رواية عناد الحب الفصل الثاني 2 - بقلم اسماء الاباصيري
2. فراق
يتهاوى على مقعده فى منزله فاقد الاحساس بما حوله .... مر اسبوعان على وفاتها كان خلالهم كالإنسان الآلى يقوم بمراسم الجنازة بمعاونة من والديه... و اللذان اشفقا على حالته بجانب حزنهم العميق على زوجته.
غير مصدق لما آل اليه الحال..قصره يسوده الحزن والكآبة بعد رحيلها .... اعطى العاملين اجازة مفتوحة والذين يتمثلون فى الدادة جميلة وحدها فهى لا تستطيع التماسك و هو فى الاساس بحالة لا يحسد عليها
فقدها
فقد محبوبته
فقد طفلته و زوجته
بسبب ماذا ؟!!!!!!
حادث لعين وعُطل فى فرامل سيارتها ادى الى سقوطها من فوق تلة .. لم يكن بإمكانهم التأكد ان كانت الجثة لها ام لا لولا تحليل الحمض النووي .. فقد كان كلاً من وجهها وجسمها مشوه من كثرة جروحه
طالبته الشرطة بتشريح الجثة ولكنه ابى بشدة ... يكفيه ما عانته قبل موتها.
الآن اصبح وحده لا رغبة له بالعيش...فبمرور اسبوعين زاد عمره سنتان اذاً كيف بعد فترة من الآن؟؟؟؟؟؟
يقاطع مكوثه وحيداً دخول شخص ما الى غرفة المكتب القابع بها آدم
......... : كفاية بقى اللي بتعمله فى نفسك ده ..... اسبوعين بحالهم مكلتش فيهم لقمة واحدة
.... فكرك هى هتفرح بحالتك دي ؟
لم يجيبه او يلتفت الى وجوده من الاساس
.......... : انا عارف ملك كانت بالنسبالك ايه واد ايه صعب فراقها ..... بس و بعدين .... تفتكر هى هتكون مرتاحة كده لما تشوفك تعبان ....... على الاقل كُل لقمة قوي بيها نفسك عشان خاطرها هي
آدم ببكاء : هي مش هنا .... مبقتش هنا ... سابتنى لوحدي يا معتز ... ليه ليييه عملت كده انا عمري ما زعلتها فى حاجة يبقى ليه تسيبنى ... ده ... ده انا كنت لسة مودعها الصبح و كنا كويسين سوا ... ليه حصل كده ليه؟
معتز : استغفر ربك يا ادم ...ايه هتعترض على قضاؤه .. ده عمرها و محدش بيموت ناقص عمر
آدم باستسلام : استغفر الله العظيم .... ياااارب قويني على فراقها ..... الهمنى الصبر و القوة من عندك يارب
معتز : امين يارب .. يلا اسمع كلامى وقوم كُل اى حاجة و بعدين استحمى واطلع نام شوية عشان ترتاح
آدم بهدوء : حاضر يا معتز .... لولاك انت وامى و ابويا مكنتش قدرت اعمل حاجة بجد شكراً يا صحبي ...... بس غريبة ان ايمن مش باين .... معقول معرفش باللى حصل
معتز : انا كمان مش عارف اوصله بس متقلقش هشوفه فين الاستاذ ده
اومأ له بهدوء وذهبا معاً لتناول الطعام
بعيدا عن قصرنا هذا نجد فتاة تكاد تبكي بدل الدموع دماً .. قلقاً وخوفاً على اقرب الناس الى قلبها .. مختفي منذ اسبوعان لا تستطيع الوصول اليه .. تموت شوقاً لتسمع صوته المرح يمازحها ويطمئنها على حاله
اين هو ؟ لما لا يجيب ؟ لما لا يسأل على احوالها ؟ .. لولا ظروف عملها التى ترغمها على البقاء فى هذه البلاد اللعينة لحجزت بأول رحلة عائدة الى وطنها بحثاً عن حبيبها الضائع
"انت فين يا اخويا ؟"
هذا ما كانت تردده اسيل خلال اسبوعان ... اوشكت على الجنون ... تتصل بأهلها ليخبروها انهم لا يدرون عنه شيئاً منذ فترة ... تموت قهراً على اهمالهم له منذ الصغر حتى اصبح شاب ليختار هو الابتعاد والاستقلال فى شقة خاصة به وحده والآن لاتدري عنه اي شئ
دلفت صديقتها و رفيقتها بالسكن الى غرفتها لتجدها على نفس الحال منذ اكثرمن اسبوع لتردف بدهشة
كارول : ياربي ... انتى لسة على وضعك ده يا بنتى ... اكيد حصلت ظروف معاه ... سافر او تليفونه ضاع او مش فاضي .... دايما كده بتتوقعي الاسوأ
أسيل ببكاء : انا اكتر واحدة عارفة اخويا .... ايمن ميقدرش يعدى عليه يومين من غير مانتكلم ... اكيد حصله حاجة ..... ثم اكملت برجاء ...... و النبي قوليلي انك عرفتى تاخدى اذن من مستر جورج بأنى انزل مصر
كارول : حصل فعلاً بس على شرط ... لازم ترجعي بعد اسبوع والا هتترفدى ... كفاية غيابك اليومين اللي فاتو
اسيل بحماس : حاضر حاضر بلغيه شكري وانى هرجع قبل اسبوع ان شاء الله .... اتطمن بس على ايمن وهاجي فوراً
.............
تعود بطلتنا الى ارض الوطن وكلها حماس لرؤية شقيقها انهت اجراءات المطار سريعاً وانطلقت مباشرة الى شقة اخيها والتى كثيراً ما قضت بها ايام ممتعة معه خلال الاجازات التى تعود فيها الى الوطن اثناء فترة دراستها.
تخرج مفاتيح المنزل بهدوء رغبة فى مفاجئته ولكنها هى التى تفاجئت برؤية جثة اخيها ملقاه على ارضية صالة المنزل والتى من هيئتها ادركت سبب اختفائه لمدة اسبوعان كاملان لتصرخ صرخة هزت جدران المنزل ويغشي عليها لتسقط بجانب جثة اخيها العزيز
..........................
يتبع.................
•تابع الفصل التالي "رواية عناد الحب" اضغط على اسم الرواية