Ads by Google X

رواية غنوة يونس الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم سلوى عوض

الصفحة الرئيسية

 رواية غنوة يونس الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم سلوى عوض


________________________________________

أما في شقة ممدوح

تشعل رقية الموسيقى الراقصة، وتُخفض الأضواء، ثم ترتدي بدلة رقص

ممدوح (ينظر إليها بتعجّب): إيه اللي هتعمليه ديتي؟

رقية (تقترب منه بدلع): اتوحشتك، تعالي بس اجعد واتفرج، وأنا هنسيك هم السجن كله.

ممدوح : اجعد يا جمر انتي، وخلي العيلة بعدين، يعني هو جاعود هياكلهم؟!

أما في شقة عيسى، حيث تجلس خيرية بعدما استولت عليها وسيطرت تمامًا على يعقوب

خيرية (بدلال): بجولك يا عجوبتي...

يعقوب (بابتسامة): جولّي يا جلب عجوبتك، عاوزة تجولي على خبر هيفرحني؟

خيرية : إحنا لنا متجوزين كم شهر؟

يعقوب (يفكر قليلًا): ياجي شهر كده؟

خيرية (تقترب منه وتبتسم بمكر): طيب بعد تمن شهور هييجيك عيل صغير!

يعقوب (بذهول): حبلة؟ حبلة كيف يعني؟

خيرية : إيه مالك يا راجل؟ ده أنا متجوزة سيد الرجالة كلهم، ولا إنتي حاسس حالك اني كبرت؟ له يا نظري، ده خلفت رقية وأنا عندي أربعتاشر سنة، يعني يادوب كملت الستة وتلتين سنة!

يعقوب (يحاول استيعاب الصدمة): مش قصدي... بس انتي متوكدة؟

خيرية (تضحك بخبث): آه متوكدة، ولا فاكرني بجيت كركوبة كيف دهبية؟

يعقوب : يعني أفرح؟

خيرية : أمال إيه؟ أفرح، وأفرح جوي، لساك بتخلف، لساتك شباب!

يعقوب : طيب، أكلم الحكيمة تيجي تشوفك وتطمنا عليكِ وعلى ولدي اللي جاي في الطريق! يا فرحة جلبك يا عجوب، والله لساتك بتخلف، وهتكيد الأعادي!

خيرية (تضحك وهي تضع يدها على بطنها): أمال إيه؟ هي كلها رجالة ولا إيه؟ ده مافيش غير عجوب واحد بس!

 يجلس يعقوب بجوار خيرية، يشعر بالفخر والسعادة

يعقوب : تسلميلي يا ست الستات، يا اللي رجعتيلي شبابي، وحسستيني إني لسه بصحتي، وأجدر أخلف!

خيرية : بس بجى، متخليش حد يضايجني ولا يزعلني، أنا محملش الزعل، وعشان عجوب الصغير ييجي بالسلامة، كده صحته زينه.

يعقوب : فكرك نسموه إيه؟

خيرية : مجولتلك، عجوب الصغير، يا عجوبة جلبه!

ثم تقول بدلع: عجوب، ولدك نفسه في تفاح أمريكاني، ونفسه كماني في وكلة زينة!

يعقوب : الغالية، والغالي يؤمره!

خيرية : عاوزة أكل سمك في الطاجن، وسمك مقلي ومشوي، ورز وسلطات، والساجع عشان نهضمو، أنا وعجوب الصغير!

يعقوب : بس كده؟ ده أنا هبعت أجيبلك من لجصر، يا ست الكل!

خيرية : تسلميلي وتعيشلي، يا سيدي وتاج راسي!

يعقوب : يا أبوي على الكلام الزين، يا ولاد!

لتضحك خيرية بسعادة، ثم تنهض وتمسك بطنها بخفة

خيرية: يلا بجى  أنا وولدك جعانين،

 يعقوب :أنا هندلي لتحت أشوف حد من الغفر!

خيرية: طب متعوجش عليّ، عشان بتوحشك.

يعقوب (يضحك): يا بت همليني، اندلي بكلامك دي، ههمل الدنيا كلها واجعد جارك.

لتضحك خيرية بخبث وتقول:

خيرية: خلاص، اديني سكت، أهه...

وينزل يعقوب إلى الدور الأول ليجد غنوة ويونس ودياب.

يعقوب: خير إن شاء الله... إيه جاب دياب هنا؟ لحجت اتوحشت خيتك؟

لينظر إليه دياب دون كلام، فيتدخل يونس:

يونس: اسمع يا أبوي، دياب اتجوز فريدة وهيعيش معانا هنيه.

يعقوب (بغضب): ومين اللي جوزهالُه؟

يونس: أنا يا أبوي.

يعقوب (يزداد غضبه): منك لنفسك! كده ليه؟ عدمت أبوها وأخواتها الكبار! ليه تخليني أغضب عليك يا ولدي؟

يونس (بصوت هادئ لكنه محمل بالغضب): يا أبوي، احنا بجينا هنا كل واحد بيدور على حاله ويجول: "يلا نفسي". كان لازم أخد بالي من فريدة، وانت يا أبوي من وجت ما اتجوزت، وانت جاعد جار مرتك، ومهمل كل حاجة، وأنا سيبت شغلي في مصر وجيت جعدت هنا ألمّ في المشاكل. اعمل معروف يا أبوي، أنا خلاص مبجاش فيا حيل لوجع الجلب، أنا جربت أطب ساكت عشان ترتاح انت وممدوح...

يعقوب (يهدأ قليلًا): خلاص يا يونس، أنا فرحان عشان مرتي حبلى، ومعيزش أعكر مزاجي.

ثم يلتفت إلى دياب ويقول بلهجة صارمة:

يعقوب: اسمع يا واد يا دياب، انت آه اتجوزت بنتي، بس الدخلة له، عشان هطلّجها منك بس لما أفوجلك!

لينظر إليه دياب نظرة وعيد دون أن يتكلم، فينهره يعقوب:

يعقوب: خرست! إياك مترد عليّ!

دياب (بهدوء مستفز): اللي تشوفه يا حج... أنا تحت أمرك.

يعقوب: خلاص... غور من وشي! روح اجعد مع عسران ف ملحق الخدم!

دياب: حاضر يا حج.

يونس (يمسك بذراع دياب قبل أن يتحرك): استنى يا دياب! أبوي، دياب لو راح ملحق الخدم، أنا هاخد مرتي وخيتي ودياب معانا، ومهتشوف وشنا تاني!

وهنا تتدخل دهبية فجأة وهي تنظر إلى يعقوب بسخرية:

دهبية: إيه يا عجوب؟ أخيرًا ظهرت! هلّ هلالك!

يعقوب (بغضب): اخرسي يا مرة، انتي كمان تلاجاكي طرمختي انتي وولدك على بتك العايبة! جاكم النار تاكلكم كلكم! متخلّيش حد فيكم موراكوش غير وجع الجلب!

ثم ينده على عسران

يعقوب: عسران!

عسران (مسرعًا): نعم يا عم الحج؟

يعقوب (يخرج بعض المال من محفظته): خد العربية، وروح لجصر، هات أحسن وأنضف سمك! عاوزه مطجن ومجلي ومشوي، وكمان رز وسلطات وساجع، ومتنساش تفاح أمريكاني على أبوه! ومتعوجش، خلّص عشان مرتي حبلى وبتتوحم!

دهبية (بصدمة): مين اللي حبلى يا راجل؟ يا شايب يا عايب؟!

يعقوب (بغضب): بس انتي يا كركوبة! يا أم بوذ يابس!

دهبية (ساخرة): بجى، ولدك داير يدور على عياله، وانت جاعدلي هنا تجلعلي ف الغندورة اللي عاملة حالها بت أمبارح؟

يونس (مستغربًا): مين يا أما اللي بيدور على عياله؟ ممدوح من وجت ما طلع معاكي، منزلش تاني!

دهبية : كيف ده؟ جال لي رايح لـجاعود يدور على عياله؟

يونس (بدهشة): جاعود مين يا أما؟ وإيه دخله بعيال ممدوح؟

تشعر دهبية أنها أخطأت، فتحاول التغطية قائلة:

دهبية: له... ده واحد صاحبه، هيدور معاه على العيلة...

يعقوب (يشك في كلامها): فوتي جدامي على فوق، يا مرة! أشوف حكايتك إيه!

وبالفعل، يصعد يعقوب مع دهبية إلى شقتهم

يعقوب (بغضب): فهميني إيه دخل جاعود وواد عمك بعيال ممدوح؟
دهبيه : هو انت دريان بحاجه أنا كلمت الرجالة في المخزن، جالولي إن في رجالة غرب ضربوهم وكتفوهم وخدو البضاعة كلها، وجاعود كلمني وهددني... يعني خربت على روسنا وانت جاعدلي جار السنيورة تجلع وتهنن فيها! ولا تلجاك، انت اللي عملت العملة ديه؟

يعقوب (بانفعال): عملتها إيه؟! اتجنيتي في مخك؟ عاد أنا معرفش حاجة عن اللي بتجوليه ديه واصل! وبعدين، هي حصلت إن جاعود يخطف عيلة ممدوح؟ ده أنا هطربجها عليه!

دهبية : ما ولدك برضك اتشملل، وجال كده، وجات بت المحروجة سحبته وراها زي الخروف!  ولا خروف إيه؟ ما بجيتو نعاج خلاص؟!

يعقوب : أخرسي خالص يامرا بدل ما أوكلك من تحت رجلك! جبر يلمّكم كلكم!

دهبيخ : أوعاكِ تجنّ وتروح تتعارك مع جاعود! إحنا مش قده!

يعقوب : والله؟! أنا أعفصه بجزمتي!

دهبيه : روح شوف انتِ رايحة فين! كانت حاجة بجت تجيب الشلل!

يعقوب : شلل يشلك يا بوذ الغراب!

دهبيه :  دلوكِ بجيتِ بوذ غراب؟

يعقوب : معلوم تعرفي إيه انتي عن الحريم؟ ولا كيف المرة تجلع راجلها؟! غوري، سديتي نفسي عن الصنف كله! لولاش جات خوخة جلبي، فتحت نفسي تاني!

دهبية (بحقد): طب، روح لها يا أخوي! خليها تنفعك! وش الخراب هي وبنتها!

يعقوب : جطع لسانك! أوعاكي تتكلمي نص كلمة على مراتي!

دهبية (بتهكم): طب يا أخوي، خليها تنفعك! بس الأول، شوف لك حل مع جاعود، عشان هو كده مش هيسكت بسبب البضاعة، وكمان دي بفلوس كتيرة جوي!

يعقوب : ليش أنا صالح بيكم انتِ وواد عمك؟ مخيرين مع بعض؟

دهبية : هو انت كل حاجة تصدرني فيها؟ فالح بس في الجبض، تجبض أول واحد!

يعقوب : هو كده، لو عاجبك!

دهبية : عاجبني يا أخوي! أما أشوف آخرتها معاك!

يعقوب (ينهض بعصبية): غوري بجى من جدامي، غمتيني! مرا وش غم! خليني أروح أشوف مراتي، أم العيل اللي جاي!
_______________________________________

وفي نفس الوقت، كان دياب جالسًا، ليجد غنوة تناديه:

غنوة: تعالى يا دياب، اطلع اطمن على فريدة!

دياب : تعالي نشوفوها ، بعد إذنك، يا يونس؟

يونس : روح يا دياب، بس اطمن وانزل على طول! عشان مناجصش أنا كلام من حد!

دياب : خلي بالك... أنا ساكت عشانك انت بس!

يونس : زي ما وعدتني، معيزش حد يعرف حاجة!

دياب: عيب عليك يا راجل! فريدة بجيت مرتي، يعني اللي يمسها بكلمة أكله حي بسناني!

يونس : فيك بركة يا دياب...

______________________________________

في منزل عياد، نجد فايزة جالسة تتحدث مع نفسها: والله الحمل تقيل جوي، والسر كماني جاسم ضهري! بس لزما يتعرف، لازم أجولهم إني كدبت عليهم، وإن يونس ولد عبد الرحمن وفاطنة، مش واد ذهبية! وإن كماني فريدة تبجى بنت المهندس اللي مرته كانت حبلى وتعبت ف الطريج وولدها هنا ف البلد! مش لازم يتاخدو ف الرجلين، هما لهمش ذنب ف حاجة واصل! وزين أن حليمة الممرضة لساتها موجودة ف المشتشفي، تاجي وتشهد بالحجيجة!

 •تابع الفصل التالي "رواية غنوة يونس" اضغط على اسم الرواية  

google-playkhamsatmostaqltradent