Ads by Google X

رواية سوء تفاهم الفصل الثاني 2 - بقلم بتول عبد الرحمن

الصفحة الرئيسية

 رواية سوء تفاهم الفصل الثاني 2 - بقلم بتول عبد الرحمن 

سوء_تفاهم

رحمة سمعت كلام أمها بخبث وقررت تنفذه، مسكت التليفون بسرعة واتصلت بسامر اللي كان لسه مش عارف أي حاجة عن اللي حصل، أول ما رد عليها قالت بصوت متشوق "مش هسألك عن أخبارك، أكيد سمعت اللي حصل!"
سامر عقد حواجبه وقال ببرود "إيه اللي حصل؟"
ضحكت بخبث وقالت "إنت بجد مش عارف؟"
ردّ بنفاد صبر "ادخلي في الموضوع على طول."
قالت بخبث "ليلى هتتجوز."
 اتصدم وقال بسرعة "إيه؟!"
رحمة زودت من جرعة التلاعب وقالت " وهتتجوز بكره "
سكت لحظات كأنه بيحاول يستوعب الكلام، وبعدين قال بحدة "كذابة."
ضحكت وقالت بلهجة كلها خبث " عارف هتتجوز مين ؟! هتتجوز مراد"
هنا الصدمة كانت أكبر، كأنه اتخبط في الحيطة، قال بانفعال "بطّلي تلعبي بيا!"
ردّت رحمة بثقة "لو مش مصدق، ممكن تتأكد بنفسك بكل سهولة...بس بدل ما تتأكد وتضيع وقت، ممكن تكسب الوقت ده وترجع ليلى ليك، والفرصه قدامك"
أتردد شويه بس قال " قصدك ايه يعني؟!"
ابتسمت بخبث وقالت " لو الكل شكوا فيها وعرفوا انها قضت انهارده معاك، وقتها هيجوزوهالك"
قال بسخرية "إنتِ متخيلة إنهم لو شكوا فيها هيجوزوهالي؟ لا يا حلوة، أول حاجة هيعملوها إنهم يخلصوا عليها!"
قالت مكر "لو الموضوع اقتصر على البيت، هيلموه ويجوزوها ليك، بس لو الفضيحة خرجت بره، لو كل البلد عرفت… وقتها هيقتلوها"
"وأنتِ ناوية على إيه؟"
رحمة ابتسمت بخبث، لمست كتفه بلطف وقالت "هجيبهالك على طبق من دهب، بس إنت لازم تكون جاهز… الليلة."

ليلى كانت قاعدة على سريرها، دموعها بتنزل بهدوء وهي بتحاول تستوعب اللي بيحصل حواليها، الباب خبط بخفة، رفعت راسها بسرعة ومسحت دموعها بسرعة قبل ما تقول بصوت مبحوح "ادخل."
الخدامة دخلت وهي ماسكه في إيدها كوباية ماية وشريط دوا، قربت منها بحذر وقالت بصوت ناعم " ليلى هانم، بقالك كتير قاعدة لوحدك، شكلك مش مرتاحة... جبتلك برشام للصداع، يمكن ترتاحي شوية."
ليلى بصتلها بتردد، حست إن جسمها فعلاً متكسر من كتر التفكير والتوتر، مدت إيدها وخدت البرشام من الخدامة وبعدها شربت المايه، الخدامة نزلت بسرعة، لقت رحمة مستنياها بترقب، قربت منها وقالت بصوت واطي "خدته."
رحمة رفعت حواجبها بخبث وقالت "أكيد؟"
الخدامة هزت راسها بثقة "بلعته قدامي وشربت وراه ماية كمان."
ابتسامة انتصار ظهرت على وش رحمة وهي بتقول "تمام" 
طلعت رزمة فلوس من جيبها وادتهالها وهيا بتقول " محدش يعرف حاجه عن اللي حصل " 
اخدت الفلوس وهيا بتقول " انا لا شوفت ولا سمعت"

رحمة مسكت تليفونها بسرعة وكلمت سامر، أول ما رد بصوت متحفز قالت له بنبرة كلها خبث "جهز نفسك، الفرصة قدامك دلوقتي."
سامر بصوت حذر " عملتي ايه؟!" 
رحمة بابتسامة خبيثة "ليلى مستنياك في أوضتها… وهدخّلك بنفسي."
سامر ضحك بسخرية وقال "إنتي بتهزري؟ دي لو شافتني هتصرخ وتفضح الدنيا!"
رحمة ببرود "مش لما تكون في وعيها، خلتها تاخد حاجة هتخليها هادية… مش هتعرف حتى تفتح عينيها كويس."
سامر بصوت متحمس ومترقب " لو كده فأنا جاي حالا"
رحمة ابتسمت بانتصار وقفلوا المكالمة… كل حاجة ماشية حسب خطتها، ولسه المشهد الكبير لم يبدأ بعد.

A few minutes later
رحمة كانت ماشية قدام سامر بحذر، عينيها بتتحرك في كل الاتجاهات، بتتأكد إن محدش شايفهم، سامر كان وراها، خطواته تقيلة، عينيه مليانة لهفة شيطانيه، أول ما قربوا من أوضة ليلى، رحمة حطت إيدها على مقبض الباب بحذر، وبصت وراها، همست له "خليك ورايا، وماتعملش أي صوت."
سامر ابتسم بسخرية وهمس "إنتي واثقة إنها مش هتقاوم؟"
رحمة بعيون مليانة خبث "صدقني… مش هتعرف حتى تفتح عينيها."
فتحت الباب ببطء، ليلى كانت نايمة على السرير، أنفاسها هادية، ملامحها شاحبة تحت ضوء الأباجورة الخفيف، سامر دخل الأوضة بخطوات هادية، عينيه كانت مثبتة على ليلى اللي نايمة على السرير، ملامحها بريئة وهادية كأنها طفلة، رحمة قفلت الباب وراه بهدوء، وقفت جنبه وهمست "اهي… زي ما وعدتك، على طبق من دهب."
سامر ابتسم بسخرية، قرب منها بخطوات بطيئة، قلبه بيدق بقوة، مدّ إيده للمس خصلات شعرها، لكنها تحركت حركة خفيفة، كأن عقلها بيقاوم حتى في غيبوبتها.
وقف بسرعة، لف لرحمة وقال بصوت واطي فيه نبرة تردد "إنتي متأكدة إنها مش هتفوق؟"
رحمة بعيون مليانة خبث "خدت برشام تقيل… حتى لو فاقت، مش هتبقى في وعيها، بس أنت لازم تخلّص بسرعة قبل ما حد يطلع يشوفنا."
سامر لفّ يبص لليلى تاني، حسّ بحاجة غريبة… حاجة مش مريحة. كانت قدامه، سهلة وفي أضعف حالاتها، لكن فجأة، وكأن حاجة جواه صحيت، اتشنج مكانه. ليه حاسس إنه مش قادر يكمل؟
رحمة لاحظت تردده، قربت منه وقالت بصوت شبه هامس لكنه مليان سم "ما تقوليش إنك بقيت جبان؟… دي فرصتك الوحيدة، يا إما دلوقتي، يا إما تنسى ليلى للأبد."
سامر بلع ريقه، عينيه فضلت معلقة على ليلى اللي ما زالت نايمه ببراءه

مراد كان قاعد مع جده، جو البيت كان تقيل، واضح إن في حاجة مهمة عايز يقولهاله، بعد الترحيب والكلام المعتاد عن السفر، الجد اعتدل في قعدته، سحب نفس عميق، وبعدها قال بنبرة حاسمة "عايزك تستعد، بكره كتب كتابك على بنت عمك ليلى."
سأله بصدمه " ايه ؟!'
الجد بصله بجمود "زي ما سمعت، ده قراري، ومفيش نقاش."
مراد شد نفسه بحدة، مسح على وشه وهو بيحاول يستوعب الكلام اللي سمعه، وبعد لحظة صمت، قال بحدة "بس انا مش موافق."
"بتقول إيه؟" صوت الجد كان تقيل، نبرته فيها تحذير واضح، لكن مراد كان مصمم.
"بقول إني مش موافق، مش هقبل أني أتجوز واحدة فجأة كده من غير حتى ما أعرف السبب."
الجد ضرب بعصايته على الأرض بقوة، صوته علي شوية وهو بيقول "مفيش رفض في كلامي، ليلى هتبقى مراتك، غصب عن أي حد!"
بصله وقاله بتحدي "وليه الإصرار ده فجأة؟ في إيه؟"
بصله بصه طويله وبعدها قال ببرود "أنت هتتجوز ليلى لأنها لازم تتجوز، واللي مش عايز ينفذ كلامي... الباب يفوّت جمل."
مراد وشه كان مليان غضب، لكن قبل ما يتكلم، الجد قال بجمود "فكر كويس، لأنك لو رفضت، يبقى مش بس بتخرج من الجوازة دي، أنت بتخرج من العيلة كلها."
سكت لحظه ووقف بثبات، نبرته كانت قاطعة وهو بيقول "يبقى أخرج من العيلة."
 ملامحه اتغيرت، عصبيته بانت عليه وهو بيضرب الأرض بعصايته بقوة أكبر "بتقول إيه يا ولد؟!"
مراد لف ووشه كله تحدي "أنا مش هقبل حد يفرض عليَّ حياتي، ولو ده معناه أني مش من العيلة دي، يبقى خلاص، أعتبر نفسي خرجت منها."
الجد ضيق عينيه وهو بيبص له، غضبه كان واضح، لكن في نفس الوقت كان بيدرسه
"هتخسر كل حاجة يا مراد."
مراد ابتسم بسخرية، رفع حاجبه وقال بهدوء
"ما أظنش إني كنت كسبان حاجة أصلاً."
"آخر كلامك؟"
" ومعنديش غيره، انا مش عيل صغير عشان تفرض عليا قرارات بالنيابه عني " 
الجو كان مشحون ومراد قرر قراره خلاص 

عند ليلى، رحمه قربت منها منها وبدأت تقلعها هدومها، قبل ما تقرب منها سامر وقفها " إنتي بتعملي إيه؟"
رحمة رفعت عيونها له، نظرتها مليانة خبث وثقة وقالت "إنت مش عايزها؟ مش ده اللي كنا مخططين له؟"
لما شافها بتكمل وتبدأ تحرك هدوم ليلى، قرب منها ومسح على وشه بتوتر قبل ما يمسك إيدها بقوة، صوته كان حاد "بطلي، مش هعمل كده."
رحمة رفعت حاجبها باستغراب، سحبت إيدها وقالت بسخرية "ليه؟ خايف عليها؟"
سامر شد نفس عميق، وهو بيحاول يخفي التوتر اللي بدأ يظهر عليه، وقال بحزم "مش كده اللي اتفقنا عليه، إنتي قلتي نثبت إنها…" سكت لحظة كأنه مش قادر ينطق الكلمة، وبعدين كمل "بس مش بالصورة دي."
رحمة قربت منه، حطت إيدها على كتفه وقالت بنبرة ناعمة لكن وراها سمّ "سامر، إحنا محتاجين دليل… الصور دي هتكون كارتنا الرابح، وقتها محدش هيقدر يفتح بقه، لا جدها، ولا مراد، ولا حتى أبوها، كلهم هيجروها ليك غصب عنهم."
سامر عضّ شفايفه، عيناه رايحة جاية بين ليلى اللي نايمة ومش دريانة بأي حاجة، وبين رحمة اللي واقفة قدامه مستنية منه كلمة واحدة بس، وفجأة، ولا كأن حاجة ضربته، سامر سحب خطوة لورا، عنيه كانت فيها تردد واضح وهو بيقول "لاء… مش كده"
رحمه زهقت وقالت " مش بمزاجك يا سامر، دلوقتي هتنفذ اللي انا عايزاه والا هنزل لجدي أقوله انك هنا، ها قولت ايه؟!" 
عرف انها بتستغله بس مكانش عنده حل تاني، بصلها وهز راسه بتأكيد
يتبع.......
بارت 2
بقلم بتول عبد الرحمن

  •تابع الفصل التالي "رواية سوء تفاهم" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent