قاعود :والله لأدمرك يا دهبية، انتي وعيالك، معادا الغالي ولد الغالي
ثم يعاود الاتصال مره اخره برعد
قاعود : ببجولك يا رعد همل مندوح دلوك لساله عوزه همله عشان متحاجه انا لسه
رعد :يعني اعاود
قاعود :عاود وتعالي عشان عايزك أن ف موضوع اهم رعد :أوامر يا كبيرنا
_______________________________________
في منزل يعقوب
(تجلس دهبية وحدها، تتحدث مع نفسها، القلق يأكلها)
دهبية: يا ترى مين اللي خد البضاعة؟ يكونش عجوب هو اللي خدها؟ خسيس ويعملها... والله لو عملها، لاشرب من دمه شرب! هو والشحَّاتة اللي راح جابها على آخر الزمن!
(تضرب الأرض بقدمها غيظًا، تمسك رأسها)
دهبية: بعد اللي عملته عشانه! قتلت وسرقت... قتلت مين؟! قتلت خيي وسرقت عياله!
(تصمت لحظة، عيناها تتسعان برعب)
دهبية: يا ترى هقدر أخبي الأسرار دي لحد إمتى؟ معقول ييجي اليوم اللي الحجيجه تتعرف فيه؟!
(تضع يدها على صدرها، تشعر بخوف قاتل، تتلفت حولها)
دهبية: محدش يعرف حاجة غير جاعود، وجاعود كده كده مش هيتكلم، بينا دم ومصالح كتير... بس الزمن غدار!
(تتنفس بصعوبة، تحاول تهدئة نفسها، )
دهبية: يا ترى يا فريدة... لسه ناسك بيدوروا عليكي؟
(تفكر للحظة، تغمض عينيها)
دهبية: بس يعني... كت هعمل إيه؟ البت كانت زي الجمر وهي مولودة، وعجبتني... وخدتها!
(تمسك بطنها وتضربها )
دهبية: بعد عيسى ومندوح، كل عيل يجيني منيكي يموت! ليه؟! قوليلي ليه؟! واش عجب انا يعني كان لازم اعمل كده.
عجوب كان عاوز عزوة وعاوز عيلة كتار، يلا اللي سترها في الأول يسترها في الآخر، وإن كان على جاعود، لو وصلت إني أقتله هقتله، جبر يلمه.
______________________________________
أما إنعام، فكانت تجلس تضرب أخماسًا في أسداس، وتقول في نفسها:
هو الجدع المحروج ديتي حط إيه في العمل اللي اداهولي ده؟! مجدراش أرفع راسي ودايخة، ده حتى البيت كله كده، وكمان لساها النغنوغة جاعدة في شقتي، ولا عجوب اللي عامله حالة هاني شاكر، رايح جاي يحب فيها.
إنعام (بتضجر): أي يا أخوي، المرار ديه! طيب، أعمل إيه؟ أحددته في التلفون، ولا أروحله تاني؟ حتى عيسى كده، ما أُجفش جاري! ما هو أنا لو سكت أكتر من كده، رُجية وأمها هيسيطروا على البيت، ودول مينفعش أعمل معاهم اللي عملته مع صُدفة!
(ثم تفكر قليلًا، تشعر بالدوار، فتتمتم:)
وبعدين بجى في دوران الراس ديتي!
(تتنهد ثم تقرر، بحسم:)
أنا أحسن حاجة أجس نبض البت غنوة، أكيد هي ما طيقاش رُجية ولا أمها، أنا أحط يدي في يدها ونطفّشهم. وبعدين، غنوة ديتي سهلة، مهتاخدش مني غلوة واحدة.
(تنادي بصوت عالٍ، وهي تلتفت حولها:)
إنعام: يا غنوة! فينك أمال؟!
غنوة: مش عارفة راسي تجيله جوي
إنعام :وإن كماني زيك، أقولك، أنا هخلي عفاف تعملنا جهوة.
فنوه: لا، خليها، أنا هعملها.
انعام: مش عارفة ليه جلبي اتفتحلك، كأنك خيتي، بت أمي وأبوي.
غنوه : وأنا كماني، انتي وفريدة والحجة دهبية دخلتوا جلبي.
إنعام: طيب، ورجية وأمها؟
غنوة: ربنا يكفينا شرهم، ده أنا كنت عاوزة أقولك على حاجة عليهم، بس أخاف تروحي تجولي...
إنعام: حاجة إيه؟
غنوة: لا، يا خيتي، يونس قالي خليكي في حالك، ولو إنك يعني... صراحة كده، متستاهليش اللي عاوزين يعملوه فيكي.
إنعام: لا، قوليلي، تخافيش، أنا مش هقول حاجة لأي مخلوج.
غنوة: اعملي معروف، معوزاش مشاكل... أنا... أنا لولاش بس حبيتك، مكنتش اتكلمت.
إنعام: حبيبتي يا خيتي، حبيبتي... قوليلي بقى.
غنوة: أصلك أنا سمعت خيرية بتتحددت مع أبوي عجوب، وبتجوله إنها عاوزة تجوز عمي عيسى واحدة... لمؤاخذة يعني... تكون ولادة، وبطنها بتجيب عيال، مش زيك، انتي حبلتي مرة وسكتي، وإنك يعني نفسك كبيرة عليهم، لكن بت أختها على قد يدهم، وهتخلف وتجيب الواد والبت. وعجوب جالها كلامك أوامر، وإنه هيغصب على عمي عيسى يتجوزها، يا كده يا مالكوش جعدة هنا في البيت تاني.
إنعام: آه يا خيرية، يا بت الكلاب، دايرة تخططي!
غنوة: وكماني، البت رجية كلمت بت خالتها إنصاف، وجالتلها...
إنعام: إنصاف؟ تعرفيها انتي؟
غنوة: آه، أمال إيه؟ دي بت... لمؤاخذة، تلعب بالبيضة والحجر، وحدش جادر عليها، وجاعدة ليل نهار تحت النخل تلم النارخ اللي بيوجع منيه وتبيعه.
إنعام: يا أولاد الشحاتين! طيب، والعمل يا غنوة؟
غنوة: أقولك على سر؟ هو بعد شوية مش هيبقى سر... وكمان لو وقفتي جارنا، هنقدر نكسر شوكة رجية وأمها، ومش بعيد كماني يتطردوا طردة الكلاب، ويخرجوا بفضيحة كبيرة جوي، ويبقوا سيرة في لسان كل الخلق.
إنعام: قوليلي يا غنوة، قوليلي يا خيتي!
غنوة: اسمعي، أخوي دياب اتجوز فريدة، ومتسأليش كيف، وهياجي يعيش هنا معانا عشان ينتقم من المغدورة رجية. إيه رأيك تحطي يدك في يدنا، وننتقم منيهم مع بعض؟
إنعام: وأنا ميهمنيش أي حاجة غير إني أشوفهم مفضوحين ومتجرسين، البت وأمها.
غنوة: يبقى كل اللي عليكي إنك لما دياب ييجي يعيش هنا، تحاولي تخلي رجية تجرب منه، يعني تقولي قدامها: "ده دياب راجل وزينة الشباب"، وتوجعي بينها وبين مندوح. أما العقربة الكبيرة، سيبيها عليّ، أنا هخليلك عجوب يكرهها عما!
إنعام: حبيبه يا خيتي، وأخت
غنوة : ما أنا بجولك، أنا حبيتك جوي، وجلبي اتعلق بيكي، حساكي أحسن واحدة في البيت ديتي كله.
انعام: وانا كمان يا غنوه ، يا مسكرة.
غنوة: خلاص، كل اللي عليكي، لو عم عيسى اتحددت عشان موضوع دياب وفريدة، انتي بجى تهدي الدنيا.
إنعام: تخافيش، سيبي عيسى عليا أنا.
غنوة: يبجى اتفجنا خلاص.
إنعام: اتصلي بدياب، خليه ياجي، خلينا نطفشو الكلاب دوله.
غنوة: حاضر، يا ست الكل.
وبالفعل، تتصل غنوة بدياب.
غنوة: يلا بجى، تعالى ، الست إنعام ست الدار كله، اهي عرفتها، وجالتلي خليه ياجي.
دياب: طيب، أنا جاي أهوه.
ليغلق دياب الهاتف مع غنوة، ثم يتصل بوجيه.
وجيه: إيه يا حبيبي؟
دياب: يقص عليه ما قالته له غنوة.
وجيه: تمام أوي كده، انت تقدر تروح هناك، وتبدأ الخطة، إنك تشاغل رقية ديه، وتخلي ممدوح يشك فيها، ونخلص منهم هما الاتنين، من غير أيدينا ما تتلوث بأي حاجة.
دياب: حاضر، من عيني.
وجيه: خليني معاك على اتصال، وأنا هخلص شغلي هنا، وأنزل مصر على طول.
دياب: خلي بالك على نفسك.
وجيه: ربك هو الستار يا حبيبي.
ليغلق دياب الهاتف مع وجيه، ثم يدخل غرفته، ويغير ملابسه، ويضع ملابسه في شنطة سفر، وينده على أمه.
دياب: أما أنا رايح يا أماه، هنبدء النهارده، نجيبوا تار الغالي.
فايزة: كده هتفضوا البيت عليّ، يا ولدي، انت وخيتك.
دياب: لازم نستحملوا، يا أماه، عشان نجيبوا تار الغالي.
فايزة: ربنا معاكم.
دياب: فين أبوي؟
فايزة: أبوك جوه بيصلي.
دياب: طاب، أنا همشي دلوك، وأبجى انتي عرفيه.
فايزة: حاضر، يا ولدي.
وبالفعل، يذهب دياب إلى منزل الهلالية، بينما تحدث فايزة نفسها: يا ترى اللي بيحصل ديتي صح ولا غلط؟
ليخرج عياد من غرفته.
عياد: فين دياب؟ مش كان بيتحددت معاكي؟
فايزة: آه، ومشي، راح بيت الهلالية.
عياد: يا رب تفرحي، يا رب تكوني مبسوطة، لما وديتي عيالك التنين هناك! يلا، خلي على جلبك مراوح، وديتي عيالك عند الظلمة اللي ميعرفوش ربنا! يا كش تفرحي لما النار تولع، وتروح فيها ناس ملهاش أي ذنب! يارب يعجبك، وتهدي، عشان تجيبي تار واحد، هتخسري الباجي! افرحي يا فايزة، هاتي دُهلة وتار، واتحزمي وارقصي! يلا، واقفة ليه؟ بكره ولا بعد، هياجيكي خبر عيالك التنين، ويحصلوا خيهم!
فايزة: بس بجى ، بس! خشمك بينطق إيه؟ سم؟ حرام عليك! انت إيه؟ محاسسش بيّ؟
عياد: ما يمكن يكون اللي جرا ديتي كله ذنب احنا بنكفر عنه، عشان سكتنا!
فايزة: تسد أذنيها اسكت خلاص، حرام عليك!
عياد: أنا هملك الدنيا وماشي خالص، هروح أجعد في الجامع ومهاجيش هنا واصل، واجعدي انتي بجى برأسك وحدك بعد ما فرجتي الشمل.
فايزة: له، يا عياد، أحب على يدك، حنّ عليك، خليك جاعد معاي.
عياد: تجدري تجوليلي يونس ذنبه إيه؟ اللي هتعملوه فيه يرضي ربنا؟ وعبد الرحمن، الله يرحمه، اللي كنتي تجولي عليه كيف خيك هو وفاطنة، يونس ولدهم ذنبه إيه؟ وفريدة كماني، اللي اتاخدت من ناسها، ذنبها إيه؟ ده انتي سمعتي كل حاجة بودانك وكتمتي، وربنا هيسالك عليهم! مش الممرضة كانت صاحبتك وهيّ اللي حكتلك على ملعوب دهبية؟ خلصي نفسك من الذنب وبوحي بالسر جبل ما تخسري عيالك، وكماني تشيلي وزر تاني! كفايانا موت محمد، كلمي بتك وولدك، خليهم يتحددتو مع وجيه وهاتيهم هنا، وحكيلهم على كل حاجة.
فايزة: مش وجته دلوك، وبعدين وجيه مسافر.
عياد: يبجى خلاص، أنا مهملك الدنيا وماشي، ولما يرجع لك عقلك ف راسك، أبجى أرجعلك، بس يارب نلحجو جبل فوات الأوان.
فايزة: طب، خليك جاعد سبوع واحد بس، وأنا والله هجول كل حاجة.
عياد: يعني خلاص هتجولي؟
فايزة: ورحمة محمد، لاجول، وأزيح السر ديتي من على صدري.
عياد: خلاص، منا ماديتي يحوصل، خليكي ف حالك، وأنا ف حالي، يابت الناس.
فايزة: بجيت جاسي جوي، يا عياد.
عياد: جولت خليكي ف حالك، وهمليني، من النهارده لا تعمليلي لجمة، ولا تغسليلي هدمة.
فايزة: اللي يريحك، بس متهملنيش وتفوتني وحدي.
عياد: أن كان على سبوع، حاضر، أديني جاعد.
________________________________________
في القسم
يتصل الظابط إسلام بوجيه
إسلام: الواد جيه، أمشيه ولا أعسفه شويه؟
وجيه: لا، مشيه، أوعدك هيرجعلك تاني قريب، واعمل فيه ما بدالك.
إسلام: أوامرك يا باشا.
وجيه: وأنا أول منزل مصر هكلمك، ليك عندي هدية حلوة أوي، وخد، صقر عاوز يكلمك.
إسلام: الله، وصقر كمان! إنتو اتجمعتو تاني مع بعض؟
وجيه: انت عارف صقر، حبيبي.
إسلام: عارف، كده ناقصنا مين؟
وجيه: أكيد عارف، سليم العمري.
( سليم العمري ده يا جماعة بطل روايتنا بستان حياتي، يعني هنربط 3 روايات ببعض. )
يأخذ صقر الهاتف من وجيه ليتحدث مع إسلام
صقر: إسلام باشا، حبيبي.
إسلام: والله انتو اندال، تتجمعوا من غيري!
صقر: لما ننزل مصر إن شاء الله هنتجمعوا تاني، يا غالي.
إسلام: ياريت، والله انتو وحشتوني أوي.
صقر: وانت كمان، يا ابن الأكابر.
إسلام: اهو انت بقى اللي ابن أكابر.
يغلق صقر الهاتف مع إسلام، ثم يتحدث مع وجيه
صقر: أنا هكلم جمريتي، أطمن عليها.
وجيه: اه، الحق لحسن تكون صدفه كلتها، وحشتني أوي المجنونة ديه.
صقر: الله عليك، وجيه باشا يوجع في الحب! عشان كنت بتجول مفيش حاجة اسمها حب، أديك وجعت لشوشتك، ولا حد سمي عليك.
وجيه: طب، بطل تريقة، واطمن يا أخويا على مراتك، وأبقى اسألها كده على صدفه، لحسن هالة مانعاني أكلمها، عاملة عليا حما من أولها.
صقر يضحك: والله شكلها صدفه دي اللي هتربيك.
وجيه: متبقاش بارد بقى، واخلص كلمها.
صقر: حاضر، متبقاش سخن عليا جوي كده.
( وبالفعل، يتصل صقر بجمريه )
صقر: جمريتي، حبيبتي، اتوحشتك جوي يا جلب صقر وعجله.
ليجد جمريه تضحك
صقر: شوف البت، أجولها "اتوحشتك"، تضحك علي حديتي!
جمريه: والله يا جلبي، ده أنا بضحك على صدفه، دي مش معقوله عليه خفة دم! والله حبيتها جوي، وحبيتهم كلهم كمان، ناس طيبين جوي، حساهم ناسي وأهلي.
لتسمع صدفه وترد بضحكة: متبطلي سهوكه يا خيتي، عما تحبي في الراجل عيني عينك كده؟
جمريه: انتي مخبلة، يابت؟ ده جوزي وأبو عيالي! صقر الصجور الغالي!
صدفه: عيني عليكي يا صدفه، يا جلة الحبايب، يا أمي، كل واحده ليها راجل تحبه إلا أنا! ومرت خالي عاملين زي الشجرة المقطوعة، اللي مالهاش حتى كلب يحبها! جليلة حظ وبخت من يومي!
تضحك جمريه على حديثها: يابت، اسكتي، خليني أعرف أتحدد مع الراجل!
صدفه: اتحددتي يا خيتي؟ وأنا مسكت خشمك؟ إياك صوح، مرجعه فاضية، اجعدي انتي حبي فيه، وأنا أروح أخوف العيلة.
جمريه: حرام عليكي، اعجلي شويه!
صدفه: طب، خليه يطمنك على وجيه، وأنا هجعد لايجه.
جمريه: انتي "تجعدي لايجه" ديتي؟ مستحيل! بجولك يا صقر، في ناس هنا بيسألوا على الأستاذ وجيه، واحدة كده اسمها صدفه، بس مجنونة شويه.
صدفه: أنا مجنونة، يا مسهوكه؟ طب، اطمني على عويلاتك بدل المرجعه مع الراجل!
جمريه: انتي معتفهميش؟ جوزي، بجولك، جوزي! يخرب مطنك!
صدفه: خلاص، عرفنا إنه جوزك! خلصي، خليه يطمنك على وجيه قبل ما هاله متاجي وتشندل عيشتي!
جمريه: يا أبوي، جولي، وجيه عامل إيه؟ البنيه هتجن عليه!
صقر: زين وتمام.
صدفه: جالك إيه؟
جمريه : عجولك، خدي، انتي حددتيه!
صدفه: بت، لمي حالك!
جمريه : طب، خلاص، اسكتي ساكته!
تقذفها جمريه بالشبشب
جمريه: إيه، يابت؟
جمريه تجفل الخط: اجفل يا صقر، دلوك لما أشوف المجنونة ديه!
صقر يضحك عليهم: ربنا يهدي
وجيه :ها، قالتلك إيه؟
صقر :متراجع نفسك، يا صاحبي، دي لاسعه على الآخر!
وجيه :اتلم!
صقر :خلاص، اتلمينا، الله يكون في عونك على جنانها!
وجيه بابتسامة: هو أنا حبيتها إلا عشان جنانها وبراءتها دول!
صقر: طيب، يا أخوي، ربنا يهني سعيد بسعيده!
_____________________________________
أما في القسم، كان المحامي أنهى كل الإجراءات
ممدوح: خلاص كده، أنا مطايجش حالي، عاوز أروح أسبح وأشوف الجروح اللي في جسمي ديتي.
المحامي: خلاص، هندخل عند الظابط يمضي ونمشي على طول.
وبالفعل، يدخلان عند الظابط إسلام
ممدوح: أهويني طلعت براءة، وما كتلتش حد.
إسلام (بضحكة صفرا): متفرحش أوي كده، بكره ترجع هنا تاني، بس المرة الجاية أوعدك مش هتخرج منها تاني. هات يا متر الورق، يلا من هنا.
ممدوح في سره: "أخرج بس، وحياة اللي جرالي، لأعرفك مين هو ممدوح الهلالي!"
المحامي: يلا بينا.
ممدوح: يلا يا متر.
ويخرجون ليجدوا يونس في انتظارهم
ممدوح: انت بس اللي جيت؟ أمال فين أبوك وخيك؟
يونس: يلا بس نمشي من هنا، وتعالى أوديك المستشفى.
ممدوح: لا، أنا عاوز أروح أسبح، مطايجش حالي ولا خلاجاتي.
يونس: طيب، زي ما انت عاوز.
ويركبون العربية ويذهبون إلى المنزل، ليجدوا دياب يجلس مع غنوة
ممدوح (بغضب): إيه جاب الأشكال العفشة ديتي هنيه؟ ولا أن غاب السبع العب يا ضبع؟
يونس: ممدوح، غنوة تبجى مرتي، ودياب جوز خيتك فريدة.
ممدوح (متفاجئًا): بتجول إيه؟! انت عاد؟
يونس: زي ما سمعت.
ممدوح: كيف بجى ده إن شاء الله؟ انت إيه، ليكش كبير ولا إيه؟
لتنزل دهبية من الدرج مسرعة
دهبية: ممدوح، انت خرجت بالسلامة؟
ممدوح: أيوه، خرجت يا أما، وجوزك وولدك حتى ما عبوش رجلهم تراب، وجم يوقفوا جاري!
دهبية: طيب، تعالي جاعتي، عاوزاك ضروري.
ممدوح: اصبري يا أما، لما نشوف النصايب اللي جابها لنا يونس أفندي!
دهبية (بحدة): بجولك تعالي، عاوزاك ضروري!
ممدوح: خير إيه؟ أطمن على مراتي الأول.
دهبية (بغضب): جطعة تجطع مرتك وناسها! اللي من وجت ما شوفناها، جابت الخراب في رجليها!
ممدوح (منفعلًا): أما وبعدين معاكي؟!
دهبية: طيب، خلص، تعالي.
ممدوح (متنهدا): اديني جاي أهو!
ليصعد ممدوح مع دهبية إلى شقتها
دهبية: اجفل الباب زين وتعالى.
ممدوح (متوترًا): فيه إيه يا أما؟ جلجتيني!
دهبية: ده انت لازم تجلج، كلنا هنشيله الطين على روسنا!
ممدوح (بعصبية): خلصي، جولّي حصل إيه؟
دهبية: البضاعة كلها مش موجودة في المخزن، وجاعود الكلب اتصل بيا وهددني.
ممدوح (مصدومًا): كيف يعني؟ راحت فين؟
دهبية: الغُفر بيجولوا طلعوا عليهم رجالة كتير وكتّلوهم وكتّفوهم وخدوا البضاعة.
ممدوح: وأبوي عرف؟
دهبية (بسخرية): وهو أبوك فاضي غير يجلع في بت المركوب؟ خيرية اللي روحت اتجوّزت بتها وزرعتهم في البيت! ده غير المصيبة التانية كماني!
ممدوح (بقلق): إيه تاني؟
دهبية: عويلاتك مالجيناهمش! يونس برم البلد عليهم مشرق مغرب، مالجاهمش!
ممدوح : بتجولي إيه يا أما؟!
دهبية: اللي سمعته! أنا شاكّة في جاعود، يكون خطفهم عشان البضاعة!
ممدوح (بغضب شديد): له كله إلا عيالي! ده أنا هاخد الرجالة وأروح أشندل عيشته وأجيب عيالي منيه! هي حصلت كماني لخطف العيلة؟! نهارك مجندل يا جاعود، يا واد المنتول!
دهبية:ما تروحش يا ولدي، لا يعمل فيك حاجة!
ممدوح (بإصرار): والله لأبندجه! هو مبجاش ناقص غير ولد الكلاف اللي يتحنجل علينا! صوح يا وِلد، ما يتحنجلش على الطبلية غير الطبج المعوج!
دهبية: طيب، اسبح وغير خلاجاتك وعالج اللي في وشّك ديتي.
ممدوح: لما أجيب عيالي منيه الأول!
دهبية: طيب، خد معاك رجالة كتير!
ممدوح (بحسم): تخافيش، ده أنا أجوم بيه لحالي!
وهنا يسمعون طرق الباب
ممدوح يفتح، ليجد رقية أمامه
رقية (بابتسامة): وه كده برضك يا ممدوح؟ تاجي على أمك، وأنا اللي كنت هتخل عليك! واتوحشتك جوي!
ممدوح : وأنا كماني اتوحشتك جوي! بجولك، أوعاكي تندلي الدور اللي تحت لغيت معاود.
رقية (باستغراب): أش عجب يعني؟
ممدوح: عشان دياب الكلب جاعد تحت.
رقية (بغضب): ودياب ييجي هنا ليه؟ ليه؟ إيه عندينا؟
ممدوح: يونس أفندي جوزه فريدة.
رقية (بحقد شديد): إيه؟ بتجول إيه؟ انت واعي لحديتك؟!
ممدوح: زي ما بجولك، أنا هروح بس مشوار أجيب عويلاتي، وبعدين أبجى أفوجلهم!
رقية (بدلع وهي تقترب منه): طيب، تعالى الأول على شجتنا، عشان عاوزاك!
ممدوح : عاوزة إيه؟
رقية (بإغراء وهي تهمس له): وه، مش جدام أمك!
ممدوح (يبتسم بخبث): اديني جاي!
دهبية (بسخرية وهي تهز رأسها): روح يا أخوي، روح! ما انت واد مين؟ واد عجوب، وطالعله خلفه كلها فطيس!
ليذهب ممدوح مع رقية، فتقترب منه وتهمس بدلع
رقية: اتوحشتك جوي! تعالى أسبحك يا جلبي، وبعدين تروح للعيلة!
ممدوح (بابتسامة خبيثة): ماشي يا روجة!
________________________________________
في أسفل المنزل، يظهر عيسى وهو يقترب من دياب
عيسى : إزيك يا راجل؟ والله كان نفسي أجي أعزي في المرحوم محمد، بس اتلومت منكم.
دياب : باختياره يا حج عيسى.
إنعام (بخبث): مش هتبارك لدياب؟ اتجوز فريدة خيتك!
عيسى (مصدومًا): دياب وفريدة؟ كيف يعني؟ وأنا آخر من يعلم؟
يونس : بعدين أفهمك يا عيسى.
عيسى : طيب، ألف مبروك. جولّي بجى يا يونس، أنا ومرتي هنجعد فين بعد ما أبوك ومرته خدوا شجتنا؟
يونس : حنّ عليك يا خيي، البيت كبير، وأنا خلاص تعبت، معارفش ألاحج على المشاكل.
إنعام (بخبث مصطنع): خلاص يا عيسى، هنجعد في شقة الضيوف، وأمرنا لله، ما عايزينش مشاكل.
عيسى (مستغربًا): يعني انتي متزعليش؟
إنعام (بتصنع): له، مش مشكلة، عشان خاطرك يا عيسى.
عيسى (ممتنًا): الله يسترك يا بت الناس
غنوة : الست إنعام ست الكل والله.
عيسى : الله يكرمك يا غنوة، طول عمرك مؤدبة، إنت وخواتك، وخصوصي محمد، الله يرحمه، كان كيف ولدي اللي مخلفتوش والله.
•تابع الفصل التالي "رواية غنوة يونس" اضغط على اسم الرواية