Ads by Google X

رواية الحلم و السراب الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم إيمان عطية

الصفحة الرئيسية

   

رواية الحلم و السراب الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم إيمان عطية

يوم ماقريت خواطر زياد اللي كلها حب ومشاعر جميلة… توهمت للحظات إن الكلام ليا أنا… لكن سرعان ما انتبهت وقلت لنفسي لالا مش معقول أكون أنا المقصودة…. أكيد زياد اتعرف على واحدة وحبها (مع إنه معانا طول اليوم بالمدرسة ومش باين عليه إنه يعرف حد).. تاني يوم وانا رايحة المدرسة في معادي… كنت داخلة من البوابة والحوش مليان بالطلاب والمدرسين في انتظار طابور الصباح… عيني وقعد على مشهد كان زي طعنة قاسية في صدري…. اتصدمت كالعادة… لما شفت زياد واقف مع رضوى بيضحكوا ويهزروا سوا… إفتكرت كلامها وهي بتقول إنه جد وممل ومش بيحب الضحك والهزار…..وافتكرت كمان الخواطر الجميلة اللي منزلها على صفحته… كدة أنا فهمت صاحبة النصيب… طلعت رضوى.. عموما الاتنين زمايلي وربنا يوفقهم ويسعدهم… المفروض بقا أبطل اعيش في الأوهام والجري ورا سراب… كفاية اللي جرالي قبل كدة… والحمد لله إنها جات علي قد كدة…
 

دخلت المدرسة بخطوات متثاقلة… مش قادرة أتجاوز الموقف من ناحية.. ومن ناحية تانية رجلي كانت بتوجعني شوية… بصيت بنظري تاني ناحيتهم.. لقيت رضوى مازالت مركزة معاه وبتتكلم وتضحك… وهو زي مايكون عاوز يمشي ويسيبها بس مش عارف… أكيد محرج من الناس الموجودة حواليه.. لكن رضوى ماشاء الله منسجمة عالآخر ومش فارق معاها حد…. وقفت على جنب في انتظار تنظيم صفوف الطلاب وتم انتهاء مراسم طابور الصباح ودخلنا جميعنا للفصول… مر اليوم عليا وأنا حالتي النفسية مش أفضل حاجة… وفضلت على كدة كام يوم…. وفي مرة كنت في المدرسة… كان عندي حصة فاضية وكنت قاعدة بعيدا عن الكل تحت شجرتي المفضلة… لقيت زياد جاي ناحيتي… إرتبكت شوية بس رجعت تماسكت واتعدلت في قعدتي وبصيتله منتظرة أعرف عاوز أيه… قاللي بلطف وابتسامة… ممكن اقعد معاكي شوية تحت الشجرة الجميلة دي…


إتلجلجت تاني وقولتله بتردد… معلش.. آسفة.. مش هينفع… مش عاوزة حد يتكلم عليا نص كلمة… الناس نفوسها وحشة وهيفكروا إن في حاجة بيننا.

_ طيب ودي حاجة تضايقك… إنه يكون في حاجة بيننا؟؟

_ مش أنا اللي هتضايق…. في ناس تانية هي اللي هتضايق.


_ ناس تانية؟ مين الناس دول؟

_ متاخدش في بالك.

_ تاني يانجوى… رجعتي تكلميني بلهجة الاشمئزاز دي…. هو أنا صدر مني حاجة ضايقتك وانا مش واخد بالي؟

قمت وقفت بعصبية وقولتله.. أستاذ زياد لو سمحت… أنا معنديش أهم من سمعتي ومعنديش استعداد أبقة مادة للتسلية عند أي حد… إحنا زملاء وياريت الكلام يكون في حدود الشغل وبس..


_ طيب ممكن أعرف إنتي متعصبة ليه.. واضح إنه في سوء تفاهم جديد حصل.. أنا هريحك ومش هتكلم معاكي دلوقتي وانتي متضايقة… أنا بس كنت عاوز آخد رايك في حاجة مهمة… لكن واضح إنه مش هينفع دلوقتي… بعد إذنك…

سابني ومشي وأنا هموت من الفضول… عاوزة أعرف كان عاوز أيه….. مش عارفة أنا اتصرفت صح والا اتسرعت واتصرفت بغباء كالعادة… يووووه.

دخلت غرفة المدرسين لقيته قاعد لوحده … الفضول كان يموتني.. لقيت نفسي بقوله… أنا اسفة لو كانت طريقتي في الكلام زعلتك… بس والله غصب عني… أنا فعلا مش عاوزة حد يتكلم عليا..

_ مفيش داعي للاسف يانجوي… إنتي عندك حق طبعا.. بس أنا فعلا عاوز اكلمك في حاجات كتير بس مش عارف إزاي…

إبتسمت وقولتله طيب ممكن تقول بسرعة في أيه؟

_ أبدا.. كنت عاوز اسألك ليه نسيتي أسير الماضي وأهملتي متابعته؟

_ أسير أيه بقا… ماهو اتحرر خلاص ورجع للحياة الطبيعية.


_ يعني عرفتي؟ أومال ليه حرمتيني من التفاعل مع منشوراتي… هي مش عجباكي؟

_ وتعجبني أنا ليه… المهم تعجب صاحبتها اللي مكتوبة عنها..

_ ماهي صاحبتها مش بتديني فرصة أقرب منها خالص… حاطة بيننا ألف جدار وجدار… كل مااهد جدار وأقول خلاص هانت ألاقيها حطت جدار جديد..

وبعدين بقاااااا… تقصد مين ياعم زياد بالكلام ده… ماأظنش إن رضوى حاطة بينها وبينك طوبة حتى مش جدار… هترجع تلعب بأعصابي تاني يازياد والا ايه… سيبني ف حالي ياابن الحلال وابعد عني (شردت ورددت الكلام ده بيني وبين نفسي) وانتبهت على صوته بيقولي.

_ هووووو. روحتي فين..

ذ_ هاااه… بعد إذنك…

مش عارفة هربت تاني ليه… خايفة والا مش مصدقة… ياربي مش عاوزة أغلط تاني.. نور بصيرتي يارب وألهمني الصواب…

إنتهى اليوم الدراسي وروحت البيت… ريحت شوية وقمت عملت الغدا واتغديت ومسكت التليفون دخلت على صفحة زياد … فضلت أقرا منشوراته الجديدة اللي نزلها الفترة الأخيرة..

بجد كلها مشاعر حلوة… يابخت اللي مكتوبة عشانها… لفت نظري بعض الخواطر الجميلة منها

ليتنني أغوص في أعماق وجدانك لأعرف كيف تفكرين..

أرهقتِ قلبي بسوء ظنك وقل ما تتحدثين…

تركتِ قلبي للظنون والحيرة والسهد والحنين…

أحببتك في كل حالاتك… في قسوتك ورقتك… في غفلتك ويقظتك… في هدوئك وثورتك.. في رجاحة عقلك وعفويتك.. هل تدركين محبتي أو غاب عنك ما يجول بخاطري…..

رن تليفوني وانا مندمجة في القراءة.. لقيتها سامية أختي بتتطمن عليا…. طمنتها عليا واتطمنت أنا كمان عليها وعلى بابا وماما… سألتني هارجع إمتى… أكدتلها إني هارجع بعد امتحانات آخر العام إن شاء الله…. وأكدت عليها تاني إنها متقولش أي حاجة لماما وبابا عن اللي حصللي… خلصنا المكالمة ورجعت أفكر هعمل أيه لما أرجع مصر… ياترى هعرف أعيش زي ماكنت عايشة؟… ماافتكرش…الفترة اللي فاتت غيرت فيا حاجات كتير… وبعدين هداني تفكيري إني أحقق حلمي القديم…. أنا الحمد لله عندي مبلغ كبير في البنك… هفتح الأتيلييه اللي طول عمري بحلم بيه من أيام ثانوي…


لقيت التليفون بيرن تاني… ياترى ياسامية نسيتي تقوليلي حاجة ورجعتي تتصلي عشان تقوليها…. بس لقيتها روضة…

_ أهلا ياطنط عاملة أيه..

_ الحمد لله ياحبيبتي بخير… إنتي عاملة ايه… وحشتيني.

_ وحشتك أيه بس ياطنط منا كنت عندك أول إمبارح وهجيلك بكرة كمان إن شاء الله.

_ 100 مرة أقولك أيام درس سيفو دي ماتتحسبش… أنا عاوزاكي ضروري في شغل.

_ هههههههه شغل تاني… هتشغليني في أيه تاني ياطنط..

_ أنا بتكلم جد… مصباح بيه عاوز يشوف رسوماتك في العبايات… منبهر جدا بتصميماتك وعاوز يستغلك في العبايات كمان أيه رأيك؟

_ مش عارفة والله ياطنط… عموما أنا عندي كام تصميم كدة هبعتهملك… ولو معجبوهوش كفاية عليا فساتين الزفاف.

_ أيه الاستسلام ده يانوجا… لألأ ياحبيبتي عاوزاكي دايما واثقة من نفسك.. وإن شاءالله بعد كدة تصممي سواريهات بردوا… وكله خير ليكي ياحبيبتي..

_ والله منا عارفة ياطنط من غير تشجيعك دايما ليا كنت هعمل أيه.

_ بطلي الكلام اللي ملوش لازمة ده واقفلي وابعتيلي الصور بسرعة… الراجل مستني الرد… وهارجع أكلمك تاني أديكي الأوكيه إن شاء الله أنا واثقة في موهبتك يافنانة.

_ تسلميلي ياطنط وربنا مايحرمني منك أبدا…

قفلت المكالمة وبعتلها الصور… ومسكت كشكول جديد وابتديت ارسم فيه موديلات عبايات…. بعد عشر دقايق لقيت روضة بترن تاني…. معقول الرد بسرعة دي.. ربنا يستر…

_ أيوة ياطنط.. خير…

_ خير ياحبيبة قلبي ممكن تجيني دلوقتي حالا…

_ دلوقتي؟ خير في أيه؟

_ بسرعة يانوجا تعالي فورا… مش هينفع أقولك في التليفون.. . يلا سلام..

خير ياربي في أيه… صوتها كان غريب غير لهجتها في المكالمة الأولى…. تفتكروا في أيه؟؟

يتبع…. 


google-playkhamsatmostaqltradent