رواية قلبي بنارها مغرم الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم روز امين
23=الفصل الثالث والعشرون - قلبي بنارها مغرم
وضع يدهُ علي رابطة عُنقة وفكها بطريقة عنيفة تدل علي مّدي وصولهُ للمُنتهي، وقف عند مدخل الباب وألتفت بجـ ــسده ناظراّ عليها وتحدث بنبرة صارمة مُشيراً بكف يده إلي الغرفة المُعدة للأطفال:
_ أوضتك اللي هناك، ودي أوضتي أنا.
جحظت عيناها بإتساع وتحدثت بذهول خشيةً إفشال خطتها للتقرب منه :
_ أوضتي إية وأوضتك إية إية يا قاسم، أرجوك تهدي ومتخليش اللي حصل ينسيك أنا أبقي إية بالنسبة لك ؟
وأقتربت علية وكادت أن تضع كف يدها فوق موضع قلبه لكنهُ فاجأها برجوعهِ للخلف سريعً كمن يتفادي لسعة عقرب سام
إتسعت عيناها وهتفت بصياحٍ غاضب :
_ فوق يا قاسم، أنا إيناس، حبيبتك وحِلم حياتك اللي حققته إنهاردة بعد صبر سَنين
أجابها بقوة ونبرة متألمة:
_ اللي أنا فيه إنهاردة ده مش حلم، ده كابوس مزعج وطابق علي نفسي لدرجة إني مش قادر أخد نفسي منه ،
وأكمل مُشيراً علي حالهِ بتألم:
_دخلت فيه وأنا فاقد أهليتي وكياني وكينونتي، ولما فقت وأدركت حقيقتي المُرة وحبيت أعدل المسار ، كان خلاص الوقت فات، وإضطريت أكمل فية وأنا مُجبر ومغصوب علي أمري.
كانت تستمع إلية بقلبٍ صارخ مُشتعل وتحدثت بصياح حاد:
_خلي بالك يا قاسم، إنتَ كدة بتهيني.
تحدث إليها وهو يدلف إلي غُرفته:
_ لو فعلاً عاوزة تصوني نفسك وتتفادي أي إهانة يبقا تتفضلي تدخلي أوضتك وتخليكي بعيد عني إنهاردة
ودلف للغرفة وأوصد بابها وتركها واقفة تنظر في طيفة بذهول وعدم تصديق لما وصلت إلية علاقتهما
❈-❈-❈
كانت تجلس فوق مقعدها بشرفة غرفة نومها، تنظر للسماء بترقب، حيث كانت ليلة مختفي بها القمر كُلياً مما جعل السماء مُعتمة خالية من أية نجوم، تنهدت وأغمضت عيناها بإرهاق، أخذت شهيقً عالياً وزفرتة في محاولة منها لتظبيط أنفاسها وهدوء مشاعرها المُبعثرة، إلتقطت هاتفها ونظرت بشاشتة علي أمل أن تري مُكالمة فائتة منه لم تستمع لرنينها،
تنهدت بأسي وتحدثت بنبرة محبطة،،
وماذا بعد قاسمي،
ألم يحن الأوان لعودتي من غُربتي ؟
إلي متي سيطول تلاعُبك بمشاعري ،
إلي متي ستظلُ ترفعني معك عالياً إلي عنان السماء
وبعدها تجعلني أتهاوي وكأني أسقط من فوق أعالي الچبال
عِند قاسم، دلف لغرفته وأمسك رابطة عُنقة وألقي بها أرضً ثم خلع عنه حِلتة وطرحها أرضً بكل ما أوتي من قوة، دلف إلي المرحاض ونزع عنه ثيابهُ كاملة وتحرك إلي تحت صنبور الماء الفاترة واضعً يداه علي الحائِط وأغمض عيناه مُتألمً ، تمني لو أن فية أن يصرخ بأعلي صوته ليعلن بتلك الصرخات عن إحتجاجهُ لما تفعلهُ بهِ الدنيا، وإجبارةِ بهذا الشكل المُهين لرجولته ولشخصة
❈-❈-❈
بعد الظهيرة، إستيقظت إيناس بصعوبة بعد ليلة قضتها بدموعها وحقدها وإستشاطة داخلها الذي أصابها جراء أفعال ذلك القاسم الذي تجبر عليها وأهانها بما يكفي، دلفت إلي المطبخ وقامت بتجهيز فطار لائق، ثم تحركت إلي غُرفتِها ووقفت أمام خِزانة ثيابها وأنتقت ثوبً للنوم، كاشفً كل جسـ ــدِها حيثُ كان مصنوع من قُماش الشيفون الذي يكشف جميع جسـ ــدها بكل تفاصيلةُ وثيابها الداخلية ،
نظرت لحالها بإعجاب وإستحسان ورفعت قامتها لأعلي بكبرياء بدون حياء لهيأتِها الفاضحة ،نثرت عِطرها الجاذب لأي رجل يشتمهُ والتي جلبته والدتِها لها خصيصاً لأجل الإيقاع بقاسم داخل براثنها ، تحركت إلي غُرفتة ودقت بابِها بخفة فلم تستمع صوتً للسماح،
دلفت ووجدت الغُرفة خالية، في تلك الأثناء خرج قاسم من خلف باب المرحاض، ظهر أمامها بهيأة رجولية خاطفة لأنفاس تلك اللعوب، حيثُ كان عا ري الصــ ــدر ولا يرتدي سوي منشفة كبيرة يلفها علي خصرةِ، أما عن شعر رأسهِ فكان مُبتل تتدلي منه قطرات الماء تنزل علي صدره بطريقة جاذبة لإنوثتِها ،
إتسعت عيناه غضبً حين وجدها أمامة بتلك الملابس الفاضحة والتي يعلم المغزي من وراء إرتدائها، فتحدث بنبرة حادة قوية:
_ إنتِ مين اللي سمح لك تدخلي هنا ؟
تحركت إلية بحركات بها دلال وأنوثة وتحدثت بغنچ وهي تقترب علية وتنظر علي شعر صدرة برغبة ظاهرة داخل عيناها :
_ده سؤال بردوا تسألهولي يا حبيبي، واحدة وداخلة أوضة جوزها حبيبها
وإقتربت عليه وكادت أن تلمس صدرة دفعها بقوة للأمام قائلاً بنبرة مهينة :
_ إخرجي برة ومشوفش خلقتك دي في أوضتي تاني،
ثم نظر لها بإشمئزاز وتحدث بنبرة مُهينة:
_وإية القرف اللي إنتِ عملاه في نفسك ده؟
إنتِ مش مكسوفة وإنتِ واقفة قدامي وبتعرضي نفسك عليا بالرُخص ده ؟
تمالكت من حالها وتحدثت بقوة واهية :
_ وهتكسف من إية ، إنتَ جوزي واللي أنا بعمله ده الدين نفسه هو اللي بيطالبني وبيأمرني بيه يا حضرة المحامي ياللي دارس الشرع والدين
أجابها بنبرة ساخرة:
_طول عُمرك وإنتِ بتاخدي من الدين اللي علي مزاجك وتسيبي منه اللي هيقف ضد تحقيق رغباتك،
وأكمل لإفاقتها:
_ولعلمك يا استاذة يا بتاعة الشرع والقانون، جوازنا اللي بتتكلمي عنه ده شرعً باطل، لأنه تم تحت إبتزاز مشاعري ورجولتي قدام كلام أبوكي، زائد إنه جواز مشروط بمدة زمنية مُعينة ، يعني شرعً أنا وأنتِ إرتكبنا معصية ولازم نكفر عنها،
وأكمل مُحذراً إياها:
_ وياريت لحد المدة دي ما تعدي ما تحاوليش تقربي مني لأن مهما عملتي انا عُمري ما هشوفك سِت قدامي،
واسترسل حديثهُ بنبرة مُهينة:
_والوقت إطلعي برة ومش عاوز أشوف خلقتك دي في أوضتي تاني.
كانت تستمع إلية ودموعها تنساب علي وجنتيها وشعور مُميت بالإهانة يجتاح داخلها، فقد كانت تنفذ ما أملتهُ عليها والدتها وكلها ثقة بأن قاسم سيخر راكعً تحت قدميها مثلما أبلغتها كوثر، لم ياتي بمُخيلتها رفضه المُهين والصادم لها، حيث أنه لم ينظر حتي ولو نظرة علي جسـ ــدها أثناء ما كان يحادثُها، بل كان ينظر لوجهها بنظرات مُقللة لشأنها حينما كان يُسمعُها كلماتهِ المهينة لشخصِها
صاحت بنبرة حزينة ودموع منهمرة:
_ حرام عليك يا قاسم، كفاية بقا كفاية
إقترب عليها وهتف بنبرة حادة وملامح وجة صارمة:
_ هو فعلاً كفاية، إتفضلي إخرجي برة وحااااالاً
واتجه إلي الباب وفتحه وأكمل بصياحٍ حّاد وهو يُشير إليها طاردً إياها :
_يلاااااااا
إنتفض جسـ ــدها رُعبً من نبراتهِ شديدة الغضب واسرعت إلي الخارج وأغلق هو فور خروجها الباب بشدة هزت أرجاء الشقة بأكملِها
وقفت أمام الغرفة ومسحت دموع التماسيح وتحدثت بنبرة حقودة:
_ ماشي يا قاسم، إن ما خليتك تجي لي راكع ما أبقاش أنا إيناس عبدالدايم.
وتحركت بغضب إلي غرفتها لتتجهز لإستقبال أهلها حيث أبلغتها والدتها أن أهل والدها سيأتون بصحبتهم كي يطمأنوا عليها ويقدمون لها هدايا الزواج قبل ان يعودوا إلي الشرقية مرةً آخري
❈-❈-❈
بعد غروب الشمس
إرتدي ثيابهُ الأنيقة وتحرك إلي المرأة، نثر جـ ــسدهُ بعطرهُ الرجولي وتحرك إلي الخارج ، وجدها تجلس فوق مقعداً داخل البهو مُنكمشة علي حالِها ، وقفت سريعً حين وجدته مهيئ للخروج وتساءلت بإستفسار :
_ إنتَ خارج ؟
أجابها بإقتضاب :
_ مسافر سوهاج وهقعد هناك إسبوع.
إتسعت عيناها بذهول وتحدثت بنبرة حادّة مُعترضة :
_ يعني إية مسافر سوهاج، إنتَ ناسي إني لسه عروسة ومكملتش يوم وإحتمال في أي وقت يجي لنا ضيوف تبارك لنا ؟
وأكملت متسائلة بصياح:
_ إنتَ عاوز تفضحني بين الناس يا قاسم ؟
اجابها بمنتهي البرود وهو يعدل من ياقة قميصهُ مُتأهلاً للخروج :
_ إبقي إعتذري لهم وإخلقي لهم أي حجة
ثم نظر لها وتحدث ساخراً :
_ وأظن إنك مش هتغلبي في حاجة بسيطة زي دي، يا ملكة الحجج والخطط والمؤامرات.
وتحرك مُتجهً إلي الباب تحت صياحِها وأعتراضها، خرج وصفق خلفهُ الباب غير مبالياً بصرخاتها العاليه.
إستقل سيارة مُستأجرة وذهب لأحد أفخم محلات الحلوي وأبتاع نوعً فخمً من الشيكولا لعِلمِهِ أنها المفضلة لديها حين أتي لها بها زيدان وكانت سعيدة جداً وهي تتناولها بتلذُذ ، وأيضاً إبتاع لها خاتم من الألماس كي يكون أولي هداياه الخاصة لها ، وتحرك إلي المطار عائداً إلي ملاذهِ التي إكتشفها "ولكن" للأسف بعد فوات الأوان !
وصل إلي النجع ليلاً ودلف إلي المنزل دون أن يراهُ أحد سوي حُسن العاملة التي إستقبلته بحفاوة.
صعد لمسكنه ودلف بمفتاحه وجد سكون تام ، تحرك إلي المنضدة ووضع عليها الأكياس التي يحملُها ، وتحرك إلي الغرفة وفتحها بهدوء ظناً منه أنها غافية بنومها
قبل قليل، كانت تخرج من المرحاض مُرتديه مأزر الحمام ( البُرنس ) الذي بالكاد يصل لفوق رُكبتيها وفتحة صدرهِ المفتوحة بإهمال ، تضع منشفه حول شعرها لتسريع عملية تجفيفه ، تحركت ووقفت أمام مرأتها وسحبت المنشفه وبدأت بتمشيط شعرها المُبتل والذي بدأت تنساب منهُ بعض قطرات المياة علي عُنقِها ومُقدمة نهديها في مظهر مُلفت للنظر ، وبلحظة تخشبت حين فُتح باب الغُرفة ووجدته يدلف أمامها
إتسعت عيناها وأبتلعت لُعابها حين رأت إنعكاس صورته أمامها بالمرأة ، نظرات زائغة متشوقة مُتلهفة دارت بينهما
تخشب بوقفته حين رأها بتلك الحالة المُهلكة لقلبهِ العاشق ، نظر لإنعكاسها في المرأة وألتقت العيون وتحدثت بلغة العاشقين
حدثتها عيونهُ بلهفة ،
إشتقتُكِ فاتنتي،
لم أحتمل البُعاد كما خُيل لي فعُدتُ مُنساقً لنداءاتُ قلبي الصارخة
فهل ليّ اليوم من ضمتكِ نصيب ؟
أجابتهُ عيناها ،، أرجوك لا تفعلها مُجدداً وترفعُني بسمواتِ عِشقكَ السَبع ثم تطرحُ بأمالي أرضً.
فاق من حديث عيناهُ وتحمحمَ لينظف حنجرته كي يستطيع إخراج صوتهِ الذي آُحتُجزَ جراء ما رأي
وأردف قائلاً بنبرة حنون لعينان هائمتان عِشقً :
_كِيفك يا صفا؟
إبتلعت لُعابها وتحدثت بصعوبه بالغة بشفتان مُرتعشتان
_: الحمدلله ، حمدالله علي السلامه
إبتلع لُعابهُ من شدة إشتياقة وأجابها :
_ الله يسلمك.
خجلت عندما وعت علي ما ترتديه فتركت فُرشاة شعرها سريعً وبدأت بغلق مأزرها جيداً وإحكامهُ علي نهديها ، وتحركت سريعً نحو خزانة ملابسها وأنتقت منامة وكادت أن تُغلق الخزانه لكنها توقفت عِندما شعرت بأنفاسهِ الساخنه تلفحُ خلف عُنقها بحرارة إقشعر لها جــ ــسدِها، ثم لف ذراعيه حول خصرها مُلتصقً بجـ ــسدِها من الخلف وتحدث هامسً بجانب آُذنها :
_ لحد ميتا عنفضل نهربوا من بعض إكدة ؟
إنتفض جــ ــسدها و وقع ثوبها من بين يديها وتحدثت بنبرة مُرتجفة لجــ ــسدٍ مُنتفض :
_ إبعد يا قاسم.
مجاديرش يا جلب قاسم ، جملة قالها بهمسٍ عابث فاهتز لها جـ ــسدها وأنتفض
وعت علي حالِها وتحدثت من جديد بنبرة أقوي حين تذكرتهُ وهو ينطق لها جملتهِ تلك بذاتِها ولكن بمعني مُختلف كُلياً :
_ مجاديرش دي جولتها لي من أكتر من شهر فات، فاكر يا قاسم؟
اجابها بهمسٍ زلزل كيانها :
_ كُنت غبي يا صفا ، مكنتش عارف جيمة الألماظة الي ربنا حاطها في طريجي لجل ما يكافئني بيها ويفتح عيوني ويرد لي بصيرتي.
ثم شدد أكثر من ضـ ــمتها ودفـ ــن أنـ ــفه داخل عُنـ ــقِها وبدأ يستنشق بعُمق وتلذُذ عبق جـ ــسدها الذي يُشبه نسائم تفتح زهور ثمرة البُرتقال
أردفت مُتسائلة بقوة وهي تنظر لإنعكاس عيناه:
_ عندي سؤال ولازمن تجاوبني علية بصراحة يا قاسم
رفع بصرهِ إليها وضيق بين حاجبية ينتظر سؤالها فتسائلت هي بغيرة شديدة:
_ لما چيت لي من شهر وجولت لي إنك مجاديرش تتمم چوازك مني ، كُنت تقصد إية لما جولت لي إن مش إنتَ الراچل اللي تجبل إن غيرك يختار لك المّرة اللي عتنام في حضنك؟
قطب جبينهُ بعدم إستيعاب لحديثها فأكملت وهي تبتلع لعابها برُعب خشيةً من صِدق حدسِها :
_ إنت فيه واحدة في حياتك يا قاسم، عشجان يعني؟
وأكملت بتوتر وقلبٍ يتمزق :
_ ما أنتَ مهتجيش تجول لي الحديت دي من الباب للطاج إكده من غير ما تكون راسم لحياتك بعدي.
شعر بغصة مُره غزت قلبه وشطرته لنصفين من تساؤل عيناها المؤلم ونبراتِها المُرتعبة ، بماذا يُجيب علي تساؤلاتِها المشروعة، لقد أثبتت لهُ أنها أنثي فائقة الذكاء بعد أن ربطت بإنسحابهِ من إتفاقية زواجهُما وبين عشقهِ لإمرأةً آخري،
بما سيُخبرها؟
هل سيُخبرها أنهُ أغبي إنسان عرفته البشرية مُنذُ بداية الخليقة ؟
هل سيُخبرها أنهُ وبعنادهِ وتمردهُ الأعمي ورط حالهُ في زيجة لو أُكتشف أمرها سيخسر معشوقة عيناها التي إكتشفها عن جديد ؟
لا والله لن يفعلها ويخسر ذاك الملاك بعد أن عثر علي إستكانت روحهِ داخل أحضانها الحانيه.
نظر بمقلتي تلك التي تنتظر إجابتهُ كمن يقف خلف القُضبان وينتظر حكم القاضي عليه
قرب شفتاه المُلتهبة بنار الإشتياق من وجنتها الساخنة جراء خجلها وإشتياقها، ووضع قُبلة ساخنة فوقها زلزلت جـ ــسدها وجعلتهُ ينتفض ويثور عليها، ثم نظر لها وتحدث بكل مصداقية:
_ وغلاوة صفا العالية، عُمري ما دوجت للعشج طعم غير علي يدك ولا اتمنيت حُضن غير حُضنك
ثم أغمض عيناه مُتهربً، دفن أنفهِ من جديد داخل تجويف عُنقها وبات يستنشقهُ بإرتياح، تأوة بصياحٍ وتلذُذ أذاب جـ ــسدِها، شعر بجـ ــسدها يستكين ببن يديه ويلين ، بهدوء لفها إليه ونظر لداخل مِقلتيها وألتقت العيون من جديد، توسل إليها بعيناه بأن ترحمه من لوعة الإشتياق وما كان من قلبها الملعون العاشق سوي الاستسلام التام
مال بجذعهِ علي شفتاها وبدأ بتقبيهما بهدوء سُرعان ما تحول لجنون وأشتياقٍ جارف ، شعر بإستجابتها معه رغم عدم خبرتها ولكنها إنساقت معه بشعورها البرئ ،، إبتعد عنها ليعطي لرأتيهما المجال للتنفس ، نظر لها بلهاث ولهفة وجد صدرها يهبط ويعلو بشدة ، وجد وجنتيها تلونت باللون الوردي من أثر عِشقها ومزيج السعادة والخجل معاً
أمسك طرفي مأزرها وفك وثاقهُ وبلحظة تخشبت حين وجدت مأزرها مُلقي أرضً بإهمال ، لم يُعطها المجال للخجل ورفعها بين أحضانه وضمها حتي أصبحت ساقيها معلقتان بالهواء،إحتضنها مُشدداً كمن يحتض صغيرتة التي يخشي عليها ،
تحرك بها حتي وصل لتختهما ووضعها فوقهُ بخفة ورقة، وخلع عنه ثيابهُ مُتلهفً وغاصا معاً بعالمهما الخاص ، عالمً جديداً عليها وعليه ليتعلما معاً لغة جديدة، لغة تناغُم الأجساد بين العشاق
بعد مرور وقتً لم يكُن معلومً لكليهما وذلك لشدة إندماجهُما وتناسيهما لمن حولهما ، كان مُمدد الساقان يُجلسها فوق ساقيه ويحتضنها بشدة كمن وأخيراً وجد ضالته بعد عناءٍ وشقاء دام لسنوات ، كان مغمض العينان يغمس أنفهُ داخل خُصلات شعرها ليشتم عبيرهُ
أما هي فكانت مُستكينه داخل أحضانهُ مُسترخية بين ذراعيه كقطعة الشيكولا الذائبة داخل فنجان القهوة الساخن
تحدث ومازال مُغمض العينان :
_ حبيبتي
أممم ،، كانت تلك هي همهمتها الساحرة
رد عليها وتحدث :
_ أني هيمان ومحاسيش بروحي ولا بچسمي، هيمان وفرحان لدرچة إني خايف أفتح عيوني ليطلع إحساسي دي مچرد سراب وملجكيش چوة حُضني بچد.
إتسعت عيناها ذهولاً حين إستمعت لحديثهُ العاشق ، أحقاً يقصدُها بذاك الحديث المعسول ؟
شعر بها وبصعوبه فتح عيناه من تأثير حالة النشوي التي إمتلكته، وأبعد وجهها عنه ثم حاوطهُ بكفيه،، نظر لداخل عيناها بهيام ثم مال علي جانب شفتاها ووضع قُبلة رقيقه حنون وابتعد من جديد ينظر لمقلتيها قائلاً :
_ مبسوطة يا صفا ؟
أنزلت بصرها سريعً وتوردت وجنتيها خجلاً وبلحظة حزن داخله حين تذكر تلك المتبجحة وهي تطلب تقربهُ منها بمنتهي التبجُح ، شعر بمرارة علي من أوهم حالهُ عُمراً بعشقها الواهي الكاذب ، ولكن بعد ماذا قاسم !
لما لم تفق مُبكرا أيها الأحمق عدو حالك
لو انك فِقتَ باكراً لكُنت كفيتُ حالك وكفيت تلك العالية شر ما صّنعت يا فتي
نفض من رأسهِ تلك الأفكار المؤرقة لقلبه، وألتقط من فوق الكومود تلك العُلبة الصغيرة وفتحها وأخرج منها خاتمً رائع الصُنع، أمسك أصبع يدها وألبسها إياه تحت ذهول تلك التي أشرفت علي توقف قلبها من شدة سعادتة التي تخطت عنان السماء، أيُعقل أن يتحقق كل ما تمنتهُ طيلة أعوامها المُنصرمة بأكملِها في ليلةِ واحدة !
صوب نظرةِ داخل مقلتيها ثم رفع أصبعها إلي فَمة وأمتصهُ بين شفتاه بمنتهي الإثارة لتلك التي تفتح فاهها وتنظر إلية ببلاهه وعيون مُتسعة غير مستوعبة ما يحدث معها
نظرت إلي الخاتم بإنبهار وسعادة لم تحظي بمثلها طيلة حياتها ، لم تعي علي حالِها إلا وهي تُرمي بحالِها لداخل أحضانهُ وتلف ذراعيها حول عُنقةِ بسعادة بالغة وتحدثت بنبرة تهيمُ عِشقً :
_ بحبك يا قاسم، بحبك.
شعر بروحهِ تتراقص علي أنغام كلمات غزلها لهُ وإعترافها الصريح بعشقه، شدد من ضمتها وتحدث:
_ وأني عاشجك وعاشج روحك يا نبض جلب قاسم.
ضل متشابكان الأحضان ويُشددان من ضمتهما لبعض، علي مضض أبعدها من أحضانة ونظر بعيناها وتحدث مُبتسماً بنبرة حماسية :
_محضر لك مفاچأة !
نظرت لداخل عيناه متلهفة باقي حديثة فأكمل هو :
_ حچزت لنا إسبوع في فُندج في شرم الشيج ،،
وأكمل بغمزة وقحة من عيناه :
_ لجل ما نچضي فيه شهر عسلنا الچديد يا عروسه
إبتسمت بسعادة ونظرت إليه بعيون عاشقة فتحدث هو :
_ يا بووووووي ،، كيف كُت غافل أني عن بحر عيونك الغريج دي يا صفا ،، عيونك بحر غميج ملوش أخر توهت چوات امواچة العالية يا صبية.
وأكمل بغيرة :
_ من إنهاردة معايزكيش تبصي لحد غيري ، فاهمة يا صفا؟ عيونك بتاعة قاسم وبس ، كُلك ملك قاسم يا جلب قاسم
كانت تستمع إلية بذهول غير مستوعبة ما يحدث حولها،، أحقاً هذا قاسِمُها !
رجُلها التي طالما حلُمت به وبضمته تلك، كلماتهُ وغزلهِ ذاك، عيناه ونظرات العشق الهائمة تلك!
أحقاً شعر بها وبغرامها المنسّي ، وبدون مقدمات إنسابت دموعها ونزلت تجري فوق وجنتيها الحمراويتان.
إنتفض قلبهُ واتسعت عيناهُ رُعبً وهتف متسائلاً بلهفة :
طب ليه البُكا عاد يا عيون قاسم !
زعلتك فى إيه أني يا نبض جلبي ؟!
أردفت من بين شهقاتها :
_ ممصدجاش إني بسمع منيك الحديت دي يا قاسم ، كُنت فاكرة إن عُمري هينتهي جَبل ما أسمع منيك كلمة حلوة
نظر لها بعيون حزينة مُتألمة وأردف واعداً إياها :
_هعوضك يا صفا، وغلاوة صفا لعوضك وأعوض حالي عن سنين العجاف اللي عيشناها
وضمها لصدرهِ بشدة وكأنهُ يخاف من فِقدانها
بعد مرور وقتٍ طويل وهما ما زالا علي وضعهما، تحدثت هي من ببن أحضانه :
_ هجوم أچهز لك العشا.
أجابها مُبتسمً بنبرة هائمة وهو يشدد من ضمتها ليمنعها الرحيل :
_ معايزش وَكل أني ، معايزش من الدنيي غير حُضنك وبس.
شعرت بسعادة الدنيا داخل قلبها الذي طال إنتظاره للوصول لهذة اللحظة العظيمة ، وتحدثت بإصرار :
_ إنت چاي من سفر و لازمن تاكل.
أجابها بحديث وقح ذات معني :
_ ومين جال لك إني مكلتش ، أومال أني كُت بعمل إية من إشوي
وضمها أكثر مُشدداً وهو يتنفس بعُمق وتحدث :
_ معايزش أخرچك من حُضني تاني يا جلب چوزك ، كفاية اللي فات من عُمري واني غافل عن سعادتي وراحة جلبي اللي تعبته كتير وياي
إبتسمت له بسعادة ، ولكنها تمللت من بين أحضانه وتحدثت بإصرار :
_ هجوم أچهز عشا وناكل وبعدها أني اللي مهخرجكش من حُصني يا جلب صفا
أبعد وجهها عنه وتحدث بعيون متوسلة :
_ وعد يا صفا ؟
إوعديني إنك مهتبعدنيش عن حُضنك مهما حصل ، لو في يوم زعلتي مني خلينا نجعُد ونتفاهم ونحل مشاكلنا لحالنا من غير مندخلوا حد يكبرها لنا، إوعديني تسمعيني الأول وتفهميني وتحكمي عجلك الكبير يا صفا
وأكمل بعيون صارخة من الألم:
_ساعات بننجبر علي حاچات مكناش حابين إنها تُحصل ، بس غصبن عنا بنرضخ ونكمل في طريج مريدنهوش
واكمل متوسلاً :
_ إوعديني يا صفا.
إبتسمت له وأومات بقلبٍ صافي غير واعي لما يُدبر لهُ من خلف ظهرها، وأردفت قائله :
_ وعد مني هكونلك كيف ما بتتمني وأكتر يا حبيبي.
شعر بغصة داخل قلبه ومرارة تملئ حلقة ، شعر بمدي حقارته، لقد سقط في بئر سّبع وأنتهي الأمر ، لكنهُ سيعافر محاولاً الخروج منه لأجل أن يحيا مع تلك الصافية الذي غفل عنها عقلهُ المُتمرد
بعد مدة كان يُجلسُها فوق ساقية من جديد ولكن بتلك المّرة وهو جالسً فوق مقعدهِ حول تلك المنضدة المتواجدة داخل المطبخ، غرس الشوكة بطبقهِ ومد يدهُ إلي فمها ليُطعِمُعها، كانت خجلة للغاية جراء جلوسها فوق ساقية ولولا إصرارهُ علي عدم تناولهُ للطِعام إلا هكذا ما كانت فعلتها لشدة خجلِها
فتحت فمها وتناولت من يده وبدأت بالمضغ تحت خجلها وسعادة ذاك العاشق المُستجد
تحدثت بنبرة خجِلة :
_ كفاية يا قاسم، عمال تأكلني وإنتَ مكلتش أي حاچة.
أجابها بنبرة عاشقة :
_ بشبع أما بشوفك بتاكلي يا جلبي
إبتسمت له ثم تحدثت بتذكُر :
_ قاسم ،إنتَ جولت لچدك علي سفرنا ؟
وچدي ماله ومال سفرنا يا صفا ! جملة تسائل بها مُستغربً
أجابته بإرتياب :
_ مش مُمكن يعترض ؟
إستشاط داخلهُ وتحدث بنبرة حادّة :
_ يعترض علي إية ؟
وأكمل بنبرة حادّة صارمة :
_ إسمعي يا صفا ، إحنا يمكن إتچوزنا مجبورين مِنيه ، بس بعد إكدة معايزكيش تعمل حساب لحد واصل ، حياتنا إحنا اللي هنمشيها علي كيفنا ونرتبها حسب اللي يريحنا ، كفاية عليه أوامر لحد إكدة .
قال كلماتهِ تلك ولم يدري ما فعلهُ بتلك المسكينة ، شعرت بحزنٍ عميق يتملك من قلبِها البرئ ، وقفت مُعتذرة بعيون مُنكسرة وملامح وجة حزينة وتحركت لخارج المطبخ متجهة إلي غرفة نومها
زفر بحدة ولعن غبائهُ وتحرك خلفها علي الفور ، دلف وجدها تجلس فوق تختِها مُنكمشة علي حالها تحجز دموعها بشدة، تحرك إليها وجلس بجانبها وقام بسحبها لداخل أحضانه التي وما ان سكنتها حتي إستكانت روحها وأرتعش جـ ــسدها بإنتفاضة مُعلنة عن إستسلامها لدموعها التي إنهمرت بغزارة
وضع كف يده فوق وجنتيها وتحسسها بحنان وأردف قائلاً بتفسير لموقفة :
_ والله ما أجصد اللي جه في بالك يا حبيبي ، صُح چدك غصبنا علي الچواز
وأبعدها عن أحضانه لينظر داخل مقلتيها الفيروزية وأكمل بعيون مسحورة :
_ بس أحلا غصبانية عملها في حياته ، تعرفي
نظرت له تنظر باقي كلماته فأكمل مُسترسلاً بنبرة عاشقة :
_ لولاش كبريائي اللي مانعني كُت روحت له ووطيت علي رِچله وبوستها لجل ما أشكره علي الهدية الغالية اللي لو عشت عُمري كله أشكر ربنا عليها مش كفاية.
إتسعت عيناها بذهول وأنفرج فاهها بطريقة أذابت قلبه، وما كان منه إلا أنه نزل علي شفتاها وبدأ بتقبيلها بطريقة رقيقة أذابتها وأندمجت معه لأبعد الحدود،
فصل قُبلتيهما وتحدث بهدوء :
_ صفا، مش عايزك تُبجي حساسة إكدة بخصوص الطريجة اللي إتچوزنا بيها ، إياً كانت الطريجة فيكفي إنها جربتنا من بعض وعرفتني حجيجة مشاعري ليكي.
أومأت لهُ بطاعة وتحدث هو :
_ جومي نچهز شنطنا عشان هنسافر بكرة الصُبح.
تحدثت إلية بنبرة خجلة :
_ بس أني لازمن أتصل بأبوي وأستأذن منيه الاول
قهقه عالياً وتحدث إليها :
_ أبوكي دي كان زمان يا صفا ، دالوك زمام إمورك في يد چوزك حبيبك
تحدثت بنبرة حنون:
_ربنا يخليك ليا يا حبيبي، بس أني مجدرش أعمل حاچة من غير أبوي ما يعرف.
إبتسم لها بتفهم لحديثها وعذر تعلقها الزائد بوالدها، وأخذها داخل أحضانة وضمها بشدة، بادلتة ضمته بسعادة ثم قاما بتوضيب حقائبهم وبعد مدة كانت تغفي فوق ذراعة وداخل أحضانة بنعيم، أما هو فكان يُسند رأسها فوق ذراعة ويكبلُها بساعدية ضاممً جـ ــسدِها ولاصقً إياة بجـ ــسدةِ العا ري بشدة، نام براحة وهدوء نفسي لم يشعر بهِ مُنذُ أن تركها وذهب إلي القاهرة وحدث ما حدث.
ويتبع
•تابع الفصل التالي "رواية قلبي بنارها مغرم" اضغط على اسم الرواية