رواية قلب في المنفي الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم هدير محمد
' لحظة يا مدام سحر... في سوء تفاهم... آدم بيقول الحقيقة...
* بلا حقيقة بلا بتاع... عايزة تسمعي الحقيقة ف بقولك اهو... ده مش ابني... انا ابني مات من 28 سنة و دفنتـ,ـه بإيدي !! تحبي اوريكي قَبره ؟!
صُدم آدم و قال
" انا ابنك !
* لا لا لا... مستحيل... ابني آدم ميـ,ـت... بسبب أبوك انا عيشت أيام صعبة على مو*ت ابني... ملحقتش اشبع منه ولا لحق جَر*ح الولادة يلم و اخده مني... كفاية قهـ,ـر فيا... اطلعوا بره انتوا الاتنين !!
امسك يوسف يد آدم و شده و آدم يقاومه و يقول
" انا بقول الحقيقة... انا ابنك يا ماما !!
نظرت له بغضب و ذهبت و آدم ينادي عليها بهسترية... امسكه يوسف و دفعه خارج البيت و اقفل البوابة... طرق آدم على الباب الحديدي بقوة و قال بغضب و الدموع في عيناه
" افتحوا !! انا آدم ابنك !! افتحي يا ماما... انا ملحقتش اشبع منك... انتي حتى محضنتنيش !!
****************
في الڤيلا... دخلت أسيل الغرفة وجدت آدم نائم على السرير... وضعت الطعام على الطاولة و اقتربت منه و قالت
' آدم... قوم عشان تاكل...
لكن لم يأتيها رد رغم انه مستيقظ و عيناه مفتوحة... عرفت انه مازال حزين بسبب ما حدث في منزل والدته... كان نائمًا و يعطيها ظهره... استلقت جانبه... قَبَلت وجنته و عانقته من ظهره و اسندت رأسها على ظهره الصلب و قالت
' انا آسفة...
" بتتأسفي ليه ؟
' يعني... عشان انا اللي اصريت تروحلها... مكنتش اعرف ان ده هيحصل... انا آسفة اوي...
" بالعكس انا بشكرك...
' ليه ؟؟
" لإنك خلتيني اروح و اشوف وشها الحقيقي... هي و فريد نصار لعبوا بحياتي و بطفولتي... د*مروني !
قَبَلت أسيل كتفه و قالت
' خلاص انسى... مش عايزة اشوفك زعلان بالشكل ده...
" عندك حق... مش هزعل على ناس ميستحقونيش... مش عايز حد منهم في حياتي... ولا أي حد !!
' طب و انا ؟ مش عايزني انا كمان ؟
امسك يدها و وضعها على قلبه و قال
" انا مش عايز غيرك !
ابتسمت و ظلت تُمسد على شعره... ظلوا صامتين لفترة... قالت أسيل
' ممكن تقوم تاكل ؟
" مليش نفس...
' انت من الفطار على الصبح و خلاص دلوقتي 10 بالليل... مينفعش كده... قوم يلا !
نهصت و ارغمته على النهوض... اجلسته على الاريكة أمام الطاولة... اخذت ملعقة من المكرونة نفخت فيها لانها ساخنة و اكلته و هو يتابعها بعيناه و ظلت تأكله كأنه طفلها... و بعد انتهت جلبت له الماء و شرب و مسح يداه بالمنديل...
' اعملك سلطة فواكة ؟
كان ينظر لها و صامت...
' آدم ؟!
" انتي ليه حنينة كده ؟
' بمعنى ؟
" بتهتمي بيا و كل ما تلاقيني مضايق بلاقيكي قاعدة معايا تهوني عليا... و كمان بتعامليني كأني طفل و بتأكليني... انتي ليه كده ؟
' مش فاهمة... هو مفروض اعمل غير كده ؟
" ساعات بستغربك... انتي جايبة من فين الحنية دي كلها ؟!
' مش عارفة بس اللي اعرفه كويس انك تستاهل كده...
" شيفاني كويس ؟
' في الاول لا... مكنتش بطيقك... بس دلوقتي...
" دلوقتي ايه ؟
' لما حبيتني... شوفت العكس... انت طيب اوي و حنين...
" انا حنين ؟!
' اه... يمكن انت مش واخد بالك من كده بس ساعات بتخرج من تصرفات حنينة اوي و بحبها !
ابتسم و قَبَل رأسها و ضمها لصدره...
*****************
في منزل سحر....
كانت سحر جالسة في غرفتها و مُمسكة بيدها صورة ابنها آدم عندما كان طفلا تنظر له بحزن سقطت دمعة من اعينها و قالت
* مكفهوش اللي عمله فيا... جاي يكمل و يو*جعني بإبنه من نرمين !
ضمت صورته الى صدرها و قالت بأ*لم
* انا عيشت بقـ,ـهر على طفلي بسببه... ملحقتش افرح بيه حتى !
طرق الباب و دخل يوسف جلس بجانبها و قال
- ممكن افهم اللي حصل بدري ده ؟؟
لم ترد عليه و عيناها على صورة طفلها... نظر يوسف للصورة و قال
- ده ابنك الاول ؟
اومأت له و قالت
* اه ده آدم ! اللي جه ده آدم ابن طليقي فريد...
- انتي اضايقتي لانه على نفس اسم ابنك ؟
* اه... قالي اني ابقا مامته... فريد بعته... فريد لسه عايز يو*جعني ف بعتلي ابنه... طفلي لو عايش كان زمانه كبير زيه و متجوز و احفادي منه بيجروا حواليا... بس انا دفنـ,ـت طفلي بإيدي !
- بس ربنا عوضك بيا و جبتلك زينب... ولا ايه ؟
ابتسمت و عانقته
* ربنا يحفظك ليا انت و مراتك و بنتك... مش هسمح لحد يقرب منكم...
- خليه يفكر بس مجرد تفكير و انا هعمله شاورما...
ضحكت فقال
- ايوة كده اضحكي... تعالي نتعشى... زينب قعدت صاحية مخصوص عشان تتعشى معاكي...
* حاضر... اديني جاية...
******************
كانت أسيل نائمة في حضن و غارقة في النوم... و آدم مستيقظ و بنظر للسقف بشرود و كلامها يتردد في رأسه " متقولش ماما !! انت مش ابني... اخرج بره و روح قول لفريد يبعد عني... انا بدعي عليه كل يوم بسبب الو*جع اللي عيشني فيه... انا بعدت و اختصرت بدون مشاكل عشان اعيش بسلام... ابعدوا عني... والله لو قربتوا من عيلتي مش هرحم حد فيهم و اولهم انت !! " احمرت عيناه بغضب... أبعد كل هذا... أنكرت و قالت انه ليس ابنها !! كان يفكر مع نفسه و يقول
" ما هي عندها ابن دلوقتي و حفيدة... نسيتني بيهم... هتحتاجني في ايه ؟ ( اكمل بأ*لم و حزن ) بس انا كان نفسي حتى أحس إحساس وجود أمي معايا... و هي أنكرت و نفرتني !
بعد ان عاش طفولته بدون حُب و حنان من أم مُزيفة... كَبُر و مازال يحتاج هذا الإحساس الصادق الناتج من القلب... نزلت دمعة من عينه لكنه مسحها في الحال و قرر بأن يستغني عن الجميع كما هم فعلوا به... لن يحاول ان يجتمع بها مجددا... لا يوجد حزن عليهم بعد هذه اللحظة !
نظر لأسيل التي تسند رأسها على صدره و تغُط في ثُبات عميق... ابتسم و قال
" أنكرت وجود الحُب لما قابلتك... بس انتي طلعتي الحُب بذاتُه ! انتي الوحيدة اللي تستحقي اتعب عشانك مش هم...
مسد على شعرها و غطاها جيدا حتى لا تبرد... امسك هاتفه و فتحه و ارسل رسالة لمصطفى الذي كان يُراسل سلمى و عندما رأى رسالة آدم رد عليه
" انت صاحي ؟
* اه...
" سبحان الله... اول مرة تقعد فاتح لحد دلوقتي يعني ؟
* مش تقولي ان الحُب حلو اوي كده ؟
" اشجيني... فكيت العُقدة و حبيت ؟
* اه... قولتلك اول ما هتتجوز هلحقك...
" و مين العبيـ,ـطة اللي رضيت بيك ؟
* هتتفاجئ لما تعرف... خلينا فيك... مالك ؟
" مش طايق اقعد هنا...
* هتسافر ؟
" اه...
* لفين بقا ؟
" اي دا*هية... المهم مقعدش هنا... عايز ابعد...
* يا ساتر يارب ! المدام عملت ايه عشان تِكره عيشتك بالشكل ده و عايز تطفش بعيد عنها ؟
" أولاً سيرتها متجيش على لسانك بأي شكل... مش كل مرة هحذرك !!
* بدأت الغِيرة ! طب و ثانيًا ؟
" مش هي اللي مضيقاني... دي اكتر حد مهون عليا في الايام دي... انا عايز افصل عن هنا... ظبطلي أي سفرية سريعة بره... خلال بكره اكون في الطيارة...
* بكره ؟! لا صعب...
" مش صعب عليك... مش بسبب الحُب و السنيورة اللي اتلميت عليها مش هتقف مع صاحبك... لو قعدت هنا هقـ,ـتلك !
* طب استنى اتجوزها حتى !
" يبقى تتصرف يا مصطفى !!
* خلاص اهدى... هتصرف... بس بعد ما اول بلد بدل تديني التأشيرة... إياك تقولي لا مش عجباني البلد دي !!
" اي دولة و خلاص...
* ماشي... غو*ر اتخمد بقا...
" هتخمد... و أنت متسهرش كتير هااا... خلي بالك السهر بعد الجواز احلى...
* بجد والله ؟
" امشي ياض من هنا !
ضحك مصطفى و عاد لمُراسلة مع سلمى... اغلق آدم هاتفه... قَبَل رأس أسيل بحنان... فتحت أسيل عيناها بتثاقل فقال
" صحيتك ؟!
' انا عطشانة...
أومأ لها و نهض جلب لها كوب مياة... اعتدلت قليلا و شرَّبها الكوب... كانت أسيل نعسانة للغاية و عيناها تُغلق و تفتح...
" ده انتي نعسانة خالص... شوية و هتنامي جوه الكوباية...
لم تنتبه لِما قاله و انهت الكوب ف استلقت للنوم مجددا... وضع آدم الكوب جانبًا و ابتسم على نومتها العشوائية... فتحت أسيل نصف عينها و قالت بإنزعاج
' مجتش نمت جمبي ليه ؟؟
" جاي اهو...
استلقى جانبها و قبل ان يُضمها إليه... اقتربت هي و عادت لنومتها المُفضلة في حِضنه... ابتسم آدم و مسد على شعرها و نام...
في صباح اليوم التالي... وجدت أسيل الخادمة تضع ملابس آدم في حقائب... تعجبت و قالت
' انتي ليه بتحطي هدومه في الشنطة ؟
* عشان معاد طيارة آدم بيه...
' طيارة ايه ؟
* آدم بيه هيسافر بالليل...
تفاجئت أسيل لانه لم يقول لها... خرجت لتحبث عنه... و جدته جالس في الحديقة و شارد... وقفت امامه و عقدت زراعيها ببعض و قالت بإنزعاج
' سفر ايه اللي هتسافره ده ؟؟
" عايز اغير جو...
' و مقولتليش ليه ؟؟
" هو لازم اقولك ؟
' انت كمان بتسأل !! ازاي متقوليش على حاجة زي دي ؟؟
" عادي...
' لا مش عادي !! انا مش كيس جوافة جمبك... انا مراتك !!
" مراتي مش مراتي... في الحالتين هسافر برضو...
' انت هتسيبني هنا لوحدي ؟
" لو مش عايزة تقعدي لوحدك... روحي لمامتك او هاتيها هي و اخوكي الصغير هنا...
' والله ؟؟
" اه... المفروض اعمل ايه ؟
' الصراحة كتر خيرك !
قالتها بحزن و إلتفتت لتذهب لكنه شدها إليه و عانقها... غضبت و حاولت الابتعاد عنه قائلة
' ابعد عني... غو*ر سافر...
منعها من الابتعاد عنه و قال مُبتسمًا
" هاخدك معايا طبعا...
' بس انت لسه قايل انك هتسيبني لوحدي هنا !!
" كنت بهزر معاكي... بشوف رد فِعلك...
' انت بارد على فكرة !
ضحك و ربت على ظهرها و قال
" مقدرش ابعد عنك... انتي رُوحي... و مفيش حد بيسيب رُوحه... ولا ايه ؟
ابتسمت و ربتت على شعره... ابتعد عنها فقالت
' هروح احضر هدومي انا كمان... هنقعد اد ايه ؟
" الوقت اللي تحبيه... براحتنا...
' احنا هنسافر فين اصلا ؟
" سويسرا...
' سويسرا ؟! انت بتهزر تاني صح ؟
" لا...
' بجد والله ؟!
اومأ لها ف ابتسمت و قالت بحماس
' حلو اوي... انا كنت بشوف صور ليها و دايما كان نفسي اروح هناك... هنعمل ايه هناك ؟ اسكيت و هنلعب بالتلج ؟ و نقعد في كوخ صغير و نشرب قهوة على الطريقة السويسرية... و نخرج بعد نص الليل تحت المطر... و نتصور صور جامدة مع الطبيعة... و نربي جاموسة !
ضحك آدم و قال و هو يُزيح خصلات شعرها للخلف
" هنعمل ده كله طبعا... بس انا مخطط لحاجة مختلفة شوية...
' ايه هي ؟
" هاني مول مثلا !
' ليه ؟
" هو ايه اللي ليه ؟ احنا معملناش فرح ولا كتب كتاب زي الناس حتى...
' قول لنفسك الكلام ده... انت اتجوزتني بسرعة اوي... تسنيم صحبتي لسه مخطوبة من كام اسبوع و قالتلي الفرح بعد سنة... و انت اتجوزتني في 3 ساعات !
" الصراحة كنت خايف حد غيري يتجوزك...
' والله ؟ بدأنا كذب !
" يعني مش انتي عايزة هاني مول ؟
تحركت عيناها يمينًا و يسارًا و قالت بإبتسامة لطيفة
' معنديش مانع... نعمل هاني مول هناك...
" بس خلي بالك ! ده هيستلزم تلبسي الحاجات القصيرة اللي انتي ركناهم فوق... دول أساس الهاني المول !
' يوووه انت لسه بتفكر في كده ؟؟ دماغك مفيهاش غير قِلـ,ـة الأدب دي ؟
" اومال مفروض افكر في ايه ؟
' ممكن نعمل حاجات مختلفة... مثلا نصور محتوى هناك... انا عايزة ابقا بلوجر...
" مخلنيش اقولك كلمة مش لائقة ! بلوجر ايه و بتاع ايه ؟
' مالهم البلوجرز ؟ بيكسبوا فلوس زي الرز...
" و انا مش متجوز عشان اعرض مراتي بمُسمى بلوجر !
' هو انا هطلع ار*قص ؟؟
" اومال هتعملي ايه ؟
' هطلع اقولهم نجيب ايه بـ 10 يورو من السوبر ماركت...
ضحك فقالت
' انت مفكرني هطلع اتشخلع ولا ايه ؟
" انا مش بقر*ون... انا راجل و بَغير... فـ اهدي شوية...
' طييب ! تعرف السفرية ناقصة ايه ؟
" ناقصة ايه ؟
' طفل صغير كده انا و هو نغلس عليك طول الوقت و نقر*فك في عيشتك...
" في دي عندك حق... لازمنا طفل...
' هنجيبه ازاي ؟ ناخده تَبني ؟
همس في اذنها و قال
" نتبناه ليه ؟ احنا نجيبه اسهل !
' ايوة ازاي برضو ؟؟
" تحبي اشرحلك عَملي ؟!
قالها بإبتسامة خبيثـ,ـة ف توترت و فهمت مقصده...دفعته و قالت
' لا متشرحش ! ياربي عليك... التربية معدتش عليك ولا ساعة واحدة حتى !
" اهو احسن من احترامك ده ! ما علينا... روحي جهزي شنطتك...
نظرت له بغضب و ذهبت...
****************
في القصر... كانت رنا في غرفتها... جالسة على المكتب و تدرس... طُرق باب غرفتها...
* ادخل...
دخل مروان و بيده طبق مُكسرات و كوب سحلب... وضعه أمامها و سحب كرسي جلس عليه بجانبها... نظرت رنا للطبق و قالت
* ايه ده ؟
- كوباية سحلب دافية و شوية مكسرات... سِلِي نفسك وسط المذاكرة...
* و انت معندكش امتحان بكره زيي ؟
- لا انا عليا بعد بكره...
* و فتحت المادة ولا لسه ؟
- لا لسه...
* و بتتكلم عادي بكل برود ؟
- هو مفروض اعمل ايه ؟
* تقلق... تخاف... مزاجك يتعكر...
- طب و ليه ده كله ؟ الحوار مش مستاهل ده كله...
* نفسي برودك ده يكون عندي...
- عادي... متوتريش نفسك على الفاضي... بطلي دَح و اسكلي...
* والله ؟! عايزني اشيل زيك !
- لا انا مسمحلكيش... هي مفيش غيرها مادة شيلتها و انتي فاكرة امي عملت فيا ايه... و من ساعتها بطلت اشيل الحمد لله... بدل ما اشيل مواد... ممكن اشيل آيفون... أو اشيلك انتي... أو اشيل عيالنا...
ضحكت و قالت
* طب اهدى على نفسك شوية لسه متبقي سنتين...
- كتير والله... ما نتجوز دلوقتي و خلاص ؟
* لا... اخلص جامعتي الأول... و ممكن اعمل ماجستير...
- لا آخرك التخرج و نتجوز... الماجستير ده بعد اول ولادة...
* اشمعنا ؟
- اهو كده...
* اقولك ايه... بدل ما انت فاضي كده تعالي ذاكرلي...
- انتي عندك ايه ؟
* عندي مايكرو...
- مش تخصصي... انا آخري مسائل رياضية... برمجة... تهـ,ـكير... الحاجات دي بس...
* ما المايكرو ده في مسائل...
- بجد... طب هاتي ابص افهم و اشرحلك...
* خُد الكتاب اهو...
اعطته الكتاب و نظر فيه لدقائق... امسك ورقة فارغة و بدأ يشرح لها و هي مُركزة معه... مرت ناهد بالصدفة من جانب غرفة رنا و رأت مروان معها و يشرح لها...
* كده الناتج هيبقى 2 ؟
- صح يا دحيحة !
ابتسمت و قلبت الصفحة لتبدأ حل الباقي... دخلت ناهد و قالت
* عصفورين الحُب بتعملوا ايه ؟
- ولا حاجة يا ماما... عشان رنا عارفة اني ذكي و عبقري ف قررت تلجأ لي اساعدها...
* انا مقولتش كده !
- تنكري اني عبقري ؟ والله دماغي دي دماغ علماء...
* يا شيخ اتلهي...
ضحكت ناهد عليهم و قالت لمروان
* طب و دماغ العلماء بتاعتك دي مش بتشتغل ليه في جامعتك ؟ ده انا بجري وراك عشان تذاكر !!
قالت رنا
* و عنده مادة بعد بكره و لسه مفتحش الكتاب...
شهقت ناهد بصدمة و امسكته من جاكته و قالت
* انت لسه مفتحتش المادة اللي عليك ؟!
- كده يا رنا فتنتي عليا ؟
* سيبك من رنا دلوقتي... رد عليا... مفتحتش مادتك ليه ؟؟
- يا ماما المذاكرة ليلة الامتحان ليها طعم غير... المعلومات مش بتدخل دماغي غير ليلة الامتحان...
* والله ؟ تعرف لو شيلت مادة... هشويك في الفرن !!
- اهون عليكي يا ماما ؟؟
* قوم يلا ذاكر... يلا قوم !!
- اوووف طيب اهو...
نهضت و نظر لرنا بغضب و هي تضحك عليه... اخذ مروان كوب السحلب و قال
- انا هشربها... والله خسارة فيكي !!
ضحكت و خرج مروان و ناهد قالت
* جدعة انك فتنتي عليه... عايزة حاجة يا حبيبتي ؟
* لا يا مرات عمي... تسلمي...
خرجت ناهد و رنا تُكمل دراستها من اجل امتحان الغد...
في غرفة فريد... كان مراد مع... اطعمه و اعطاه دوائه ثم قاس له الضغط...
- ضغطك طبيعي يا بابا... في حاجة و*جعاك ؟
* لا...
- طب كويس...
خلع مراد مقياس الضغط من يده و قال
- هروح اشتري الحقـ,ـن اللي خلصت...
اومأ له و قال
* مفيش اخبار عن آدم ؟
- والله رنيت عليه... تليفونه مقفول...
* طب رن على أسيل... أكيد هي معاه... خليني حتى اسمع صوته...
- حاضر...
فتح مراد هاتفه و رن على أسيل...
- تليفونها مقفول برضو...
* في حاجة معاهم ؟
- مش عارف والله... مصطفى معاه خط سِيره... هسأل مصطفى و اقولك... هروح اشتري الحـ,ـقن و جايلك تاني...
اومأ له و خرج مراد... تنهد فريد بحزن... لقد اشتاق لإبنه كثيرا !
ركن مراد سيارته أمام الصيدلية التي يعرفها و يتعامل معها دائمًا... دخل و قال
- انا عايز....
صمت عندما لم يجد الطبيب الذي يعرفه... بل وجد فتاة شابة جميلة... ترتدي البالطو الأبيض على ملابسها العصرية الفضفاضة و الحجاب على رأسها يزيدها جمالًا بملامحها البريئة و الجميلة... كانت تضع عبوات الدواء في مكانها... إلتفتت و رأت مراد... ابتسمت له و قالت
* اتفضل... تؤمر بإيه يا افندم؟
قال و هو شارد في وجهها الجميل و المريح
- هو فين دكتور محمد ؟
* دكتور محمد اتنقل للفرع التاني...
- اه... هيجي امتى ؟
* ممكن من الشهر للشهر لإنه خلاص استلم مسؤولية الفرع التاني... انا مكانه هنا... مع حضرتك الدكتورة جميلة سالم...
- ما شاء الله... اسم على مُسمى !
* افندم ؟
- احم انا كنت عايز الحُقـ,ـن دي...
اعطاها الورقة ف قرأتها و ذهبت لتحضر الحقـ,ـن... مسح مراد وجهه ليستوعب ما رآه... تلك الفتاة بجمالها و صوتها الرقيق... بالكاد حركت قلبه ! جاءت جميلة و اعطته الحقـ,ـن...
* اتفضل يا افندم...
- شكرا... حسابهم كام ؟
* 350 جنيه...
- اتفضلي...
اعطاها المال و وضعت جميلة الحقـ,ـن في الكيس و اعطته له... إلتفت ليذهب لكنه وقف لوهلة... انه لا يريد الذهاب... لاحظت جميلة انه واقف مكانه و لم يتحرك...
* نسيت حاجة يا افندم ؟
قال في سره
- عليها كلمة " يا افندم " دوبت قلبي ! ده الواحد مكنش عايش ايام نور العقـ,ـربة...
إلتفت لها و قال
- انا شعري فيه قِشرة و عايز اتخلص منها...
* القِشرة في الشعر مشكلة عند شباب كتير... عندنا يا افندم شمبوهات طبيَّة خاصة للتخلص من القِشرة...
- رشحيلي أي حاجة منهم...
* حاضر يا افندم...
فتحت إحدى الرفوف الزجاجية و اخرجت منه ثلاث عُلب
* دول افضل مجموعة للتخلص من القِشرة...
- ايه احسنهم ؟
* ده...
أشارت له على العُلبة السوداء...
* ده يا افندم افضل واحد فيهم... طريقة الاستخدام أثناء الاستحمام... و لازم الترطيب للشعر و توقف أي كريمات مُثبتة لانها بتُضر بخُصلِة الشعر...
- هاخده... بكام ده ؟
* 1200 جنيه...
- ماشي هاتيه... بتاخدي بالڤيزا ؟
* أكيد يا افندم...
اعطته ماكينة السحب و وضع بطاقته و كتب رقمه السري و تم سحب المبلغ...
* تؤمر بحاجة تانية يا افندم ؟
- لا شكرا يا جميلة !
ابتسمت له و خرج... ركب سيارته و هو مازال يستوعب ما حدث... نظر لعلبة الشامبو و قال
- انا معنديش قِشرة في شعري اصلا ! ربنا هيبتليني بسبب الكذب ده... بس ايييه... البنت جميلة زي اسمها بالضبط ! و انا كنت مضيع نص عمري بتعامل مع محمد في الصيدلية... ياريتني كنت روحت الفرع التاني من زمان !
*******************
وقفت أسيل امام البحيرة المحاطة بالأزهار مُبتسمة و آدم مُمسك بهاتفه و إلتقط لها صورة
' ايه ده يا آدم ؟
" ايه ؟
' مش عجباني الصورة...
" يلهوي ! انا صورتك كتير...
' نصهم مش عاجبني اصلا... هات تليفونك كاميرته احلى...
" ما ده تليفوني...
' بجد ؟ اومال مال الصورة مش حلوة ليه ؟
" عشان انا مش فيها...
' ههه دمك نطـ,ـع... هقف تاني و بالله عليك خلي الصورة حلوة... اظبط ام ايدك دي !!
" طيب !!
وقفت مجددا و إلتقط لها الصورة... نظرت لها و قالت
' حلوة دي... اخييييرا !!
" يلا بقا نكمل مشي...
' استنى نتصور سوا...
عانقته و إلتقط الصورة... نظر لها آدم و قال
" شايفة اهو... الصورة بيا حلوة اوي...
' يا شيخ اتلهي...
امسكت يده و استمرا بالمشي و رؤية شوارع تلك المدينة الجميلة و يتعرفان عليها بهدوئها و جمالها الساحر... كانت أسيل كالعادة تلتقط الصور و الفيديوهات و توثق رحلتها مع زوجها... جلسوا في مقهى... احضر لهم النادل قهوتهم الصباحية و بعض المُقبلات... انبهرت بها أسيل و قالت
' شكل القهوة تحفة...
" اه فعلا...
كان سيُمسك فنجان القهوة لكنها منعته و قالت
' استنى اصورهم !!
" اوووف... انا لو مصاحب فوتوجرافر مش هيعمل كده !
' بعمل ذكريات يا جاهل... يلا ابتسم...
" اهو...
ابتسم ف صورته مع قهوته...
' تحفة...
" يلا افطري...
امسكت أسيل الشو*كة و السكيـ,ـن و بدأت بالاكل... و آدم يشرب قهوته و يتابعها بعيناه مع ابتسامة خفيفة... لاحظت أسيل انه ينظر لها...
' بتبصلي كده ليه ؟
" عشان محلوة بزيادة النهاردة...
' انا في سويسرا... دولة أحلامي... طبيعي ابقا حلوة و وشي ينور كده...
" خلاص نعيش هنا...
' انت بتهزر صح ؟
" لا مبهزرش...
' طب و عيلتك ؟
" انتي عيلتي...
قالها بعفوية و اكمل بجدية
" معنديش مانع اعيش معاكي انتي بس !
ابتسمت و اطعمته بالشو*كة... أكل و هو ينظر لها و هي تنظر للإرجاء بمرح و تستكشف الشارع بعيناها... كانت هناك فتاتان تجلسان على الطاولة المقابلة لـ أسيل و آدم... عيناهم كانت على آدم و يتهامسان معًا عليه... و بعد دقائق نهضت احداهما كانت ترتدي ملابس قصيرة للغاية... قدمت منهم و قالت لهم
* Guten Teg... Willkommen in der Schweiz / اهلا بكم في سويسرا...
نظر آدم لها ثم نظر لـ أسيل لأنه لا يفهم اللغة الألمانية...
" هي بتقول ايه ؟
' بترحب بينا...
" انتي تعرفيها ؟
' لا... اول مرة اشوف خلقتها... ر*قاصة اوي في نفسها...
ضحك آدم و قال
" اه حاسسها مش مظبوطة... لحظة... انتي بتفهمي ألماني ؟
' انا مش بدرس غيره اصلا... انت لو كنت مهتم كنت هتعرف !
" اخص عليا... طب ردي عليها بدل ما تناديلنا البوليس و تقول دول زعلوني...
' عندك حق...
نظرت لها أسيل و قالت
' Vielen Dank... Wie heißt du ? / شكرا جزيلا... ما اسمك ؟
* Ich bin Petra aus Deutschland... Sind Sie Ägypter ? /انا بيترا من ألمانيا... هل انتم مصريون ؟
' Ja / نعم
* Ich habe es an Ihrem Akzent erraten... Ich werde Ägypten nächsten Monat besuchen / لقد خمنت ذلك من لهجتكم... انا سأزور مصر الشهر المقبل
' Sehr gut ! / جيد جداً !
نظرت الفتاة لآدم و قالت مبتسمة
* Du bist so hübsch !! Kann ich deine Nummer haben ? / انت وسيم للغاية !! هل يمكنني الحصول على رقمك ؟
تفاجئت أسيل مما قالته و ضغطت على الشو*كة التي في بيدها و نظرت لها بغضب... بينما آدم لم يفهم ماذا تريد تلك الفتاة و قال لأسيل
" ترجمي...
' فين دبلتك ؟
" في جيبي... بس ايه علاقة ده بسؤالي ؟
' طلع دبلتك من جيبك و ألبسها قدامها...
" ليه ؟
' اعمل كده حالًا عشان الد*م ميطرطرش هنا !!
قالتها بغضب ف قلق و فعل ما قالته و اخرج خاتمه من جيبه و ارتداه أمام الفتاة... ابتسمت أسيل بإصطناع و قالت
' Er ist verheiratet... Mit mir verheiratet !!/ إنه متزوج... متزوج بي انا !!
قالتها و هي ترفع يدها لظهر خاتم زواجها... تفاجئت الفتاة و قالت
* Es tut mir so leid... Verzeihung / أنا متأسفة جدا... عن اذنكم...
ذهبت الفتاة و أسيل ترمقها بنظرات غاضبة و قالت لآدم
' انت ليه مكنتش لابس دبلتك ؟ ولا عايز البنات تشقطك ؟!
" لما كنت في الحمام قلعـ,ـتها عشان متبوظش من الماية...
' لا خليها تبوظ احسن... إياك تخلعها من ايدك تاني !!
" طب انتي متعصبة ليه ؟ هي قالت ايه ؟
' قالت ان انت أمور اوي و عايزة رقمك...
ضحك آدم و قال
" عشان كده خلتيني اطلع الدبلة ؟
' عشان تعرف انك متجوز و انت بتاعي انا بس !!
" بتغيري عليا يا أسيل ؟
' اه طبعا !!
قالتها بإنفعال ثم عادت لتنظر بغضب لنفس الفتاة و تريد ان تنهض و تقـ,ـتلها... بينما آدم مُبتسم لها و امسك يدها قَبلها و قال
" كده اطمن على نفسي لإني معاكي ؟
' اطمن... لو صنف وحدة قربت منك... هشُقـ,ـها نصين !!
" ايوة اديهم على دماغهم !!
نظرت له بغضب ثم ضحكت... اكملا إفطارهم... نهضا لمتابعة رحلتهم... و هم يتمشون... اوقفهم شاب يُدعى جاك... قال آدم بتفاجئ
" جاك !!
* آدم !!
ابتسما و عانقوا بعضهما... ابتعد آدم و قال
" ياااه عدى كتير مشوفتكش...
* دي سنين عدت و عدت ! عامل ايه ؟
" كويس و انت ؟
* انا تمام... بتعمل ايه هنا ؟ أكيد جاي على شغل...
" المرة دي لا... جاي اغير جو انا و مراتي...
* انت كمان اتجوزت ؟!
" اهو اللي حصل... اتدبست و اتجوزت...
ضحكا في وقت واحد و أسيل لم تفهم شيء منهما لانه يتحدثان بالإيطالية... قال آدم لـ أسيل
" أسيل... اعرفك على جاك صديقي من ايطاليا كنا مع بعض في نفس الجامعة...
ابتسمت أسيل و قالت
' اهلا بيك...
جاك مَد يده ليصافحها... لكن آدم صافحه مكانها و قال
" معلش يا جاك... هي مش بتسلم على رجالة...
* اه فهمت... غيران و كده ؟
" اه...
* طب يا عم ربنا يخليكم لبعض... لولا المشوار اللي عندي كنت هعزمكم على الفطار...
" تسلم... احنا لسه فاطرين...
* استأذن انا بقا... باي...
ذهب جاك و قالت أسيل
' هو إيطالي... كنت بتعمل ايه في إيطاليا ؟
" لا متقابلناش في إيطاليا... احنا اتعرفنا على بعض في جامعة في كندا...
' اه فهمت...
" تعالي نركب مركب سياحي...
' يلا !!
******************
في القصر..... دخلت رنا غرفة فريد و قالت
* بابا في وحدة عايزة تقابلك...
* مين ؟
* معرفهاش بس قالت اسمها سحر...
تفاجئ فريد... أيعقل هي ؟؟
* خليها تيجي...
اومأت له رنا و بعد دقائق دخلت سحر... تعجب فريد انها هي... حبيبته و زوجته السابقة... لم تتغير كثيرا... نفس الملامح التي وقع في حُبها لكن مع بعض التجاعيد... لم يعتقد انه سيراها حتى مماته.... الآن هي هنا !! وقفت سحر أمامه و تعجبت... هل هذا فريد ؟ لقد كان شابًا و نشيطًا يتمتع بصِحة عالية... الآن هو طريح الفراش و مُعَلقة المحاليل حوله و الكانولا في يبده... لقد مَر كثيرا... سنوات و هو يتعذ*ب شوقًا لها بينما هي مع رجل آخر غيره...فَضَلته عليه و اكملت حياتها معه... كأن فريد تجمد في هذه اللحظة و قال بصعوبة
* اتفضلي اقعدي...
سحبت كرسي و جلست عليه
* هي دي بنتك اللي وصلتني لهنا ؟
* اه بنتي... اسمها رنا... و عندي مراد كمان...
* ربنا يحفظهم...
* يارب... يوسف عامل ايه ؟
* يوسف ابني ؟! انت تعرفه ؟
* اه اعرفه... انا اعرف كل حاجة عنك يا سحر !
* بتراقبني ؟
* اه لإني معرفتش انساكي... على عكسك انتي... نستيني و بدأتي حياة تانية من بعدي...
* على أساس انت مبتدأتش حياة تانية ؟ ما انت اتجوزت نرمين و خلفت منها 3...
* بس انتي كنتي في بالي... انا معرفتش احب نرمين لانها مبتحبنبش اصلا... و فوق كده اتسبب بمشاكل لعيالي... و آخرتها ايه ؟ زي ما انتي شايفة اهو... عمري بيعِد آخر أيامه... فيها ايه لو كنا كملنا سوا ؟ انا حبيتك بجد... و انتي عارفة كده كويس...
* عايزني اكمل مع واحد مش حاسة معاه بالأمان و بيخاف من ابوه ؟
* مش ذنبي لإني اتربيت على الخوف منه و دايما انا الخانة الوحشة... بعدين انتي اتجوزتيني و انتي عارفة كل ده... قولتلك اخدك و نهرب... كنت مستعد اضحي بروحي عشان و اسيب حياتي كلها بس تبقي معايا... لكن انتي موافقتيش !! في الآخر كل واحد راح بعيد عن التاني بعد ما كنا قريبين من بعض و قلب واحد... انا اكتشت اني بس اللي حبيتك... انتي عمرك ما حبتيني يا سحر !
* متعملش فيها مظلوم... انت قـ,ـتلت ابني !
ضحك بسخرية و قال
* و في أب يقـ,ـتل ابنه ؟
* اه انت... حرمتني منه لإنك أنا*ني و محبتش أكون مبسوطة بعد ما سيبتك !
* انا مُعترف بغلطي بس انا قلبي اتحر*ق لما لقيتك بقيتي لحظ غيري...
* انا مش جاية اسمع كلامك ده... انا جاية عشان اعرف انت باعتلي ابنك يحر*ق قلبي على ابني الميـ,ـت ليه ؟؟
* مين اللي انا بعتهولك ؟؟
* ابنك... آدم !!
* ابني آدم اللي هو ابنك برضو...
* ابني ازاي ؟؟ ده ابن نرمين...
* لا مش ابن نرمين... آدم ابننا انا و انتي يا سحر !!
* بس آدم ابني ما*ت !!
* لا مما*تش... ده ابنك... أول فرحتنا انا و انتي...
صُدمت سحر و احست انها فقدت النطق... امتلأت عيناه بالدموع و نهضت قالت له بغضب
* انت بتكذب صح ؟؟ قول انت بتكذب عشان تو*جعني !
* لا مش بكذب... اللي جالك ده آدم ابنك !!
* يعني ابني آدم عايش ؟؟
* اه...
نزلت دموعها من عيناها و تذكرت كلامه " وحشتيني يا ماما... انا ما مو*تش... انا عايش اهو قدامك... انا آدم ابنك يا ماما !! " نظرت سحر بغضب لفريد و اقتربت منه و امسكته من ملابسه و قالت بغضب جنوني
* انت ازاي تعمل فيا كده ؟؟ ازاي تحرمني منه طول السنين دي و انا مفكرة اني خسرته و انه تحت التراب ؟؟
* سامحيني يا سحر !
* اسامحك ؟؟ انت قهـ,ـرتني عليه و هو هنا معاك مع نرمين و أنا امه بعيدة عنه !! هو جالي بنفسه قالي انه ابني و انا كذبته و طردته لاني فكرت انه جاي يو*جعني بطفلي اللي خسرته... في الآخر هو ابني بجد ؟؟
نظر لها بحزن ف نهضت و قالت
* انت شيـ,ـطان يا فريد... سامعني بقولك ايه ؟؟ انت شيـ,ـطان !! ربنا مش هيسيبك على اللي عملته فيا... بتقول انك بتحبني... طب ازاي و انت خليتني اعيط عليه ليالي و انا بحضن في هدومه بشَم ريحته فيها عشان اواسي قلبي اللي اتحر*ق من الزعل عليه و اتقهـ,ـرت كل السنين دي... ازاي جالك قلب تعمل كده ؟ ازاي ربيته بعيد عني و حرمته من حضني ؟؟
* انا عارف اني غلطان و اتعا*قبت على غلطي ده... حقك رجعلك يا سحر قبل ما تعرفي انه ابنك اصلا !
* والله ؟! حقي رجعلي عشان السكر تعبك كام يوم و قاعد على السرير ؟ انت مفكر ان ده عقا*ب على الزعل و القهـ,ـر اللي خليتني اعيش فيه ؟؟
* لا يا سحر... آدم سابني !
قالها بإنفعال ثم اكمل بأ*لم واضح في نبرة صوته
* آدم خلاص سابني... مبقاش يعتبرني ابوه... بِعِد عني نهائيًا و ساب القصر و في عز ما انا محجوز في المستشفي مجاش بَص عليا حتى... هو ده عقا*بي ان ابني يكر*هني و اشوف كُرهه ليا في عيونه و تصرفاته... انا خلاص انتهيت بالنسبة لـ آدم !
تعجبت مما قاله... آدم ترك أبيه ليكون معها و هي ماذا فعلت ؟؟ نفرته و طردته... قالت سحر بحزن
* طب هو فين دلوقتي ؟ ابني فين يا فريد ؟؟
" معرفش ! قولت مشي و مبقاش يجي هنا ولا بيرد على تليفوناتي...
* يعني ايه ؟؟
* انا معرفش هو فين... لإن من ساعة ما عِرف ان انتي أمه و قولتله كل حاجة... اتخانق معايا و مشي... الكلام ده عليه 15 يوم أو أكتر...
* انا عايزة ابني... أرجوك يا فريد رجعهولي !
قالتها ببكاء فنادى فريد على مراد
- نعم يا بابا ؟
* خلي مصطفى يجي هنا... قوله ان انا عايزه ضروري...
- حاضر...
ذهب مراد و سحر تنظر لفريد بغضب و نظراتها هذه تـ,ـقتله !
* سحر...
* بلا سحر بلا ز*فت... انت متستحقش آدم... هلاقي ابني و اخده بعيد عنك و اعمل اللي تعمله... خلاص مبقاش فارقلي حاجة... اختي اللي انت هددتني زمان انك تأ*ذيها لو رفعت عليك قضية... خلاص راحت ! محدش هيرحمك مني يا فريد !!
رمقته بغضب و كُره ثم خرجت... وضع فريد على قلبه الذي تأ*لم من كلامها و نظرة الخذلان و الكُره التي رآها في عيناها... لكنه اخطأ خطئًا كبيرة و يستحقش كل هذا !
كانت سحر تمشي بخطوات ثقيلة و تتذكر ابنها عندما رأته بعد كل تلك السنين... كيف تغاضت عيناه السوداء و الواسعة التي تشببها... و شعره الكثيف... و ابتسامته... انه بالفعل ابنها... كيف لم تصدقه عندما قال هذا ؟... ظنت انه يكذب بأمر من فريد... لكنه ابنها !!
رأتها رنا و قالت
* اتفضلي يا طنط اشربي حاجة ؟
* لا شكرا مش عايزة...
* انتي بتعيطي ؟!
* مش مهم... قوليلي هي فين اوضة آدم ؟
* انتي تعرفي آدم ؟
اومأت لها و هي تمسح دموعها و قالت
* اه انا أمه !
تفاجئت رنا و قالت
* أخيرا ظهرتي... آدم كان بيدور عليكي... أكيد شوفتيه !
* شوفته بس غبائي عماني و انكرت... قوليلي بس اوضته فين ؟
* تاني اوضة على يمينك...
ذهبت سحر للغرفة و رنا متفاجئة و تسآلت لماذا اتت الى هنا و كيف لم تجتمع بإبنها ؟ دخلت سحر غرفة آدم و هي تنظر لها... نظرت لسريره... و ملابسه المُرتبة بعناية و الغرفة نظيفة و جميلة... لمحت صوته على الكمود في برواز صغير... امسكته و نظرت للصورة لتنظر له و تلك الملامح... نزلت دمعتها على الصورة و قالت
* وحشتني اوي يا ابني !
ضمت الصورة الى صدرها... جلست على طرف السرير و مسدت بيدها على الوسادة التي ينام عليها و قالت بحزنت
* عدت سنين كتير و انا بعيدة عنك... اوعدك مفيش حاجة هتفرق بينا تاني يا طفلي الحلو !
امسكت الوسادة و عانقتها كأنها تعانقه هو... طرق رنا على الباب الذي كان مفتوحًا قليلا و قالت
* يا طنط بابا بيقولك تعالي لاوضته لان مصطفى جه...
اومأت لها و نهضت في الحال رجعت لفريد و وجدت معه مصطفى... قال فريد
* ده مصطفى صديق آدم... و شريكه في شغله...
قال مصطفى
* اهلا بيكي يا مدام سحر...
* فين ابني ؟ انت اكيد تعرف مكانه !
* آدم سافر...
تفاجئا فريد و سحر... قالت سحر
* يعني ايه سافر ؟
* من خمس أيام طلب مني احجزله على تذاكر سفر لسويسرا هو و مراته... و بعد كده سافر...
* طب هيجي امتى ؟
صمت مصطفى لوهلة فقال فريد
* ما تتكلم يا مصطفى... آدم جاي امتى ؟
* الصراحة يعني انا كلمته امبارح و سألته نفس السؤال... قالي مش جاي و هيستقر هناك...
صُدما هما الاثنان و قالت سحر و هي تبكي بأ*لم
* يعني انا خسرت ابني لتاني مرة ؟!
نظر لها مصطفى بحزن ولا يعرف ماذا يقول... لقد حاول معه كثيرا و آدم صمَُم على رأيه !!
*******************
في بيت جميل و راقي...
كان آدم ينظر من خلال الشرفة و شارد... رن هاتفه... انه مصطفى يرن عليه من خلال الواتساب... رد عليه آدم و قال
" نعم يا مصطفى ؟
* انا ماما يا آدم !
هذا الصوت... انها سحر !! تفاجئ آدم و ظل صامتًا... كانت تبكي و تقول
* وحشتني اوي !
ضحك بسخرية و قال
" وحشتك ؟! مش كنت كذاب من كام يوم و خليتي ابنك يطردني ؟
* انا مكنتش اعرف... انا كنت كل اللي اعرفه عنك انك ابن نرمين و فريد... مكنتش مفكرة ان فريد عمل ده كله و بعدني عنك...
" ايوة يعني عايزة ايه ؟
* عيزاك يا آدم... انت ابني و حتة مني... ارجوك ارجعلي...
" مش عايز ارجع... انا هنا كويس... مش محتاج حد...
* بس يا آدم...
اغلق الهاتف و وضعه في جيبه... بينما سحر انها*رت من البكاء و تريد ابنها بأي شكل...
نظر آدم للفراغ بجمود و الهواء يداعب وجهه و يقنع نفسه ان تصرفه صحيح... هو أصبح كبير الآن ولا يحتاج لأي أحد منهم...
خرجت أسيل من الحمام بعد ان استحمت و كانت ترتدي البورنص و قطرات المياة تنسدل من شعرها... تعجبت عندما وجدت حقيبة ملابس على السرير...
' بس انا رتبت الهدوم في الدولاب... شنطة ايه دي ؟
اقتربت منها و فتحتها... تفاجئت من الملابس القصيرة و الجر*يئة التي احضرها آدم لها... قالت بغضب
' شوف قلـ,ـيل الأدب جايب ده كله ؟؟ طب مش هلبس حاجة و خليه يتفلق !
كانت ستغلق الحقيبة لكن لفت نظرها قميص نوم أسود... امسكته و رفعته لتراه جيدا... انه جميل لكن جرئ للغاية !
دخل آدم الغرفة و وجد بيدها ذلك القميص الأسود المفتوح و القصير... ابتسم بخبث و قال
" حنى انا كمان عجبني... اختيار تحفة منك... يلا ألبسيه...
تفاجئت أسيل عندما سمعت صوته... احمَر وجهها خجلا مما قاله و اعادته داخل الحقيبة و اغلقتها... نظرت له بخجل و قالت
' مش قصدي حاجة... انا بس كنت بشوفه...
" يعني مش هتلبسهولي ؟
قالها و هو يقترب منها... نفت أسيل برأسها و قالت
' لا...
" ليه ؟؟
' ده بتاع رقا*صات...
" و دي حاجة وحشة ؟؟
' اه... انا بنوتة مؤدبة...
ضحك و همس في اذنها قائلا
" و لما تقعدي تحضني و تبو*سي فيا... ده من ضمن الأدب برضو ؟
' انت جوزي... يعني احضنك براحتي...
" ايوة بالضبط كده ! انا جوزك... يعني اعملي اللي عايزاه معايا... يلا دلعيني...
' طب في يوم تاني ؟
قالتها و هي تنظر له بخجل ف شدها أليه و اصطدمت بصدره العا*ري و لامس وجنتها بأنماله و قال أمام شفتاها
" انا عايزك اوي يا أسيل !
نظرت لعيناه ف قَبَل وجنتها و قال
" هعمل مكالمة و راجعلك تاني...
اومأت له و ذهب دخل الشرفة... تنهدت أسيل براحة لأنه ذهب...
بعد نصف ساعة... دخل آدم الغرفة غرفة و تفاجئ مما رآه... ارتدت ما أراده على جسدها الممشوق و صففت شعرها و وضعت بعض مساحيق التجميل البسيطة التي لاقت به و بجمالها المُميز و المُهلك ! اقترب وقف أمامها و شَم رائحة العطر الذي وضعته... نظر لها بهيام و قال
" انتي بتمثلي شكل كلمة " تحفة " على الواقع...
ابتسمت أسيل بخجل و قالت
' عجبتك ؟
" انتي دايما بتعجبيني !
زادت ابتسامتها و قالت
' هروح اعمل العشا لينا...
ذهبت للباب لتهرب منه لكنه اسند يده على الباب و اغلقه... إلتفتت لتجده في وجهها و محاوطًا لها و قال
" بتتهربي مني ليه ؟؟
' انا بتهرب ؟ لا لا ده بيتهيألك... انا مش بتهرب ولا حاجة...
" والله ؟ بعدين انتي مفكرة اني هسيبك بالحلاوة اللي فيها دي ؟!
' عايز ايه يعني ؟
" اقولك انا عايز ايه ؟
' اه...
" طب هاتي ودنك...
اقتربت منه ليهمس في اذنها بشيء مجرد ما قاله... احست انها تجمدت مكانها و لسانها عجز عن الكلام... ابتسم آدم على ريأكشنها هذا ف ضر*بته أسيل على كتفه و قالت بغضب
' انت قـ,ـليل الادب و وقـ,ـح و مشوفتش صنف تربية !!
ضحك آدم على رد فعلها هذا و قال
" ما انتي قولتي اقولك...
' ياربي ! هتفضل لحد امتى كده قليـ,ـل الحياء ؟
" والله انا مؤدب... بس معاكي بنسى أدبي...
' نينيني... ممكن تبعد عشان اغو*ر اعمل العشا ؟
" لا مش لازم تعملي العشا...
' ليه ؟
" عشان مش مهم الاكل دلوقتي... في حاجات اجمل من الاكل... ركزي فيها...
' اه و بعدين ؟
" هاتي بو*سة...
' لا !
" اممم... براحتك... بس انا هاخد اللي انا عايزه !!
بمجرد ما قالها... اخد شفتاها في قُبلة و أسيل بادلته و هو يُقبلها بكل حنان و يبُث في قُبلته شوقه لها... ابتعد للحظة لتأخد انفاسها و صدرها يعلو و يهبط... اسند جبهته على جبهتها و قال بإبتسامته الجانبية الجذابة
" هو دي اللي مش عايزة تبو*سيني ؟
نظرت له بخجل ف وضع اصبعه على شفتاها و قال
" تعرفي في أول مرة شوفتك فيها انا قولت ايه ؟
' قولت ايه ؟
" قولت البنت دي هتبقى مِلكي... مِلكي انا و بس !
ابتسمت و حاوطت وجهه بكفوفها و قَبلته في شفتاه... حملها آدم بين يداه و وضعها على السرير برفق... وضع آدم يده على حمالة القميص و ازاحها عن كتفها و هو مُستمر بتقبليها و يضع علامات امتلاكه عليها مثل كل مرة يثُبت فيها لها انه مِلكه هو فقط !
بعد يومان...
كانت أسيل مُستلقية على السرير و هي مُرتدية الهودي خاصته و شعرها مُنسدل على ظهرها و بيدها ريموت التلفاز و تقلب في القنوات بلا هدف... دخل آدم الغرفة و هو يحمل طبقين في يده... وضعهما أمامها و اعتدلت و قالت
' اخيراااا جيت !
" اعمل ايه كلهم بيتكلموا ألماني و فين و فين ما لقيت حد بيتكلم انجليزي و فهم انا عايز ايه...
' قولتلك اجي معاك...
" لا خليكي ارتاحي... بطنك خفت ؟
' يعني شوية... حاسة بتُقل فيها... و قر*فانة منك و من كل اللي حواليا...
" طب انا عملت ايه ؟
' مش عارفة... بس انا مش طيقاك... اقوم اضر*بك ؟ يمكن بالي يرتاح شوية...
" يادي أم هرموناتك دي لما تشتغل عليا ! يلا كُلي...
ضحكت و بدأت بأكل السندويتشات... انتهت من طبقها و دخلت على طبق آدم الذي قال
" بتاخدي من طبقي ليه ؟
' جعانة اوي... حاسة كأني ليا كتير مأكلتش...
" غريبة... ده انا بتحايل عليكي عشان تتعشي قبل ما تنامي... نفسك اتفتحت كده ليه ؟
' انت باصصلي في اللُقمة ؟!
" لا بس انتي غريبة من امبارح... بتتخانقي معايا بدون سبب... و خلصتي الأكل في التلاجة كله مرة وحدة و خلتيني اضطر انزل اشتري اكل تاني... و بطنك اللي وجعتك الصبح دي و مقدرتيش تفطري... دلوقتي نفسك اتفتحت و ناقص تاكليني انا كمان !
' يا آدم بطل رغي... كل ما تتكلم بيجيلي احساس ان لازم اضر*بك... ابعد عني و اقعد ساكت...
" طيب كُلي... بس إياكي تقولي بطنك و*جعاكي بعد ما تاكلي الكمية دي !!
' لا متقلقش... انا جعانة بجد...
اخذت ساندويتش من الطبق و اكلته بشراهة في اقل من دقيقة بينما هو يُنهيه في خمس دقائق... تركها تفعل ما تريده حتى يفهم لماذا يحصل هذا لها... اخذ آدم كوب الحليب من الكمود و قال
" تشربي لبن ؟
' اه...
اخذت منه الكوب و قبل ان تشرب منه... أحست بثِقل في بطنها من رائحته... اعطته لآدم و قالت
' لا لا خلاص مش عايزة... بطني قلبت بسببه...
" ايه السبب ؟
' ممكن بسب الجو أو...
" أو ايه ؟
كانت سترد لكن وضعت يدها على فمها و نهضت ركضت للحمام و تقيأت في الحوض كل ما اكلته... احست بدوار في رأسها و كانت ستقع لكن آدم سندها و قال بقلق
" مالك يا أسيل ؟؟
' مش عارفة... فجأة تعبت...
" طب اهدي و انا هتصرف...
فتح المياة و غسل لها وجهها... اسندها لتمشي و اجلسها على السرير و قال
" كده كتير انا هتصل على الدكتورة...
' لا يا آدم مش لازم... انا بيحصل معايا كده آخر الشهر...
" لا لازم يا أسيل... مش عايز حالتك تسوء اكتر من كده...
نهضت و قالت
' والله انا كويسة... مفيش حاجة خطر...
" يعني ايه برضو هتفرج عليكي و انتي تعبك بيزيد ؟
' متقلقش انا كويسة...
" انا مش هدى غير لما اطمن عليكي... انا اعرف دكتورة هنا... البسي و نروحلها...
' يا آدم انا والله...
لم تكمل جُملتها و وقعت بين يداه فاقدة وعيها...
في المستشفى...
آدم يمشي ذهابًا و إيابًا ينتظر خروج الطبيبة من الغرفة التي بها أسيل... كان يدعو الله كثيرا و يقول
" يارب تكون بخير... يارب ما اشوف فيها حاجة وحشة... خُدني انا يارب و هي لا... اوووف هي الدكتورة طولت معاها ليه ؟ ليكونوا بياخدوا اعضائها جوه ؟
زاد قلقه و قرر ان يدخل... قبل ان يفتح الباب... خرجت الطبيبة فقال آدم بلهفة
" أسيل مراتي كويسة ؟
* اه الحمد لله كويسة...
" طب هي مالها ؟ من امبارح بطنها بتو*جعها... و حالتها النفسية مُتقلبة... و النهاردة رجعَت و و اغمى عليها... ليه ده كله ؟
* متقلقش هي كويسة... بالنسبة للأعراض اللي قولتها دي ف ده أعراض طبيعية بتحصل لأي بنت...
" متأكدة ان مفيهاش حاجة ؟
* لا طبعا فيها... التحاليل اللي عملتها ليها أثبتت ان فيها حاجة...
" قلقتيني... أسيل فيها ايه ؟؟؟
* فيها جنين... مدام أسيل حامل !
•تابع الفصل التالي "رواية قلب في المنفي" اضغط على اسم الرواية