Ads by Google X

رواية حارة تايسون الفصل الثاني 2 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية حارة تايسون الفصل الثاني 2 - بقلم زينب سمير 

' حارة تـايسـون '

الفصل الثاني ..

بعد صراخ طويل منها لم يجدي نفعه وارهاق ازهق روحها سقطت في النوم اخيرا علي اريكته بغرفة المكتب ، كانت الساعة تصل لـ الثالثة فجرا ولان لا نوم بحارة تايسون خرج من المكتب وصرخ عاليا:-
_ام السعد
لم تفوت لحظات وكانت ام السعد تأتي راكضة نحوه ، قال امرا اياها:-
_اطلبيلي جعفر 
_حاضر ياتايسون بية

اختفت من امام ناظريه لعشر دقائق تقريبا ، اثناءهم توجه هو لـ فرندة المنزل الموجودة بالطابق الاول المطلة علي حديقته كان يجول بعقله كثيرا من الافكار كلها تتمحور حول تلك النائمة بالداخل ، لكن جعفر لم يجعل تفكيره يطول حيث جاء صوته اخيرا:-
_امرك يابية 
تايسون بينما مازال ينظر لحديقته بعيون شاردة:-
_احكيلي جبتوها كيف ؟
لم يكاد ينهي جملته وكان جعفر يحكي له كل شئ من اول ما قابل الفتاة حتي اتي بها الي هنا ، واخيرا انتهي فجاءه صوت تايسون الهادئ والهدوء دوما في قاموس تايسون يعني ان بعده ستكون هناك عاصفة ترابية لن يطول احدا النور بعدها:-
_طالب واحدة لا ليها اهل ولا صاحب علشان اعرف اطلب واؤمر براحتي تروح تجبلي واحدة لبسها يوكلك انت واهلك شهر ! 
صمت وتابع بنبرة متضايقة:-
_زمان الدنيا مقلوبة عليها دلوقتي
التف بجسده فجأة ناحية جعفر فارتعش الاخر بتوتر بيّن وقلق ، فتابع تايسون:-
_لو كانت واحدة غيرها كان احتمال يكون انهاردة اخر يوم في عمرك ، لكن من حُسن حظك ان البنت دخلت دماغي

بعدما كاد ان يقع من فرط خوفه ، سكن فجاة بعد اخر عبارة والتي كانت ك طوق النجاة له 
اكمل تايسون بتخطيط:-
_تروح دلوقتي تجيب الموتسيكل وتخفيه خالص 
اؤما بحسنا عدة مرات وهو يردد:-
_امرك ياباشا
تايسون:-
_فين حاجتها ؟
_كان فيه شنطة معاها كانت في العربية 

نطق بكلمة واحدة يأمره:-
_جيبهالي حالا ..

بعد قليل ، كان يجلس علي مقعد مكتبه وعلي سطح المكتب بقيت محتويات حقيبتها جميعها عليه ، نظر لها وهي نائمة امامه نظرة سريعة ثم عاد ينظر لمحتوياتها ، مغلف زجاجي من عطر انثوي له ريحة مثيرة ، انعشته وتمني ان يشتمه من علي جسدها هي ، بعض الادوات التجميلية التي لا تتخلي عنها اي انثي ، حافظة اموال وردية اللون تحوي علي عدة وريقات كثيرة من فئة المئتين مما يدل علي مـدي ثراءها ، بطاقة تعريفية عنها مدون فيها اسمها " وعد نصري خالد " ، طال تطلعه لـ الاسم كثيرا ، يرمقه باهتمام جلي ، ما كاد يبعد انظاره عنه حتي ارتفع رنين هاتفها ، ما ان امسكه حتي انتهي الرنين فوجد عدة رنات من ارقام كثيرة " MaMy , DaDy " واخيرا المتصل الاخير كان مدون بـ " HaPiPy "
وعند كلمة ' حبيبي ' تركز بصره ، كان يطالع الاسم بدون تعابير علي وجهه تُذكر ، لكن بداخله .. كانت هناك نيرانا مشتعلة ان خرجت ستحرق الجميع بلا شـك !

لم يفكر كثيرا بل لحظات وكان يغلق الهاتف نهائيا ، ليكون غير متاحا لوالدها ووالدتها وذلك الذي يُدعي حبيبها ..
. . .
انتهي الليل بين عدة مشاعر مختلطة ، حزن ، خوف ، قلق من مجهول محتوم ، معلق بأيد الله والذي سينفذ علي ايـد تايسون ..

لم تترك نشوي الهاتف لحظة مازالت كل ربع ساعة تقريبا تهاتف زوجها الذي كانت توتره تلك الاتصالات لكنه لم يستطع ان يفعل شيئا ، فهو خير عليم بحاله زوجته التي قاربت علي الانهيار بالفعل وهي تهمس بقلق داخلي 
" فينك يابنتي ؟! "

لكن .. لا يوجد جديد ، تحريات بلا هدف !

عَلي رنين المنزل بتمام الساعة السابعة صباحا ، توجهت نشوي نحو الباب بلهفة وفتحته لكن خابت امالها عندما رأت الطارق والذي لم يكن سوي " رامز " خطيب ابنتها المختفية والمفترض بأنه حبيبها ..
هتفت باسمه بحزن:-
_رامز
هتف بتسأل قلق وهو يمشط المنزل الظاهر خلفها بعينيه:-
_طنط .. فين وعد ، من امبارح برن عليها ومبتردش
وعندما جاءت سيرتها تجمعت الدموع بعيونها ، قلبها يؤلمها علي صغيرتها المختفية تشعر وكأنها ستسقط باي لحظة وبالفعل كادت ان تسقط لولا انه مسكها من اكتافها هاتفا بقلق:-
_طنط ..
اسندها حتي ادخلها واراحها علي الاريكة ، حاولت ان تتماسك وهي تجيبه بدموع:-
_وعد مختفية من امبارح يارامز
انصدم عندما استمع لتلك الحقيقة ، توقف عقله عن العمل وفقط ظلت كلمة واحدة تتردد داخل ثنايا العقل 
" وعد مختفية .. وعد مختفية " 
اين انتي ياوعد ؟ في اي اراضي العالم تسكنين ؟ 
. . .
تأوهت بآلم وهي تتحرك علي تلك الاريكة ، فتحت عيونها بضيق من اشعة الشمس المتوجهة علي عيونها ، لكن الرؤية لم تُوضح ، فتحتها عدة مرات واغلقتها حتي استطاعت ان تضبط الوضع ، ففتحتها اخيرا علي وسعها فوقعت علي الجالس امامها علي مقعد وضعه امام الاريكة تماما ، اعتدلت في جلستها سريعا تنظر له بقلق
اذن هي لم تكن تحلم ، بالفعل تم اختطافها بالامس !
هتف ببسمة مستفزة بعدما طال تبصرها له:-
_صحي النوم ياعروسة 
قالت وهي تستعد لتنهض من مكانها:-
_انا عايزة اروح
جاء ليتحدث فقاطعته بحدة:-
_ومتفتحش حوارات مفيش مشيان والكلام الاهبل دا ، انا همشي يعني همشي 
حرك كتفيه بلامبالاة ناطقا:-
_انا كنت ممكن امشيكي في حالة واحدة وهي لو انك معجبتنيش

مشط جسدها بعيون وقحة ماكرة متابعا:-
_لكن للاسف انتي عجبتيني واوي كمان ، فمش هتمشي من هنا حتي لو هتجيبيلي وجع راس وصداع 

كانت كلماته مدروسة ، يعرف ما سيقوله وواثقا بحروفه كذلك ، وعرفت ان اسلوب العند لن يجدي نفعا .. اذن فلتجرب اسلوب المحايلة
_طيب عايز مني اية ؟ عايز فلوس انا عندي استعداد اعطيك اللي عايزه
اؤما بالنفي هاتفا بتلذذ واضح:-
_الفلوس متهمنيش ، اللي عايزه ميتقدرش بتمن وانتي عرفتيه كويس
قالت برجفة:-
_بس انا مقدرش اعمل كدا ، اولا انا مخطوبة و....
لم تكمل حديثها وكان قد نهض عن مجلسه ووقف امامه ، امسك يدها التي تحمل الدبلة التي تربطها بخطيبها ونزع الخاتم منها
وضع حلقة الخاتم امام عيونها و:-
_لو علي الخطوبة فالخاتم مش في ايدك ، يعني مفيش رابط يجمعك بيه
قالها بسهولة شديدة ! كأنه سيرغمها علي تناول وجبة لا تحبها ! ليس يغرمها علي امر سيعود عليها بكل الخسائر ، وجودها معه الان اساسا يعد اول تلك الخسائر !

حسنا .. ستكمل الحوار لحتي نهايته لذا .. تابعت بهدوء:-
_من كلامك ومن طريقة مجيبتكم ليا انك عايز اي حد والسلام تجيب منه طفل ، مش هامك مين هو بالتالي مش هتتجوزه ، انا مقدرش علي كدا
كأنه فهم ما تحاول فعله واي سياسة ستتخذها معه في الحوار ، وكأنه جهز لكل شئيا مسبقا وعلم بكل الاسئلة التي ممكن ان تطرحها عليه فجهز لها الاجابة
لذلك قال:-
_هنتجوز علي سنة الله ورسوله
نظرت له بذهول فتابع هو:-
_انا مكنتش ناوي ابدا علي الجواز بس انتي عجبتيني واللي يعجبني لازم اريحه علشان يريحني
قالها وهو يغمز لها فصرخت بغضب من حديثه ومن الحال كله:-
_انت شكلك اتجننت 
وبالحقيقة .. تايسون لديه استعداد ان يتحدث معك مـدي اليوم وطوال الحياة لكن بصوتا منخفض ، اذا ارتفع فقط الي حد لا يستطيع تحمله ، ستري منه ما لا تستطيع ان تتحمله انت ايضا
ولذا عندما ارتفع صوتها امامه احكم قبضة يده حول ذراعها ليقربها نحوه جاعلا وجهه يقابل وجهها وعينيه تتواصل مع عيونها ، وهو يردف بتحذير:-
_نصيحة رقم واحد .. في حضرة تايسون صوتك ميعلاش علشان ميخفهوش من وش الدنيا خالص وانتي معاه كمان
 
اجفلت من حديثه ورغم قوتها التي ظهرت رغم قليل دمعت عيونها ، وظهر فيهم حيرتها من الامر الذي تعيشه لاول مرة ولم تتوقع يوما انها ستحي فيه ولا حتي بأحلامها واسواء كوابيسها .. لم يعطيها مجالا لـ التفكير او الرد وهو يقول:-
_مفيش مهرب مني ، دخلتي الحارة فملكيش طلوع ولو طلعتي يبقي لازم تدفعي قبل ما تطلعي تمن حريتك دي 
صمت لـ لحظة وتابع بقسوة:-
_والتمن هو طفل منك يكون من صلبي ..

وثم .. لا حديث اخر قيل بعد الذي قاله !

ابتعد عنها كما اقترب فجأة مرددا:-
_هسيبك انهاردة تفكري واتمني مسمعش غير اللي عايزه لانه كدا كدا هيحصل سوا وافقتي او رفضتي ، الفرق انه هيحصل بالغصب يا...
ابتسم هاتفا بأستفزاز:-
_عروسة 
. . .
ما حدث بعد ذلك لم تفقه هي ، حيث جاءت لها سيدة كبيرة بالعمر اخذتها من يدها وصعدت بها لـ الطابق العلوي ادخلتها لغرفة موضبة بأثاث عصري عكس الطابق السفلي ذو الاثاث الاثري ، وجدت علي الفراش منامة حريرية ذات ماركة مشهورة بـ بنطال طويل وكنزة طويلة بأكمال لونها ازرق ، نظرت لها بتعجب فقالت ام السعد:-
_الباشا جابهالك هي وكام طقم في الدولاب
واشارت لـ خزانة الملابس الموضوعة بإحدي اركان الغرفة متابعة حديثها:-
_علشان تتشطفي وعقبال ما تخلصي هجهزلك الفطار
لم ترد ولم تنتظر ام السعد الرد فلا يهمها ما ستقوله ، الاهم هو تنفيذ اوامر تايسون وفقط ، بعدما كادت تخرج وقفت عند الباب وكأنها تذكرت شيئا يجب ان يُقال ، حيث ضربت بيدها علي جبهتها وهي تردف بتذكر:-
_الباشا بيقولك متنسيش تفكري في اللي قالهولك

ثم خرجت واغلقت الباب ، ما ان خرجت حتي توجهت هي نحو شرفة الغرفة ، مشطت المكان حولها وجدت هناك رجلين يقفا عند بوابة المنزل الخارجي واثنين عند الداخلي ، كانت الشرفة كبيرة تطل علي المنزل من الامام وباقيتها تطل علي الجانب الاخر من المنزل ، من الجانب الاخر استطاعت ان تري الجانب الخلفي لـ المنزل ايضا ، وهناك كان يوجد بابا ايضا لكنه بلا حراس !
اذن .. ما جال بخاطرها تنفيذه سيكون سهلا جدا ...

ستهرب منه ، ستهرب من ذلك التايسون باسرع وقت واقرب فرصة ، لن تجعله ينال منها فليست هي من تستسلم لقدرا ظالما سيبوء عليها بالمصائب ..

ستهرب من ذلك الرجل مهما كلفها ذلك من جهد وتعب ، وان لم تفلح تلك المرة ستظل تحارب الي ابـد الدهر حتي تهرب من براثنه .........!!!!
. . . .
مواعيد الرواية ان شاء المولي يوميا الساعة 6 مساءا

  •تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent