Ads by Google X

رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم مريم محمد

هل لي بأن أهديك عطرا فاخرا ، وهو الدواء إذا غدوت سقيما 
هو قول رب الخلق في قرآنه ، صلوا عليه وسلموا تسليما 
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر

واقف وسط الظلام بتوهان، بص حوليه بس ماكانش شايف حاجة، مد ايديه قدامه وبصلهم بالكاد كان شايفهم، سمع صوت هامس بينادي باسمه فرفع راسه وبص حوليه بيحاول يلاقي صاحبة الصوت اللي فاكره كويس، هو نفس الصوت اللي كلمه قبل كده، صوت أنثوي رقيق جدا وهادي شبه صوت مليكة، كأنها هي اللي بتتكلم

يامن : مين بيناديني، أنتي مين !؟ 

جاله نفس الرد برضه : همس قلبك 

يامن حط ايده على قلبه : أنتي مليكة !؟

ماجالهوش أي رد والمكان صامت كأنه واقف بيواجه الظلام لوحده، بعد وقت همس تاني : أنتى مليكة صح !؟ مافيش غيرها في قلبي 

البنت ابتسمت وده بان من التنهيدة الصغيرة اللي صدرت منها، المكان بدأ ينور بإضاءة بسيطة وظهرت هي تشق الضلمة بهدوءها، ويامن أول ما شافها دموعه لمعت في عينيه وقرب منها بسرعة ضمها جامد لقلبه وهمس : وحشتيني أوي، وحشتيني

مليكة رفعت ايديها وطبطبت على ظهره : وأنت كمان وحشتني أوي يا حبيبي

فضلوا في حضن بعض لوقت طويل لحد ما مليكة هي اللي بعدت عن يامن شوية فهو ماكانش عنده إستعداد يبعد عنها تاني، بصت لعيونه وهو أتكلم : ألاقيكي فين يا حبيبتي !؟

مليكة : هتلاقيني قريب، أنا واثقة فيك عشان كده ماينفعش تستسلم دلوقتى

مسكت وشه بين ايديها : لازم ترجع، ماينفعش تروح دلوقتى

شاورت وراه وهي بتتكلم : لازم ترجعلها، أنت مش شايف هي عامله إزاى !!

يامن كان مستغرب هي بتتكلم عن مين، بس لف وشه يشوف مين اللي واقفه وراه ولقاها هي، صاحبة الشامة اللي عينه وقعت عليها أول حاجة عشان بعدها تظهر ملامح وشها ليه بوضوح، هي الدكتورة المجنونة اللي مش بتبطل كلام واسأله، مسك ايد مليكة عشان ماتبعدش عنه وقرب من مرام وهو بيبص لوشها اللي غرقان بدموعها وسأل : بتعيطي ليه يا دوشه !؟

مرام كانت بتمسح دموعها بس كانت بتنزل تاني وهي بتتكلم بشهقات : أنت عايز تموت، قولتلك تثق فيا وأنت مش عايز 

يامن : طيب مانتي اللي مش عايزة تصدقيني، وعاملتيني على أساس أنى مجنون، اعملك ايه !؟

مرام : أنا مصدقاك

يامن بصلها باستغراب وهي قربت منه : مصدقاك فثق فيا بقى

يامن اتنهد بعمق : ماشي هثق فيكي

مليكة ومرام ابتسموا وفجأة الاتنين اختفوا وسابوا يامن لوحده بيتلفت حوليه في الضلمة ومهما نادى عليهم ماحدش رد، ووسط الضلمة سمع صوت مرام الباكي : فوق فوق فوق

.
أما مرام فهي كانت لسه بتضرب على قلب يامن وهي بتترجاه يفوق ويتتكلم من بين أنفاسها المتلاحقة : يارب يارب عشان خاطر الغلبانه اللي في رقبته، يارب

ثواني بتمر على الكل كأنها ساعات والكل عيونه متعلقة بمرام اللى بتصارع قصاد الموت وماحدش عارف أو قادر يعمل اي حاجة، وصوت صفارة جهاز القلب قرب يصم ودانهم لحد فجأة يامن أخد نفس طويل كأنه رجع من الموت وفتح عينيه

وهنا مرام هي كمان شهقت جامد كأنها هي كمان نفسها كان مقطوع، بصت على جهاز القلب اللي لسه بيصفر ومستغربه ليه هو بيصفر أصلا لحد ما بصت لوش يامن اللي بيبصلها هو كمان وبصت على صدره اللي بيعلى ويهبط من النفس فاتعدلت بهدوء مريب بعد ما لاحظت الأسلاك اللي المفروض تكون متوصله بصدره مفكوكه بسبب حركة ايديها العشوائية 

جسمها كان بيرتجف بعنف ومرة واحدة وقعت من فوق السرير وهي بتعيط بهستيريا، وواحدة من الممرضين اللي واقفين قربت منها بتحاول تهديها بس هي أعصابها كانت تعبت من كل اللي بيحصل حوليها ده

فؤاد شاف اللي بيحصل وكان حاسس إن روحه بتروح مع يامن وهو بيفكر لو كان مات فعلا إكس هيعمل فيه ايه !؟ هو ازاى أصلا سمح لغضبه يغلبه ويتصرف بالتهور ده !؟ اتنهد بارتياح لما يامن رجع لوعيه تاني بس نظرات يامن ليه كانت كلها توعد كأنه بيأكد عليه إنه هيحاسبه على تعذ.يبه ليه بالشكل ده، فؤاد بص للممرضين وحاول يتكلم بثبات عشان خوفه مايبانش : رجعوه اوضته واقفلوا عليه كويس، وأنتي يا دكتورة مرام عايزك

مرام رفعت راسها بسرعة وبصتله بشر بس هو ما عرفش يفسر نظراتها بسبب عيونها المحمره من الدموع، وهو خرج من الأوضة وهو بيكلمها : هستناكي في مكتبي 

مشي وساب مرام اللي قامت بسرعة من على الأرض وقربت من يامن اللي الممرضين بيفكوا الحبال من عليه وكان قاعد، وبدون ماحد يستوعب اللي بيحصل مرام حضنت يامن اللي صعق من اللي عملته، ثواني وبعدت عنه بسرعة وهي بتبصله كأنها بتأكد عليه حاجة وهو بيبصلها بتوهان 

مرام : قوم هنروح أوضتك

بصت للممرضين اللي حركوا راسهم بفهم وكملوا فك باقي الحبا.ل عن يامن، وواحد منهم بص لمرام وهو ماسك ايد يامن يوريهالها : دكتورة في دم على ايده

مرام بصت على معصم يامن وبصتله : حاولت تمو.ت نفسك بجد !؟

يامن شد ايده من الممرض وحاول يقوم من على السرير : ده خدش بالغلط ماتخليش دماغك تسوحك

أول ماحط رجله على الأرض وقع من طوله، وكلهم جريوا عليه كان فقد وعيه تاني، ومرام اطمنت إنه كويس بس دي أثار جانبية للكهرباء فبمساعدة الممرضين رجعته غرفته واتطمنت عليه، وراحت لفوائد وهي بتفكر في كل الخطط الإ.جر.امية عشان تنفذها عليه

********
فتحت عينيها باستغراب فدي تاني مرة تشوف يامن في حلمها وكل مرة بيبقى بيقول حاجة والواضح إنه بيعلى صوته بس هي مش بتبقى سامعاه وقبل ماتصحى بتسمع صوت ماتعرفهوش بيقولها ماتخافيش، بصت قدامها لسقف المكان اللي هي فيه وبعدها اتعدلت في قعدتها بتعب وهي بتبص حوليها للغرفة اللي قاعدة على سرير فيها، كانت غرفة بسيطة جدا وده واضح من اثاثها، دولاب خشب صغير وسرير بسيط اللي كانت نايمة عليه وضوء خافت من لمبه في السقف، هي متأكدة إن ده مش بيت جاسم بس هي فين !؟

حطت ايدها على راسها وهي بتحاول تفتكر اللي حصل، هي فاكرة إنها كانت بتجري في غابة حولين بيت جاسم بعد ما بنت غريبة هربتها من الحرس، وصلت للسور أخيرا وهي بتتحامل على رجلها المصابة، شافت باب صغير بنفس لون السور بس كان مفتوح فتحه صغيرة فكان سهل عليها تميزه، خرجت من الباب وقفلته وراها عشان تعطل جاسم فهو مش هيقدر يعدي بعربيته من الباب لأنه صغير جدا يادوب هي عدت منه ولو شاف الباب فهياخد وقت على ما يخرج منه

كملت جري بصعوبة بعشوائية لحد ما لقت نفسها على طريق عربيات بس كان فاضي كأنه طريق سفر، مشت شوية وحاولت تعدي الشارع بس لقت عربية تاكس قربت عليها وكانت هتخبطها لولا إن السواق فرمل في آخر لحظة، ورغم إن العربية مالمستهاش إلا إنها وقعت مغمى عليها وده من كتر التعب والألم اللي في رجليها 

.
مليكة فاقت من ذكرياتها وهي بتحسس على رجلها المصابة، كانت مربوطه بشاش طبي والألم قل كتير عن الأول، حاولت تقوم من على السرير بس كانت حاسه بدوخه

باب الأوضة اتفتح بهدوء ودخلت ست كبيرة شوية في السن من غير صوت وهي مفكرة إن مليكة لسه نايمة بس لما لقتها فاقت، ابتسمت وهي بتقرب منها : ألف سلامة عليكي يا قمر، عامله ايه دلوقتي !؟

مليكة : أنا فين !؟

الست : في بيتنا، جوزي خبطك بالتاكس بتاعة غصب عنه فجابك هنا نعالجك، أنا آسفه يابنتي حقك علينا

مليكة بصتلها بابتسامتها الرقيقة : ماتتأسفيش يا طنط التاكس ماخبطنيش أنا اللي اغمى عليا، حضراتكم مالكمش ذنب خالص أنا اللي آسفة أوي تعبتكم معايا

الست قعدت جنبها وهي بتطبطب على ظهرها برفق : ولا تعب ولا حاجة يابنتي، المهم أنتي كويسة !؟ ايه اللي عورك في رجلك كده !!

مليكة بصت على رجلها بصمت وبصتلها تاني : ممكن تلفون أعمل مكالمة 

الست : طيب تعالي كولي لقمة تسند قلبك وبعدها اعملي اللي أنتى عايزاه

مليكة : لالأ شكرا أوي بس أنا لازم أكلم أخويا الكبير ضروري، ارجوكي يا طنط

الست قصاد إصرارها اضطرت تعمل اللي هي عايزاه، بس قبل ما تخرج من الأوضة مليكة طلبت منها طرحة وعباية بدل الفستان القصير اللي لبساه، وفعلا الست جابتلها العباية والطرحة، وعقبال ما مليكة لبستهم كانت الست جابت فون جوزها اللي قاعد في الصالون بره وعطته لمليكة اللي مسكته بلهفة

كتبت رقم فون يامن وهي ايديها بترتجف ورنت عليه واستنت الرد بس مافيش أى استجابة، وده طبعا لأن فون يامن مع الشرطة تم التحفظ عليه بعد ما البوليس فحص الفيلا كلها ليلة الجر.يمة، رنت كذا مرة وبرضه مافيش رد فاتنهدت بيأس، الست شافت حزنها فحاولت تواسيها : طيب يا حبيبتي ماتزعليش يمكن مشغول ولا حاجة، أو مش واخد باله من المحمول 

سكتت شوية وسألت في محاولة تخفف عنها : طيب ماتعرفيش رقم تاني ليه يمكن الأول مش شغال ولا مافيهوش شبكة ولا حاجة

مليكة الفكرة جت في بالها فكتبت رقمها هي ورنت عليه، هي عارفه إنه مستحيل يرد فهي فاكره كويس إنه وقع منها لما الناس حاولوا يخطـ.فوها، بس الغريب إن الخط اتفتح ورد عليها شاب صوته عميق واتكلم بهدوء : ألو مين معايا !؟

مليكة : يامن !؟ ااا حضرتك تعرف صاحب الفون ده !؟

الشخص : أعرف يامن اه أنتي مين بقى !؟

مليكة ابتسمت بأمل وردت : ممكن أكلم يامن طيب أرجوك قوله مليكة أختك 

خلصت كلامها واستنت الشخص يوصلها بيامن بس لقت رد فعل غريب جدا منه، وهو بيرد عليها بلهفة كأنها تخصه هو : انتى مليكة بجد !؟ الحمد لله يارب، مليكة أنتى فين !؟ قوليلي أنتى فين وأنا هجيلك

مليكة باستغراب : أنت مين !؟

الشخص : واحد يهمه أمرك جدا قوليلي بس فين مكانك وأنا هجيلك 

مالقاش رد منها فردد تاني : مليكة أنتي معايا !؟ مليكة ردي، مليكة

بس الخط قطع عشان نلاقي الفون في ايد جاسم اللي واقف قصاد مليكة بابتسامة بايخه جدا، ومليكة والست الكبيرة بيبصوله بقلق، وعلى باب الأوضة كان واقف الراجل العجوز زوج الست بيبص على الكل باستفهام بعد ما فتح الباب اللي كان بيخبط عشان يلاقي جاسم قدامه وبيسأله عن أخته زي ما قاله فدخله ليها

جاسم قرب من مليكة بنفس الابتسامة : كده يا ملاك تسيبيني وتمشي، مش أنا قولتلك ماتتحركيش من جنبي 

مليكة : أنت لقيتني إزاى !؟

جاسم تجاهل سؤالها ونزل على الأرض ومسك رجلها المصابة وبص للست الكبيرة وقبل ما يتكلم هي ردت : مش إحنا اللي جرحناها إحنا بس عالجناها

جاسم ابتسم وقام وقف : عارف، وشكرا ليكم لحد هنا، أنا هاخد أختي وهمشي 

مليكة : مش همشي معاك

جاسم طبطب على راسها بإستهزاء، وخرج فلوس كتير جدا من جيبه حطهم على رجل الست بعد ما أخد الفون بتاع جوزها، وشد مليكة عليه جامد وقفها : أكيد صرفتوا على علاجها، اعتبروا ده حاجة بسيطة كشكر، واستأذنكم هاخد الفون ده محتاجه

ماسابش لحد فرصة يرد وشال مليكة بين ايدها وهو بيضغط جامد على العرق النابض في رقبتها، فاغمى عليها بين ايديه وهو اخدها ومشي

********
وعلى الناحية التانية محمود قاعد في مكتبه وماسك فون مليكة في ايده، فهو آخر مرة كان مع يامن اخده منه بحجة إنه هيدور فيه على أى دليل، كان بيحاول يرن على الرقم اللي مليكة كلمته منه بس الفون اتقفل ده ان ماكانش الخط اتكسر كمان، رن على واحد زميله وعطاله الرقم يبحث عن مكانه بأمل ضعيف إنه يعرف يوصله أو يوصل لمليكة قلبه

الباب خبط ودخل أمير وفي ايده يوسف وبسنت فمحمود قام وقف بابتسامة واسعة : يا أهلا، يا ألف أهلا وسهلا 

أتحرك ناحية أمير اللي فك الكلبشات من ايده واتحرك بعيد شوية عن يوسف، محمود طبطب على كتفه بامتنان : كنت عارف إن ماحدش غيرك هيعرف يعملها

أمير بمرح : يابني الواسطة والمحسوبية برضة ليها شغلها، أنت هتقارن إنسان عادي زيك بابن لواء زيي

محمود : وياريته جايب فايده معاك

بص ليوسف ووقف قصاده : كل دي غيبة يا راجل !؟

يوسف : ولو كنت اتأخرت نص ساعة بس ماكنتش هتشوف وشي ده تاني

محمود : ايه ده كنت ناوي تهرب من البلد ولا ايه !؟

يوسف حرك راسه بتأكيد : اه المكان اللي أتهم فيه ظلم مايبقاش مكاني

محمود : ما هو عشان تفكيرك ده كتير من الناس بدل مايثبتوا براءتهم بيلجئوا للهروب

يوسف : عشان أسهل، عشان لو حاولت أدافع عن نفسي ماحدش هيسمعني

محمود : مين قالك كده !؟ كنت اتكلمت معايا وأنا ماسمعتكش !؟ مش كل الناس واحد في الوحش وفي الكويس فماتعممش

راح ناحية مكتبه وسند عليه وربع ايديه : أنا سامعك أهو قول كل اللي أنت عايزة ومش هكتب محاضر ولا أى حاجة تدينك، بس بررلي موقفك وساعدني كأننا أصحاب

يوسف رفع ايده اللي مربوطة مع ايد بسنت بكلبشات : أنا مش هتكلم بالكلبشات دي، ومش هتكلم هنا أنا مش متهم عندك

محمود حرك راسه بموافقة : حقك 

قرب منه ومد ايده لأمير عشان يديله المفتاح وفك الكلبشات : كده راضي !؟

يوسف حرك راسه بتأكيد ومحمود شاورله على باب المكتب : اتفضل معايا على بيتي 

أمير كشر ووقف قصادهم : أنت بتهزر يا محمود !؟ هتخرجه بجد !؟ طيب أفرض هرب !؟

محمود : لأ يوسف شاطر ومش هيهرب، صح يا جو !؟

بسنت اللي كانت ساكته طول الوقت ضحكت بخفوت ويوسف رد : عيل أنا قدامك !؟

محمود طبطب على كتفه : لأ أنت ضيفي دلوقتى فهتيجي معايا البيت تاخد ضايفتك وندردش شوية وإلا هنفك أمك 

حمحم وعدل كلامه : هنفخك أنت يعني مع احترامي لحضرة مامتك، تمام يا جو !؟

يوسف تجاهل كلامه السخيف ومسك ايد مراته كويس ومشي خطوتين ناحية باب المكتب وبص لمحمود : هنمشي إزاى !؟

محمود ابتسم ومشي قدامه : اتفضل معايا

********
دكتور فؤاد بعد ما خرج من عند يامن راح ناحية مكتبه وهو بيخبط الأرض برجله بكل غضب، خرج فونه يكلم إكس اللي أول ما فتح الخط كلمه بعصبية مدفونه جواه فهو مايجرأش يتعصب عليه : أنت لازم تشوفلك حل مع المصيبة اللي عندي ده يا باشا

جاسم : مصيبه ايه !؟

فؤاد : يامن عاملي شوشره وقالبلي المستشفى من ساعة ما دخلها، أنا كده هخسر سمعتي، اتصرف

جاسم : أنا دلوقتى مشغول أصبر شوية وأنا هتصرف 

فؤاد : ياريت

قفل الفون وقعد على مكتبه وهو بينفخ بضيق، الباب خبط ودخلت مرام وهي بتسأل نفسها يا ترى عايزها في ايه !؟ فؤاد بصلها وهو بيشاور على الكرسي قدام مكتبه : اتفضلي يا دكتورة اقعدي 

مرام قعدت وهي ساكته وبصتله بتحفز : حضرتك عايزني في ايه !؟

فؤاد : شوفي يا دكتورة مرام أنا سبق ونبهتك ماتدخليش في شغلي و__

مرام قاطعته : اه فعلا بس حضرتك ناسي إن المريض ده تحت إشرافي وحضرتك اللي سلمتلي حالته بنفسك، أنا كنت بعمل كل اللي اقدر عليه عشان حالته تتحسن وحضرتك ضيعت كل تعبي بجلسات الكهربا الغلط دي 

فؤاد : غلط !! أنتي بتعدلي عليا !؟

مرام : لا العفو حضرتك بس اللي انا درسته إن جلسات الكهرباء دي بتكون لفئة معينة من المرضى وبتكون بطريقة معينة تحت إشراف دكتور تخدير متمكن 

فؤاد ابتسم وهو بيحاول يكتم غضبه : كلامك صح يا مرام بس مش كل الحالات على أرض الواقع بينفع معاها كلام الكتب، في حالات لازم أنتى تتصرفي فيها على حسب اللي أنتى شيفاه مناسب للموقف، أصل مش معقول كل ما يحصل موقف قدامي هروح أدور في الكتب على اللي المفروض أعمله

مرام كانت لسه هتتكلم بس هو رفع ايده يسكتها : خلاص يا دكتورة اتفضلي شوفي شغلك واعتبري يامن بره مسئوليتك من دلوقتي

مرام برجاء : طيب اديني فرصة واحدة بس

فؤاد بصلها وهي كملت بإصرار : أرجوك يا دكتور فرصة واحدة بس، أرجوك، حضرتك مش عارف أهلي في البيت واقفينلي على الواحدة إزاى وأنا عايزة أنجح في حاجة كبيرة عشان اثبتلهم أنى شاطرة وأقدر أنجح لوحدي

فؤاد كان ساكت مش عارف يسمحلها بفرصة تانية ولا يبعدها خالص، بس هي فضلت تزن عليه وتترجاه زي طفلة صغيرة لحد ما زهق منها فزعق فيها وقالها تعمل اللي هي عايزاه بس دي آخر فرصة ليها بعدها هيمشيها من المستشفى خالص، وهي خرجت من المكتب وهي بتمتم : طبعا هتكون آخر فرصة وهنمشي كلنا وابقى قابلني بقى لو عرفت تقف قصادي تاني 

مشت بغيظ وهي بتدبدب في الأرض بطفولة : كان لازم يعني أخلي أهلي ناس متوحشة وبيطفوا السجاير في ايدايا عشان أصعب عليك !! راجل غلس بصحيح 

دخلت مكتبها وهي بتبتسم بشر على فكرتها المجنونة اللي بتخطت ليها وهمست : يلا نلعب

********
يوسف وصل سرايا عيلة محمود وهو ضامم بسنت لحضنه، ومحمود وأمير معاهم، محمود : تعالا يا أمير سلم على الحاج

أمير كان هيمشي بس ماحبش يزعله فدخل سلم على جد محمود وباباه وقعد معاهم شوية بعدها مشي، أما محمود فهو أخد يوسف وبسنت لغرفة الضيوف، كانت في الدور الأرضي، كبيرة شوية وفيها كل المستلزمات اللي هيحتاجوها وكمان ليها حمامها الخاص وتراس صغير بيطل على حديقة السرايا 

محمود : اتفضلوا نورتوا 

يوسف وبسنت دخلوا الغرفة ومحمود بص لنجمة بنت عمه واللي كانت بتستقبلهم، فهي رغم صغر سنها إلا إنها عاقله ومسؤولة : معلش يا نجمة حاجة بص للضيوف يشربوها لحد الغدا 

نجمة : حاضر يابن عمي 

راحت جابت عصير وحلويات بسيطة قدمتها للضيوف ومشت، ومحمود قفل باب الأوضة وراح قعد قدام يوسف : سامعك 

يوسف بص حوليه ولما اتطمن للغرفة طبطب على كتف مراته : روحي اقعدي هناك

قالها وهو بيشاور على التراس وهي بصت بتردد ليوسف ومحمود اللي ابتسم بهدوء : البيت بيتكم يا مدام، اقعدي في المكان اللي أنتى عايزاه

بسنت حركت راسها بفهم وراحت قعدت في التراس ويوسف بص لمحمود : عايز تعرف ايه بالظبط !؟

محمود : علاقتك بيامن وباخوه، تعرف ايه عن خـ.طف مليكة !؟

يوسف اتنهد وبدأ يحكي : بالنسبة لجاسم فاحنا مجرد شركاء في الشركة مش أكتر، ماكانش بينا اختلاط جامد يعني، مجرد زملا أو أنا كنت بعتبره اخو يامن ماعرفش هو بيعتبرني ايه، ماكناش قريبين من بعض وبرضه مافيش بينا خلافات، أما مليكة فأنا ورب الكعبة ماعرفش حاجة عنها، هي كانت أخت صاحبي وعمري ماكلمتها غير السلام وعامله ايه وبس، هي أصلا بطبيعتها كانت هادية جدا وبتقعد لوحدها ومابتحبش تقعد معانا كتير عشان الحرمانيه وكده، وأنا كنت محترم ده وعشان هي عرض صاحبي مستحيل انتهكه حتى لو بنظرة أو كلمة

محمود ابتسم برضا عن كلامه فالحقيقة اللي يشوف يوسف للوهلة الأولى يفكرة مش محترم وبتاع بنات وحوارات-بقلم/مريم عبدالقادر-بس هو في الحقيقة بيحترم غيره ومحترم جدا رغم أخطاءه 

يوسف كمل كلامه بسخرية ومراره : أما يامن فاحنا زي الأخوات، أو ممكن تقول كنا زي الأخوات قبل مايتهمني بخـ.طف أخته

محمود بدفاع : مين قالك إن يامن اتهمك !؟ هو مانطقش بأي حاجة بالعكس أنا كنت ملاحظ تشتته ولخبطته من ساعة ما لقينا دليل خطـ.ف مليكة عندك

يوسف قاطعه باستغراب : دليل ايه ده اللي عندي !؟

محمود بدأ يحكيله عن كل حاجة لقوها في مكتبه والدرج السري والفلوس وصور مليكة، ويوسف أتكلم بتبرير : اه الدرج السري أنا اللي عامله فعلا والدولارات بتاعتي إنما الدهب والولاعة والصور مش بتوعي

خرج من جيبه ولاعة عادية وعلبة السجاير بتاعته : مش هنكر أنى بدخن فعلا بس زي مانت شايف ولاعتي عادية ولما بتخلص برميها وبجيب غيرها حتى مش بملاها تاني

محمود حرك راسه بفهم وسأل : طيب ماتعرفش ممكن يكون حط الحاجة دي عندك !؟

يوسف حرك راسه ماعرفش، ومحمود سأل تاني : أى رأيك في جاسم أخو يامن !؟ تفتكر ممكن يكون ليه يد في اللي بيحصل !؟

يوسف سكت شوية قبل ما يتكلم بخفوت : ماعرفش

محمود : ماتعرفش، طيب ماتعرفش مين ممكن يكون خطـ.ف مليكة !؟

يوسف حرك راسه برفض : ماعرفش والله، ماعرفش

محمود : طيب هربت ليه !؟

يوسف بص على بسنت اللي قاعدة بره بتبص للريحان اللي مزروع في الحديقة واتكلم بحب : عشان بسنت، هي مالهاش حد غيري، أكيد أنت عارف خالها عامل إزاى، ده رماها في ملجأ وهي صغيرة ويوم ماجوزهالي قالي بكل بجاحة البت دي أنا متبري منها ومش عايز أشوفها تاني، ولما شافها فعلا وإحنا عنده ضربها، وأهلي برضه مش راضين عن جوازنا ولولا أني مهددهم كان زمانهم اذوها من زمان 

بصله تاني وكمل : عشان كده هربت، لأني لو كنت اتمسكت يأما هلبسها يأما هاخد وقت عشان أخرج منها وفي الحالتين هي هتتبهدل معايا 

بص في الأرض بأسف : وساعتها كانت حامل، خوفت اسيبها واسيب ابني لوحدهم

محمود : حقيقي آسفلك، أنا حاولت والله اساعدها ساعتها بس القدر كان أقوى مني

يوسف : مش ذنبك، المهم بالنسبالي إنها كويسة وإن شاء اللّٰه هنعوض الطفل وهنجيب غيره اتنين وتلاته

رفع راسه وبصله : عارف أنى غلطت بس غصب عني خوفت، خوفت على مراتي وابني وخوفت على نفسي 

محمود حرك راسه بفهم : لو كلامك فعلا صح فحقك هجيبهولك لحد عندك ومراتك اعتبرها تحت حمايتنا من النهاردة سواء من أهلك أو اي حد يحاول يتعرضلها

طبطب على كتفه يطمنه : أنا هنا ليا علاقات ومكانة وسلطة اكبر من القاهرة، وأهل البلد والفضل لله يخدموني بعنيهم فعايزك تطمن أنتوا هنا في أمان أكتر من السفر بره كمان 

ضغط على كتفه جامد لدرجة إنه وجعه : بس وربي اللي خلقني لو طلع ليك علاقة بالقضية دي من قريب أو بعيد أنا برضه اللي هجرجرك للتخشيبة بنفسي

يوسف زق ايده بعيد عنه وبصله بثقة وثبات : دور براحتك ولو لقيت دليل واحد عليا أبقى قابلني

محمود حرك راسه بموافقة واتعدل في وقفته : اتفقنا، اعتبروا البيت بيتكم بقى، بيت البدري معروف بكرمه وحسن ضيافته فخدوا راحتكم ولو احتاجتوا أى حاجة ماتترددوش تطلبوا بس___

مد ايده واخد علبة السجاير بتاعته : معلش بقى ممنوع التدخين هنا فهصادر دي، عن إذنك

مشي لحد الباب وفتحه ورجع بص ليوسف تاني : ولو حاولت تهرب هنزعل كلنا فأتمنى نبقى أصحاب أحسن

يوسف : طالما أنا بأمان هنا أنا ومراتي فمش عايز حاجة تاني

محمود : يبقى اتطمن بيت البدري آمن مما تتخيل

سابه ومشي ويوسف اتنهد بضيق فهو حقيقي تعب من كل اللي بيحصل ده

********
جاسم وصل أخيرا بيته وهو بيفتكر لما شاف عربية التاكس خبطت مليكة زي ماتهيأله وبعدها صاحب التاكس اخدها معاه ومشي، وهو اخد وقت لحد ماعرف يوصل لبيت صاحب العربية اللي لحسن حظه كان بيته على الشارع بره وعرف إن ده البيت لما شاف العربية بالأرقام اللي حفظها فزل جاب مليكة لما ادعى إنها اخته ومشي

.
فاق من ذكرياته على صوت مليكة اللي قاعدة جنبه في العربية وهي بتفوق، فتحت عينيها وهي بتئن وقبل ماتستوعب اللي حصل لقت جاسم بيفتح الباب اللي جنبها وشالها بين ايديه بسهولة ودخل البيت تاني وهي بتقاومة وعايزاه ينزلها : أبعد بقى أنا هدخل بنفسي بس ماتلمسنيش

بس هو تجاهلها لحد ما وصل الأوضة اللي كانت فيها ورماها على السرير بإهمال وهي بصتله بغضب بس هو غضبه كان أكبر بكتير، حرك راسه بهدوء وبص للي واقفه في زاوية الأوضة وقرب منها والشر باين في عينيه ليها، وهي لأول مرة تخاف منه بجد بس حاولت تتماسك

بريهان : ايه !؟ بتبصلي كده ليه !؟

جاسم بغضب : بتدخلي ليه في اللي مالكيش فيه هااه !؟ لييه !؟

بريهان : عشان أنت بتبعدني عنك

جاسم : ودلوقتي همو.تك خالص عشان أرتاح بقى

مسكها من دراعها جامد وشدها عليه وكان فعلا هيأذيها لولا تدخل مليكة اللي ماقدرتش تستحمل تقف ساكته فجريت بسرعة وقفت قدام بريهان وزقت جاسم بضعف : أبعد عنها، حرام عليك بقى اللي بتعمله ده، ايه مازهقتش !؟

جاسم بصلها وهو بيتنفس بعنف والشر خارج من عينيه بس هي ماخافتش، مليكة مش بتخاف إلا على أخوها غير كده ماحدش يقدر يهز شعرة منها

جاسم : ماتدخليش

مليكة : عايز تضربها اقتـ.لني أنا الأول

جاسم عض على شفايفة جامد لحد ما جابت دم ورد : أنتى عارفه أنى مش عايز اقتـ.لك عشان كده بتستفزيني !؟

مليكة ابتسمت بسخرية : لأ أنا عارفه إنك ماتقدرش تقتـ.لني حتى لو حاولت

جاسم : ماتخلنيش اقتـ.لك بقى

مليكة بثقة : جرب كده

جاسم كان بيبصلها بضيق وفعلا كان في حاجة منعاه غصب عنه يقرب منها، وفضلوا كده لحد ما بريهان قدرت تتمالك نفسها ومرة واحدة زقت مليكة جامد من قدامها : وسعي كده ماحدش طلب منك تدخلي 

وقفت هي قدامها وقربت من جاسم بخطوات مش ثابته لحد ما وقفت قدامه وبصتله، وبعدها ابتسمت كأن مافيش حاجة حصلت وحضنته : فعلا ماغلتطش لما حبيتك

مليكة كانت بتبصلهم بعدم فهم لأي حاجة، وجاسم بعد بريهان عنه : وسعي بقى وخلي عندك شوية كرامة 

بريهان : مافيش كرامة بين اللي بيحبوا بعض

جاسم : وأنا مش بحبك

بريهان ببساطة : بس أنا بحبك، أتجوزني بقى

جاسم زقها جامد بعيد عنه وخرج من الأوضة بس هي خرجت وراه بسرعة ومسكت دراعه : استنى يا جا___

قبل ما تكمل باقي اسمه زقها بسرعة جوه الأوضة اللي كان بيقعد فيها : أنا هوريكي أنى إكس بمعنى الكلمة 

ماسابلهاش فرصة ترد وقفل الباب عليها بالمفتاح وبص لرجالته : ماحدش يقرب من الأوضة دي، ولا آكل ولا مياه تدخلها، خليها تمو.ت، واعتبروا دي آخر فرصة ليكم بعدها هقتـ.لكم من غير ماسمع أي أعذار

بص للممرضة اللي كانت حرفيا واقفة جوه الحيطة من الخوف : اللي اسمها مليكة دي اتعورت في رجليها شوفيها 

سابهم ومشي من البيت خالص وهو عارف إنه صعب يلاقي بديل ليهم دلوقتى فعشان كده قرر يسيبهم شوية وبعد ما يخلص خطته هيقضى على الكل، دلوقتى يركز مع يامن وبس

.
أما جوه البيت صافية دخلت بسرعة عند مليكة وأول ما شافتها حضنتها جامد : خوفت عليكي أوي الحمد لله إنك كويسة

مليكة : ماتخافيش عليا أنا بخير

صافية : خليني أشوف رجلك، ايه اللي حصل !؟

مليكة راحت قعدت على السرير بتعب : خشبة دخلت فيها 

صافية : ومالك بتتكلمي كأنها شوكة كده ليه !؟ وريني رجلك خليني أعالجها

قعدت قصادها تعالج رجلها بالأدوات بتاعتها، أما مليكة فكانت سرحانه تماما بتفكر في بريهان وياترى مين دي !؟ وتعرف جاسم منين !؟ وليه بتعمل كل ده !؟ معقول بتحبه فعلا زي ما قالت !؟ بس ليه بتهين نفسها بالشكل ده !؟

********
منى زي العادة في كليتها وكان عندها امتحانات ميد تيرم، خلصت الامتحان وخرجت من اللجنة وهي هادية تماما فهي رغم هبلها ودماغها النص طاقة إلا إنها شاطرة جدا في دراستها وبترتب على دفعتها كل سنة لدرجة إنها مرشحة للتعين في الكلية بعد الجامعة لو رتبت السنة دي كمان

راحت كافيتريا الجامعة وجابت عصير وبسكوت وكريب وباتيه وقعدت تاكل بكل بساطة كأنها ماكانتش من دقايق في امتحان لأكتر دكتور شديد عندهم، خلصت الكريب والباتيه والعصير وقامت راحت مكانها السري وقعدت على السلالم، فونها رن وكانت مامتها فرد عليها : تونه حبيبة قلبي وحشاني وحشاني وحشاااااني مووووت

فاتن : والله !! أنا اللي وحشاكي برضه ولا أكلي !؟

منى : وده سؤال برضه يا تونه أكيد أكلك طبعا

ضحكت ومامتها بتضرب كف على كف : تعرفي أنى غلطانه أنى فكرت اتطمن عليكي، اقفلي يابت

منى : واهون عليكي يا تونتي !؟

فاتن : لأ ماتهونيش عليا، طمنيني عملتي ايه في الامتحان !؟

منى : لا تقلقي يا مامي بنتك عبقرية زمانها 

فاتن : قولي الحمد لله ياحبيبتي عشان النعمة ماتزولش من ايدك، اللي مابيحمدش ربنا على النعمة بتزول من وشه 

منى : الحمد لله، تسلميلي يا تونتي 

فاتن : يلا مش هعطلك بقى يا حبيبتي على مذاكرتك وبعد ماتخلصي امتحانك التاني هرن عليكي تاني

منى : حاضر يا ماما مع السلامة

قفلت معاها وخرجت مادة الامتحان الجاي، وقعدت تراجع بصمت وهي بتاكل البسكوت كأنها بتقرأ رواية مش كتاب صيدلي كله باللغة الإنجليزية المعقدة

قطع تركيزها وهدءها الداخلي عمار اللي قعد جنبها بابتسامة، فهو بقاله فترة مش بيلاقيها في أى مكان : ليكي واحشة يا صاحبة القلم السخيف 

منى رفعت القلم بتاعها اللي كانت بتذاكر بيه واتكلمت بهدوء : ماتسخرش من قلمي لو سمحت، ده مثقف جدا

عمار ضحك وبص على الكتاب اللي في ايدها : بتعملي ايه !؟

منى : بذاكر وحضرتك شتتني

عمار : خليني أساعدك طيب 

منى أخيرا حركت عينيها من على الكتاب وبصتله، وهو كان وحشاه عيونها فبص فيهم بتركيز وهي اتكلمت : حضرتك عايز ايه منى !؟ بقالك فترة بتطلعلي من كل مكان !؟ حضرتك عايز حاجة مني !؟

عمار سكت شوية وهو متردد يتكلم ويقول اللي حاسس بيه ولا لأ، وبعد وقت طويل من الصمت من الطرفين عمار أتكلم بلخبطه : أناااا، هو أنا يعني كنت عايز أقولك على حاجة 

سكت تاني وبعدها كمل بعد ما رتب كلماته وبص في عيونها : بقالي فترة طويلة بالي مشغول بيكي وبفكر فيكي كتير، وآخر فترة لما اختفيتي من قدامي كنت مخنوق جدا وحاسس بحاجة مهمة نقصاني وكل تفكيري فيكي أنتى بس

منى قلبها كام بينبض بعنف وعقلها مش مستوعب معنى كلامه، وهو كمل كلامه بخفوت : أنا شكلي حبيتك ولا ايه !؟

منى رجعت لورا شوية واتكلمت بتهتهة : أنت، أنت بتقول ايه !؟

عمار : تتجوزيني !؟

منى وشها أحمر وقلبها صوته مسموع من كتر الدق وايديها بدأت ترتجف جامد وعيونها بتتهوه : أنا !؟ عايز تتجوزني أنا !؟

عمار ابتسم فمن الواضح إن هو ليه تأثير عليها هو كمان : اه شايفة حد غيرك هنا !؟

منى اتكسفت أكتر وبصت في الأرض وهي بتحاول تكتم ابتسامتها، وهي بتبص بعشوائية في المكان عينيها جت على الدبلة اللي في ايد عمار فالإبتسامة اختفت من على شفايفا وبصتله : أنت بتعرض عليا الجواز وأنت خاطب !؟

عمار بص على دبلته وحركها بايده التانية واتكلم بتردد : هوواا ماهو إحنا هنجرب يعني العلاقة بينا هتنجح وهنعرف نتأقلم مع بعض ولا لأ، ويعني في الوقت ده مش هنقول لتيسير حاجة لحد مانشوف هتعمل ايه هنكمل مع بعض ولااا

بصلها يشوف رد فعلها على كلامه، وهي بتبص عليه باسبهلال وهي بتسأل نفسها ازاى اخطبوت بيتكلم أو كائن فضائي، ومرة واحدة قامت وقفت واتحولت البنت الرقيقة المكسوفة لواحدة مافيش كونترول على لسانها أو عقلها : ناااااعااااااام، نعم يا عن النونة !؟ نعم يا روح ماما !؟ نعم يا عسلي !؟ نعم ونعم كمان يا الدلعدي !؟

___________يتبع

بقلم/ مريم محمد عبد القادر 

دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍

 •تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent