Ads by Google X

رواية قلب في المنفي الفصل التاسع والعشرون والاخير 29 - بقلم هدير محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية قلب في المنفي الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم هدير محمد 

تفاااعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل 🫵🩷
البارت الـ 29 من رواية قلبٌ_في_المَنفى ❤️‍🩹

خرجت الطبيبة فقال آدم بلهفة 
" أسيل مراتي كويسة ؟ 
* اه الحمد لله كويسة... 
" طب هي مالها ؟ من امبارح بطنها بتو*جعها... و حالتها النفسية مُتقلبة... و النهاردة رجعَت و و اغمى عليها... ليه ده كله ؟ 
* متقلقش هي كويسة... بالنسبة للأعراض اللي قولتها دي ف ده أعراض طبيعية بتحصل لأي بنت... 
" متأكدة ان مفيهاش حاجة ؟ 
* لا طبعا فيها... التحاليل اللي عملتها ليها أثبتت ان فيها حاجة... 
" قلقتيني... أسيل فيها ايه ؟؟؟ 
* فيها جنين... مدام أسيل حامل ! 
تفاجئ آدم و لمعت عيناه بفرحة و قال 
" انتي بتتكلمي بجد يا دكتورة ؟ 
* اه... الف مبروك... تقدر المدام تتابع معايا من اول الاسبوع الجاي لحد معاد الولادة... طبعا مش عايزة اوصيك... الراحة التامة و تنتبه لأكلها كويس و هكتبلها شوية ڤيتيمينات... 
كانت الطبيبة تتحدث معه و هو في عالم آخر و سعيد للغاية... قاطع كلامها قائلا 
" ينفع ادخلها ؟ 
* أكيد... اتفضل... 
دخل آدم و وجد أسيل كانت ستنهض لكنه منعها قائلا 
" اياكي تتحركي !! 
اقترب منها و جلس على طرف السرير فقالت أسيل بتوجس 
' الدكتورة قالت اني حامل... 
" ايوة قالتلي انا كمان ! 
' انت مبسوط ؟ 
" هو مفروض ازعل ؟ طبعا مبسوط ! 
' فكرتك هتتضايق زي ساعتها... 
" زمان حاجة و دلوقتي حاجة... انا نفسي ابقا أب منك... و دعواتي استُجيبت اخيرا ! 
' انت كنت بتدعي اننا نخلف ؟ 
" اه... كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة... 
ابتسم أسيل بسعادة و سقطت دمعة من عينها ف مسحها آدم بيدها و قَبَل رأسها و اخذها في حِضنه... 
في الليل... 
كان آدم يُعطي الفيتامينات التي كتبتها لها الطبيبة بعد ان اكلت... 
' هو انا كل يوم هفضل أكل كتير و اخد كل ده ؟ 
" اه... 
' كده هتخن اوي... 
" اتخني... بنتنا تستاهل برضو... 
' ايه اللي عرفك انها بنت ؟ 
" انا عايزها بنت... 
' اشمعنا ؟ 
" انا بحب البنات... 
' نسوانجي يعني ؟ 
" اعتبريها زي ما تعتبريها... يارب تكون بنت... 
' و لو كان ولد ؟ 
" هرضى بيه برضو... ده ابني حتة مني و منك... 
ابتسمت و وضعت يدها على ذقنه و قَبَل باطن يدها بحُب... 
" يلا نامي... كفاية سهر.... 
' سهر ايه ؟؟ ده الساعة 10 !! 
" معلش... السهر هيتعب النونو... 
' و انت بقا عرفت ده كله من فين ؟ 
" الدكتورة كلمتني و قالتلي كل حاجة... اللي لازم اعمله و اللي مش لازم و الممنوع... عشان عارف انك دماغك ناشفة و يمكن تطنشي حاجة و تعملي نفسك نسيتي... 
' انت قفشتني... 
" بُصي اشتريت ايه ! 
اخرج حذاء صغير لطفل لونه pinke من الكيس الذي بجانبه... فتحت أسيل فمها بتفاجئ و اخذته من يده و قالت 
' الله تحفة اوي !! 
" أول هدية لبنتي... مش عارف هيجي على مقاسها ولا لا... حتى لو كان اكبر من مقاسها كده كده هتكبر و تلبسه... 
' آدم انت جميل اوي !! 
" عارف... حلاوتي مفيش منها... 
' انا غلطانة اصلا لاني بشكر فيك... قوم امشي... قفلتني... 
" اهون عليكي ؟ 
' الصراحة لا... خليك... بس متفصلنيش ! 
ضحك و فتح هاتفه على الكاميرا ليسجل فيديو و قال فيه 
" الفيديو ده لبنتي المستقبلية لما تيجي بإذن الله هتشوفه... النهاردة عرفت احلى خبر في حياتي... حبيبتي أسيل و اللي هي مامتك... حامل فيكي... انتي نايمة هنا ( أشار لبطنها ) و موجودة في قلبي هنا... حابب اقولك يا أميرتي متقلقيش... ربنا ابتلاكي بأب أمور زيي... هدلعك أخر دلع... 
' اييييه و انا مفيش كلمة أقولها ؟؟ 
" لا طبعا فيه ( وجَّه الكاميرا على أسيل ) يلا قولي كلمة ترحيب لأميرتنا... 
' ازيك انا ماما ( لوحت بيدها و اكملت ) انا انبسطت اوي لما عرفت اني حامل فيكي... بصي انا لسه معرفتش انتي بنت ولا ولد... بس بابا آدم المستقبلي قالي انك بنت... هو حاسس بكده ف انا هعتمد على احساسه لحد ما هعمل سونار بعد 4 شهور... على العموم سواء كنتي بنوتة او ولد... احنا مبسوطين اوي في انتظارك يا طفلي... هنشوف بعض بعد 9 شهور...
عانق آدم أسيل و اكمل 
" احنا مستنينك... و هنعمل حاجات كتير سوا... هنلعب و نعمل مصايب و هشتريلك ألعاب كتيرة اوي و هفسحك... المهم انتي شدي حيلك و تعاليلنا بالسلامة... سلام يا أميرتي ! 
اغلق آدم الفيديو و وضع الهاتف على الطاولة... نظر لأسيل التي اندفعت عليه و حضنته بقوة... 
" لا اهدي... بالراحة في روح معاكي... 
' و انت بقا خايف عليها ولا عليا ؟ 
" خايف عليكم انتوا الاتنين... 
' حبيبي... في حاجة كنت بفكر فيها من فترة و عايزة اقولك عليها... 
" قولي... 
' انا عايزة اتجحب... 
نظر لها بغرابة فقالت 
' انا قولت حاجة غلط ولا ايه؟ 
" لا طبعا... انا بس اتفاجئت... هتتحجبي بجد ؟ 
' ايوة... عايزة اقرب من ربنا... و عايزة بنتي لما تيجي تلاقي أم صالحة معاها... هااا ايه رأيك ؟ 
" انتي بتزودي انبساطي... هساعدك على الخطوة دي... 
' عايزة اشتري طُرح كتيييير و ابدأ البس واسع... 
" خلاص من بكره انزل اشتريلك... 
' و انا جاية معاك... 
" لا مش هتيجي... مش هتتحركي من مكانك... 
' ده ليه ان شاء الله ؟؟ 
" مش عايزك تعملي اي مجهود... 
' بس انا لسه في الشهر الاول... 
" برضو انا خايف عليكي... لما تزهقي اخرجك عادي و انا معاكي... 
' خلاص اللي تشوفه... عايزة اقولك حاجة كمان... 
نظر لها بإهتمام فقالت 
' بحبك... 
ابتسم ف اخذت شفتاه في قُبلة حنونة و بادلها... ابتعد فقالت 
' بعدت ليه ؟ 
" انتي بتضعفيني... اهدي... الدكتورة قالت لازم نفضل بعيد عن بعض كام اسبوع كده... 
نظرت له بإنزعاج ف ضحك و قَبَل وجنتها... 
*******************
- كنتي فين يا ماما ؟ 
* كنت في مشوار تبع شغلي يا يوسف... 
- مقولتيش ليه ؟ كنت وصلتك... 
* ملهوش لزوم... 
جلست سحر على الاريكة و تنهدت بضيق 
- شايفك مضايقة... مالك ؟ 
* انا كويسة... متقلقش... 
نظر يوسف الى ما تمسكه بين يداها... تلك صورة آدم اخذتها من غرفته 
- مش ده ابن طليقك اللي جه هنا ؟ 
* اه هو... 
- و صورته بتعمل ايه معاكي ؟ 
لم ترد فقال 
- متأكدة انك كنتي في مشوار تبع شغلك ولا روحتي عند بيت طليقك ؟ 
* اه روحت عنده... 
- ازاي تروحي من غير ما تقوليلي ؟ و كمان روحتي لوحدك ! 
* كان لازم اروح... 
- ليه ؟؟ 
* عشان آدم ده ابني انا كمان !! 
- ده اللي هو ازاي ؟ 
حكت له سحر كل شيء... تفاجئ يوسف و قال 
- هتعملي ايه يا ماما ؟ 
* ولا حاجة... 
- يعني ايه ؟ 
* آدم سافر من اسبوع... و قال لصاحبه انه هيستقر بره مع مراته... هو اتخانق مع فريد و جالي لحد عندي بس انا انكرت... طردته... لقي مفيش فايدة من الناحيتين ف مشي...  يا عالم هشوفه قبل ما امو*ت ولا لا ! 
- بعد الشر عليكي يا ماما... طب مفيش طريقة توصليله بيها ؟ او حتى تكلميه ؟ 
* كلمته في التليفون... 
- طب كويس... قالك ايه ؟ هيرجع امتى ؟ 
* قالي ابعد عنه و انه مش محتاج حد... صوته المو*جوع قتـ,ـلني... ياريتني سمعته... ياريتني صدقته ! 
بكت و هي تنظر له في الصورة و اشارت عليها و قالت بحزن
* انا حاسة إني هفضل ابص لصورته كتير... مش هعرف اشوفه ولا احضنه ! 
حزن يوسف و عانقها لتهدأ... 
******************
اغلقت جميلة الصيدلية و وضعت المفتاح في حقيبتها و كانت تمشي لتأخذ تاكسي او حافلة لتعود لمنزلها... رأت شابين ينظران لها نظرات لا تُبشر خيرًا... لم تهتم و اخذت تمشي لتُكمل طريقها لكن اقترب واحد منها و قال 
• هو القمر ماشي لوحده ليه ؟ 
لم ترد و كانت ستقطع الجهة الأخرى من الشارع لكنه امسك يدها و قال 
• ما تردي يا حلوة مش انا بكلمك ؟؟ 
* ابعد ايدك عني !! 
• طب قوليلي رايحة فين ؟ هوصلك انا و صاحبي معانا عربية... 
* بقولك سيب ايدي و ابعد عني !! 
حاولت ان تفلت منه لكنه اقوى منها... قال صديقه 
^ شكلها صعبة و مش هتيجي معانا بالساهل... 
• انا بعشق النوع الصعب و الشَرس ده ! 
* لو سمحت انا مش عايزة مشاكل... ابعدوا عن طريقي انتوا الاتنين ! 
^ البنت جامدة اوي يا صاحبي... كل ده بالحجاب... ما بالك من غيره ؟ 
• أكيد مُزة... بقولك ايه فكك جو المحترمة ده و فُكي شوية... هتتبسطي معانا... 
رفع يده ليكشف شعرها لكنها دفعته بقوته و صفعـ,ـته على وجهه... تفاجئ الشاب و غضب كثيرا... كانت يتركض لكنه امسك يدها مجددا و ضغط عليها 
• انتي ازاي تتجرأى و تمدي ايدك عليا !! 
* عشان انت حيو*ان و قذ*ر... ابعدوا عني بدل ما ابلغ البوليس !! 
ضحكوا هم الاثنان و هي خافت منهما... قال احدهما
^ دي بتقولك هتبلغ البوليس !! 
• شايف الضحك... معلش نعذرها لسه جديدة... تعالي الشقة معانا و هنظبطك... 
- تظبط مين يا ******* انت و هو !! 
إتاهم صوته من خلفهم... إلتفتوا أليه... تفاجئت جميلة... إنه مراد ! اقترب مراد منهم و وقف أمامهم و زاد غضبه عندما وجده مُمسك بيدها 
- سيب البنت عشان ميحصلش مشاكل...
• و انت بقا هتعمل المشاكل دي ؟ 
- اه... لو مسيبتهاش هزعلك اوي... 
• ليه بقا ؟ تخُصك في حاجة الأمورة ؟ 
- اه تُخصني ! 
قالها ثم لَكمه في وجهه ف ترنح للخلف و تحررت جميلة من يده... انقض الثاني عليه و سدد لمراد لكمات لكنه تدفاها و ضر*به في وجهه ثم بقدمه و وقع أرضًا... إلتفت مراد لجميلة التي كانت خائفة للغاية... نظر لها و هو يتفحصها و قال 
- انتي كويسة ؟ 
اومأت له و يداها كانت ترتعش من الخوف... 
مسح الشاب الد*م الذي على فمه و قال بتوعد
• اتراحم على روحك !! 
اخرج المطـ,ـوة من بنطاله و ها*جم مراد 
* حاسب يا مراد!! 
إلتفت مراد و امسك يده على آخر لحظة لكن الشاب تهو*ر عليه و جر*حه في صدره !! شهقت جميلة بصدمة... تأ*لم مراد و وضع يده على صدره و تماسك... لكَمَ الشاب على وجهه و ضر*به بقدمه و اخرج مسد*سه من جيبه ف خافا الشابان و هربا في الحال... اقتربت جميلة منه و قالت 
* انت كويس ؟؟ 
- اه كويس... 
* كويس ازاي ؟ انت بتنز*ف... وريني جر*حك... 
- متقلقيش ده جر*ح سطحي... 
* انا مش عارفة اقولك ايه... انت انقذتني منهم... شكرا اوي... 
- العفو... ده واجبي... بس متمشيش في الشوارع دي لوحدك و في الوقت ده... 
* مش بمزاجي... انا لسه مخلصة شغلي و راجعة على البيت ف لقيتهم في وشي... 
- طب خلي بالك على نفسك... عن اذنك... 
* لا استني... جر*حك بينز*ف... تعالى الصيدلية اطهره و اربطهولك... 
- مش لازم... 
* لا لازم... تعالى... 
وجدها مراد فرصة ف لم يرفض و ذهب معها... وفتحت باب الصيدلية و دخلا... فتحت جميلة الأنوار و اشالت للكرسي...
* اقعد ارتاح هنا... 
اومأ لها و ذهبت جلبت بعض الأشياء و عادت إليه... جلست على كرسي بجانبه و قالت 
* ممكن تقلـ,ـع الجاكت ؟ 
اومأ لها و بدأ خلعه لكنه تأوه بأ*لم فقالت 
* لحظة خليني اساعدك... 
ساعدته و وضعت الجاكت جانبًا... 
* اقلـ,ـع البلوڤر كمان... 
خلع سُترته و بقا أمامها عا*ري الصدر بجسده الملئ بالعضلات... خجلت جميلة جداً و نظرت للجهة الأخرى... عَرف مراد انها خجلت منه فقال 
- ما انا قولتلك مش لازم.... خلاص تُشكري لحد هنا... 
* لحظة استنى ! 
قالتها و نظرت له و حاولت ان تتلاشى خجلها منه لانه جُرِ*حَ بسببها أساسًا... امسكت جميلة القُطنة و بدأت بمسح الد*م الذي على جر*حه... رغم ألمه لكنه شرد في جمالها و تابعها بنظراته... و بعد الصمت الذي بينهم... قالت جميلة 
* هو انت كنت جاي للصيدلية ولا معدي صدفة ف شوفت الشابين دول بيضايقوني ؟ 
- كنت جاي للصيدلية... 
* عايز دوا باباك ؟ 
- اه... عرفتي ازاي ؟ 
* اصل دكتور محمد حكالي عن والدك و عنك... 
- حكالك عني ايه ؟ 
* ولا حاجة... قالي بس ان اسمك مراد و زبونه و صاحبه في نفس الوقت... 
- بس كده ؟ 
* اه... هو في حاجة تانية ؟  
- مش حاجة واحدة بس... ده حاجات... ابدألك من فين ؟ 
* انت فهمتني غلط... انا مقصدش اتعرف عليك... انا بقولك اللي قاله دكتور محمد.. 
- مش عايزة تتعرفي عليا يعني ؟ 
* لا مش عايزة... انا مليش في الكلام ده... انت مجرد زبون عندي... 
- ماشي... اللي يريحك... 
وضعت جميلة المُطهر على القِطنة و وضعتها على جر*ح فتأوه بأ*لم... 
* بيحر*ق شوية... معلش استحمل... 
- مستحمل اهو... 
اخذت الشريط الطِبي و بدأت بلَف جر*حه و قالت 
* ممكن اسألك سؤال ؟ 
- اتفضلي... 
* انت بتلعب في الأولمبياد ؟  
- لا... بس ليه سألتي؟ 
* يعني ( نظرت جانبًا بخجل و اكملت ) جسمك رياضي ف سألت... 
- هو انا رياضي فعلا و بلعب كورة بس لسه لاعب صغير... 
* ربنا يوفقك... بشكرك اوي على الموقف الجدع اللي عملته معايا... 
- العفو... 
انتهت جميلة من لَف جر*حه... رفعت رأسها إليه وجدت عيناه عليها... نظرت في عيناه البُنية الحادة و شردت للحظة لا تعرف لماذا... ربنا لانه اعجبها ! فجأة دخل أحدٌ الى الصيدلية و قال 
* يا دكتورة انا عايز...
لكنه توقف عندما رآهما قريبان من بعض... ابتعدت جميلة عن مراد في الحال و مراد حمحم بصوته الرجولي و قال الشاب
* انتوا بتعملوا ايه ؟ 
لم تعرف جميلة ان ترد من خجلها ولا تعرف لماذا شردت في مراد... قال مراد 
- هو ايه اللي بتعملوا ايه ؟ دي مراتي... 
تفاجئت جميلة من رده و كانت ستتكلم لكن قاطعها مراد قائلا 
- وحدة بتعالج جوزها... ايه الغريب في كده ؟
* انا مكنتش اعرف انها مراتك يا باشا... آسف مقصدش... 
- خلاص مسامحك... شوف نفسك بقا كنت عايز ايه... 
اومأ له و اعطى جميلة ورقة مكتوب بها الدواء
* عايز الدوا ده... 
قرأت الاسم و احضرت له الدواء و دفع ثمنه ثم ذهب... نظرت جميلة لمراد بضيق و قالت 
* ليه كذبت و قولتله اني مراتك ؟ 
- اومال يعني اسيب دماغه تروح و تيجي مع نفسه و يطلع عليكي كلام مش لطيف بره ؟ 
* على اساس ده هيفرق معاك ؟ 
- اه هيفرق ! انتي بنت و انا مسمحش لحد يجيب سيرتك بطريقة مش كويسة... 
نظرت له مما قاله... نهض مراد و ارتدى سُترته و امسك جاكته في يده و قال 
- آسف لو وجودي ضايقك... عن اذنك... 
خرج و ذهب... نظرت جميلة لطيفه و كلامه يتردد في رأسها... ما هذا الشاب ؟ و من اين آتى ؟ و لماذا يخاف عليها ؟ لم تعرف جميلة اجابة تلك الاسئلة... لانها لم تقع في الحُب من قبل ! 
****************
بعد اسبوعين... كان آدم يعمل على اللاب توب الخاص به... و أسيل كانت في الغرفة تُمشط شعرها... رن هاتفها و كانت رنا... ردت عليها و قالت 
' رنا ازيك عاملة ايه ؟ 
* انا تمام... 
' مال صوتك ؟ 
* زعلانة على بابا... 
' ماله عمو فريد ؟
* حالته بتسوء و بياكل بالعافية و حتى علاجه بياخده بالعافية... الدكتور قال حالته النفسية مش كويسة... لازم نخليه ينبسط او يفرح... بنحاول بس مفيش فايدة... و على طول بيقول انه عايز آدم... أسيل و النبي خلي آدم يرجع... 
' يا رنا انا كل ما افتح معاه الحوار ده بيقفله و يقولي متتكلميش فيه و خلاص خلصنا... مش سايبلي اي مجال للكلام و منشف دماغه... 
* انا و مراد كلمناه و مرضيش... اوووف... طب اعمل ايه ؟ افضل اتفرج على بابا و هو صحته بتروح يوم ورا يوم ؟! 
' بصي انا هحاول تاني... هو بيشتغل دلوقتي... يخلص و اكلمه... 
* ماشي... شكرا جدا... 
' العفو... 
اغلقت أسيل الهاتف و تفكر في طريقة تُقنع بها آدم ان يرجع لأبيه... 
في الليل كان آدم جالس ڪعادته في الشرفة... يشرب مشروبه الساخن و شارد... دخلت أسيل و وجدته و قالت 
' آدم... 
نظر لها و قال 
" انا قولتلك متقوميش... قومتي ليه ؟ 
' عايزة اقعد معاك... 
" كنتي ناديتي عليا... مش عايزك تتعبي... 
' انا كويسة... 
" طب تعالي... 
اخذ بيدها و دخلا للغرفة... اغلق آدم باب الشُرفة و شغل المدفأة و جعل أسيل تستلقي على السرير و جلس بجانبها... مَسَد على رأسها برفق و قال 
" بقيتي احسن ؟ 
' اه انا كويسة... تعب امبارح مشي... بس الدكتورة قالتلي عادي لو ده تكرر... عشان ده أول حَمل و هعيش أعراضه كاملة... عشان بس متتخضش و كل شوية توديني للمستشفى... 
" انا خايف عليكي... 
' متخافش... الحمد لله لحد دلوقتي الحَمل ماشي في مَساره الطبيعي و مفيش خطورة عليا ولا على بنتنا... 
" الحمد لله... هااا كنتي عيزاني في ايه ؟ 
' عايزة اكلمك في حوار كده... 
" اتكلمي... 
' بس متتعصبش عليا ! 
" لا متقلقيش... قولي... 
' عايزة ارجع مصر... 
" ليه ؟ 
' هو ايه اللي ليه ؟ عايزة اشوف مامتي و اخويا و صحابي... انا هنا معرفش حد... 
" مش لازم تعرفي... انا معاكي... 
' ماشي بس انا عايزة اكون وسط اهلي... مش في غُربة بالشكل ده... 
" مش سويسرا دي كانت دولة احلامك ؟ 
' اه و ماازلت... بس مش عارفة اعيش هنا ولا اتأقلم مع حد... و مش عايزة بنتي تتولد بعيد كده... ميكونش ليها جِد و جِدة... 
" اممم... أسيل هو انتي قولتي لحد انك حامل ؟ 
' لا والله... مقولتش زي ما انت عايز... مفيش غير ماما عارفة و انت عارف كده... 
" اومال ليه عايزة ترجعي ؟ 
' هفضل اعيد في نفس الكلام تاني ؟ 
" افهميني... انا مش عايز ارجع... انا مرتاح هنا... 
' مرتاح ازاي و انت بعيد عن عيلتك ؟ 
" متقوليش عيلتي... 
' لا عيلتك و هيفضلوا عيلتك مهما حصل... انا مش فهماك بجد... باباك اتخاتقت معاه و بعدت عنه... طب و اخواتك ؟ و ناهد مرات عمك اللي بتعتبرك ابنها... هتبعد عنهم للأبد هم كمان ؟ 
نظر بعيدا و صمت ف حاوطت أسيل وجهه بكفوفها و قالت 
' بُصيلي هنا يا آدم... اهلك هيفضلوا اهلك مهما أي مشاكل تحصل... و عمو فريد ندمان و حالته بتسوء بسبب انك بعيد عنه... و اخواتك يعتبروا لوحدهم بعد طلاق ابوك و نرمين... و اختك رنا لما تتخطب لروان لازم تكون معاها... مينفعش في لحظة غضب تاخد قرار انك تسيبهم لوحدهم... 
" هي رنا لسه متخطبتش لمروان ؟؟
' لسه... هتتخطبله ازاي و اخوها الكبير مش قاعد ؟؟ لازم تكون موجود وسطهم... دول اخواتك و عيلتك... انسى كل اللي حصل ده... 
" بتقوليلي انسى كأن النسيان ده سهل رغم انك عارفة كويس انا عيشت ايه و ازاي... انسى ازاي ؟؟ 
' انا عارفة انك مضايق من ابوك... و هو غِلِط فعلا بس ندم و محتاجك جمبه... سيبك من اللي فات و ركز في دلوقتي... انت خلاص كلها كام شهر و هتكون أب... و انا متأكدة انك هتكون احسن أب... و انا هنا معاك و بنتنا هتتربى معانا... و بنتنا من حقها تعيش وسط عيلة ابوها و امها... هنكون كلنا حواليها... و ده مش هيحصل طالما احنا قاعدين بعيد كده... و اخواتك ايه ذنبهم انك تبعد عنهم للأبد ؟ أرجوك فكر كويس... و اللي بقوله ده عشانك و عشاني و عشان بنتنا... 
" ماشي هنرجع.... عشانك و عشان بنتنا بس... 
ابتسمت أسيل و عانقته...  
*****************
مرت بِضعة أيام... في القصر... في غرفة فريد... 
* يا رنا قولتلك مش عايز اكل ولا ز*فت دوا ! 
* مينفعش كده يا بابا... صحتك بتتد*هور... 
* صحتي مش عايزها ولا عايز حياتي دي... يارب امو*ت و ارتاح ! معلش يا بنتي انا مش عايز اتعصب عليكي... خدي الاكل ده و اخرجي... 
آتاه صوت آدم قائلا
" سيبي الأكل يا رنا... اصل فريد نصار عنيد مش بيجي غير بالأعنَد منه ! 
نظر فريد إليه و لم يصدق ما يراه... انه آدم ! تفاجئت رنا و عانقته في الحال 
* اخيرا جيت... وحشتني اوي... 
" و انتي كمان يا روح اخوكي... 
ابتعد عنها و فريد ما زال في صدمته... ولا يصدق ما رآه... نظر له آدم و اقترب منه... جلس بجانبه على طرف السرير و قال 
" سمعت انك مش راضي تاكل ولا تاخد ادويتك... ينفع كده يا بابا ؟ 
تفاجئ فريد عندما نداه بهذا اللقب... دمعت عيناه فرحًا و قال 
* آدم ابني !! 
" وحشتني يا بابا !! 
ابتسم فريد وسط دموعه و آدم عانقه بقوة... فرحت رنا كثيرا... ربت فريد على ظهره ابنه برفق... ابتعد عنه آدم و قَبَل يده و قال 
" الف سلامة عليك... 
* متبعدش عني تاني ! 
" متقلقش... هلزق هنا... زي زمان... 
* إلزق براحتك... انا عارف اني غلطت و ظلمتك و انت متستاهلش كده... بس الكُره عماني... سامحني يا ابني... 
" مسامحك يا بابا ! 
ابتسم فريد و عانق آدم مجددا كأنه طفله الصغير... 
في المطبخ... كانت ناهد مع أسيل ڪالعادة... 
* والله وحشتيني يا بت يا أسيل... اول مرة اعرف انك عزيزة عليا كده... 
' انتي اكتر والله... وحشني اوي الكلام معاكي... 
* اوعوا تمشوا تاني ! 
' لا متقلقيش...
* هعمل كيكة بمناسبة رجوعكم... تعالي ساعديني... 
' من عيوني... 
في غرفة فريد.... 
" يعني بجد ماما جات هنا عشاني ؟ 
* اه جات... زعلت اوي لما عرفت انك مشيت... متحسبهاش على غلطي يا آدم... انا السبب في كل ده... روحلها... هي نفسها تشوفك... 
" حاضر هروح... 
جاء مراد و قال 
- بابا انت كويس و.... 
تفاجئ مراد عندما وجد آدم... 
- انت هنا ولا انا بتخيل ؟ 
نهض آدم و قال 
" تعالى في أخوك... 
ابتسم مراد و عانقه في الحال... ربت آدم على ظهره و فريد سعيد بتجمع ابناءه حوله... ابتعد مراد و قال 
- جيت امتى ؟ 
" لسه جاي مش ساعة... عندك مانع ولا ايه ؟ 
- لا طبعا... 
" انت بقا جاي من فين ؟ شكلك متبهدل... 
- كنت في التمرين... قولت اعدي على بابا اطمن عليه... اخد فترة منشف دماغه معانا في علاجه... دلوقتي وشه نَوَر... انت طلعت علاجه... 
" أكيد... ما انا مش أي حد برضو... 
- نورت بيتك يا اخويا... 
" منور بصحابه يا أولاد نصار... 
دخلت ناهد و أسيل... قالت ناهد 
* عملتكم كيكة انا و البت أسيل بمناسبة اللمة الحلوة دي... 
" انتي و أسيل ؟ 
* ايوة... اتفضلوا كلوا...
وضعت ناهد الاطباق و بدأت بتوزيع قِطع الكيك عليهم... و آدم كان ينظر لأسيل بغضب... اقترب منها و همس في اذنها 
" مش قولتلك متعمليش حاجة ؟ 
' دي كيكة... و طنط ناهد ساعدتني فيها كمان... 
" بس انا كام مرة نبهت عليكي متعمليش أي مجهود ؟ 
' بس انا كويسة اهو... متعبتش... 
" حسابك بعدين !! 
توترت أسيل من داخلها و من الخارج جامدة تُريه انها قوية لا يفرق معها كلامه... جاء مصطفى و معه سلمى و والدتها مرڤت... ألقيا التحية على الجميع و اطمئنا على فريد... قال مصطفى 
* والله وحشتني ياض... 
" و انت كمان يا صاحبي... 
* من بكره اشوفك في الشركة... 
" ده أكيد...
* محبتش اجي فاضي... جبتلك حاجة هتبسطك... 
" ايه هي ؟ 
دخلت سحر مع ابنها و زوجته و ابنته الصغيرة... تفاجئ آدم و مصطفى قال 
* اصريت اجيبهم كلهم عشان اللَمَة الحلوة دي تِكمل... 
نظر آدم الى سحر التي نزلت دموعها على وجنتها عندما رأته... لا تصدق انه أمامها الآن ! اقترب آدم منها و وقف أمامها... نظر لها بإشتياق و قال 
" ينفع احضنك ؟ 
اومأت له بإبتسامة وسط دموعها و في الحال عانقته بقوة... ربتت على ظهره و قالت 
* وحشتني اوي... خوفت اخسرك تاني... 
" انا هنا اهو... كنت هجيلك... 
* اول ما صاحبك قالي انك جيت... مستحملتش و جيت على طول عشان اشوفك و احضنك يا ابني !! 
فرح آدم من ذاك اللقب... دموعه غلبته و قال 
" وحشتيني اوي يا ماما !! 
ضحكت سحر بسعادة وسط دموعها ولا تصدق انها تعانق ابنها... طفلها و أول فرحتها... سعد الجميع بذلك... ابتعد آدم عن سحر و امسك يدها و قَبَلها و هي ربتت على شعره بحنان... قال يوسف 
• ما خلاص بقا... كده هغير... 
ضحكوا كلهم... نظر آدم ليوسف و قال 
" انا عارف انك مش مستلطفني من اول ما شوفتني... بس انا في مقام أخوك الكبير... 
• اه ماما كمان قالتلي كده... على فكرة انا معنديش مشكلة معاك... بالعكس انا انبسطت لما عرفت انك ابن ماما... 
" يعني احنا خلاص أهل ؟ 
• أكيد ! 
عانقه يوسف و ربت آدم على ظهره... ابتعد آدم و قال 
" كده العيلة زادت 4 أفراد... ماما و يوسف و مراته و بنته... منورين كلكم... 
قال مصطفى 
* احم... معلش هقطع اللحظة الجميلة دي... انا عندي ليكم خبر حلو... 
قال مروان 
- اه انا عارفه الخبر ده... اقول ؟ 
* بس اسكت !! 
- والله لأقول... الواد مصطفى بيحب سلمى... 
تفاجئوا كلهم و نظر آدم بخبث لمصطفى و قال 
" بقا هي دي اللي بتخليك فاتح الواتس لحد 3 بالليل ؟ 
* اه... بحبها... و قدامكم كلكم انا بطلب ايدها للجواز... 
رحبُوا كلهم ذلك و سعدوا كثيرا... قال آدم 
" انا كمان عندي خبر حلو... 
قال مروان 
- انت كمان بتحب واحدة ؟ بس انت متجوز يا آدم ولا انت بتحبها على مراتك... 
" اخرس يا قليـ,ـل الادب... لولا رنا تزعل مني كنت هنزل فيك ضر*ب... و اسكت خليني اكمل كلامي... 
- اتفضل... 
قالها مروان و هو يضحك... تنهد آدم و اقترب من أسيل وقف بجانبها و وضع يده تلى بطنها و قال 
" أسيل مراتي حامل... بعد كام شهر هيشرف أول حفيد في عيلة نصار ! 
صدموا جميعهم و فرحوا كثيرا... و باركوا لأسيل و آدم... اقتربت سحر من أسيل و عانقتها 
* الف مبروك يا بنتي... 
' الله يبارك فيكي يا طنط... 
ابتعدت سحر و قالت 
* يارب تقومي بالسلامة و ابنك يكبر و يجري وسطينا... 
" بنت يا ماما... 
* اشمعنا يا قلب امك ؟ 
" انا عايزها بنت... و بعدين العيلة دي كلها ولاد اصلا... 
قالت رنا 
* آدم كلامه صح... العيلة دي كل خِلفتها ولاد... مفيش غيري انا و سلمى... لازم تخلفوا بنات كتير...
قال مروان 
- انا اؤيد رنا في كلامها...( نظر لرنا بحُب و غمز لها ) باذن الله اول مولود لينا تكون بنت... 
خجلت رنا... قال مراد 
- ان كمان عندي خبر حلو... 
رد عليه مصطفى 
* انت هتقلدنا ولا ايه يا مراد ؟ 
- اه يعني اشمعنا انتوا ؟ 
قال فريد 
* فرحنا يا ابني... 
- من عيوني يا بابا... في دكتورة صيدلانية كده بحاول اشقـ,ـطها... 
ضحكوا كلهم عليه... قال آدم 
" لا شقـ,ـط ايه ؟ خليك جَد كده... بس قولي الاول... هي بنت حلوة ؟ 
- مش حلوة بس... دي قمر بشكل يدوخ... 
" يا بختك... 
ضر*بته أسيل على كتفه و قال
" آآه يا أسيل بالراحة مش كده ! 
' كنت بتقوله ايه ؟! 
" كنت بقوله يا بختها بيك... اديكي شيفاه اخوكي وسيم و راجع من التمرين كده تحسيه چنتل مان في نفسه كده و كل البنات تتمناه... 
' اه ماشي... كنت مفكرة حاجة تانية... 
" لا متفكريش... 
قال خالد 
• طب انا كمان عندي خبر حلو... 
قال مصطفى 
* حتى انت كمان ! العيلة دي فسـ,ـدت على فكرة... 
رد عليه مروان 
- و انت اول الفسـ,ـاد ياللي بتحب على الواتس... 
* شايف يا آدم... اديك فضحـ,ـتني... 
ضحك آدم و قال 
" قول يا خالد... 
• انا البطولة بتاعتي بعد بكره...
" حلو اوي... ربنا يوفقك... في حاجة نقصاك ؟ 
• لا... بس انا عايز العدد اللي هنا ده يتفرج على آدائي و يشجعني في بطولة السباحة... 
" من عيونا... كلنا هنيجي طبعا و نشوف و انت واخد الميدالية الذهبية... 
• شكرا ليكم يا احلى عيلة !! 
***************
بعد 5 شهور... بعد ما تأكد آدم و أسيل ان الطفل القادم هو بنت... تفاجئت أسيل... كأن آدم ساحر أو مشعوذ و عرف هذا و كان مُصمم على كلامه حتى تأكدت انه بالفعل حامل في بنت ! 
بعد منتصف الليل... 
كان آدم نائم و أسيل بجانبه... حاولت ان تنام لكن لم تستطيع بسبب ان ابنتها تتحرك بداخلها... اعتدلت أسيل قليلا و قالت بإنزعاج
' يعني يا بنتي سيبتي النهار بطوله و عرضه... جاية في الساعتين اللي بنامهم تمارسي رياضتك اليومية في بطني ؟ اوووف عليكي باين هتطلعي نطـ,ـعة زي ابوكي... 
تأفأفت أسيل و نظرت لآدم النائم بكل راحة 
' ليك حق تنام مرتاح كده... ما انت مش حامل ولا عدى عليك تناحة الحَمل... يا بختك... يا بختهم الرجالة... مرتاحين في كل حاجة... 
رأت أسيل قدم ابنتها تتحرك في الداخل 
' يا بنتي بس بقا نامي... انا عارفة ان حركتك دي بتدل انك كويسة و في مسار النمو الطبيعي... بس كفاية ارحميني... و النبي عايزة اتخمد... ينفع تأجلي الماتش بتاعك ده لبكره الصبح ؟ اشمعنا ابوكي ينام و انا لا ! 
تنهدت أسيل بضيق و مع ازدياد هرمونات الحَمل عليها... غلبتها دموعها و بكت... استيقظ آدم على صوت بكائها... اعتدل و شغَل الضوء... تفاجئ عندما وجد وجهها ملئ بالدموع... قال آدم بقلق 
" بتعيطي ليه ؟ مالك ؟ ايه اللي وا*جعك ؟؟ 
لم ترد عليه و زاد بكائها و قلقه زاد أيضا 
" مينفعش كده... انا هتصل على الاسعاف... 
امسك الهاتف و كان سيرن لكنها امسكت يده و منعته و قالت وسط دموعها 
' مترنش... انا كويسة... 
" كويسة ازاي ؟ و ايه الدموع دي ؟ 
' بنتك الكـ,ـلبة مش سيباني انام... 
" ازاي ؟ هي لسه جوه بطنك... مش سيباكي تنامي ازاي ؟ مش فاهم... 
' زي يا ناس يا آدم ! متخلنيش اتعصب عليك... 
" طب فهميني ! 
نزعت الغطاء من عليها و قالت 
' شوف تناحتها لايڤ بنفسك... 
نظر آدم لبطن أسيل و وجد ابنته تتحرك حركات طفيفة بداخلها... ابتسم آدم و قال 
" دي بتتحرك !! 
' جبت التايهة كده ؟ بعدين بنتك دي سابت النهار كله و افتكرت تتحرك دلوقتي و الساعة 3 بالليل و صحيت بسببها !! 
" معلش بس دي علامة كويسة... كل ما الجنين اتحرك ده يدل انه ماشي في المسار الطبيعي لنموه... 
' و انت ايه عَرفك كده ؟ 
" عيب عليكي انا مذاكر كويس... انتي اكلتي حاجة مسكرة قبل ما تنامي ؟
' اه اكلت صنيَّة الكُنافة اللي طنط ناهد عملتها...
" اكلتي الصنيَّة كلها ؟! 
' اه اكلت الصنيَّة كلها... كنت جعانة... و بنتك مش راحمة و بتاكل نص اكلي ف بجوع بسرعة بسببها... 
" يبقى عشان كده... الحاجات المسَكرة بتزيد من نشاط الجنين... مش عايز ازعلك... بس كل ما انتي حركتك تقِل... نشاطها بيزيد جوه بطنك ف بتتحرك... 
' يعني مش هنام ؟ 
" للأسف اه... 
' منك لله انت و بنتك.. 
" طب انا مالي ؟ 
' ما انت السبب... خليتني حامل... 
" ده لسه اول بنوتة... انا ناوي اجيب دستة زي مسلسل كامل العدد... 
' بلا دستة بلا بتاع... اهدى... بنتك دي تعبتني تعب... مش هخلف تاني... 
" طب و كامل العدد ؟؟ 
' يا عم غو*ر ! 
ضحك آدم و هي حاولت النهوض و قال 
" رايحة فين ؟ 
' هغو*ر الحمام... 
" تعالي اسندك... 
نهض و اسندها حتى الحمام... 
' قاعد ليه؟ ما تخرج ! 
" مش عايزة مساعدة ؟ 
' حد قالك اني اتشليت ؟ يلا امشي... 
" ماشي... اهدي بس... 
خرج و اغلقت الباب بغضب... ضحك آدم و قال 
" بنتي شكلها عصبت أسيل جامد... لسه باقي 4 شهور... يارب يعدوا من غير ما أسيل تقـ,ـتلني ! 
بعد دقائق... خرجت أسيل من الحمام و لم تجد آدم بالغرفة... 
' شوف الغلس مستحملش صياحي و مشي... خليه ينام عند ابوه... 
مشت أسيل بحَذر حتى وصلت للسرير و استلقت عليه و سحبت الغطاء عليها و قالت و هي تنظر لبطنها 
' بنوتي العثولة... أرجوكي نامي... همو*ت و انام... كفاية عليا ابوكي... متبقيش تنحة زيه و نامي خليني اتخمد !! 
فُتح باب الغرفة و دخل آدم... اغلق الباب و اقترب من السرير جلس عليه و كان معه طبق فواكه... فراولة و رُمان و برتقال و موز... 
" جبتلك شوية فواكه... 
' دول كلهم مِسكرين... بنتك مش ناقصة نشاط اديك شايف بتخبط فيا ازاي كأن بطني ملعب كورة... 
ضحك آدم و مَرر لها موزة مُقشرة 
" معلش... هانت... كلها 4 شهور و تخلصي من حوارات الحمل دي... 
' على اساس لما اولد و اخلص من حوارات الحمل دي... هدخل في حوارات التربية و العناية ببنتنا... 
" انا معاكي و هساعدك... يلا كُلي... 
اخذت منه الموزة و اكلتها... مَرر لها قطعة فراولة و اكلتها... ظل يُأكلها بيده حتى انتهت الطبق... قالت أسيل بضيق
' ياربي !! 
" مالك ؟ 
' اكلت الطبق الكبير ده كله... بقيت باكل كميات كبيرة عمري ما تخيلت اني هقدر اكلها بس قدرت اهو و نفسي مفتوحة 24 ساعة طول اليوم باكل و طبعا مامتك سحر و طنط ناهد متوصيين بيا اوي في الأكل... انا تخنت اوي... 
" و ماله... كُلي براحتك و اتخني... برضو هتفضلي قمر ! 
قالها ثم قَبَل وجنتها... ابتسمت أسيل و اسندت رأسها على صدره و قالت 
' هو انا قولتلك كام مرة اني بحبك؟ 
" بتقوليهالي دايما! 
' طب انا بحبك... 
ابتسم آدم و قال 
" و انا بعشقك...
مَسدَ على بطنها برفق و اكمل 
" و بعشق بنوتي الشقية... 
' على فكرة بنتنا هتطلع شقية اوي... 
" براحتها... تشرفنا بس بحضورها وسطنا و تشقى علينا زي ما هي عايزة... 
' هتستحمل ؟ 
" ما انا مستحملك اهو... مش هستحملها هي ليه ؟ 
' والله ؟! 
" اه... انا قولت حاجة غلط ؟ 
امسكت أسيل الوسادة و ضر*بته بها و قالت بغضب 
' ياللي ما عندك صنف الد*م... بقا انا مستحملة بنتك جوه بطني مش مخلياني انام + و*جع الحمل بحواراته كلها... و لسه الولادة جاية... و لسه في رضاعة و تربية و رعاية... دلوقتي هتعمل عليا انت مظلوم و مستحملني ؟ 
ضحك آدم ف ضر*بته مجددا 
' جربت تحمل قبل كده ؟ جربت تولد ؟ 
" طب انا هجرب اولد ليه و انا مكتوب في بطاقتي اني راجل ؟ اتحول لشا*ذ يعني عشان ارضيكي ؟ 
' غو*ر اتخمد !! 
ضر*بته بالوسادة للمرة الثالثة ثم وضعتها جانبًا... و ثم استلقت لتنام... استلقى آدم جانبها و عانقها من الخلف و يده على بطنها... قَبَل رأسها بحنان و قال 
" انا بحبك و مقدر كل اللي بتمري بيه... بس انا بحب انكشك... هو انا عندي كام أسيل ؟ ربنا يحفظك ليا و لبنتنا ! 
ابتسمت أسيل و وضعت يدها على يده التي على بطنها و نامت...  
****************
بعد مرور 5 سنوات.... 
كان آدم في مكتبه و يعمل... طُرق الباب و قال آدم 
" ادخل... 
فُتح الباب و دخلت طفلة تُدعى " رغد " تلك ابنته الصغيرة التي ورثت عيناها من أسيل والدتها و ورثت شعرها الكثيف من آدم... و ملامحها الجميلة الطفولية و ترتدي فستان أزرق مثل عيناها الجميلة... تقدمت رغد و وقفت أمام أبيها... رفع آدم عيناه إليها... ابتسم و اغلق اللاب توب و قال 
" تعالي يا روح بابا ! 
ركضت رغد إليه و حملها آدم على قدمه... قَبَل وجنتها و قال و هو يُمسد على شعرها الناعم 
" نعم يا أميرتي ؟ 
* ممكن اطلب منك طلب يا بابا ؟ 
" طبعا... ده انتي تؤمري... قولي... 
* عايزة اروح دريم بارك... 
" ما انا فسحتك فيها من يومين... عايزة تروحي تاني ليه ؟ لو عايزة تتفسحي... ممكن افسحك في مكان مختلف... في اماكن كتير لسه مجربنهاش... 
* لا انا بحب دريم بارك و انا بحب الألعاب هناك اوي...  
لاحظ آدم ظِل أسيل عند الباب ف فهم ما يحدث الآن و قال لإبنته 
" حاضر هوديكي... روحي على اوضتك دلوقتي... و متجريش عشان متوقعيش... انتهبي على نفسك... 
* حاضر يا بابا... 
نزلت رغد من على قدمه و خرجت لأسيل التي كانت تنتظرها و قالت 
' هااا قالك ايه ؟ 
* وافق يودينا الدريم بارك تاني ! 
' الله عليكي يا عفريتة ! 
ضر*بت كفها في كف رغد... 
* ماما تعالي حِلي معايا واجب الرياضيات... 
' من عيوني... اسبقيني على اوضتك... 
اومأت لها و ذهبت... قالت أسيل بسعادة و حماس 
' الله هروح العب هناك تاني ! 
فجأة آدم شدها من يدها للداخل و اغلق الباب... حاوطها خلف الباب... تفاجئت أسيل و قالت بقلق 
' في ايه ؟ 
" انا مفروض اسألك السؤال ده... في ايه ؟ 
' مفيش حاجة... 
" والله ؟ 
' اه... 
" أسيل... اخلعي الوش البرئ دي و اظهري على حقيقتك... 
' انا عملت ايه ؟ 
" بعتالي رغد تتحايل عليا اوديكم الدريم بارك... 
' لا مش انا... هي عايزة تروح... 
" يعني مش انتي عايزة تروحي و لعبتي في دماغ بنتي و جات قالت عايزة تروح تاني ؟ 
' و فيها ايه لو روحنا تاني ؟ 
" ملناش يومين كنا هناك قضينا اليوم كله... عايزة ايه تاني ؟ 
' مش عايزة... رغد اللي عايزة... 
" والله ؟؟ 
لَفت عيناها يمينًا و يسارًا و قالت بنبرة بريئة 
' مش هيحصل حاجة لو روحنا مرة كمان... 
زال غضبه عندما تحدث بتلك النبرة التي يُحبها... ابتسم و ازاح خُصلات شعرها للخلف... اقترب اكثر فقالت
' آدم ابعد... افرض رغد جات... 
" خليها تيجي... 
قَبَل آدم رأسها ف ابتسمت و قالت 
' و لو رنا دخلت علينا ؟ 
قَبَل وجنتها اليُمنى و قال 
" خليها تيجي... 
' افرض مامتك جات ؟ 
قَبَل وجنتها اليُسرى و قال 
" خليها تيجي... 
' افرض ريم مرات يوسف جات ؟ 
" خليها تيجي... 
اقترب من شفتاها و كان على وشك أن يُقبلها لكنه توقف في آخر لحظة و قال بتساؤل 
" و هي ريم هتيجي مكتبي ليه ؟ 
' معرفش... انا مليش كلام كتير معاها... 
" و لا انا... يبقى تيجي ليه ؟ 
' قولت أي اسم جه في بالي عشان تبعد بدل ما حد يجي يقفشنا... 
" انتي استاذة في تضييع اللحظات الرومانسية... منك لله فصلتيني... 
ضحكت أسيل و آدم أيضًا... وضع آدم يدها على بطنها و قال 
" ابننا المستقبلي عامل ايه ؟ 
' الحمد لله كويس... بعدين ايه عرفك انه ولد ؟ 
" انا بقولك انه ولد... 
' زي ما عملت في رغد كده و طلعت بنت فعلا... انت مخاوي عفاريت ؟ 
" لا بتيجي بالأحساس... انا حاسس ان ده ولد... 
' ولد أو بنت... في الحالتين هيتعبني زي الهانم رغد... 
" بس رغد طلعالك... عنيدة زيك... 
' والله ؟ 
" هو انا قولت عنيدة ؟ يقطعني...( قَبَل انفها الصغير ) اقصد انها امورة زيك... واخدة منك كتير... 
ابتسمت أسيل و قالت
' ليه كمان ناقص متاخدش مني بعد المرار اللي شوفته في حَملها و ولادتها و راعيتها... 
" ما انا بساعدك اهو... حتى بقيت اشتغل من البيت عشان اكون جمبك... 
' اه ده بقا بأمارة مستخسر فيا يوم تاني في الدريم بارك ! 
" يادي الدريم بارك اللي لحست دماغك دي ! ياريتني ما وديتك هناك أساسًا... 
' لا هتوديني... 
" افهمي... انتي حامل... خطر عليكي... 
' لاااا... انا لسه في الشهر الاول... مفيش أي خطورة... 
" بس ده مش معناه انك تستهتري بنفسك... انا خايف عليكي... 
' آخر مرة و النبي !! 
" اوووف طيب حاضر ! 
سقفت أسيل بحماس و عانقته بقوة
' بحبك اوي !! 
ابتسم آدم و ابتعد عنها قليلا وضع يده على وجنتها الناعمة و نظر لملامحها الساحرة التي وقع في حُبها و مازال يقع في حُبها في كل لحظة و مع كل نظرة... 
" و انا بعشقك ! 
قالها ثم اخذ شفتاها في قُبُلة يملأؤها العِشق و هي حاوطت عنقه بيداها بتَمَلُك... 
" يا مَن سكنتِ القلبَ دونَ تردّدِ... كيفَ السبيلُ لنبضِ قلبِي يَهْدَأُ ؟.. قد صارَ حبُّكِ في الوريدِ كأنّهُ... نَهرٌ يسيرُ بِدَاخِلي لا يُطفَأُ... " ✨🩷

تَمَت.... 

يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية قلب في المنفي دليل الروايات" لكي تظهر لك كاملة 

 •تابع الفصل التالي "رواية قلب في المنفي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent