رواية رهينة بين يدي منافق الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم مريم محمد
البارت_السادس_والعشرون
لم تعرف الدنيا كَحب محمد ، حُبَّا تجاوز في تساميه المدى
من لم يَذق في العُمْرِ لذة حبه ، أنى له يلقى الحب موردا
يارب أسعدنا برؤية وجهه ، فالشوق زاد مع الحياة توقدا
صَلَّى عليك إِلينا ما أشرقت ، شمس وما لبَّى المصلون الندا
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
في غرفة هادية عكس صاحبها، كان قاعد على الأرض على سجادة الصلاة بعد ما صلى الضحى بيبص للسما من الشباك المفتوح ونسمات الهوا الباردة بتعدي من الشباك عشان تضم وشه بخفة
اتنهد بحرارة عشان أنفاسه تختلط مع البرودة وهمس : يلا بينا بسم اللّٰه
قام من على الأرض وهو بيبتسم وساب بيته ومشي وهو مصمم على اللي عايزه
********
الممرض اللي ماسك يامن كان بيزعق بكل صوته يطلب المساعدة، ويامن مستمر في خنـ.ق مرام اللي بتبصله ووشها أحمر ودموعها بدأت تنزل على خدها لحد مانفسها اتقطع بين ايديه
الممرضين والدكاترة جم على صوت الممرض العالي، وعرفوا يبعدوا يامن عن مرام اللي رجعت تتنفس تاني وتكح وتشهق، وكان في دكتورة أكبر منها بشوية اخدتها في حضنها وبتطبطب على ظهرها : اتنفسي يابنتي اتنفسي
مرام كانت بتتنفس بعنف ورفعت عينيها بصت ليامن اللي الممرضين مكتفينه، وهو بيبصلها بشر فدموعها نزلت تاني وبصت للدكتورة اللي حضناها : أنا عايزة بابا
الدكتورة : ماتخافيش إحنا معاكي وهو مش هيعرف يعملك حاجة تاني
مرام حركت راسها برفض وهي بتعيط بشحتفة : لأ لأ أنا عايزة بابا، خلوا بابا يجي
عيطت أكتر وماحدش عرف يسكتها غير لما كلموا باباها وبلغوه باللي حصل وطلبوا منه يجي المستشفى، وفؤاد أمر الممرضين ياخدوا يامن على مبنى الحجز، وده مبنى صغير موجود ورا المستشفى في مكان معزول لوحده فيه غرف كلها فاضية بشبابيك وبيبان حديد، يعني مكان أقرب للسجن بيحجزوا فيه الحالات اللي بتشكل خطر على اللي حوليها
مرام كانت قاعدة في مكتب فؤاد اللي بيبصلها بشماته وبتعيط، فؤاد : شوفتي يا دكتورة إن كلامي طلع صح، حالات زي يامن ده خطر على اللي حوليه وطرق العلاج العادية مش بتنفع معاهم
مرام بعياط : كان معاك حق يا دكتور، أنا آسفه كان لازم أسمع كلام حضرتك من الأول
فؤاد ابتسم بشماته ومرام خرجت فونها وبعتت لحد رسالة وحطت فونها في جيبها تاني وهي بتمسح دموعها، وفي الوقت ده ناصر وصل مخضوض وخايف على بنته، أول ما شاف مرام قرب منها بلهفة وحضنها بخوف عليها : حبيبتي يا مرام أنتى كويسة !؟ طمنيني عليكي يا بنتي
مرام حضنت باباها هي كمان بتستخبى في حضنه وعيطت تاني : كان هيموتني يا بابا، كنت هموت
ناصر ضمها جامد : بعد الشر عليكي يا بنتي، الحمد لله إنك كويسة الحمد لله يا حبيبتي
فؤاد : معلش يا دكتور هي بس عشان خبرتها قليلة فماعرفتش تتعامل صح مع المريض، بس الحمد لله الممرضين اتدخلوا في الوقت المناسب
ناصر بعصبية : لأ لأ أنا بنتي مش هتشتغل هنا تاني، عايزني بكره اجي اخدها جـ.ثة ولا ايه !؟ تفضل في حضني بخير أحسن من الرعب ده
مرام فتحت عينيها بذهول من كلام باباها اللي عايز يبوظ شغلها، رفعت راسها بهدوء وبصتله : لأ يا بابا أنا___
ناصر قاطعها بحزم وهو مكشر : لأ ايه يا بابا !؟ هو أنا مستغني عنك ولا لاقيكي في جامع عشان ارميكي الرمية دي !؟ ده أنتى بنتي الوحيدة يا مرام
مرام : ماتخافش يا بابا أنا خلاص اتعلمت الدرس وبعد كده هسمع كلام دكتور فؤاد
فؤاد : معاها حق يا دكتور، هي خلاص بعد كده هتشتغل في عيادتها وهتسمع الكلام
مرام حركت راسها بتأكيد ودخلت في حضن باباها وعيطت تاني : مش هتعامل مع مجانين تاني يا بابا أنا مش هطلع من عيادتي تاني
ناصر اتنهد بتعب وطبطب على ظهرها : خلاص طيب بطلي عياط أنتي كويسة
مرام كانت مستمرة في العياط وهي دافنه وشها في حضن باباها اللي بص لفؤاد : معلش يا كتور ممكن اخدها معايا النهاردة، حضرتك شايف حالتها
فؤاد : اه طبعا تقدر تاخدها، ألف سلامة عليكي يا دكتورة
ناصر اخد مرام وخرج من المستشفى تحت نظرات الدكاترة والمرضيين اللي كلهم واقفين بيتهامسوا على اللي حصل بعد ما الخبر انتشر في المستشفى كلها
ناصر ومرام وصلوا للعربية وناصر ركب مرام وركب جنبها وأول ما قفل الباب ضربها على راسها : بس تمثيل يا بت
مرام مسحت دموعها بسرعة وطلعت فونها وهي بتضحك : اجازة على قفا المدير
ناصر حرك راسه بقلة حيلة منها فهو عرف إنها بتمثل العياط أول ما شافها، ومن كلامها عرف إنها بتقول أى حاجة فهو عارف إنها مش بتقول كلمة مجانين دي غير بهزار فهي مش معترفة بيها أصلا، ربط حزام العربية وساقها وهو مركز مع بنته اللي رنت على حد واستنت الرد بس ماحدش رد فمسحت دموعها اللي جاهدت كتير عشان تعيطها، وفتحت برنامج الرسايل وبعتت رسالة لحد واستنت رد بس ماحصلش
ناصر : بتكلمي مين !؟
مرام : مافيش
قفلت الفون وحطته على تابلوه العربية وبصت لباباها : بابا أنا عايزة آيس كريم ممكن تجيبلي !!
ناصر وقف العربية على كورنيش النيل ونزل جاب اتنين آيس كريم وقعد مع بنته ياكلوا : احكيلي بقى ايه اللي عملتيه ده !؟ وبتخطتي لايه !؟
مرام : لو حد مظلوم يا بابا وحضرتك عارف ده وتقدر تساعده هتعمل ايه !؟
ناصر بدون تردد : طلاما مظلوم فأكيد هساعده طلاما أنا قادر على ده
مرام حركت راسها بفهم وبصتله وبدأت تحكيله كل حاجة من ساعة ما يامن وصل المستشفى وعن حياته واللي بيعمله وكل حاجة بالتفصيل وتحليلها هي لشخصيته وحالته، وباباها سامعها بتركيز وبعد ما خلصت : وهو ده ينفع برضه !؟ وبعدين ماقولتليش ليه كل ده من الأول !؟
مرام باحراج : كنت عايزة اساعده يا بابا، هو مظلوم أنا متاكدة
ناصر حرك راسه بفهم وبعدها هي بصتله : تفتكر هنجح !؟
ناصر : لأ طبعا أنتى أصلا هبلة وهما أهبل منك عشان ماشيين وراكي
مرام بغيظ : بابا
ناصر : بابا ايه بقى ده أنتى اللي بابا
بصلها ورفع طرف الطرحة من على رقبتها بس هي ابتسمت : ماتقلقش عليا
ناصر : أنتى بنتي إزاى ماتقلقش عليكي !؟
مرام حضنته بحب وهمست : ممكن لما نروح تقول لماما اللي حصل !؟
ناصر : ليه بقى !؟
مرام : عشان، عشان العريس اللي جاي
ناصر قاطعها بهدوء : شوفي يا مرام أنا اه بدعمك بس اللي بتعمليه غلط
مرام بصتله برفض وهو : مش معنى إنك عايزة تثبتي نفسك وتنجحي في شغلك إنك توقفي حياتك، لأ يا مرام دي حاجة ودي حاجة تانية، ونجاحك في بناء بيت سوي ومتزن ده يعتبر نجاح برضه ونجاح كبير، فأنا مش هسمحلك توقفي حياتك الأساسية عشان شغلك، شغلك ده مساعدة للناس أكتر إنما حياتك الشخصية تخصك أنتى
مرام بصت قدامها وسكتت بضيق هي معجبة بيامن ومش عارفه تقول لباباها ازاى، وناصر كمل : هتقابلي حسن هو إنسان كويس، ارتاحتوا لبعض يبقى على بركة الله، مارتحتوش خلاص كل شئ قسمة ونصيب وربنا يرزقكم أنتوا الاتنين بحد أحسن، ماشي يا مرام !؟
مرام ماردتش فناصر كرر بحزم : قولت ماشي يا مرام !؟
مرام : حاضر يا بابا
ناصر : ربنا يهديكي يا بنتي
مرام سندت راسها على شباك العربية وسرحت طول الطريق لحد البيت
********
محمد على وقت الظهر صحى فكل البيت سهر لحد وقت متأخر وصحيوا متأخر كمان، نزل للسرايا تحت شاف نجمة زي عادتها بتساعد في شغل البيت فقرب منها وهو بيتلفت حوليه : أوعى القمر
نجمة بصتله وبتحاول تداري كسوفها : مش عيب عليك يابن عمي تتكلم معايا كده !!
محمد بغمزة : لأ مابقاش في عيب خلاص ولا ابن عمي كمان، ده أنتى بقيتي مراتي خلاص
نجمة اتكسفت وجريت بسرعة دخلت المطبخ ومحمد بيبص عليها بهيام وابتسامة بلهاء-بقلم/مريم عبدالقادر-وفجأ لقى اللي بيضربه على راسه من ورا : صحيح انتوا كتبتوا الكتاب بس لسه ماعملتوش فرح ودخله يا جلنف
محمد : أبا
جمال : يلا بينا على الأرض يا واد
محمد : عايزني أروح الارض بدري كده يابا أومال لو ماكناش سهرانين لحد نص الليل عشان الفرح كنت عملت ايه فيا !؟
جمال : كنت علقتك مكان خيال المآتة ياخويا، امشى قدامي يلا
محمد : لأ بقى ده ظلم، يعني محمود يروح مع منصورة وأنا أنزل اتسحل في الأرض
جمال : وهو كان رايح ليه !؟ مش عشان يوصل العرسان ويتطمن عليهم
محمد : اه، حجة البليد، ده كان عامل زي العيل الصغير وهو ماسك في فستانها وشبطان يروح معاها وقال ايه اطمن عليها، لأ وكله كوم وإصراره محدش يروح معاه كوم تاني
قرب بسرعة من جمال ومسك دراعه وبدأ يتكلم بهمس : صدقني يابا الواد ده تلاقيه بيعمل حاجات اكده واكده عشان كده أصر يروح لوحده، تلاقي جايب استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم منكر ومنكرات
جمال ضرب محمد على راسه وهو بيزقه بعيد عنه : اسكت بدل مانفخك، الله يسامحك لبشت جتتي
مسكه من قفاه وكمل : وبعدين منكر ايه يا وااد ده اللي هيجيبه !؟ هو اخوك وش ذلك برضه !؟
محمد : وأنت ايش عرفك يابا !؟ مش أنت اللي سبته يسيب البلد ويروح العاصمة، زمانه شاف البنات والدنيا والحلويات في كل حته وانحرف
جمال مسك عصايته اللي بيتسند عليها ورفعها كأنه هيضربه : أنا عمال أقول دلوقتى يسكت ويعقل إنما أنت مصمم تتربى تاني كأنك عيل، تعالا بقى
محمد أخد طرف جلابيته الرجاليه -اللي بيلبسها وقت الشغل عشان بتكون مريحة اكتر- وطلع يجري بره السرايا، وجمال نزل عصايته على الأرض : عيال تخاف، صحيح عيل صايع
شاكر نزل من غرفته وشاف محمد بيجري وجمال واقف بيتوعدله فضحك : هتفضلوا لامتى عاملين زي القط والفار كده !؟
جمال بصله : صباح الخير على عيونك يابا
شاكر : صباح النور يابني ماسك في محمد ليه تاني !؟
جمال : اااخ منه الواد ده هيرفعلي ضغطي
شاكر ضحك : عملك ايه بس !؟
جمال : نزلت لقيته عمال يعاكس في نجمة واقوله يلا نروح الأرض يقولي هنروح بدري كده، دي الساعة بقت واحده وهو بيقولي بدري
شاكر طبطب على كتفه : هدي نفسك أنت ويلا بينا على الشغل
جمال : مش هنطمن على منصورة !؟
شاكر بابتسامه : اتطمن أنا قلبي متطمن عليها، وآخر اليوم إن شاء اللّٰه نبقى نكلمها وكده كده هنروحلها بس يعدي يومين
مشي وجمال مشي جنبه : هاجر مابطلتش عياط طول الليل بعد ما أمها مشت
شاكر : هي لسه صغيرة ومتعلقة بأمها جدا حقها تعيط، هبقى اخليها تكلمها بالليل إن شاء اللّٰه
جمال : إن شاء اللّٰه
********
أما على الناحية التانية عند العرسان، سامح صحى من نومه على ريحة آكل جميلة جدا قام ظبط نفسه وراح المطبخ، لقى منصورة واقفة بتطبخ وهي لابسة عباية بيضا رقيقة جدا زي رقتها وفارده شعرها الطويل على ظهرها
قرب منها واتنحنح : صباح الخير
منصورة بصتله بابتسامة : صباح النور يا حبيبـــ
بلعت باقي الكلمة بكسوف وهو قرب منها بلهفة : قوليها بقى يا منصورة تعبتيني معاكي
منصورة ابتسمت وكانت رايحه ناحية التلاجة لولا ايد سامح اللي مسكت درعها وقفتها : مافيش هروب دلوقتى كملي كنتي هتقولي ايه !!
منصورة : طيب مانت ماقولتهاش لحد دلوقتي
سامح : وهو حبي ليكي مش كفاية والكلمة هي اللي هتكفيكي !؟
منصورة بصتله بكسوف لطيف : هتكمل
سامح بابتسامة حب : بحبك يا حبيبتي
قالها وهو مستغرب حال نفسه من يوم واحد، بعد ما كان بيتلخبط وبيتوتر بقت كل خليه فيه عايز تصرخ بأعلى صوتها بحبها لمعشوقته، وهي همست : وأنا بحبك يا حبيبي
سامح وقلبه بينبض بلهفة وعيونه بتدور على الصدق في عيونها : بجد يا منصورة أنا حبيبك !؟
منصورة مدت ايدها حضنت ايده بيها : يشهد ربنا على كلامي ده
سامح قربها منه بلطف وضمها لقلبه الملهوف عليها والدموع بتلمع في عينيه من شدة سعادته، وأخيرا انعقد الوصال بين قلبه وقلبها بعد صبر ودعاء سنين وسنين، ومنصورة هي كمان سمحت لنفسها تغوص في بحر حبه أخيرا وتستمتع بدفئ روحه، رفعت ايديها برقة على ظهره وشاركته في حضنه ليها وهي سامعاه بيهمس وبيحمد ربنا إنه رزقه بيها وكأنها فعلا أعظم انتصارته زي ما بيصفه العشاق
بعدها عنه بهدوء وبصلها وهي رفعت ايدها مسحت دموعه من على رموش عينيه واتكلمت بهدوء كأنها بتكلم ابنها الصغير : من النهاردة إن شاء اللّٰه هتكون حياتنا كلها سعادة وحب، أنا وأنت وهاجر
سامح : ربنا يقدرني وأبقى قد ثقتكم فيا
منصورة حبت تكسر الجو فده وقت سعادتهم : تعالا نفطر يلا زمانك جعان أوي
سامح : وبعدها نكلم هاجر زمانها وحشتك
منصورة بحب : وحشتني أوي يا سامح، دي أول مرة تبات بعيده عن حضني، وقلبي واكلني عليها
سامح : سلامة قلبك، دلوقتى تكلميها وبكره نروح نجيبها تعيش معانا، أنا عايزها تيجي النهاردة قبل بكره كمان
منصورة ابتسمت وسامح شمر كم البلوفر اللي لابسه ومد ايده يساعدها في تحضير الفطار، وهما الاتنين بيتبادلوا النظرات والابتسامات بينهم
********
مليكة في حبسها صحت من نومها فتحت عينيها وبصت في السقف وهي بتفتكر الحلم الغريب اللي حلمت بيه، صافية شافتها فقعدت جنبها وسألت : مالك مسهمة كده ليه حتى ما قولتيش دعاء الصحيان من النوم !؟
مليكة : حلمت حلم غريب، كان في صوت راجل بيقولي ماتخافيش
صافية ابتسمت بمشاكسة : مين ده بقى اللي نال شرف إن أميرتنا بنفسها تحلم بيه !؟
مليكة وهي بتقعد : ماعرفش أول مرة أسمع صوته وماشفتهوش، الدنيا كانت ضلمة
صافية : يمكن اخوكي
مليكة سكتت شوية وبصتلها : تعرفي أنى شوفت جاسم في حلمي
صافية بشفقة : للدرجة من كتر اذيته ليكي بيجيلك في الحلم !؟
مليكة حركت راسها بنفي : كان بيعيط
صافية باستغراب : جاسم بيه يعيط !! لأ دي وسعت منك أوي
مليكة نزلت راسها لتحت وهي بتفتكر شكل جاسم في حلمها، بس نفضت أفكارها بسرعة فهي آخر فترة بتحلم كتير أحلام كلها عشوائية ومش مفهومة، بصت لرجلها المصابة وبتفكر يا ترى أخوها عامل ايه دلوقتي !؟ هي فاكره الموس اللي جاسم طلعه قدامها وخايفة يكون حصل لأخوها حاجة، رفعت راسها وبصت لصافية واتكلمت بخفوت : صافية ممكن أطلب منك خدمة !!
صافية : أنا عنيا ليكي
مليكة : عايزة فون
صافية اتوترت ومليكة بصتلها برجاء : خمس دقايق بس
صافية : أنا ماعيش فون، جاسم بيه أخده منى أول ما جيت
مليكة : يا صافية
صافية اتنهدت : مافيش غير كبير الرجالة اللي بيتواصل مع جاسم بيه على طول هو ده اللي معاه تليفون
بصتلها : بس مش هيرضى يديهولك، بيخاف أوي من جاسم بيه
مليكة سكتت شوية وبصتلها : معاكي حجاب ألبسه
صافية حركت راسها بموافقة وجابتلها طرحة صغيرة من بتوعها فلمت شعرها ولبستها على الفستان الشتوي التقليل اللي كانت لابساه وقامت وقفت، صافية : رايحه فين يا مليكة !؟
مليكة : خارجه بره
صافية قلبها وقع من كلامها ومسكت ايدها : لأ بالله عليكي أنتي كده هتودينا كلنا في داهية
مليكة بصتلها بهدوء : ماتخافيش
راحت ناحية الباب وصافية متعلقة في دراعها وبتترجاها ترجع، بس مليكة خرجت وأول ما الرجالة شافوها وقفوا بتحفز وكبيرهم قرب منها بسرعة : رايحة فين يا أستاذة !؟
مليكة : ممكن تسلفنى فونك خمس دقايق !؟
الراجل : أدخلي أوضتك يا أستاذة ماتجيبليناش الكلام
مليكة : خمس دقايق بس والله
الراجل زقها في كتفها عشان تدخل بس هي بسبب ضعفها وقعت في حضن صافية اللي كانت واقفة وراها فمسكتها بسرعة، والراجل اتوتر وكان عايز يتطمن عليها فهي لو حصلها حاجة جاسم مش هيرحمه، بس قبل ما يتحرك لقى فونه بيرن برقم جاسم فالخوف ظهر على ملامحه، ومليكة أخدت بالها من اللي بيحصل فمدت ايدها قدامه : هات أرد عليه
الراجل حرك راسه برفض وهي ابتسمت ابتسامتها اللي بتطمن أى حد : ماتقلقش ده أخويا أصلا
كلهم اتصدموا فدي كانت آخر حاجة يتوقعوها، وهي مدت ايدها أخدت الفون من ايد الراجل وردت بهدوء : عايز ايه !؟
جاسم : ده رد ترديه !؟ خارجه ليه من اوضتك !؟
مليكة كانت بترد وهي بتدور على الكاميرا اللي شايفهم منها : كنت خارجه أدور على فون عشان أبلغ عنك
جاسم ضحك بصوت عالي : صراحتك المفرطة دي هي اللي هتوديكي في داهية
كشر تاني : أدخلي اوضتك يا مليكة
مليكة : ولو ما دخلتش !؟
جاسم : هعمل فيكي اللي عملته في يامن
مليكة الخوف بان على وشها وبصت في الكاميرا اللي لقتها : عملت ايه في أخويا !؟
جاسم : هحكيلك لما اجي، دلوقتى أدخلي اوضتك
مليكة نزلت الفون على ودنها ودموعها بتلمع في عينيها وهي منعاها، وكبير الرجالة أخد الفون من ايدها بسرعة ورد على جاسم اللي رد بهدوء بس التهديد كان واضح في صوته : ايدك اللي مدتها عليها دي هقطـ.عهالك
الراجل بلع ريقه بخوف وجاسم كمل كلامه : دخلها اوضتها وأوعى تزقها تاني، أنا بس اللي مسموحله يمد ايده عليها
الراجل وهو بيشتم جنانه في سره : حاضر يا باشا مش هتتكرر تاني واعتبرها رجعت
جاسم : يبقى احسنلك
قفل السكة في وشه والراجل قرب من مليكة : ارجعي اوضتك يا أستاذة ماتخلنيش أستخدم العنف معاكي
كان بيهدد بس عشان ترجع لكن هي ماتحركتش فبص لصافية اللي شدتها براحه لجوه وقفلت الباب وقعدتها على السرير : ينفع كده برضه اللي بتعمليه ده !؟
مليكة بصتلها بدموع : أذى يامن، حاسه قلبي هيقف من الوجع يا صافية
صافية بدموع : بعد الشر عليكي، يارب اللي يزعلك وأنتى لأ
مليكة قامت بسرعة دخلت الحمام واتوضت وخرجت تصلي ركعتين قضاء حاجة ارتاحت بعدهم، فرفعت ايديها تدعي لاخوها وهي واثقة إن اللي مع ربنا عمره ما بيضيع
********
يوسف كان قاعد في سرايا عيلة البدري بيفتكر اللي محمود قالهوله في فرح منصورة قبل ما يمشي وكان قلقان جدا، ولعن نفسه ميت مرة إنه قاعد متكتف بالشكل ده، رفع عينه وبص على بسنت اللي واقفة مع نجمة بيتكلموا ويضحكوا ومش عارف قراره كان صح ولا لأ !؟
بص للأرض واتنهد بضيق فلقى بسنت بتقعد جنبه بقلق : مالك يا حبيبي !؟
يوسف بصلها ولما شاف القلق في عيونها ابتسم وضمها ليه وهمس : ماتخافيش مافيش حاجة
بسنت كانت محرجة إنه حاضنها كده في نص المكان وممكن أى حد يشوفهم بسهولة، بس هي ماتقدرش تقاوم حضنه فخبت وشها في كتفه وبادلته الحضن
.
وعلى الناحية التانية نجمة واقفة بتتفرج عليهم وهي مبتسمة بكسوف، وعلى السلالم هاجر كانت نازلة وعيونها منفوخة من كتير العياط وأول ما شافت يوسف وبسنت وقفت وبصت عليهم ببلاهة قبل ما بسنت تشوفها، فبعدت عن يوسف وهمست بخجل : الناس شايفينا
يوسف بص عليهم واتنحنح واخد بعضه وخرج بره السرايا خالص، وبسنت ضحكت عليه وراحت ناحية هاجر وسألت : بتعيطي ليه !؟
هاجر : ماما وحشتني أوي، أنا عايزة أروحلها
نجمة : ياكسوفي تروحي فين دلوقتي !؟ لسه استنى تلات أربع أيام على الأقل
هاجر : لأ مش هقدر استحمل كل ده أنا عايزة ماما دلوقتى
عيطت تاني وهي بتشهق بطفولة، وعلى صوتها سمية مامت محمود خرجت من المطبخ وضمتها بحنية فهي مقدرة مشاعرها : بس يا حبيبتي ماتعيطيش
هاجر دفنت وشها في حضن سمية واتكلمت بطفولة : أنا عايزة ماما يا خالتو
سمية : وهو أنا مش ماما برضة !؟
هاجر حركت راسها بتأكيد : اه بس أنا عايزة ماما منصورة
سمية طبطبت على شعرها وظهرها : طيب تعالي كلميها في التليفون
هاجر حركت راسها بموافقة قبل ما تلاقي شاكر جدها داخل السرايا وعلى وشه ابتسامة بشوشة وماسك الفون في ايده : هاجر تعالي كلمي أمك
هاجر عياطها اتحول لضحكة كبيرة وطلعت تجري أخدت الفون من جدها واتكلمت بدموع فرحة وشوق : ماما
منصورة بحب : عاملة ايه يا حبيبي !؟
هاجر : ماما أنتى واحشاني أوي، هتيجي تاخديني امتى !؟
منصورة : مش كبرتي على كده يا هاجر !!
هاجر بدموع : لأ أنا بحبك أوي يا ماما
منصورة ابتسمت : وأنا كمان بحبك أوي يا قلب ماما وهاجي اخدك في أقرب وقت، أنا ماقدرش أعيش من غيرك
هاجر حضنت الفون بايديها وقعدت على الكنبة تتكلم مع منصورة وتشبع من صوتها شوية ومنصورة بتطمنها، وبعدها العيلة كلها كلمتها وباركتلها هي وسامح
********
في مستشفى الهبة، ممرض بيجري بهلع في طرقات المستشفى رايح ناحية مكتب دكتور فؤاد وهو بيتمتم بكلمات غير مفهومة بس اللي كان واضح عليه زي الشمس هو خوفه الكبير
وصل لمكتب فؤاد خبط على الباب ودخل قبل مايستنى الأذن اللي خلا دكتور فؤاد يتعصب عليه ويزعق : في ايه يا حيوان أنت داخل زريبة ولا ايه !؟
الممرض قرب منه بهلع وقال بلخبطه : روحنا في داهية، روحنا في داهية يا دكتور
فؤاد باستغراب : في ايه يا خميس الزفت أنت !؟ ايه اللي روحنا في داهية ده !؟
خميس قرب منه أوي واتكلم بخفوت عشان ماحدش يسمع اللي هيقوله : يامن مش موجود في الحجز المنفرد
فؤاد بهلع : نعم مش موجود إزاى يعني !؟ يعني ايه مش موجود إزاى ده حصل !؟
خميس : مش عارف والله يا دكتور، أنا روحت عشان اوديله الأكل بقاله يوم كامل ماحطش حاجة في معدته لقيته مش موجود، الباب مقفول بالسلاسل الحديد والقفل مقفول زي ما هو بس يامن اختفى
فؤاد خبط على مكتبه بعنف : اختفى إزاى يعني !؟ اتبخر !؟
حط ايده على وشه وعينيه بتتحرك بخوف : أنت عارف لو إكس عرف هيعمل فينا ايه !؟
خميس سكت فهو مش قادر يتخيل اللي ممكن يحصل فيهم، وفؤاد بصله : مرام، فين الدكتورة مرام !؟ أكيد هي تعرف حاجة عن اللي بيحصل ده، أكيد ليها يد فيه
خميس : ماعتقدش يا دكتور، هي من ساعة ما مشت مع أبوها مارجعتش تاني
فؤاد بعصبية : خلي اعتقاداتك لنفسك ورنلي عليها حالا
خميس : ماعيش رقمها يا دكتور
فؤاد بعصبية مفرطة خرج فونه من جيبه ورن على مرام اللي ردت عليه تاني مرة : ألو ايوه يا دكتور فؤاد
فؤاد بيحاول يسيطر على أعصابه وبيتكلهم بهدوء خارجي : أنتى فين يا دكتورة !؟
مرام باستغراب : في البيت، هو في حاجة حضرتك !؟
فؤاد : متأكدة إنك في البيت !؟ يعني ماجيتيش المستشفى تاني !؟
مرام باستغراب اكتر : لأ ماجيتش المستشفى، أنا روحت مع بابا وقا___
قطعت كلامها لما مامتها نادت عليها فهي ردت : ثواني يا ماما بكلم دكتور فؤاد المدير، هخلص واطلع حاضر
هناء : طيب ماتتأخريش الناس قاعدين بره
مرام بضيق : حاضر يا ماما جايه خلاص
بصت لفونها وردت : آسفه يا دكتور أصل متقدملي عريس وماما من ساعة ماروحت وهي بتستعجلني، بس هو في حاجة حضرتك بتتصل بيا لي !؟
فؤاد بضيق : لأ مافيش كنت بس عايز أسألك عن يامن
مرام : مش عايزه أعرف عنه حاجة، حضرتك ده كان هيمو.تني، كل ده ليه عشان بحاول أساعده !! انا مش عايزة أمسك حالته تاني ممكن حضرتك توكل أي حد بيها أنا هستمر مع الناس اللي معايا بس
فؤاد : ماشي يا دكتورة هنشوف الموضوع ده بعدين
مرام : ماشي بكره إن شاء اللّٰه هاجي مكتب حضرتك اسلمك كل الاوراق الخاصة بيامن
فؤاد : ربنا يسهل
قفل الفون وبص لخميس : روح أنت وكل الممرضين دوروا على يامن وطلعهولي من تحت الأرض قبل ما إكس يشم خبى باللي بيحصل
خميس حرك راسه بفهم وطلع يجري ينفذ الأوامر
.
بينما على الناحية التانية مرام قفلت فونها وحطته على السرير قدامها تحت نظرات منى : بتخطتي لايه يابنت عمي !؟
مرام فضلت ساكتة شوية قبل ما تبصلها وتبتبسم : بفكر إزاى اطفش الراجل اللي بره ده بشياكة
منى ضحكت ومرام سابتها وخرجت الصالون قعدت مع الضيوف، وبعد وقت شيماء مامت العريس بصت لمرام : ما شاء اللّٰه عسولة خالص
مرام : شكرا لحضرتك
شيماء : أعرف إنك دكتورة وجميلة وحالتكم كويسة، ليه ماتجوزتيش لحد دلوقتي !؟
كل اللي قاعدين اتضايقوا من السؤال، وهناء بصت لبنتها كأنها بتقولها عاجبك كده، ومرام ماهتمتش بكل ده وردت بهدوء : النصيب يا طنط، لسه النصيب ماجاش
شيماء ضحكت وهي بتطبطب على كتف ابنها : وابني هو النصيب إن شاء اللّٰه، أكيد مش هتلاقي أحسن منه
مرام ابتسمت بسمة سخيفة مستفزة وشيماء كملت : سمعت إنك بتشتغلي في مستشفى !؟
مرام : ايوه صحيح
شيماء : وبتعرفي تطبخي بقى وتعملي شغل البيت
هناء ادخلت في الكلام تلطفه : أكيد هتتعلم يا أم حسن زيها زي باقي البنات يعني
شيماء : أكيد طبعا لما تسيب شغلها هيكون عندها وقت كفاية تتعلم
مرام : اسيب شغلي !؟
شيماء : ايوه طبعا تسيبيه، وبعد ما تتجوزي هتقعدي تخدمي في بيت جوزك، ما هي البنت مالهاش غير جوزها تخدمه هو وأهله
مرام كانت بتبصلها بجمود وناصر هو اللي تولى مهمة الرد : يعني ايه تخدمه هو وأهله يا أم حسن !؟
شيماء بصت لناصر بهدوء : وديه محتاجة سؤال برضة يا أبو مرام، هتعمل زي ما كل البنات بتعمل، تريح جوزها وتعمل اللي أهله عايزينه
ناصر : طيب يا أم حسن تريح جوزها دي مقبولة، إنما ايه أهله كمان !! هي متجوزة حسن ولا متجوزة العيلة كلها !؟
شيماء : دي عوايدنا يا أبو مرام
ناصر : عوايد أهلنا، الجيل اللي عدى إنما دلوقتى الوضع اتغير، وبعدين ليه بنتي تسيب شغلها بعد ما تعبت واتعلمت واشتغلت على نفسها عشان توصل للي هي فيه !؟
بص لحسن اللي قاعد بصمت من أول القاعدة : وبعدين يا حسن مش سامع صوتك ليه !؟
شيماء : حسن رأيه من رأي، مش كده يا حسن !؟
حسن بص لناصر بتردد وبص لمامته : ايوه يا أمي
مرام وناصر بصوا لبعض قبل ما فون مرام يرن فبصت عليه بطرف عينها وقامت وقفت زي اللي قرصها عقرب وبصت لباباها : بابا معلش مكالمة شغل مهم
بصت لشيماء وحسن : عن إذنكم لازم أرد ضروري، اعتبروا البيت بيتكم
قالت كلامها ودخلت غرفتها بسرعة وردت على الفون، وبره ناصر أنهى القاعدة بدبلوماسية، وبعد ما الضيوف مشوا ناصر بص لهناء اللي بتهرب بعينيها بعيد : ده اللي عريس لقطه ومش هنلاقي زيه !؟
هناء : وأنا ايش عرفني إنه كده، أنا اللي وصلي إنه شاب محترم وكل الناس بتشهد بأخلاقه
ناصر : ده مش كفاية للجواز يا أم مرام أهم حاجة القبول والتفاهم
مشي ناحية غرفته وقال قبل ما يدخل : وماتضغطيش على البنت، نصيبها وهيجيلها سيبي الأمور دي لله
دخل الأوضة وساب هناء متغاظه من كل اللي بيحصل، بصت لمنى اللي واقف عند باب المطبخ بتاكل جاتوه وبتتفرج عليهم : بتتفرجي على ايه يا بت !؟ مسرحية إحنا شغالة قدامك !؟
منى حركت راسها بنفي وطلعت تجري دخلت أوضة مرام اللي لقتها قاعده على السرير بتتكلم في الفون : تمام هحاول اجي في أقرب وقت ممكن
سكتت شوية وابتسمت : شكرا لحضرتك، مع السلامة
قفلت الفون واتنهدت براحة ومنى قعدت جنبها : خربتيها وقعدتي على تلها !؟
مرام بصتلها ومنى : ابوكي قال لأمك هو ده العريس اللقطة وقالها ماتضغكش عليكي تاني
مرام حركت راسها بفهم ومدت ايدها اكلت من الجاتوه اللي منى بتاكل منه عشان تشد الطبق منها : ده بتاعي يا طفسه
مرام : معفنه أوي، هروح أخد من المطبخ عادي على فكرة
قالت كلامها وفعلا خرجت من الأوضة وراحت المطبخ تاكل جاتوه وهي بتفكر في المكالمة اللي جاتلها من شوية
********
قبل الفجر والدنيا هدوء ومعظم الناس في بيوتها، على طريق فاضي وظلمة كان بيجري برجله حافين وبينهج جامد من شدة جريه ولابس هدوم بيضاء مخصصة للمرضى النفسيين، هو يامن، وصل عند كشك صغير بيبيع حاجات مختلفة فقرب منه وحاول يتكلم من بين تنهيداته : لو سمحت ممكن أعمل مكالمة !؟
صاحب الكشك بصله بتردد، ويامن خرج من جيبه فلوس متكرمشة وحطها قدام الراجل برجاء : دقيقة بس، أرجوك يا راجل يا طيب أنا تايه ومش عارف أعمل ايه هتصل بأخويا يجي ياخدني
الراجل كان متردد بس نظرة الرجاء والصدق في عينين يامن خلته يوافق، عطاله الفون اللي مسكه بايدين بترتجف وكتب رقم جاسم وهو بيحاول يفتكره، رن مرة على رقم غلط وبعدها رن على جاسم اللي كان عرف إن يامن هرب وقلب الدنيا في المستشفى على دماغ فؤاد ورجالته وقاله يروحوا يدور عليه ويلاقوه
راح هو كمان يدر عليه طول اليوم لحد ما تعب فراح بيته اللي فيه مليكة، كان واقف بيتكلم مع بريهان وقتها فونه رن فرد عليه واندهش لما لقاه يامن : جاسم ده أنا يامن
جاسم : روحت فين يا يامن !؟
يامن بتعب : أنا هربت من المستشفى، أنا مش مجنون يا جاسم أنا مش مجنون
جاسم : طيب أهدى وقولي أنت فين دلوقتي !؟
يامن بص حوليه بتوهان وبنفس مرتعش : م مش عارف انا تايه، أنا مشيت وفضلت ماشي ماعرفش أنا فين
جاسم : طيب اسأل أى حد جنبك على المكان وأنا هجيبلك
فعلا يامن سأل صاحب الكشك على العنوان وبعد وقت جاسم وصل، نزل من عربيته وراح بسرعة ناحية يامن اللي لقاه قاعد على الرصيف بشكله المذري ده وبيرتجف من السقعة-بقلم/مريم عبدالقادر-مسك كتافه بخوف حقيقي عليه وسأل : يامن أنت كويس !؟
يامن بص في عينيه وهو بيسأل نفسه إزاى الإنسان ممكن يمثل المشاعر بسهولة كده !! وجاسم ساعده يقوم يقف وسأله تاني : أنت كويس !؟
يامن : ليه !؟
جاسم باستغراب : ليه ايه !؟
يامن بدموع : ليه خنتني أنا عملتلك ايه !؟ أنا كنت بحبك زي أخويا بالظبط، قولي طيب أنا اذيتك في ايه وأنا كنت كفرت عن ذنبي ده، بس ليه تاذيني فيها !؟
جاسم اتعدل في وقفته ونزل ايديه عن دراع يامن : أنت بتقول ايه مش فاهم !؟
يامن : مليكة فين !؟
جاسم : وأنا ايه اللي هيعرفني !؟
يامن : أنت بتعتبرني ايه !؟
جاسم مش عارف ايه كل الأسئلة اللي يامن بيسألها دي فسكت، ويامن كمل : بررلي طيب، قولي اعذارك وأنا هعذرك أرجوك
جاسم بعد خطوة لورا وبصله بجمود : أنت بتقول ايه !؟
يامن : كل حاجة بتدينك، معرفتك بكل حاجة بتحصل حوليا، دخولك وخروجك بيتي وشركتي بسهولة، كنت بتعلب باعصابي كاني لعبة قطن، خلتني أهرب من الفيلا بدل ما أبلغ على الجر.يمة عشان التهمة تثبت عليا، واللي اكدلي كل حاجة حبسك ليا في المصحة، إحنا عملنالك ايه عشان تعمل فينا كده !؟
جاسم ساكت، ويامن زعق جامد بحرقة : قولي سبب واحد يخليني اعذرك
الرعد ضرب جامد مع كلام يامن والمطر بدأ ينزل بشدة، وجاسم رفع شعره الناعم عن عينيه لفوق وبص ليامن اللي كرر كلامه : صدقني لو قولتلي عذر واحد بس هعذرك بيه
جاسم برضه ماردش ولقى اللي بيتكلم من وراه بهدوء : مافيش عذر، هما المؤذين كده بيؤذوا غيرهم من غير سبب
جاسم بص للي بيتكلم وبانت ملامحه مع ضوء البرق القوي وكان محمود، وقبل ما جاسم ياخد رد فعل كان محمود ماسك دراعه جامد : كان في وخلص يا عسل
خرج الكلبشات من جيبه وهو بيتكلم بمرح : الشبكة يا عريس
لبسه الأساور بسرعة في لحظة قبل ما أى حد يستوعب اللي بيحصل وابتسم ببرود : هتاكل منك حته
جاسم بص لمحمود وبص ليامن اللي كان بيبصله بحزن، ومحمود بيبص للاتنين والرعد بيضرب بقوة كأن السما هتقع من شدة الصوت، والمطر بيمطر بشدة كأنه طوفان بيطيح باللي واقفين تحته
___________يتبع
بقلم/مريم محمد عبد القادر
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍
•تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية