رواية الحلم و السراب الفصل الثاني 2 - بقلم إيمان عطية
قمت من النوم ودعيت ربنا من قلبي، ياتعوضني خير ياربي ياإما تشيل حبه من قلبي… وحاولت أمسك القلم واحدد أبدأ ازاي واخلق لنفسي حلم جديد على أرض الواقع… حلم اقدر انفذه واحققه وانجح وأثبت نفسي في حاجة تحسسني بقيمتي ووجودي.
دق جرس الباب ولقيت سامية أختي جاية تزورنا… إتغدت معانا وبعدها شطبت المطبخ ودخلت أوضتي، لقيت سامية داخلة عليا… سألتني عن أخباري
_هاه يانجوى عاملة ايه يا ياحبيتي… لسة بردوا مفيش شغل مناسب؟
_الشغل موجود ياسامية وكتير كمان بس المقابل مش اللي هو… الرواتب يدوب تغطي المواصلات ومصروفي الشخصي. ولو كفى كمان… وعلى أيه اديني بساعد ماما في شغل البيت لحد ما ربنا يفرجها.
_ ربنا يرزقك بعريس ابن حلال يانوجا ونفرح بيكي عن قريب يارب.
_ إبن الحلال ايه بس ياسامية.. هو الجواز ده مش عاوز جهاز ومصاريف مايعلم بيها الا ربنا… وبابا زي مانتي عارفة اللي جاي على قد اللي رايح… ده لسة مافاقش من ديون جهازك إلا من شهرين تلاتة… وصحته مابقتش تستحمل زي الأول.. والله كان نفسي أخرج واشتغل واساعده لكن زي ماقولتلك اللي بييجي من الشغل مش هيجيب همه… نفسي اشتغل شغل حر أتعب فيه بجد وعلى قد التعب ألاقي مقابل، ماتكلمي ماهر جوزك يشوفلي أي شغلانة يكون مرتبها معقول.
_ماهر….وحياتك يانوجا ماتفكريني.. ماهر متنكد بقاله كام يوم ومحدش عارف يكلمه.
_ليه خير… ماله ماهر.
_مش عارفة والله اقولك أيه… مش عاوزة أفكرك تاني بس محدش عارف النصيب فين.
_ماتتكلمي ياسامية هو انتي لازم تنقطيني كدة بالمقدمات… اتكلمي على طول في إيه.
_ أحمد… أحمد صاحبه.. إتقدم للبنت اللي كان بيحبها وباباها رفضه، بيقول إبن شريكه اتقدملها وابوها وافق عليه.
_ إنتي بتقولي أيه… أحمد يترفض، طب وهي موقفها أيه؟
_ ماهر بيقول إنها ماقدرتش تقف قدام باباها ووافقت عالجوازة وهتتجوز خلال أيام… وأحمد من ساعتها وحالته وحشة خالص وعاوز يسيب البلد ويسافر وطبعا شغله مع ماهر هيتعطل والدنيا متلخبطة عالآخر.
_ بالبساطة دي تتخلى عن حبها وتستسلم لجوازة من واحد متعرفوش لمجرد إنه غني زي ابوها.
_ المصالح بتتصالح ياستي… أكيد باباها ضغط عليها عشان مصالح شغله مع ابو العريس، المهم ان أحمد حالته وحشة جدا ومش طايق روحه وعاوز يسيب البلد ويهج، واللي طالع عليه (سابتني عشان الفلوس، أنا هندمها عاللي عملته لما اعمل فلوس واتجوز اللي أحسن منها) ومامته وباباه مش موافقين على سفره ومصممين يجوزوه الأول وبعدها لو عاوز يسافر يسافر بس يبقة معاه زوجة تخاف عليه وتهون عليه غربته، والغريبة إنهم كلموا ماهر وطلبوا منه يقف معاهم ويقنعه انه يدور على بنت الحلال عشان يفرحوا بيه والأغرب من ده كله إن ماهر فضل يفكر وشايل هم أحمد لحد ما هداه تفكيره لكِ إنتِ يا نوجا وأخد رأيي إنه يقول لاحمد عليكي… بس أنا عملت عبيطة وتوهت الموضوع.
_ بقولك ايه ياسامية بالله عليكي تبطلي هزار مش نقصاكي هيّ.
_ لا والله مابهزر هو في هزار في الحاجات دي، هو ده اللي حصل وانا حكيتلك لأن أحمد فعلا راجل محترم ويستاهل كل خير وانا عارفة إنتِ قد أيه كنتِ معجبة بيه.
_كنت؟ أنا عمري مانسيته ياسامية وكنت كل ماافتكره أدعيله بالخير واطلب من ربنا العوض الجميل، لكن اللي بتقوليه ده مش معقول، يعني أيه أهله عاوزين يجوزوه وكلموا ماهر يشوفله عروسة ويقنعه بيها؟ هي بيعة وشروة؟ فين رأيه هو ومشاعره وإرادته في اختيار شريكة حياته؟ لالالا ياسامية مينفعش الكلام ده، كرامتي ماتسمحليش أوافق على الكلام ده حتى لو كنت بحبه.
_ عندك حق يانوجا وانا كمان أخاف على كرامتك قبل أي حاجة، أنا بس كنت بفضفض معاكي وبفكر بصوت عالي….. خصوصا إن ماهر اتكلم فعلا مع أحمد وفاتحه في حكاية الجواز ورغبة أهله وأحمد موافق عالمبدأ وبيدور فعلا على عروسة…. اسمعي يانوجا… أنا عندي فكرة… ماهر عازم أحمد على الغدا الاسبوع الجاي ان شاء الله، وانتي عارفة اختك في الطبيخ، خصوصا الوحم مطلع عيني ومش طايقة ريحة الأكل…. أيه رأيك تيجي تساعديني وأهو…
_متكمليش ياسامية لا طبعا مش موافقة.
_معقول يانوجا ترفضي فرصة زي دي… إنتِ هتكوني عند أختك مش عند حد غريب ومفيهاش حاجة تقلل منك، وانا واثقة إن أحمد هيحبك أول مايشوفك.
_سيبيها على الله ياسامية وقفلي عالموضوع ده الله يكرمك.
ومرت أيام وانا محتارة بين رغبتي إني أشوفه وبين كرامتي وخجلي، وقبل العزومة بيومين اتصلت بيا أختي سامية، بتفكرني بالمعاد، وإنها فعلا محتاجة مساعدتي ليها في عمايل الأكل وأقسمت إن زوجها معندوش أي فكرة عن إحساسي تجاه أحمد، ولا أحمد عنده خلفية إني هكون موجودة أصلا…. قلبت الموضوع في دماغي للحظات ولقيت نفسي بقولها.. ماشي ياسامية هجيلك من بدري إن شاء الله… بس تكوني مجهزة طلبات العزومة عشان نلحق نخلص الأكل بدري.
_ بس كدة؟ من عنيا ياأجمل وأرق أخت في الدنيا، ربنا يجعله من حدك ومن نصيبك يانوجا يابنت بابا وماما هههههههه.
يوم العزومة بقا قمت من بدري (ده لو كنت نمت من أصله) لأني طول الليل اتقلب في السرير وأفكر لحد النوم ماطار من عيني، يادوب غفلت ساعة بعد صلاة الفجر، قمت عملت مج نسكافيه كبير واستأذنت من ماما وجريت على بيت سامية… لقيتها يادوب صاحية وبتروق الشقة قبل ما ندخل للمطبخ… سلمت عليها ودخلت أوضة الاطفال أغير هدومي والبس حاجة مريحة ودخلنا المطبخ سوا وسألتها….
_جهزتي أيه ياسامية؟؟ إيه الأصناف المطلوبة؟
_ والله يانوجا أنا محتارة أعمل إيه، يادوب تبلت فرختين عندك في التلاجة واعملي انتِ الأكل على ذوقك، اللحمة عندك في التلاجة والخضار وكل حاجة قدامك اهي…. ومتنسيش الحلو هههههههه أحمد بيحب البسبوسة والكنافة بالمانجة، أنا مجهزة المكونات كلها هنا أهي.
_ ياسلااام… والحلو كمان عليا؟ دانتي داخلة على طمع.
_ معلش بقا أختك مزنوقة وانا عارفاكي أروبة في المطبخ.. هاسيبك شوية واروح اكمل ترويق الشقة واجهز الاطباق والكوبيات والذي منه. هسيبك عشان معطلكيش هههههههه عاوزاكي تشرفيني قدام ماهر جوزي بقا مش هوصيكي.
_ وكمان هتخلعي وتسيبيني وحدي؟
_ والله ده لمصلحتك عشان تركزي وتنجزي…. بس لو احتجتي اي مساعدة نادي عليا ماشي؟
_ ماشي ياجبروت.. اتفضلي بقا من غير مطرود، بس قوليلي هو الغدا عالساعة كام إن شاء الله؟
_ ماهر قاللي انهم هيكونوا هنا الساعة اتنين بالظبط.
_ أوك… الله المستعان.
سامية خرجت من المطبخ وانا سميت الله وبصيت عالمكونات الموجودة وحددت هعمل أيه والحمد لله خلصت الاكل عالساعة واحدة ونص، دخلت الحمام اتوضيت وغيرت هدومي وقلت أصلي الضهر قبل مايفوتني… بعد ماخلصت صلاة ناديت على سامية ودعتها عشان أروح، لكن لقيتها متفاجئة ومستغربة.
_ أيه ده انتِ بتهزري؟ يعني أيه تروحي، هو ده اللي اتفقنا عليه؟
_ سامية أنا مااتفقتش معاكِ على حاجة ياسامية.. إنتِ طلبتِ مساعدتني واديني جهزت كل حاجة يادوب عالتقديم.
_ بس انا قولتلك إنها فرصة أحمد يشوفك لعل وعسى ربنا يجعللكم نصيب في بعض، وده ولا عيب ولا حرام.
_ أيوة ياسامية بس مش عارفة ليه قلبي مقبوض وخايفة اتصدم تاني… بلاش… بلاش اتعشم ياسامية مش هستحمل كسرة قلبي تاني…. يلايلا سلام. جريت عالباب عشان مديهاش فرصة تأثر عليا وتجبرني أستنى… فتحت الباب وهي عمالة تنادي عليا وجاية تشدني…. لقيت…. لقيت أحمد وماهر قدامي…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية