Ads by Google X

رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم مريم محمد


وافرش بساط الحب حب محمد ، وانثر عليه قلائد الصَّلواتِ
فعسى بها الرَّحْمَنُ جل جلاله ، يُدْنِيكَ منه على رُبَا الجناتِ
يارب صل عليه ما دمع جرىٰ ، شوقا إليه وبللَ الوجناتِ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 
بقلم/مريم محمد عبد القادر 

قدام بيت كبير وسط سور عالي وبوابه حديد، واقفة ببرود بتتأمل المكان اللي قدامها رغم شكله المخيف اللي لا يشجع ابدا على التأمل بس بالنسبة ليها كان مشهد عادي جدا، قربت من الباب الحديد وخبطت عليه عشان واحد يخرج من بيت صغير جنب البوابة ويبصلها باستغراب : أنتى مين !؟

بريهان : احم ممكن تفتح الباب ده يا عمو

الراجل : أفتح الباب يا عمو !! ليه مايكونش بيتك وأنا مش عارف !؟

هوش بايده من بين العواميد الحديد بتاعة البوابة : يلا يا أستاذة من هنا يلا ماتوجعيش راسي 

مشي تاني راجع لبيته الصغير وهو بيتمتم : ايه ياربي البلاوي اللي بتتحدف علينا دي !؟ وفي الآخر بيجي البيه المنخوليا ويطلع عفاريته عليا أنا

دخل البيت وهبد الباب وراه، وبريهان بتبص عليه بضيق : اه يا راجل يا رخم، طيب 

مشت بخطوات واسعة حولين السور تدور عن أى مكان تدخل منه لحد ما تعبت فقررت تطلع على السور وتنط، إن كان جاسم الملقب بإكس مجنون فهي مجنونة أكتر منه، خلعت الكعب العالي اللي لبساه وبدأت تنط نطات بسيطة وبعدها رجعت مسافة كبيرة لوا وطلعت تجري بسرعة ونطت جامد بس ماوصلتش للسور فوقعت على الأرض وكررت الحركة كذا مرة لحد ما نجحت ومسكت بايدها السور من فوق

ومع بعض المحاولات والإصرار عرفت تطلع فوق السور وتقعد، نفضت ايديها وبصت للأرض بهدوء ونطت مرة واحدة وقعت على الأرض واتعوت فابتسمت : برافو، لا بجد برافو عليا

قامت كأن مافيش حاجة حصلت وفكت الكعب اللي كانت ربطاه في حزام فستانها ولبسته تانى، ونفضت ايديها وهي بتلتفت حوليا شافت مكان في السور زي الباب الصغير فقربت منه وحاولت تفتحه وفعلا اتفتح معاها حاجة بسيطة فحست بالغضب إن كان قدامها مكان تدخل منه وماشتفتهوش 

نفخت بصوت عالي وحركت راسها كأنها بتنفض كل الأفكار من راسها ومشت وسط الشجر الطويل المخيف، فمن الواضح إن ماحدش بيتهم بيه، وبعد مشي لوقت طويل وصلت للبيت المدفون وسط الشجر وكأنه بيت مهجور، بصت حوليها للمكان المخيف ولولا إنها عارفه إن المكان في ناس كانت هتفكر إنه مهجور أو مسكون بالجن مثلا

وقفت قدام باب البيت وخبطت بكل ثقة كأنه بيتها، وجوه كان رجالة جاسم قاعدين زي عادتهم بيحرسوا مليكة واحد منهم بص لزمايله باستغراب : مين هيخبط كده !؟ ده إكس باشا بيطب علينا مرة واحدة زي القضا المستعجل

واحد تاني قام وهو رايح ناحية الباب : ما يمكن نسى المفتاح، هفتح أحسن يتعصب علينا

خلص كلامه وفتح الباب فعلا، لقى بنت جميلة بهدوم مكشوفة واقفة قدامه وأول ما فتح الباب دخلت البيت ببساطة وبصتلهم : أهلا، كل دول ناس وأنا اللي قولت هلاقي واحد ولا اتنين

حركت نظراتها على الكل بتدور على مليكة بس كلهم رجالة، وسيد خطيب الممرضة قرب منها بتسائل : ومين حضرتك بقى !؟

بريهان بصتله بابتسامة مخيفة : خطيبة إكس

اتحركت بخفة ناحية باب أوضة مقفول، تحت نظرات الذهول والاندهاش من كل الرجالة وهي بتسأل : فين البنت بقى !؟ هنا !؟

خلصت كلامها وهي بتفتح الباب وفعلا لقت بنت جميلة بنفس المواصفات اللي عرفتها قاعده على السرير ضامه رجليها وشعرها الأسود الطويل نازل على جسمها لحد السرير من طوله، وعلى كرسي قصادها قاعده واحدة تانية وفي ايدها بعض الأدوية بتبصلها باستفهام : مين حضرتك !؟

بريهان تجاهلت صافيه وراحت قعدت جنب مليكة ومسكت شعرها : بتحطيله ايه ده عشان يبقى طويل كده !؟

مليكة افتكرت لما جاسم أخد إسدال الصلاة منها غصب عنها، ورفعت راسها وبصت لبريهان باستفهام، وهي ابتسمت : عايزة تخرجي من هنا !؟

مليكة حركت راسها بأمل، فبريهان قامت وقفت : طيب قومي يلا أنا هخرجك

مليكة قامت بعدم استيعاب للي بيحصل، وبريهان كانت بتبص في السقف بشرود لحد ما لمحت كاميرا المراقبة فقربت منها بابتسامة مستفزة وشاورت بايدها باي، فهي سمعت واحد من الرجالة اللي بره بيكلم إكس عن وجودها فعرفت إنه مراقبها دلوقتى من الكاميرا دي فاتكلمت : ايه رأيك !؟ ماتوقعتهاش دي صح !؟ عشان تعرف أنى اروش منك ودماغي سم أكتر منك، وريني بقى مين اللي هيسبق

خلصت كلامها ومسكت ايد مليكة شدتها وراها وخرجت من الغرفة وهي رايحه ناحية باب البيت، الرجالة وقفوا في وشها فهي بصتلهم بنفس الابتسامة الباردة اللي بيشوفوها على وش إكس : اتحرك يا عسل أنت وهو عشان ماتزعلوش

سيد : ماينفعش تخرجيها، ده إكس باشا مأكد علينا ماتتحركش إنش من سريرها

بريهان قبل ماترد فونها رن فضحكت : أهليين

خرجت فونها لقت جاسم هو اللي بيرن، فرفعت الفون في وش الرجالة فبصوا على الشاشة اللي بتنور باسم حبيبي : هاااا رقمه ده ولا لأ !؟

ركزوا مع الرقم وفعلا لقوه نفس الرقم اللي معاهم فبصوا لبعضهم بقلق وهي استغلت قلقهم : يلا يا عسل عشان ماقولهوش إنكم بتضايقوني

حركت ايدها بالفون : هاااا

كلهم وسعوا من قدامها وهي ابتسمت بانتصار وشدت مليكة بره البيت وبصتلها : يلا يا مزة أجري بقى

مليكة قلبها كان بينبض بعنف ومش عارفه تروح فين بالظبط، فهي مش شايفة غير أشجار حجبه الشمس والطريق قدامها فبصتلها : أمشي منين !؟

بريهان : أوبااا ده صوتك طلع نواعم هو كمان، يابنت المحظوظة

مليكة رجعت خطوة لورا، وفي الوقت ده الاتنين سمعوا صوت البوابة الحديد وصوت ماتور عربية جاي نحيتهم فبريهان زقت مليكة في كتفها وهي بتشاور ناحية المكان اللي جت منه : روحي من الطريق ده هتلاقي في آخره عند السور باب صغير في الحيطة اخرجي منه، ومنك للي خلقك بقى ساعتها

مليكة حركت راسها بفهم وطلعت تجري مكان ما بريهان شاورت، وفي لحظتها جاسم وصل للبيت بعربيته ونزل منها وأول ما شاف بريهان قرب منها بسرعة ومسك رقبتها هبدها في حيطة البيت وكان بيخـ.نق فيها بغضب : انتى فاكرة نفسك مين عشان تدخلي في خطتي !؟

بريهان ابتسمت واتكلمت بصعوبة : أنت بتحب تعذ.ب الناس وأنا بحب عذا.بك ليا، يلا عذ.بني أكتر وأرضي غرورك

جاسم سابها فوقعت على الأرض وهو دخلها جوه البيت وحدفها على الأرض وبص لرجالته : حسابكم معايا لما أرجع، اوعوا تهرب منكم لو عايزين تحافظوا على حياتكم، هروح اجيب التانية وارجع

مشي خطوتين بس بريهان مسكت في رجله : استنى

جاسم شد رجله من بين ايديها وخرج من البيت، ركب عربيته وساقها بتهور بين الأشجار بيدور على مليكة بعشوائية فهو ماشافش هي مشت في أنه طريق 

********
سامح كان في سرايا عيلة محمود بيفتكر لما وصل عندهم، وبعد السلامات والتحية قعدوا كلهم يتغدوا مع بعض، وبعد الغدا قعد شوية مع منصورة وسط سعادة كل اللي في البيت، الكل كان موجود ومبسوط، ومحمود وأمير كانوا واقفين مع بعض وزهير وجمال واقفين مع بعض، وكل العيلة منتشرة في زوايا أوضة الاستقبال بيبصوا على سامح ومنصورة اللي قاعدين مع بعض والاتنين ساكتين ومحرجين من كل الناس اللي بتراقبهم دول

أمير همس لمحمود : شكلهم يضحك أوي، ربنا مايحطنا مكانهم في قاعدة بالمنظر ده 

محمود : اه والله، تخيل كل الأمة دي بتتفرج عليك كده

كان بيقول كلامه وهو بيعد الناس اللي واقفين يتفرجوا، وأمير بيضحك عليه : بس يا بختهم ولاد المحظوظة بيتجوزوا، أنا عايز اتجوز أنا كمان يا محمود

محمود بضحك : روح ضم على محمد كده هتلاقيه بيسبل لنجمة وهيموت ويتجوزها، مش عارف أنا مصروعين على الجواز كده ليه !! قال على رأي المثل (ياللي فاكرة الجواز هشك بشك بكره تتجوزي وتاخدي على وشك)

أمير بضحك : قول والله كده، ده على أساس أن لو اللي في بالي بالك كانت موجودة ماكنتش اتجوزتها

محمود الابتسامة راحت من على وشه، وأمير اتوتر : أنا آسف 

محمود : ماتاخدش في بالك

بص على ملامح سامح السعيدة، وهو بصله وابتسم كأنه بيشكره إنه كان السبب في وصولهم للنقطة دي، ومحمود بادله الابتسامة وهو بيحرك راسه بتشجيع ليه، وبص لمنصورة اللي باين عليها السعادة هي كمان ودعالهم ربنا يتمملهم على خير ويرزقهم السعادة في حياتهم 

هاجر هي كمان كانت مبسوطة، راحت وقفت جنب محمود وهو حاوطها بدراعه ووقفوا الاتنين يراقبوا العرسان بسعادة 

.
سامح فاق من ذكرياته وقام ياخد شاور ويجهز، وهو قلبه بينبض بسرعة وبيعد الساعات والدقايق قبل ما يتقفل باب واحد مع حبيبة قلبه والست الوحيدة اللي حبها واتمناها من ربنا

********
بسمة بقالها فترة حابسه نفسها في غرفتها وخايفة تخرج منها بسبب تهديد إكس ليها، هي لحد دلوقتي ماتعرفش إن إكس هو جاسم، راحت وقفت قدام المرايا وبصت لنفسها فيها وهي مشمئزة من نفسها، إزاى كدبت واتهمت يامن بالخـ.طف وهو اللي كان بيعتبرها زي أخته وبيعاملها بكل احترام 

دموعها نزلت من الحزن عليه وعلى ظلمها ليه، بس افتكرت دنيا واللي إكس عمله فيها فخافت على نفسها، هي ضعيفة وطبيعي تخاف على نفسها، افتكرت مليكة اللي بتحبها بجد، هي للحقيقة عملت كده خوف على نفسها وعلى مليكة اللي بتعتبرها أختها فعلا، وافتكرت حب مليكة اللانهائي لاخوها فهو رقم واحد في حياتها، فعيطت تاني وهي بتقعد على الأرض وبتدفن وشها بين ايديها وبتفكر، ياترى لو مليكة عرفت باللي هي قالته عن أخوها هتفكر فيها ازاى !؟ ولا هي هيجيلها الجرأة تبص في وشها تاني إزاى !؟

بعد وقت كتير من الإنهيار ضميرها كان بيعذ.بها وماقدرتش تستحمله اكتر من كده، لو استمرت على الوضع ده ممكن تمو.ت من وجع قلبها وتأنيب الضمير

قامت بدون تردد والوجع هو اللي بيحركها، لبست أول طقم قابلها ولفت طرحتها بعشوائية وخرجت من اوضتها، مامتها كانت قاعدة في الصالون بتتفرج على التليفزيون شافتها بالمنظر ده فقربت منها : مالك يا بت بتعيطي كده ليه ورايحه فين بمنظرك ده !؟

بسمة : هروح لواحدة صاحبتي أخد منها حاجة مهمة بسرعة وهاجي تاني مش متأخر ماتقلقيش

مامتها حركت راسها بفهم ومسكت كتفها : أنتى كويسة !؟ بقالك كام يوم مقطعه نفسك من العياط، في ايه !؟

بسمة وهي بتقفل الكلام ببساطة : أنا كويسة ماتقلقيش، عن إذنك يا ماما عشان ماتاخرش عايزة أروح قبل الليل

مامتها : ماشي يا حبيبتي ربنا يسلملك طريقك

بسمة مشت وراحت مباشرة للقسم تسأل عن الظابط محمود تاني بأمل مش موجود إنها تعرف توصله بأي طريقة، دخلت القسم بخطوات مرتجفة وقلبها هيخرج من مكانه وهي بتتلفت حوليها بخوف في مشهد خلاها مثيرة للشبهة كأنها مجر.مة هربانه من حاجة، وقفها ظابط شك فيها فأعترض طريقها : بتعملي ايه يا آنسة !؟ وبتتلفتي حوليكي كده ليه !؟

بسمة بصتله بتوتر : اااا أنا بدور على الظابط محمود البدري بس مش عارفه أروحله فين !؟

الظابط : البدري !! مافيش هنا حد اسمه البدري، متأكدة إنه في القسم هنا !؟

بسمة حركت راسها بتأكيد : اه والله أنا متأكدة إنه في القسم ده، أرجوك أنا عايزاه ضروري

الظابط : ماعرفش والله حد باسم البدري، ممكن تسألي شويش من اللي واقفين دول بيكونوا عارفين أكتر

بسمة شكرته وراحت تسأل كل عسكري تقابله عن محمود وماحدش عارفه فهو ماكانش بيختلط بعساكر كتير غير مجموعة قليلة بس، وصلت عند مكتب محمود القديم اللي كان بيستخدمه وقت خدمته وبصت لعيد بخيبة أمل وهي متوقعه الرد لأ ماعرفش حد بالاسم ده : لو سمحت تعرف ظابط اسمه محمود البدري !؟

عيد : قصدك المقدم محمود السكره ده !؟ 

بسمة عينيها لمعت بلهفة : حضرتك تعرفه !؟ تعرف أوصله إزاى !؟ أنا محتاجة أكلمه ضروري أوي تعرف أوصله إزاى !؟

عيد كان بيبصلها بشك؛ مش عارف يقولها ولا لأ، بس هي دموعها لمعت في عينيها المنفوخة من كتر العياط واترجته بصوت مهزوز : أرجوك يا حضرة الظابط دي مسأله حياة أو موت

دموعها نزلت جامد وهي بترفع ايديها برجاء وبتتكلم بصدق : حد غالي عليا هو يعرفه ممكن يمو.ت، بالله عليك، عشان خاطر ربنا

عيد صعبت عليه جدا فرفع ايده بيحاول يهديها : ماتعيطيش طيب، هو صحيح سافر بلده بس رقمه معايا ممكن اديهولك تكلميه

بسمة : شكرا شكرا أوي، ربنا يبارك فيك شكرا أوي 

أخدت الرقم منه وخرجت من القسم وقررت ترن عليه أول ما تروح بيتها عشان هي فعلا خايفة وقلبها بيوجعها من قوة النبض

********
أمير وصل هو وفريقه للقاهرة، تحديدا في الحارة الشعبية اللي يوسف وبسنت مستخبيين فيها، بص لرجالته اللي كلهم متنكرين في لبس مواطنين عاديين لبسهم طبق الأصل عن شكل هدوم أهل الحارة : يلا يا رجالة، خليكم فاكرين إن المهمة دي تخص حبيبنا كلنا الظابط محمود اللي ليه جميلة على كل واحد فينا، مش هنمشي من هنا غير واحنا منتصرين

الرجالة : ماتقلقش يا فندم

أمير حرك راسه بفهم : انتشروا حولين البيت يلا

كلهم أدوا التحية بصوت خافت وانتشروا في المكان حولين بيت عصمت، اللي قعد على القهوة، واللي وقف يشتري حاجة في محل، واللي وقفوا مع بعض كأنهم اتنين أصحاب اتقابلوا صدفة وغيره وغيره، وعلى بعد منهم أمير واقف بعيون زي الصقر، فونه رن كان محمود فكنسل عليه وقفل الفون فهو بطبيعته بيتشتت بسرعة فبيبعد عنه أى حاجة تشتته على قد ما يقدر 

لاحظ يوسف خارج من باب البيت وفي ايده بسنت، وفي ايده التانية شنطة صغيرة شوية باين إن فيها حاجتهم الشخصية، ففي الواقع ده اليوم اللي يوسف قرر يسافر فيه بره مصر وكان رايح يقابل ابن عمه عشان هو اللي هيخرجه 

أمير اتكلم في السماعة اللي في ودنه واللي في زيها مع كل ظابط من فريقه، واتكلم بهدوء : الفار طلع من جحره يا رجاله، خليكوا مستعدين

كلهم ردوا عليه بهدوء عشان ماحدش يلاحظهم، وهو أتحرك بكل خفه مشى ورا يوسف وهو حاطت ايديه في جيب هدومه الشبابية العشوائية اللي بيلبسها فئة معينة من الشباب الملقبين (بالسر.سجية) وحاطت سيجا.رة مطفيه بين شفايفة بس لزوم الحبكة، شاف يوسف بعد شوية عن الحارة والزحام فسرع خطواته وهمهم بكلمة دايما بيقولها في مهماته : مونامور (معناها (حبي) بالفرنسية)

ابتسم باستمتاع وفي أقل من الثانية كان خابط جامد في كتف يوسف وكعبل نفسه فكان هيقع لولا إنه تمالك نفسه وبص ليوسف بشر كأنه بلطـ.جي : أنت قد الحركة دي يا برنس !؟

يوسف : وهو أنا جيت جنبك !؟ أنت اللي خبطت فيا على فكرة

حط ايده على كتفه بوجع : ده أنت خلعت كتفي، مش تبص قدامك وأنت ماشي 

أمير رمى السيجارة اللي في بوءه بحركة عشوائية وشد يوسف من هدومه، وبسنت صرخت بخوف ومسكت دراع يوسف وأمير بيبصله بضيق : لأ بقى أنت كده زودتها أوي، عايز ايه بالظبط يا حدق !؟

يوسف استغرب ثورته دي كلها فهو الغلطان أساسا-بقلم/مريم عبدالقادر-في حين إن باقي فريق أمير كانوا على قرب منه مستعدين ومستنيين منه إشارة الهجو.م واللي هي كلمة (حدق)، فهو قرر الأول يحكم قبضته على يوسف وبعدها باقي الفريق يحاصره عشان يعدموا أى فرصه ليه للهرب

في ثواني وقبل ما أي حد ياخد رد فعل كان يوسف وبسنت متحاوطين بفريق كامل من الشرطة، يوسف بص للرجالة اللي حاوطوهم وهو مفكرهم تبع الشاب البلطـ.جي ده فحاول يهديه ويحل الموضوع من غير خناق، فهو مش هيقدر يقف قصاد العدد ده كله لواحده : طيب أهدى طيب وقولي ايه يرضيك !؟

أمير بابتسامة : ايوه كده تعجبني والله، تعالا معايا بقى عشان عايزك في نصاية كده 

يوسف : لأ خلينا نخلص الموضوع هنا أنا مستعجل

أمير ضحك وبص لرجالته : مصمم يخليني ازعله، طيب أرفع سلاحك يا عسكري 

ومع كلمته كل الظباط خرجوا أسلحتهم، وأمير بص ليوسف اللي من ملامح وشه واضح إنه أدرك إن دول ظباط مش بلطـ جية، وأمير بصله : حلوة مش كده !؟ والله أنا مخمخلك مخصوص عشان امسكك بكل شياكة، كأنك علبة شوكولاتة فاخرة من لابوار 

غمزله وبص على بسنت اللي متعلقه في دراع يوسف جامد كأنها مرعوبه يضيع من بين ايديها : خلينا نمشي بهدوء عشان خاطر المدام، مش عايزين نبهدلنا معانا، واجب علينا إكرام الستات 

يوسف بص حوليه عايز يلاقي أى طريقه للهرب فأمير اتكلم : صدقني مش هتعرف تهرب المرة دي

خرج الأصفاد من جيبه وفي ثواني كان مكلبش ايد يوسف بحلقة والحلقة التانية في ايده هو ورفع ايده كأنه انتصر : هاااهاا وقعت يا حدق، يلا بينا بقى بهدووووء كده هنركب العربية ونمشي زي ولاد الناس، اتفقنا !؟

ماسابلهوش فرصة يرد وشده وراه وكذا ظابط تانيين قربوا منه ومسكوه كويس عشان مايهربش بأي طريقة، وكان في ظابط هيمسك دراع بسنت فيوسف زعق بغيرة راجل حر على مراته : ايدك لو لمستها هقطعهالك

أمير بص عليه بإعجاب وبص للظابط ومد ايده : اسوارك يا عسكري

الظابط طلع الكلبشات بتاعته باستغراب وعطاها لأمير اللي مسك ايد يوسف التانية وحط الكلبش فيها : حقك تغير على حريمك ، والله احترمتك

مد ايده بالكلبش التاني لبسنت : مش هلمسك بس أتمنى تكوني أعقل من جوزك، خودي ده وألبسيه

يوسف كشر وشد ايده من أمير : مراتي مش هتلبس كلبشات هي مش مجر.مة 

أمير : يعني أنت مجرم، أعتبر ده اعتراف على نفسك !؟

يوسف : لأ أنا مش مجر.م

أمير رفع ايده اللي فيها الكلبش التاني : أنا كمان مش مجر.م، دي دواعي أمنيه بس يا حدق

مد ايده بالكلبش تاني عشان بسنت تحطه حولين ايدها بهدوء، وأمير اتأكد إنه مقفول وبص ليوسف : كده تقدر تطمن على مدامك، يلا بقى عشان ورانا طريق سفر

يوسف باستغراب فهو عارف إن قسم القاهرة هو اللي طالبه : سفر لفين !؟

أمير : بور سعيد المدينة الباسلة

يوسف أستغرب أكتر بس ركب مع أمير عربية الشرطة بتحفز، والعربية انطلقت في طريقها، ووراها باقي عربيات الشرطة، وبسبب العربيات ورتبة أمير واسمه المعروف في الداخلية بسبب اسم والده اللواء زهير عرف يمر بكل سهولة بين المحافظات والكماين بدون تفتيش أو حتى حد يوقفه، وبكده عرف ببساطة يوصل يوسف لحد بورسعيد من غير ماحد يعرف بوجودة أساسا 

********
في مكان ضلمه ومخيف، غابه كلها أشجار ضخمة وشكلها مـ.رعب من كتر الإهمال، بنت رقيقة بتجري بكل قوتها وسط الأشجار وانفاسها بتسابق رجليها الحافين في السرعة، وفستانها الشيفون الأبيض البسيط بيطير حوليها بسبب الهواء الساقع، وشعرها الطويل الأسود بيطير وراها بنعومة

كانت عامله شبه الفراشة الصغيرة اللي بتطير وسط عاصفة شديدة وبتحارب قصادها لوحدها، والخوف متملك قلبها وهي بتجري بسرعة كأن في وحش بيطاردها لدرجة انها كانت بتجري من غير ماتبص وراها، وكأن الثانية اللي هتلتفت فيها هتبطئها، والجميلة دي ما هي إلا مليكة اللي بتهرب من سجانها المنافق

جريت كتير لمسافة طويله بدون ماتقف لحظة لحد مارجليها مابقتش قادره تشيلها اكتر بس هي ماوقفتش، داست بالغلط على خشبه مدببه دخلت في بطن رجلها جرحتها جامد، وأفقدتها توازنها فوقعت على الارض وهي ماسكه رجلها بوجع ودموعها بتنزل في صمت مؤلم   

بصت على رجلها المصابه وجسمها ارتجف من بشاعة المنظر ودموعها بتزيد وهي مش عارفه تعمل ايه، قربت ايدها اللي بترتجف من رجلها ولمست الخشبه بأطراف صوابعها بتحاول تشيلها بس اتوجعت جدا فسحبت ايدها تاني بتراجع، ورفعت راسها بصت للسماء المغيمة وهي حاسه بالهواء تقيل جدا جوه صدرها مش قادرة تتنفسه، والدموع بتسيل على خدها بدون توقف 

سمعت من بعيد صوت موتور عربية فخافت أكتر، قامت وقفت وهي بتسند على الشجره اللى جنبها، خطت خطوات بطيئة كأنها بتمشي فوق شوك من شدة الألم، وجسمها كله بيعرق رغم السقعة اللى هي فيها وحاسه بنبضات قوية في راسها، بس ماينفعش تقف دلوقتى، لازم تمشي من هنا، لازم تهرب من اللي بيطـ.اردها

سمعت صوت موتور العربية بيعلى أكتر، يعني العربية بتقرب من مكانها فطلعت تجري بكل قوتها وهي بتبص قدامها على الطريق مرة وبتبص وراها مرة تانية بتشوف اللي بيطـ.اردها عرف مكانها ولا لأ، وحاسه أن رجلها المصابه بتتقطع من الوجع مع كل خطوة بتخطيها، بس اصرارها على الهروب كان أكبر من وجعها 

فضلت تجري وتجري وهي بتفكر في شخص واحد بس كأنه طوق نجاتها من محنتها، فكانت حروف كلماتها مليانه بمشاعرها الرقيقة زي همساتها الناعمة اللي بتردد اسم الشخص ده 

"يامن"

********
بسمة وصلت بيتها اخيرا وهي حاسه بتعب سنين فوق كتافها، دخلت غرفتها وغيرت لبسها ونامت على سريرها تهرب من كل حاجة وتستخبى في حضنه، مسكت فونها وطلعت رقم محمود وحطت صبعها عليه وهي بترتجف متردده تكلمه ولا لأ، قلبها بينبض بعنف بس في الآخر قررت ترن

ضغطت على زر الاتصال واستنت الرد وهي بترتب كلماتها المبعثرة عشان تصيغ جملة مفيدة تقدر تقولها قدام محمود، مر وقت قليل الفون فيه كان بيرن قبل ما يجيلها رد آلي إن الخط مشغول، بصت للفون ورنت تاني بس نفس الإجابة الخط مشغول فاتنهدت وهي بتحط الفون على بطنها مستنيه شوية وقت قبل ما تعيد الإتصال تاني بس المرة دي ماحدش بيرد

استنت وقت أكتر وهي سرحانه وبعدها عادت الاتصال عشان يجيلها الرد الخط مشغول، نامت على جنبها وهي بتبص للشاشه بشرود وقررت تستنى شوية تانيين وترن عليه تاني، هي مش هتستسلم غير لما يرد عليها وتحكيله كل حاجة إكس قالها ليها، فهي لما شافت الظابط طارق واتكلمت معاه حست بالخوف منه وخافت تحكيله حاجة، بس على العكس هي متطمنه جدا لمحمود وعايزة تقوله كل اللي تعرفه عشان تبرأ يامن وتخلي ضميرها 

بصت للساعة وقررت تستنى شوية كمان ممكن نص ساعة بس وهترن تاني، بس من كتر وجع عينيها وصداع دماغها نامت وهي ماسكه الفون في ايدها وكل حلمها إن محمود يرد عليها 

********
مرام في بيتها قاعدة وجسمها بيرتجف من الخوف اللي مالي قلبها الصغير وهي بتفتكر اللي حصل ليامن من فترة، واللي عرفته إن حد دخله (شفرة حا.دة صغيرة) عشان يحرضه على الانتـ.حار بيه، ضمت نفسها وغمضت عينيها وهي بتفتكر كل حاجة حصلت كأنها شريط فيديو لفيلم بيتعرض قدامها

_____فلاش باك_____

يامن بص للمو.س اللي الممرض حطه قدامه على صينية الأكل ومشي وسابه وسط الموسيقى الكئيبة ووسط أفكار السوداويه وخرج من الأوضة، عشان يسيب يامن اللي مسك المو.س بايد مرتعشه وقربه من معصم ايده التاني ومرة واحدة اتنهد بعنف وكسر الموس نصين وقام مسك سماعة البلوتوث الصب وهبد.ها في الحيطه جامد وقعد يصرخ بكل صوته وهو بيخبط على الشباك الحديد بكل قوته لعل وعسى الحمل اللي على قلبه يخف شويه قبل ماصدره ينفـ.جر من كتر الكبت اللي فيه 

الدكاتره والممرضين جم على صوت صراخ يامن وصوت الخبط في اوضته، ودخل الممرضين كتفوه جامد بو.حشية ووقعوه على الأرض وحاولوا يسيطروا عليه، وفي ممرض كان ماسك حقنه تخينه في ايده فيها كمية كبيرة من المهدئ بس قبل ما يحقن يامن بيها دكتور فؤاد جه بسرعة لما ممرض راح بلغه باللي بيحصل، دخل الغرفة وشاف اللي بيحصل فكشر بغضب مالهوش أول من آخر فيامن عامله إزعاج حقيقي في المستشفى بتاعته، بص للممرضين وبكل حقد أمرهم : على أوضة الكهر.با يلا شكله مش بيحرم

الممرضين اخدوه عنوه على غرفة الكهرباء اللي جنب أوضته، وفؤاد بصلهم : ار.بطوه كويس في السرير

الممرضين سمعوا كلامه وفعلا حطوا يامن على السرير وسط مقاومته العنيـ.فة وجابوا حبا.ل ور.بطوه بقسـ.وة في السرير شـ.لوا حركته حرفيا كأنهم مش بيتعاملوا مع إنسان من لحم ودم، وفؤاد قرب من يامن وثبت جهاز الكهر.باء على راسه، ويامن بصله : هتندم، صدقني هندمك على كل حاجة بتعملها دلوقتى

فؤاد ميل على كتفه وهمس : ابقى قابلني، صاحبك مش هيسيبلك فرصه

كانت ذلة لسان بسيطة من فؤاد بس كانت كفيلة تخلي يامن يتأكد من شكوكه، بس للأسف ماكانش عنده الوقت الكافي عشان يفكر؛ لأن فؤاد شغل جهاز الكهر.باء بقوة غير مناسبة ابدا ليه ويامن كان بيرتجف جامد وبيصرخ من الألم، بس حتى ألمه ماكانش مسموح ليه يعبر عنه فواحد من الممرضين حط قماشة بين أسنانه يكـ.تم صو.ته ويمنعه يضغط على لسانه بالغلط، عشان فؤاد يزود قوة الكهر.باء اكتر كأنه بينتـ.قم من مجر.م بينه وبينه دم وتار

.
وعلى الناحية التانية في الدور الأرضى عند عيادات الكشف مرام عرفت بكل اللي بيحصل في غرفة الكهرباء مع يامن من واحد من الممرضين اللي بيعزها، فطلعت جري على فوق وقلبها سابقها عشان يوصل للي ساكنه، وصلت غرفة ال ECT وزي ماتوقعت شافت يامن في نفس المكان ونفس الناس حوليه ونفس الجهاز على راسه بس للأسف هو كان في وضع أصعب من المرة اللي فاتت، مر.بوط بحبا.ل بدل مايتخدر تحت ايد دكتور متخصص زيه زي أى مريض، وفولت الكهرباء عالي، ده فعلا تعذ.يب رسمي مستحيل يكون علاج ابدا، اتأكدت إن دكتور فؤاد قاصد يعذ.ب يامن فعلا

اتحركت بسرعة ووقفت قصاد فؤاد وبعدته عن جهاز الكهرباء وهي مكشرة : دكتور حضرتك بتعمل ايه !؟ حرام عليك كده

فؤاد زقها من قدامه بضيق : قولتلك قبل كده ماتدخليش في شغلي يا دكتورة، واعتبري المريض ده تحت إشرافي أنا من النهاردة بما إنك مش عارفه تتصرفي معاه 

مرام برجاء : يا دكتور أرجوك هو مش هيقدر يستحمل اللي بيحصل فيه ده، هو كده ممكن مخه يتضر ولا يفقد الذاكرة ده لو مامتش

فؤاد ببرود : مش هيموت

مرام خبطت على شاشة جهاز الكهرباء بعصبية وهي شبه بتزعق : حضرتك مش شايف الجهاز شغال على كام فولت !؟ ده 270 فولت يعني أعلى درجة مسموح بيها 

شاورت على يامن اللي قرب يفقد وعيه : بص حضرتك هو بيتشنج ازاى، أرجوك وقف اللي بيحصل ده

قبل ما حد يتكلم واحد من الممرضين أتكلم برعب : دد دكتور فؤاد، ألحق

الإتنين بصوله وهو بيشاور على جهاز قياس نبض القلب اللي متوصل بجسم يامن : المريض عنده هبوط في نبض القلب 

فؤاد اتوتر ومرام صرخت بدون وعي وهي بتزق فؤاد بعيد عن جهاز الكهرباء ووقفته، بصت على يامن اللي فقد وعيه وقربت منه بخوف : يامن يامن 

طبعا مافيش رد فمدت ايدها اللي بترتجف ومسكت وشه البارد تحاول تفوقه : يامن، يامن فوق أرجوك 

برضه يامن مغمض عينيه ومش بيستجيب والممرض أتكلم بخوف : دكتورة نبضه بيقل جامد قرب يقف

مرام جرت بسرعة وراحت الناحية التانية تبص على جهاز قياس القلب وفعلا لقت نبضه بيقل : ليه ليه !؟

بصت ليامن وصوت نفسها مسموع لكل اللي موجودين من قوته، قربت من يامن وبدأت تدلك قلبه بطرقة معينة عشان تنعشه بس بدون فايدة، مرة ورا مرة ورا مرة ونفس النتيجة، بدأت تتوتر جامد وبصت لفؤاد تستعين بيه بس هو ماتحركش ولا بان عليه إنه هيتحرك فمرام قررت تستعين بالله وتعتمد على نفسها ورجعت تدلك قلب يامن تاني وتضغط عليه ضغطات منتظمه وهي بتهمس : واحد اتنين تلاته، واحد اتنين تلاته 

استمرت في اللي بتعمله وبرضه مافيش إستجابة من يامن، فبصت لوشه الباهت وتخيلت إنه ممكن يضيع منها وتتحرم منه من قبل ما تحصل عليه أصلا، فبدون تردد طلعت فوق السرير اللي هو نايم عليه وقعدت على ركبها جنب بطنه من الجنبين وبدأت تعمله إنعاش لقلبة تاني بس بكل تقل جسمها وهي بتترجاه يقوم

صوت جهاز القلب بدأ يعلا ويكون أسرع، دليل على إنخفاض حاد في نبض القلب وإنه قرب يقف فمرام دموعها بدأت تنزل بعنف على وش يامن وجسمها بيرتجف وقربت تنسى إنها دكتورة والمفروض تسيطر اكتر على مشاعرها واعصابها، بس حبها ليه اللي أتأكدت منه دلوقتى كان مكتفها ومشتت تفكيرها، وكل خبرتها كدكتورة اتبخرت واتبقى بس مشاعرها، فبقت حبيبه خايفة على حبيبها اللي بيصارع الموت بين ايديها 

كانت بتضغط جامد على قلبه لدرجة إنها بدأت تضربه بقبضة ايدها جامد وهي منهارة من العياط، وودانها قربت تُصم من صوت جهاز القلب اللي بيصفر معلن توقف قلب يامن تماما

___________يتبع

بقلم/ مريم محمد عبد القادر 

دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍

 •تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent