Ads by Google X

رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية رهينة بين يدي منافق الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم مريم محمد

هذا الحبيب وكم اتوق رضاه ، روحي وقلبي والعيون فداه
هذا النبي الهاشمي محمد ، ملأ الوجود محبة بهداه
يا قدوتي يانور عيني كم أنا ، أهمي بدمعي أرتجي للقاه
أنت الشفيع وجئت تهدي أمتي ، يا مرسلاً صلى عليه الله
أنت الحبيب بدنيتي بين الورى ، فوق الخلائق قد سما بسماه
قمراً ولكن لاتراه نواظري ، يهتز عرش القلب من ذكراه
ياسيداً ملك الفؤاد بمهجتي ، إن مت يوماً لن يموت هواه
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر

في مكان تاني عند بيت جاسم وسط الغابة اقتحم مجموعة من الرجالة الضخام البيت مالقوش فيه حد فبدأوا يدخلوا الغرف يدوروا فيها على حد معين، دخلوا الغرفة اللي مليكة كانت فيها ومالقوش حد راحوا ناحية الغرفة التانية كانت مقفولة بمفتاح فكسروا الباب وبريهان صرخت بخوف من الباب اللي وقع مرة واحدة عشان ترفع راسها وتتفاجئ بالرجالة الضخام اللي قدامها

اتحركت جنب الحيط كأنها بتتحامى فيه وبتحرك راسها بسرعة برفض واتكلمت بصوت بيرتجف : ما، ماحدش يلمسني، لو قربتوا مني هصوت

رد عليها راجل كان بيبصلها بجمود : أعتقد الصويت مش هيكون في صالحنا إحنا الإتنين

بريهان بصت حوليها وبدون تردد طلعت تجري بره البيت وكل الرجالة طلعوا يجروا وراها لحد ما مسكوها، والراجل اللي كان بيكلمها شالها بين ايديه لما كانت بتقاومه وكانت عامله زي الريشة نظرا لهيئته الضخمة وطوله 

بريهان : نزلني نزلني يا حيوان، يا نااااس حد____

الراجل حط ايده على بوءها يسكتها : آنسه بريهان انتى كده بتغلطي أوي، ياريت تفكري قبل ما تتصرفي

بريهان بصتله بضيق وهو دخلها واحدة من العربيات اللي كانت راكنه قدام البيت وقعد جنبها، وباقي الرجالة اتفرقوا على العربيات واتحركوا كلهم لمكان مجهول وسط صمت بريهان القاتل 

.
وبعد خروج بريهان مع الرجالة ومشيهم وصلت قوات الشرطة للمكان وبدأوا يفتشوا في كل ركن عن أى حد بس المكان كان فاضي تماما من البشر

********
في قسم الشرطة مرام قاعدة قصاد جاسم بتحاول تسيطر على انفعالاتها بعد القنـ.بلة اللي جاسم رماها، ووسط ضحكاته العالية ابتسمت ابتسامة بسيطة ماحدش لاحظها غير جاسم اللي كان مركز في ملامحها بيدور على الخوف فيها بس اتصدم بابتسامتها، وهي بصتله : آسفة أنى هدمر كل توقعاتك بس كلامك كله غلط، أقولك أنا بقى على اللي حصل 

أخدت نفس طويل وشبكت صوابع ايديها في بعض فوق الترابيزة وبصت لجاسم في عينيه مباشرة واتكلمت : أنت خطـ.فت مليكة بخطة ساذجة وفضلت طول الوقت تشتت يامن وتخليه مش عارف مين اللي عمل كده، وأول ما بدأت تحس إن يامن هيبقى أقوى منك وبدأ يمسك طرف الخيط اللي ممكن يوصله لأخته ويهزمك قررت تقيد حركته فجبته المصحة، بس اللي ماعملتش حسابه هو وجودي أنا هناك

ابتسمت بسخرية وكملت : دكتور فؤاد خلاني أنا أمسك حالة يامن عشان لسه صغيرة ومتعينه جديد و و و، بس اللي ماعملش حسابه أنى مركزة أوي في كل اللي بيحصل حوليا، وأخدت بالي من سرقته للأدوية وبيعه ليها بطريقة غير مشروعة، ويا ترى يا ترى أخدت بالي من ايه كمااان

ضحكت بخفة وكملت بمرح : أنت، هو بيتكلم معاك ويعرف كل حاجة عنك

جاسم : فؤاد مايعرفش عني غير اللي أنا عايزة وبس 

مرام : ده اللي أنت فاكرة، لكن الحقيقة إنه طبق مقولة اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وقبل مانت تتعشى بيه كان هو عامل حسابه يتغدى بيك، وعشان رقبته ماتكونش تحت رجلك قرر يفتش وراك ويعرف عنك كل حاجة عشان لو فكرت تغدر بيه ياخدك معاه، وعرف عن البيت المهجور اللي بين الأشجار

جاسم ضغط على ايديه جامد بعصبية وهي كملت : ومع الاستجواب قالنا على المكان والشرطة راحت هناك ولحقت مليكة قبل ما حد يعمل فيها حاجة

جاسم بزعيق : كدابة

مرام : وهو أنا هكدب عليك ليه !؟

بصت لمحمود وسألته : مش كده برضة يا حضرة الظابط !؟

محمود : هاا 

اتنحنح وهو مش فاهم مرام عايزة تعمل ايه بس حاول يجاريها في الكلام : ايوه صح، مليكة دلوقتى فى مستشفى الشرطة تحت إشراف فريق طبي كامل بيفحصها عشان يتأكد من سلامتها، تحب تروح تشوفها !؟

جاسم قام وقف بعصبية : كدابين، رجالتي زمانهم من بدري راحو بحيرة ••••• عشان يغرقوها هناك

محمود سمع كده واتكلم في السماعة اللي في ودنه وهو خارج بره الغرفة : أمير بحيرة ••••• بسرعة، كل الفريق يتحرك

قفل الباب وراه وطلع يجري وأمير ويامن معاه تحت استغراب جاسم من اللي حصل، بص لمرام اللي ابتسمت بانتصار وهي بتقف : آسفه بقى على الخدعة الصغيرة دي بس كان لازم أعرف مكان مليكة 

جاسم بصدمة إنه وقع في فخها بالسهولة دي : أنتى، انتى !!

مرام : مشكلتك إنك وقعت في ايدي، أنت ممكن تقدر على  أي حد إلا الدكاترة النفسيين فدول ماحدش بيقدر عليهم غير ربنا 

خبطت كف بكف ونهت كلامها بجملة واحدة : عرفت بقى إنك ضعيف، وهتفضل محبوس في الدور اللي أنت اختارته لنفسك إلا إذا كنت تملك الشجاعة عشان تواجه حقيقتك، بس أنا أشك إنك تقدر 

لحد هنا وجاسم فقد السيطرة على أعصابه وحاول يهجم عليها بس قبل ما يلمسها لقى اللواء زهير والمأمور في وشه ومجموعة من العساكر اللي كتفوه واخدوه على الزنزانة

زهير بص لمرام اللي بان على ملامحها الأسى : أنتى كويسة يا دكتورة !؟

مرام بتحاول تبتسم : أنا كويسة شكرا لحضرتك، اقدر أروح دلوقتى !؟

زهير : تقدري تروحي طبعا بس هستأذنك بس في كام سؤال اكتبهم في المحضر وبعدها اتفضلي

مرام حركت راسها بموافقة وبصت لباباها اللي كان واقف بيبصلها بعطف فراحت دخلت في حضه عشان يضمها يطمنها إنه معاها، وبعدها راحوا مع زهير ومرام بتمتم بهمس : قوة ظاهرية وضعف داخلي

********
يوسف قاعد بيحضر حاجته هو وبسنت فهو كان مصمم يرجع القاهرة تاني، وبسنت قاعدة قصادة بتراقب اللي بيعمله بصمت وبعدها سألت بتردد : هو إحنا فعلا هنرجع القاهرة !؟

يوسف بصلها : مش عايزة نرجع !؟

بسنت حركت راسها برفض : مش عايزة، أنا حبيت هنا

يوسف مسك ايدها : بس ماينفعش نفضل هنا، لا ده مكانا ولا دي حياتنا ولا دول ناسنا، إحنا هنا ضيوف وماينفعش نتقل على أهل البيت أكتر من كده

بسنت : بس هما ماشتكوش 

يوسف : ولا عمرهم هيشتكوا، بس ده مش معناه إنهم ماعندهمش مشكلة في وجودنا، إحنا لازم نحس على دمنا برضه 

بسنت بصت في الأرض بحزن فهي حقيقي كانت مبسوطة بقعدتها وسط الناس الطيبين دول، ويوسف مسك ايدها واتكلم يطمنها : ماتخافيش من حاجة طول مانا معاكي

بسنت : مش خايفة

يوسف طبطب على ايدها اللي بين ايديه : طيب يلا جهزي حاجتنا معايا عشان نمشي

بسنت حركت راسها بموافقة وهي من جواها رافضة بس ماتقدرش تعمل حاجة فهو كلامه صح، قامت جهزت شنطتهم وغيرت لبسها ويوسف هو كمان غير وخرجوا الاتنين من غرفتهم لقوا العيلة كلها متجمعة بره عشان الغدا 

شاكر بصلهم باستغراب : على فين كده وواخدين شنطتكم معاكم !؟

يوسف بابتسامة : مروحين بقى

شاكر : كده فجأة من غير ما نعرف !؟

يوسف : أنا بعرفكم أهو

كلهم بصوا لبعض وبعدها بصوله، وهو ابتسم بإحراج : كفاية كده والله تقلنا أوي عليكم وكمان إحنا عندنا حياتنا اللي سبناها ولازم نرجع

شاكر حرك راسه بقلة حيلة : طيب ومحمود !؟ هتمشي من غير ما تسلم عليه حتى !؟ خليك لحد ما يرجع طيب 

يوسف : محمود مش هيرجع قريب وأنا محتاج أروح القاهرة ضروري

شاكر بصله بتردد فهو طمنه : ماتقلقش يا حج هنكون كويسين بإذن اللّٰه، أنا كده كده هكون مع محمود فماتقلقش 

شاكر باستلام : خلاص يابني هقول ايه ربنا يوفقك

يوسف وهو بيشيل الشنطة من على الأرض : يارب يا حج

سناء : ابقوا طمنونا عليكم لما توصلوا

شاكر : هخلي واحد من الغفير يوصلهم لحد باب بيتهم يا أم جمال ماتقلقيش

سناء : اه يا حج ياريت بدل مانبقى قلقانين عليهم من الطريق

يوسف : ماتتعبوش نفسكم يا حج تسلم

شاكر : ماتنشفش راسك بقى واسمع الكلام 

يوسف ابتسم وسكت وكلهم ودعوا بعض قبل ما يوسف ياخد بسنت ويمشي

********
عربية فخمة جدا من التراز الحديث مابيقدرش يشتريها غير أغنى الأغنياء وقفت قدام فيلا ضخمة ونزل منها مجموعة من الرجالة الضخام ببدل سودا وأسلحة في هدومهم، وقفوا كلهم حولين عربية معينه نزل منها راجل وبص لبريهان اللي لسه قاعدة جوه العربية : بريهان هانم وصلنا، اتفضلي انزلي

بريهان فضلت ساكته شوية وبعدها نزلت من العربية بصمت ودخلت الفيلا عشان تتفاجئ بالقلم اللي نزل على وشها بكل عنف وقعها على الأرض جامد، بريهان رفعت راسها وبصت فوق كان باباها واقف وهو اللي ضربها بالشكل ده قبل ما يزعق فيها بحدة 

صفوت : يعنى غبية ومابتفهميش حاجة وقولت ماشي، مالكيش فايدة في حياتي وقولت ماشي، هربتي من البيت وروحتي عشتي لوحدك وسودتي وشي قدام الخلق بقى الكل بيسأل عليكي، بنت رجل الأعمال صفوت الزيداني فين ومختفية ليه !؟ وأنا أقول بتريح أعصابها شوية في ألمانيا، بتحضر أسبوع الموضة في باريس بتدرس في أمريكا، في أي داهية تاخدك وتريحني منك ومن المشاكل اللي بتجيبيهالي، ومش مكتفية بكده لأ، الهانم دايره على حل شعرها ورا واحد مش عايزها وكمان مجر.م، ووصلت بيكي البجاحة تباتي في بيته، ايه مافيش أى أخلاق خالص، فجرتي خلاص !!

نيكول مامت بريهان كانت واقفة جنب جوزها بتسمع بصمت عشان تضيف بعد ما سكت : ده أنا اللي جاية من فرنسا وخوجاية زي ما بتقولوا ماعملتش اللي أنتي بتعمليه ده 

صفوت : لأ ما هي من النهاردة مش هتعمل حاجة تانية، أنا هاخد عزاكي قدام الناس كلها وهتفضلي هنا في اوضتك لحد ما ربنا ياخدك بقى 

بريهان كانت لسه قاعدة على الأرض وحاطه ايدها على خدها مكان القلم، رفعت راسها وبصت لباباها وسألت : أنت عرفت منين إنه مجر.م !؟ بتحكم عليه بناء على ايه !؟

صفوت : بناء على اللي عرفته يا هانم، الشرطة قبضت عليه وعيوني في القسم هما اللي قولولي، وقالوا إنه هيترحل للنيابة كمان، وانتي كنتي قاعدة مع مجر.م بتعملي ايه هااه !؟

برهان : أنت هتساعده يخرج صح !؟

صفوت بصلها باستغراب من السخافة اللي بتقولها وهي حطت ايدها على صدرها : عشاني، أرجوك ساعده

صفوت : وليكي عين يا بجحة !؟

نزل على الأرض ومسكها من شعرها : عايزاه يخرج ليه هااه !؟ بتدافعي عنه ليه !؟ عملتي ايه معاه يا فا**ة مخليكي متمسكة بيه كده !؟

نيكول قربت من جوزها وطبطبت على كتفه بهدوء : ماتعصبش نفسك يا صفوت هي ما تستاهلش 

بصتلها وكملت كلامها : خسارة، بعد ما كبرناكي وصرفنا عليكي عشان تطلعي حاجة تشرفنا ونفتخر بها بقيتي بالصورة اللي تعر دي، أخص عليكي

صفوت قام مع مراته وبص للحرس اللي واقفين بصمت وشاور على بريهان : طلعوها أوضتها واوعوا تهرب تاني فاهمين !؟

الحرس : أمرك يا فندم 

صفوت بص للخدم اللي واقفين عند المطبخ : وانتوا خلوا بالكم منها تراقبوها كويس

الخدم ردوا عليه بطاعة وهو بص لبريهان : أهدي بقى، أهدي وبطلي عمايلك السودا ومصايبك شوية، ارحمي بقى شوية

بريهان بصتله وهي الدموع متحجرة في عيونها : وانتوا مابترحموش ليه !؟ فين العدالة في أنكم تجنوا عليا وبعدها تحاكموني !؟ أنا بجد تعبت

قالت كلامها بدموع وطلعت جري على غرفتها قبل ما أبوها يضربها تاني وحبست نفسها في الأوضة تبكي حالها لحد ما تعبت من كتر البكاء  

********
عند البحيرة عربيات الشرطة وصلت ونزل منها العساكر اللي انتشروا في كل شبر من المكان بيفحصوه بتركيز لدرجة إنهم كان معاهم كلاب بوليسي بتدور معاهم، ويامن هو كمان نزل من العربية ودور بعينيه في البحيرة وقبل ما يتكلم لمح مركب في نص البحيرة وفيها راجل ظهر عليه التوتر أول ما شاف الشرطة، وحدف حاجة كبيرة في البحيرة وحاول يهرب بس الشرطة مسكوه، ويامن بيبص مكان المركب وهمس وقلبه بينبض بسرعة : مليكة

بدأ يمشى خطوة خطوة ببطئ وهو بيردد اسمها، ونط في المياه وفضل يعوم بكل قوته لحد ما وصل للمكان اللى كان المركب واقف فيه، أخد نفس طويل وغطس وحاول يفتح عينه تحت المياه لعله يشوف حاجة، وفعلا شاف مليكة في القاع تحت فنزلها وحاول ياخدها ويطلع بس ماعرفش لأنه لقى تقل حديد مربوط في رجلها متقلها، حاول كتير يشدها لفوق بس بدون فايدة لحد ما نفسه اتقطع فطلع بسرعه ياخد نفس ونادى على محمود يطلب منه المساعدة ونزل تانى 

محمود وأمير وكذا عسكري راحوله بسرعة وساعدوه يطلع مليكة وفعلا طلع يامن من البحيرة وهو شايل مليكة بين ايديه حثة هامدة، حاطها على الأرض وحاول يفوقها وهو بيخبط على وشها برفق وبينادي عليها : مليكة فوقي، قومي يا حبيبتي ماتسيبينيش بالله عليكي مش بعد ما لقيتك أخيرا 

محمود أدخل وبعده عنها بسرعة : وسع كده لازم تطلع المياه اللي بلعتها 

خلص كلامه وبدأ يعمل إنعاش لقلبها بإتقان فهما بيتدربوا على الإسعافات دي في الشرطة، ويامن كان ماسك ايدها ودموعه على خده مش عارف يمنعها ومليكة مش بتستجيب ليه لحد ما محمود بعد ايده عنها ويامن بصله وهو مش فاهم ليه وقف مساعدة ليها، ولما بص لوش مليكة لقاه شاحب جدا كأنها ميته فنزل راسه على كتفها وفضل يعيط : أنا آسف يا روحي أنا السبب في كل ده، لو كنت بس اهتميت بيكي شوية، لو كنت فضيت نفسي ليكي شوية 

رفعها من على الأرض وضم نفسه ليها جامد : حقك عليا أنا السبب حقك عليا أنا آسف، ياريتني ماسيبتك اليوم ده ياريتني فضلت جنبك يا حبيبتي 

اتفتح في العياط وماحدش عرف يوقفه لحد ما حس بحد بيطبطب على كتفه وهمس جنب ودنه بضعف : يامن 

يامن رفع راسه من على كتف مليكة بهدوء وبصلها لقاها مفتحه عينيها فتحه صغيرة وبتبصله، يامن  : مليكة !! مليكة أنتى عايشه !؟

مليكه همست تانى بضعف أكبر : ابيه 

يامن ابتسم من بين دموعه : روح ابيه روح قلب ابيه 

ضمها لحضنه وهو بيحمد ربنا إنها لسه عايشه، وهي كمان رفعت ايدها بضعف مسكت في هدومه كأنه ملاذها الوحيد وهمست بصوتها الرقيق : كنت متأكدة إنك هتوصل، كنت واثقه فيك

يامن ضمها أكتر كأنه عايز يدخلها جوه ضلوعه من خوفه عليها، وفي الوقت ده الإسعاف وصلت والمسعفين نزلوا بسرعة غطوا مليكة ببطانية وعملولها الإسعافات اللازمة وعلقولها محاليل وركبوا كلهم عربية الإسعاف ويامن معاهم 

وطول الطريق للمستشفى يامن كان قاعد على ركبه على أرض عربية الإسعاف وماسك ايد مليكة بايد، وايده التانية بيطبطب بيها على خدها وهو مثبت عينه عليها كأنه مش شايف حاجة غيرها، وكل شوية يقرب ايدها من وشه ويبوسها ويبوس راسها، والدكتور ومحمود بيراقبوا بصمت وماحدش عايز يقطع اللحظة دي

ومليكة بتبص لأخوها بعطف، حركت راسها لمحت بعينها محمود اللي قاعد بصمت فبصت في عينيه كأنها بتشكره، وهو ابتسم بهدوء وبص في الأرض وهو بيحاول يهدي قلبه اللي بينبض بعنف فهو في الحقيقة ماتخيلش مليكة في الواقع عامله إزاى، حتى لو تخيل فهو تأكد إنها أحلى من كل التخيلات

رفع راسه وبص على يامن وابتسم فالمهم دلوقتى إن مليكة رجعت تاني لأخوها 

********
منصورة في بيتها الجديد كانت قاعدة قلقانه وماسكه فونها في ايدها فاتحاه على رقم محمود ومتردده ترن عليه ولا لأ-بقلم/مريم عبدالقادر-سامح قعد جنبها وهو ملاحظ قلقها : مالك يا منصورة قاعدة مش على بعضك ليه !؟

منصورة : مش عارفه قلقانه كده ليه !! الواد محمود من ساعة ما جه بالليل زيارة لينا وأنا قلقانة كأنه كان جاي يشوفني قبل مايعمل حاجة خطر 

رفعت راسها وبصتله : هو شغله كله خطر أصلا ولما كان عايش عندي كنت كل يوم وأنا شايفاه لابس الميري ونازل أحط ايدي على قلبي من الخوف عليه وادعيله وقلبي مابيرتحش غير لما يرجع سليم، ده حتى يوم ما هاجر اتخـ.طفت رجعلي بيها وكتفه مضروب رصا.صة ومش مبطل نز.يف ويقولي ده عادي ماتقلقيش، لما الرصا.صة عادي بالنسباله أومال ايه اللي مش عادي !؟ لما يرجعلنا ميـ.ـت لا قدر الله بعد الشر عليه 

سامح طبطب على ظهرها بحنيه قبل ما يضمها لصدره : ماتخافيش طول ما هو في معية الله، استودعيه عند ربنا واللي عند ربنا مش بيضيع، ولو حابه ترني عليه تطمني رني أكيد هيرد عليكي حتى لو مشغول 

منصورة : عارفه إنه هيرد حتى لو مشغول بس أنا خائفة أرن ألاقي حاجة وحشة لا قدر الله

سامح أخد فونه من على الترابيزة قدامه ورن على محمود : هكلمه أنا 

سكت شوية وبعدها بص لمنصورة اللي قلبها وقع من الخوف بس أخدت نفسها براحة لما سامح فتح الاسبيكر واتكلم : عامل ايه يا محمود !؟

محمود : أنا كويس الحمد لله وانتوا !؟

سامح : الحمد لله بس منصورة كانت قلقانه عليك أوي وعايزة تطمن عليك

محمود بابتسامة : طمنها أنا كويس مشغول بس شوية في قضية كده

سامح : تكلمها !؟

محمود : هاتها 

منصورة : محمود 

محمود : حبيبة قلبي مالك خايفة ليه كده !؟

منصورة : قلقتني عليك أوي، وأنت ماشي كنت بتقول كلام غريب وبتبصلي كأنك مش راجع

محمود : ماتقلقيش عليا الظاهر أنى لسه هعيش كمان شوية كده، لسه طابق على نفسك ماتخافيش

منصورة بابتسامة : طيب قولي أنت فين !؟

محمود : مع واحد عزيز عليا في المستشفى، أخته في الطوارئ وأنا معاه

منصورة بحزن : ربنا يشفيها ويخفف عنهم 

محمود : يارب، هقفل أنا بقى وهكلمك تاني

منصورة : ماشي يا حبيبي مستنياك

قفلت الفون وبصت لسامح بامتنان : شكرا أوي إنك جنبي 

سامح : أنا دايما هفضل جنبك إن شاء اللّٰه، ممكن بقى شوية تركيز مع سامح ولا هو مش حبيبك هو كمان

منصورة ابتسمت ولأول مرة هي اللي تاخد الخطوة وتحضنه : أنت الحب كله

سامح ابتسم وهو بيبادلها الحضن وقلبه اخيرا مرتاح ومش عايز حاجة تانية من الدنيا غير قربها ده 

********
مرام في بيتها ماسكه فونها رايحه جايه رايحه جاية في الصالون قدام مامتها وباباها ومنى اللي بتشرب عصير وهي بتتفرج عليها باستمتاع

هناء : أهدى بقى يا بنتى حرام عليكي خايلتينا

مرام : مش بيردوا يا ماما مش بيردوا هموت من التوتر مش قادرة

راحت قعدت على الأرض قصادها ومسكت ايدها وهي بتسأل بقلق : تفتكري انقذوها !؟ لحقوا يوصلولها قبل ما حاجة تحصلها !؟ أنا خايفة أوي يا ماما، يارب تكون كويسة

حطت ايدها على قلبها بقلق حقيقي على الجميلة اللي ماتعرفش عنها غير اسمها، وهناء طبطبت على كتفها بحنية فهي عرفت كل حاجة من ناصر عن يامن والمستشفى ومليكة وجاسم واللي مرام عملته في القسم والمستشفى 

هناء : ماتخافيش يا حبيبتي إن شاء اللّٰه هتكون كويسة

فون مرام رن برقم محمود وده اللي خلاها تنط من مكانها وكلهم وقفوا معاها بلهفه فهما كانوا قلقانين زيها، مرام فتحت الخط بايد مرتعشة وكلهم قربوا من الفون عشان يسمعوا : ألو

محمود : دكتورة مرام أنتى فين دلوقتي !؟

مرام : في البيت يا حضرة الظابط، هو في ايه !؟ قول على طول من غير مقدمات أنا مستعدة اسمع اسوء حاجة عندك، مالقتوهاش لقتوها ميته، متوا كلكم قول بسرعة

محمود : اه موتنا كلنا وبكلمك من التربة، في ايه يا دكتورة 

مرام مسحت وشها باستيعاب، ومحمود أتكلم وهو مبتسم : ماتقلقيش، قدرنا نلحقها وهي كويسة كمان، ووصلنا المستشفى وهي دلوقتى بتعمل فحوصات عشان نطمن عليها

مرام دموعها نزلت وقعدت على الأرض وهي بتعيط وبتحمد ربنا إن كل حاجة عدت على خير وكل حاجة رجعت لمكانها الطبيعي، مسحت دموعها واتكلمت : هو أنا ممكن اجي أشوفها واتطمن عليها !؟

محمود : امممم مش عارف بصراحة، لما الدكتور يخرج هسأله ليها زيارة ولا ايه الوضع 

سكت شوية وهو بيبص على يامن اللي عمال يتحرك بسرعة قدام باب غرفة الفحص وكل شوية يقف قدامها ويفتح الباب براحه يبص بصه لجوه ويقفل الباب تاني ويمشي رايح جاي بتوتر، محمود بهمس : أعتقد كده يامن مش هيسمحلها تتنفس حتى بعيد عنه فأعتقد عادي نشوفها

مرام ضحكت على كلامه وهي بتتخيل شكل يامن وهو مش عايز يبعد عن أخته، بس ليه حق هو اتعذ.ب كتير في بعدها عنه وأكيد ما صدق رجعت تاني

محمود : هبقى أكلمك بعدين ماشي

مرام بسرعة : ممكن أكلم يامن !؟

محمود : ما اعتقدش ده هيكون أحسن حاجة تعمليها دلوقتى

مرام اتنهدت وهو قالها هيكلمها بعدين وقفل معاها وراح ليامن : هتكون كويس لو سبتك لوحدك هنا شوية !؟

يامن بصله باستفهام وهو كمل : محتاج أروح القسم وكام مشوار كده

يامن بص على باب غرفة أخته فمحمود مسك كتفه بدعم : هتكون كويسة ماتقلقش بس أنا محتاج أروح القسم دلوقتى عشان ابرأ اسمك

يامن افتكر مو.ت صباح والتهمة اللي متلفقه ليه واتنهد بحزن، فمحمود ضغط على كتفه جامد : ماتزعلش، أرفع راسك وواجه أى حاجة قصادك، أنت قوي جدا إنك استحملت كل ده لحد دلوقتي فلازم تكمل اللي فاضل، أختك محتاجاك جنبها ومحتاجاك قوي

يامن غمض عينيه واخد نفس طويل وخرجه براحة على مراحل وبص لمحمود : ماتقلقش عليا، روح شوف وراك ايه وأنا هكون كويس إن شاء اللّٰه

محمود ابتسم عشان يامن يبتسم هو كمان : طلاما أختي رجعتلي تاني فأنا كويس خلاص

محمود : وبكره هتبقوا كويسين أكتر انتوا الاتنين 

طبطب على كتفه وبص لأمير اللي كان واقف بصمت طول الوقت : أمير محتاج منك مهمة

امير حرك راسه بموافقة ومحمود قاله على اللي يعمله وسابهم وخرج من المستشفى وهو بيبص وراه وبيتمنى مليكة تكون كويسة، ركب عربيته وساقها لحد ما وصل فيلا يامن، نزل من العربية وهو بيبص للفيلا بنظرات غامضة، قفل باب عربيته وراح ناحية البوابه اللي كانت مقفولة بشرايط مسرح الجريمة الصفراء بتاعة البوليس، بص على الشرايط اللي مكتوب عليها (مسرح جر.يمة، لا تتخطى الحاجز)، اتنهد وبص حوليه بتفحص ورفع الشريط عدى من تحته ودخل الفيلا وهو بيبص لكل حاجة حوليه بتركيز، وصل للمطبخ مكان الجر.يمة بص على رسوم الطباشير مكان تواجد الجـ.ثث ولعلامات الترقيم الموجودة على الأدلة

نزل على ركبة واحدة ومسح بايده على الدم الناشف على الأرض وفركه بين صوابعه وهمس : خفيف أوي

قرب صوابعه من وشه وشم الدم وابتسم بسخرية : يابن 

قام من على الأرض وراح ناحية الحوض وحط ايده تحت المياه وهو بيراقب الدم لحد ما غسل ايده وقفل المياه، بص تاني حوليه بتفحص كأنه بيحفظ صورة المكان وبعدها مشي راح القسم

عيد أول ما شافه ساب مكانه وجري بسرعة ناحيته وحضنه جامد : محمود بااااشا

محمود ابتسم ابتسامة واسعة وطبطب على ظهره جامد : وحشتني يا عيد والله

عيد بعد عنه : وأنت واحشنا أكتر يا حضرة الظابط 

بصله بتفحص واتكلم باستغراب : طيب مانت زي الحصان أهو وباين عليك صحتك بومب 

محمود رفع كف ايده خبطه في وش عيد وزقه : أعوذ بالله من عينك 

عيد بضحك : بقى بتخمس على نفسك مني يا باشا

محمود : لا برقي نفسي يا أخويا وأنت الصادق

عيد : بعد الشر عليك يا باشا من الحسد، ده أنا بهزر معاك

محمود طبطب على كتفه وقبل ما يتحرك شاف الظابط طارق ماشي قصاده وبيبص في عينيه مباشر فاعترض طريقه وابتسم باستفزاز : أهلا يا حضرة الظابط، هو أنا قولتلك أنى هرجع هنا تاني !؟

طارق بضيق : لأ ما قولتش

محمود : واديني جيتلك لحد عندك عشان أقولك، شوفت أنا طلعت احسن منك إزاى !؟

طارق تجاهل كلامه ومشي بس محمود وقفه بنبرة جمود : الحقيقة مسيرها تتكشف يا حضرة الظابط

طارق بصله عشان محمود يبادله النظرات بتحدي واضح : وأنا اللي هكشف الحقيقة دي

طارق سكت شوية قبل ما يتكلم : ماعرفش بتتكلم عن ايه !؟

محمود ابتسم : بكره تعرف، وكلنا هنعرف 

طارق بصله شوية بصمت وبعدها مشي ومحمود الابتسامة اختفت من على وشه وبص لعيد : فين العسكري علي والعسكري شادي يا عيد !؟

عيد : ليه يا باشا هما عملوا ايه !؟

محمود بتوعد : هنعرف دلوقتى 

عيد : في مكتبهم يا باشا أكيد

محمود حرك راسه بفهم ومشي لحد مكتب الطب الشرعي، خبط ودخل ومع دخوله كل اللي في الغرفة بصوله، منهم إسراء اللي أول ما شافته سابت اللي في ايدها وقربت منه وهي بتشيل الكمامه من على وشها : يا دي النور، حضرة الظابط محمود بذات نفسه عندنا 

محمود طبطب على صدره بغرور : ليكم الشرف طبعا

اسراء ابتسمت وهو بصلها بجدية : محتاجك في قضية مهمة

إسراء : قضية ايه !؟ أنا أعرف كل القضايا تقريبا في القسم هنا

محمود : قضية فيلا يامن العزاوي

اسراء سكتت شوية تفتكر ومحمود فكرها : اللي قتـ.ل الخدم بتوعه وهرب زي مابيتقال

إسراء بتذكر : اه ايوه ايوه افتكرت، كانوا تلاته ست وبنت وراجل عجوز

محمود حرك راسه بتأكيد : أنتى اللي فحصتي مسرح الجر.يمة !؟

اسراء : لأ مش أنا، دي دكتورة لميس

محمود حرك راسه بفهم فهو عارف دكتورة لميس وعارف إنها دكتورة مش كويسة : أنا ساعدتك قبل كده

اسراء بفهم : وأنا مستعده اردلك الجميل ده 

محمود : محتاج ابرأ المتهم في القضية دي ومحتاك مساعدتك في الموضوع ده

اسراء بصتله بتساؤل وهو بدأ يشرحلها الي عايزه بالظبط وهو مصمم عليه

********
وعلى الناحية التانية أمير راح ينفذ اللي محمود قاله عليه، وصل للمكان المطلوب وبص عليه بتفحص : مش حاجة يتطمع فيها يعني 

أتحرك عشان يدخل المكان واللي هو شركة يامن سابقًا، كان بيتحرك براحة كبيرة زي عادته كأن الشركة تخصه مثلا، راح عند الكافتيريا : واحد عصير ليمون نعناع يا محمد 

محمد بانبهار : عرفت منين أن اسمى محمد !؟

أمير بصله : يابنى بقى ما هي معروفه تلت أرباع رجالة مصر اسمهم محمد، هات العصير بقى عتشان 

محمد همس باستغراب : عتشان !! بس إحنا ماعندناش ليمون نعناع يا فندم 

أمير : والله بجد !! ليه ده حتى طعمه حلو أوي، أومال عندكم ايه !؟

محمد : شاي قهوة ينسون

أمير : ايه الحاجات المملة دي، عندكم بوبا

محمد بصله بصمت عشان أمير يحرك رأسه : لأ، طيب عندكم آيس كوفي

محمد : اه

أمير : يا فرج الله، هات يابني نشفت ريقي الله يسامحك

محمد راح جابله طلبه وعطهوله فأمير شرب منه شويه : اممم حلو أوي تسلم يا غالي

أتحرك فمحمد وقفه بسرعة : الفلوس يا فندم

أمير بعدم إهتمام : اعتبرها اتدفعت

محمد أستغرب وأمير راح ناحية الاسانسير : ايوه ما هو أنا مش هشتغل ببلاش

طلع عند مكتب يامن وابتسم وهو بيهمس : مونامور 

خبط على الباب ودخل قبل ما حد يأذنله وبدأ يبص على المكتب وهو بيشرب القهوة باستمتاع : يا حلاوة يا ولاد

ضياء مدير أعمال البحراوي كان موجود في المكتب فقام وقف : أنت مين وبتعمل ايه هنا !؟ ومين سمحلك تدخل أصلا !؟

أمير بلا مبالاة : شركة صاحب صاحب عمري 

بصله بسخافة : صحاب الصحاب

ضياء : أنت عايز ايه !؟

قرب من المكتب وخبط عليه : عايز اسألك، من اين لك هذا !؟

هرش في شعره ببلاهة وهو بيضحك : الله ده الموضوع طلع حلو أوي

خبط على المكتب تاني جامد واتكلم بحدة : من أين لك هذا !؟ رد

ضياء : أنت أهبل يا ابنى !؟

أمير : غلط وأنا كنت مستنيه يغلط

شمر كمامه وقرب منه بشر : هعتبر ده تعدي على موظف أثناء القيام بعمله

بعد شوية ضياء كان واخد علقة محترمه ومتعلق من هدومه في الحيطة مكان برواز كبير كان متعلق مكانه وبيزعق : أنا مش هرحمك، نزلني يا حيوان

أمير كان متجاهله وقاعد على المكتب بيقلب في الأدراج والأوراق الموجودة كلها وبيصور شوية ورق معين، وبعدها طلع ورق الصفقة القديمة اللي بين البحراوي ويامن وكمان ورق شراء البحراوي للشركة وابتسم : أهو ده الشغل ولا بلاش

أخد الأوراق دي وراح ناحية ضياء المتعلق : قول للباشا بتاعك إن الشركة هترجع لأصحابها قريب عشان يعمل حسابه، وياريت لو يسلمها بالذوق عشان يتجنب أى مشاحنات معانا

ضياء : وانتوا مين أصلا !؟ أكيد شوية بلطـ.جية يامن مأجرهم عشان يعملوا الشوية دول، ما هو مجر.م هيعرف ايه غير بلطـ.جية ومجر.مين زيه !!

أمير بصله بصمت قبل ما يطلح الشارة بتاعته ويحطها قدام عين ضياء وهمس : لأ بوليس يا حدق

ضياء بلع ريقه بتوتر وأمير دخل الشارة بتاعته تاني في جيبه وحرك الأوراق اللي اخدها قدام وش ضياء : وخلوا بالكم في حاجات مهمة معانا اوك، عشان مانزعلش كلنا

ضربه على خده بالورق بخفة : مفهوم يا حدق !؟ مفهوم إن شاء اللّٰه

أتحرك خطوتين ووقف وراح ناحية المكتب حط عليه الكارت بتاعه، وأخد اخد القهوة بتاعته ورجع يشرب فيها باستمتاع وهو خارج من المكتب، وقبل ما يمشي من الشركة راح دفع حق الآيس كوفي اللي اخدها 

********
بريهان في غرفتها قاعدة تعيط على كل اللي بيحصل، قسوة باباها ومامتها عليها وعدم إهتمام حد بمشاعرها، وحبسها هنا كأنها مجر.مة، وأخيرا القبض على جاسم

الباب خبط ودخلت مامتها ومعاها واحدة من مدبرات الفيلا شايله صينية عليها آكل وفاكهة

نيكول : ده غداكي كلي

بريهان : أنتى ليه كده !؟ مش المفروض إنك أمي وتخافي عليا وتحبيني !؟

نيكول : صدقيني المشاعر دي كلها مالهاش أي قيمة في العالم اللي إحنا عايشين فيه، اللي بيعيش حسب مشاعرة والحب والكلام الفاضي ده بيخسر في الآخر

بريهان : يعني أنتى مش بتحبي بابا !؟

نيكول : لا أنا ولا ابوكي بنحب بعض، إحنا متجوزين بس عشان المصالح، أنا متجوزاه عشان غني وهو متجوزني عشان شكلي وواجه لشركته وأسرته 

بريهان بدموع : ولما أنتوا مش بتحبوا بعض ولا هتحبوني في يوم جبتوني ليه !؟

صرخت بكل صوتها : جبتوني ليه لما هتعاملوني كده !؟

نيكول بجمود : غلطة، كنتي غلطة وبندم عليها لحد دلوقتي

بريهان بصتلها بصدمة عشان نيكول تكمل : أنا أصلا ماكنتش عايزة أخلف، ولو كنت أقدر أخلص منك قبل ما تيجي ماكنتش هتردد

بريهان : يا رب أموت أحسن 

نيكول : ياريت والله هتريحي كتير 

بصتلها بجمود كأنها مش أمها وهمست من بين أسنانها : موتي أحسن للكل

سابتها وخرجت والمدبرة خرجت وراها وقفلوا الباب وراهم، عشان بريهان تقوم تصرخ وتكسر كل حاجة في الأوضة وقعدت على الأرض تعيط بوجع وهي بتتشحتف : ياريتك اخدتني معاك يا جاسم، ياريتني واقفت اتجوزك حتى لو عرفي

خبطت على قلبها كذا مرة ورفعت راسها تبص حوليها للي عملته عشان عينها تقع على سكـ.ينة الفاكهة، فبدون لحظة تردد واحدة اخدتها وجر.حت شر.اييـ.ن ايدها للمرة اللي ماتعرفش عددها كام، ووقعت على الأرض غر.قا.نه في د.مها وهي بتهمس باسم جاسم قبل ماتغمض عينيها وتقع ضحـ.ية تهور منها وضعف إيمان 

___________يتبع

رأيكم في التعليقات يا حبايب

بقلم/مريم محمد عبد القادر 

دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍

 •تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent