحاجة غريبة جدااا… أولا غير إسمه… بقا إسمه (ويبقى الأمل)… جميل الاسم بردوا… بس ياترى غيره ليه… عيني وقعت على منشور ليه عبارة عن خواطر… بيقول:
من غير ميعاد… قابلتها من غير ميعاد… أحببتها من غير ميعاد…
متي اللقاء حبيبتي… أدميتِ قلبي بالبعاد
وخواطر تانية كتير بيقول فيها
كنت أظن الحياة قد انتهت…. ولكنها لم تبدأ بعد….
لا أدري متى وكيف أحببتك…. ولكن الأهم عندي هو قلبي الذي ينبض كلما تذكرتك.
تعود الحياة عندما ندرك أن القادم أجمل.
الإخلاص للماضي جميل ولكن يجب أن ندرك أن الماضي الجميل مجرد مقدمة لحاضر ومستقبل أجمل بكثير.
ويبقى الأمل مادامت الحياة… ولا حياة بدون حب لمن أضاءوا دربنا…
عشقت النوم منذ بدأت أرى طيفك في منامي… لقد أصبحتِ بطلة أحلامي وملكة أيامي.
كنت أسيراً للماضي والآن أصبحت أسيرك ياأميرتي… وكنت سجينا لذكرياتي والآن امتلكتِ كل حياتي.
أنا مش مصدقة عيني…. معقول ده أسير الماضي… معقول ده زياد… مش فاهمة ومش مستوعبة… يقصد مين بالكلام ده.. معقول يقصدني أنا….. لالالالالالا بلاش جنان… بلاش تتعشمي تاني يانجوى… وبعدين لايمكن يكون بيقصدني أنا… أولا مش باين عليه خالص إنه بيفكر فيا حتي… أكيد في حد ظهر في حياته… أيوة هو كدة… عموما هو يستاهل كل خير… وأنا خلاص جربت حظي ومش حمل تجارب تاني.. وبعدين هو شاف مني أيه عدل عشان يفكر فيا من أصله ولا يكتبلي حتى كلمة من الكلام الجميل ده….
اتنهدت تنهيدة حسرة وألم وقلت يابختها اللي عليها الكلام ده… أمها داعيالها… ربنا يسعدهم ببعض ويعوضني خير…
فضلت أبكي وادعي ربنا يصبر قلبي ويراضيني ويرضى عني وقمت اتوضيت وصليت ركعتين قيام الليل وفضلت أدعي ربنا كتير إنه يبرد قلبي ويرزقني بالخير حيث يكون… نمت وسلمت أمري لله…..
تاني يوم قمت من نومي… أديت طقوسي اليومية وجريت عالمدرسة كالعادة… جرس الطابور كان على وشك إنه يضرب… والحوش مليان بالطلاب والمدرسين… كنت ماشية في طريقي من البوابة للحوش وعيني وقعت على مشهد كان زي الطعنة في صدري…
ياترى هو أيه…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية